نساي
01-10-07 ||, 12:04 AM
حالة ركود..
أجل هذا أفضل عنوان يمكن أن أصف به حياتي..
و أحب أن أنوه قبل أن تشرع بقراءة ما سأكتب إذا كنت من الذين يبحثون عن المتعة و التغيير...فلن تجد ما تريد هنا...فالرتابة و الركود هما اللونان الوحيدان في لوحة حياتي..تلك اللوحة التي رسمها قدرٌ أعمى...قدرٌ قاتم الألوان و أطّرها بإطارٍ خشبيٍ سميك...لن أخرج منه ما حييت.
أستيقظ كل يوم و في نيتي التهام يومي الطازج بشيءٍ من التجديد...
أغسل وجهي..و أنظر إليه طويلاً...
و أتمتم مواسياً ...هناك من هم أشد قبحاً مني...
و مع صوت الراديو المتحشرج الممزوج بقهوتي أبدأ يومي..
أبدأ الاستعداد للخروج من البيت و أنا أصنع المعجزات لكي أبدو بأفضل مظهرٍ ممكن, و أرتدي ابتسامتي الهادئة و أمضي سريعا إلى عملي..
يتدافع الموظفون من حولي يتحاورون و يضحكون و يملؤون المكان ضجةً و شباباً...و يمرون من حولي و كأنهم اعتادوا علي ّلدرجة أنهم لم يعودوا يرونني...قد أحظى بسلامٍ عابر ولد عن ارتطام أحدهم بي... أو تلاقي عيونٍ خاطئ و الكثير الكثير من التعليقات الهامسة و كالعادة أزرع حقول ألغامٍ تنفجر قهقهةً من حولي...
تجاوزت مرحلة الألم أو الحقد...بل على العكس أحياناً أضحك من شدة طرافة تعليقاتهم... أذكر مثلا أنني سمعت بأني البرهان الحي على نظرية داروين ...و العديد من الألقاب المضحكة...التي إما تنتج عن خصوبة مخيلتهم...أو عن شدة فتنة الملهم..
أخرج و أنا أحدق في هذه السماء التشرينية...سحبها الرمادية كلون جدران أيامي لا شيء يحركها...
لا أشعة شمسٍ تشعل الحياة فيها و لا رياحٌ تعيد الأزرق إلى سمائها..
لا عواصف و لا أمطار أو رعدٌ و برق...لا شيء...مجرد اللاشيء...
مللت من كلمة عادي و كالعادةو دائماً
كم حلمت بـ"فجأة " و" على غير العادة " و الـ " الـ" التي تزيل النكرة عني و عن حياتي..
كم حلمت أن أخرج من هذا الهامش العريض الذي أحيا به..
أن أحس بأية مشاعر كانت...
أن تتلبد سمائي بغيوم الحزن تارةً و تشرق بشمس الفرح تارة أخرى...
أن يخفق قلبي لغير ضخ الدم..وأن أتحسس ندبات الغدر و الخيانة عليه..
أن تعرف فراشاتي طعم الاحتراق بلهيب قنديلٍ أسمر..
أن أمتلك ثروةً كبيرة من الذكريات..أحرقها حطباً في موقد الشتاءات المقبلة..
أن أضم وسادتي ليلاً و أنا أسترجع ما كان يوماً..
أن أقرأ رسائل شريكتي للمرة المئة..و أن أعلق صورتها على جدران قلبي..
أن أهديها لفحة صوفية منسوجة بدفء حنيني لتحضن عنقها الحبيب..
أن أشعر بمتعة المشي في شوارع مشيناها يوماً..
أن أجدها في كل أغنية أهداتني إياها..
أن أتنفس رائحتها و أحفظ تضاريس جسدها..
أن أمتلك مشكلةً لا أريد لها حلاً
أن أذيب شموعي كلها شوقاً إليها..أن أتعلم نطق كلمة حبيبتي..
أن أعرف فصولاً جديدة...غير خريفي الأبدي هذا...
كلمة عادي كالزقوم في حلقي و غربتي هذه تخنقني..
آه كم أخشى السير في طريق لا انعطافات فيه و لا زوايا..طريق عقيمة تماما كرحم أيامي هذه..
هكذا أنا..أسير في الشوارع..أعود إلى بيتي..آكل..أنام..أستيقظ و أكرر هذه الحلقة في انتظام خارق.
و تدور الأيام صامتة مكفهرة بدون ملامح..
ودائماً في هذا الوقت من السنة يبدأ الناس بتحضير أنفسهم لشيءٍ يسمونه عيد..
و كالعادة و كما اعتدت دائماً..أنزل لأنفق وقتي واهماً نفسي أنني أبحث عن شيء أشتريه..فموميائي الجميلة تريد تغيير ضماداتها في العيد!!
أتجول أمام واجهات المحلات المزينة بتلك التماثيل البلاستيكية التي يلبسونها ما يشاؤون.جميعها بدون وجوهٍ أو تعابير..و مثلي تماما دائما مبتسمة
أخشى ما أخشاه أن أكون مجرد فردٍ من هذه العائلة و لكن لعنت بلعنة الحياة, و أجبرت على ارتداء ثوبٍ واحد لا إرادة لي لا في لبسه و لا في تغييره..
