المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : \/\/ هـــي و الـ ..... \/\/



العجيبة
23-05-05 ||, 12:55 PM
بسـم اللـه الرحمــن الرحيـــم

السـلام عليكم ورحمـة الله وبـركاته

ســأروي لكــم مـا حـدث لهـا ..!

..


المقــدمـة

..

هـي أخـتـي .. أو كمـا يقـال اعتبـرتهـا كـأختـي الكبيــرة ..

تعجبنــي ابتسامتها وضحكتها اللتـان لا تفـارقـا محياهـا دومــا

تعجبنـي نفسهــا الصافيـة وإخلاصهــا واجتهـادهــا لتقديـم الأفضـل

وأكثـر ما يعجبنـي هـو صبــرهـا وتغاضيها اللذان ألحظهمـا فيهــا

تصبـر علـى تفاهات البكــر فينـا وتتحمــل بابتسامة سخـافـات ودلع آخر العنقود

هــي .. جـاءت إلينـا منـذ فتـرة .. وكان مجيئها بطـلـب منـا واختيــارنـا لهـا

وكـان مجيئهــا أيضـا لكـي تؤمـن لنفسهـا الحيـاة الكـريمـة ولكـي تبقـى عزيزة نفـس

أي أن حضـورهـا بغيـة اكتســاب لقمــة عيشهـا من عـرق جبينهــا

خـاصـة وأنهـا تعيـش يتيمــة الأب وبأم وأخــت هـمــا من تهتــم لأجلهمـا

عـاشـت لدينـا فتـرة ليسـت بطـويلـة .. ولم يكـن لديهـا سـوى ذكـريـات عن أمهـا وأختهـا

تتذكرهمـا ليـل نهــار .. وعنـدما أجلس معهـا تحكـي لـي عـن أختهـا وعـن أمهـا وطفولتها

حتـى أنها تخبـرنـي عن مـدرستهـا ودراستها التي لم تتعـدى الابتدائية بسبب غلاء المصاريف الدراسية

هـذه هـي بـل وأكثــر ..

طفـوليـة رغـم أنهـا تعـدت مرحلـة الطفـولة

جـل تفكيـرها في عملهــا في بيتنـا وأسـرتهـا الصغيــرة ..

ماذا لـو كـان الجميــع ذو نفـس طيبــة .. مـرحـة .. عفــويــة

لو كانت النفس لا تعـرف طريـق الحقــد والكــره ..

لو كانت النفس تحـب النـاس ويحبـونهـا ..
لو تعيــش في نفس كـل انســان بـراءة الأطفال ؟

لـو .. لو .. لو .. وتبقــى أمنيــات

..

المشـهــد الأول

..

قبــل خمسـة أشهـر تقـريبـا .. انتقـلـت أختها هـي الأخـرى للعمـل في المملكة العربية السعـودية

لنفـس الأسبــاب الـتـي خرجـت هـي إليــها ..

إلــى هنــا ومـازلـت هـي كمـا عهدناها .. شعلة نشاط وكتلة عطـاء ..

ولكـــن ... !

وكمـا تعــودت هـي علـى الاتصـال للاطمئنـان على أمهـا وأختهـا بين حيـن وآخـر

فعلــت ذلـك قبـل اسبـوعيــن من اليـوم ..

لتنقلـب حيـاتهـا رأسـا علـى عقــب ..

ما الذي حدث فجأة وغيـر الموازيين ؟!!

اتصـلـت أولا بالرقم الذي يـوصلـهـا إلى أمهـا في بلــدهــا ..

تنتـظـر الأجابـة ..

ونتنظــر

وأيضــا ..

إلـى أن ينقطـع الخـط ..


لا مجيــب

تعيــد الكـرة في وقـت آخــر ..

وأيضـا .. لا مجيــب

تـوتـرت أعصــابهـا ..

فقــررت الاتصـال بأختها في السعـوديـة

كنـت أنـا من أتصـل لهـا .. فأعطتنـي الرقـم ..

لا تسمــع سـوى إشارات هاتفية من الاتصالات دلتها بأنه رقـم خاطـئ

حاولت مرة أخـرى وأخـرى .. ولكن بـلا فائــدة !

ذهبــت مهـووسـة تلـك الليـلـة وباتتهـا وهـي غـارقـة في التفكيـر العميـق والحـزن يكـاد يقتلهـا

فتشـت في أغـراضهـا علهـا تجـد شيئا يوصلها إلى أسـرتهـا .. هنـا وهنـاك ..

