مشاهدة النسخة كاملة : أرواح تصرخ في أجسادها_ مخيم الأمل 19
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:13 AM
أرواح تصرخ في أجسادها.. مخيم الأمل الـ 19
نفوس المتطوعين,,!
لقد بدأ المخيم ليس رسميا ولكن فعليا.. بدأ منذ شهرين في نفوس تعودت أن أرى الكثير منها ينتظر شوقا لكل مايحويه المخيم من أحداث .. بدأ ربما كسولا قليلا ولكن نشاط الأيام القادمة نثر بذوره.. قبل فترة من الزمن كنا نجتمع مع سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي,, لتحدثنا أنها تتمنى أن تشاهد في هذه السنة في كل لجنة ثلثها من المتطوعين الجدد.. وليس هذا بالغريب فالتطوع رسالة علمتنا إياها لنعلم غيرنا.. فمتى ماوصلت تربى جيل جديد وتعلم ليبدأ نواة في مجال أخر بأخلاق تعلمها بيننا وكيف أن العمل المتقن المتجدد النية يحكمه..
بالأمس في تمام الساعة السادسة مساء (15-1-2009) .. ملأت قاعة الأمل للصم بعدد من متطوعي مخيم الأمل .. حيث كان الحرص على التواجد من القدامى قبل الجدد.. هنا يتجدد اللقاء سنويا ويتكرر ليؤكد أننا هنا ننتظر الأيام الأخيرة قبل الأنطلاقة .. ننتظر بشوف يتلاحم مع الحب ليرى هذا المكان يمتلئ بضحكات الأطفال وبكاء البعض ممن يتخوف من التجربة الأولى.. في تلك السويعات كان الصمت البادي على الوجوه يتحرق بالداخل لأن يبدأ العمل وينطلق موسم جديد يتجدد في الأرواح ويصرخ بصمت العمل الجميل.. كنت أجلس في الصف الأخير أشاهد من غاب قبل من حضر وأتذكر سنوات ست مرت على وجودي في هذه القاعة .. كل تلك المشاركات وكل تلك الصور التي تمر علي سنة بعد أخرى من المخيم 14 وحتى الآن.. كثيرة هي الذكريات وكثيرة هي التغيرات التي جرت ولكن مالم يتغير وأوقن أنه لن يتغير حب المتطوع في أن يعود كل سنة ليشارك في المخيم منذ أول يوم في الأجتماعات وفي ورش العمل.. متطوعوا مخيم الأمل وكما تصفهم تفاحة الشيخة جميلة .. ذهب غاص في الأعماق ينتظر من يخرجه وهم في نقاء يوصف بنقاء الماء الزلال..
كانت ورشة العمل تتصف بزخم من المعلومات التي حرصت اللجنة العليا بتزويدنا اياها حتى نتعلم في كل مرة أن الطفل المعاق شخص مثلي ومثلك وأن اختلفت المقومات الجسدية والعقلية .. فهو يحتاج ونظرا لأعاقته لأن نعرف فقط كيف نتعامل معه وليس أن نتجاهله.. بدأ الحديث مع الأستاذة منى عبدالكريم والتي أحببت دائما صدقها وتفانيها في العمل مع ذوي الأعاقة.. وكيف أنه عنصر يشع نشاطا وأملا.. كان في طرحها الكثير من الحقائق التي تعلمناها وتعلمتها شخصيا لأول مرة.. لم تقل أننا يجب أن نبتعد عن الطفل المعاق ذهنيا بل وضحت كيف أنه طفل يحتاج لأن يحس بالأمان وبالمشاعر المعتدلة .. لا أنكر في يوم أنني كنت أخافهم وخوفي ليس لأنهم قد يؤذونني ولكن لعدم معرفتي وقدرتي على التعامل معهم فهم يبادلونك فورا مشاعر معنونة بابتسامة جميلة.. هم شخص وأشخاص مثل أي فرد منا .. وكم يؤلمنا دائما أن لا نتواصل معهم كما يؤلمهم ذلك .. لكننا نتعلم دائما أن المحاولة وعدم التردد هو مفتاح أول لكل الأبواب.. تلك نفوس في دواخلها أصوات صارخة بجمال هذا الكون لا تعرف اليأس ولا تدري كيف تخاطب الوحدة .. جهلت معنى الانعزال فأصبحت فردا يحيا بيني وبينك.. يطالبني بأن أشاركة وأعانق معه مفهوم التواصل والشراكة .. وبين حب العمل وحب المعرفة جسر لا ينكسر .. شكرا أستاذتنا ...!
وكم هم جميلون ذو الأعاقة الصم .. لا يتحدثون ولكن يعرفون كيف يصلون لقلوبنا .. منذ أول مخيم لي وأنا أشاهد حركات أيديهم التي ولجت لقلبي لتسبب له مشاعر متداخلة من الحب والشوشرة فأنا كنت ولازلت أجهل اسلوب حديثهم ولكني أدرك كما يدرك كل متطوع معي أننا نستطيع أن نخلق معهم اسلوبا حواريا جديدا يتكون من محاولاتنا في رسم الكلمات باشارات توصل لهم مانريد وأن كانت علامات التعجب على وجوههم أكثر مانواجه لأننا لا نتمكن من ايصال مانريد بسهولة.. ذو الأعاقة السمعية .. من الأناس الذين حباهم الله ذكاء.. ونظرة أراها في عيونهم .. في تفاهمهم وتناسيهم كل أنواع الضوضاء التي نسمعها نحن.. يحتاج فقط لأن تدرك أن لغة حواره هي يده وعينه .. فلا تتجاهل أن نتظر في وجهه أو أن تتواصل معه .. هم روح جميلة لاتصرخ إلا بجملة .. نحن أيضا موجودون ..!!
شكرا أستاذ صلاح على معلوماتك الجميلة..!
ذو الكراسي أو الاعاقة الحركية . . كلمات اختصرها الأخ مايد العصيمي حين قال " هو معاق يحتاج لكرسيه التي هي قدمه ليصل إلى أي مكان" .. الكرسي الذي سمعت من كثيرين أنه أصبح صديقا لهم وأنه أصبح أكثر من مجرد وسيلة .. بل هي أداة تحركهم كما تتحرك نحن مشاعرنا.. لا يحتاجون سوى أن نفهم كيف ومتى نقدم المساعدة وكيف نتعامل مع هذه الوسيلة التي أن أسأنا استخدامها حرمناهم من الكثير وأقعدناهم نحن دون حراك .. فلكل متطوع ولكل انسان ..يجب أن تفهم سمفونية هذا الكرسي ونعي جميعا أن روحا تتعلق به وأن انسانا لم تعقه حياته ولا رجله بل ربما نعيقه نحن حين ننظر فقط لعجلات كرسي وننسى فردا يجلس وننسى عقلا يملؤه الكثير من الأبداع والحياة .. !
متطوعوا المخيم كل عا م وأنتم بخير .. كل عام ونفوسكم بخير .. وكل عام أراكم بخير ..!
الأديبة الصغيرة
مريم البلوشي
16-1-2009
1:42 ظهرا..
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:16 AM
السبت 17-1-2009
حين يلج المرء في أولى الساعات الصباح يحس أن المكان لايزال يعيش الكسل المبيوت في ليلة الأمس.. لازال العاملون يحملون كل الادوات والمعدات ويحاولون أن يتسارعوا لينهوا كم الأعمال المتبقية في جدول اليوم الطويل. . كان الحديث ذو شجون عن تلك الأيام الأولى لمشاركتي في المخيم وكيف أن السنوات تأتي ليهدأ في نفسي ذلك الوهج المتألق في روح المخيم .. كنا نحس أن الهدوء هذا غير طبيعي وأنه لايزال ينكر أعلاننا بأن المخيم بدأ وبدأت تظاهراته .. لايزال صمت النفوس يخيم ولا تسمع إلا لأمنيات بأن يتجمع المتطوعون بسرعة ليبدؤا كل أنواع الحياة والحركة في هذا المكان الذي لايزال يحتاج لصراخ ..!
كنت اتجول في محاولة لنسيان ذلك الهدوء .. لم يكن في خاطري سوى أن أنظر للسيارات القادمة وأرتقب وصول الأطفال .. كانت البوابة مرمى لعيني وكان الكل يرقب أن يمتلئ المكان بوجودكم لنسعد بهم فهم من لأجلهم نحن هنا..!
وفجأة ..!
تذكرت السنة الماضية بدخولهم .. سلمت عليهم .. كان وفدا من وفود سلطنة عمان التي نافست اليوم على كأس الخليج وأنا أرقب هؤلاء الأطفال الذين جاؤوا من هناك من ذلك المكان الذي تحدى الأعاصير وبنى كل ما خرب لأن نفوس أهله لا تعرف اليأس ولا ترضى بالأستسلام .. سارة طفلة مدت يدها لي قبل أن أمدها أنا .. بدأت تسألني عن حالي وأنا الحرية بالسؤال .. حجزت لها في ذاكرتي مكان كما فعل بشار (من الكويت) في السنة الماضية.. سارة ومن معها من أطفال صم .. جعلوا قلبي ينبض ليحس مرة أخرى بكل مشاعر الأمل.. وبأننا لانزال نحمل تلك المشاعر المغلفة بالشوق لهم .. أطفال يحملون كل ألوان الورد في بسمتهم .. وفي داخلنا يحتلون مكانا لا يقل عن من سبقهم .. هم من يلج إليك دون أن تشعر ولا أن تدري متى أحببتهم .. يتحدثون إليك ويحاولون أن لا يندمجوا إلا معك.. سارة وفريقها .. شعلة من النشاط والأنضباط فهم يسمعون كلام معلمتهم ولا يحاولون أن يتجاهلوها.. جلسوا ووقفوا وأنا أرقبهم.. صباح الخير ياسارة ..!
مضى اليوم وأنا أحاول أن أنظر من حولي لكل من يأتي ولكل من لم يأتي بعد.. كل المتطوعون وكل الوفود.. جميل أن يبدأ المخيم .. أن يدب فيه الحياة فنفوسنا عطشة لأن تعطي وتأخذ الكثير ولا نقولها إلا صدقا فهموم الحياة وضغوطه تنتهي هنا بين هذه النفوس وبين كل الأخلاص المتواجد خلف الكواليس وخلف الصمت المترسب في الذين يعملون في قمة النشاط وهم تعبون .. كانت السويعات التالية من النهار تمضي سراعا رغم غياب الكثيرين وبعدهم عن المكان فالكل ذهب ليشتري حاجة أو لأن ينهي مهمه .. كنت اجلس بين كل تلك الطاولات وكل تلك الأوراق المتناثرة أفكر في كل الأيام التي ستمضي سريعا دون أن أحس بها فهي كالأمس كالغد.. انتهي النهار وبدأ الليل يطرق بابه..بدأ الأزدحام في المخيم وياله من ازدحام جميل يعلمك أننا سننطلق..!
تجمع الكل واشتقت لأن أسمع الكل .. دخلت المطعم فأذا بي أرى من رأيتهم في الصباح .. يحادثني بلغته.. ويكلمني باشارته وأنا أحاول أن أفهم بلا جدوى فضعفي في كوني لا أمارس تلك اللغة فأنساها قبل أ ن أنهي تعلمها .. كان يسألني بعد أن أسعفتني زميلتي بالترجمة بأنه يقول لي " هل أنتي أيضا صماء" .. قلت له لأ.. أحببت تلك العفوية فيه وكيف أنه سألني ليحاورني وكيف أنه لايزال يتذكر وجهي .. نحن نرسم في ذاكرتهم صورنا وهم يختمون أوراقنا بالحب والبراءة .. سعيدة بمعرفتك وغدا سأحفظ أسمك..
جاءت ساعات الليل وجاء الأجتماع الأول .. رؤساء الوفود ورؤساء اللجان مع سمو الشيخة جميلة .. تلك الجلسة الحميمية الأولى التي تجمع الكل لأجل أن ينجح هذا العمل للكل .. تلك الكلمات وتلك التوجيهات من سموها لأجل أن يكون هذا الأمل ككل الأمل ولأن يكون في نفوس أهله تجربة تضامنية تعليمية يتبادل الكل فيها خبراته ويخرج من هنا يحمل في جعباته الكثير ليقوله عن هذا المكان ..! مكان ليس بجدرانه ولا بمبانيه بل بنفوس من سكنوا فيها وحلوا عليه أهلا لا ضيوفا..! في تلك الأحاديث لم ينسوا أطفال غزة .. أطفالنا الذين يقصفون ويستشهدون .. أطفال الحروب الذين يعيشون زمنا بعد أن ينتهي كل شيئ بألم الحرب .. نفسيا.. قبل المادة التي يسهل تعويضها.. لهم ومن قلب المخيم دعواتنا بأن ينتهي مايمرون به وأن يحفظهم الله .. تلك دعوة من قلوب لا تعرف إلا أن تتمسك بربها..!
ضيوفنا .. وضيوف مخيم الأمل .. سوريا.. جميل أن تحملوا كل ماعندكم من أصالة وتراث وتحلي بيننا ضيوفا .. بتجاربكم وبأطفالكم الأبطال.. هنا بيننا وبين من سيحب في الأيام القادمة أن يتعرف عليكم .. وقد بدأت أسمع حين سمعت "هذا بيتي" .. تجربة شدتني لأن أسمعها وأسمع كل معان السمو والحب فيها .. كلمات الدفء كانت تنطلق وتشجعني لأن أخاطب قلمي .. "حدثهم وأكتب لكل بيت أن في هذا العالم بيوت فتحت لغيرها .. بيوت أنتزعت كل أنواع الأنانية لتشارك غيرها سر هذا الحياة .." سنكون بينكم وسنكتب عنكم لأنكم اليوم أيضا في بيتكم ..
لكل من ينام الأن في أرض المخيم ولكل من هو باق ِ يسهر ويعمل أقول " مخيم الأمل بيــــــــتي" ...
الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
18-1-2009
1:12 صباحا
صور المخيم (اضغط على الرابط)
تجهيزات أرض المخيم.. الكل يعمل
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232551838.jpg
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232551838.jpg
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232551838.jpg
التجهيز لخيمة حفل الأفتتاح .. حفل السمر
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232791734.jpg
ا
لتجهيز للمعرض الخاص بالمشغولات اليدوية للأطفال من جميع الدول
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232791734.jpg
ولايخلو الأمر ففي يوم السبت 17-1 كانت المباراة الختامية لكأس الخليج
جوالةعمان ومتطوعون المخيم يتابعون المبارة النهائية ... (وتاركين شغل المخيم!)
ماعلي يستاهلون ..!
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232791734.jpg
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:17 AM
الأحد 18-1-2009
صباح اليوم كان مثل أي صباح لمن يعيش حول مدينة الشارقة للخدمات الأنسانية ولكني لا أظن ولو لوهلة أنه كان يوما عاديا لمن في داخل تلك الجدران.. صباح الخير يامخيما يعيش فيه الأمل ألوانا وأطفالا جاؤوا ليسعدوابيننا ويعيشوا يوما لا ينسى في ذاكرة أي طفل.. هناك من يهرول هنا وهناك يبحث عن من يناقش معه آخر التطورات اليومية ومايجري في المخيم .. هل كل شي انتهي..؟ لم ينتهي بل هو البداية لما نرقب ولما نريد أن يبدأ بعد كل المراسيم الرسمية.. فقرات الحفل ربما لكونها قد تطبعت بالطابع الرسمي فقد بدت مكررة لمن عاش المخيم أعواما وأعواما ولكن هناك من لاينسى..!
