عيون خورفكان
17-06-08 ||, 10:41 PM
تقارب الساعه الآن منتصف الليل . قبل قليل حضــَرت فنجان القهوه وجلست في مكتبي الصغير في بيتي الصغير وحيداً لأدق أجراسي هذه .
قلت :سأكتب هذا الاسبوع عن صورة الاخت في الاسرة العربيه , ثم قلت لما لا اكتب عن الوساده وعذاباتها , ثم قفزت الى ذهني فكرة شيطانيه وهي : ما مفهوم ووظائف الليل في المجتمعات العربيه .
ولأني اشعر بالملل هذه اللحظات , الملل من ثيابي وافكاري وجسدي , الملل من الكتابة اصلاً , واضطراب تركيزي الى حد اني فكرت في دخول المطبخ للتحاور مع الصابون والصحون أو فعل أي شي استثنائي يقضي على رتابه منتصف الليل .
في لحظة الصفر هذه , نظرت امامي على المكتب , فرأيت تفاحه هادئه يكاد يفجر القلق قشرتها , شعرت انها تقول لي : ( أرجوك التهمني فقد مللت البقاء هكذا من دون وظيفه ) قلت في نفسي : هل التفاحه تشعر باللذه حين التهمها , اليس ألتهامهــا هو فناء لها ؟ وهل وظيفتها في الحياة هي أن تفنى ؟ بصدق اقول لكم لقد اشفقت على التفاحه ونظراتها المتوسلة , المشكله اني لم اكن في حاجه إلى الاكل , كنت في حاجة إلى من يأكلني مثل التفاحه , يرمي عضامي في سلة القمامه , يعبث بما تبقى ما به , وأصابعي التي اكتب بها . وجنوني الروحي الذي أطير بأجنحته .
اقول لكم هذا لانه اذا استطاع كائن ما , أن يختصر جسدي الى قلب واطابع وجنون روحي , وأكون قد تخلصت من اعباء كثيرة تفرضها المطارات العربيه , وإدارات الماء والكهرباء وجشع اصحاب العمارات , ومطالب السوق والجسد التي لا تنتهي .
حين ذاك أتفرغ للحب والكتابه المجنونه , خارج عيون الرقابه التي تكاد تحول الكاتب هذه الايام الى بهلوان في الحلبة السياسه العربيه , سأكتب حينذاك عن الافكار التي ماتت في الصدور من الرعب , وأكتب عن المرأه وقانونها السري الذي يضحك من صرامة الرجل , وأكتب عن الصفحات الأولى في الجرآئد العربية , أكتب عن الذين يمتصون أعمارنا ويفرغونها من الفرح , ويصبون عرقنا خمراً لنساء الليل , أكتب عن الحزن في وجوه الناس , اكتب عن سر الانجذاب الأبلة للأنهار إلى بحر الظلمات , اكتب عن القمامات المأزومة والأقزام العظماء الرائعين , اكتب عن الذين ينتظرون المطر لعجن الطحين لأطفالهم , أكتب عن المدن التي في المدن , والوجوه التي في الوجوه , أكتب عن السنبلة التي انحى رأسها من فرط امتلائها , والسنبلة التي ارتفع رأسها من فرط فراغها , أكتب عن الطيور التي تعود الى اعشاشها بطاناً والطيور التي تعود الى اعشاشها خماصاً , اكتب عن خجل الجبال وصمتها , وعن عجرفة الهضاب وسحتها , أكتب عن العصا في يد الراعي والعصا في يد الرعاع , اكتب عن الليالي وظهور الجال وحرائق ربات الحجال , أكتب عن الموت والحياه والسجون والكلمات , أكتب عن الوردة التي تسلحت بالشوك والوردة التي تسحلت بالشوق , أكتب عن الارض التي في القلوب والارض الي في الجيوب , أكتب عن الكتابة ومروق الكلمات عن صراط السطور والآن , بعد هذه الرحله في الحلم والتفتيت , هل التهم التفاحه أم اقسمها نصفين , نصف لكم ونصف لمن يطرق بابي .