فـوجـدت رقمـا لخالهـا الكـائـن في منطقــة بعيـدة عن منطقـة والدتهــا .. لكنه هو الأمل الوحيــد

جاء اليـوم التـالـي .. ولـم تتــردد في الاتصــال ..

اتصـلت .. فإذا بالمجيــب هـي زوجـة خالــهـــا ..

وبعفــويتهـا الدائمــة .. ارتفــع صـوتهـا في الحديــث فـرحـا بوصـول الخـط ..

تكلمــت إليـهـا وأنـا أحـدق إليهـا محـاولـة لفهــم شـيء منهــا

كـانـت فـرحة .. ولكــن دقائـق هـي حتـى عـم الحـزن عليها مـرة أخـرى

فـزوجـة خالهـا تلــك لم تكـــن سـوى امــرأة حقـــودة ..منعتها من الحديــث مع خالهـا بحجـة أنه مشغـول

بـل أنهــا لم تخــبــرهـا بشـيء أو تطمئنــهـا على والدتهـا .. فطلبـت منهـا الاتصـال بعـد اسبــوع ..

كـــم يبكــي الطفـل لو تركتـه أمـه ساعـة أو نصـف ساعـة

وكــم يتألم المسـافـر المهـاجـر لفـراق وطنــه

وكم هـي الدمـوع التـي تنهمـر لمفارقـة من نحــب ..

كثـيــرة هي تلــك الأعــداد ..

ولكـــن أن نفارقهــم ولا نعلـم إن كانوا أحياء أو أموات

فهنــا لا يمكننــا أن نعلم مقــدار الألــم !
..

المشهـــد الثــانـــي

..

أسبـــوع عاشــتـــه ويبــدو لـي أنه أطـول الأسابـيــع في حيـاتهـا ..

تبكـــي الليـــالــي .. ولا مؤنــس لوحــدتهــا في ليلة طويلة سـوى كتـاب الله .. يزيـل همـومها

وكمــا يقــال دوام الحــال من المحــال .. فصاحبتنا تغيــرت .. ولم تعــد تهتــم بالتنظيـف جيــدا

بـل أنهـا أعلنت المظــاهــرات رفضــا لســقـي الـمزروعات بعـد أن غـادر المـزارع المنــزلــي ..

تغاضينــا عن تصــرفاتهـــا .. لعلمنــا بمـا حصــل لهــا ..

ومــر الأسبــوع لتتــصــل بخــالهــا ..

كـانــت واقفــة في بـاحـة المنــزل تتكلــم .. وصــوتها الهامـس عنــدنا يعلــو عندما تتكلــم بلغتهـا

تتكلــم بصــوت عالـي .. لم نستنكــر ذلــك .. ولكــن بدا الصـوت يعلـو ويصبـح صـراخـا عاليــا

وبعــدها انفجــار بالبكـــاء .. والمكالمة لازالــت

هرعــت لأرى ما الحاصــل .. راقبتهـــا إلـى أن انتهــت بطــاقـة الرصيــد وانقطــع الخــط

زاد بكـــاؤهــا .. وانهمــرت دمــوعهــا بغــزارة .. لم أعتــد أن أراها هكــذا

وجـدت نفسـي أمـامهـا أحـاول أن أواسيــهــا .. كـانـت تهـذي بكلمــات لم أفهــمهــا

استعـنـت بـوالدتــي ومنهــا عــرفــت أن زوجــة خالهــا كانت تـزجـرها وتنهـرهــا

وتطلــب منهــا عـدم الاتصــال .. بل الاهتمــام بعملهــا فقــط ..

لأنه اذا حدث أو لم يحـدث شـيء بوالدتها فإن معـرفتهـا هـي لا تقـدم ولا تـؤخــر شيئــا

اعتقــدت أنا بأن هذا الشــيء صحيــح .. ولكــن بكــاؤهــا ازداد أكثـر وأكثــر ..

ألهـــذه الــدرجــة تصبـــح القســـوة في تلك المــرأة التــي تسمــى بزوجـة خالهـا ؟

ما الذي حــدث بالضبـــط .. وهل البكـــاء هـــو الحـــل ؟؟

البكـــاء .. البكـــاء .. ثــم البكـــاء

وهـل الغــربـــة تعلمنـــا البكـــاء ؟

ما الأفضــل في مثل حالات القســوة هذه .. البكـاء أم تصنــع الهـدوء ؟!
..

