فرفوش
06-01-10 ||, 08:59 PM
طارق الحبيب: «البويات» يحتجن إلى طبيب نفسي وليس واعظاً دينياً
http://www.emaratalyoum.com/Articles/2010/1/PublishingImages/1_6_2010/ar04-060110-01_small.jpg
كشفت فتاتان لبرنامج تلفزيوني بثته قناة أبوظبي الأولى عن تفاصيل لافتة لحياة المسترجلات من واقع تجربتهما الشخصية، إذ أبدت الأولى رغبتها في الزواج والإنجاب من حبيبتها، بينما قالت الثانية إنها لم تكن تميل إلا إلى النساء. وأشار استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب إلى انتشار ظاهرة الفتيات المسترجلات أو ما يعرف بـ«البويات» في دول الخليج، موكداً أن نسبتها تختلف بحسب المجتمع والثقافة السائدة، وأن «الشخص الشاذ يحتاج إلى علاج نفسي حال رغب في التغيير، على أن يكون العلاج من قبل مختص نفسي مدركاً للحالة وقادراً على إخضاعها للتدرج العلاجي، وليس واعظاً دينياً يعتمد على مبدأ الحلال والحرام».
وأوضح الحبيب في لقاء على قناة أبوظبي الأولى حول موضوع الفتيات المسترجلات ضمن برنامج «خطوة» للدكتور خليفة السويدي، أن «المسترجلات أو (البويات) ظاهرة منتشرة في جامعات ومدارس عدة، فمنهن من تشعر بأنها أنثى من الداخل لكن لديها ميول مثلية، توجهها الرغبة الجنسية، ومنهن من لديهن اضطراب في الهوية، حيث تشعر داخلياً بأنها ذكر في جسد أنثى مكتملة أعضاؤها الأنثوية».
وعرض البرنامج حالتين لمسترجلات، الحالة الأولى مسترجلة تدعى بدرية، فضلت أن يناديها مذيع البرنامج باسمها الذكوري (بندر) خصوصاً أنها اعتادت أن تنادى بهذا الاسم منذ طفولتها من قبل والدتها وقريباتها، وترى في تشبهها بالرجال في الشكل والتصرفات والتفكير حرية شخصية، وتقول بدرية أو (بندر) «لا يمكن أن أتخيل نفسي أنثى، خصوصاً أن المحيطين بي كانوا يلقبونني باسم بندر لتصرفاتي الصبيانية، وبمرور السنون طغت شخصية بندر على بدرية، فصرت أشتري ملابسي من المحال الرجالية، وأقص شعري مثل الأولاد عند حلاق رجالي كان يأتي إلى المنزل، وتعايشت مع شخصية بندر وشعرت بأني ذكر، فظهر ذلك على تصرفاتي وحركاتي، أغلب الناس لم يتقبلوني وآخرون اعتادوا على مظهري، ومع الأيام تعرفت إلى (مها) وهي فتاة جميلة، وتوطدت علاقتي بها، فصرنا نلتقي في منزلي أو في أحد الفنادق».
وتابعت بدرية «أحب صديقتي وأنوي السفر للخارج والزواج بها، وفكرت أن نكون أسرة وننجب أطفالاً عن طريق إخضاعها لعملية إخصاب في أحد المراكز الطبية، وأمارس دوري معيلاً للأسرة»، مؤكدة «لست مريضة نفسية أحتاج إلى علاج، لأنني أعبر عما أشعر به».
وفي اتصال هاتفي بالبرنامج أكدت (مها) صديقة بدرية أنها تحاول مساعدتها بإبعادها عن الشذوذ والوقوف إلى جانبها، وأشارت إلى أن علاقتها ببدرية وصلت في مرحلة سابقة إلى حدود العلاقة الجنسية بين الزوجين، إلا أنها أعادت النظر في بعض الممارسات المحرمة، لافتة إلى أنها تعاني ضعفاً في الشخصية وبمجرد التعرف إلى بدرية وجدت الدعم والاهتمام، مؤكدة أنها لو وجدت رجلاً بمثل مواصفات بدرية كالاهتمام والحب لما ترددت في الزواج به وترك بدرية.
