المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـن سـراديـب الـحـكـايـة



خنفروش
12-11-05 ||, 08:43 PM
من سراديب الحكاية ... يخرج البرد ... يطرد الدفء ... ويقلص المكان ...

يصرخ في الأحداث فتنهار الأركان ...

تخرج متجمدة ً الكلمات ... ترتجف ... خائرة القوى ... من طول السبات


***

نعم مرّوا من هنا ... ذات َ اغتراب

تفيض الأرض بنزفهم ... و يعبق الهواء بأنفاسهم ...

ظلالهم الزرقاء لم تبرح مكانها ...

و ما أنفك صدى قطرات من الماء يردد همسهم ....

الكهف مازال مكانه ... لم يغير هيئته و عنوانه ... باق ٍ على هدوءه و اطمئنانه ...

لم يقبض يديه عن الغرباء ... و ما ضاق بالدخلاء


***

كلما مررت ألتفت ... لعل للخرافة حقيقة ... لعل أحدهم يخرج رأسه ...

أعاود الوقوف ... أطيل النظر ... أمعن في الإنتظار ...

يجرفني شلال من الخواطر ... فأجدني أغرق أغيب في صخب المشاعر ...

ثم أستفيق ... مترنحا ً من نشوتي ... ثقيلة قدمي ...

متردد الخطى ... أيشعرون بي كما أشعر بنبضهم في صدري ...

انصرف وفي قلبي مثل السؤال ...

هل يشتاقون لإجتماعهم ... كما أشتاق لإستماعهم ...


***

أعلم لم اجتمعوا .. و لم انفضوا .. ولم رحلوا .. و متى رحلوا

و آخر ما قالوه قبل رحيلهم ...

و من الذي بكى فيهم ...

و من الذي دمعت عيناه ...

و الذي عاهد الجميع على الوفاء ...

و من الذي تمزق شوقا ً ...

و أعرف من كان حاضرا غائبا معهم ...


***

تسللت إلى كهفهم ... كما تسللوا إلى أعماقي ...

أتبع ترانيمهم ... أسمع همهمة كلامهم ...

أراهم في الفصل الأخير ..

أرى عددهم ..

ماذا يفعل هذا ... و ماذا يحمل ذاك ...

ماذا قالوا .. كيف استلقوا ..

و بماذا فكروا و شعروا ...

و أعرف طلاسم الألواح ...

***

هناك غير بعيد ٍ .. على صخرة بيضاء ... يتكئ ... أتراه أرّقه السؤال ... لمن تقرع الأجراس

يجلس و قد نحت خلف ظهره ... و مازال أهل العُـرْف يتساءلون ... أكان جنـّـا ً أو جنون ...

***

بثوبها القرمزي ... جلست هنا ... قربي ... كأنها تراني ... تحيك ثوب عرس المأساة كي تتناسل ..

وبيدها العاشرة تنقش على صخور الكهف تعويذة الغرابة ...

أخرى تقترب منها بخطى من نور ... تحمل كتاب الصُّـدَف ... بعض جهل بعض عرف ...

جلستا تقرآن الأزل و الأبد ... هنا رداء و هنا وتد ...

***

شاكيا ً فرط غربته لـ صاحبه ... يقعد هناك مقرفصا ً .. يبري قوسه ... و يهزج بأسطورة القرابين ...

و عناد المحبين ...

وهما قريبان من المدخل ... يلوّح الآخر بعصاه معلنا ً النهوض ... ما قاله الكهل الصبي !!

إجتمعوا على ينبوع مختلف المذاق

***

جلست بين لقاء الفراق ... و فراق اللقاء ... أدسّ نفسي بينهم ... انسل ُّ في الموقف ...

ليتني كنت معهم في حياة سابقة ...

بهتت ملامحهم ... اختفي بعض كلهم ... بقت أحرفهم ... بقي الألم ... (( أتدري ما الألم !! ))

***

وقفت على باب الكهف .. يتراءى لي الجميع ..

دخلوا من ذات الطريق ... و خرجوا إلى دروب شتى ...

وبقي الطريق و حيدا ً ... في فمه تقلص المكان ...

الونه
12-11-05 ||, 09:03 PM
بصراحه

ممتع

:inlove:

شوق القلوب
12-11-05 ||, 10:44 PM
من ذاك الكهـــف..

كان للحـــرف نــــور..

وللصرير ألم..

والهمس يحمــــل زفرة..

فيـــصرخ مولود.. ذا حكمــــه..

.
.
.

للكهف طقـــوس..

فلا يُــدخل مسجوني الخيال..

ولا يضم .. من يرسم على الرمـــال..

انما هو نحــت على القلوب قبل الصخــور..

عمل جاد.. لا تواني.. ولا هزال..

.
.
.

وبعد تلك الأيام..

سيبقى الكهف منيرا.. وان بردت الانفاس..

وغاب الأشخاص..

وطال الدهر..

على ذاك السبــــات..

.
.


.
.

المعذرة أستاذي..

بالفعل.. سحرتني..!

خنفروش
13-11-05 ||, 02:07 PM
الـونــه

الممتع وجودك امبينا

لا تحرمنا

انامل
13-11-05 ||, 06:57 PM
شي يسلب الالباب
اترى حكاية !!


فيها النهاية ترتجي الأسباب

أم انها.. كانت مراسيم البداية والعتاب..
!!


أم انهم حاكوا نسيج العمــــــــــر فيها حتى الشعر شاب!



في خاطري كم رهيب
في كل حرف سلسلة
تحكي أساطير عجاب

انت الحكاية سيدي
راوي
يقود بطولته من دون خيل او خطاب

فينا كهوف سيدي
صمت يجوف بكل صوت
موج يهدهد طفل بحرك
في ارتقاب
::


اهل الكهوف تسمروا
انفاسهم تسري ولكن ميته
لا يشعرون

لا يعرفون
لكـــــــــــــــــن
تئن بلا ملل
بل تنتحب
اتــــــــــــراه مات شعورهم
أم انهم
لا يشعرون
!!


هذا المكان.. هذي الخطاوي أمسهم
تلك المنازل موتهم

أنظـــــــــــــــــر هنالك قهقهوا
أترى هنالك في الورى

قبر صغيـــــــــــــر
بجواره حلم كبير


وأدته أيمان البشـــــــــــــــر
وتوارى عنهم في الثرى
::


بين الجبال يهيم انسان اسير

في جعبته
بعض الصور
بعض الرسائل والورود
قد ضمها قلب كسيــــــــــر

يمشى وهرول قبلة حب كبير
!

::


صخر الجبال..انظر تعال..فوق القمم اسراب خوف حلقت
وعيون حقد قد محت

كل المشاعر
كل المناظر تشتكي

من يدري كيف مصيرهم
لم يبقى الا عبيرهم
بين السطور
بين الحروف

سرا سيفصح بالحكاية
يوما أكيـــــــــــــد.. ليس بعيد

ابقى معي
لا تنوي عنا بالرحيل
ففراقهم
ما زال جرحا لا يسيل!

دعنا نرى فيك الحكايه

واجعلنا
قناديلا تضئ بها
سراديب الحكايا
::
::



::

خنفــــــــــــــروش

أعجابـــــــــــــــــي الجم بكل حرف في حكايتكم
استاذي
يشهد الله اعجبتني
بكل خباياها

دمت رائعا
مبدعا
ودام يراعك ينشر بين واحاتنا عبق الأسطــــــــر

مساء الروعه استاذنا

كل الــــــــــــــود
أنامـــــــــل

الجنيه
13-11-05 ||, 11:25 PM
مساؤك سكر

خنفروش ،،،

أثلجت صدري بما كتبت ,, قد تنتابنا نفس الأحاسيس المتضاربه في كثير من الأحيان
لكن يخوننا التعبير ...
أستاذي الفاضل كتبت فأبدعت ... دمت لنا مبدعاً
وفقك الله ...


سلامي الجناوي
(أكتشفت أنه ما يصير أقول تحياتي عشان جي غيرت *_* )

نبراس الليل
14-11-05 ||, 04:33 AM
حكاية الكهف العيش شظُف ..والنبض صرف والحلم عجف والفرش قشف..والوقت وقف. والماء نشف .وبقي الخزَفَ جمـالٌ تزحلف..كسيلٍ جرف..بالنقش عرف ..جمع شرف..بالشقاء وِصِفَ..ع اليوم اسفَ. طريقا عسف .. للأمس شغف..وهمت الجوف ..دمع نزف ..

.

.

.

.

.







خنفروش ..مااروعك يااخي فانت وحدك حكاية



تقبل تواجدي يااخي الكريم

تلميذ حرفك



طارق

حلم الطفوله
15-11-05 ||, 06:32 PM
ترى هل هي بداية الحكاية ؟
أم هي بداية النهاية ؟

سراديب حكايتك أدخلتني في دوامة الحياة .... تراءت لي صور من الفراق واللقاء
حياة وموت .... حب وكره .... أمل وألم ...حتما جميعها تناقضات ... ولكنها هي الحياة

أين هم الآن ؟ ماذا يفعلون ؟؟ أيتذكرون ؟ أم بالحياة غارقون؟

خنفروووووووش ...اعذرني فلم أحفظ من الكلمات ما أستطيع أن أرد به على سراديب حكايتك

ولكن تستوقفني كلمه ...أبدعت :laugh:

خنفروش
16-11-05 ||, 12:15 AM
شوق القلوب

الحضور الأكثر سحرا ً

شكرا لأنك ِ شوق القلوب

شكرا ً على الإضافة الجميلة
.
.
.

ذاك الزمان

مازال يعصف

بالكان

مازالت الإنفاس

تلك

يانعــه ْ

كالأقحوان

و البرد لم يقطع

تقاسيم الكمان

العزف باق ٍ

في القلوب

على الصدور

مثل الجمان

***
كانوا جماعـه

و َ

سَـرَوْا بليل ٍ

موحش ٍ تهاب

ظلمته سباعه

يدا ً بـيـد

قلبا ً بـقـلـب

و الصمت

يمكنك َِ استماعـه

قصدوا طريقا ً

شائقا ً

للكوكب الدّري

(( للكهف ))

في أقصى ارتفاعـه

أمطار
16-11-05 ||, 12:32 AM
خنفروش ،،
أبـــــدعـــــــــــــــت وربــــــي . . .!
:inlove:

استمتعت بالقراءة ،،
- - -
بقي مكانٌ واحد .. وجميعهم يعرفون الطريق إليه ،،
وقد يأتي يوم .. ويلتم شملهم . . .!
:fa41:

وقد تكون للحكاية .. تتمة لم تحن بعد!

- - -
.
.
كل الـــودّ. . .
دمعة العين

خنفروش
17-05-06 ||, 10:26 AM
الجنيه حلم الطفولة نبراس الليل
أمطار

شكرا لجميل تواجدكم
و كريم تواصلكم


أنامل حاولت أجاريج ما قدرت
كلماتج احتوت الكتابة و الكتاب
في بحركم العميق

ممتن أنا لكم

شكرا لكل من قرأ

سبيجة
06-10-06 ||, 03:22 PM
السلام عليكم





بين "باء" البداية

"هاء" النهاية


قضي العمر...أن يختزل اسمي "رمزاً" لبدء الحكاية...

قاب اشتعال الحياة انتحاب الرحيل

نصل الماء باليابسة بالأفق الذي لا يغيب..


لنور كهف..يهذي بمفارقات ذاكرتهم..

تفك طلاسم التاريخ :

نطرز في الصمت قافية

نغرد في البوح ففضة



والآن..

هنا دمعة... علقت بأهداب الجفون

تبقى على مر السنين....لتهمس عن سر دفين..

وتجول تبحث بيننا...فلربما تجد اليقين..



عند قارعة التكور.في كهفك البارد.....أنت وحيد


...لتعاقب الأقدار....أو أن تنتشلهم قبل ضياعهم...


تخليداً لذكرى ليالي الحنين...



كل ما كان ....كان..

وما كان بيني وبينك...-وإن لم نقترفه-يكون


من غياهب طيوفهم...

مشاغبة في حديث نصوصهم...



لنا فجرنا..على كهف دافء من جديد...



السموحه

الامير الحزين
08-10-06 ||, 01:45 PM
تحية

مبدع دائما اخي
وكلماتك ذات لحن مميز تطوق له الاحاسيس

خنفروش
25-10-06 ||, 10:58 PM
معلمتي سبيجة بنت امبيريج

بين " كاف " الكهف و الـ " فاء" تردد صدى الكـف و جنون الهـف

وبقي هناك من يهذي بطلاسم لا يدري أحد هل وقعت أم لم يحن وقت وقوعها


أسرابٌ هي أوَنـّـة ٌ هي أعهد هو أم دمعة نزلت لأعلى الجفن ضلت طريقها

لكل حكاية سرداب وربما سراديب يخرج البرد منها


سعيد ٌ أنا بتواجدكم و تواصلكم (( ما نستغني ))

غموض الامنيات
25-10-06 ||, 11:09 PM
خنفروش


هذه الحكاية كانني راينها ذات ليلة من نافذتي ..

لقد مروا من هنا .. وام اعرف انهم يريدون الرحيل ..

ولكنهم مروا من هنا .. وكانوا لااعرف ماذا كانوا ..

ولكنهم وصلوا الي كهفهم ذات ليلة .. فكانت الحكاية ..

شكرا لكلماتك .. واسفة لمدخلاتي الصغيرة ..

ولاهنت يالطيب ...

خنفروش
05-11-06 ||, 01:45 AM
غموض الأمنيات ... العفو أختي الكريمة ... لي الشرف بتواجدك في موضوعي

ذي أرضهم ذا كهفهم

تركوا به وجه الشحوب

نقشوا كلاما ً في القلوب ...

منه الحجارة قد تذوب

كتبوا غرابتهم بأحبار الغروب ...