بوسلطان
12-09-05 ||, 02:46 AM
ابدأ اولا بقول الله تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
الصلاة معراج المؤمن، ودليله النوراني، وسفينة السائرين من أصحاب الإيمان وطائرتهم، وأقرب المنازل والديار لعوالم وراء هذه الدنيا للسائرين الذين يبتغون الوصال؛ ويبتغون القرب، وآخر خيمة لهم، وأقرب الوسائل لبلوغ الغاية والمرام.
وفي الوقت نفسه نستطيع أن نطلق علي عبادة الصلاة ـ التي هي الاسم الآخر والعنوان الآخر للقرب من الله والتي تملك أعماقا مختلفة ـ اسم "الرباط" الذي يعني الاستغراق في فكر العبودية لله طوال العمر.
أما الوضوء فهو أول تنبيه في درب الصلاة، وأول تهيؤ لها. والأذان فدرب معنوي مهم. بالوضوء يتطهر الإنسان من الدنس البدني ومن السلبيات المعلومة وغير المعلومة، ويستمع الإنسان بالأذان إلي وجدانه. وعندما يصلي وحده الصلاة الأولي يحاول أن يجد الصوت الداخلي في أعماقه وأن يقتنصه، ثم ينتظر صلاة الجماعة لكي يحقق بالجماعة البدء بالحركة الكبرى.
إن هذه العبادة المباركة ذات الأبعاد الشاملة وذات الطابع المعراجي تقوم بنقل الإنسان إلي سماء اللانهاية لتصل به إلي عالم الملائكة. والإنسان يدع نفسه في لجة هذه العبادة خمس مرات في اليوم وكأنه يتطهر ويغتسل في جدول دافق.
وفي كل مرة ننغمر فيه في هذا الجدول نشعر بأننا تطهرنا أكثر. ثم ينقلنا هذا الجدول إلي بحر واسع ويتجول بنا بين نقطتي البداية والنهاية، وهذا يعني تمرينات لنقلنا إلي نقطة من عالم الآخرة والخلود هي خارج أبعادنا الاعتيادية.
وفي اللحظة التي يفيض ويحين وقت الآذان من خلال ضجة الحياة، أو من خلال الصمت المخيم عليها، ومن إشارات عقارب الساعة، ومن تغيير الشمس لموضعها، وزيادة الحركة والضجة حول الجامع، ومن سماع خرخشة مكبرات الصوت. بينما يحاول المؤذن تغيير صوته تهيؤا للأذان.
بعد كل هذه الإشارات حول قرب وقت الصلاة، تبدأ في الصدور أحاديث صامته، وسماع أصوات غير واضحة المعالم مثل هذيان المستيقظ توا من النوم، وسماع كلمات تتجاوز أبعادنا الجسمية، وكأن الإنسان بدأ يعيش حياة برزخ بين الدنيا والآخرة.
وتبدأ أحاسيس أخرى بالظهور نتيجة مناورات الفكر، ومحاولته البحث عن مجار وقنوات جديدة. ويدمدم الإنسان بأشياء لا تعد ولا تحصي. وهنا وبعد قليل وقبيل بدء العبادة المزمع لإقامتها تتوجه القلوب إلي نوع من التوثب والتركيز الروحي. وتحاول بمعاونة جميع الملكات الروحية و القابليات الوصول إلي حالة من التهيؤ والاستعداد المرجو.
يمكن أن يعد التوضؤ أول خطوة للتهيؤ لعالم العبادة، ثم يأتي التوجه نحو المسجد. أما الأذان فكأنه دعوة للدخول إلي الحرم ، وصوت لدني يساعدنا للوصول إلي تركيز معين في أعماقنا، وريشة عود تضرب علي أوتار أحاسيسنا. ومع أن آذاننا تعودت علي صوت الأذان الذي يتكرر كل يوم، إلا أنه يظهر أمامنا فجأة علي الدوام وكأنه قمر يرتفع من وراء التلال الموجودة بيننا وبين العوالم الأخرى. ويقصف كالرعد ليحول أنظارنا الدنيوية إلي السماء. وهنا يبدأ فاصل موسيقي إلهي كأنه صوت نافورة فوارة أو صوت شلال هادر. وما أن يبدأ هذا حتى ينهمر علي أرواحنا أعذب ألحان الدنيا.