قلت :سأكتب هذا الاسبوع عن صورة الاخت في الاسرة العربيه , ثم قلت لما لا اكتب عن الوساده وعذاباتها , ثم قفزت الى ذهني فكرة شيطانيه وهي : ما مفهوم ووظائف الليل في المجتمعات العربيه .
ولأني اشعر بالملل هذه اللحظات , الملل من ثيابي وافكاري وجسدي , الملل من الكتابة اصلاً , واضطراب تركيزي الى حد اني فكرت في دخول المطبخ للتحاور مع الصابون والصحون أو فعل أي شي استثنائي يقضي على رتابه منتصف الليل .
في لحظة الصفر هذه , نظرت امامي على المكتب , فرأيت تفاحه هادئه يكاد يفجر القلق قشرتها , شعرت انها تقول لي : ( أرجوك التهمني فقد مللت البقاء هكذا من دون وظيفه ) قلت في نفسي : هل التفاحه تشعر باللذه حين التهمها , اليس ألتهامهــا هو فناء لها ؟ وهل وظيفتها في الحياة هي أن تفنى ؟ بصدق اقول لكم لقد اشفقت على التفاحه ونظراتها المتوسلة , المشكله اني لم اكن في حاجه إلى الاكل , كنت في حاجة إلى من يأكلني مثل التفاحه , يرمي عضامي في سلة القمامه , يعبث بما تبقى ما به , وأصابعي التي اكتب بها . وجنوني الروحي الذي أطير بأجنحته .
اقول لكم هذا لانه اذا استطاع كائن ما , أن يختصر جسدي الى قلب واطابع وجنون روحي , وأكون قد تخلصت من اعباء كثيرة تفرضها المطارات العربيه , وإدارات الماء والكهرباء وجشع اصحاب العمارات , ومطالب السوق والجسد التي لا تنتهي .
حين ذاك أتفرغ للحب والكتابه المجنونه , خارج عيون الرقابه التي تكاد تحول الكاتب هذه الايام الى بهلوان في الحلبة السياسه العربيه , سأكتب حينذاك عن الافكار التي ماتت في الصدور من الرعب , وأكتب عن المرأه وقانونها السري الذي يضحك من صرامة الرجل , وأكتب عن الصفحات الأولى في الجرآئد العربية , أكتب عن الذين يمتصون أعمارنا ويفرغونها من الفرح , ويصبون عرقنا خمراً لنساء الليل , أكتب عن الحزن في وجوه الناس , اكتب عن سر الانجذاب الأبلة للأنهار إلى بحر الظلمات , اكتب عن القمامات المأزومة والأقزام العظماء الرائعين , اكتب عن الذين ينتظرون المطر لعجن الطحين لأطفالهم , أكتب عن المدن التي في المدن , والوجوه التي في الوجوه , أكتب عن السنبلة التي انحى رأسها من فرط امتلائها , والسنبلة التي ارتفع رأسها من فرط فراغها , أكتب عن الطيور التي تعود الى اعشاشها بطاناً والطيور التي تعود الى اعشاشها خماصاً , اكتب عن خجل الجبال وصمتها , وعن عجرفة الهضاب وسحتها , أكتب عن العصا في يد الراعي والعصا في يد الرعاع , اكتب عن الليالي وظهور الجال وحرائق ربات الحجال , أكتب عن الموت والحياه والسجون والكلمات , أكتب عن الوردة التي تسلحت بالشوك والوردة التي تسحلت بالشوق , أكتب عن الارض التي في القلوب والارض الي في الجيوب , أكتب عن الكتابة ومروق الكلمات عن صراط السطور والآن , بعد هذه الرحله في الحلم والتفتيت , هل التهم التفاحه أم اقسمها نصفين , نصف لكم ونصف لمن يطرق بابي .