روح البنفسج
01-10-03 ||, 08:44 AM
<font color='#000000'><FONT color=#000000><FONT color=#000000><FONT color=#000000>
<P align=right><FONT face="arial, helvetica, sans-serif">
<FONT size=3></FONT></FONT></P>
<P align=right><FONT face="arial, helvetica, sans-serif" color=firebrick size=3><STRONG>انتـــحار المحابــر
.
.
نحن في زمانٍ انتشى فيه القلم .. وانتشرت فيه العلوم بمختلف الطرق ..نرى الكتب هنا وهناك .. في كل مفترق طرق مكتبة تبيع أحدث الإصدارات وأكثرها رواجاً في الشرق والغرب .. ونرى الكتاب يتجمهرون حول المحابر والقلم ليجودوا بما أتاهم الله من منح في مجال الكتابة .. والنقش على جدران القلوب بما لديهم من خبراتٍ وموهبة صقلوها على مر الأعوام .. حتى غدا لكلٍ منهم موقع أثير على خارطة الكتابة .. وحلق معظمهم نحو الأفاق لشهرتهم ..
جميلٌ أن نرى كاتباًً عربياً يتحفنا بفنه وإبداعه .. والأجمل أن نرى من يقدرهم ويقتني مآثرهم .. والأجمل من هذا وذاك أن تكون نية المبدع صالحةً عندما يكتب .. يبتغي بحرفه الأجر والمثوبة من الله جل في علاه ..بحيث يكون غرضه في الكتابة لا يتنافى مع مبادئنا .. ولا يصطدم بديننا الحنيف ..
غير أني آسفة .. والحزن يعتريني .. لرؤيتي كتباً بأقلام عربية مسلمة لا تمت لنا بصلة من قريبٍ أو بعيد.. وكأن كاتبه يحدث الهواء .. أو تلك الجبال الشامخات .. لا أدري !!!
يتفننُ بالكتابة حول أغراضٍ لا تهمنا ولا تمس جراحنا ولا تفيد أمتنا بشيء .. وكأنه قيض قلمه للرحيل عنا فكراً ووجداناً وهو قابع ها هنا بيننا !!!
فليكن كاتبناً هذا ملماً بفنون الشعر وجنونه ..لنراه ينحني جانباً عن همومنا المشتركة كوننا ننتمي لأمه الإسلام .. وينظم قصائد في الحب والهيام .. ويغرق في الوصف والكلام .. حتى ينتهي نظمه .. ليتحفنا بقصيدةٍ وكأنها جُلبت من أتون الجاهلية .. لا حبض فيها ولا نبض .. فقط شئٌ من هوى نفسه .. والكثيرٌ الكثير من هوى الشيطان .. والمحصلة إبداعٌ في غير محله.
وليكن كاتبنا هذا روائياً ألمعياً .. ينطوي في عالمه الآخر .. يحلق في سماء الخيال .. ليضع تلك الشخصيات والأحداث في محلها .. ويسطرها على الورق .. شهر شهران أو أكثر .. أنهى كاتبنا روايته .. أعجب بها الناشر فنشرها .. وتلقفتها أيدي العباد ومحبي الروايات .. قد تكون روايته بشخصياتٍ عربية ومسلمة .. والقصة أيضاً قد تحوي شيئاً يسيراً من واقعنا .. ولكن تجري الأحداث بطريقةٍ غريبة .. يحدث فيها هرجٌ ومرج .. تذكرنا بأحداث أفلام الغرب ورواياتهم .. وكأنه يتحدث عنهم ولكن بلسانٍ عربي .. والمحصلة إبداع في غير محله ..
أو فليكن هذا الكاتب أديباً فذاً جهبذاً .. يكتب ويكتب ويكتب حتى يبلغ من العمر عتيا .. غير أن أسلوبه في الكتابة معقد غير سلسٍ أو مرن .. وكأنه يخاطب فقط من هم بمستوى ثقافته .. وأحياناً يطمح لتجاوزهم وأن يكون ألمع منهم .. فنراه يغرق كتبه بالمعاني الفلسفية العميقة .. والألفاظ الحوشية الغريبة .. ليخرج لنا أديبنا الفاضل فكراً جديداً أنفرد به وحده متفوقاً به على أقرانه ليحلق بعيداً خارج السرب .. والمحصلة إبداع في غير محله ..
