عايش وهم
30-08-05 ||, 02:07 PM
السلام عليكم
" لا يخفى عنكم أن بوتقة العقل تضخمها الخبرة و تؤسس كينونته الحواس " و قد ينسى هذا العقل الذكريات إنما لا يزول منه تأثير تلك الذكريات
فقد ننسى أول موقف " حــب " لكن لا ننسى تأثيره
قد ننسى تفاصيل " ذكرى مؤلمة " و لكن لا ننسى حينها كيف كان شعورنا
( تزول الذكريات و لا يزول تأثيرها )
و الذي يثير الإنتباه في هذا العقل الآدمي أنه قد تزول منه ذاكرة ما كليا إلا أنه بمشهد معين لا يتعدى الثواني يعود و يسترجع كل تفاصيل موقف ما أو بسبب رائحة معينة أو صوت معين يسترجع ذكرى مر عليها أكثر من عشرون سنة أو ثلاثين عام .
و لكن ما يثير الإنتباه أكثر أنه ربما لا يسترجع المشهد أو لا تتحفز لديه الذاكرة بتاتا إنما يسترجع صاحب هذا العقل الشعور المصاحب للموقف الذي لا يتذكره فيقف في حيرة من أمره و بلا إداراك تراه منجذب لفتاة وافدة غريبة عن وطنه و محيطه في إحدى مراكز التسوق .
( هناك مشهد في مهد الطفولة )
أم تفوح منها أجمل الروائح ( دهن عود + مخمريه ) تحضن وليدها و " تهدهده " بترانيم و كلمات حانية تنسجم معها كل الحواس و تطمئن لها كل الخلجات .
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيرمس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيدرس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيغرس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيعرس
قد لا نتذكر الكلمات و لكن ما حيينا لا ننسى تلك " الهدهده " و لحنها و ترانيمها .
في هذه اللحظات تتشبع كل الحواس برائحة الحب والحنان و الدفىء و التي تصاحبها رائحة كل من (دهن العود + المخمريه)
و هناك في السوق عندما حملتني قدماي و كبرت كذا عام لا أستطيع تمييز أمي عن باقي النساء فكلهن يرتدين ذات العباءة السوداء و كل شيء مستور من الوجه حتى أخمص القدمين فأراني أمسك بأقرب عباءة إذا ما ضعت في السوق ( و لكن تتميز أمي برائحة معينة ) فأنتقل على الفور لعباءة أخرى و أتشبث بها علها تكون هذه الأخرى أمي حتى أسمع صوت مألوف ينادي (تعال حسبي الله على بليسك) فأهرع لها و أضم رأسي في عبائتها السوداء و كأني أريد أن أتأكد من الرائحة ..
و بعد الشعور بالضياع و الخوف الذي إنتابني ساعتها .. تكون الرائحة العبقة (المعتقه) المنبعثة من أمي بمثابة المسكن و لديها ذات مفعول المهديء السريع .
و في ذلك المحل ترى طفلا يختبيء في عباءة أمه خوفا منك ربما أو من هذا (السوق) هذا العالم الغريب بالنسبة للطفل و قد تستغرب تصرفه و تبحث عن سبب خوفه و لكن لو تعلم ماذا تعني له هذه العباءة و رائحتها لعذرته .
فهي : التي تشعره بالسكينة إن جزع
بها الأمان إن خاف
كهفه الذي يقيه برد المكان
يستمد منها قوته إذا ضعف
ها هو كبير بتصرفاته صغير جدا بسنه في أول صباح لعيد جديد يقف أمام أمه تهندمه و تطيبه بعطور العيد و أتت اللحظة ( تعال ابويه بحطلك دهن عود ) ها هي تطيب له عنقه و مسحت على أرنبة أنفة بقليل من "دهن العود" أيضا كما أنها طيبت نفسها بدهن العود أمامه و حين أتى دور "المخمريه" تطيبت بها دونه (اميه اميه ابا من هذا بعد) (لا ابويه عيييييب هذا بس للحريم..)