أستقل سيارتي..و أتوجه إلى أكثر الأماكن ازدحاماً في المدينة..
و دائماً أسكت ثرثرة المذياع بصمتي الأصم..و تجاهلي حواره السخيف عن الطقس أو عن شرطة المرور.
لن انسى ذاك اليوم عندما تقابل طريقك في طريقي
لم أعرف لماذا فقدت قدرتي عن النطق وقتها..
لم أسمع سوى صوت ارتطام أولى قطرات المطر بتشققات أرضي العطشى..
كانت صورتك رهيبة..
و سرعان ما بدأ مطرٌ ما بالهطول...غزيراً...غزيراً...
يغسل أتربة الأيام عن روحي و يدمر أسوار الرتابة من حولي...
و ينثر سطور أوراقي المنضدة لتتطاير من حولي برياحٍ مجهولة المصدر..
لا أدري كيف نصل سريعاً إلى حيث يريد النزول..
رغم تضرعاتي بأن لا ينتهي الطريق..إلا أنه ينتهي..
و أجلس معك و أنطق باسمك و كأنني أسمعه للمرة الأولى..
كنت على غير العادة إنساناً ببريق..ليس باهتاً كالبقية... وكأنك الشخص الوحيد الذي يمتلك ألواناً في عالمي المزروع بالسواد و البياض..
تلاشيت..بين الأدغال البشرية هناك..و أخاف أن لا أراك...
أتذكر يومها أنني وقفت طويلاً في مكاني آملا أن تعودي ..
و تماماً كما اللحظة التي ينقلب فيها الضحك الهستيري إلى بكاء مرير...
بكاء العودة إلى جدران الواقع..كنت أنا عندما أيقنت أنني لن أراك قريبا...
لا أذكر كم ساعة مشيت يومها..و أنا أبحث عن أجوبة لأسئلة لم أحضّرها يوماً..
ما هذا الذي جرى لي؟
أرتعش و أنا أجاوب متسائلاً أهو الحب؟
فجأة شعرت بسعادة سحرية تحتضن روحي..سعادة من دخل الفردوس لثوانٍ و هبط منها و بين يديه حلم العثور عليها مجدداً..
فجأة وُلد لي حلم جميل..وولدت أنا بعده..
لا أذكر حقاً كم ساعة مشيت
و لكني أذكر أنني سمعت عجوزاً ما يتمتم لصاحبه..
يبدو أن طقس الشتاء سيتأخر هذه السنة
أجل هذا أفضل عنوان يمكن أن أصف به حياتي..
و أحب أن أنوه قبل أن تشرع بقراءة ما سأكتب إذا كنت من الذين يبحثون عن المتعة و التغيير...فلن تجد ما تريد هنا...فالرتابة و الركود هما اللونان الوحيدان في لوحة حياتي..تلك اللوحة التي رسمها قدرٌ أعمى...قدرٌ قاتم الألوان و أطّرها بإطارٍ خشبيٍ سميك...لن أخرج منه ما حييت.
أستيقظ كل يوم و في نيتي التهام يومي الطازج بشيءٍ من التجديد...
أغسل وجهي..و أنظر إليه طويلاً...
و أتمتم مواسياً ...هناك من هم أشد قبحاً مني...
و مع صوت الراديو المتحشرج الممزوج بقهوتي أبدأ يومي..
أبدأ الاستعداد للخروج من البيت و أنا أصنع المعجزات لكي أبدو بأفضل مظهرٍ ممكن, و أرتدي ابتسامتي الهادئة و أمضي سريعا إلى عملي..
يتدافع الموظفون من حولي يتحاورون و يضحكون و يملؤون المكان ضجةً و شباباً...و يمرون من حولي و كأنهم اعتادوا علي ّلدرجة أنهم لم يعودوا يرونني...قد أحظى بسلامٍ عابر ولد عن ارتطام أحدهم بي... أو تلاقي عيونٍ خاطئ و الكثير الكثير من التعليقات الهامسة و كالعادة أزرع حقول ألغامٍ تنفجر قهقهةً من حولي...
تجاوزت مرحلة الألم أو الحقد...بل على العكس أحياناً أضحك من شدة طرافة تعليقاتهم... أذكر مثلا أنني سمعت بأني البرهان الحي على نظرية داروين ...و العديد من الألقاب المضحكة...التي إما تنتج عن خصوبة مخيلتهم...أو عن شدة فتنة الملهم..
أخرج و أنا أحدق في هذه السماء التشرينية...سحبها الرمادية كلون جدران أيامي لا شيء يحركها...
لا أشعة شمسٍ تشعل الحياة فيها و لا رياحٌ تعيد الأزرق إلى سمائها..
لا عواصف و لا أمطار أو رعدٌ و برق...لا شيء...مجرد اللاشيء...
مللت من كلمة عادي و كالعادةو دائماً
كم حلمت بـ"فجأة " و" على غير العادة " و الـ " الـ" التي تزيل النكرة عني و عن حياتي..
