فينيق فلسطين
25-05-11 ||, 08:19 PM
مرارة الذكريات
سمعت من أبي قصة روتها دموع عينيه وآهاته المتكررة، قصة عِشق بَتُوليةُ المظهر والجوهر، ............قصة لم تحدث حكايتها بأي مِصرٍ من الأمصار،بدايتها العز والفخر وأخرها الذل والقهر.
يقول كان لي في أيام شبابي عَشيقة ليست كالعشيقات، جمال تتمناه الجميلات، وأنه كان لي معها ذكريات ُعشقٍ يحسدُها القريب والبعيد، أحببتها ولم أُحبِبْ أحدا مثلها، وصفُها فاق كل وصف، ... كريمة مِضيافة، سَمحةٌ معطاءة،،إذا أعطيتها تعطيك ،تفوح منها أنواع كثيرة من العطور، عِطرُ البرتقال والليمون...وأريج النرجس البري والزعتر، ولها عطاء لا يُجارى وسخاء لا يُبارى . أما جمالها فحدث ولا حرج، هادئة الطباع، طيبة العشرة، تحب العطاء وتكره الظلم، باعُها ممدود للعون والمساند ،كريمة كالبحر، ومؤنسة كالقمر، تطرب لصوت الناي وزقزقة العصافير، تربو وتهتز لعزف المحراث والمنجل، تعشق النور وتكره الظلام، ديمومتها في الشمس ، تفرح لسعادتي وتغضب لحزني .. .وهنا تَخرج من صدر أبي تنهيدة عميقة، تَنمُ عن حُزنٍ وجرح ٍعميقٍ ما زال بداخلة. فيقول كنت أصعد على كتفها لأطُلَ على ذاك الجسد الجميل، فأرى النضارة والبِِشارة والوجه الحسن، أراها بثوبها المُمَيز وقد طُرِّزَتْ عليه أجمل الألوان بأجمل الزهور فكانت في أبها حُلةٍ رأتها عينَّي، جمال يعجز عن وصفه اللسان.وهنا تحشرج الصوت في حَلقِ أبي وانفجر بالبكاء، ثم تمالك نفسه وأكمل الحديث،يقول أهٍ .. يا ولدي لقد كانت تلك الصفات وذاك الجمال سبب لِفِرَاقنا الطويل ، وأحزان تُثقلُ الميزان وتشيب منها الوِلدان .... .
......أقول لك صراحة لم أندم على شي ندمي على أنني لم أصنع لها يوم ّإذٍ عباءة تقيها حسد الحاسدين وتحميها من طمع الطامعين.
يا ولدي أصبحت في يوم من الأيام ، فوجدنا أحد الطامعين يستولي عليها عِنوة ويدعي أحقيتهُ بها ، .............أراد أخذها عروساً له وهي له كارهه.. سمعتُ صراخها فهببت لنجدتها وساندني أخوتي .
فقد تمسك بها وأحاطها بكل وسائل الدفاع لكننا لم نستطع إفلاتها منه . ثُم جاء أهلُ الإصلاح فتآمروا على ضعفي وقرروا إبعادي عنها إلى أن يجدوا حلا لمشكلتي، ستون سنة ؟؟؟،وأنا بانتظار ذالك الحل لكني يا بُنيَّ لم تهدأ لي حال حتى أ ُُُكْحِلَ عينَيَّ برؤيتها، وأني منذُ ذالك اليوم ما هبطت عزيمتي عن المطالبة بعودتها،ستون سنة؟؟ ولم تكتحل عيوني برؤيتها، غَزا الشيب مَفرِقي، وفقدت قُوَّتي لكني لم أفقد أملي برؤيتها... وعزائي بك يا بُنَي ِّأن تُكمل المشوار من بعدي إن توفاني الله واختارني إلى جواره،أوصيك بالبحث عنها مؤمنا بحق عودتها .
واعلم يا ولدي: وصيتي أنّ مفتاحَ عودتها هذه الرصاصة) و لكن اجعل مع الرصاصة قوة الصبر، وصدقِ التفاني والتضحية، فإن معشوقتي غالية ومهرها فاقُ المال والجاه - وما أخذ بالدم لن يعود إلا بالدم- .بذالك ستعود، ،وستُخبِرُكَ عن ذكرياتنا. وأوصيك: أن تُخبرها أن حبي لها طوال هذه الفترة لم ينقص قيد أنملة... وأوصاني: إن عادت أن أحافظ عليها وأُكرِمَها،فهي سليلة حسب ونسب،وأن أُحضر شيئا من أثرِها وأن أضعه على قبره علَّه يشّتَّمَ رائحتها فيرتاح في قبره. قلتُ له بعد عمرٍ طويل يا أبي. وهنا سألتُ أبي مُتطفلا، عن أسمها ؟ فقال إنها دُرَةٌ غالية أسمها ) فلسطــــــــــــين (عَلّمهُ أبنائك وأحفادك . وهنا وضعَ رأسهَ على كتفي ونام ؟؟؟؟وكانت نومته الأخيرة
لا تنسوا أهل فلسطين من دعائكم
بقلم أخوكم
فينيق فلسطين
25/5/2011
سمعت من أبي قصة روتها دموع عينيه وآهاته المتكررة، قصة عِشق بَتُوليةُ المظهر والجوهر، ............قصة لم تحدث حكايتها بأي مِصرٍ من الأمصار،بدايتها العز والفخر وأخرها الذل والقهر.
يقول كان لي في أيام شبابي عَشيقة ليست كالعشيقات، جمال تتمناه الجميلات، وأنه كان لي معها ذكريات ُعشقٍ يحسدُها القريب والبعيد، أحببتها ولم أُحبِبْ أحدا مثلها، وصفُها فاق كل وصف، ... كريمة مِضيافة، سَمحةٌ معطاءة،،إذا أعطيتها تعطيك ،تفوح منها أنواع كثيرة من العطور، عِطرُ البرتقال والليمون...وأريج النرجس البري والزعتر، ولها عطاء لا يُجارى وسخاء لا يُبارى . أما جمالها فحدث ولا حرج، هادئة الطباع، طيبة العشرة، تحب العطاء وتكره الظلم، باعُها ممدود للعون والمساند ،كريمة كالبحر، ومؤنسة كالقمر، تطرب لصوت الناي وزقزقة العصافير، تربو وتهتز لعزف المحراث والمنجل، تعشق النور وتكره الظلام، ديمومتها في الشمس ، تفرح لسعادتي وتغضب لحزني .. .وهنا تَخرج من صدر أبي تنهيدة عميقة، تَنمُ عن حُزنٍ وجرح ٍعميقٍ ما زال بداخلة. فيقول كنت أصعد على كتفها لأطُلَ على ذاك الجسد الجميل، فأرى النضارة والبِِشارة والوجه الحسن، أراها بثوبها المُمَيز وقد طُرِّزَتْ عليه أجمل الألوان بأجمل الزهور فكانت في أبها حُلةٍ رأتها عينَّي، جمال يعجز عن وصفه اللسان.وهنا تحشرج الصوت في حَلقِ أبي وانفجر بالبكاء، ثم تمالك نفسه وأكمل الحديث،يقول أهٍ .. يا ولدي لقد كانت تلك الصفات وذاك الجمال سبب لِفِرَاقنا الطويل ، وأحزان تُثقلُ الميزان وتشيب منها الوِلدان .... .
......أقول لك صراحة لم أندم على شي ندمي على أنني لم أصنع لها يوم ّإذٍ عباءة تقيها حسد الحاسدين وتحميها من طمع الطامعين.
يا ولدي أصبحت في يوم من الأيام ، فوجدنا أحد الطامعين يستولي عليها عِنوة ويدعي أحقيتهُ بها ، .............أراد أخذها عروساً له وهي له كارهه.. سمعتُ صراخها فهببت لنجدتها وساندني أخوتي .
فقد تمسك بها وأحاطها بكل وسائل الدفاع لكننا لم نستطع إفلاتها منه . ثُم جاء أهلُ الإصلاح فتآمروا على ضعفي وقرروا إبعادي عنها إلى أن يجدوا حلا لمشكلتي، ستون سنة ؟؟؟،وأنا بانتظار ذالك الحل لكني يا بُنيَّ لم تهدأ لي حال حتى أ ُُُكْحِلَ عينَيَّ برؤيتها، وأني منذُ ذالك اليوم ما هبطت عزيمتي عن المطالبة بعودتها،ستون سنة؟؟ ولم تكتحل عيوني برؤيتها، غَزا الشيب مَفرِقي، وفقدت قُوَّتي لكني لم أفقد أملي برؤيتها... وعزائي بك يا بُنَي ِّأن تُكمل المشوار من بعدي إن توفاني الله واختارني إلى جواره،أوصيك بالبحث عنها مؤمنا بحق عودتها .
واعلم يا ولدي: وصيتي أنّ مفتاحَ عودتها هذه الرصاصة) و لكن اجعل مع الرصاصة قوة الصبر، وصدقِ التفاني والتضحية، فإن معشوقتي غالية ومهرها فاقُ المال والجاه - وما أخذ بالدم لن يعود إلا بالدم- .بذالك ستعود، ،وستُخبِرُكَ عن ذكرياتنا. وأوصيك: أن تُخبرها أن حبي لها طوال هذه الفترة لم ينقص قيد أنملة... وأوصاني: إن عادت أن أحافظ عليها وأُكرِمَها،فهي سليلة حسب ونسب،وأن أُحضر شيئا من أثرِها وأن أضعه على قبره علَّه يشّتَّمَ رائحتها فيرتاح في قبره. قلتُ له بعد عمرٍ طويل يا أبي. وهنا سألتُ أبي مُتطفلا، عن أسمها ؟ فقال إنها دُرَةٌ غالية أسمها ) فلسطــــــــــــين (عَلّمهُ أبنائك وأحفادك . وهنا وضعَ رأسهَ على كتفي ونام ؟؟؟؟وكانت نومته الأخيرة
لا تنسوا أهل فلسطين من دعائكم
بقلم أخوكم
فينيق فلسطين
25/5/2011