المنصوري
17-07-07 ||, 06:19 AM
يوميـات متذمــر ؛؛
الســــلاام عليــــكم ورحمـــــة الله وبركـــاتــه
إن التذمــر كما يعرفه الجميـــع صفــة سلبيــة في النفس الإنســانيــة، تحبــط الإنســان عن العمــل، وتشجـّـع على الكســل، يرى من خلالها المتذمر أن الحيــاة قد وقفــت، وأن جميــع الأبواب قد سُدت، وأن كل الطرق تؤدي إلى ذلك النفــق المظلـم، وإلى تلك الردهـة الشائكـة، وأن كل من حولـه على خطــأ، وأنه الصواب الأوحــد، والفاهم الأكبــر، والعاقــل المفكـر. إن التذمـر لا يؤدي إلا للتهلكـة، وأن صاحبـه دائمــاً ما تنتهي حيـاتــه بسرعــه، ويذهب ذكره بلحظـه، وتتناقل الأمم تذمره، وتوصفه بالأحمق الغبي، وبالساخط المثرثـر، والناكر لكل معروف.
رغم هذا فإن الجانـب الآخــر، لابد من أن يكون متواجــد، وفي أيدي الجميــع حاضــر، ومبرهــن لكل باطل، فالرضى لا يكون دائمـاً موجـب، والطبع السالب قد يكون عليه مسيطر، فهل نرضى بالصحـة إن لم تكن لواهبـهــا، خالقنــا وبارئنـا، إلهنــا وإلــه البشريـة الجمعــاء، فالرضى هنــا مرفوض، ويجب أن نحول هذا الرضــى إلى سخــط، ونحاول أن نرضي الخالق الأحـد، الرب الصمــد. كذلك التذمــر، جانبــه مضيئ لصاحبنـــا (( متذمـــر ))
..
تعلمنــا ونحــن صغــار لم نتعدى العاشــرة، أن العلــم ينيــر الحيـــاة، وأن الرقي لا يكون إلا بالعلــم، وأن الدراســة تســاعــد في بنــاء الشخصيــة، ورســم ملامــح الإنســـان، وقــد يكون هــذا الدور لا يقتصــر فقــط على المدرســة، فالبيــت بالمقــام الأول مدرســة، ومنــه يتخــرج الإنســـان بأخلاقــه وسلوكه وتصرفاتــه، وقد قيـــل أن الطفــل مرآة لبيــتــه، وعاكــس لصورة أهلـــه. إن ما يثيــر السخط في نفــس المتذمــر، أن ترى العنجهيــة مرسومـة على وجه من يدعي التطور، ومن يدعي العلــم، ومن يدعي أنه على صواب دائــم، وأن كل ما يقولـه يمثــل حقيقــة لا وجهــة نظــر تحتمــل الصواب والخطأ، الأردى من كل هذا عندنــا نــرى أن ( قلــة الحيــاء ) موجودة في الطالب، الباحـث عن فانوس العلــم، المنيــر لكل ظلمــه، فقلــة الأدب عندمــا نرى ( الزعيــق ) العالــي في وجــه المدرس الفاضــل، الاستــاذ القديــر، وعندمــا نــرى أن ذرة الحيــاء قــد طارت، واتذكر ها هنــا ما كنت اسمعــه(( الحيـــاا قطــرة إذا طار طاار ))، وقــد يكون هذا الأمـر اعتيــادي في مدارسنــا، وقد رأينــا هذا المشهــد يتكرر بشكل سينمائي ودوري، ولكـن ما يفقــع مرارة متذمــر أن يكــون انحطاط الأخلاق وقلة الحيــاء بســبب جنــس ناعـــم.
..
الإنســان بطبعــه المعروف يدفع ما يملك من أموال من أجل سعادتــه، يبـحث عن كل الطرق المؤديـة إلى السعــادة الدنيويــة، يسعــى ويبحــث عن أفضل الطرق ليجمــع أكبر عدد من الأموال يستطيــع من خلالهــا العيش برغــد وثرااء. خنقت العبـرة متذمــر، عندما فكـّـر مليــاً بالذي يحدث أمامــه، إنــهــم يشترون الموت !!!
دمــوعٌ كثيــرة تتســاقط ، وكلمـــات تخنقهــا العبـــرة ، وشعـــورٌ فضيـــع يمتلكنــي ، عندمـــا اسمـــع أن المــوت أصبـــح سلعـــة ، يشتريه من لا يريــــده مجاناً ، وهل هنـــاك في هذه الحيـــاة من سلعـــة مجانيـــة ؟!