كم حلمت أن أخرج من هذا الهامش العريض الذي أحيا به..
أن أحس بأية مشاعر كانت...
أن تتلبد سمائي بغيوم الحزن تارةً و تشرق بشمس الفرح تارة أخرى...
أن يخفق قلبي لغير ضخ الدم..وأن أتحسس ندبات الغدر و الخيانة عليه..
أن تعرف فراشاتي طعم الاحتراق بلهيب قنديلٍ أسمر..
أن أمتلك ثروةً كبيرة من الذكريات..أحرقها حطباً في موقد الشتاءات المقبلة..
أن أضم وسادتي ليلاً و أنا أسترجع ما كان يوماً..
أن أقرأ رسائل شريكتي للمرة المئة..و أن أعلق صورتها على جدران قلبي..
أن أهديها لفحة صوفية منسوجة بدفء حنيني لتحضن عنقها الحبيب..
أن أشعر بمتعة المشي في شوارع مشيناها يوماً..
أن أجدها في كل أغنية أهداتني إياها..
أن أتنفس رائحتها و أحفظ تضاريس جسدها..
أن أمتلك مشكلةً لا أريد لها حلاً
أن أذيب شموعي كلها شوقاً إليها..أن أتعلم نطق كلمة حبيبتي..
أن أعرف فصولاً جديدة...غير خريفي الأبدي هذا...
كلمة عادي كالزقوم في حلقي و غربتي هذه تخنقني..
آه كم أخشى السير في طريق لا انعطافات فيه و لا زوايا..طريق عقيمة تماما كرحم أيامي هذه..
هكذا أنا..أسير في الشوارع..أعود إلى بيتي..آكل..أنام..أستيقظ و أكرر هذه الحلقة في انتظام خارق.
و تدور الأيام صامتة مكفهرة بدون ملامح..
ودائماً في هذا الوقت من السنة يبدأ الناس بتحضير أنفسهم لشيءٍ يسمونه عيد..
و كالعادة و كما اعتدت دائماً..أنزل لأنفق وقتي واهماً نفسي أنني أبحث عن شيء أشتريه..فموميائي الجميلة تريد تغيير ضماداتها في العيد!!
أتجول أمام واجهات المحلات المزينة بتلك التماثيل البلاستيكية التي يلبسونها ما يشاؤون.جميعها بدون وجوهٍ أو تعابير..و مثلي تماما دائما مبتسمة
أخشى ما أخشاه أن أكون مجرد فردٍ من هذه العائلة و لكن لعنت بلعنة الحياة, و أجبرت على ارتداء ثوبٍ واحد لا إرادة لي لا في لبسه و لا في تغييره..
أستقل سيارتي..و أتوجه إلى أكثر الأماكن ازدحاماً في المدينة..
و دائماً أسكت ثرثرة المذياع بصمتي الأصم..و تجاهلي حواره السخيف عن الطقس أو عن شرطة المرور.
لن انسى ذاك اليوم عندما تقابل طريقك في طريقي
لم أعرف لماذا فقدت قدرتي عن النطق وقتها..
لم أسمع سوى صوت ارتطام أولى قطرات المطر بتشققات أرضي العطشى..
كانت صورتك رهيبة..
و سرعان ما بدأ مطرٌ ما بالهطول...غزيراً...غزيراً...
يغسل أتربة الأيام عن روحي و يدمر أسوار الرتابة من حولي...
و ينثر سطور أوراقي المنضدة لتتطاير من حولي برياحٍ مجهولة المصدر..
لا أدري كيف نصل سريعاً إلى حيث يريد النزول..
رغم تضرعاتي بأن لا ينتهي الطريق..إلا أنه ينتهي..
و أجلس معك و أنطق باسمك و كأنني أسمعه للمرة الأولى..
كنت على غير العادة إنساناً ببريق..ليس باهتاً كالبقية... وكأنك الشخص الوحيد الذي يمتلك ألواناً في عالمي المزروع بالسواد و البياض..
تلاشيت..بين الأدغال البشرية هناك..و أخاف أن لا أراك...
أتذكر يومها أنني وقفت طويلاً في مكاني آملا أن تعودي ..
و تماماً كما اللحظة التي ينقلب فيها الضحك الهستيري إلى بكاء مرير...
بكاء العودة إلى جدران الواقع..كنت أنا عندما أيقنت أنني لن أراك قريبا...
لا أذكر كم ساعة مشيت يومها..و أنا أبحث عن أجوبة لأسئلة لم أحضّرها يوماً..
ما هذا الذي جرى لي؟
أرتعش و أنا أجاوب متسائلاً أهو الحب؟
فجأة شعرت بسعادة سحرية تحتضن روحي..سعادة من دخل الفردوس لثوانٍ و هبط منها و بين يديه حلم العثور عليها مجدداً..
فجأة وُلد لي حلم جميل..وولدت أنا بعده..
لا أذكر حقاً كم ساعة مشيت
و لكني أذكر أنني سمعت عجوزاً ما يتمتم لصاحبه..
يبدو أن طقس الشتاء سيتأخر هذه السنة