والحالة الأخرى لـ«أم حمدان» امرأة متزوجة ولديها ميول جنسية مثلية، تعتقد أن لديها نقصاً في العاطفة والحنان، تحب أن تعامل على أنها ذكر، إلا أن المجتمع المحافظ الذي تنتمي إليه وقف عائقاً أمام تحررها.
وتقول أم حمدان «أعاني نقصاً شديداً في الحنان والحب، حاولت تعويضهما بمظاهر الرجولة، واسترجلت وأنا على يقين بأني أنثى، وتماديت حتى قرر أهلي تزويجي، فوافقت لعل ذلك يصلح من شأني، الأمر الذي باء بالفشل، خصوصاً مع حصولي على الحرية التي كنت محرومة منها في منزل أهلي»، وتتابع أم حمدان «حاولت التوقف عن هذا السلوك إلا أنني لا أحب زوجي ولا أميل أصلاً إلى الرجال، وعرضت نفسي على أطباء نفسيين إلا أنهم كانوا يعالجون بمبدأ الحلال والحرام، الذي أنا على يقين به وإلا لما طلبت المساعدة»، اليوم أم حمدان التائبة على حد وصفها تؤكد أنها لن تعود للشذوذ وإن كانت لا تميل إلا إلى النساء.
وأوضح الحبيب أن «هناك أربعة محاور قد تنتج شخصاً شاذاَ هي المحور الجيني، والشكل الخارجي، والشعور الداخلي والمحور الهرموني، والمتمثل في الاضطرابات الهرمونية التي تحصل مع الأشخاص الذين لديهم ميول للجنسين، خصوصاً في الثكنات العسكرية والمدارس الداخلية حيث المتاح من الجنس نفسه».
وجرم الحبيب بصفته مفتياً نفسياً المعاقبة بالشعور، طالما لم يقدم الشاذ على الممارسة الجنسية، مشيراً إلى أن «المجتمعات الغربية أعطت حقوقاً للمثليين منها حق الزواج، وعالج المختصون النفسيون الحالات الراغبة في العلاج بتخفيف الشعور بالذنب، إلا أننا لا نطالب بمنحهم حقوقاً إنما نسعى إلى علاج القضية، خصوصاً أن مسألة فقدان الهوية إحدى الإشكاليات التي تهدد دول الخليج». وقال إن «التفريق بين الذكور والإناث في المنزل أمر ضروري، حيث تتشكل الهوية الجنسية في عمر مبكر يراوح بين سنتين وثلاث سنوات، أما التوجه الجنسي أو الميل الجنسي وهو الأخطر فيتشكل في فترة متأخرة، فتظهر على الذكر الذي يتربى في محيط كله إناث ملامح النعومة، والعكس مع الأنثى التي تتربى وسط ذكور فتظهر عليها ملامح الخشونة وان كانت ملامحها الخارجية أنثوية». وأشار إلى أن «الأب على وجه التحديد يلعب دوراً بارزاً في حياة الأبناء الذين يرون فيه القدوة والصلابة التي تؤثر في شخصية الولد والمحبوب المستقبلي بالنسبة للفتاة، إذ إن معظم المسترجلات والمخنثين ينشأون في مجتمعات يغيب فيها الأب عن الأسرة». ويقسم العلاج النفسي الشواذ إلى قسمين، الأول الراغبون في التغيير، والثاني غير الراغبين في التغير، وهؤلاء لا علاج لهم طالما هم غير مقتنعين بفكرة التغيير أصلاً، ويبدأ العلاج بكبت الشهوات الجنسية وعدم تنفيسها إلا مع الجنس المغاير في صورة شرعية محللة، وإيقاف الخيالات المثلية من خلال الانقطاع عن ممارسة العادة السرية، وأخيراً التطهير العلاجي بمزاحمة الإيجابيات للسلبيات وفرض عقاب ذاتي يبذل فيها مجهوداً.