سواء أكان والدي أو والدك ، أو كنتُ أنا المسؤول عن تصرفــي ، اشتــري نعمتــي ، وأحاول أن أبقى عيشتــي ، وأن أتهنــى بمــن حولي ، وبكل ما أملك من طاقـــة أن أسعـــد بدنيــتــي ، أي أن الجميــع يحاول أن يساهم في جعلك سعيداً عن طريق أشياء نحصل عليهــا كالسيــارة . لكــن عندمــا نعلــم بأن الحديـــد ( الصلــب ) هو من يقتـــل الإنســـان ( الحــي ) ، ويتسبب في كوارث ومصائــب ، تدمــع عيون الألوف ، وتتساقط قطرات الدموع ، وفي بعض الأحيـــان دمااء القلوب ، لتعلــن ( الحــداد ) على روح الميـــت ، أو بمعنــى آخــر على روح من طلــب الموت من دون علمــه ، قــد يكون التناقض موجود في شخصيــة متذمــر ، عندمــا يقول بأن صاحبنــا ( الميــت ) هو من طلــب الموت ، ومن منــّــا يطلــب الموت !! إن من يطلب الموت هو الذي يضع نهايتــه بيـــد حديد ، بيــد سيــارة تنهــي حيـــاتــه .
في بعـض الأحيــان ، وهو ما يثيــر حفيظتــي ، ويقلق قلبــي كثيراً ، هو ما يحــدث في شوارعنــا ( المتطورة ) ، نحاول أن نواكب العصــر ، ونتتطور مع البشــر ، نحاول أن نحلق في السمــاء ، ولكن على حســاب أرواحنــا ، في كل إسبوع أرواحٌ كثيــرة مهددةٌ بالمــوت ، ولا نجــد قوانيــن تردع المخالفيــن ، وتوقف المسببيــن في الموت ‘ إنهــم أصحــاب ( السيــارات الثقيــلــة ) أو كما يطلق عليهـــم ( أصحــاب الشاحنـــات ) .
..
عندمــا نسمــع بتشكيــل وزاري جــديــد ، نعلم أن هنــاك وزارات ستُحــال ( للتقــاعـــد ) ، وأن هنـــاك وزارء سيجددون ، وهذا هو حال الدنيــــا (( لو دامــت لك ما وصلــت لغيـــرك )) ، وأن الكثيــر الكثيــر من الأشيــاء ستتغيــر ، إن لم يكــن سعيــهــم من خلال تلك التغيــرات اصلاح ما افسده من قبلهــم ، قــد تكون تلك التغيرات حتى يمحون ذكريــــات القدامى وينسون الجميــــع دورهــم ، وبالطبع لا يمكننـــا أن ننسى دورهـــم .
قد نرى قريبــاً ومع تعاقب الوزارات تشكيل وزارة جديدة يطلق عليهـــا ( وزارة المرأة والبترول ).
هذه الوزارة قـيــد الإنشــاء وما زال المجلس الوزاري يناقش تأسيس تلك الوزارة بشكل جــدي لإقتــران المــرأة بالبتـــرول .
فالبترول هو وقود الحيـــاة كما هو الحـــال بالنسبــة للمــرأة التي تعتبــر حاليــاً جزء لا يتجزأ من الحيـــاة ( إن لم تكن في بعض الأحيــان الجزء الأساسي منهـــا ) أي أنهــا وقود المجتمـــع وهذا ما لا يعكــر بدرجـة كبيرة صفو متذمــر ، ولكــن ما يعكره هو أن الارتبــاط يجمعهمــا في ( الغلااء) .
البترول وكما يطلق عليه الذهب الأســود ، يعتبر حاليــاً من أغلى السلع في العالـــم ( برميل البترول يرتفـــع بمعدل يشبــه معدل ارتفاع درجات الحرارة في المنطقــة في فصل الصيف ) ، وكذلك الحال بالنسبــة للمرأة .
حال يعاني منــه الكثيرون وخاصــة الشباب الراغبين في الزواج والعازميــن على سـتــر فروجهــم ، ولكن غلاء المهور والمبالغة في تكاليف العرس ( يكســر ) ظهورهــم ويجعل فكرة العرس في أغلب الأحيــان فكرة ( تفليسيــة ) ، أتمنى عند تشكيل تلك الوزارة أن يرتفع سعر برميل النفط حتى يرتفع معدل دخل الدولة وأن تنزل تكاليــف العــرس حتى تصبح العلاقـة عكسيــة بدل من كونهــا طرديــة.