أطفال التربية الفكرية وأطفال التدخل المبكر.. تلك السيناريوهات التي رسموها ببساطتهم وعفويتهم.. وتلك الأنطلاقة التي ارتسمت في كونهم يريدون أن يصافحوا الكل وقبل الكل صافحوا قلوبنا..! تلك الطفلة التي رأيتها من خلف الكواليس تنظر إلي وتحضنني وبلون الورد اتسمت انا قتها..وبنظرة رأيتها في عينها احسست أني أبكي لا شفقة بل حبا لتلك الطفلة .. لم أدرك سوى أنني أعيش في عالم صغير وعالمها رغم مالاتعيه هو كبير مليئ بالحب الذي كان في ذراعيها التي التفت حولي.. تلك الفتاة الورد وكما سأتذكرها دائما.. جريئة تقدمت نحو راع الحفل وهي في خطواتها ربما لا تدري من تصافح لكنها وبدافع طفولي تقدمت .. لترسم البسمة في نفوسنا وصدقا أقولها .. بكيت في داخلي بصمت لأنني ومنذ زمن لم أصرخ خوفي وهي من حرك في رغبتي في النظر للأمور مرة أخرى... شكرا صغيرتي..!
وفي صمت المكان المفهم بنشاط الكل تجولت فكان الصمت ليس إلا حديثا في داخلي .. هناك كانت عيوني تجول وتنظر لما يدور.. الأطفال وتلك الورش التي جذبتهم .. كانوا يعملون وكانوا يحاولون أن يندمجوا في مايفعلون .. سواء أتقنوه أم أنجزوا بعضه فهم يسعدون بما يدركون أنه أبداع جميل يحرك طفولتهم ..! وبين تلك الألوان التي ارتسمحت في الخيم المنصوبة كنت أسمعهم ينادونني .. لأتعرف على طفل كان له صدى وكان يتحاور في جدية الرجل الكبير.. " عامر" .. طفل من السعودية .. جاء بمفهموم لا يحمله سوى الرجل الشرقي المتشدد .. يجادلني وبكل عزم وحدة " المرأة مايصير اتسوق استحي.. وين راحوا الرجاجيل" .. ضحكت وأعجبتني تلك الجرأة .. جرأة قد جعلت من هذا الطفل ينطلق ويحاور الكبير دون خوف أو تردد .. لعامر ومن يعتني به .. عامر بذرة جميلة وابداع فيه تصرخ كل معانِ ِ الرجولة والجدية فيجب توظيفها وتأهليها فلربما بل متأكدة سيكون غدا قائدا ذو حنكة ورأي.. عامر جميلة هي ابتسامتك وكم أحزنني أني رأيتك حزينا فترة الغداء ولكنك عدت كما تعرفت عليك مساء.. سعدت بك كثيرا فأنت مازلت صغيرا لكنك ستكبر بإذن الله سريعا ..!
بدأ الوفود بالأندماج وبدأ الحديث يأخذ منحنى أخرا .. هناك من تحدثنا معه عما يجري هنا وكيف هي تطورات العمران وتأثيراتها وأين هي ثقافة الطفل المعاق بيننا .. جرت الأحاديث كثيرة وفي كل دقيقة تمر كانت هناك تجارب جديدة يتعلمها من هو يتطوع معنا لأول مرة .. كنت ألاحظ الفرق بين الأمس واليوم .. بدأت غيوم التساؤلات تختفي وبدأ الكل يندمج في عمله .. بين كل العاملين تذكرت أن المصور الصغير سيبدأ بل بدأ في غرفة من الغرف فدخلت لأجدهم سعيدين بكاميراتهم .. يستمعون لحديث "أحمد" .. كلهم شوق لأن يديروا تلك الأزرار وتلك القطعة المعدنية.. " كنت أجلس وبجواري صفل يحاور ويكثر الحديث حتى سمعته يسأل ورغم صغر سنه " كيف يمكنني أن أرى الصورة بعد أن أصورها لأعرف أن كانت جيدة أم لأ؟؟؟ ذلك هو بدر ويبدو أنه في الفكر شقيق عامر .. من المملكة أيضا.. حتى أني أحسست أن الأمور تلخبطت لدي فهو يتكلم بنفس النغمة وبنفس الفكر وكنت على وشك الشجار معه . . "بدر وأنا ادرك أنك تنام الآن وأنا اكتب عنك.. جميل ماتصرخ به وجميل تلك المبادىء التي تربيت عليها.. وكم يسعدني أن نختلف في الرأي ونصبح في الطريق متلازمين في مخيم جمع الكل ...حياك الله بيننا..!
ومخيم 19 .. يقول هاقد عدت بكل الود .. خرج الكل لجولة في أرض البسمة المشرقة .. أرض الشارقة وربوع الدف ء الذي عرفته من 7 سنوات.. عاد المكان هادئا إلا من ازعاجاتنا نحن من جلس ليعمل وينهي مايترتب عليه نهاية يوم أول في المخيم .. وفجأة يرن الهاتف ليخبرني الطرف الآخر أن حلقة " فرسان الأرادة عن المخيم " ذلك هو الأخ عبدالكريم من شاركنا السنة الماضية كوفد يمثل تلفزيون الكويت وأعتذر لظروف العمل.. قالها لنا بأنه كان يتمنى أن يتواجد معنا ولكني أقول .. كل من يفكر فينا هو معنا وبيننا ولا فرق في المسافات بل هي النفوس ماتجمعنا وحب هذا المخيم الذي أكد نفسه فينا.. !
هل ينتهي اليوم؟ لا .. فهناك من ينتظر أن يحتفل وينتظر أن يرى شمعة جديدة تضاف في سنوات الأمل .. حفل السمر ختام يوم طويل ولكنه في نفسي وقت أتعرف فيه على الأطفال وهم يصرخون بطبيعتهم ويعلموننا أنهم مثل غيرهم يفرح ويسعد ولا يعترف بالقيود الجسدية أو الذهنية ..الكل هنا تجمع والكل هنا رفع يده يحتفل ويسعد في ليلة الأمل التاسعة عشر.. ليلة الأحتفال بالحدث وبمرور كل فترة التجهيزات واعلان النجاح بالأنطلاق وكم ستمضي بعدها الأيام بأسرع ما تظن يا فؤادي.. أطفأنا الشمعة واحتفلنا وبالحب لأم المعاقين أنشدنا وفي قلوبنا لها كل المعزة والفخر .. تلك الحقيقة التي ارتسمت بوجه كل طفل.. كل متطوع وكل رئيس وفد.. شكرنا موصول لكل الجنود المجهولين الذين عملوا منذ أيام حتى نعيش اللحظة ولن أنساها من لحظة... فهي في كل شي ستبقي في روحي صرخه ..!
الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
19-1-2009
12:56 صباحا
صور المخيم ( الرجاء الضغط على الرابط)
الوفد السوري
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232552549.jpg
ولد عهد الشارقة يفتتح مخيم الأمل
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232552549.jpg
جانب من حفل التربية الفكرية
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232552549.jpg
تجهيز مسرح حفل السمر باشراف ... "صديقتي"
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232791944.jpg
فرحة الأطفال..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232792420.jpg
كيكة مخيم الأمل 19 .. كلنا راع .. كلنا مسؤول..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232792420.jpg
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:18 AM
Arwa7_Monday
الاثنين 19-1-2009
في كل صباح أحاول أن أنسى أنه يوم من أيام المخيم حتى أتمكن من النوم ولكن المشاعر والفضول الذي في داخلي يرفض أن يقبل بذلك.. ذهبت وفي داخلي شوق لكل تلك الوجوه الصغيرة التي تستعد للذهاب إلى دبي.. نهضت وبدأت أتخيل كل الأطفال الذين تحدثت عنهم بالأمس مع أهلي وكل من أحادثه في درب العودة .. وصلت لحديقة الخور وأنا انظر للساعة وهي تقول "العاشرة والنصف" .. وجدت المكان مزدحما وكأنه يوم أجازة.. "غريب" .. نزلت وأنا أراقب الشارع الرئيسي لحديقة الخور في انتظار لأسمع صوت الموكب .. ذلك الموكب الذي تميز بوجود مخيم الأمل .. كل تلك السيارات والحافلات التي تنطلق في خط متواز يرافقها موكب من الشرطة وسيارات الإسعاف.. تنطلق في الشوارع لينظر لها الكل في إعجاب .. إحساس جميل يصاحبك وأنت ضمن هذا الموكب .. أحساس بالأهمية والأهم من الموكب من في داخل الموكب كل أولائك الأطفال الذين ينظرون من النوافذ لكل الشوارع ونحن نراهم يطبعون في ذاكرتهم كل الأماكن والصور التي يمرون بها .. فلا أحد يدري هل نعود ونراهم أم أنهم كمن جاء وذهب وبقية صورته في قلوبنا قبل الذاكرة..
دخلوا في حماس جميل .. واختلطوا بالأطفال الذين تفاجأنا بوجودهم في قاعة العرض .. كانت الأصوات التي تصرخ تزيد من حماسة الكل وحماسة أطفالنا.. جلسوا وبعد كل الربكة التي مررنا بها .. ننتظر بينهم أن يبدأ العرض .. علت الأصوات وزادت الضوضاء.. وخرجت الدلافين لنصفق جميعا .. بدأ العرض والكل انجذب بانبهار لما يرى .. سمعت الأصوات وسمعت الضحكات الكبار والصغار .. حتى وأن كنت تناديهم فهم لن يجيبوك .. كنت أشاهد القاعة المليئة بأطفال غير جنسيتنا وغير لغتنا.. تتبادر للأذهان أسئلة كثيرة.. كيف الحال غدا لأطفالنا ولنا بتواجد كل هذه الأعداد التي تشعرك أنك غريب في وطنك وفي أرضك .. ولربما تساءل الوفود من كل هؤلاء..!!
انطلقنا .. وبعد سنوات دخلت الحافلة.. تلك الحافلة التي دخلتها .. شاهدت الأطفال.. وشاهدت كل الجالسين.. تلك الأحاسيس التي امتزجت في داخلي.. أحاسيس الباص الجامعي وأحاسيس الباص الذي دخلته في مخيم الأمل 14.. قد لاتعود كل تلك المشاعر نفسها ولكن ذاكرة الصور لا تنسى من كان في هذا المكان..
وصلنا الدانة .. وبدأ الأطفال يدخلون ويركبون تلك المركبة المائية الكبيرة التي تعودنا أن نتغدى مع الوفود فيها في رحلة دبي.. رحلة البرد والغيوم .. رحلة كانت تضم الكثير من الضحكات والمسابقات .. كنت قد تجردت من الإحساس بأني قد كبرت وشاركت الأطفال كل لحظة استطعت ان انتزعها من تلك السويعات البسيطة .. غنى أطفال مركز دبي لي وكأن اليوم يوم ميلادي.. غنوا لي وهم يذكرون اسمي.. لعبت معهم .. شاركتهم الإحساس بالانطلاق.. بالتفاعل والتجرد من القيود .. لعبة قيام وجلوس.. حاولت أ ن لا أخسر فيها لكني خسرت في النهاية وكسبت المشاركة معهم..
ساعات الدانة قصيرة وأن بدت الجولة طويلة في بدايتها.. جولة اختصرت الكثير بيننا وانتهت باللعب مع الطيور وإطعامهم حتى وكأن "أم علي " أصبح وجبة مفضلة لهم يتعاركون من اجلها.. نزلت وأنا أنظر خلفي لكل الواقفون ولكل من ينتظر صورة جماعية .. جميل هذا الإحساس حين ينطلق فيك دون توقف أحساس التعلق بهم وبأنهم أصبحوا جزءا منك وأنهم لهم أثر في قلبك .. لم يكن لـ " امل" سوى الخجل .. ولـ " هديل " سوى الهدوء والخجل.. ولـ "مرهون" الرغبة الدائمة في أن يشاركهم ويتجاذب أطراف الحديث معهم.. في كل سنة نفتقد أناسا وكم تذكرت اليوم وأمس من رحل عن هذه الدنيا .. جميل ماتركوه وجميل الإحساس بأنهم موجودون حولنا..
لم ينتهي اليوم بل كان البداية لجولة أخرى .. عدت بسيارتي قبل الموكب لأسمعهم خلفي وأقول لـصديقتي مريم " وين الكاميرا.. صوريهم" كان الشرطي يحاول أن يبعدنا فإذا بي اريه بطاقتي "نحن منهم" .. الموكب مر بجانب سيارتي وأنا أرقب ذلك الموكب الجميل المنطلق دونما توقف ...
أرض المخيم .. مكان هادئ لا أحد سو ى بعض اللجان العاملة بهدوء وصمت .. مكان يفتقد الأطفال ويفتقد تلك الوجوه التي أشعلت فيه الشمعة التاسعة عشر.. كل طفل في مخيم الأمل حكاية وأنشودة .. صرخة تحمل في طيها الأمل بمستقبل واع ٍ مستقبل يدرك الحقيقة بان بين هؤلاء مبدعون وأناس يحملون المستقبل المشرق لهذا الوطن الكبير الذي يضمهم .. كل صرخة هي دليل الاستمرار بالتواصل في قضية الطفل المعاق .. ذوي الإعاقة ليدرك المجتمع مسؤولياته وحقوق كل فئة دونما استثناءات .. الحقيقة التي جرت بين الصفحات وتنتظر ان يقرها الواقع ويدرك أن الشراكة هي حق لا هدية تمنح متى ما كانت الحاجة تدعو ..
لكل رواد مخيم الأمل... ليبقى كل شعار رسالة مستمرة لا تنتهي في أيام .. لكل من سيعود غدا تذكرنا .. وتذكر ماذا كتبنا وماذا أردنا فأنتم بيننا أرواح .. وغدا تعودون لتصرخوا " كلنا راع .. كلنا مسؤول" ..
مريم البلوشي
الأديبةالصغيرة
20-1-2009
12:30 صباحا
عرض الدلافين في خور دبي
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232793645.jpg
صورة جماعية في مركز الدلافين
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232793645.jpg
جلسة استراحة ..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232793645.jpg
تفاعل الأطفال في رحلة دانة دبي
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232793917.jpg
ضورة جماعية في منطقة السيف
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232793955.jpg
بدر يعبث بكاميرة المصور الصغير
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232793955.jpg
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:20 AM
أرواح تصرخ في أجسادها
الثلاثاء 20-1-2009
صباح جميل بدأ مبكرا في أجندتي.. كنت قد قررت وأنا اتكاسل كعادتي الصباحية أن لا أذهب للمخيم باكرا وأقول لقائد فريق المصورين لدي بالأنابة بعد أن أتفقت معه في الليلة الماضية بأن يحضر لي كاميرا خاصة وأبدأ مشواري معه في أن أصبح " مصورة" من ضمن فريق التصوير الخاص بمجموعتي " الأعلام والثقافة" .. حدثت نفسي مرارا بهدا الخاطر فأذا بي أنساه في لحظة فكرت فيها أن المخيم أيام ولن يعود إلا بعد سنة وأن الباقي قليل ولليوم لم أعش حياة الصباح وطابوره ..!