لا أريد هنا الانتقاص من إبداع أحد أو تحقير كتابات أدبائنا و كتابنا .. أو أن أصهر الكل في قالبٍ واحد .. نعم لكلٍ منا توجهات وطريقة مختلفة عن الأخر .. نعم لكلٍ منا أفكار وطريقة أخرى في السبك والصياغة .. غير أن هناك الكثير ممن تفوقوا في مجال الكتابة نراهم ينسلخون من جلدتهم .. ويغردون في مرابع أخرى لا تخصنا .. وكأن همهم هو جذب الآخر من بلاد بني الأصفر .. لبلوغ العالمية من خلال ترجمة إبداعاتهم للغات الأجنبية .. غافلين متناسين أن المرء رهينُ حرفه .. أسير قلمه .. محاسبٌ على كل ما تخط أنامله ..
فلما لا نكون مبدعين نتحدث بلغتنا نحن لا لغة الآخر .. لما لا يكون إبداعنا طريقنا لبلوغنا الجنان .. لم لا يكون إبداعنا محط أنظار الجميع من عربٍ وعجم مع حفاظنا على نهج الإسلام فيه وعدم الخروج عن مبادئنا وقيمنا عنه دون أن يحوي على صور ومعاني لا تتماشى مع من نكون وتخدش فينا الحياء بل وتعدمه .
لن أتشاءم وأقول أن إبداعاتنا أصبحت رهينة أهوائنا .. لأني متفائلة بوجود نخبةٍ مبدعة يخطون بأسلوبٍ حييٍ ومتقن ..
قد تكون بعض المحابر انتحرت .. وبعض الأقلام أعدمت .. وبعض المحارم انتهكت .. غير أني أسأل الرحمن أن يجعلنا ممن يحيون المحابر من جديد بفكرٍ نير ورشيد .. وممن تنتشي الأقلام بين أناملهم .. في حدود الدين ..
.
.
مع تحياتي العطرة المرفقة بورود المحبة البنفسجية
جعلنا الله وإياكم من الخالدين المخلدين في فردوسه
أختكم المحبة في الله
الـــــــــروح
.
.
.
اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما خطته يدي من غير ذكرك .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم سترتني فيما مضى ،، فاسترني فيما بقي .. ولا تفضحني يوم الحساب
ورحم الله قارئاً قال : آميـــن </STRONG></FONT></P></FONT></FONT></FONT></font>
<P align=right><FONT face="arial, helvetica, sans-serif">
<FONT size=3></FONT></FONT></P>
<P align=right><FONT face="arial, helvetica, sans-serif" color=firebrick size=3><STRONG>انتـــحار المحابــر
.
.
نحن في زمانٍ انتشى فيه القلم .. وانتشرت فيه العلوم بمختلف الطرق ..نرى الكتب هنا وهناك .. في كل مفترق طرق مكتبة تبيع أحدث الإصدارات وأكثرها رواجاً في الشرق والغرب .. ونرى الكتاب يتجمهرون حول المحابر والقلم ليجودوا بما أتاهم الله من منح في مجال الكتابة .. والنقش على جدران القلوب بما لديهم من خبراتٍ وموهبة صقلوها على مر الأعوام .. حتى غدا لكلٍ منهم موقع أثير على خارطة الكتابة .. وحلق معظمهم نحو الأفاق لشهرتهم ..
جميلٌ أن نرى كاتباًً عربياً يتحفنا بفنه وإبداعه .. والأجمل أن نرى من يقدرهم ويقتني مآثرهم .. والأجمل من هذا وذاك أن تكون نية المبدع صالحةً عندما يكتب .. يبتغي بحرفه الأجر والمثوبة من الله جل في علاه ..بحيث يكون غرضه في الكتابة لا يتنافى مع مبادئنا .. ولا يصطدم بديننا الحنيف ..
غير أني آسفة .. والحزن يعتريني .. لرؤيتي كتباً بأقلام عربية مسلمة لا تمت لنا بصلة من قريبٍ أو بعيد.. وكأن كاتبه يحدث الهواء .. أو تلك الجبال الشامخات .. لا أدري !!!
يتفننُ بالكتابة حول أغراضٍ لا تهمنا ولا تمس جراحنا ولا تفيد أمتنا بشيء .. وكأنه قيض قلمه للرحيل عنا فكراً ووجداناً وهو قابع ها هنا بيننا !!!