..
اللجوء للخصخصــة قــد يســاهــم في ( قــطـــع ) رزق بعض الموظفيـــن ، فقــد اعتــاد الكثير من موظفي الدوائر الحكوميــة على مستوى عالي من المعيشــة رغم أن الرواتب تعتبــر قليلة مقارنــةً بالشركات الأخــرى الخاصة ، ولكــن دور الموظف الحكومي المختص في السرقــة يساهم في رفــع معدل دخلــه ليصبـــح راتبــه بموازاة راتــب ( الوزيـــر ).
تعتبــر سرقــة الموظفيــن من أموال الدولــة خيــانــة عظمـــى ، قــد تكون من أخطــر أنواع الخيــانــــات ، فمــن يستطيــع أن يســرق دولتــه التي هي سبب رزقـــه يمكنــه أن يبيـــع الدنيــا من أجل حفنــة دراهــم ، كم هم كُـثــر أصحــاب النفوس الدنيــئـــة.
يقــول الشــاعر عبدالرحمــن بــن مســاعد ملخصــاً لما يمكن أن يقول متذمــر :
إحترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكة وحيطة
وابتدا بسرقة بسيطة
وبعدها سرقة بسيطة
وبعدها تَعدى محيطه
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صاحب النفس العفيفة
صاحب اليد النظيفة
جاب هالثروة المخيفة
من معاشه في الوظيفة
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
يولي تطبيق النظام
أولوية واهتمام
ما يقرب للحرام
إلا في جنح الظلام
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
يسرق بهمة دؤوبة
يكدح ويملي جيوبه
يعرق ويرجي المثوبة
ما يخاف من العقوبة
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صار يحكي في الفضا
عن نزاهة ما مضى
وكيف آمن بالقضا
وغير حقه ما ارتضى
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي للنكوص
عن قوانين ونصوص
احترامي للفساد
وأكل أموال العباد
والجشع والازدياد
والتحول في البلاد
من عمومي للخصوص
احترامي للصوص
شكراً لكل من وصل إلى نهايــة هذه السطـــور
والمعذرة
بقلم
المنصــوري
الســــلاام عليــــكم ورحمـــــة الله وبركـــاتــه
إن التذمــر كما يعرفه الجميـــع صفــة سلبيــة في النفس الإنســانيــة، تحبــط الإنســان عن العمــل، وتشجـّـع على الكســل، يرى من خلالها المتذمر أن الحيــاة قد وقفــت، وأن جميــع الأبواب قد سُدت، وأن كل الطرق تؤدي إلى ذلك النفــق المظلـم، وإلى تلك الردهـة الشائكـة، وأن كل من حولـه على خطــأ، وأنه الصواب الأوحــد، والفاهم الأكبــر، والعاقــل المفكـر. إن التذمـر لا يؤدي إلا للتهلكـة، وأن صاحبـه دائمــاً ما تنتهي حيـاتــه بسرعــه، ويذهب ذكره بلحظـه، وتتناقل الأمم تذمره، وتوصفه بالأحمق الغبي، وبالساخط المثرثـر، والناكر لكل معروف.
رغم هذا فإن الجانـب الآخــر، لابد من أن يكون متواجــد، وفي أيدي الجميــع حاضــر، ومبرهــن لكل باطل، فالرضى لا يكون دائمـاً موجـب، والطبع السالب قد يكون عليه مسيطر، فهل نرضى بالصحـة إن لم تكن لواهبـهــا، خالقنــا وبارئنـا، إلهنــا وإلــه البشريـة الجمعــاء، فالرضى هنــا مرفوض، ويجب أن نحول هذا الرضــى إلى سخــط، ونحاول أن نرضي الخالق الأحـد، الرب الصمــد. كذلك التذمــر، جانبــه مضيئ لصاحبنـــا (( متذمـــر ))
..