" ثبت بالذاكرة أن المخمرية لأمي فقط و زالت التفاصيل "
:: هـــاي شِـنُو قاعِــد يـبـاوِع ::
فعندما مرت بجانبه لم يدقق البتة في محياها إنما كان ذلك الوجه مألوف و هيئة الجسد جدا مألوفة كل شي بها كان مألوف و كأنه يعرفها منذ أمد بعيد أو كان على علاقة بها ( هذا اللي يسمونه حب من اول نظره !!؟؟) أم أن بها سحر يأخذ الألباب .. لقد سمع عن جمال جاذبية الأنثى دون أن ندخل في تفاصيل الشكل و الهيئة أوَ يُعقل أن يكون هذا هوالأمر ؟
:: يا بابا "إنتبه" أنا شو يالس أكتب من الصبح ؟؟ ::
إنجذاب .. رقم .. هاتف يرن .. تعارف .. غرام
- ياخوك مب رايم أفج عنها
- بن عمك تحمل تراهن يسون سوى
- ياخي زوجتي مب مقصره
- شو عايبنك فيها
- ياخي خسفه و تلوع بالجبد
عندما مرت بقربه في تلك اللحظة لم يكن لهيئتها مآخذ جنسية تغري و لم يكن لطلتها بهاء يسحر و ليست قادرة من الأساس على إغواء هكذا شخص إنما لأنها وصلت لشيفرة الشاب الإمارتي فاستطاعت بحيلة و ذكاء أن تأسر إنجذاب هذا الشاب و الأصعب أنه متزوج و تضعه في كمين "عادات محيطه" فمن الطبيعي أن يعدها من محيطه و لو كانت غريبه فما صاحبنا هنا سوى غير مدرك و في لحظة لا وعي يحضره من الماضي شعور غريب رائحة (دهن عود + مخلط مخمريه) تعطيه الدفىء مصحوبة بعباءة تتصف بالحشمة تشعره بالأمان (فطيف الأم في هذه اللحظة يحوم) و لا أستبعد أن أنغام الهدهدة أيضا تداعب أذنه في ذات اللحظة .. كل ذلك حدث في أجزاء من الثواني و ليته يعلم أن هذه الغريبة فكت شيفرة " تــكــويــن " نما و إنتشى بعبق الأم و عبق الماضي و عادات المحيط .
ها هي فتاة محيطي تجري خلف الموضة و آخر صيحاتها من عطور فرنسية و ملابس أوربية الهوية و ها هي الوافدة (طبعا لأن هدفها طالح) تعلم عن سري الدفين فلمن تراني سأنجذب ..
هذه حواسي التي أسست كينونة عقلي تضعني بين حدود المحضور .. عطور تجوب أجواء مراكز التسوق .. تذهب هي و يبقى عطرها .. إن لم يلفتني شكلها جذبتني رائحتها ..
" يا ريحت أمي " كنت أود أن أشتم رائحتك في فتاة بلادي
و ليت الفتيات يتقين الله في عطورهن التي " تُشم عن بعد "
(كي لا نقع في سوء الفهم : البعض و ليس الكل)
أترككم مع مهد الطفولة
أخوكم عايش وهم
" لا يخفى عنكم أن بوتقة العقل تضخمها الخبرة و تؤسس كينونته الحواس " و قد ينسى هذا العقل الذكريات إنما لا يزول منه تأثير تلك الذكريات
فقد ننسى أول موقف " حــب " لكن لا ننسى تأثيره
قد ننسى تفاصيل " ذكرى مؤلمة " و لكن لا ننسى حينها كيف كان شعورنا
( تزول الذكريات و لا يزول تأثيرها )
و الذي يثير الإنتباه في هذا العقل الآدمي أنه قد تزول منه ذاكرة ما كليا إلا أنه بمشهد معين لا يتعدى الثواني يعود و يسترجع كل تفاصيل موقف ما أو بسبب رائحة معينة أو صوت معين يسترجع ذكرى مر عليها أكثر من عشرون سنة أو ثلاثين عام .
و لكن ما يثير الإنتباه أكثر أنه ربما لا يسترجع المشهد أو لا تتحفز لديه الذاكرة بتاتا إنما يسترجع صاحب هذا العقل الشعور المصاحب للموقف الذي لا يتذكره فيقف في حيرة من أمره و بلا إداراك تراه منجذب لفتاة وافدة غريبة عن وطنه و محيطه في إحدى مراكز التسوق .
( هناك مشهد في مهد الطفولة )
أم تفوح منها أجمل الروائح ( دهن عود + مخمريه ) تحضن وليدها و " تهدهده " بترانيم و كلمات حانية تنسجم معها كل الحواس و تطمئن لها كل الخلجات .
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيرمس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيدرس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيغرس
خلوا ولدي ينام ... وليدي باجر بيعرس
قد لا نتذكر الكلمات و لكن ما حيينا لا ننسى تلك " الهدهده " و لحنها و ترانيمها .
في هذه اللحظات تتشبع كل الحواس برائحة الحب والحنان و الدفىء و التي تصاحبها رائحة كل من (دهن العود + المخمريه)
و هناك في السوق عندما حملتني قدماي و كبرت كذا عام لا أستطيع تمييز أمي عن باقي النساء فكلهن يرتدين ذات العباءة السوداء و كل شيء مستور من الوجه حتى أخمص القدمين فأراني أمسك بأقرب عباءة إذا ما ضعت في السوق ( و لكن تتميز أمي برائحة معينة ) فأنتقل على الفور لعباءة أخرى و أتشبث بها علها تكون هذه الأخرى أمي حتى أسمع صوت مألوف ينادي (تعال حسبي الله على بليسك) فأهرع لها و أضم رأسي في عبائتها السوداء و كأني أريد أن أتأكد من الرائحة ..
و بعد الشعور بالضياع و الخوف الذي إنتابني ساعتها .. تكون الرائحة العبقة (المعتقه) المنبعثة من أمي بمثابة المسكن و لديها ذات مفعول المهديء السريع .
و في ذلك المحل ترى طفلا يختبيء في عباءة أمه خوفا منك ربما أو من هذا (السوق) هذا العالم الغريب بالنسبة للطفل و قد تستغرب تصرفه و تبحث عن سبب خوفه و لكن لو تعلم ماذا تعني له هذه العباءة و رائحتها لعذرته .
فهي : التي تشعره بالسكينة إن جزع
بها الأمان إن خاف
كهفه الذي يقيه برد المكان
يستمد منها قوته إذا ضعف
ها هو كبير بتصرفاته صغير جدا بسنه في أول صباح لعيد جديد يقف أمام أمه تهندمه و تطيبه بعطور العيد و أتت اللحظة ( تعال ابويه بحطلك دهن عود ) ها هي تطيب له عنقه و مسحت على أرنبة أنفة بقليل من "دهن العود" أيضا كما أنها طيبت نفسها بدهن العود أمامه و حين أتى دور "المخمريه" تطيبت بها دونه (اميه اميه ابا من هذا بعد) (لا ابويه عيييييب هذا بس للحريم..)
" ثبت بالذاكرة أن المخمرية لأمي فقط و زالت التفاصيل "
:: هـــاي شِـنُو قاعِــد يـبـاوِع ::
فعندما مرت بجانبه لم يدقق البتة في محياها إنما كان ذلك الوجه مألوف و هيئة الجسد جدا مألوفة كل شي بها كان مألوف و كأنه يعرفها منذ أمد بعيد أو كان على علاقة بها ( هذا اللي يسمونه حب من اول نظره !!؟؟) أم أن بها سحر يأخذ الألباب .. لقد سمع عن جمال جاذبية الأنثى دون أن ندخل في تفاصيل الشكل و الهيئة أوَ يُعقل أن يكون هذا هوالأمر ؟
:: يا بابا "إنتبه" أنا شو يالس أكتب من الصبح ؟؟ ::
إنجذاب .. رقم .. هاتف يرن .. تعارف .. غرام
- ياخوك مب رايم أفج عنها
- بن عمك تحمل تراهن يسون سوى
- ياخي زوجتي مب مقصره
- شو عايبنك فيها
- ياخي خسفه و تلوع بالجبد
عندما مرت بقربه في تلك اللحظة لم يكن لهيئتها مآخذ جنسية تغري و لم يكن لطلتها بهاء يسحر و ليست قادرة من الأساس على إغواء هكذا شخص إنما لأنها وصلت لشيفرة الشاب الإمارتي فاستطاعت بحيلة و ذكاء أن تأسر إنجذاب هذا الشاب و الأصعب أنه متزوج و تضعه في كمين "عادات محيطه" فمن الطبيعي أن يعدها من محيطه و لو كانت غريبه فما صاحبنا هنا سوى غير مدرك و في لحظة لا وعي يحضره من الماضي شعور غريب رائحة (دهن عود + مخلط مخمريه) تعطيه الدفىء مصحوبة بعباءة تتصف بالحشمة تشعره بالأمان (فطيف الأم في هذه اللحظة يحوم) و لا أستبعد أن أنغام الهدهدة أيضا تداعب أذنه في ذات اللحظة .. كل ذلك حدث في أجزاء من الثواني و ليته يعلم أن هذه الغريبة فكت شيفرة " تــكــويــن " نما و إنتشى بعبق الأم و عبق الماضي و عادات المحيط .
ها هي فتاة محيطي تجري خلف الموضة و آخر صيحاتها من عطور فرنسية و ملابس أوربية الهوية و ها هي الوافدة (طبعا لأن هدفها طالح) تعلم عن سري الدفين فلمن تراني سأنجذب ..
هذه حواسي التي أسست كينونة عقلي تضعني بين حدود المحضور .. عطور تجوب أجواء مراكز التسوق .. تذهب هي و يبقى عطرها .. إن لم يلفتني شكلها جذبتني رائحتها ..
" يا ريحت أمي " كنت أود أن أشتم رائحتك في فتاة بلادي
و ليت الفتيات يتقين الله في عطورهن التي " تُشم عن بعد "
(كي لا نقع في سوء الفهم : البعض و ليس الكل)
أترككم مع مهد الطفولة
أخوكم عايش وهم