نهضت بسرعة لألحق باليوم قبل أن يدركني .. كنت قد استعدت نشاطي بمجرد أن وضعت بطاقة المخيم وخرجت من الباب .. وصلت رغم كل الأزدحام الذي كنت أراه ورغم أحساس التوتر الصبحي حين ترى أن الخط الذي كنت تسلكه فجأة أصبح بطيئا ..كل الأمور صارت غريبة في هذا اليوم وحتى انطلاقته .. وصلت لأجد كاميرتي جاهزة وأرى نفسي "تلميذة" تستعد لتلقي دروس في التصوير.. كان الدرس بسيطا وكنت أحاول أن اتعلم واستمع "لأحمد" .. ولد المهيري.. شخص سمعت عنه منذ العام الماضي.. وكان من المفترض أن يكون ضمن فريق العمل ولكنه في لحظات تردد .. واليوم أراه امامي من جديد ولا أخفي نفسي سرا أني تخوفت من التزامه كوني لم أره إلا قبل الأفتتاح بيوم .. شخص متفان.. متواجد .. ملتزم بمواعيده .. ولا يرى إلا أن عمله يجب أن يتم في وقته .. كان استاذي اليوم وكم أسعدني أن أكون كذلك .. ففكرة التصوير كانت تجول في خاطري منذ زمن .. كنت أقول في داخلي.. ترى ماذا يرى المصور في المخيم كي يصور.. أو كيف تكون اللقطة التي نرتقبها نحن الجمهور؟؟ لم يكن الأمر بالسهل.. فليس القصد أن تحمل عدسات أو أن يكون في كبر الكاميرا التي تحملها .. بل في نظرتك حين تفكر فيهم وكيف تلتقط صورهم.. هم يحاولون أن يكونوا حولك .. يتجولون.. يتحركشون أحيانا بعدستك.. يشغلهم حب الفضول وتلك النظرة التي تسألك .. وتقول لك "أريد أن أرى".. ركبت الحافلة مرة أخرى وأنا أبحث عن "عامر" و " بدر" .. التقيت بهم .. يتجادلون معي في قضية "عمل المرأة وقيادتها السيارة " مرة أخرى لتختفي المفاهيم وتأتي مفاهيم جدد تقول لي " افعلي" .. أحسست أن الطفل يتأثر سريعا بمن حوله ويلين مهما قسى في البداية بالأرتباط وبالتحاور.. حين تقترب منه ومن عالمه وتصبح جزءا لا يفارقه .. اليوم أصبح عامر صديقي.. يفتقدني ويبحث عني ويحب أن يأتي معي في السيارة.. وجدته شخصا جميلا .. رقيقا.. ولا أنكر تلك النظرة التي رأيتها في عينيه حين خرج بالأمس حزينا .. أحسست أن القسوة وأن الرجولة الكبيرة فيه تبددت وأنه عاد طفلا يريد أن يبكي ويخلو بنفسه .. جميلة ابتسامته وجميلة تحرشاته ببدر .. واليوم وبعد أن أصبحوا مذيعي مخيم الأمل 19 .. تبدد الخلاف وأصبحوا من الأصدقاء.. يتجالسون .. ويحضنون بعضا.. نفوسهم جميلة .. أرواحهم صافية تصرخ بحب أن الحياة لا تحتاج لكل ذلك العناد .. فلايزيل المرء يخسر حتى ينتهي العمر ولا يدرك شيئا ..!
عدت لأصور.. في الحافلة في الصباح حين انطلقنا .. الكل تعب.. لا تفاعل ولا حركة .. ينامون .. بل ناموا .. وكانت أغلب اللقطات عندي وهم نائمون..من كان ينظر إلى الخارج عاد لينام .. من كان متفاعلا أصبح في دنيا الأموات .. تعب الجميع .. وتعب الأطفال.. ولربما تعب الكل لكنه مخيم الحب والأمل لا يهون علينا أن نترك التعب يغلبه .. في مخيم الأمل الكل أراوح عالية .. همتها سامية .. تعانق السماء وتتشابك مع الكل في ألفة.. كانت لقطاتي تحاول أن تقترب منهم أن تلامس مايفكرون به أو مايشعرون به وهم يمرون بكل تلك الممرات وكل تلك الشاشات التي تعرض الكثير الكثير من الحيوانات والنباتات.. لم تكن تبحث عن التألق أكثر من أن تسجل شعورا جميلا ينطلق منهم .. هم أصحاب كل الصور .. وهم كل الألوان الجميلة ..عدنا..!
عدنا للمخيم .. ليبدأ الكل يستعد لساعات المعسكر.. لورش العمل وأن أحززني أني لم أحضر إلا ختامه لأرتباطنا باجتماعات رسمية .. كنت أحس أن في أرض المخيم هناك أمور تجري جميلة .. تشابك جميل وأندماج أروع بين الكل .. بين مايحصل وبين مايكون .. لم أدرك سوى الأصوات وماسجلته عدسات المصورين.. رأيت بعد كل شيء أن اليوم أنتهى جميلا .. وأن ورش العمل جعلت الأطفال يتلاحمون فيما بينهم ويعرفون بعضهم .. تحسهم متلازمين ويعرفون اليوم بعضهم .. قد تكون أوراق.. وقد تكون أوراق .. لكنها في طيات الزمن قلوب التحمت وارتقت لتصبح روحا واحدا يتغنى بمخيم الأمل ..!
هل انتهى يومي هكذا؟ لم ينتهي.. انتهى حفل السمر .. وبدأت أشعر بالتعب .. حاولت أن أخرج سريعا وأن أعود لعلي أنام قليلا مبكرا.. لكن.. هناك دائما المفاجآت .. كنت أبحث وأبحث .. لم أجد مفتاحي.. الكل يغادر أرض المخيم ولا أزال هناك أبحث .. لا فائدة.. قررت العودة .. وكان الحل أخي عيسى بأن يصاحبني مع احدهم.. عدنا جميعا .. "عيسى .. يوسف وأنا" .. عدت للبيت مشوشة.. متوترة.. وقد نويت ألا أكتب فلا أدري ماذا سأكتب ولكني كتبت .. عدت للبيت وأنا أفكر بأن طفلا أردت أن أريه سيارتي ونسيت فضاع وقتي وضاع "مفتاحي" هو ينام الآن .. ولربما يبتسم كما يبتسم دوما .. ليحتفظ في داخله بأجمل ذكريات اليوم وكل يوم .. مخيم الأمل صباح أخر ينتظرنا وصباح سيكون جميلا بطابوره ونشاطه .. وغدا يتحرك فينا أحساس جديد..
كل يوم وأنتم تتعلمون في الأمل..
الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
21-1-2009
1:00 صباحا
أحمد" ولد المهيري" .. قائد فريق المصورين .. تحية شكر له ولكل من صور مخيم الأمل .. شكرا..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232795595.jpg
تعب الليل .. نوم في الحافلة
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232795783.jpg
متحف حيوانات شبة الجزيرة العربية
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232795783.jpg
عامر .. صديقي.. مذيع تألق على المسرح مع بدر.. سنشتاق لهم ..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232795783.jpg
ورش العمل
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232795595.jpg
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232795595.jpg
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:21 AM
الأربعاء 21-1-2009
كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف..كنت أسأل نفسي هل هذا موعد الأستيقاظ؟ نعم هو فلا مجال للعودة والنوم مرة أخرى.. صباح بارد يتجمد فيه شعورك قبل أوصالك .. وصلت أرض المخيم الذي كان لايزال ينام .. ولا حراك فالجميع لايزال يتنازع مع التعب والأستعداد ليوم طويل.. وقفنا في البرد بين الوفود وبين المتطوعين الذين كانوا ضمن الحاضرين لطابور الصباح.. في حلقة دائرية الكل يحي العلم ويبتسم ليوم جديد في مخيم الأمل .. بدأ الأطفال بالانطلاق وبدأت تسري ذبذبات النشاط.. الحافلات فتحت أبوابها ورويدا رويدا بدأ تستقبل الأطفال.. كنت أصعد وأنزل وأفكر في أي حافلة سأصعد اليوم ليأتي القرار من "عامر" بأن يحلف علي أن أكون معهم وإلا " راح يزعل" .. حملنا أغراضنا وجلسنا .. كنت أوزع " خيوم وأمولة" الشخصيات الجديدة التي استحدثناها لمخيم الأمل 19 .. " خيوم من المخيم وأمولة من الأمل" .. في سلسلة تستمر خمسة أيام.. في كل يوم قصة وفكرة بأسلوب يتناسب قليلا مع الطفل.. قصة مصورة تشبه تلك التي كنا نقرأها في "مجلة ماجد" كان تجاوبا جميلا من الكل .. فالفكرة استشعرت من المخيم وللمخيم .. خيوم وأمولة معنا في كل يوم وفي كل حدث..
موكب المخيم انطلق .. وبدأ الأطفال يظهر عليهم التعب.. بدؤوا ينامون .. كانت اللقطات المتكررة للمصور في الحافلة هي صور النوم الكثيرة .. لا شعوريا تراهم ينامون .. متعبون ومرهقون وبعد أن ينطلق " فلاش" الكاميرا تجده يصحوا ليكتشف أن أحدا ما قد انتزع منه لقطة بريئة.. كنت أعتقد أن الرحلة ستكون جدا طويلة ومملة .. لكن الأختلاط بالأطفال والتحدث معهم يجعل الوقت يبدو قصيرا.. جلست مع المجموعة التي في الخلف.. مجموعة من الصم .. وفي الزاوية كان هناك طفل يبتسم لك دائما .. لم انتبه له من قبل بدأت اتحدث معه بلغة الأشارة الضعيفة لدي.. حاولت أن اتذكر ماتعلمته في يوم لعلي أستطيع أن اتجاوب معهم والحقيقة وكما يقول استاذ الأشارة نستطيع أن نوصل لهم مانريد وأن نخترع لغة خاصة بنا تتجاوب معهم " فقط كأساسيات" .. لكن أن تتعمق معهم فهذا يحتاج إلى تمرس ونحن وأن تعلمنا فأننا لا نمارس هذه الأشارات فيكون مصيرها النسيان وأن كنا نملك الشهادة بها ..
وصلنا بعد ساعتين أو ثلاث .. لم يكن الجو باردا معتدلا .. والشمس تبرز نفسها.. كانت الأستراحة في حديقة لا أذكر اسمها في مدينة خورفكان مقابل فندق" الأوشيانك" .. في جلسة سريعة وألعاب خفيفة انطلق الأطفال بعدها ومع موكب المخيم للفندق.. هناك حيث كنا ننتظر " مستر نك" .. حيث أننا أحببنا أن نجرب تجربة جديدة باستخدام الكراسي العائمة التي تساعد المعاق حركيا في الدخول للماء والأحساس به دون صعوبة .. كانت التجربة مختلفة لهم .. كنت أسألهم عن شعورهم فتقول لي هديل " أتمنى لو أبقي في الماء دائما" .. كنا نرى تجاوبهم مع الموج وتلك الأبتسامة البادية عليهم .. لم يكن الخوف ليعرف قلوبهم فهم أرواح .. أحببت البحر وصار الكرسي في بعض الأحيان حاجزا .. واليوم كرسي أخر أصبح وسيلة لدخولهم البحر .. "مسترنك" بريطاني الجنسية .. له طفل ذو اعاقة نادرة لا اعرف تفاصيلها ومن هذا المنطلق يقول بعمل أنشطة وبرامج توعية للمجتمع .. لا يتوانى عن المساهمة وقد كان متفاعلا ومندمجا مع الأطفال وهو يأخذهم على الشاطئ.. ذلك عمل تطوعي نشكره عليه..
أصبح اليوم ينتصف وبدأت لعبة الكراسي بين الوفود ورؤساء اللجان .. بدأت المقابلات مع الأطفال وكثير منهم يقول لك " أريد أن أسبح" .. هو في النهاية طفل يرى البحر والماء ويريد أن يتجاوب معه .. ولكن بعض القيود قد تحرمهم من أن يجربوا أو أن المشرفين لم يكونوا بالتجاوب المطلوب منهم في بعض الأوقات بحيث يفعلوا مايريده الطفل لا مايريدونه هم .. فلربما كان ذلك متعبا لهم لكنه يساوي الكثير لديه ..!
استمرت المقابلات وفجأة اجد نفسي أحمل "المايكروفون" الخاص بـ " ام تي في " وأقوم بعمل مقابلات سريعة وعفوية مع الجميع .. مع الجالسين.. مع الذين يلعبون . . ومع الكل .. كانت حركة سريعة أحسست فيها بالتغيير الكثير وبأن المذيع أيضا يحتاج أن يعيش معهم ليحادثهم ولايكتفي بالمقابلات الروتينية .. كان تجاوبهم جميلا معي كوني أخالطهم من أيام وكان " المايكروفون" يخطف كثيرا مني من الأطفال ليحاولوا التحدث به .. عفوية نفوسهم ومنطلقة ... يحاولون أن يجربوا ماهو جديد ونحن دورنا أن نعطيهم هذه الفرصة ليجربوا ولا نقف فقط عند ماهو متوفر بل يجب أن نتطلع لما يمكن أن يقوموا به هم .. أروا ح صغيرة منطلقة فلتصعد طموحاتنا نحن وبرامجنا لتعانق السماء..
عدنا.. وجلسنا .. والظلام بدأ يخيم علينا.. كنت أتوقع أن يعود الأطفال للنوم ولكن الوضع انقلب.. فأصبحنا نحن من يشعر بالتعب والأرهاق وهم أصبحوا من فئة " النشاط الزائد" .. يتحدثون .. يصرخون.. أحسست بالصداع والغثيان ولكن الأندماج معهم مرة ثانية كان هو الحل لتلك المشكلة .. كنت أنظر لهم وأفكر.. كم هم حساسون .. كم يملكون من مشاعر الحب ليعطوك الكثير.. كنت أمشي بين الكراسي في الحافلة .. فتضحك في وجهي فتاة من سوريا وتقول لي.. "أنا أحبك" في كلمة عفوية قالتها وطبعت قبلة على خدي جعلتني أنظر إليها وأقول " أنا ايضا أحبك" .. أطفالنا متى ما كنت معهم تتعلم لغتهم فأنك تعيش أجمل مشاعر.. مشاعر عطاء ودفء..
لكل من لم يزر أطفال الأمل هذه دعوة للعودة هنا اليوم وغدا وفي كل سنة..
اليوم طويل وسباق التحدي في الأنتظار.. !
