ناصر الخالدي
23-02-06 ||, 11:12 PM
يا جدتي أين أنتي ؟ ولماذا رحلتي ؟
انطفأت أنوار المساء وبكى الليل لفقدكِ يا جدتي وأسرعت جيوش الحزن تقتحم زوايا نفسي وأسرعت أنا مثلها أبحث عنكِ قالوا أنكِ قد متي في الطريق الى المستفى وبحثت حتى وجدتكِ في غرفة صغيرة لم أجد منكِ إلا قطعة خام قالوا أنكِ بداخلها هذا ما جعلني أبكي يا جدتي فلماذا رحلتي فجأة ؟
صعبٌ أن انسى يا جدتي فالبيت يبدوء حزين والوجوه كلها حزينة يا جدتي لقد انتظرت حتى الفجر وكان ظني أنكِ متعبة ومع آذان الفجر ستقومين لكنهم صدقوا فيما قالوا وكذبت أنا بظنوني ........وهكذا اختنقت مشاعري وتفطرت عواطفي وانكسرت عزيمتي وبدأت أول مراحل اليتم في هذه الحياة............
تنفسح الصبح واجتمع الناس في المقبرة وأنا من بينهم انظر كالمذهول انتظر متى تأتي سيارة الأسعاف وكان بداخلي ألم وحزن دفين وقصيدة باحشائي تصرخ تناديكِ واقترب الوادع وإذا صوت من ينادينا أنها اللحظة الأخيرة ودخلنا الى حيث أنتي بعد أن غسلوكِ وأنتي طاهرةً وقبلكِ الجميع وكنت أنا آخرهم قبلتكِ قبلتان الأولى وفا والثانية حزن وبعدها خرجنا ثم عدنا وحملناكِ على أكتافنا ومشينا بكِ عذرًا فقد مشينا بكِ الى القبر وقبل الوصول قد وضعناكِ وصلى عليكِ المسلمينَ وانتهت الصلاة وسار نعشكِ أمامي وبدأت تسيل مدامعي يا جدتي لماذا أنتي على أكتاف الرجال ؟ لماذا يحملوكِ ؟
يا جدتي رأيتكِ على أكتافهم فتمنيت لو أنهم حملوني واقتربنا من القبر ثم فيه قد وضعوكِ وتخيلي يا جدتي يوم اسدلوا الترب عليكَ وغاب وجهكِ وصار فوق شخصكِ الطينَ ......
يا جدتي من سيفقدني بعدكِ ومن يهتم بامري ومن يكون مثلكِ........
هل تذكرين يوم اخبرتيني بأنكِ تشعرين بحرارة الجسم ؟
يا جدتي موعد الطبيب قد اقترب وحبوب المساء وباقي الأدوية
يا جدتي داركِ كيف بعد اليوم ادخلها والبيت قد أنطفأت انواره
أما أبي فأنه مذهول من عظم المصيبة والدموع قد عانقت عيناه والحزن قد تمكن منه فلم يعد ذلك الرجل الذي تعلمينه فالديا يا جدتي كسرت ظهورنا فيكِ ....... وأما عمي فقد بانت على وجهه غيمة من ألم وكم حاول مغالبة الحزن لكنه لم يستطع وكم خر من شدة البكاء وكم تساقطت لنا فيكِ أدمع.
ثلاثة أيام هي مدة العزاء من بعدها عدنا الى البيت حيث عماتي وامي وبقية الأهل ودخلت وإذا البكاء والعويل من حولي قد أجج النار في نفسي وبكيت كأني طفل أضاع الدرب وأيقن أنه لا أمل في العوده........
سأنام دون صوتكِ وأقومدون وجهكِ سأخرج دون أدعيتكِ فكم صادفتكِ عند الباب وقد ودعتيني بعبارة جميلة......
يا جدتي صعبٌ أن أنساكِ والأصعب من هذا أن أعيش بغيركِ وصعبٌ أن اصدق أنكِ متي وأنتي لا زلتي تعيشين في قلبي ......
يا جدتي لا أدري فأنا اشعر باللوعة واشعر بأن قلمي مشلول فكل ما كتبته لا يدل على أني قد سكبت ما بداخلي يا جدتي أصابتني الدنيا .........
ماذا أقول وما ذا يفيد قولي
انكسر العطر فمن يلملم بقايا العطر وتساقطت أوراق الشجر فمن يعود الحياة الى الورق وغابت الشمس ولن يسقط بعد اليوم مطر ولا رشتاء مثل الذي مضى ولا غيوم ولا قوس قزح........
ماتت جدتي وهذا يعني أنها ستغيب عني طويلاً فكيف يا جدتي يالغالية اعيش بغيركِ كيف كيف كيف.....
كنت أخذ منكِ عالجي وكنت أعشق الحديث معكِ أنتي ممتعة يا جده أنتي غالية عندي ......
جده جده جده ولم تجيبي ومشيت خلف نعشكِ وأنا أناديكِ ........
النهاية يا جده موت مفاجأ لكِ ولقلمي فكيف يكتب بعد اليوم والحبر قد توقف نبضه..........
أيتها الغالية سأنتظر وكلي أمل أن آراكِ في منامي وهذه أبسط أمنياتي........
هذيان.......
قد كان لي في الدنيا أملٌ أما بعد أن ماتت جدتي فأملي هو........ وكنت اعيش للغد وقد اصبحت لا اعرف لذة للعيش.......
من يعطيني صبرًا وأعطيه ما تبقى لي من عمري .........
لا ادري ماذا اقول فالكلمة من وجع المصيبة..........
في سطور
كنت في سباتٍ عميق فإذا بهاتفي يرن المتصل ابن عمتي
الووووووووو
نعم
ما دريت
شنو شنو
جدتي ماتت
وبعدها ذهبت الى المستشفى الى جميع الأقسام ابحث عن غاليتي التي عشت معها الى النهاية لم اجدها فالثلاجة فعرفت انها في الغرفة التي تجانب الإنعاش وعند رأسها انتظرت وكان الصمت نتيجة الإنتظار .......
جدتي ماتت
توقفت الحياة والحياة لا تتوقف إلا لموت الأعزاء الذين يملكون محبة الآخرين.......
اليوم هو رابع يوم من وفاة جدتي وستمر أعوام وأنا حزين.....
انتهت الرحلة والنهاية صعبة بما تحمله من فاجعة لا تطاق.........
الساعة التاسعة مساء كانت جدتي تضحك مع بناتها وفجأة توقفت عن الحديث وسقطت وماتت في الطريق وبموتها مات الأمل وانتصف الطريق نصف قد انتهى ونصف لم يزل في الطرق.......
يا جدتي سأكتب فيكِ نفسي وسأكتب بنفسي ماضيكِ سأعلم الناس أني ورثت كل اشيائي منكِ وسأرسم وجهــًا كوجهكِ وسأشعل النار حتى أحرق صمتي سأبدد الحزن فيكِ..........
( سأعود ولكن بعد أن استوعب ما قد فعلته الدنيا بمثلي وعندما اعود ستكون العودة مقدمة الرحيل )
ملاحظة
غبت عن الواحة ثلاثة أيام ولم يفتقدني أحد ربما كل أحرفي التي ألقيتها كانت عقيمة وربما لن يفقدني إلا الحزن وربما فقدني الصمت فآثر الكلام .
حقيقة
أنا أنا ولن أكون إلا أنا
انطفأت أنوار المساء وبكى الليل لفقدكِ يا جدتي وأسرعت جيوش الحزن تقتحم زوايا نفسي وأسرعت أنا مثلها أبحث عنكِ قالوا أنكِ قد متي في الطريق الى المستفى وبحثت حتى وجدتكِ في غرفة صغيرة لم أجد منكِ إلا قطعة خام قالوا أنكِ بداخلها هذا ما جعلني أبكي يا جدتي فلماذا رحلتي فجأة ؟
صعبٌ أن انسى يا جدتي فالبيت يبدوء حزين والوجوه كلها حزينة يا جدتي لقد انتظرت حتى الفجر وكان ظني أنكِ متعبة ومع آذان الفجر ستقومين لكنهم صدقوا فيما قالوا وكذبت أنا بظنوني ........وهكذا اختنقت مشاعري وتفطرت عواطفي وانكسرت عزيمتي وبدأت أول مراحل اليتم في هذه الحياة............
تنفسح الصبح واجتمع الناس في المقبرة وأنا من بينهم انظر كالمذهول انتظر متى تأتي سيارة الأسعاف وكان بداخلي ألم وحزن دفين وقصيدة باحشائي تصرخ تناديكِ واقترب الوادع وإذا صوت من ينادينا أنها اللحظة الأخيرة ودخلنا الى حيث أنتي بعد أن غسلوكِ وأنتي طاهرةً وقبلكِ الجميع وكنت أنا آخرهم قبلتكِ قبلتان الأولى وفا والثانية حزن وبعدها خرجنا ثم عدنا وحملناكِ على أكتافنا ومشينا بكِ عذرًا فقد مشينا بكِ الى القبر وقبل الوصول قد وضعناكِ وصلى عليكِ المسلمينَ وانتهت الصلاة وسار نعشكِ أمامي وبدأت تسيل مدامعي يا جدتي لماذا أنتي على أكتاف الرجال ؟ لماذا يحملوكِ ؟
يا جدتي رأيتكِ على أكتافهم فتمنيت لو أنهم حملوني واقتربنا من القبر ثم فيه قد وضعوكِ وتخيلي يا جدتي يوم اسدلوا الترب عليكَ وغاب وجهكِ وصار فوق شخصكِ الطينَ ......
يا جدتي من سيفقدني بعدكِ ومن يهتم بامري ومن يكون مثلكِ........
هل تذكرين يوم اخبرتيني بأنكِ تشعرين بحرارة الجسم ؟
يا جدتي موعد الطبيب قد اقترب وحبوب المساء وباقي الأدوية
يا جدتي داركِ كيف بعد اليوم ادخلها والبيت قد أنطفأت انواره
أما أبي فأنه مذهول من عظم المصيبة والدموع قد عانقت عيناه والحزن قد تمكن منه فلم يعد ذلك الرجل الذي تعلمينه فالديا يا جدتي كسرت ظهورنا فيكِ ....... وأما عمي فقد بانت على وجهه غيمة من ألم وكم حاول مغالبة الحزن لكنه لم يستطع وكم خر من شدة البكاء وكم تساقطت لنا فيكِ أدمع.
ثلاثة أيام هي مدة العزاء من بعدها عدنا الى البيت حيث عماتي وامي وبقية الأهل ودخلت وإذا البكاء والعويل من حولي قد أجج النار في نفسي وبكيت كأني طفل أضاع الدرب وأيقن أنه لا أمل في العوده........
سأنام دون صوتكِ وأقومدون وجهكِ سأخرج دون أدعيتكِ فكم صادفتكِ عند الباب وقد ودعتيني بعبارة جميلة......
يا جدتي صعبٌ أن أنساكِ والأصعب من هذا أن أعيش بغيركِ وصعبٌ أن اصدق أنكِ متي وأنتي لا زلتي تعيشين في قلبي ......
يا جدتي لا أدري فأنا اشعر باللوعة واشعر بأن قلمي مشلول فكل ما كتبته لا يدل على أني قد سكبت ما بداخلي يا جدتي أصابتني الدنيا .........
ماذا أقول وما ذا يفيد قولي
انكسر العطر فمن يلملم بقايا العطر وتساقطت أوراق الشجر فمن يعود الحياة الى الورق وغابت الشمس ولن يسقط بعد اليوم مطر ولا رشتاء مثل الذي مضى ولا غيوم ولا قوس قزح........
ماتت جدتي وهذا يعني أنها ستغيب عني طويلاً فكيف يا جدتي يالغالية اعيش بغيركِ كيف كيف كيف.....
كنت أخذ منكِ عالجي وكنت أعشق الحديث معكِ أنتي ممتعة يا جده أنتي غالية عندي ......
جده جده جده ولم تجيبي ومشيت خلف نعشكِ وأنا أناديكِ ........
النهاية يا جده موت مفاجأ لكِ ولقلمي فكيف يكتب بعد اليوم والحبر قد توقف نبضه..........
أيتها الغالية سأنتظر وكلي أمل أن آراكِ في منامي وهذه أبسط أمنياتي........
هذيان.......
قد كان لي في الدنيا أملٌ أما بعد أن ماتت جدتي فأملي هو........ وكنت اعيش للغد وقد اصبحت لا اعرف لذة للعيش.......
من يعطيني صبرًا وأعطيه ما تبقى لي من عمري .........
لا ادري ماذا اقول فالكلمة من وجع المصيبة..........
في سطور
كنت في سباتٍ عميق فإذا بهاتفي يرن المتصل ابن عمتي
الووووووووو
نعم
ما دريت
شنو شنو
جدتي ماتت
وبعدها ذهبت الى المستشفى الى جميع الأقسام ابحث عن غاليتي التي عشت معها الى النهاية لم اجدها فالثلاجة فعرفت انها في الغرفة التي تجانب الإنعاش وعند رأسها انتظرت وكان الصمت نتيجة الإنتظار .......
جدتي ماتت
توقفت الحياة والحياة لا تتوقف إلا لموت الأعزاء الذين يملكون محبة الآخرين.......
اليوم هو رابع يوم من وفاة جدتي وستمر أعوام وأنا حزين.....
انتهت الرحلة والنهاية صعبة بما تحمله من فاجعة لا تطاق.........
الساعة التاسعة مساء كانت جدتي تضحك مع بناتها وفجأة توقفت عن الحديث وسقطت وماتت في الطريق وبموتها مات الأمل وانتصف الطريق نصف قد انتهى ونصف لم يزل في الطرق.......
يا جدتي سأكتب فيكِ نفسي وسأكتب بنفسي ماضيكِ سأعلم الناس أني ورثت كل اشيائي منكِ وسأرسم وجهــًا كوجهكِ وسأشعل النار حتى أحرق صمتي سأبدد الحزن فيكِ..........
( سأعود ولكن بعد أن استوعب ما قد فعلته الدنيا بمثلي وعندما اعود ستكون العودة مقدمة الرحيل )
ملاحظة
غبت عن الواحة ثلاثة أيام ولم يفتقدني أحد ربما كل أحرفي التي ألقيتها كانت عقيمة وربما لن يفقدني إلا الحزن وربما فقدني الصمت فآثر الكلام .
حقيقة
أنا أنا ولن أكون إلا أنا