فليكن كاتبناً هذا ملماً بفنون الشعر وجنونه ..لنراه ينحني جانباً عن همومنا المشتركة كوننا ننتمي لأمه الإسلام .. وينظم قصائد في الحب والهيام .. ويغرق في الوصف والكلام .. حتى ينتهي نظمه .. ليتحفنا بقصيدةٍ وكأنها جُلبت من أتون الجاهلية .. لا حبض فيها ولا نبض .. فقط شئٌ من هوى نفسه .. والكثيرٌ الكثير من هوى الشيطان .. والمحصلة إبداعٌ في غير محله.
وليكن كاتبنا هذا روائياً ألمعياً .. ينطوي في عالمه الآخر .. يحلق في سماء الخيال .. ليضع تلك الشخصيات والأحداث في محلها .. ويسطرها على الورق .. شهر شهران أو أكثر .. أنهى كاتبنا روايته .. أعجب بها الناشر فنشرها .. وتلقفتها أيدي العباد ومحبي الروايات .. قد تكون روايته بشخصياتٍ عربية ومسلمة .. والقصة أيضاً قد تحوي شيئاً يسيراً من واقعنا .. ولكن تجري الأحداث بطريقةٍ غريبة .. يحدث فيها هرجٌ ومرج .. تذكرنا بأحداث أفلام الغرب ورواياتهم .. وكأنه يتحدث عنهم ولكن بلسانٍ عربي .. والمحصلة إبداع في غير محله ..
أو فليكن هذا الكاتب أديباً فذاً جهبذاً .. يكتب ويكتب ويكتب حتى يبلغ من العمر عتيا .. غير أن أسلوبه في الكتابة معقد غير سلسٍ أو مرن .. وكأنه يخاطب فقط من هم بمستوى ثقافته .. وأحياناً يطمح لتجاوزهم وأن يكون ألمع منهم .. فنراه يغرق كتبه بالمعاني الفلسفية العميقة .. والألفاظ الحوشية الغريبة .. ليخرج لنا أديبنا الفاضل فكراً جديداً أنفرد به وحده متفوقاً به على أقرانه ليحلق بعيداً خارج السرب .. والمحصلة إبداع في غير محله ..
لا أريد هنا الانتقاص من إبداع أحد أو تحقير كتابات أدبائنا و كتابنا .. أو أن أصهر الكل في قالبٍ واحد .. نعم لكلٍ منا توجهات وطريقة مختلفة عن الأخر .. نعم لكلٍ منا أفكار وطريقة أخرى في السبك والصياغة .. غير أن هناك الكثير ممن تفوقوا في مجال الكتابة نراهم ينسلخون من جلدتهم .. ويغردون في مرابع أخرى لا تخصنا .. وكأن همهم هو جذب الآخر من بلاد بني الأصفر .. لبلوغ العالمية من خلال ترجمة إبداعاتهم للغات الأجنبية .. غافلين متناسين أن المرء رهينُ حرفه .. أسير قلمه .. محاسبٌ على كل ما تخط أنامله ..
فلما لا نكون مبدعين نتحدث بلغتنا نحن لا لغة الآخر .. لما لا يكون إبداعنا طريقنا لبلوغنا الجنان .. لم لا يكون إبداعنا محط أنظار الجميع من عربٍ وعجم مع حفاظنا على نهج الإسلام فيه وعدم الخروج عن مبادئنا وقيمنا عنه دون أن يحوي على صور ومعاني لا تتماشى مع من نكون وتخدش فينا الحياء بل وتعدمه .
لن أتشاءم وأقول أن إبداعاتنا أصبحت رهينة أهوائنا .. لأني متفائلة بوجود نخبةٍ مبدعة يخطون بأسلوبٍ حييٍ ومتقن ..
قد تكون بعض المحابر انتحرت .. وبعض الأقلام أعدمت .. وبعض المحارم انتهكت .. غير أني أسأل الرحمن أن يجعلنا ممن يحيون المحابر من جديد بفكرٍ نير ورشيد .. وممن تنتشي الأقلام بين أناملهم .. في حدود الدين ..
.
.
مع تحياتي العطرة المرفقة بورود المحبة البنفسجية
جعلنا الله وإياكم من الخالدين المخلدين في فردوسه
أختكم المحبة في الله
الـــــــــروح
.
.
.
اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما خطته يدي من غير ذكرك .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم سترتني فيما مضى ،، فاسترني فيما بقي .. ولا تفضحني يوم الحساب
ورحم الله قارئاً قال : آميـــن </STRONG></FONT></P></FONT></FONT></FONT></font>