ناصر الخالدي
13-08-07 ||, 01:33 AM
بين الأزقة والمنعطفات بين الجدار والجدارعجوزٌ تقادمت عليها السنون فلم تبقي لها إلا صوت إن سمعته اختنقت بداخلك المشاعر والأحاسيس ووجه إن رأيته ستجد به من الكبر اودية وهضاب وجسم نحيف إن نظرته ستعرف بشاعة الفقر وستجد أن هذه العجوز مدينة للحزن واللوعة أجتاحها الفقر منذ سنوات فلم يدع معلم من المعالم الجميلة إلا طاف يسحقه بكل عنف وهي على ما بها من العسر والضيق ليس إلا عاصمة للكفاح والنضال ونموذج للعزة والإباء لم تنحني إلا ركوعـًا لرب العالمين ....
جمع الخبز مصدرعيشها وبدونه ليس إلا الضياع والتشرد ......تسطع الشمس عليها فتمدها القوة والصبر لتبدأ الرحلة المتعبة من أجل البحث عن أي كسرة خبز ملقاة على الطريق تنحني من أجل إلتقاطها ولو كان بها من العفن ما كان وتنتهي الرحلة إن انتهت وهي متعبة مجهدة أضناه المسير وأتعبها البحث العسير لكنها الحياة التي لم تجد غيرها فوافقة على قبولها مجبرة وتعود إن عادت إلى بيت ليس به غير الوحشة والظلام المخيف وهي على ذلك تعول ابنائها الصغار وترى فيهم ما يجبرها على العمل لعلها ترسم البسمة على وجوه هؤلاء الايتام الذين لم يجدوا إلا الفقر والمعاناة ولم يرثوا غير اسم ابيهم وحظٌ عاثر لا يجدون منه مفر .....
حكاية طويلة تحمل بداخلها صور وعبر.. خفايا وأسرار فما بين السطر والسطر دمعة تبحث عن من يمسحها وجرح يبحث عن من يلملمه وخاطر مكسور يبحث عن يد تجبره وتعيد له الأمل .....مأساة هذه العجوز لا تختلف عن مآسي الكثير من الذين يعيشون في زحمة الفقر والعوز إلا أنها لا تجد من يشاطرها المأساة وإن كان لها أبناء فلا زالوا في سن لا تسمح لهم بالعمل وإن سمحت فقلب الأم لا يسمح ابدأ الدهرولو نظرتهم صبيحة العيد والذهول بأعينهم لعرفت أن الحياة لها عدة أوجه ولو نظرتهم وهم يتاقسمون فتات الخبز ويضحي الواحد منهم بنفسه من أجل الآخر لعرفت ان على ما بهم من الفقر يملكون عاطفة لا يملكها الأثرياء على ما بهم من الرغد والرفاهية فجد ولا تتردد وصدق ولا تكذب فإنه قصة واقعية وقفت على فصولها وعاينتها بنفسي ومازالت صورة الخبز المتراكم على الأرض في مخيلتي ومازلت أحفظ الطريق المؤدية إلى بيتها الصغير الذي تفوح منه رائحة الذكريات الموجعة ولا أدري هل مازالت حية أم غيبها الموت ؟ على أنني أستطيع التأكد من ذلك فإذا كان الخبز موجود عند بابها فالحمدالله لأنه يدل على بقاءها على قيد الحياة وأما إن كانت الريح العاتية غيبته فرحم الله بائعة الخبز وأعان الله أبناءها الصغار .
أفكر أحيانـًا في الأسباب التي دفعت هذه العجوز إلى أن تعيش بهذه الطريقة فلا أجد إلا الظروف الصعبة تجيب أنا التي فعلت ذلك . ولكن من وراء الظروف ؟ لا شك أن وراءها قلوب متحجرة لا تعرف الرحمة لمثل هذه القلوب أقول الراحمون يرحمهم الله .
أفكر أحيانــًا فأقول أين الأمراء والوزراء والأثرياء الذين يملكون الأموال الطائلة أينهم عن مكافحة الفقر ؟ أم انهم في سبات عميق ؟ نسمع عن نبلهم وكرمهم ولا نرى شيئـًا من ذلك ؟
الحق اني اكتب هذه الكلمات وأنا متقطع متوجع لما يدور في ذهني من قصص وأحداث وذكريات أحاول كتابتها ولكن ثمة شيء يمنعني أتدري مالذي يمنعني ؟
توقع مالذي يمنعني ؟
الخوف ..... لا فأنا لا أخاف إلا من الله ولو اجتمع ملوك الأرض ليضروني ما استطاعوا ...
الخجل .... لا فأنا لم أعد ذلك الطفل الخجول الذي يبتسم ويجامل ويكتم الحسرات في داخله ...
الجهل ...لا فأنا عرفت الحقيقة وشاهدت تفاصيلها بعينيّ الشاحبتين ...
ولكن الذي يمنعني الجوع فأنا في قمة الجوع ولذلك فأنا مضطر للرحيل والبحث عن وجبة سريعة تبدد جوعي وتقتل عطشي سأكلها وحدي فأنا أعشق الوحدة ومن بعدها إن كان الوقت يسمح سأعود ولكن لماذا اعود ؟
ناصر
جمع الخبز مصدرعيشها وبدونه ليس إلا الضياع والتشرد ......تسطع الشمس عليها فتمدها القوة والصبر لتبدأ الرحلة المتعبة من أجل البحث عن أي كسرة خبز ملقاة على الطريق تنحني من أجل إلتقاطها ولو كان بها من العفن ما كان وتنتهي الرحلة إن انتهت وهي متعبة مجهدة أضناه المسير وأتعبها البحث العسير لكنها الحياة التي لم تجد غيرها فوافقة على قبولها مجبرة وتعود إن عادت إلى بيت ليس به غير الوحشة والظلام المخيف وهي على ذلك تعول ابنائها الصغار وترى فيهم ما يجبرها على العمل لعلها ترسم البسمة على وجوه هؤلاء الايتام الذين لم يجدوا إلا الفقر والمعاناة ولم يرثوا غير اسم ابيهم وحظٌ عاثر لا يجدون منه مفر .....
حكاية طويلة تحمل بداخلها صور وعبر.. خفايا وأسرار فما بين السطر والسطر دمعة تبحث عن من يمسحها وجرح يبحث عن من يلملمه وخاطر مكسور يبحث عن يد تجبره وتعيد له الأمل .....مأساة هذه العجوز لا تختلف عن مآسي الكثير من الذين يعيشون في زحمة الفقر والعوز إلا أنها لا تجد من يشاطرها المأساة وإن كان لها أبناء فلا زالوا في سن لا تسمح لهم بالعمل وإن سمحت فقلب الأم لا يسمح ابدأ الدهرولو نظرتهم صبيحة العيد والذهول بأعينهم لعرفت أن الحياة لها عدة أوجه ولو نظرتهم وهم يتاقسمون فتات الخبز ويضحي الواحد منهم بنفسه من أجل الآخر لعرفت ان على ما بهم من الفقر يملكون عاطفة لا يملكها الأثرياء على ما بهم من الرغد والرفاهية فجد ولا تتردد وصدق ولا تكذب فإنه قصة واقعية وقفت على فصولها وعاينتها بنفسي ومازالت صورة الخبز المتراكم على الأرض في مخيلتي ومازلت أحفظ الطريق المؤدية إلى بيتها الصغير الذي تفوح منه رائحة الذكريات الموجعة ولا أدري هل مازالت حية أم غيبها الموت ؟ على أنني أستطيع التأكد من ذلك فإذا كان الخبز موجود عند بابها فالحمدالله لأنه يدل على بقاءها على قيد الحياة وأما إن كانت الريح العاتية غيبته فرحم الله بائعة الخبز وأعان الله أبناءها الصغار .
أفكر أحيانـًا في الأسباب التي دفعت هذه العجوز إلى أن تعيش بهذه الطريقة فلا أجد إلا الظروف الصعبة تجيب أنا التي فعلت ذلك . ولكن من وراء الظروف ؟ لا شك أن وراءها قلوب متحجرة لا تعرف الرحمة لمثل هذه القلوب أقول الراحمون يرحمهم الله .
أفكر أحيانــًا فأقول أين الأمراء والوزراء والأثرياء الذين يملكون الأموال الطائلة أينهم عن مكافحة الفقر ؟ أم انهم في سبات عميق ؟ نسمع عن نبلهم وكرمهم ولا نرى شيئـًا من ذلك ؟
الحق اني اكتب هذه الكلمات وأنا متقطع متوجع لما يدور في ذهني من قصص وأحداث وذكريات أحاول كتابتها ولكن ثمة شيء يمنعني أتدري مالذي يمنعني ؟
توقع مالذي يمنعني ؟
الخوف ..... لا فأنا لا أخاف إلا من الله ولو اجتمع ملوك الأرض ليضروني ما استطاعوا ...
الخجل .... لا فأنا لم أعد ذلك الطفل الخجول الذي يبتسم ويجامل ويكتم الحسرات في داخله ...
الجهل ...لا فأنا عرفت الحقيقة وشاهدت تفاصيلها بعينيّ الشاحبتين ...
ولكن الذي يمنعني الجوع فأنا في قمة الجوع ولذلك فأنا مضطر للرحيل والبحث عن وجبة سريعة تبدد جوعي وتقتل عطشي سأكلها وحدي فأنا أعشق الوحدة ومن بعدها إن كان الوقت يسمح سأعود ولكن لماذا اعود ؟
ناصر