المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات عِجـافْ



عافك الخاطر
19-01-09 ||, 10:06 PM
من أعمارنا نجتث الذكريات العجاف..
ذكريات أمكنة ..شخوص .. فناجين قهوة مجمدة و رماد و بضع عبارات ؛كي لا ننتهي إلى كرسي هزاز لا يُسمع إلا صوته متوسلاً الحزن في ركن غرفة معتمة إلا من ضوء تسلل عبثاً من فتحة ضيقة تمردت على صمت الجدران لتجعلنا نؤمن أن الكون من حولنا لا يزال حياً على الرغم من أنانية الحكم الذي أصدرناه على أرواحنا يوماً..أن تموت عن كل شيء حي يتنفس.. يغرد ..يحلق.. ويضيء...
عن كل شيء حي ..
http://oasis.bindubai.com/bin/uploaded/1109_11232388299.jpg
1
كنت أنت و مسافات طويلة و امتداد الشارع و مطر رجيت أن يستمر هطوله حتى لا يستوقفك صوت انقطاعه عن الحديث .. كأن المطر حينما ينهمر يلهمك لتكسر صمتك فتغرقني بكلمات نقية كنقاء قطراته ..
كأنه يربك في داخلك طفولة قاسية .. كأنه جاء ليخبرك أنه سيعود في كل سنة ليمنحك فرصة تعرية الكلمات من غموض سادها.. فرصة لتصرخ في وجوههم ..أولئك الذين نشمئز من التفاتاتهم ..ليدرك الجميع أنك تستحق الحياة ..
دعوت الله حينها أن يبقيك و أن تطول المسافات أكثر ..و يصبح الشارع أكثر امتداداً .. والمطر أكثر إلهاماً ..
2
رسائل لم يكتب لها القدر أن تصل...
لك أنت ..ولزرقة سمائك :
أنت حلم كان لا ينبغي له أن يولد .. لا ينبغي لدوائر أحلامي أن تتسع في فضاءاتك ..أخشى أن تغرق أنت في كم الانهماكات و ثقل الأمنيات ..
فقط أضىء لي سمائي.. و دعني أراقب لمعانك من بعيد...
3
الزمان : شتاء كل السنوات بعد ولادة الحزن...
كأن الزمن جردني من كل ألوان الحياة وتركني هامدة على أرصفة أستشعر الخوف جيداً في بنائها .. كل الحقائق التي أعرفها اليوم زائفة ..كل المشاعر التي أجيد تشكيلها و رسمها على ملامحي وهم و اعتياد قسري للبقاء ..إلا حقيقة واحدة..هي أنني فشلت في أن أٌ بقي الضوء حياً حينما اشتد الظلام و قست الأرض ...

http://www.youtube.com/watch?v=VWuOh7a6ANQ

أتمنى
20-01-09 ||, 09:49 PM
يبدو أن طُقوس الشِتاء تسْتنفذ حَصيلة الذاكرة الرثّة
كالأجساد الخامِلة المُدركة أنّ من يُلقي التحيّة سَيمضي
كمُضي تمَرد الصيف و فرْحة الرَبيع التي نسْمع بِها و لا نراها ..

مع كُل هُطول للمَطرْ
تهطِل حَكايا تُناشِدُنا التأمُل و البَقاء

مع كل هطولْ
تعزف قطراته موسيقى احتضنتها الأرْصفَة و الأعْشاب
و الذاكِرة ... تِلك الذاكرَةُ ..... الرثّة !

؛


مهما تكن مجمدة يا عافك الخاطر
تُذاب بأمطار حرفك ... :smile:
دامت روحك


.
.

عافك الخاطر
24-01-09 ||, 05:04 PM
4
كل شيء في الصباح روتيني حد الغثيان ..الستائر تمتص الضوء برغبة عارمة في الحياة وتعكسه بهدوء على الجدران .. و صوت المذياع وهو يبث سوناتا الحياة بترانيم حفظتها جيداً ؛فهي الصدق الوحيد الذي اعتدت سماعه.. و أنا أرتب الخوف في داخلي و أتمتم بكلمات تمتزج حروفها مع قهوتي وتتماشى مع مرارة مذاقها جيداً .. على الرغم من أنني أكره القهوة إلا أنني أرغمت نفسي على شربها في ذاك الصباح ..فتجربة كل جديد أصبحت عادة جديدة أحاول أن أثبت من خلالها لك أنني أملك القدرة على أن أتعايش مع طقوس مزاجيتك ..

