المنصوري
30-05-08 ||, 03:45 AM
الســــــلااام عليـــــكم ورحمــــة الله وبركـــــاتـــه
لعـلــي لـــم أجـــد متســــع أو مســـاحــة فارغـــة في قلوب البشـــر لكــي أشكـــي حالاً أعيشــــه منـــذ وُلــــدت ، ولم أجـــد غير ذلك الصـــدر ليخفف عنـّـــي ما اعيشـــــه ، ورغــم أن من يخــفــف علــي هو من كــــان بحاجـــه ملحــــه لأيــــادي تنتشلــــه من العتــمــة التــي يعيشهـــــا ومن تلك المآسي التي أصبحـــت بمثابــة أبن آخـــر له يشاركنــي حنـــــان الأمـــومــة ونتقاسمهــــا رغــم قســـوتـــه. ولعــل أسبـــاب كثيـــرة جعلتني اتردد كثيراً قبــل أن أفعــل بعض ما كانت تفعلـــه لتبقيــنــي على قيـــد الحيـــــاة ، حيـــاة قاسيــة لا ترحم وخاصــة من يعاني قليلاً من الضعـــف والفقـــر .
وبعـــد أعوام عديــــدة ، لجــأت للورق الأبيــض الناصـــع الذي لم يمثــل يوماً حياتي وحياتهــا التي كانت مكسيـّــه باللون الأســود ، وقلـــم أســـود يدل على بيئـــه عشتهـــا وقلووب عاشرتهــــا وسـُــقيـــتُ من قسوتهــا وحقدهــا رغــم أنــي لم أمتلك إلا أخلاقـــي الفاضلــــة وهي التي منعتــنــي من أن أفعــل بعض ما كــــانت تفعل .
أنا لا أشــكك بأخلاقهـــا ، فهــي الطاهــرة العفيفــة التي لم ترضى يوماً بالشـــر ، وما فعلتــه فقـــط هو لأنقـــاذ حيـــاتــي قبل حياتهـــا من التهلكـــة ولكنهــا لم تستطـــع أن تستمــر على ما كانت عليــــه.
سلوكٌ كثيـــرٌ نرفضـــه ولا نقبلــــه ، ونهجو من يتخــذه ومن يستعمـلــه ، ولكــن في ظروف غامضــة مجهولة للجميــــع إلا فاعلهـــا نضطر لأن نفعــل ما لا نريـــد ، وأن نسعـــى خلف المحظور الذي ترفضــه أخلاقنـــا ولا تستسيغـــه قلوبنـــا.
استغاثاتهـــا المتلاحقـــة للقلوب النيـّــرة والرقيقــة من البشـــر كانت متواصلة ، والذين قــد يمثلون نسبــة ظئيلـــة جداً منــّـــا، والذين قلمـــا تجدهـــم في بيئاتنـــا وسط أدخنـــة السواد وانحطاط الأخلاق وقلــة الإحســـاس، لطالمـــا بحثـــت وحيـــدة عن من يحاول أن يخفف بعض ما كنـّـــا نعيشـــه ، أو ليظفي اشراقــة نور على قلبيـــن اضمحللا مع الأيـــام ليصبحـــا قطعــة من لحــم خاليـــة من المشاعــر الجميلة والسعيـــدة ، تبحــث بيــن الفتــرة والأخرى عن من يعيلنــــا ويساعدنـــا على العيــش مع البشـــر .
فقبــل ميلادي ، مات من كان السبب في حياتــي ، وأصبـــحــت أنــا وأمــي وحيدتيـــن في هذا العالــم ، فقــد تزوجهـــا من رحــل من بلـــدٍ عربيٍ آخـــر، كانت تمثــل لــه فتـــاة الأحلام التي ستسعده مــدى الحيــــاة ، ورغم رفض الجميــع لعقد القران إلا أنـــه أصــر على موقفـــه وتزوجهــــا ، نــُــبـــذ من العائلــة وأصبـــحــت عائلتــه فقـــط هي من تزوجهــــا ، وهي لا تملك من الأقـــارب أحــد وخاصــةً بعـــد وفـــاة والديهـــــا . كانت الحياة سعيـــدة كما كنت اسمــــع ، لم أشـــاهد سوى صورتــه التي لطالمـــا كانت بجانــبهـــا على السرير قبــل أن آخــذ مكانهـــا ، كانت ذكراه جداً مؤلمــة على الزوجــة ، ولم اعلم انا الفتاة الصغيرة ما معنـــى الأبوه أبـــداً ، وكان حلمــه الوحيـــد أن يراني في حظنيهمـــا فوق السريـــر ، ولكـــن ذهــب الحلـــم مع الحالــــم !!