http://www.emaratalyoum.com/Articles/2010/1/Pages/05012010/01062010_9d48156ea0bb4bee873879ed25231caf.aspx
http://www.emaratalyoum.com/Articles/2010/1/PublishingImages/1_6_2010/ar04-060110-01_small.jpg
كشفت فتاتان لبرنامج تلفزيوني بثته قناة أبوظبي الأولى عن تفاصيل لافتة لحياة المسترجلات من واقع تجربتهما الشخصية، إذ أبدت الأولى رغبتها في الزواج والإنجاب من حبيبتها، بينما قالت الثانية إنها لم تكن تميل إلا إلى النساء. وأشار استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب إلى انتشار ظاهرة الفتيات المسترجلات أو ما يعرف بـ«البويات» في دول الخليج، موكداً أن نسبتها تختلف بحسب المجتمع والثقافة السائدة، وأن «الشخص الشاذ يحتاج إلى علاج نفسي حال رغب في التغيير، على أن يكون العلاج من قبل مختص نفسي مدركاً للحالة وقادراً على إخضاعها للتدرج العلاجي، وليس واعظاً دينياً يعتمد على مبدأ الحلال والحرام».
وأوضح الحبيب في لقاء على قناة أبوظبي الأولى حول موضوع الفتيات المسترجلات ضمن برنامج «خطوة» للدكتور خليفة السويدي، أن «المسترجلات أو (البويات) ظاهرة منتشرة في جامعات ومدارس عدة، فمنهن من تشعر بأنها أنثى من الداخل لكن لديها ميول مثلية، توجهها الرغبة الجنسية، ومنهن من لديهن اضطراب في الهوية، حيث تشعر داخلياً بأنها ذكر في جسد أنثى مكتملة أعضاؤها الأنثوية».
وعرض البرنامج حالتين لمسترجلات، الحالة الأولى مسترجلة تدعى بدرية، فضلت أن يناديها مذيع البرنامج باسمها الذكوري (بندر) خصوصاً أنها اعتادت أن تنادى بهذا الاسم منذ طفولتها من قبل والدتها وقريباتها، وترى في تشبهها بالرجال في الشكل والتصرفات والتفكير حرية شخصية، وتقول بدرية أو (بندر) «لا يمكن أن أتخيل نفسي أنثى، خصوصاً أن المحيطين بي كانوا يلقبونني باسم بندر لتصرفاتي الصبيانية، وبمرور السنون طغت شخصية بندر على بدرية، فصرت أشتري ملابسي من المحال الرجالية، وأقص شعري مثل الأولاد عند حلاق رجالي كان يأتي إلى المنزل، وتعايشت مع شخصية بندر وشعرت بأني ذكر، فظهر ذلك على تصرفاتي وحركاتي، أغلب الناس لم يتقبلوني وآخرون اعتادوا على مظهري، ومع الأيام تعرفت إلى (مها) وهي فتاة جميلة، وتوطدت علاقتي بها، فصرنا نلتقي في منزلي أو في أحد الفنادق».
وتابعت بدرية «أحب صديقتي وأنوي السفر للخارج والزواج بها، وفكرت أن نكون أسرة وننجب أطفالاً عن طريق إخضاعها لعملية إخصاب في أحد المراكز الطبية، وأمارس دوري معيلاً للأسرة»، مؤكدة «لست مريضة نفسية أحتاج إلى علاج، لأنني أعبر عما أشعر به».
وفي اتصال هاتفي بالبرنامج أكدت (مها) صديقة بدرية أنها تحاول مساعدتها بإبعادها عن الشذوذ والوقوف إلى جانبها، وأشارت إلى أن علاقتها ببدرية وصلت في مرحلة سابقة إلى حدود العلاقة الجنسية بين الزوجين، إلا أنها أعادت النظر في بعض الممارسات المحرمة، لافتة إلى أنها تعاني ضعفاً في الشخصية وبمجرد التعرف إلى بدرية وجدت الدعم والاهتمام، مؤكدة أنها لو وجدت رجلاً بمثل مواصفات بدرية كالاهتمام والحب لما ترددت في الزواج به وترك بدرية.
والحالة الأخرى لـ«أم حمدان» امرأة متزوجة ولديها ميول جنسية مثلية، تعتقد أن لديها نقصاً في العاطفة والحنان، تحب أن تعامل على أنها ذكر، إلا أن المجتمع المحافظ الذي تنتمي إليه وقف عائقاً أمام تحررها.
وتقول أم حمدان «أعاني نقصاً شديداً في الحنان والحب، حاولت تعويضهما بمظاهر الرجولة، واسترجلت وأنا على يقين بأني أنثى، وتماديت حتى قرر أهلي تزويجي، فوافقت لعل ذلك يصلح من شأني، الأمر الذي باء بالفشل، خصوصاً مع حصولي على الحرية التي كنت محرومة منها في منزل أهلي»، وتتابع أم حمدان «حاولت التوقف عن هذا السلوك إلا أنني لا أحب زوجي ولا أميل أصلاً إلى الرجال، وعرضت نفسي على أطباء نفسيين إلا أنهم كانوا يعالجون بمبدأ الحلال والحرام، الذي أنا على يقين به وإلا لما طلبت المساعدة»، اليوم أم حمدان التائبة على حد وصفها تؤكد أنها لن تعود للشذوذ وإن كانت لا تميل إلا إلى النساء.
وأوضح الحبيب أن «هناك أربعة محاور قد تنتج شخصاً شاذاَ هي المحور الجيني، والشكل الخارجي، والشعور الداخلي والمحور الهرموني، والمتمثل في الاضطرابات الهرمونية التي تحصل مع الأشخاص الذين لديهم ميول للجنسين، خصوصاً في الثكنات العسكرية والمدارس الداخلية حيث المتاح من الجنس نفسه».
وجرم الحبيب بصفته مفتياً نفسياً المعاقبة بالشعور، طالما لم يقدم الشاذ على الممارسة الجنسية، مشيراً إلى أن «المجتمعات الغربية أعطت حقوقاً للمثليين منها حق الزواج، وعالج المختصون النفسيون الحالات الراغبة في العلاج بتخفيف الشعور بالذنب، إلا أننا لا نطالب بمنحهم حقوقاً إنما نسعى إلى علاج القضية، خصوصاً أن مسألة فقدان الهوية إحدى الإشكاليات التي تهدد دول الخليج». وقال إن «التفريق بين الذكور والإناث في المنزل أمر ضروري، حيث تتشكل الهوية الجنسية في عمر مبكر يراوح بين سنتين وثلاث سنوات، أما التوجه الجنسي أو الميل الجنسي وهو الأخطر فيتشكل في فترة متأخرة، فتظهر على الذكر الذي يتربى في محيط كله إناث ملامح النعومة، والعكس مع الأنثى التي تتربى وسط ذكور فتظهر عليها ملامح الخشونة وان كانت ملامحها الخارجية أنثوية». وأشار إلى أن «الأب على وجه التحديد يلعب دوراً بارزاً في حياة الأبناء الذين يرون فيه القدوة والصلابة التي تؤثر في شخصية الولد والمحبوب المستقبلي بالنسبة للفتاة، إذ إن معظم المسترجلات والمخنثين ينشأون في مجتمعات يغيب فيها الأب عن الأسرة». ويقسم العلاج النفسي الشواذ إلى قسمين، الأول الراغبون في التغيير، والثاني غير الراغبين في التغير، وهؤلاء لا علاج لهم طالما هم غير مقتنعين بفكرة التغيير أصلاً، ويبدأ العلاج بكبت الشهوات الجنسية وعدم تنفيسها إلا مع الجنس المغاير في صورة شرعية محللة، وإيقاف الخيالات المثلية من خلال الانقطاع عن ممارسة العادة السرية، وأخيراً التطهير العلاجي بمزاحمة الإيجابيات للسلبيات وفرض عقاب ذاتي يبذل فيها مجهوداً.
http://www.emaratalyoum.com/Articles/2010/1/Pages/05012010/01062010_9d48156ea0bb4bee873879ed25231caf.aspx