.
.
.




أتمنى
لا أعلم ما سر ارتباط المطر بالذكريات الرثة و رغبة الأجساد الخاملة في تأمله حد الانهماك.. !
.
.


لإضافتك سحر خاص لا يُمل
ممتنة جداً لجمال النص
:)


دمتِ بخير

عافك الخاطر
15-03-09 ||, 12:00 AM
1
ارتدي الحزن و ارسم بأناملي على بياض فضاء مزحوم باختناقات الأمس واليوم .. ارسم شكلاً هندسياً لدوائر سوداء تلتف حول نقطة ضوء خافتة .. العالم حولي يدور بسرعة ضوئية تفوق استيعابي المجهد وذاكرتي التي لا تحتمل هذا الكم الكبير من التغييرات ..

2

هذا هو نصيبك من الذكريات ..
أعيشك حلماً ضائعاً تكبر معه تنهدات..

أتمنى
21-03-09 ||, 06:27 PM
هل هذا الحُلم للإيجار؟

سأستأجره أو أستجير بـِه يا غريبْ

فلم تعد تراتيل المساء تقتاتُ على الأسحار
و لم أعد أسمَع صوت ذكرى أو بقايا أذكار

بعد أن نُفيت كل الأوطان للنسيان
بعد الرماد؛ ماذا "يستلهب" بالنيران؟
بعد الحُلم؛ أي حضن تترامي اليه يـا غرييييب؟!

من يمنح للأنفس أحلاماً مؤقتة؟
و يسرق للنوارِس ضفافاً بعيدة؟

من ينثر على الموتى أحلاماً سعيدة ؟!
و مـن يستأْجر الحلم أو يستجير بِه؟!

في موطن الذكرى أو مستوطنات النسيان ؛



إسمَحي لـ تساقط آخَر
يا من لا يعافُكٍ الخاطر ؛

.
.

عافك الخاطر
30-05-09 ||, 04:04 AM
||

اكتفينا بالصمت
بعثرنا أحلامنا في الهواء
تناولنا آخر قطعة (أمل) و رحلنا
||



أتمنـى
لروعة و حجم الحزن فيما سطرتيه أثر عميق
أنا ممتنة كثيراً لتواجدك و جمال الطرح..
عمق الطرح أكبر من أن أجاريه ..
:)

خنفروش
30-05-09 ||, 08:43 AM
اممممم لي عوده ... إن شاء الله ...

عافك الخاطر
06-06-09 ||, 05:33 PM
ينمو في جسد الصمت صرخة متمردة على خفقات الروح .. يبيح اغتيال الكلمات وليدة التنهدات الخامدة في ذاته من سنين ..ينمو في ظلام المكان و ينغمس في الأشياء من حوله كأنه يتعمد أن يبقي الذكرى في كل شيء تحتضنه عيانه..


كانت الدنيا ربيعاً جاء بعد أن مات في داخلنا شتاء جاف على الرغم من غزارته،جاء محملاً بحلم وردي، التقيته في يوم كنت قد تكهنت تعاسته، و حكمت على انه سيكون " عادي وممل" لكنه جاء به ،حلم كاد أن يكون حقيقة،يقترب منها ببراعة، يكاد أن يكون ،يحمل بين يديه قصاصة ورق سطر فيها مشاعره .لكنني دائماً تخيلته تعقيداً برتوش مبهمة .. لغزاً استمتع تفكيك غموضه و أفرح بنشوة انتصارحينما أتمكن من ايجاد القطعة المفقودة من لوحته. لكنه جاء بسيطاً بسطحية ..خاوياً ..مكرراً من أشياء لا أملكها .. كان عادة روتينية لقتل الوقت .. وأنا كنت االعنصر المفقود في اللوحة و في الوقت....


------


خنفروش :)

المنصوري
12-06-09 ||, 04:42 AM
أُدرك دائمـاً أن لكـل ليــل ٍ داكــن نهــارٌ ناصــع ، يزيــح سحابــات العتمــه ويجلــب البهــجــه ،تــرى فيــه عصــافيـــرٌ مغـــرده ، حشـــودٌ متراصـــة ، شجـــرٌ بــاســـم ، زرقــــه طاهــــره ، وشمـــسٌ لامــعـــه ، لـــكـــن رحيــلــك أطفــئ كــل الشمـــوع ، وغمرنـــي بحــــزن ( أســــود ) وذكريــــات عـــجــــاف ..

مررت كثيراً من هنـــا .. شكـــراً يـــا عافـــك ‘‘

..

تنينه
12-06-09 ||, 09:59 PM
حديث غداً سيكون متعب وحديث اليوم متعب جداً وحديث الأمس متعب حد الحزن والألم ؛ لربما لانه مضى ولن يأتي مرة أخرى كي نغير ؛نسامح ؛ نتكلم ؛ نصمت أو حتى نوقف حدوثه ؛
هكذا مضى وهكذا نمضي من بعده نحاول فهم الأمس وتحليله وتجميله واحياناً رثائه وياخذ النصيب الاكبر من فكرنا و وقتنا ....
وفجأة ندرك ان ماضياً جديداً قد أتي كان بالأمس حاضراً وفي يوم من الأيام فكرنا فيه كـ مستقبل و لكنه لم يكن يوماً متعباً حد الحزن والألم ! هل لأنه أصبح ماضياً ؛صبغ الحزن والألم تفاصيله أم إنه كان هكذا ولكن لانه كان حاضراً ومستقبلاً لم نرى فيه هذه الصبغه ؛
بالرغم من أننا لن نعيش أحداثه مرة أخرى ولن يصادفنا للأبد يبقى الماضي متعب .. جداً


دائماً ملهمه وجميله يا عافك الخاطر ..

أنامل قلب
13-06-09 ||, 12:02 AM
أتسكننا الذكريات ،
أم نحن من يسكنها ..!

,

وكأننا بكل ذلك { بين سحب حامت بأرضنا / وبين ترب أغرق السماء ،
إلا أننا لم نقتفي من كل ذلك غير بعض من أثر ، ولم ننتهي ~ ..

,
,


لـ نثرك حس مختلف ..

خنفروش
23-06-09 ||, 10:24 PM
الذكرى العجوز

تئن تحت وطأة الزمن ..

و من تحت ذاك الركام ..

ترمق الأحداث بعين أجهدتها الحملقة

...

غرابة الذكرى في استحضارها للماضي

بـ شخوصه ..

بـ نفوسه ..

بـ طقوسه ..

بـ أماكنه .. و روائحه

بـ أحداثه .. و كلامه

...


نحن لا نضعف .. مع كل ذكرى نزداد قوة


...

ثورة في وجه ذكرى قريبه .. 26/6/

سـ اتجاهل الألم .. و ذاك البعد .. سـ اخنق العبره ..

و احيل ذهني ..

للحظات الجميلة ..

لـ كلامك ..

ابتساماتك ..

قلبك الكبير

عافك الخاطر
03-07-09 ||, 01:43 AM
جاء يلتمس العذر من مرارة صبحه كما قهوته ..
لم يطال اليأس صفحات كراسه الرمادي.. فلا تزال أوراقه تتنفس رائحة الحبر الأزرق .. هو لا يزال يكتب .. وهذا أفضل
يقول أن الذكرى لم تنصفه..هي مع الأيام تخلق جسوراً نفسية بينه و بين ما أراد يوماً أن يكون.. وهذا أفضل...
.
.

المنصوري
لا تتخلى عن الأمل بانجلاء العتمة ... و سعيدة لتواجدك هنا :)

عافك الخاطر
28-09-09 ||, 04:13 AM
|| أخبئك في أظرف الذكرى و اودعها الصمت..
لن ارثي الأيام من بعدك..
سأتلو الحروف واتمادى في الغياب ليطول بي الوقت في مدن الامس...
||
تنينة:
تسلسل الماضي المرهق مستمر.. وكل الأحاديث من بعده محاولات فاشلة لإحيائه لكن لسبب ما.. نجهله او نتجاهله نستمتع دائماً بسرد كل التفاصيل المتعلقة به ..
انتي الأجمل يا تنينة :)
ممتنة لتواجدك هنا :heart: