أتمنى
23-03-08 ||, 09:05 PM
يتصفح مذكرات "نبضية"
ليست كـ كل المذكرات التي نكتبها أحداثاً
مجرد ~ صور؛ رسائل؛ ألحان؛ عطر؛ تواريخ مبهمة؛ و رجل غريب !
-تعال في ذا
-شنو ؟
-يووه! يعني تعال هنا يا الشرقاوي
فبراير 1981
؛
غريب كيف تشعر بالغربة و أنت تسكن زوايا الوطن
كجميع الأشياء التي لا تُرى و لكنها محسوسة لك و لشخص آخر فقط..
غريب كيف حتى عندما ترجع للوطن الأول في قلبك .. تبقى طفلتك تشعر
بالغربة عندما تذهب لزيارة أهلك في بلدٍ ما ..
مذكرات نوره - يناير 2001
؛
صوت انفجار و الناس في ذهول، لا حول ولا قوة إلا بالله
كل الناس تخرج من بيوتها و السيارات تتجه جميعها لتصف في جهة اليمين
سيارات إسعاف و شرطه ...و مختلفون و متخلفون!
حسبي الله و نعم الوكيل
فهد – يونيو 1995
؛
م س ج
[ اممم فهد، شنو يعني لبراريه؟ ]
[لبراريه يعني لبراريه يا عيون فهد ]
[ اممممم طيب انت انتمائك وشو؟ ]
[ أنا انتمائي نـــوره ]
؛
يذهب فهد لمدينه أخرى ليكمل دراسته الجامعية مع بعض الأصدقاء
و بعضهم كان هناك على كل حال، لذلك كانت هذه المدينه أشبه بأن تكون مدينة أصدقاء ..
الغربة شعور لا يتصل بالجمال بأي وجهه أو طريق، لكن على أي حال
ستكون مدينة الأصدقاء منطلق مشرق لمستقبل مبهر كما هو المخطَط!
-ايييه يا فهد، شكل الشتاء بدأ يغزوا رأسك ببطء
-ما عليك القلب شباب
-و جسدك؟
-يحمل جروح كثيرة لولاها لما عرفت طعم الحياة
-و هي؟
-الجرح الذي ينسكب علي ليل نهار .. و لا أنسى!
الليل معك يا صديق له طعم مختلف، كقهوة دافئة، و كشواطئ الماضي
و هدوء الشاب الكبير في السن!
أراك تحتسي قهوتك و تشعل سيجارتك و أنت تستمع لصوت العجوز و تبتسم
هل يا ترى بخيالك تقلّب أثاث الأقدار و ترسم الحياة كما شاءت روحك
أم أنك فقط تريد أن تطبطب على ظهر العجوز !!
2001
؛
يااااه، كم هي قديمة هذه الصورة، كُتب خلفها
( نوره و هي رايحه لدكان العم أحمد تشتري ببسي، صورتها و هي ما تدري 1979)
أمر في طرق هذه المدينة المبهمة
و لا شي يغرس كفه في عنقي سوى صوت الإذاعة
"مثل الفرح حبيبتي احتاجها وسط الزحام"
أصل لعمق المدينه مع اللحن الحزين و رائحة الماضي و ضحكات الطفولة
و مشاغباتي أنا .. و يتردد الصـدى!
ببطء شديد أمر الحي القديم القديـم القديــم .. بجانب دكان العم أحمد
لم يعد للقديم أي معنى كل شيء أعيد بناءه إلا الذكريات و خطواتنا و ابتسامتها
هل كان العم أحمد غافلاً عنا!
كان صمتها لذيذ و ارتباكها يؤازرني!
تترك الرساله على رف الحوائج المدرسية بسرعه و تحاول الخروج
لكن طرف تلك الطاوله يحرق قلبي كلما امسك بعباءتها و أسقطها لتظهر
خصلة من شعرها الناري و يتورد خدها خجلاً، و لا يزال قلبي يحترق
يناير – 1978
؛
لا أستطيع الا انتظار تلك الرسائل
كنت أحاول الحديث مع العم أحمد أو ترتيب المعلبات على الرفوف
و أنا أنتظر ....... و أصمت كثيراً ... و أحياناً أردد مقاطع بعض الاغاني
و أردد بهمس .. "ايووه قلبي عليك التاع"
و بعد مضي ثلاثة أيام! تجيء
تمشي على استحياء، و كلما زادت الرياح
تقف لتعيد ترتيب عباءتها و تلفها بإحكام على جسدها النحيل
التقت العيون .. و تنهدت الصدور ..
كانت تقترب لتدخل دكان العم احمد .. و عندما فعلت
بانت على ملامحه هو الآخر علامات الحياء
صعدت أول عتبة و هو يراقبها بطرف عينيه .. يخاف أن يراه العم احمد
تعذر بأنه نسي شراء صابون الغسيل لامه ليدخل إلى الدكان
و يخفي نفسه من نظرات العم احمد ..
توارت عندما رأته و أخفت نفسها .. و هو كأنه يلتقط شيئاً من الأرض
و يرى في عينيها
- ليه اليوم صايره احلى ؟
-بايخ!
و أزالت ذلك العبوس عن وجهها عندما رأته يقبل رساله
و يضعها بين الرفوف ...
؛
التقيت بها صدفة مرتان
رأيتها في عينيها بعد أن أصبحت تلف اللثام بدل الغشوه
ابتسمت لطفلتِها
-كيف حالك فهد
أغرق بالصمت .. أراها تخبئ دمعها و أراني غارق في الغربه!
يقطع الصمت .. صوت ابنتها تريد شراء لعبه و صوت البائع
بالأوردو بدل صوت العم أحمد
- فهد، عندما شاهدتك في المدينه لماذا كانت عيناك تغرقان بالدمع
- الغبار يا نوره انتي ادرى !
؛
هكذا أعيش الغربة.. كثيرين يعيشون حولي
اعرفهم جيداً ...... لكنني لا أشعر بالانتماء ابداً !
آخر ليله كانت كمية القهر و الظلم يمتزجان بآخر لحظة أراها فيها
لأول مره ابكي أمامها تحت ضوء القمر .. يتكئ هو على كتفي
و أنا أرى كفها تتزين بالحناء
-ليتك تشوف يوم الزفة نوره كانت اجمل عروس اشوفها من دلال و حياء و هيبه و جمال
-يا الله كيف ابتسامتها تجنن .. و لا زوجها كيف مبسووط
-يالله عقبالك
هكذا يقتحمون اذني، حديث خالتي و امي، جلست على غير العاده أشرب
الشاي بصحبتهما .. كنت استمع و اموت و اردد "زوجها كيف مبسوط" !
-فهد انت تدخن؟!!!!
لم انتبه لنفسي أشعلت السيجارة و انا استمع لحديثهن
و عندما انتبهت لصوت خالتي أطفأتها في قبضة يدي
أنظر ما زال أثرها موجود
تراقبني امي بنظرات كلها أسى
"الولد اللي ما يدخن .. يشعلها من غير استئذان!"
تأسفت و انصرفت .. و كان القهر ينهش خاصرتي
الى ان وصلت للغرفه و مزقت صورتها !
؛
ان تكون محباً و تكتم سر حبك .. تجد ان الحب ينمو في قلبك و يطغى عليه!!
؛
الغربه موجودة يا عزيزي فهد بوجود الحياة
لن تنتهي حتى بعد انتهائنا .. ربما يكون الانتماء صعب
خصوصاً إن فقدت كثيراً من أجزاءه و رائحته
سأرسل لك الصورة و افعل بها ما شئت
ربما ذكرت لك تفاصيل كثيره لكنني أبقيت الاعتراف الأكبر
ليوم كهذا
حبي لك ليس مجرد حبر يزين به الورق
هو اكبر و أعمق
حتى من رائحة الذكرى
و الغربه المستوطنة اطرافنا ..
محبك خالد
اكتوبر - 1998
الروح: بقايا رجل
القلم: حنايا امرأة
أحداث شهدها الزمن قبل ولادتي
و حتى ما حدث بعدها .. كان قبل ولادتي !!
.
.
ليست كـ كل المذكرات التي نكتبها أحداثاً
مجرد ~ صور؛ رسائل؛ ألحان؛ عطر؛ تواريخ مبهمة؛ و رجل غريب !
-تعال في ذا
-شنو ؟
-يووه! يعني تعال هنا يا الشرقاوي
فبراير 1981
؛
غريب كيف تشعر بالغربة و أنت تسكن زوايا الوطن
كجميع الأشياء التي لا تُرى و لكنها محسوسة لك و لشخص آخر فقط..
غريب كيف حتى عندما ترجع للوطن الأول في قلبك .. تبقى طفلتك تشعر
بالغربة عندما تذهب لزيارة أهلك في بلدٍ ما ..
مذكرات نوره - يناير 2001
؛
صوت انفجار و الناس في ذهول، لا حول ولا قوة إلا بالله
كل الناس تخرج من بيوتها و السيارات تتجه جميعها لتصف في جهة اليمين
سيارات إسعاف و شرطه ...و مختلفون و متخلفون!
حسبي الله و نعم الوكيل
فهد – يونيو 1995
؛
م س ج
[ اممم فهد، شنو يعني لبراريه؟ ]
[لبراريه يعني لبراريه يا عيون فهد ]
[ اممممم طيب انت انتمائك وشو؟ ]
[ أنا انتمائي نـــوره ]
؛
يذهب فهد لمدينه أخرى ليكمل دراسته الجامعية مع بعض الأصدقاء
و بعضهم كان هناك على كل حال، لذلك كانت هذه المدينه أشبه بأن تكون مدينة أصدقاء ..
الغربة شعور لا يتصل بالجمال بأي وجهه أو طريق، لكن على أي حال
ستكون مدينة الأصدقاء منطلق مشرق لمستقبل مبهر كما هو المخطَط!
-ايييه يا فهد، شكل الشتاء بدأ يغزوا رأسك ببطء
-ما عليك القلب شباب
-و جسدك؟
-يحمل جروح كثيرة لولاها لما عرفت طعم الحياة
-و هي؟
-الجرح الذي ينسكب علي ليل نهار .. و لا أنسى!
الليل معك يا صديق له طعم مختلف، كقهوة دافئة، و كشواطئ الماضي
و هدوء الشاب الكبير في السن!
أراك تحتسي قهوتك و تشعل سيجارتك و أنت تستمع لصوت العجوز و تبتسم
هل يا ترى بخيالك تقلّب أثاث الأقدار و ترسم الحياة كما شاءت روحك
أم أنك فقط تريد أن تطبطب على ظهر العجوز !!
2001
؛
يااااه، كم هي قديمة هذه الصورة، كُتب خلفها
( نوره و هي رايحه لدكان العم أحمد تشتري ببسي، صورتها و هي ما تدري 1979)
أمر في طرق هذه المدينة المبهمة
و لا شي يغرس كفه في عنقي سوى صوت الإذاعة
"مثل الفرح حبيبتي احتاجها وسط الزحام"
أصل لعمق المدينه مع اللحن الحزين و رائحة الماضي و ضحكات الطفولة
و مشاغباتي أنا .. و يتردد الصـدى!
ببطء شديد أمر الحي القديم القديـم القديــم .. بجانب دكان العم أحمد
لم يعد للقديم أي معنى كل شيء أعيد بناءه إلا الذكريات و خطواتنا و ابتسامتها
هل كان العم أحمد غافلاً عنا!
كان صمتها لذيذ و ارتباكها يؤازرني!
تترك الرساله على رف الحوائج المدرسية بسرعه و تحاول الخروج
لكن طرف تلك الطاوله يحرق قلبي كلما امسك بعباءتها و أسقطها لتظهر
خصلة من شعرها الناري و يتورد خدها خجلاً، و لا يزال قلبي يحترق
يناير – 1978
؛
لا أستطيع الا انتظار تلك الرسائل
كنت أحاول الحديث مع العم أحمد أو ترتيب المعلبات على الرفوف
و أنا أنتظر ....... و أصمت كثيراً ... و أحياناً أردد مقاطع بعض الاغاني
و أردد بهمس .. "ايووه قلبي عليك التاع"
و بعد مضي ثلاثة أيام! تجيء
تمشي على استحياء، و كلما زادت الرياح
تقف لتعيد ترتيب عباءتها و تلفها بإحكام على جسدها النحيل
التقت العيون .. و تنهدت الصدور ..
