درة الشرق
12-08-03 ||, 04:59 AM
<font color='#000000'>قصه واقعيه لاحد الطلبه في هولند
أخيرا...ارتاحت روحك يا أخي
عزم شديد و نصر أكيد يلوح في الأفق البعيد ... حلم الطفولة بدا قريبا ، آمال الأهل و الأصـــــــــــدقاء ممزوجة بحب الوالدين و السماء. الكل يدعو لهما بالسداد و التوفيق.
يطيران الساعات الطوال للوصول إلى هولندا ، هذا البلد الجميل بطبيعته الخلابة و عادات أهله الغريبة. و هناك يبدآن مشوار العمر في التحصيل الدراسي و الذي لن يكون سهلا ، فهما يدرسان الطب البشري!
الحياة في سكن الطلبة لا تطاق ، فالسكن مختلط و الأعراض مكشوفة . يقرر المحمدان أن يسكنا خارجا بعيدا عن الانحلال ، لقد أتيا لتحصيل العلم ، للرجوع بالشهادة ، وليس في مخيلتهما أي اتجاه آخر.
و بدأت الدروس اليومية ، في جامعة من أقوى الجامعات الغربية . سيل من العلوم ، مصطلحات غير مألوفة ، كلام غريب ، حقائق عجيبة. سبحانك اللهم و جلت عظمتك ، لم أتخيل يوما أن يدي تحتوي على أكثر من 30 عضلة.
كثيرة هي المواد الدراسية ، كلها تحتاج جهدا عظيما. إنه الطب ، حصن يتمنى من خارجه أن يدخلوا فيه ، و من داخله يتمنون الهروب!
الصديقان الحميمان يتحاوران ، في ظلمة الليل و سكونه... يا ترى لماذا لم يستطيعا النوم و الوقت متأخر؟ و الغد مليء بالحصص الدراسية!
محمد الأول متخوف من مقابلة الموتى في اليوم التالي ، و محمد الثاني يهدئ من روعه و يربط على جأشه ، يؤنسه مرة و مرة يذكره بأنه رجل ، و إذا خاف الرجال فما الباقي للنساء(بنات الصف)!
انفلق الصباح الجديد ، و قلب يناجي ربه أن ييسر الأمور و ينزل على قلبه الطمأنينة و الحزم. يصلان إلى الصف و يأخذ البروفسور الطلاب إلى غرفة التشريح ، حيث جثث الموتى تقابل بعضها بعضا ، صحبة ليس يفرقهم نكد ، أصدقاء صامتون (في انتظار المحمدين مع زملاؤهم الأوروبيين)!
معظم الصف من البنات ، شقراوات و حمراوات. و يبدأ الصراخ ، كريستين تسقط أرضا و تأخذ خارجا للإسعاف. أخريات متقززات و خائفات. يتمنين لو أن الأرض تبتلعهن قبل هذه اللحظات المخيفة. أموات و أموات ... أموات أجسام و أموات قلوب هؤلاء الطالبات!
يتم توزيع الطلبة على الجثث للتشريح. المحمدان يكون نصيبهما جثة رجل توفي في العقد السادس من العمر. و بدأ التشريح و محمد ممسك على قلبه و ينظر شجاعة أخيه في المبدأ و العقيدة مستعجبا.
فجأة ... ينادي الخائف أخاه و هو مرعوب جدا. يهتز كالسعفة اليابسة في مهب الريح.
هل ترى ما أرى؟ هل ترى ما أراه بأم عيني؟؟
و ما ترى يا محمد؟
الرجل يضع خاتما !!
و ما الغريب في ذلك؟؟
الخاتم عليه نقش!!
نقش؟ ما أتيت بجديد! و ما الغريب في ذلك؟؟
أنها آية قرآنية!! (و أما بنعمة ربك فحدث)
الله أكبر... الله أكبر... و يحوقل كلاهما...إنا لله و إنا إليه راجعون!
يقرران أن لا يخبرا أحدا...ينزع الخاتم بكل سكون و كأن شيئا لم يكن. إنها زوبعة اقتحمت حياتهما ، في رأس كل واحد منهما خطط كثيرة ، لكنهما كانا متيقنين أن الميت هو رجل مسلم ، و المسلم له حرمة بعد موته كما هي فبل موته. قلبيهما يحترقان ألما ، يا ليت الزمان ينصف ، آه من الزمن الغدار!
نظفا الخاتم و أخذاه حيث يقطنان. خلدا للنوم و هنا العجب!!!!!!!
عندما جلسا صباحا ، اكتشفا أنهما حلما الحلم نفسه ، كلا ، إنه ليس بالحلم ، بل هو رؤيا و عجيب أنهما رأيا الشيء نفسه.
ذاك الرجل صاحب الخاتم ، بوجهه الوضاء الكئيب ، شيء ما أحزنه، حزن كبير حتى أن عينيه كانتا مغرورقتان بالدموع. هل له من حاجة؟ قال كلمات مؤلمة ، جعلت حزنه حزنهما و ألمه ألمهما. أخوكما أنا فهل تقبلان لي العري أمام الغرباء؟ أخوكما أنا فهل تقبلان لي الذل وسط الأشقياء؟ يا ليت لي لسانا يدافع عني ، يا ليت لي قوة أذود بها عن نفسي ، و لكن حيل بيني و بين جسدي ، فروحي الآن غير مرتاحة ، تحوم كل الوقت في غرفة التشريح!
و ما العمل؟ الجامعة قوانينها صارمة . اشترت الجثة و هي ملك لها. ما العمل إذا؟ تفكير مستمر و شغل شاغل ألهاهما عن أي شيء في هذه الدنيا. أخوهما يستغيث و لا ناصر له دونهما.
و ما عسى أن يكون العمل؟ فلنستنجد بالأخوة المسلمين ، إنه واجب الجميع. و في زيارة خاطفة إلى المركز الإسلامي في العاصمة أمستردام يقابلان إمام المسجد و يتوسلانه بحق الشهادتين و من أقرهما أن يرى لهما حلا. إمام المسجد ، الرجل التقي الماسك على دينه في بلد الزندقة و البهرج المزيف، وعدهما بجمع أكبر مبلغ ممكن من وجوه الخير و من المراكز الإسلامية في الدول المجاورة.
و هنا بدأ المشوار الأصعب لإقناع عميد الجامعة للتخلي عن جسد الرجل المسلم. عميد الجامعة اليهودي الديانة الصهيوني الهوية (صموئيل شتاينر) يرفض بتاتا أن يقابل طلبة عاديين في السنة الأولى ، و بعد جهد جهيد حصلا على موعد بعد أسبوعين للمقابلة. و في غضون هذه المدة كان المال جاهزا في المركز الإسلامي.
و تقابلا مع الصهيوني النجس. كان ينظر لهما بازدراء، عربيان مسلمان محمدان = إرهابيان .. يا للكارثة! عرضا عليه الموضوع ، فجن جنونه ، و كاد أن يطردهما من المكتب. لكن الحكمة و الحنكة اللتان تمتعا بها جعلته يهدأ من غضبه و يستمع لهما بروية. أما عن الجثة فنحن مستعدان لدفع مبلغ يكفي الجامعة لشراء ثلاث جثث بديلة، و أما عن ( البخشيش) فلا حرج فلك نصيب الأسد منه! فكر لدقائق معدودة و أخيرا وافق النجس على بيع أجسام الطاهرين فيا للعجب! عتبي على زمن يروي الكلاب و يضمي الضراغما .
مبلغ كبير يدفع و جثة لمقابر المسلمين تزف. في موكب شمل الكثيرين ممن تبرعوا و ساندوا في سبيل استرجاع الجسد الكريم. يرتاح بال المحمدين و يواصلان، درب الهمة و الدراسة. هما الآن يحضران لامتحان التشريح فلا تبخلوا عليهم بالدعاء!
و السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته.
قصة حقيقية أبطالها يشكرونكم لقراءتها ...
صاغها لكم لتأنسوا ...قيصر الاحرار</font>
أخيرا...ارتاحت روحك يا أخي
عزم شديد و نصر أكيد يلوح في الأفق البعيد ... حلم الطفولة بدا قريبا ، آمال الأهل و الأصـــــــــــدقاء ممزوجة بحب الوالدين و السماء. الكل يدعو لهما بالسداد و التوفيق.
يطيران الساعات الطوال للوصول إلى هولندا ، هذا البلد الجميل بطبيعته الخلابة و عادات أهله الغريبة. و هناك يبدآن مشوار العمر في التحصيل الدراسي و الذي لن يكون سهلا ، فهما يدرسان الطب البشري!
الحياة في سكن الطلبة لا تطاق ، فالسكن مختلط و الأعراض مكشوفة . يقرر المحمدان أن يسكنا خارجا بعيدا عن الانحلال ، لقد أتيا لتحصيل العلم ، للرجوع بالشهادة ، وليس في مخيلتهما أي اتجاه آخر.
و بدأت الدروس اليومية ، في جامعة من أقوى الجامعات الغربية . سيل من العلوم ، مصطلحات غير مألوفة ، كلام غريب ، حقائق عجيبة. سبحانك اللهم و جلت عظمتك ، لم أتخيل يوما أن يدي تحتوي على أكثر من 30 عضلة.
كثيرة هي المواد الدراسية ، كلها تحتاج جهدا عظيما. إنه الطب ، حصن يتمنى من خارجه أن يدخلوا فيه ، و من داخله يتمنون الهروب!
الصديقان الحميمان يتحاوران ، في ظلمة الليل و سكونه... يا ترى لماذا لم يستطيعا النوم و الوقت متأخر؟ و الغد مليء بالحصص الدراسية!
محمد الأول متخوف من مقابلة الموتى في اليوم التالي ، و محمد الثاني يهدئ من روعه و يربط على جأشه ، يؤنسه مرة و مرة يذكره بأنه رجل ، و إذا خاف الرجال فما الباقي للنساء(بنات الصف)!
انفلق الصباح الجديد ، و قلب يناجي ربه أن ييسر الأمور و ينزل على قلبه الطمأنينة و الحزم. يصلان إلى الصف و يأخذ البروفسور الطلاب إلى غرفة التشريح ، حيث جثث الموتى تقابل بعضها بعضا ، صحبة ليس يفرقهم نكد ، أصدقاء صامتون (في انتظار المحمدين مع زملاؤهم الأوروبيين)!
معظم الصف من البنات ، شقراوات و حمراوات. و يبدأ الصراخ ، كريستين تسقط أرضا و تأخذ خارجا للإسعاف. أخريات متقززات و خائفات. يتمنين لو أن الأرض تبتلعهن قبل هذه اللحظات المخيفة. أموات و أموات ... أموات أجسام و أموات قلوب هؤلاء الطالبات!
يتم توزيع الطلبة على الجثث للتشريح. المحمدان يكون نصيبهما جثة رجل توفي في العقد السادس من العمر. و بدأ التشريح و محمد ممسك على قلبه و ينظر شجاعة أخيه في المبدأ و العقيدة مستعجبا.
فجأة ... ينادي الخائف أخاه و هو مرعوب جدا. يهتز كالسعفة اليابسة في مهب الريح.
هل ترى ما أرى؟ هل ترى ما أراه بأم عيني؟؟
و ما ترى يا محمد؟
الرجل يضع خاتما !!
و ما الغريب في ذلك؟؟
الخاتم عليه نقش!!
نقش؟ ما أتيت بجديد! و ما الغريب في ذلك؟؟
أنها آية قرآنية!! (و أما بنعمة ربك فحدث)
الله أكبر... الله أكبر... و يحوقل كلاهما...إنا لله و إنا إليه راجعون!