صباح الخير جميعا
الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
22-1-2009
11:00 صباحا
الوصول للحديقة
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232797063.jpg
رحلة الخور واستخدام الكراسي العائمة .. تجربة لن تنسى الكل شارك فيها
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232797063.jpg
أطفالنا مرحون .. مشاغبون .. فئة الصم المرحين
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232797279.jpg
أم تي في عربية.. وثقة في الأطفال ومشاركتهم ..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232797279.jpg
كم تسوى هالضحكة
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232797279.jpg
للحافلة أجواؤها الخاصة ..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232797063.jpg
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:22 AM
أرواح تصرخ في أجسادها
الخميس 22-1-2009
يوم التحدي.. هذا اليوم الذي بدأ منذ الأجتماع الأول في يوم السبت حين بدأ عيسى مخشب " رئيس لجنة البرامج والأنشطة" ورئيسي الأول وقدوتي في المخيم بتهديد رؤساء الوفود بأن يترقبوا يوم الخميس.. في هذا اليوم .. كان البعض متخوفا من طبيعته ومن كيفية هذا اليوم.. دخلت أرض المخيم وقد أحسست بالتجهيزات وبالحركة التي حولنا من خلال لجنة البرامج والأنشطة .. المتطوعات " الحكام" بدأنا بالتوافد .. وقد بدأ الأرتباك والترقب للحظات الاخيرة قبل بدء الأنطلاق.. كانت الوفود قد ذهبت صباحا لنادي الفروسية.. وهم بعيدين عن المدينة عن أرض المخيم كانت كل التجهيزات تتلون بالمرحلة الأخيرة.. ترقب منا كلنا قبلهم فهو من أهم أيام المخيم لما يترك من انطباع جميل في نفوس الأطفال والكبار تعودنا عليه كل سنة.. وفي داخلي كنت اتساءل من من الفرق الـ 15 سيفوز..
بدأت الساعة تقترب من الـ 2 ظهرا.. وقد كنت اتجول في الممرات لأرى كل الحركة التي تقول .. هذا يوم التحدي.. أرى المصورين وهم يستعدون.. أرى لجنة التحكيم وهي تستلم ألعابها وتنطلق للمواقع.. انظر للأطفال وهو يذهبون للخيمة للأستعداد وبدء السباق.. كاميرات كثيرة سطلعت على المسرح وعلى وجوه الأطفال الذين يرتقبون ويتساءلون في داخلهم .. "ياترى ماذا هناك"..؟
كانت التجربة جديدة لي.. فمنذ الأمس قد أمسكت بالمايكروفون لأتقمص دور المذيعة .. وكم وجدت الأطفال قد تعلقوا بي ويسألونني كلما رأوني عن "المايكروفون" قد تكون وسيلة لكنها قربتهم مني.. كنت أسألهم وأتجول بينهم لأعرف أحساسهم وانطباعهم وهم يأكدون علي " سنفوز" .. بين كل الجموع .. وتوزيع الفرق و"التي شيرتات".. كانت الألوان على المسرح جميله.. وطريقة استعداد الفرق أيضا تتحدث وتقول أن الكل متحمس.. رأيت الفرق التي تجهزت تقوم ببعض الحركات الرياضية كحركات " تسخين" استعدادا للأنطلاق وكم ادخلنا فرقا حاولت الخروج ظنا منها أن السباق يعني من يبدأ أولا..!
كنت انظر لطفل يجلس على كرسيه " اعاقة حركية" .. لم يجد أحدا يلتفت إليه.. ظننت في البداية أن فريقه يعلم بوجوده وأنه سيحضر له الـ "تي شيرت" .. الكل لبس وهو لا يزال ينظر.. تقدمت منه لأسأله "عبدالله" شو فيك .. قال لي وهو ينظر للكل " أنا أيضا أريد أن أشارك" كان مايد سيطلق صافرة الأنطلاقه ليجدني أناديه " مايد طفل ضايع؟! بحثنا عن فريقه وانضم بسرعه لفريق آخر حتى لا يبقى وحيدا .. عبدالله رأيت البسمة على وجهه حين ارتدى قميصه لأجري معه لقاء قال لي فيه " سنفووووز"..
أنطلق الأطفال.. من محطة لأخرى .. بدؤوا رحلة البحث والتفتيش.. بدؤوا رحلة التحدي والأرادة .. هناك من تعب وهناك من بدأ يدعوا علينا ويقول " الله ايعذبهم مثل ماعذبونا" .. ليس الأمر بالتعذيب بل بأن نعطي الطفل مساحة من الأنطلاق والحرية والبحث .. رحلة لمعرفة الطاقة الكامنة فيه.. رحلة لا يوجد فيها كلمة " لا أقدر" .. كنت أنظر لطاولة التحكيم وهي تحاول أن تلهي الفرق عن العودة للسباق كمقالب طريفة .. كان هناك فريق تميز من البداية في التخطي والحماسة وكان من الفرق الأولى التي أنهت السباق بفرح .. بلا حزازيات ولا حساسية .. انطلق الكل وهم يدركون حقيقة هذا السباق وأن كانت الساعات طويلة " ساعتين" .. كان يوما أخر ينظم لأيام المخيم الجميلة .. وكانت المفاجأة أن الفرق التي فازت كان من بينهم .. صديقتي " بدر" الذي سحب كرسيه بعد أن أستلم كرسيه ليقول لي" تدرين رئيس فريقنا انسحب ونحن قررنا أنكمل وكنا متأكدين اننا سنفوز" كانت هديته " هاتفامتحركا" ليقول لي أيضا " في كل يوم كنت أقول لوالدي وهو يعود من العمل أريد جوالا.. وهو لا يسمع لي" فقلت له " هذا هو جوالك ومن الأمارات" سعد كثيرا بهديته .. وسعدت أنا أكثر حين كان "عبدالله" الطفل المنسي من الأطفال الذين توجوا بالمركز الثاني.. كانت الفرحة مرسومة على وجهه .. وكم تألق.. احسست به بعد أن انعزل في أيام المخيم الأولى أنه اليوم من اسعد الأطفال.. انتهى اليوم باحتفال كبير أسعدني شخصيا.. أسعدني الحب الذي وجدته بين الجميع .. بين الذين اندمجوا مع بعضهم ووجدوا في هذا اليوم كيف أن المخيم كبير في أهدافه وتطلعاته .. فهو مخيم يقول في كل فعالياته أن الطفل المعاق هو طفل ذو قدرات.. ذو طاقات .. نحن نتعلم منه وتتغير نظرتنا للحياة من خلال عينيه .. الأطفال كلهم حملوا في داخلهم الرغبة في الفوز .. ولا أعتقد أن أحدا منهم خسر فالبسمة التي رأيناها في أعينهم تكفي أن تتوج هذا اليوم بالنجاح ومن عمل فيه بالفخر.. لجنة البرامج والأنشطة وكل من عمل في هذا اليوم ....................... شكـــــرا..!
ألوان القمصان التي لونت مخيم الأمل
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232802633.jpg
استعداد الفرق
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232802633.jpg
أمونة في حالة ترقب..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232802870.jpg
انطلاقة السباق
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232802870.jpg
جولات تفقدية على المحطات
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232802633.jpg
لا يهم المهم "بدر" يريد الفوز..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232803163.jpg
تركيز وفرحة تصف اللحظة
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232802870.jpg
دش الهنا يارب..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232803062.jpg
الاديبةالصغيرة
مريم البلوشي
24-1-2009
5:07 عصرا
الاديبةالصغيرة
25-01-09 ||, 01:23 AM
أرواح تصرخ في أجسادها..
الجمعة
23-1-2009
اليوم .. الختام .. من أصعب الأيام علي.. ولربما في هذه السنة صعوبته تكمن في عودتي للاختلاط بالأطفال وتعلقي فيهم كما كنت في المخيمات الأولي لي "14 و 15" .. كل تلك الزيارات معهم .. الجلوس معهم .. الحديث.. سؤالهم عني واحساسهم بغيابي أثر في.. تأخرت في الذهاب للمخيم بالأمس فوجدت أحد الأعضاء يرسل لي برساله نصية يقول لي " أن أحد الفتيات تبحث عني وتريد أن تحدثني" .. وبعدها اتصلت فيه لتحدثني أخرى كانت تبحث عني.. تعود عامر أن يقول عني " أين أم النظارات " في حالة ليقول أنه نسي اسمي وأنا متأكده أنه يحاول أن ينكر أنه يحفظ كل مايتعلق بي..!