استطيـع أن اعتبــر يوم وفاة أبي هو يوم وفاة العائلة السعيـــدة ، أصبحنــا أنا وأمي بالفعل أيــتـــام في بلد نحمل جنسيتــه ، ونتنفس من وطنيـتـه ، ونشارك أبنـاءه عاداته وتقاليده ، حتى ديانتــه ، وأصبحنــا كســرب الطيــور الأليفة تهاجمــه الجوارح يومــاً بعــد يوم ، ننزف وبشدة ولكن دون أن تشعر تلك الطيور الجارحه بما نحتويـــه ، ولا حتـى بمــا نعانيـــه ، القسوة أصبحــت جزءاً من المجتمع بعدما كنــّــا نرى كل معاني الطيب في أبي ولو من خلال برواز صورتــه. كنت منعزلــة عن العالم الخارجي بأســره ، لم يكن الفضاء الواسع يستسيغني بل كان الظلام هم من يواسيني ، كنت أستطيــع البكاء فيــه بحريــة بلا أي ازعاج سوى من قسوة البرد في الشتاء وشدة الحر في الصيــف ، كانت ملابسنــا باليــة ، وأجســادنــا ذابلــة ، وقلوبنــا خاويـــه ، وعقولنــا فارغــة ، كأننــا أموات بأجســاد أحيــاء .
سمعـت من أمــي بأن الإنســان الطبيعي يمــر بعدة مراحــل ، الطفولة ثم الشباب ثم الشيخوخــة ، وأنا منذ ولدت عشــت الشيخوخــة ، شيخوخة الدهــر الذي أبى أن يسعدنــي ولو لبرهة من الزمـــن .. ما أقســـاك يا زمـــن ,,
اتذكــر بعض مواقف الطفولة المشـخـّـة ، كنت حافية القدميــن ، باليــة الهندام ، مرقعـــة الجســـد ، لا أحمل سوى ملامح الطفولة البريئة التي شوهتها الأيـــام ، وجعلت القمامة ملاذنـــا الأول والأخيــر ، لنحصل على بعض ما يكسونا ويسد جوعنـــا ، أو يستــر علينـــا عوراتنـــا ، ويحمينا من البرد القارص والحر الذابـــح ، لا اتذكر يوماً بأني ذهبت للمدرسة وأنا أحمل درهماً واحداً ، أو حتى وجبــة كاملـــة ، أو عصيراً طازجاً ، لم افكر في يوم من الأيــام أن أقــارن نفسي مع إيٍ من البنـــات ، فكنت بلا أدنى شك أقساهن حالاً ، وأكثرهن بؤساً ، لم تكن أمي تحرمني من تلك الأشيــاء ، بل الوطن الذي أنــا أنتمي لـــه وأعيــش على ترابــــه ، إنــه القدر !!
تمــر الأيـــام وكأنهــا شهــور ، وتنقضــي السنيــن وكأنهـــا دهـــور ، كان حلمــنــا بأن يكــون اليــوم التــالي أفضــل من اليــوم الســابق ليــس إلا كسراب وحلم ضائـــع ، ورغــم بصيص النــور الذي قــد يتدفــق بيــن الحيــن والآخــر من بعض من يمتلك ذاك النــور ، إلا أن جملــة حيـــاتنــا كاانت كبيســـة وتعيســــة.
كثيـــراً ما حاولت الانتحـــار لأنهــي حيـــاتــي وأعيـــش آخــرتـــي ، ولكـــن دائمــاً ما كنت أشفق على أمــي ، التي ستعيــش من بعــدي وحيـــدة ، قــد نواســي بعضنــا البعــض الآن ، وبرحيــل أحدنـــا قد نرحل نحن الإثنيــــن .
