صريح
10-08-10 ||, 05:14 PM
ليت الأمر توقف عند «بولو»!!
المصدر: سامي الريامي التاريخ: 10 أغسطس 2010
صديق عزيز أرسل لي رسالة نصية بمجرد وصوله مدينة ميونيخ الألمانية، يقول فيها «ممكن تقولي وين يوزعون (تي شيرتات بولو) على المواطنين في ميونيخ»!
بدت المسألة كأنها طرفة، لكني بدأت أضحك عليها من كل قلبي عندما بدأت أعد مواطني الإمارات المتجولين في منطقة «المارين بلاتز» وهم يزينون صدورهم بشعار لاعب البولو الشهير وهو على صهوة جواده، وعلى أكتافهم رقم (3)، للدرجة التي أصبح فيها ذلك الـ«تي شيرت» علامة للمواطن الإماراتي في ميونيخ.
لا مشكلة في ذلك إطلاقاً، فهناك أكثر من «آوت ليت» في ألمانيا تبيع قمصاناً وألبسة من ماركات مختلفة وبأسعار معقولة، كما أن الأمر كان هيناً لو أنه توقف عند لبس الماركات الغالية، فهي أصبحت متاحة للكل، ولله الحمد «الخير وايد» على الرغم من الأزمة، ولا نحسد في ذلك أحداً.
ولكن من الواضح جداً أن هناك عادات وأموراً أخرى بدأت تظهر على كثير من سياح الإمارات، لم تكن مألوفة، ولم تكن أبداً من صفات أهل الإمارات، بالطبع سأكون مخطئاً لو عمّمت، وأعتقد أن كثيرين آخرين مازالوا يحتفظون باعتدالهم وتواضعهم، ولكن مسألة التفاخر، بل المبالغة في هذا التفاخر، وجدت طريقاً سهلاً إلى قلوب أعداد أخرى من «ربعنا» على غير عادة هذا الشعب الطيب، الذي لم يعرف عنه أبداً طوال السنوات الماضية حبه لـ«الخقة» أو«الفشخرة»!
وإلا ما الرسالة التي يريد أن يبعث بها أحدهم، وهو يوقف سيارته الـ«رولز رويس» أمام باب فندق شهير، وهي تحمل لوحة محلية من الإمارات ذات رقم مميز، ولا يكاد يحركها سوى مرة أو مرتين في اليوم؟!
هل في شحن سيارات فارهة إلى مدينة أوروبية مكتظة، أي بطولة مثلاً، أو فوائد تذكر، إلا ترسيخ تلك الصورة النمطية السلبية عن هؤلاء العرب، أصحاب الثراء الفاحش الذي لا يستحقونه؟ وبالتالي يحسدنا عليه مختلف شعوب العالم، ونصبح في وسائل إعلامهم مادة للتندر والتهكم والسخرية.
ناقشت هذا الأمر مع أصدقاء كثر، منهم رجال أعمال ناجحون ومميزون، ولديهم من الإمكانات المالية ما يؤهلهم لشحن أربع سيارات من طراز أفضل من سيارة صاحبنا، ومع ذلك فهم يستأجرون سيارات عائلية تناسبهم وتناسب هدفهم من الزيارة والسياحة، فقال لي أحدهم بالحرف الواحد «أنا هنا أمثل أهلي، وأمثل دولتي، وأهلنا وقادتنا علمونا منذ صغرنا على التواضع وعدم الاستعلاء».
بالتأكيد لسنا أغنى شعوب العالم، وهناك أعداد لا حصر لها من «مليونيرات» العالم من مختلف الجنسيات، لكن تصرفات من هذا النوع لا نراها في شوارع أوروبا إلا من الخليجيين تحديداً، وفي السنوات الأخيرة بدأ إماراتيون يدخلون ساحات المنافسة في التفاخر والتباهي وبقوة.. ولا فخر!
هناك من اليابانيين من يملكون ثروات هائلة، لكنهم أكثر شعوب العالم اقتناعاً بثقافة التوفير، كما أنك لن تستطيع التمييز أبداً بين السائح الياباني الثري وغيره، فممارساتهم واحدة، وعلى الرغم من وجود رجال أعمال يابانيين يقضون عطلة نهاية الأسبوع قادمين من طوكيو للعب الغولف في ملاعب دبي فقط، فإنني لم أشاهد يابانياً في سيارة «رولز رويس» تحمل لوحة طوكيو على شارع الشيخ زايد!
::
:
سطحية فالتفكير لا اكثر
المصدر: سامي الريامي التاريخ: 10 أغسطس 2010
صديق عزيز أرسل لي رسالة نصية بمجرد وصوله مدينة ميونيخ الألمانية، يقول فيها «ممكن تقولي وين يوزعون (تي شيرتات بولو) على المواطنين في ميونيخ»!
بدت المسألة كأنها طرفة، لكني بدأت أضحك عليها من كل قلبي عندما بدأت أعد مواطني الإمارات المتجولين في منطقة «المارين بلاتز» وهم يزينون صدورهم بشعار لاعب البولو الشهير وهو على صهوة جواده، وعلى أكتافهم رقم (3)، للدرجة التي أصبح فيها ذلك الـ«تي شيرت» علامة للمواطن الإماراتي في ميونيخ.
لا مشكلة في ذلك إطلاقاً، فهناك أكثر من «آوت ليت» في ألمانيا تبيع قمصاناً وألبسة من ماركات مختلفة وبأسعار معقولة، كما أن الأمر كان هيناً لو أنه توقف عند لبس الماركات الغالية، فهي أصبحت متاحة للكل، ولله الحمد «الخير وايد» على الرغم من الأزمة، ولا نحسد في ذلك أحداً.
ولكن من الواضح جداً أن هناك عادات وأموراً أخرى بدأت تظهر على كثير من سياح الإمارات، لم تكن مألوفة، ولم تكن أبداً من صفات أهل الإمارات، بالطبع سأكون مخطئاً لو عمّمت، وأعتقد أن كثيرين آخرين مازالوا يحتفظون باعتدالهم وتواضعهم، ولكن مسألة التفاخر، بل المبالغة في هذا التفاخر، وجدت طريقاً سهلاً إلى قلوب أعداد أخرى من «ربعنا» على غير عادة هذا الشعب الطيب، الذي لم يعرف عنه أبداً طوال السنوات الماضية حبه لـ«الخقة» أو«الفشخرة»!
وإلا ما الرسالة التي يريد أن يبعث بها أحدهم، وهو يوقف سيارته الـ«رولز رويس» أمام باب فندق شهير، وهي تحمل لوحة محلية من الإمارات ذات رقم مميز، ولا يكاد يحركها سوى مرة أو مرتين في اليوم؟!
هل في شحن سيارات فارهة إلى مدينة أوروبية مكتظة، أي بطولة مثلاً، أو فوائد تذكر، إلا ترسيخ تلك الصورة النمطية السلبية عن هؤلاء العرب، أصحاب الثراء الفاحش الذي لا يستحقونه؟ وبالتالي يحسدنا عليه مختلف شعوب العالم، ونصبح في وسائل إعلامهم مادة للتندر والتهكم والسخرية.
ناقشت هذا الأمر مع أصدقاء كثر، منهم رجال أعمال ناجحون ومميزون، ولديهم من الإمكانات المالية ما يؤهلهم لشحن أربع سيارات من طراز أفضل من سيارة صاحبنا، ومع ذلك فهم يستأجرون سيارات عائلية تناسبهم وتناسب هدفهم من الزيارة والسياحة، فقال لي أحدهم بالحرف الواحد «أنا هنا أمثل أهلي، وأمثل دولتي، وأهلنا وقادتنا علمونا منذ صغرنا على التواضع وعدم الاستعلاء».
بالتأكيد لسنا أغنى شعوب العالم، وهناك أعداد لا حصر لها من «مليونيرات» العالم من مختلف الجنسيات، لكن تصرفات من هذا النوع لا نراها في شوارع أوروبا إلا من الخليجيين تحديداً، وفي السنوات الأخيرة بدأ إماراتيون يدخلون ساحات المنافسة في التفاخر والتباهي وبقوة.. ولا فخر!
هناك من اليابانيين من يملكون ثروات هائلة، لكنهم أكثر شعوب العالم اقتناعاً بثقافة التوفير، كما أنك لن تستطيع التمييز أبداً بين السائح الياباني الثري وغيره، فممارساتهم واحدة، وعلى الرغم من وجود رجال أعمال يابانيين يقضون عطلة نهاية الأسبوع قادمين من طوكيو للعب الغولف في ملاعب دبي فقط، فإنني لم أشاهد يابانياً في سيارة «رولز رويس» تحمل لوحة طوكيو على شارع الشيخ زايد!
::
:
سطحية فالتفكير لا اكثر