عافك الخاطر
04-07-08 ||, 02:21 AM
الكون اليوم يتوشح لوناً لم أعرفه..
ليس هو من السواد في شيء..بل هو أكثر عتمةً من الليل نفسه ..
أكثر توغلاً في النفس.. يجعلك في حالة غثيان و رغبة في الهروب ولكنه يظل معك..
يدنو منك أكثر كلما ابتعدت ..يشاركك أحلامك في كل تفاصيلها..
يشاطرك فنجان القهوة حتى آخر رشفة ليبقيك أسير هلوسات أرادت بك الموت ولا شيء سواه ..
قيل لي مرة أن أحدهم راح ضحية هذا اللون.. قيل أنه كان يحلم بزجاجة شفافة يحفظ فيها فراشة أحلامه التي رحلت في ليلة شتوية كانت قطرات المطر فيها قد قست على جناحاتها الغضه فخارت قواها ولمَا أرادت الاحتماء بنافذته كعادتها .. وجدت ذلك اللون طاغياً على الجدران ..وجدته مرعباً يريد أن ينقض عليها . فابتعدت واستسلمت لقطرات المطر..وفارقت الحياة..!
قيل لي، أنه حزن عليها حزناً شديداً وأنه في نفس الليلة كان قد حصل على زجاجته ولكنها الآن لا قيمة لها بدونها..اليوم هي فارغة و يكسوها الغبار..وهو يتجرع الانكسار..
قلت مستنكرة ما أسمع ..ياااه أيعقل أن تكون الألوان بهذه القسوة ؟! فأُجبت بابتسامة بدت لي ساخرة : الألوان تقتل كذلك.. ولكن لا نفقه قتلها..!
و اليوم أدركت حجم قسوتها فهي لم تحمل لي سوى المزيد من أشياء تمنيت لو أن تصيبها لعنة الموت أو يفنيها الزمن في حفرة تُردم برمال سوداء..
حملت نفسي إلى أكثر الأماكن اتساعاً وصمتاً .. لأصرخ فلا أستمع إلا لصدى صوتي لأتأكد أنني مازلت أنتمي لهذا المكان .. مازلت أتنفس الحياة..ولكن حينما تذكرت أن الصمت سيد هذا المكان ..خفت كثيراً و قلبي ازدادت نبضاته حتى كدت أن أغيب عن الوعي ..فالصمت هنا ان لم ترحب به فسيكون مصيرك النفي إلى أماكن يختلف فيها معنى الصمت ..! فتوقفت عن الصراخ وقبلت برفقة الصمت .. حتى ألفت صحبته..
هربت من قسوة اللون إليه..فلم أجد خيراً منه ..لم أجد ..
.
.
> قد يُتبع ..
ليس هو من السواد في شيء..بل هو أكثر عتمةً من الليل نفسه ..
أكثر توغلاً في النفس.. يجعلك في حالة غثيان و رغبة في الهروب ولكنه يظل معك..
يدنو منك أكثر كلما ابتعدت ..يشاركك أحلامك في كل تفاصيلها..
يشاطرك فنجان القهوة حتى آخر رشفة ليبقيك أسير هلوسات أرادت بك الموت ولا شيء سواه ..
قيل لي مرة أن أحدهم راح ضحية هذا اللون.. قيل أنه كان يحلم بزجاجة شفافة يحفظ فيها فراشة أحلامه التي رحلت في ليلة شتوية كانت قطرات المطر فيها قد قست على جناحاتها الغضه فخارت قواها ولمَا أرادت الاحتماء بنافذته كعادتها .. وجدت ذلك اللون طاغياً على الجدران ..وجدته مرعباً يريد أن ينقض عليها . فابتعدت واستسلمت لقطرات المطر..وفارقت الحياة..!
قيل لي، أنه حزن عليها حزناً شديداً وأنه في نفس الليلة كان قد حصل على زجاجته ولكنها الآن لا قيمة لها بدونها..اليوم هي فارغة و يكسوها الغبار..وهو يتجرع الانكسار..
قلت مستنكرة ما أسمع ..ياااه أيعقل أن تكون الألوان بهذه القسوة ؟! فأُجبت بابتسامة بدت لي ساخرة : الألوان تقتل كذلك.. ولكن لا نفقه قتلها..!
و اليوم أدركت حجم قسوتها فهي لم تحمل لي سوى المزيد من أشياء تمنيت لو أن تصيبها لعنة الموت أو يفنيها الزمن في حفرة تُردم برمال سوداء..
حملت نفسي إلى أكثر الأماكن اتساعاً وصمتاً .. لأصرخ فلا أستمع إلا لصدى صوتي لأتأكد أنني مازلت أنتمي لهذا المكان .. مازلت أتنفس الحياة..ولكن حينما تذكرت أن الصمت سيد هذا المكان ..خفت كثيراً و قلبي ازدادت نبضاته حتى كدت أن أغيب عن الوعي ..فالصمت هنا ان لم ترحب به فسيكون مصيرك النفي إلى أماكن يختلف فيها معنى الصمت ..! فتوقفت عن الصراخ وقبلت برفقة الصمت .. حتى ألفت صحبته..
هربت من قسوة اللون إليه..فلم أجد خيراً منه ..لم أجد ..
.
.
> قد يُتبع ..