المنصوري
12-04-08 ||, 09:22 PM
وفـــــاة:
آخـــر رجــــال الزمـــن (( العتيـــق ))
http://www.inshad.com/portal/download.php?action=lsn&id=173
لعل الأيــام في بعض الأحيــان تكون جداً قاسيــة علينــا ، أو بالأحــرى في غالــب الأحيـــان ، وهذه هي مشيئة الله تعالى ، اللهم إني لا أســألك رد القضــاء ولكني أسألك اللطف فيــه. شئنــا أو أبينـــا ، فالقضــاء والقــدر أمرٌ واقـــع بحلوه القليل ومـــره الكثيــــر.
من الناس من يذهب من حياتنــا ، يفارق الجميـــع من دون أن يشعــر بــه أحــد ، أو حتــى تذرف عليه دمع البشــر ، فوجوده في هذا الكون كان شبه عادي ، لم يأثر في البشرية ، أو حتى في بعض البريـّـة ، وهنــاك من النــاس ، من تذرف الدمع عليــهــم لمجــرد السماع عن إصابتــهــم بسقم ، أو حتى بمرض بسيــط ، فحياته غاليــه على الجميــع ، فما بالك عندمــا تسمـــع خبـــر (( وفــاتـــه )) ومفارقتــه لجميــع أحبــابــه ، حتى أعداءه سيفقدون مثل ذلك الرجل العظيــم ( والعظمــة لله وحده جل شأنه ).
في ضحكتــه هيبـــه ، وفي ابتسامتــه روعـــه ، في مشيتــه رزه، وفي طلتــه خِفـه ، حتى وفي قسوة مزه، كان وباعتراف الجميـــع ، باني أمــة ، ومؤسس جماعــة ، بمثابــة رجال في رجل واحــد ، فكل صفات الرجولة كانت متمثلة فيــه ، حتى في مرضـــه ، كانت شخصيــتــه وهيبتــه متواجــده ، واحترامه مفروض من الكبيــر قبــل الصغيـــر .
أن تسمع خبــر وفاة ( آخر رجال الزمن العتيــق ) أو الزمــن الجميـــل، فقــد يصيــبــك مثل هذا النبأ بدوخـــه أو دورة لا يستطيــع الجســد أن يتحملها، فقــد تتساقط الأجســـاد لهول تلك المصيــبــة ، وتذرف الدموع بنهــم ولا تتوقــف ولو كانت سدود العالم كلها أمامهــا ، فدموع الحزن ليست مصطنعــة ، بل صادقــة ونابعــة من قلوب أحبــت ( آخر رجال القرن ).
ترك خلفه أمــة أو نستطيــع أن نطلق عليها حضــارة ، حضارة خاصة فيــه ، من سماتــه نهلــت ، ومن قسوتــه اكتسبــت ، صنع رجال ولكن ليسوا بمثــلــه ، فجميع من عرفه ومن لم يعرفه كان يحترمه ، شاء أم أبى ، حتى أعداءه ، من هيبتــه ترجف الأرجل والأيادي مع رجف القلوب ، هكذا كان وفي القبــر صاار .
خبر وفاته أبكى الجميــع ، حتى الوليد الصغير صاح وقال ( علــي ) ، وشاهدنا ما لم نشاهــده ، رجال كسى الشعر الأبيض وجوههم يبكون ، بل ملء الدمع صدورهم ، بكوا ليس فقط على الصديق ، ولا حتى الأخ ، ولا حتى الأب ، ولا حتى الجــد ، بكوا على أحد صنـّــاع التاريـــخ ، بل نستطيــع أن نقول بأنه تاريخ يحتاج إلى تدوين ، ويحتاج إلى تعليــم ، ليستفيــد الصغار من رجل من رجالات التاريخ العريق.
عندمــا ترى دموع الكبار تتساقط ، تود ولو للحظات أن تكون مكان هؤلاء الكبــار ، لتعاشر مثل تلك الشخصيــة والتي اكتسب الجميع منهــا ، حتى أعداءه اكتسبوا كيفيه مواجهــة الأبطـــال ، إنــه بطل في زمن الوحوش الضاريــه ، ولكنه كان أشجعــهم ، بل أقواهم ، ولهذا صار من سادتهــم ولقب بـ ( رجل من زمن القسوة ) ، فرغم كل تلك الظروف ، رغم يتمــه ، رغم قسوة الحياة عليــه ، إلا أنـــه صار رجل بكت عليه العيون كلهــا ، حتى التاريخ ، قــد بكاااه التاريــخ وفقـــده.
صنع التاريخ بانجازاتــه ، بمن تركهم خلفه ، بمن تعلق بــه ، بل نستطيع أن نقول بأنه هو التاريخ بأســره ، تاريخ ناصع بالبياض.
مساحة كبيرة خالية سأتركها لمثل تلك الشخصية عل مداد قلمي ان ينصف بعض ما قد صنع او بعض خصاله
لي عودة حتميـــة
بقلــم
حفيـــد يتيـــم ؛؛
آخـــر رجــــال الزمـــن (( العتيـــق ))
http://www.inshad.com/portal/download.php?action=lsn&id=173
لعل الأيــام في بعض الأحيــان تكون جداً قاسيــة علينــا ، أو بالأحــرى في غالــب الأحيـــان ، وهذه هي مشيئة الله تعالى ، اللهم إني لا أســألك رد القضــاء ولكني أسألك اللطف فيــه. شئنــا أو أبينـــا ، فالقضــاء والقــدر أمرٌ واقـــع بحلوه القليل ومـــره الكثيــــر.
من الناس من يذهب من حياتنــا ، يفارق الجميـــع من دون أن يشعــر بــه أحــد ، أو حتــى تذرف عليه دمع البشــر ، فوجوده في هذا الكون كان شبه عادي ، لم يأثر في البشرية ، أو حتى في بعض البريـّـة ، وهنــاك من النــاس ، من تذرف الدمع عليــهــم لمجــرد السماع عن إصابتــهــم بسقم ، أو حتى بمرض بسيــط ، فحياته غاليــه على الجميــع ، فما بالك عندمــا تسمـــع خبـــر (( وفــاتـــه )) ومفارقتــه لجميــع أحبــابــه ، حتى أعداءه سيفقدون مثل ذلك الرجل العظيــم ( والعظمــة لله وحده جل شأنه ).
في ضحكتــه هيبـــه ، وفي ابتسامتــه روعـــه ، في مشيتــه رزه، وفي طلتــه خِفـه ، حتى وفي قسوة مزه، كان وباعتراف الجميـــع ، باني أمــة ، ومؤسس جماعــة ، بمثابــة رجال في رجل واحــد ، فكل صفات الرجولة كانت متمثلة فيــه ، حتى في مرضـــه ، كانت شخصيــتــه وهيبتــه متواجــده ، واحترامه مفروض من الكبيــر قبــل الصغيـــر .
أن تسمع خبــر وفاة ( آخر رجال الزمن العتيــق ) أو الزمــن الجميـــل، فقــد يصيــبــك مثل هذا النبأ بدوخـــه أو دورة لا يستطيــع الجســد أن يتحملها، فقــد تتساقط الأجســـاد لهول تلك المصيــبــة ، وتذرف الدموع بنهــم ولا تتوقــف ولو كانت سدود العالم كلها أمامهــا ، فدموع الحزن ليست مصطنعــة ، بل صادقــة ونابعــة من قلوب أحبــت ( آخر رجال القرن ).
ترك خلفه أمــة أو نستطيــع أن نطلق عليها حضــارة ، حضارة خاصة فيــه ، من سماتــه نهلــت ، ومن قسوتــه اكتسبــت ، صنع رجال ولكن ليسوا بمثــلــه ، فجميع من عرفه ومن لم يعرفه كان يحترمه ، شاء أم أبى ، حتى أعداءه ، من هيبتــه ترجف الأرجل والأيادي مع رجف القلوب ، هكذا كان وفي القبــر صاار .
خبر وفاته أبكى الجميــع ، حتى الوليد الصغير صاح وقال ( علــي ) ، وشاهدنا ما لم نشاهــده ، رجال كسى الشعر الأبيض وجوههم يبكون ، بل ملء الدمع صدورهم ، بكوا ليس فقط على الصديق ، ولا حتى الأخ ، ولا حتى الأب ، ولا حتى الجــد ، بكوا على أحد صنـّــاع التاريـــخ ، بل نستطيــع أن نقول بأنه تاريخ يحتاج إلى تدوين ، ويحتاج إلى تعليــم ، ليستفيــد الصغار من رجل من رجالات التاريخ العريق.
عندمــا ترى دموع الكبار تتساقط ، تود ولو للحظات أن تكون مكان هؤلاء الكبــار ، لتعاشر مثل تلك الشخصيــة والتي اكتسب الجميع منهــا ، حتى أعداءه اكتسبوا كيفيه مواجهــة الأبطـــال ، إنــه بطل في زمن الوحوش الضاريــه ، ولكنه كان أشجعــهم ، بل أقواهم ، ولهذا صار من سادتهــم ولقب بـ ( رجل من زمن القسوة ) ، فرغم كل تلك الظروف ، رغم يتمــه ، رغم قسوة الحياة عليــه ، إلا أنـــه صار رجل بكت عليه العيون كلهــا ، حتى التاريخ ، قــد بكاااه التاريــخ وفقـــده.
صنع التاريخ بانجازاتــه ، بمن تركهم خلفه ، بمن تعلق بــه ، بل نستطيع أن نقول بأنه هو التاريخ بأســره ، تاريخ ناصع بالبياض.
مساحة كبيرة خالية سأتركها لمثل تلك الشخصية عل مداد قلمي ان ينصف بعض ما قد صنع او بعض خصاله
لي عودة حتميـــة
بقلــم
حفيـــد يتيـــم ؛؛