تعلمنــا ونحــن صغــار لم نتعدى العاشــرة، أن العلــم ينيــر الحيـــاة، وأن الرقي لا يكون إلا بالعلــم، وأن الدراســة تســاعــد في بنــاء الشخصيــة، ورســم ملامــح الإنســـان، وقــد يكون هــذا الدور لا يقتصــر فقــط على المدرســة، فالبيــت بالمقــام الأول مدرســة، ومنــه يتخــرج الإنســـان بأخلاقــه وسلوكه وتصرفاتــه، وقد قيـــل أن الطفــل مرآة لبيــتــه، وعاكــس لصورة أهلـــه. إن ما يثيــر السخط في نفــس المتذمــر، أن ترى العنجهيــة مرسومـة على وجه من يدعي التطور، ومن يدعي العلــم، ومن يدعي أنه على صواب دائــم، وأن كل ما يقولـه يمثــل حقيقــة لا وجهــة نظــر تحتمــل الصواب والخطأ، الأردى من كل هذا عندنــا نــرى أن ( قلــة الحيــاء ) موجودة في الطالب، الباحـث عن فانوس العلــم، المنيــر لكل ظلمــه، فقلــة الأدب عندمــا نرى ( الزعيــق ) العالــي في وجــه المدرس الفاضــل، الاستــاذ القديــر، وعندمــا نــرى أن ذرة الحيــاء قــد طارت، واتذكر ها هنــا ما كنت اسمعــه(( الحيـــاا قطــرة إذا طار طاار ))، وقــد يكون هذا الأمـر اعتيــادي في مدارسنــا، وقد رأينــا هذا المشهــد يتكرر بشكل سينمائي ودوري، ولكـن ما يفقــع مرارة متذمــر أن يكــون انحطاط الأخلاق وقلة الحيــاء بســبب جنــس ناعـــم.
..
الإنســان بطبعــه المعروف يدفع ما يملك من أموال من أجل سعادتــه، يبـحث عن كل الطرق المؤديـة إلى السعــادة الدنيويــة، يسعــى ويبحــث عن أفضل الطرق ليجمــع أكبر عدد من الأموال يستطيــع من خلالهــا العيش برغــد وثرااء. خنقت العبـرة متذمــر، عندما فكـّـر مليــاً بالذي يحدث أمامــه، إنــهــم يشترون الموت !!!
دمــوعٌ كثيــرة تتســاقط ، وكلمـــات تخنقهــا العبـــرة ، وشعـــورٌ فضيـــع يمتلكنــي ، عندمـــا اسمـــع أن المــوت أصبـــح سلعـــة ، يشتريه من لا يريــــده مجاناً ، وهل هنـــاك في هذه الحيـــاة من سلعـــة مجانيـــة ؟!
سواء أكان والدي أو والدك ، أو كنتُ أنا المسؤول عن تصرفــي ، اشتــري نعمتــي ، وأحاول أن أبقى عيشتــي ، وأن أتهنــى بمــن حولي ، وبكل ما أملك من طاقـــة أن أسعـــد بدنيــتــي ، أي أن الجميــع يحاول أن يساهم في جعلك سعيداً عن طريق أشياء نحصل عليهــا كالسيــارة . لكــن عندمــا نعلــم بأن الحديـــد ( الصلــب ) هو من يقتـــل الإنســـان ( الحــي ) ، ويتسبب في كوارث ومصائــب ، تدمــع عيون الألوف ، وتتساقط قطرات الدموع ، وفي بعض الأحيـــان دمااء القلوب ، لتعلــن ( الحــداد ) على روح الميـــت ، أو بمعنــى آخــر على روح من طلــب الموت من دون علمــه ، قــد يكون التناقض موجود في شخصيــة متذمــر ، عندمــا يقول بأن صاحبنــا ( الميــت ) هو من طلــب الموت ، ومن منــّــا يطلــب الموت !! إن من يطلب الموت هو الذي يضع نهايتــه بيـــد حديد ، بيــد سيــارة تنهــي حيـــاتــه .
في بعـض الأحيــان ، وهو ما يثيــر حفيظتــي ، ويقلق قلبــي كثيراً ، هو ما يحــدث في شوارعنــا ( المتطورة ) ، نحاول أن نواكب العصــر ، ونتتطور مع البشــر ، نحاول أن نحلق في السمــاء ، ولكن على حســاب أرواحنــا ، في كل إسبوع أرواحٌ كثيــرة مهددةٌ بالمــوت ، ولا نجــد قوانيــن تردع المخالفيــن ، وتوقف المسببيــن في الموت ‘ إنهــم أصحــاب ( السيــارات الثقيــلــة ) أو كما يطلق عليهـــم ( أصحــاب الشاحنـــات ) .
..