كانت تقترب لتدخل دكان العم احمد .. و عندما فعلت
بانت على ملامحه هو الآخر علامات الحياء
صعدت أول عتبة و هو يراقبها بطرف عينيه .. يخاف أن يراه العم احمد
تعذر بأنه نسي شراء صابون الغسيل لامه ليدخل إلى الدكان
و يخفي نفسه من نظرات العم احمد ..
توارت عندما رأته و أخفت نفسها .. و هو كأنه يلتقط شيئاً من الأرض
و يرى في عينيها
- ليه اليوم صايره احلى ؟
-بايخ!
و أزالت ذلك العبوس عن وجهها عندما رأته يقبل رساله
و يضعها بين الرفوف ...
؛
التقيت بها صدفة مرتان
رأيتها في عينيها بعد أن أصبحت تلف اللثام بدل الغشوه
ابتسمت لطفلتِها
-كيف حالك فهد
أغرق بالصمت .. أراها تخبئ دمعها و أراني غارق في الغربه!
يقطع الصمت .. صوت ابنتها تريد شراء لعبه و صوت البائع
بالأوردو بدل صوت العم أحمد
- فهد، عندما شاهدتك في المدينه لماذا كانت عيناك تغرقان بالدمع
- الغبار يا نوره انتي ادرى !
؛
هكذا أعيش الغربة.. كثيرين يعيشون حولي
اعرفهم جيداً ...... لكنني لا أشعر بالانتماء ابداً !
آخر ليله كانت كمية القهر و الظلم يمتزجان بآخر لحظة أراها فيها
لأول مره ابكي أمامها تحت ضوء القمر .. يتكئ هو على كتفي
و أنا أرى كفها تتزين بالحناء
-ليتك تشوف يوم الزفة نوره كانت اجمل عروس اشوفها من دلال و حياء و هيبه و جمال
-يا الله كيف ابتسامتها تجنن .. و لا زوجها كيف مبسووط
-يالله عقبالك
هكذا يقتحمون اذني، حديث خالتي و امي، جلست على غير العاده أشرب
الشاي بصحبتهما .. كنت استمع و اموت و اردد "زوجها كيف مبسوط" !
-فهد انت تدخن؟!!!!
لم انتبه لنفسي أشعلت السيجارة و انا استمع لحديثهن
و عندما انتبهت لصوت خالتي أطفأتها في قبضة يدي
أنظر ما زال أثرها موجود
تراقبني امي بنظرات كلها أسى
"الولد اللي ما يدخن .. يشعلها من غير استئذان!"
تأسفت و انصرفت .. و كان القهر ينهش خاصرتي
الى ان وصلت للغرفه و مزقت صورتها !
؛
ان تكون محباً و تكتم سر حبك .. تجد ان الحب ينمو في قلبك و يطغى عليه!!
؛
الغربه موجودة يا عزيزي فهد بوجود الحياة
لن تنتهي حتى بعد انتهائنا .. ربما يكون الانتماء صعب
خصوصاً إن فقدت كثيراً من أجزاءه و رائحته
سأرسل لك الصورة و افعل بها ما شئت
ربما ذكرت لك تفاصيل كثيره لكنني أبقيت الاعتراف الأكبر
ليوم كهذا
حبي لك ليس مجرد حبر يزين به الورق
هو اكبر و أعمق
حتى من رائحة الذكرى
و الغربه المستوطنة اطرافنا ..
محبك خالد
اكتوبر - 1998
الروح: بقايا رجل
القلم: حنايا امرأة
أحداث شهدها الزمن قبل ولادتي
و حتى ما حدث بعدها .. كان قبل ولادتي !!
.
.