نطرب بالآذان وكأننا نغتسل في جدول من الموسيقي، ونجد فيه سحرا آخر وطعما آخر ولطافة وسعادة أخرى. ويثير سماعه وحدس معانيه شعورا وكأننا نرتفع إلي الماء ضمن سلم حلزوني سحري، أو نتجول ببالون في الأعالي. وأما إن كان الآذان يؤدي علي أصوله وكصوت للوجدان. فما أرق دقائق الآذان وما أنورها عندما يتردد صدي هذا الآذان المحمدي في السماء ويتماوج!
وبعد أن يتم بالآذان التهيؤ المعنوي، وقبل الإبحار في بحار القرب من الله قبل صلاة الفريضة، تعد صلاة النافلة ، ثم إقامة الصلاة فترة استقبال لنسائم الرحمة الإلهية علي الأرواح. وتتم في أوتار ضمائرنا عملية تنظيم لمشاعرنا الإنسانية النابضة في قلوبنا.
ولا شك أن الصوت الحقيقي يبدأ بالسلوك المشترك والمشاعر المتوحدة للجماعة التي تقف تجاه القبلة وتصطف خلف الإمام وقد عقدوا أيديهم أمامهم تعبيرا عن التوقير والاحترام. يركعون ويسجدون للحق تعالي، ويظهرون أقصي آيات التعظيم له، ويقفون أمامه خاشعين، وعند السجود يستوي عندهم موضع أقدامهم مع موضع جباههم. وبنسبة إحساسنا بشعور الجماعة في قلوبنا نستطيع تذوق كل صور جمال عصور الأنبياء والإحساس بها.
العفو منكم على الاطاله, انما كنت اريد ان استفيد وأفيد غيري...............وجزاكم الله خيراً
مع تحيات: بوسلطان:fa42:
الصلاة معراج المؤمن، ودليله النوراني، وسفينة السائرين من أصحاب الإيمان وطائرتهم، وأقرب المنازل والديار لعوالم وراء هذه الدنيا للسائرين الذين يبتغون الوصال؛ ويبتغون القرب، وآخر خيمة لهم، وأقرب الوسائل لبلوغ الغاية والمرام.
وفي الوقت نفسه نستطيع أن نطلق علي عبادة الصلاة ـ التي هي الاسم الآخر والعنوان الآخر للقرب من الله والتي تملك أعماقا مختلفة ـ اسم "الرباط" الذي يعني الاستغراق في فكر العبودية لله طوال العمر.
أما الوضوء فهو أول تنبيه في درب الصلاة، وأول تهيؤ لها. والأذان فدرب معنوي مهم. بالوضوء يتطهر الإنسان من الدنس البدني ومن السلبيات المعلومة وغير المعلومة، ويستمع الإنسان بالأذان إلي وجدانه. وعندما يصلي وحده الصلاة الأولي يحاول أن يجد الصوت الداخلي في أعماقه وأن يقتنصه، ثم ينتظر صلاة الجماعة لكي يحقق بالجماعة البدء بالحركة الكبرى.
إن هذه العبادة المباركة ذات الأبعاد الشاملة وذات الطابع المعراجي تقوم بنقل الإنسان إلي سماء اللانهاية لتصل به إلي عالم الملائكة. والإنسان يدع نفسه في لجة هذه العبادة خمس مرات في اليوم وكأنه يتطهر ويغتسل في جدول دافق.
وفي كل مرة ننغمر فيه في هذا الجدول نشعر بأننا تطهرنا أكثر. ثم ينقلنا هذا الجدول إلي بحر واسع ويتجول بنا بين نقطتي البداية والنهاية، وهذا يعني تمرينات لنقلنا إلي نقطة من عالم الآخرة والخلود هي خارج أبعادنا الاعتيادية.
