المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غـازي القصيبي إلى رحمة الله



مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم



إنتقل إلى رحمة الله في صباح هذا اليوم 15- أغسطس _ 2010 أحد رواد الأدب والتجارة والصناعة وحب الوطن
كان القصيبي مؤمناً حقيقياً، تنويرياً، عفيفاً.اخرج بكتاباته السعودية من الرسمية الى الانسانية.خدم بلاده وصبر على حروب شنت ضده بلا معنى


قال يوما " نودّع من يمضي و نقفوا سبيله،،، كما سار إثر الصوت و اجتازه الصدى،،، "

وفي آخر مقابلة صحفية له قال: الأوقات التي أقضيها في دراسة القرآن وتأمله من أكثر الأوقات ثراءً في حياتي" . غازي القصيبي

رحمك الله رحمة واسعه أستاذنا غازي القصيبي

مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:33 PM
لمعرفة رحلة غازي القصيبي الأدبية .. ستجدونه في هذا المقال .

"
رحلتي مع غازي القصيبي





التقيته بداية في “استراحة الخميس”، وعرفت منذ الوهلة الأولى أنه ليس “رجل جاء وذهب”، بل هو رجل جاء ليبقى، رجل جاء لهذه الدنيا لتبقى سيرته “حياة في الإدارة”

عرفته أستاذا ومحاضرا، وزيرا وسفيرا، كان ومازال يقف و“التنمية وجها لوجه”، يبذل جهده وماله ووقته كي يقدم الحل عن “التنمية والأسئلة الكبرى” على طبق من ذهب للأجيال القادمة.

كان محبا للشعر ذواقا له، وهناك “في خيمة شاعر” التقيته للمرة الثانية، لتبدأ الأمسية ب“أشعار من جزائر اللؤلؤ” وتنتهي ب“قوافي الجزيرة”

كان واسع الثقافة شديد الاطلاع على “إلمام بغزل الفقهاء والأعلام”، أحدث “ثورة في السنة النبوية” بتساؤلاته المشروعة وآراءه القائمة على فهمه للنصوص، فيتم تسليط “أضواء على الأنباء” ويشن أبناء القبيلة عليه حربا لا هوادة فيها

دعوني “عن قبيلتي أحدثكم”، اتهموه في دينه ونعتوه بالشاعر الضال مستشهدين بسورة الشعراء، مما جعلني أتساءل “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟”، و“حتى لا تكون فتنة”، كتب “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة” ليصبح ك “الأشج” مجروح الكرامة ومردود الشهادة

في ذلك الحين بدأ “الخليج يتحدث شعرا ونثرا” عن مشاكل “العولمة والهوية الوطنية” و“الغزو الثقافي” فلم أجد بدا من إكمال تعليمي بين “أمريكا والسعودية” ومصر ولندن، ف “في رأيي المتواضع” أن داوها بالتي كانت هي الداء.

ذهبت الى “بيت” غازي طالبا مشورته، فوجدته قد سبقني إلى هناك، لحقت به في بلاد الغربة، استقبلني بابتسامته المعهودة ولطفه الأخوي، وتلا علي شيئا من “أبيات القصيد” قبل أن يأخذني إلى “شقة الحرية” حيث محل إقامتنا.

قدمني بداية لرفقاء السكن، فأصبحت الشقة تحوينا نحن الأربعة، أنا وغازي وناجي و“سحيم”.

في محطات الغربة حدثت “مصاحات ومغالطات وقضايا أخرى”، وتعرفنا فيها على “سبعة” رجال، كان منهم الفيلسوف والشاعر، السياسي والنفساني، رجل الأعمال والإعلامي، تجمعهم “معركة بلا راية” وادعاء كاذب بأن كل ما يقومون به هو خدمة للقضية و“للشهداء”

انهينا سويا تعليمنا، وجاءنا “صوت من الخليج” يحثنا على “العودة إلى الأماكن القديمة”، لكني اخترت “العودة سائحا إلى كاليفورونيا”، وهناك قرر غازي أن يجمعني بفريد زمانه، ووحيد عصره “أبوشلاخ البرمائي”، الذي ما أن رآنا حتى شرع في الحديث “عن هذا وذاك”


كان لأبي شلاخ مئات المغامرات وآلاف القصص العجيبة الغريبة، فكانت “تجربة اليونسكو ودروس الفشل”، وكانت مغامرته الأشهر والأكثر إثارة مع “الجنية” المغربية.

عدنا إلى لندن ليستلم “سعادة السفير” مهامه الرسمية بعد أن أوصى به أبوشلاخ، وكان لابد في البداية من “قراءة في وجه لندن” قبل أن نغادر إلى باريس لحضور مؤتمر “دنسكو” كأولى المهام الرسمية

لم يمر وقت طويل على مكوثنا في لندن، حتى جاءتنا دعوة لحضور حفل راقص على شرف “الأسطورة ديانا”، وهناك كان منعطف آخر لقصتي

لمحت غازي يقف “مع ناجي ومعها”، اتجهت ناحيتهم فألقت الي بنظرة وكأنها تعرفني، فرددت “يا فدى ناظريك”، أخذتها جانبا لأسمعها أول “أبيات غزل” ألهمتني إياها وأقطف لها “مئة ورقة ياسمين” من شرفة القصر الملكي


هناك في “حديقة الغروب” حيث تلتقي أرواحنا، نروي عطشنا ب“قطرات من ظمأ”، أهديها “عقد من الحجارة” و“مئة ورقة ورد” لتصنع منها “ورود على ضفائر سناء”





قضيت السنوات اللاحقة أعيش “حكاية حب” مع “سلمى” وأعمل مع غازي الذي لا يكف عن طلب “المزيد من رأيي المتواضع” في شتى المجالات والقضايا التي تعرض له، ولم أكن أبخل عليه ب“أقوالي غير المأثورة”

ثم حدث ما لم يكن بالحسبان وجاءت “أزمة الخليج، محاولة للفهم”، وكنا بحكم موقعنا “في عين العاصفة”، فكانت العودة إلى أرض الوطن و“باي باي لندن” ووداعا سلمى

أنزل في أرض المطار، عائدا إلى مدينتي التي غبت عنها لسنوات وسنوات، أتعجب مما حولي، تصيبني الدهشة، أقبل الأرض وأخاطبها قائلا: “أنت الرياض” وها قد عدت إليك، هنا ولدت وهنا أريد أن أموت.

أصابتني “الحمى” لفراق سلمى، واختفى “اللون عن الأوراد” لأقضي الأيام اللاحقة في “العصفورية” أكتب “أبيات القصيد” وأقرأ “قصائد أعجبتني” لعلي أستعيد عافيتي أو أموت عشقا.

كان غازي يرقبني من بعيد ليكتب “سيرة شعرية”، ويرثيني“مرثية فارس سابق” متحدثا عن عاشقين “هما” أنا و“سلمى”.

مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:35 PM
بعض ما قال ..

"نحتاج عرابا يزرع في ادمغة الشباب ان تركهم الأجنبي يقوم بالعمل بينما هم رقود، هو عار عظيم"
الدكتور غازي القصيبي


وقال حين كان وزير صناعة:" يستحيل ان يكون حولك مادة لاتساهم(سابك)في صناعتها."


لا يعلم كثيرون ان القصيبي،رحمه الله،هو عرّاب سابك، وابوها الروحي وسابك هي أحدى الشركات لسعودية للصناعات الأساسية
واحدة من الشركات العالمية الرائدة في صناعة الكيماويات ، والأسمدة ،والبلاستيكيات، والمعادن




"أعتبر العمر أثمن من أن أضيعه في سجال عقيم مع كل من يبدي رأياً سلبياً في شخصي الضعيف"
.غازي


د. غازي القصيبي : كنت - ولا أزال - أرى أن هذا العالم "يتسع لكل الناجحين " بالغاً مابلغ عددهم

مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:42 PM
رغم بعض التحفظات على بعض افكاره الإنفتاحية التي جعلت سببا لمحاربته من قبل بعض الجماعات الإسلامية
ولكن كان مثالا لهم في الأحترام والأخلاق و إختلاف الآراء لا يفسد للود قضية .

مايهزك ريح
15-08-10 ||, 05:50 PM
الله يرحمه ويغفر له

مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:52 PM
في جريدة الوطن السعودية...


عبدالله ثابت
أوراق حميمة: غازي القصيبي.. واقفاً


• أيا غازي الليل.. كلّ الكلام رأى نحبهُ، وكل الكلام على بابكم تضوّر صمتاً، وفقداً كبيراً تمكّن منّا.. وحباً ورهبهْ! أيا غازي الليل، حرّك لنا بعض كفّك، نبرتك الحلوة البيّنات، وخمّن لنا قدراً لائقاً بالرجالْ، ثم قل للبنات؛ جميع البنات: أنا سيد الليل.. حتى يطيح جنود الهوى، أنا واقفٌ رغم أنف الثرى والسماء! أيا غازي الليل.. هيّا، وحطّ على نافذةٍ من غمام ونخلٍ وماء!.
• مرةً ثانية يا غازي.. أمسّي وتمسي عليك صرخات الفلاحين في جنبات الدنيا، ونقول لك: لا بدّ أن أول شيء لمس هذه الأرض، وحط رجليه عليها كان مخلوقاً شديد الحميمية والوحدة. لم يكن له جسد، كان وقتاً له قدمان. نعم.. كان هو بذاته أول ثانيةٍ تقطر من جديلة هذا الوجود الليلي على تراب الأرض.. كان ذلك المخلوق ساكتاً ومليئاً بالانتظار، وكان اسمه "الفجر"، ولم يعرف حينها أنه الوقت الوحيد الذي أمكنه أن يسبق ضوء الشمس الفاتن. كان هذا في زمنٍ بعيدٍ جداً، عندما كانت الأرض قفراً من الأشياء والذاكرة!.
• مرةً ثانية يا غازي.. لا بدّ أن ذلك "الفجر" عندما أحسّ بدفء الطين تحت رجليه في أول مسّة، بقي واقفاً بمكانه لزمن، وقبل أن يبدأ أول خطواته على الأرض تلمّس جنبيه، فوجد تحت أضلاعه اليمنى لفافةً شفافة.. فكّها فوجد في باطنها "الموسيقى" تحيط بها "حناجر" لا حصر لها، فرفع لفافته تلك في الجوّ، ونفضها بوجه الرياح.. وهكذا كان الفجر هو أول من ملأ الدنيا بالموسيقى والحناجر. ثم تلمّس جنبه اليسار فوجد تحت أضلاعه اليسرى "الشعر" وحواليه رؤوسٌ حرّة وقليلة، فسحب لفافته الأخرى برفق، ثم نفضها أيضاً في وجه الرياح والمطر.. وهكذا كان الفجر أيضاً هو أول من لوّن الدنيا بالكلمات والشعراء!.
• مرةً ومرة ومرة يا غازي.. خطا الفجر خطوته الأولى، ومشى ومشى طويلاً حتى تآلف مع الطين والجبال والرمل، وأحب الوديان والبحر والعشب الأخضر، واطمأن إلى القرى كثيراً، وصار الفجر وهو ينزل على الأرض كل يوم كلما سمع حنجرةً تغني أو جبهةً تهمس بكلمة شعر، أو مشت إلى أذنية نغمة موسيقى، تذكر مكانها تحت جنبيه، وضمّها وقال لها "أنت من جنبي"..
http://www.youtube.com/watch?v=mxSguNUFqYY
• يقول غازي القصيبي (بتصرف عابر): "لا تتبعوني، دعوني، واقرأوا كتبي، فبين أوراقها تلقون أخباري/ إن ساءلوكم فقولوا لم أبع قلمي، ولم أدنس بسوق الزيف أفكاري!".

مجموعة إنسان
15-08-10 ||, 05:58 PM
قصيدة الدكتور غازي القصيبي وهو على فراش المرض





أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل

أغالب الألام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل

فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل

وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل

وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل

يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل

قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل

الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل

مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل

أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل

ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل

يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل

أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل

على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل

هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل

تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل

طير الغرام
15-08-10 ||, 06:49 PM
الله يرحمــه برحمتــه ويغمــد روحــه الجنـــه
آميــــن

الاديبةالصغيرة
15-08-10 ||, 08:47 PM
اه يا مجموعة انسان .. قلبي يؤلمني كثيرا لرحيلة وقد كنت اتمنى ان اجلس معه يوما...

ليس ككل الكتاب ولكنه كاتب له في قلبي مكانة شاعر ومشاغب.. راوي لقصص تعيش معه مرحلة تاريخية سياسية.. وله من الثقافة ماإبدع في هو وهي.. تجاوز بنا شقاوة الشباب في شقة الحرية واعطانا درسا في الحذر في الكوت.. تألق وتمرس في الجنية والعصفورية كانت كسيف حوله من وزير لسفير..تعلمت منه ان المنصب يخلق ابداع القلم.. ويوسع مدركات الفكر.. كان صامتا في حياته وله الكثير من التصريحات.. قال يوما الحرب القادمة هي حرب الماء.. واليوم نعاني شح الماء .. عاني من المرض وكتب لابنته أروع القصيد ليودعها ويقول لها لا تبكي..! رحل اليوم وزير العمل والشاعرالسعودي غازي القصيبي بعد ان عانئ من المرض.. رحل وقلبي يبكيه.. الله يرحمك ..

الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
١٥-٨-٢٠١٠ ١١
صباحا مونتريال

الاديبةالصغيرة
15-08-10 ||, 10:34 PM
غازي القصيبي في سطور ومشهد فيديو

http://www.alarabiya.net/articles/2010/08/15/116675.html

الله يرحمه برحمته

حلم الطفوله
15-08-10 ||, 10:59 PM
قال يوما في قصيدة الموت وجلاجل


بسط الموت يا جلاجل كفيه

فكان العطاء من غير باخل




رحل كما سنرحل نحن بلحظة ما

رحمك الله يا غازي وإنا لله وإنا إليه راجعون

الهيثــم
16-08-10 ||, 02:02 AM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ..

عظم الله أجر أهله وذويه ومحبيه ومتابعيه ..

دمعة شوق
16-08-10 ||, 04:09 AM
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جنآآتـه

مــهــابه
16-08-10 ||, 03:57 PM
الله يرحمه ويغفر له ..

قصايد غلا
16-08-10 ||, 09:05 PM
الله يرحمه و يغفر له

يا بخت من مات في هالشهر الفضيل =)

جنون امرأة
17-08-10 ||, 05:02 AM
‏​اللَّـْہ يرحمه ..

الـمـسـتـانـس
18-08-10 ||, 12:43 AM
الله يرحمه ويغفر له ويصبر أهله

العجيبة
18-08-10 ||, 02:32 AM
الله يرحمـــه ويغفـــــر له....

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:31 AM
رحلة غازي القصيبي بين المرض والموت يرويها رفيق دربه ( هزاع العاصمي)

http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=582855&issueno=11586

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:33 AM
"أصدقاؤك يستطيعون التعايش مع فشلك؛ ما لا يستطيعون التعايش معه هو نجاحك. )

حياة في الإدارة. ص 70

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:35 AM
عائض القرني في الفقيد غازي القصيبي

http://aawsat.com/details.asp?section=44&article=582721&feature=1&issueno=11585

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:37 AM
بقلم علي بن طلال الجهني في غازي القصيبي

http://www.alarabiya.net/views/2010/08/17/116853.html?sms_ss=twitter

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:37 AM
الأديب عبدالرحمن الراشد في الدكتور غازي القصيبي
http://www.alarabiya.net/views/2010/08/17/116825.html?sms_ss=twitter

مجموعة إنسان
18-08-10 ||, 03:41 AM
رثاء في الفقيد


زياد الدريس



(1)

أصعب الكتابات هي المراثي ..

وأصعب المراثي هي الصدوقة ..

وأصعب المراثي الصدوقة هي الكاذبة ، بسبب عجزها عن استيفاء كل الرثاء المستحق .

وأصعب ذلك كله أن ترثي أشخاصا ً ماتوا سويا ً في شخص واحد اسمه « الفردي « : غازي القصيبي !


(2)

غازي القصيبي ، ظاهرة واستثناء ونسيج وحده ، وكل مافي اللغة من تعبير عن حالة الاكتناز المعرفي والسياسي والاجتماعي التي كان يحتويها جسد واسم الغازي .

هو الأكاديمي ، هو الشاعر ، هو الروائي ، هو السياسي ، هو الدبلوماسي ، هو الكاتب السلس هو المتحدث الآسر ، هو المتفق عليه وهو المختلف عليه .

هو كل ذلك .. هو الغزاة لساحتنا وأسماعنا وأبصارنا وأذواقنا وحبنا وبغضنا وتراثنا وحداثتنا ، هو الغزاة وليس غازي واحد فقط .

وهو ككل « الغزاة « حورب بشراسة لكنه حارب أيضا بضراوة ففتح قلوبا واستعمر جزرا ومدائن ومشاعر، وأصبح ككل الغزاة محبوباً من البعض ومحذورا من آخرين ، لكن هؤلاء الآخرين كانوا يتقلصون من يوم لآخر ، حتى أصبح الغازي زعيماً في جزيرة الثقافة .


(3)

في أسبوع باريسي هادئ تعرفت على غازي الحقيقي .

كان ذلك حين قدم أمسيته الشعرية الخالدة في مقر منظمة اليونسكو بباريس يوم 11 ابريل 2009 . ثم مكث بعدها في باريس سبعة أيام لا يلوي فيها على شيء سوى الاسترخاء والقراءة والتأمل .

في ختام أمسيته التي حضرها قرابة 1000 فرنسي وعربي ، رأيت كيف تكالب الناس عليه بعد الأمسية .. يريدون توقيعه أو التصوير معه . كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سعوديا ً « نجما ً» ، من غير الفنانين أو اللاعبين ، يتحاشد عليه الجمهور بهذه الصورة .

هل في الساحة السعودية الثقافية « نجم « غير غازي القصيبي ؟!

بل كم عدد النجوم الثقافية في العالم العربي كله ، ممن تحققت فيهم شروط الاستقطاب ؟

سوف تقرأون في الأيام القادمة كثيرا ً ممن يقول: قال لي غازي ، كتب إلي غازي ، هاتفني غازي .. كلهم يقولون هذا ، وأقوله معهم ، لأن غازي نجم .. والتواصل مع النجم أمر منعش !


(4)

افتتحت تلك الأمسية الشعرية « اليونسكية « بكلمة ، نشرتها بعد ذلك في مقالة بعنوان ( غازي في آخر غزواته ) ، وبالفعل تحقق العنوان الذي ليته لم يتحقق ، فكانت تلك الأمسية عام 1430 ه ، 2009 هي آخر أمسية شعرية وآخر مشاركة منبرية له في حياته ، رحمه الله .

قلت في افتتاح الامسية انه ( محارب «غازي» لا يتوقف عن الغزو..

غزا الجزر الأكاديمية المعزولة فبقي فيها ما بقي، ثم صنع زورقه وهرب.

غزا صحارى السياسة المهلكة.. فلم يهلك، بل عاد بقربة ماء أكبر من التي ذهب بها.

غزا حدائق الدبلوماسية فظن البعض بأنه سيلدغ حتما بإحدى عقارب تلك الحدائق الخضراء، أو سيتسمّم في إحدى وجبات الدبلوماسية الوفيرة، لكنه لم ينج فحسب بل روّج للقاح مضاد للدغات والتسمّمات الدبلوماسية.

غزا الشعر فقالوا هنا سيقتله الشعر كما قتل غيره من قبل، لكنه لم يُقتل بل أحيا الشعراء الذين قُتلوا من قبل.

غزا الرواية فقالوا هنا سيستسلم، لكنه لم يمتنع عن الاستسلام فقط بل منع حتى أبطال رواياته من الاستسلام في نهاية الرواية أمام القرّاء.

واستمرّ يغزو ويغزو، ولم يتوقف عن الغزو يوماً.. وأنّى له أن يتوقف وقد سمّاه أهله «غازي».

لو أن كل واحد منّا سيصنع في حياته ما يليق باسمه لهلك الناس بأسمائهم.. بين جواد ومقدام وصيّاد وكمال وناصر ونمر. لكن (غازي) قبل تحدي أهله، وأعلن الغزو طوال حياته، لكن لحسن حظ الجيوش أن غازي استبدل الغزو المدني بالغزو العسكري، فكانت معاركه كلها بالإبداع.. يفتح قصيدة ويحرّر رواية ويستعمر قلب قارئ!

هل رأيتم غازياً يضع سلاحه؟!

وهاهو « الغازي « المحبوب يضع اليوم سلاحه.


(5)

قد نجد وزيرا ً بدلا ً عن غازي ..

وقد نجد سفيرا ً بدلا ً عن غازي ..

وقد نجد شاعرا ً بدلا ً عن غازي ..

وقد نجد روائيا ً بدلا ً عن غازي ..

وقد نجد قائدا ً وكاتبا ً ومتحدثا ً ، لكننا كيف نجد كل هذا في شخص واحد بديل عن غازي ؟

كيف نجد غازيا ً بدلا ً من غازي ؟!

رحل آخر « الغزاة « المحترمين .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله ، كل أعماله ، في ميزان حسناته .. آمين .


* سفير المملكة لدى اليونسكو
** نقلاً عن "الرياض" السعودية

المزوحي
22-08-10 ||, 08:12 PM
الله يرحمه برحمته

غرور أنثى
24-05-11 ||, 01:55 AM
اّلْلـْْ♡ـْْہُ يرحمه