ناصر الخالدي
26-02-07 ||, 02:05 AM
في زحمة الأفكار تنبثق فكرة يتبناها الإنسان ويحارب من أجلها ولكن ماذا لو أكتشف أنها فكرة خاطئة ستصل به الى الهاوية ؟
في سوق الخضار كنت أشتري ما يحلوا لي وخلف رجل من الجالية الهندية يجر عربة يضع عليها الخضروات وفجأة جاءتني امرأة كبيرة في السن تدب دبيب النملة السوداء وفقت أمامي ومدت إليَ يدها تسألني هنا وسوس الشيطان وقال لي انها ليست فقيرة انها كاذبة هنا ودون احساس لا ادري كيف تجردت من انسانيتي وقلت لا الله يعطيكِ لا أدري لماذا لم أعطيها مما أعطاني الله رحلت تجر اذيال الخيبة ثم ذهبت الى رجل غيري لكنه أفضل مني سألته فأعطاها ثم نظرت إليها فقلت في نفسي والله لو لا الفقر ما سألت الناس .
ماذا لو أني أعطيتها مثل ما أخذت لنفسي ثم ابتسمت لها وذهبت هل كان ينقص مني شيء لو انها كاذبة ؟
لم أجد في حياة الأثرياء شيء يعجبني وقد وجدت عند الفقراء حلاوة ليس لها مثيل ذات مرة دعاني الى الغداء رجل فقير يسكن في بيت صغير يدفع ايجاره كل شهر كان البيت مكون من غرفتان جلسنا بواحده وأما الأخرى فكانت تجلس بها زوجته وبناته لم يكن في الغرفه إلا قطعة واحدة على الأرض وكان الجدار يشتكي من الفقر ومن الحاجة لكن الذي رأيته جعلني أعشق حياة الفقراء كان العم الفقير يرحب ويتهلل وجهه وكأنه يملك الدنيا أكملها وجاء الغداء صحن صغير عليه ثلاث قطع من السمك مع الرز الأبيض الذي يدل على بياض قلوب هؤلاء الشرفاء امتدت الآيدي وكلها حب وبدأنا نأكل لأول مرة اشعر بأنني مستمتع بدعوة غداء تأتيني ولأول مرة أشعر بأني أكل دون حياء .
وبعد أنا لا اتمنى إلا أن يموت الجوع وتنتشر الفضيلة ويصبح الناس سواسية لا ظلم ولا حسد ولا تفرقة هنا استطيع أن اعتزل الكتابة وإلا فلا بدّ أن أكتب ربما يأتي من يقرأ كلماتي فيحترمني ويقف على قبري وقفة إجلال وتقدير .....
ملاحظة @@ أتمنى متابعتكم لي عبر مجلة النهضة
أخوكم ناصر الخالدي
في سوق الخضار كنت أشتري ما يحلوا لي وخلف رجل من الجالية الهندية يجر عربة يضع عليها الخضروات وفجأة جاءتني امرأة كبيرة في السن تدب دبيب النملة السوداء وفقت أمامي ومدت إليَ يدها تسألني هنا وسوس الشيطان وقال لي انها ليست فقيرة انها كاذبة هنا ودون احساس لا ادري كيف تجردت من انسانيتي وقلت لا الله يعطيكِ لا أدري لماذا لم أعطيها مما أعطاني الله رحلت تجر اذيال الخيبة ثم ذهبت الى رجل غيري لكنه أفضل مني سألته فأعطاها ثم نظرت إليها فقلت في نفسي والله لو لا الفقر ما سألت الناس .
ماذا لو أني أعطيتها مثل ما أخذت لنفسي ثم ابتسمت لها وذهبت هل كان ينقص مني شيء لو انها كاذبة ؟
لم أجد في حياة الأثرياء شيء يعجبني وقد وجدت عند الفقراء حلاوة ليس لها مثيل ذات مرة دعاني الى الغداء رجل فقير يسكن في بيت صغير يدفع ايجاره كل شهر كان البيت مكون من غرفتان جلسنا بواحده وأما الأخرى فكانت تجلس بها زوجته وبناته لم يكن في الغرفه إلا قطعة واحدة على الأرض وكان الجدار يشتكي من الفقر ومن الحاجة لكن الذي رأيته جعلني أعشق حياة الفقراء كان العم الفقير يرحب ويتهلل وجهه وكأنه يملك الدنيا أكملها وجاء الغداء صحن صغير عليه ثلاث قطع من السمك مع الرز الأبيض الذي يدل على بياض قلوب هؤلاء الشرفاء امتدت الآيدي وكلها حب وبدأنا نأكل لأول مرة اشعر بأنني مستمتع بدعوة غداء تأتيني ولأول مرة أشعر بأني أكل دون حياء .
وبعد أنا لا اتمنى إلا أن يموت الجوع وتنتشر الفضيلة ويصبح الناس سواسية لا ظلم ولا حسد ولا تفرقة هنا استطيع أن اعتزل الكتابة وإلا فلا بدّ أن أكتب ربما يأتي من يقرأ كلماتي فيحترمني ويقف على قبري وقفة إجلال وتقدير .....
ملاحظة @@ أتمنى متابعتكم لي عبر مجلة النهضة
أخوكم ناصر الخالدي