المشــهـــد الأخيــر

..

أخبــرت أبــي بمـا حـدث لهـا .. فقـال .. اتصــلوا بأختهـا في السعــوديـة

أخبــرته عن الرقــم بأنه خاطــئ ..

فطلب منــي الرقـــم ..

صفــريــن ستــه وتســعه تســعه .. هكــذا بدأت الرقــم

فكــانــت الصــدمــة .. عنــدمــا أخبــرنـي أبـي بأن فتــح الخـط هــذا خــاطـــــئ :fa56:

صفــــريـــن تســعـــة ســتـــة ســتـــة .. والاتصـــال جـــار

أعطيـــتهـــا .. وانفــرجــت أساريــرهــا فــرحـــا عنـــد سماعهــا لصـوت أختهــا

بــدت عــلامـــات الفـــرحــة واضحـــة عليـــهــــا

أخبــرتهــا أختهــا بـأن هاتــف الأم مقطــوع لا أكثــر .. وأمهـا بخــيـــر

لم تطـــل الحديــث مـع أختهــا .. وسمعــت منهــا في نهايــة حديثهــا " تشـــاووو "

هذه هي التي تستخدمهــا في لغتهــا .. وأيقنــت حينهــا أن الأمــور علـى ما يـرام

الغريــب أنهــا في ذلك اليــوم لم تكتفــي بسقـي المزروعات فحسب ..

بـل أنهـا نظـفـتها من الحشائش المتطفلة ورجـعـــت الابتســامة إليهـا أفضــل من السابق ..

ألهــذه الدرجـة يعــانــي الغــرباء عن أوطانهم وأهاليهــم ؟

أم أنهــم يبالغـــون في ذلـــك ؟

أم أننــي أعتقــد أنهــا مبالغـة لأننـي لم أجــرب الغــربـة ؟

الغــربــة .. الغـــربـــة .. لماذا يكتــب على البعــض أن يتألمــوا بسبب الغــربة ؟

وهــل الغــربــة ألم ؟ عــذاب ؟؟ فــراق ؟

هـل .. لماذا .. كيــف .. أيــن .... إلخ

وتبقــى مجـرد أسئلـة في خاطــري ...


اعــذرونــي على الإطــالــة

وعلــى تطفـلــي على هذه الواحــة .. :blush:

العجيبـــة

خنفروش
23-05-05 ||, 01:27 PM
الصراحه يالعجيبه \ انا كان في بالي اكتب \ شي عنوانه مثل \ حين يخدمنا الغريب و نذله \ احداث على لسانها بمشاعرها بخوفها و بحاجتها بغربتها و بثقافتها بطبعها و انسانيتها \ بضحكتها \ و ليش قالت انا انسان و غرقت في البكاء \ و ماشاء الله عليج و حواليج \ عيشتينا مشاعرها و نظرة الكاتب لها \ و منو بيتقن هالشي غير العجيبه \ تسلم الأيادي \ اعجز عن الثناء عليج و على الموضوع و الاسلوب \ و السموحه

الجديدة
23-05-05 ||, 05:11 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا أخت العجيبة على السرد الجميل لهذه القصة و كما رويتها فإنها
تعبر عن موهبتك في الكتابة و كيفية شرح الحالة التي يمر بها صاحب القصة
أن ما كتبته يحدث في كثير من البيوت و يوميا و قد يأدي حالة الحزن و الاحباط بالشخص إلى التفكير بعمل أي شيء يؤدي به لمعرفة أي معلومة عن الشخص الذي يريده
و كما سمعت و رأيت فإن بعض الخدم عندما تعجز عن الاتصال بأهلها فهي تفكر في عمل الكثير من الأمور للسفر مثل الاضراب عن الطعام أو عدم العمل و إلى آخر هذه الامور
أسعدتني أخت العجيبة بسردك الجميل و لك كل الشكر و المحبة
أختك الجديدة

عنود الريف
23-05-05 ||, 08:37 PM
عجيبه وتعجبنا والله ..
هلا الغاليه ..
حزنت لحالها... فانا لا اعرف ما المقصود بالغربه .. سوا انها السفر للخارج .. سواء للعمل او الدراسه ..
برايي بالنسبه لبطلة هذه القصه .. هو ان البطله قبل سفرها كانت متعلقه بامها واختها بدرجه كبيره ... لذلك عند فراقها لهم .. احست بفراغ العاطفة لديها وشوقها لذلك الحنان .. فلقد كانت تستمد الحنان من الهاتف حينما تتصل بوالدتها او اختها .. فحين انقطع هذا الحنان .. ازداد شوقها وخوفها عليهم .. فليس في هذه الدنيا من تحبه وتخاف عليه سوا هاتان المرأتان ..
حال البعض يصعب علينا .. ولكن احيانا من هم يعيش افضل من حالنا (( اقصد المدراء الاجانب في الدولة ))
لك تحياتي ..
والسموووحه

عند قراءتي لهذه العباره ... صفــــريـــن تســعـــة ســتـــة ســتـــة .. تذكرت اغنية راشد الماجد .. :fa46:

أحلى منصوري
23-05-05 ||, 09:03 PM
:fa47:

صدقوني برجع بعدين :blush:

..

الجنيه
23-05-05 ||, 09:47 PM
أختي العجيبه ...

بالفعل أجدت عزيزتي .. ماشاء الله عليج حولج وحواليج أسلوبج جداً رائع وعيشتينا في أحداث القصه بكل معنى ...
كثيراً ما أتأمل هذه الانسانه محاولة أكتشاف ما يختلج في خاطرها وكثيرا ما تتبادر الى ذهني صورة من تحب ومن فارقت من أجل لقمة العيش ،،،
ولكم يؤسفني أن أرى من يعاملها بسوء دون إكتراث لكونها بشر لها مشاعرها وأحاسيسها ....

العجيبه .. شاكره لك شعورك المرهف ...
بارك الله فيك


تحياتي الجناويه

العجيبة
24-05-05 ||, 11:52 AM
\/\/ خنفــروش \/\/

نحتــاج لمثـل مـوضـوعك ..
فالغـريـب حاجتنـا له صـارت ضـرورة
ومع ذلك معاملتنـا له .. :fa55:
تسـلم على المرور والاطـراء ..
شكـرا


\/\/ الجــديـــدة \/\/

الحـزن والاحبـاط يخلق في أنفسـهم حالة نفسيـه إذا تأزمـت
والبعـض قـد يسـيء معاملــة " الأربــاب " وأبنـاءه وقد يفعل ما يضـرهم
شكــرا لكِ على هذه الزيـارة الطيبـة


\/\/ عنـود الريــف \/\/

البعـض منـهـم :fa42: والبعـض الآخـر :fa55:
ولكــن تبقــى لهـم أحاسيــس .. فهم بشـر مثلـنــا
أشكــرك على زيارتك الرائعة


\/\/ المنصــوري \/\/

حيــاك الله في أي وقــت نحـن بانتظـارك ..


\/\/ الجنيـة \/\/

من الصعـب أن تفهمـيهـم ..
أفكـارهـم ليست هـي أفكـارنـا
ربمـا تعلمـوا .. وربمــا لا
التربيــة تختــلــف .. ففهمهم يبقـى صعبا
أشكـرك على الاطراء .. والزيـارة الجميــلــة


:cool:

البدواوي
24-05-05 ||, 02:13 PM
شكرا لطارحة الموضوع :laugh:

بالنسبة لهذي المواقف ، بدينا نصادفها من يات البشكارة اليديدة لأنها صغيرة وأول مرة تطلع من بيت اهلها ، وطبعا السبب معروف ......

أحيانا كشختها تغطي المكان بالكامل .... وأحيانا ، الله يستر لو تحصل جوتي أو حصاة يمكن تفلعني لما اطلب منها شي ( بس طبعا ما تقدر :fa56: ) والسبب اتصال واحد ...

بالنسبة للغربة ...

لأنا جربتها ... سافرت الهند أسبوعين أسوي عملية ... بس والله ف اليوم العاشر اني أصيح مثل الياهل :sad: مع أن اهلي يدقولي تقريبا يوميا .... بس صعبة والله .

شكرا مرة ثانية

العجيبة
25-05-05 ||, 07:36 PM
\/\/ البدواوي \/\/

السبب انها تبحث عن لقمة عيشها بالحلال
تريـد ان تعيش عزيزة نفس .. لا ذليلة متشردة
" كشختها تغطي المكـان " > هذيل الفلبينيات ..!

أسبــوعيــن وصعبــه .. شـو رايـك بالسنتيـــن ؟ أصعب وأصعـب والله

شكــرا على زيارتـك أخـوي ..