دخلت وبسرعة لأنظر للكل ,, تأخرت مرة أخرى عن ورش العمل من أثر التعب.. لكني كنت مصرة أن أصاحبهم في هذه الرحلة الأخيرة .. تجولت سريعا وحملت " المايكروفون" وكانت هنا أيضا تجربة جديدة.. "الكاميرا مان" أو مصور الفيديو قد اختلف هذه المرة معي .. كنت قد عملت في خورفكان مع "محمد" الذي شاهدت كيف أنه اندمج مع الأطفال وكيف أنه يتحدث مع الكل ويتفاعل معهم .. على عكس " سيف" .. سيف تحسه من الوهلة الأولى أنه لا يعرف ماذا يفعل أو لماذا هو هنا..؟!
صعدنا الحافلة وأنا متخوفة من هذه التجربة معه .. دخلت وقد بدأت أحاول الأطفال ورؤساء الوفود عن مشاعرهم وهم ينطلقون في آخر رحلة في مخيم الأمل.. كنت أسألهم وأنا بنفسي حزينة ولكن مشاعر الأطفال تفاووتت بين الحزن والفرح .. فرح لأنهم اشتاقوا لأهلهم وحزن لأنهم سيغادرون أرض المخيم .. سيف كان يتنقل معي .. ويلتقط الصور الحية .. سألت أحدى رئيسات الوفود عن ماتحس فيه " فبكت!" لم أكمل معها الحوار.. هذا مايتركه مخيم الأمل في النفوس وفي الذاكرة .. الحب .. لكل من عمل ولكل من اعطى .. تحدثت قليلا مع " سيف" لألحظ أنه ايضا اندمج مع المخيم وأطفاله .. لتجدني أخيرا أعرض عليه أن يتطوع معنا في السنة القادمة أن شاء الله .. ويوافق فورا.. هذا هو اليوم الذي تبكي فيه قلوبنا قبل أعيننا.. يوم لا أحتمله رغم أنه يكلل نجاح المخيم .. كان الغداء الأخير.. كانت الرحلة الأخيرة.. وكانت اللقاءات الأخيرة.. لكنها ستبقى الأولى في ذاكرتهم ..
عدنا وقد أحببت أن أكون في مقدمة الحافلة .. استأذنت القائد لأجلس مكانه وأشعر بما يقوم به حين يشرف على تحركات السير لأمن الموكب.. احساس جميل امتزج بتغير الجو.. وبرودة بدأت تسري في أوصالنا.. تلك البداية الجميلة لنهاية مخيم بأمطار الرحمة.. أرض المخيم وكل الأعلام التي فيه كانت ترفرف بشدة.. بدأ البرد .. وذلك الأحساس بتصاعد المشاعر الحارة وبرودة الجو.. نزلنا ونحن ننظر إليهم بل اني سبقتهم لأرى ماذا جرى على الأستعدادات في أرض المخيم .. الحركة مرة ثانية سريعة للتأكد من جاهزية كل شي.. الشهادات.. الهدايا .. الدروع وكل شيء..
هي الأيام تصرخ في دواخلنا .. وهي الأحاسيس تقول سنشتاق لكم .. للأطفال الذين سكنوا فينا .. بأفعالهم .. ببراءتهم .. بعفويتهم . . تعلمت منهم أن الجرأة مطلوبة.. وأن ابداء الرأي لا يرتبط في السن .. وأن الصمت ليس دليلا على التخلف بقدر التأمل فيما يجري حولهم ..
كنت قد خرجت من مبنى اللجان لأذهب وأتفقد التجهيزات في الخيمة .. لأسمع "عامر" يناديني .. "مريم مريم.. بدر بيسافر" .. بكى قلبي لما قال.. لم أكن أتوقع أن يخبرني عامر بذلك حتى أذهب وأوعه وأنا قد عشت الغيرة التي بينهم وكيف أنها تغيرت أخيرا لصداقة جميلة.. شاهدت بدر وهو يخرج من السكن ليضع أخر اغراضه في حقيبته وأساعده في اقفالها .. كنت أحاول أن اجعله يبقى هنا إلا أنه قال لي " عندي واجبات كثيرة .. عندي مدرسة" جميل حس المسؤولية هذا .. ذهبت معه للحافلة التي ستقلهم للمطار .. لأشاهد " مهند " طفل جميل يبتسم دائما لي ويتحدث .. متفاعل ودائما مع بدر.. حزنت أكثر.. وأنا اقف بينهم في الحافلة اودعهم .. حتى سائق الحافلة الكبيرة جاء ليودعهم.. فهد أيضا غادر.. تلك الموهبة الصوتية الجميلة التي اكتشفناها فقط في نهاية المخيم .. هم كانوا من اجمل من رأيت .. سأشتاق لأصواتهم .. وقد تصفحت كثيرا صورهم ..!
وينطلق حفل السمر الأخير في مخيم 19 .. الليلة الأخيرة التي ارتبطت بسقوط الأمطار.. الليلة الأخيرة في تلك الخيمة الكبيرة وكل الأحساس بالوداع يطرق الباب.. هذه دائما وقفة في مخيم الأمل لنراهم ونحفظ صورهم .. كان الحفل بسيطا جميلا.. وأ ن قلت الأعداد.. عرضنا صورا للمخيم من اليوم الأول وحتى سباق التحدي .. للكل .. للورش .. للسمر.. للرحلات .. للمتطوعين .. كانت الكلمات تتكاتف مع الصور لتقول كلمة شكر لصاحبة القلب الكبير التي جمعتنا هنا .. " أم المعاقين" سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي.. التي دعتني في 2003 لأشارك واليوم هي دائما متواجده لتدعم الكل الصغير قبل الكبير.. وكم استعدتنا اليوم .. بتلك الكعكة الكبيرة التي أحضرتها لتحتفل بنا .. نحن الخريجون " مريم البلوشي، عائشة المعلا، غادة الخميس وعبدالرحمن الحمادي" كان الأحساس جميلا ونحن نحمل السيف الكبير لنقطع الكعكة .. وليفرح الكل معنا .. شكرا "ام المعاقين وأم المتطوعين" ..
انتهى الحفل وبدأ الكل يودع .. تفاجأت بعدد الأطفال الذين جاؤوا ليحضنوني ويودعونني .. لم أعيي مشاعرهم تجاهي إلا في تلك اللحظة .. وكم أفتقد تلك الوجوه الأن وأنا اكتب هذه الكلمات .. هم الآن بين أهلهم ولكن ياترى كيف يتحدثون عنا وماذا يقولون .. لكل تلك الوجوه الجميلة أقول " أني مشتاقة لكم من الأمس" ..
متطوعوا مخيم الأمل .. أراكم في مخيم 20 .. وقبلها متأكدة أننا سنلتقي قريبا..
مريم البلوشي
الأديبةالصغيرة
24-1-2009
5:58 مساء
الاديبةالصغيرة
30-01-09 ||, 09:49 PM
أخي الكريم ذنيني "ناصر" ..
مخيم الأمل من يعيشه مرة يحب أن يعيشه أبدا ..
وأن شاء الله مافي بينا زعل .. اسمحلي .. اليوم قبل ساعات راجعة من مكة المكرمة .. من المخيم لأرض الطهر والبيت العتيق .. وعشت مع عامر أيام في السعودية مرضنا مع بعض ولكن ماقدرت أزروه ..
ليش زعلان علينا .. ؟؟