يقرران أن لا يخبرا أحدا...ينزع الخاتم بكل سكون و كأن شيئا لم يكن. إنها زوبعة اقتحمت حياتهما ، في رأس كل واحد منهما خطط كثيرة ، لكنهما كانا متيقنين أن الميت هو رجل مسلم ، و المسلم له حرمة بعد موته كما هي فبل موته. قلبيهما يحترقان ألما ، يا ليت الزمان ينصف ، آه من الزمن الغدار!
نظفا الخاتم و أخذاه حيث يقطنان. خلدا للنوم و هنا العجب!!!!!!!
عندما جلسا صباحا ، اكتشفا أنهما حلما الحلم نفسه ، كلا ، إنه ليس بالحلم ، بل هو رؤيا و عجيب أنهما رأيا الشيء نفسه.
ذاك الرجل صاحب الخاتم ، بوجهه الوضاء الكئيب ، شيء ما أحزنه، حزن كبير حتى أن عينيه كانتا مغرورقتان بالدموع. هل له من حاجة؟ قال كلمات مؤلمة ، جعلت حزنه حزنهما و ألمه ألمهما. أخوكما أنا فهل تقبلان لي العري أمام الغرباء؟ أخوكما أنا فهل تقبلان لي الذل وسط الأشقياء؟ يا ليت لي لسانا يدافع عني ، يا ليت لي قوة أذود بها عن نفسي ، و لكن حيل بيني و بين جسدي ، فروحي الآن غير مرتاحة ، تحوم كل الوقت في غرفة التشريح!
و ما العمل؟ الجامعة قوانينها صارمة . اشترت الجثة و هي ملك لها. ما العمل إذا؟ تفكير مستمر و شغل شاغل ألهاهما عن أي شيء في هذه الدنيا. أخوهما يستغيث و لا ناصر له دونهما.
و ما عسى أن يكون العمل؟ فلنستنجد بالأخوة المسلمين ، إنه واجب الجميع. و في زيارة خاطفة إلى المركز الإسلامي في العاصمة أمستردام يقابلان إمام المسجد و يتوسلانه بحق الشهادتين و من أقرهما أن يرى لهما حلا. إمام المسجد ، الرجل التقي الماسك على دينه في بلد الزندقة و البهرج المزيف، وعدهما بجمع أكبر مبلغ ممكن من وجوه الخير و من المراكز الإسلامية في الدول المجاورة.
و هنا بدأ المشوار الأصعب لإقناع عميد الجامعة للتخلي عن جسد الرجل المسلم. عميد الجامعة اليهودي الديانة الصهيوني الهوية (صموئيل شتاينر) يرفض بتاتا أن يقابل طلبة عاديين في السنة الأولى ، و بعد جهد جهيد حصلا على موعد بعد أسبوعين للمقابلة. و في غضون هذه المدة كان المال جاهزا في المركز الإسلامي.
و تقابلا مع الصهيوني النجس. كان ينظر لهما بازدراء، عربيان مسلمان محمدان = إرهابيان .. يا للكارثة! عرضا عليه الموضوع ، فجن جنونه ، و كاد أن يطردهما من المكتب. لكن الحكمة و الحنكة اللتان تمتعا بها جعلته يهدأ من غضبه و يستمع لهما بروية. أما عن الجثة فنحن مستعدان لدفع مبلغ يكفي الجامعة لشراء ثلاث جثث بديلة، و أما عن ( البخشيش) فلا حرج فلك نصيب الأسد منه! فكر لدقائق معدودة و أخيرا وافق النجس على بيع أجسام الطاهرين فيا للعجب! عتبي على زمن يروي الكلاب و يضمي الضراغما .
مبلغ كبير يدفع و جثة لمقابر المسلمين تزف. في موكب شمل الكثيرين ممن تبرعوا و ساندوا في سبيل استرجاع الجسد الكريم. يرتاح بال المحمدين و يواصلان، درب الهمة و الدراسة. هما الآن يحضران لامتحان التشريح فلا تبخلوا عليهم بالدعاء!
و السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته.
قصة حقيقية أبطالها يشكرونكم لقراءتها ...
صاغها لكم لتأنسوا ...قيصر الاحرار</font>