دخلت عليهـــا يومـــاً ، كعادتهــــا تقبع في آخــر الغرفــة الضيقـــة بقرب النافــذة المرتفـــعــة نوعاً مـــا ، لا يـُــرى في الغرفــة إلا جسدهــا المتهالك الذي تعكســه الأنوار المتداخلة من النافــذة ، هذا هو السيناريو الذي دائمــاً ما كنت أجدها عليـــه قبل النـــوم وقبل الذهاب إلى السرير المتهالك من كثرت الإستعمال ، اقتربت منهــا شيئــاً فشيـئـــاً ، وعندما اقتربت منهــا شعــرت بأن رجلي قد ابتلت ، لعل دموعهــا هذا اليـــوم كانت غزيــرة ، اوووه إنــه أمـــرٌ اعتيادي أن تـُملئ الأرضيــة الخشبيه بالدموع ، فمنــذ يوميــن لم نــذق طعم الطعــــام ، ولم نجــد ما يكسي أجســـادنـــا من برد الشتــاء القارص هذا العــــام ، وضعـــت راســي على رجليهـــا واستلقيــت الأرض ، بقيت على هذا الحال ما يقارب الســاعـــة ، ازدادت بقعــة البلل ولعل لدموعي دور أكبــر في ازديـــاد المســـاحــة ، نهــضــت لأنفض جســدي من أتربــة الأرضيـــة ، خاطبتهـــا بعد ساعات وانا معها في هذه الغرفــة و لم تجــب ، ولم يكن باستطاعتي أن أرى وجهها لأنها كانت تناظر السقف في الاتجاه الآخـــر ، عندمـــا هممت بوضع يدي على وجهها المبتل ، سقطت على تلك الأتربـــة ، ولم أشعــر بنفــســي إلا وأنـــا أهوي بجانبـــهــــا ميتــــة !!!
بقلم
فتااة ميتــه
قد تكون لي عودة مع أسبــاب كتابــة مثــل هذا الموضوع
لعـلــي لـــم أجـــد متســــع أو مســـاحــة فارغـــة في قلوب البشـــر لكــي أشكـــي حالاً أعيشــــه منـــذ وُلــــدت ، ولم أجـــد غير ذلك الصـــدر ليخفف عنـّـــي ما اعيشـــــه ، ورغــم أن من يخــفــف علــي هو من كــــان بحاجـــه ملحــــه لأيــــادي تنتشلــــه من العتــمــة التــي يعيشهـــــا ومن تلك المآسي التي أصبحـــت بمثابــة أبن آخـــر له يشاركنــي حنـــــان الأمـــومــة ونتقاسمهــــا رغــم قســـوتـــه. ولعــل أسبـــاب كثيـــرة جعلتني اتردد كثيراً قبــل أن أفعــل بعض ما كانت تفعلـــه لتبقيــنــي على قيـــد الحيـــــاة ، حيـــاة قاسيــة لا ترحم وخاصــة من يعاني قليلاً من الضعـــف والفقـــر .
وبعـــد أعوام عديــــدة ، لجــأت للورق الأبيــض الناصـــع الذي لم يمثــل يوماً حياتي وحياتهــا التي كانت مكسيـّــه باللون الأســود ، وقلـــم أســـود يدل على بيئـــه عشتهـــا وقلووب عاشرتهــــا وسـُــقيـــتُ من قسوتهــا وحقدهــا رغــم أنــي لم أمتلك إلا أخلاقـــي الفاضلــــة وهي التي منعتــنــي من أن أفعــل بعض ما كــــانت تفعل .
أنا لا أشــكك بأخلاقهـــا ، فهــي الطاهــرة العفيفــة التي لم ترضى يوماً بالشـــر ، وما فعلتــه فقـــط هو لأنقـــاذ حيـــاتــي قبل حياتهـــا من التهلكـــة ولكنهــا لم تستطـــع أن تستمــر على ما كانت عليــــه.
سلوكٌ كثيـــرٌ نرفضـــه ولا نقبلــــه ، ونهجو من يتخــذه ومن يستعمـلــه ، ولكــن في ظروف غامضــة مجهولة للجميــــع إلا فاعلهـــا نضطر لأن نفعــل ما لا نريـــد ، وأن نسعـــى خلف المحظور الذي ترفضــه أخلاقنـــا ولا تستسيغـــه قلوبنـــا.
استغاثاتهـــا المتلاحقـــة للقلوب النيـّــرة والرقيقــة من البشـــر كانت متواصلة ، والذين قــد يمثلون نسبــة ظئيلـــة جداً منــّـــا، والذين قلمـــا تجدهـــم في بيئاتنـــا وسط أدخنـــة السواد وانحطاط الأخلاق وقلــة الإحســـاس، لطالمـــا بحثـــت وحيـــدة عن من يحاول أن يخفف بعض ما كنـّـــا نعيشـــه ، أو ليظفي اشراقــة نور على قلبيـــن اضمحللا مع الأيـــام ليصبحـــا قطعــة من لحــم خاليـــة من المشاعــر الجميلة والسعيـــدة ، تبحــث بيــن الفتــرة والأخرى عن من يعيلنــــا ويساعدنـــا على العيــش مع البشـــر .
فقبــل ميلادي ، مات من كان السبب في حياتــي ، وأصبـــحــت أنــا وأمــي وحيدتيـــن في هذا العالــم ، فقــد تزوجهـــا من رحــل من بلـــدٍ عربيٍ آخـــر، كانت تمثــل لــه فتـــاة الأحلام التي ستسعده مــدى الحيــــاة ، ورغم رفض الجميــع لعقد القران إلا أنـــه أصــر على موقفـــه وتزوجهــــا ، نــُــبـــذ من العائلــة وأصبـــحــت عائلتــه فقـــط هي من تزوجهــــا ، وهي لا تملك من الأقـــارب أحــد وخاصــةً بعـــد وفـــاة والديهـــــا . كانت الحياة سعيـــدة كما كنت اسمــــع ، لم أشـــاهد سوى صورتــه التي لطالمـــا كانت بجانــبهـــا على السرير قبــل أن آخــذ مكانهـــا ، كانت ذكراه جداً مؤلمــة على الزوجــة ، ولم اعلم انا الفتاة الصغيرة ما معنـــى الأبوه أبـــداً ، وكان حلمــه الوحيـــد أن يراني في حظنيهمـــا فوق السريـــر ، ولكـــن ذهــب الحلـــم مع الحالــــم !!
استطيـع أن اعتبــر يوم وفاة أبي هو يوم وفاة العائلة السعيـــدة ، أصبحنــا أنا وأمي بالفعل أيــتـــام في بلد نحمل جنسيتــه ، ونتنفس من وطنيـتـه ، ونشارك أبنـاءه عاداته وتقاليده ، حتى ديانتــه ، وأصبحنــا كســرب الطيــور الأليفة تهاجمــه الجوارح يومــاً بعــد يوم ، ننزف وبشدة ولكن دون أن تشعر تلك الطيور الجارحه بما نحتويـــه ، ولا حتـى بمــا نعانيـــه ، القسوة أصبحــت جزءاً من المجتمع بعدما كنــّــا نرى كل معاني الطيب في أبي ولو من خلال برواز صورتــه. كنت منعزلــة عن العالم الخارجي بأســره ، لم يكن الفضاء الواسع يستسيغني بل كان الظلام هم من يواسيني ، كنت أستطيــع البكاء فيــه بحريــة بلا أي ازعاج سوى من قسوة البرد في الشتاء وشدة الحر في الصيــف ، كانت ملابسنــا باليــة ، وأجســادنــا ذابلــة ، وقلوبنــا خاويـــه ، وعقولنــا فارغــة ، كأننــا أموات بأجســاد أحيــاء .
سمعـت من أمــي بأن الإنســان الطبيعي يمــر بعدة مراحــل ، الطفولة ثم الشباب ثم الشيخوخــة ، وأنا منذ ولدت عشــت الشيخوخــة ، شيخوخة الدهــر الذي أبى أن يسعدنــي ولو لبرهة من الزمـــن .. ما أقســـاك يا زمـــن ,,
اتذكــر بعض مواقف الطفولة المشـخـّـة ، كنت حافية القدميــن ، باليــة الهندام ، مرقعـــة الجســـد ، لا أحمل سوى ملامح الطفولة البريئة التي شوهتها الأيـــام ، وجعلت القمامة ملاذنـــا الأول والأخيــر ، لنحصل على بعض ما يكسونا ويسد جوعنـــا ، أو يستــر علينـــا عوراتنـــا ، ويحمينا من البرد القارص والحر الذابـــح ، لا اتذكر يوماً بأني ذهبت للمدرسة وأنا أحمل درهماً واحداً ، أو حتى وجبــة كاملـــة ، أو عصيراً طازجاً ، لم افكر في يوم من الأيــام أن أقــارن نفسي مع إيٍ من البنـــات ، فكنت بلا أدنى شك أقساهن حالاً ، وأكثرهن بؤساً ، لم تكن أمي تحرمني من تلك الأشيــاء ، بل الوطن الذي أنــا أنتمي لـــه وأعيــش على ترابــــه ، إنــه القدر !!
تمــر الأيـــام وكأنهــا شهــور ، وتنقضــي السنيــن وكأنهـــا دهـــور ، كان حلمــنــا بأن يكــون اليــوم التــالي أفضــل من اليــوم الســابق ليــس إلا كسراب وحلم ضائـــع ، ورغــم بصيص النــور الذي قــد يتدفــق بيــن الحيــن والآخــر من بعض من يمتلك ذاك النــور ، إلا أن جملــة حيـــاتنــا كاانت كبيســـة وتعيســــة.
كثيـــراً ما حاولت الانتحـــار لأنهــي حيـــاتــي وأعيـــش آخــرتـــي ، ولكـــن دائمــاً ما كنت أشفق على أمــي ، التي ستعيــش من بعــدي وحيـــدة ، قــد نواســي بعضنــا البعــض الآن ، وبرحيــل أحدنـــا قد نرحل نحن الإثنيــــن .
دخلت عليهـــا يومـــاً ، كعادتهــــا تقبع في آخــر الغرفــة الضيقـــة بقرب النافــذة المرتفـــعــة نوعاً مـــا ، لا يـُــرى في الغرفــة إلا جسدهــا المتهالك الذي تعكســه الأنوار المتداخلة من النافــذة ، هذا هو السيناريو الذي دائمــاً ما كنت أجدها عليـــه قبل النـــوم وقبل الذهاب إلى السرير المتهالك من كثرت الإستعمال ، اقتربت منهــا شيئــاً فشيـئـــاً ، وعندما اقتربت منهــا شعــرت بأن رجلي قد ابتلت ، لعل دموعهــا هذا اليـــوم كانت غزيــرة ، اوووه إنــه أمـــرٌ اعتيادي أن تـُملئ الأرضيــة الخشبيه بالدموع ، فمنــذ يوميــن لم نــذق طعم الطعــــام ، ولم نجــد ما يكسي أجســـادنـــا من برد الشتــاء القارص هذا العــــام ، وضعـــت راســي على رجليهـــا واستلقيــت الأرض ، بقيت على هذا الحال ما يقارب الســاعـــة ، ازدادت بقعــة البلل ولعل لدموعي دور أكبــر في ازديـــاد المســـاحــة ، نهــضــت لأنفض جســدي من أتربــة الأرضيـــة ، خاطبتهـــا بعد ساعات وانا معها في هذه الغرفــة و لم تجــب ، ولم يكن باستطاعتي أن أرى وجهها لأنها كانت تناظر السقف في الاتجاه الآخـــر ، عندمـــا هممت بوضع يدي على وجهها المبتل ، سقطت على تلك الأتربـــة ، ولم أشعــر بنفــســي إلا وأنـــا أهوي بجانبـــهــــا ميتــــة !!!
بقلم
فتااة ميتــه
قد تكون لي عودة مع أسبــاب كتابــة مثــل هذا الموضوع