عندمــا نسمــع بتشكيــل وزاري جــديــد ، نعلم أن هنــاك وزارات ستُحــال ( للتقــاعـــد ) ، وأن هنـــاك وزارء سيجددون ، وهذا هو حال الدنيــــا (( لو دامــت لك ما وصلــت لغيـــرك )) ، وأن الكثيــر الكثيــر من الأشيــاء ستتغيــر ، إن لم يكــن سعيــهــم من خلال تلك التغيــرات اصلاح ما افسده من قبلهــم ، قــد تكون تلك التغيرات حتى يمحون ذكريــــات القدامى وينسون الجميــــع دورهــم ، وبالطبع لا يمكننـــا أن ننسى دورهـــم .
قد نرى قريبــاً ومع تعاقب الوزارات تشكيل وزارة جديدة يطلق عليهـــا ( وزارة المرأة والبترول ).
هذه الوزارة قـيــد الإنشــاء وما زال المجلس الوزاري يناقش تأسيس تلك الوزارة بشكل جــدي لإقتــران المــرأة بالبتـــرول .
فالبترول هو وقود الحيـــاة كما هو الحـــال بالنسبــة للمــرأة التي تعتبــر حاليــاً جزء لا يتجزأ من الحيـــاة ( إن لم تكن في بعض الأحيــان الجزء الأساسي منهـــا ) أي أنهــا وقود المجتمـــع وهذا ما لا يعكــر بدرجـة كبيرة صفو متذمــر ، ولكــن ما يعكره هو أن الارتبــاط يجمعهمــا في ( الغلااء) .
البترول وكما يطلق عليه الذهب الأســود ، يعتبر حاليــاً من أغلى السلع في العالـــم ( برميل البترول يرتفـــع بمعدل يشبــه معدل ارتفاع درجات الحرارة في المنطقــة في فصل الصيف ) ، وكذلك الحال بالنسبــة للمرأة .
حال يعاني منــه الكثيرون وخاصــة الشباب الراغبين في الزواج والعازميــن على سـتــر فروجهــم ، ولكن غلاء المهور والمبالغة في تكاليف العرس ( يكســر ) ظهورهــم ويجعل فكرة العرس في أغلب الأحيــان فكرة ( تفليسيــة ) ، أتمنى عند تشكيل تلك الوزارة أن يرتفع سعر برميل النفط حتى يرتفع معدل دخل الدولة وأن تنزل تكاليــف العــرس حتى تصبح العلاقـة عكسيــة بدل من كونهــا طرديــة.
..
اللجوء للخصخصــة قــد يســاهــم في ( قــطـــع ) رزق بعض الموظفيـــن ، فقــد اعتــاد الكثير من موظفي الدوائر الحكوميــة على مستوى عالي من المعيشــة رغم أن الرواتب تعتبــر قليلة مقارنــةً بالشركات الأخــرى الخاصة ، ولكــن دور الموظف الحكومي المختص في السرقــة يساهم في رفــع معدل دخلــه ليصبـــح راتبــه بموازاة راتــب ( الوزيـــر ).
تعتبــر سرقــة الموظفيــن من أموال الدولــة خيــانــة عظمـــى ، قــد تكون من أخطــر أنواع الخيــانــــات ، فمــن يستطيــع أن يســرق دولتــه التي هي سبب رزقـــه يمكنــه أن يبيـــع الدنيــا من أجل حفنــة دراهــم ، كم هم كُـثــر أصحــاب النفوس الدنيــئـــة.
يقــول الشــاعر عبدالرحمــن بــن مســاعد ملخصــاً لما يمكن أن يقول متذمــر :
إحترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكة وحيطة
وابتدا بسرقة بسيطة
وبعدها سرقة بسيطة
وبعدها تَعدى محيطه
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صاحب النفس العفيفة
صاحب اليد النظيفة
جاب هالثروة المخيفة
من معاشه في الوظيفة
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
يولي تطبيق النظام
أولوية واهتمام
ما يقرب للحرام
إلا في جنح الظلام
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
يسرق بهمة دؤوبة
يكدح ويملي جيوبه
يعرق ويرجي المثوبة
ما يخاف من العقوبة
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صار يحكي في الفضا
عن نزاهة ما مضى
وكيف آمن بالقضا
وغير حقه ما ارتضى
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
احترامي للنكوص
عن قوانين ونصوص
احترامي للفساد
وأكل أموال العباد
والجشع والازدياد
والتحول في البلاد
من عمومي للخصوص
احترامي للصوص
شكراً لكل من وصل إلى نهايــة هذه السطـــور
والمعذرة
بقلم
المنصــوري