وفي اللحظة التي يفيض ويحين وقت الآذان من خلال ضجة الحياة، أو من خلال الصمت المخيم عليها، ومن إشارات عقارب الساعة، ومن تغيير الشمس لموضعها، وزيادة الحركة والضجة حول الجامع، ومن سماع خرخشة مكبرات الصوت. بينما يحاول المؤذن تغيير صوته تهيؤا للأذان.
بعد كل هذه الإشارات حول قرب وقت الصلاة، تبدأ في الصدور أحاديث صامته، وسماع أصوات غير واضحة المعالم مثل هذيان المستيقظ توا من النوم، وسماع كلمات تتجاوز أبعادنا الجسمية، وكأن الإنسان بدأ يعيش حياة برزخ بين الدنيا والآخرة.
وتبدأ أحاسيس أخرى بالظهور نتيجة مناورات الفكر، ومحاولته البحث عن مجار وقنوات جديدة. ويدمدم الإنسان بأشياء لا تعد ولا تحصي. وهنا وبعد قليل وقبيل بدء العبادة المزمع لإقامتها تتوجه القلوب إلي نوع من التوثب والتركيز الروحي. وتحاول بمعاونة جميع الملكات الروحية و القابليات الوصول إلي حالة من التهيؤ والاستعداد المرجو.
يمكن أن يعد التوضؤ أول خطوة للتهيؤ لعالم العبادة، ثم يأتي التوجه نحو المسجد. أما الأذان فكأنه دعوة للدخول إلي الحرم ، وصوت لدني يساعدنا للوصول إلي تركيز معين في أعماقنا، وريشة عود تضرب علي أوتار أحاسيسنا. ومع أن آذاننا تعودت علي صوت الأذان الذي يتكرر كل يوم، إلا أنه يظهر أمامنا فجأة علي الدوام وكأنه قمر يرتفع من وراء التلال الموجودة بيننا وبين العوالم الأخرى. ويقصف كالرعد ليحول أنظارنا الدنيوية إلي السماء. وهنا يبدأ فاصل موسيقي إلهي كأنه صوت نافورة فوارة أو صوت شلال هادر. وما أن يبدأ هذا حتى ينهمر علي أرواحنا أعذب ألحان الدنيا.
نطرب بالآذان وكأننا نغتسل في جدول من الموسيقي، ونجد فيه سحرا آخر وطعما آخر ولطافة وسعادة أخرى. ويثير سماعه وحدس معانيه شعورا وكأننا نرتفع إلي الماء ضمن سلم حلزوني سحري، أو نتجول ببالون في الأعالي. وأما إن كان الآذان يؤدي علي أصوله وكصوت للوجدان. فما أرق دقائق الآذان وما أنورها عندما يتردد صدي هذا الآذان المحمدي في السماء ويتماوج!
وبعد أن يتم بالآذان التهيؤ المعنوي، وقبل الإبحار في بحار القرب من الله قبل صلاة الفريضة، تعد صلاة النافلة ، ثم إقامة الصلاة فترة استقبال لنسائم الرحمة الإلهية علي الأرواح. وتتم في أوتار ضمائرنا عملية تنظيم لمشاعرنا الإنسانية النابضة في قلوبنا.
ولا شك أن الصوت الحقيقي يبدأ بالسلوك المشترك والمشاعر المتوحدة للجماعة التي تقف تجاه القبلة وتصطف خلف الإمام وقد عقدوا أيديهم أمامهم تعبيرا عن التوقير والاحترام. يركعون ويسجدون للحق تعالي، ويظهرون أقصي آيات التعظيم له، ويقفون أمامه خاشعين، وعند السجود يستوي عندهم موضع أقدامهم مع موضع جباههم. وبنسبة إحساسنا بشعور الجماعة في قلوبنا نستطيع تذوق كل صور جمال عصور الأنبياء والإحساس بها.
العفو منكم على الاطاله, انما كنت اريد ان استفيد وأفيد غيري...............وجزاكم الله خيراً
مع تحيات: بوسلطان:fa42: