المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجتي من الجن



السنافي
12-09-04 ||, 07:15 AM
<font color='#810541'><p align=left>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; </p>
<h1 style="text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الاولى </h1>
<h1 align=left>
<hr>
</h1></font></span><font size=5>&nbsp;&nbsp;</font><font face="traditional arabic"><span lang=ar-sa> </span></font><font size=5><span lang=ar-sa>ذات مساء،وبالضبط مساء يوم احد؛ وبينما كنت أرنو الى الفضاء الذي تعانق مع <font color=#008000>نخلة</font> السجن، شدّني منظر <font color=#008000>النخلة</font> وابهتها وكبرياؤها الذي يعانق السماء، تأملتها بكلتا حدقتيّ، وفتحت المجال للتصورات والخيال ان يحل على شريط طويل سريع، يطبع في حجرات عيني الحلم القريب والافراج المنتظر وصور الاصدقاء والاهل. كل ذلك&nbsp; كان يمر في ومضات سريعة،&nbsp; وفي وقت زمني قصير لا يسمح ببقائه طويلا لأن الفكرة تركض وراء الفكرة،&nbsp; والصورة تطرد الصورة، فالخيال واسع وشريط الذاكرة سريع. وفجأة وبينما كنت اطلق لخيالي العنان... تجسدت بجانب <font color=#008000>النخلة</font> امام عينيّ <font color=#ff0000>فتاة</font> ...لم اصدق ما ارى، ففركت عينّي، ازداد جمالها في نظري...انها حقاً آية في الجمال يعجز قلم ابلغ الشعراء عن رسمها بالكلمات.. <font color=#ff0000>ذات رداء اخضر ربيعي، وزاد من جمالها، شلال شعرها الاسود المتموج&nbsp; الذي تدلى مسترسلا حتى تعدى الخاصرة</font>...اما الوجه فكان لوحةفي غاية الخلق والجمال ..سبحان الذي ابدعه وابدع رسم العينين في محجريهما...هزت ا<font color=#008000>لنخلة </font>بيديها، وراحت تمارس لعبة الدوران حول جذعها برشاقة الغزال...رفعت راسها لتلتقي عيناي بعينيها السوداوين الواسعتين ...رمقتني بنظراتها فانسابت سحرا خفق له قلبي بين الضلوع، وانفرجت شفتاها راسمة ابتسامة <font color=#ff0000>ملائكية</font> <img height=104 hspace=5 src="http://www.fosta.net/ghada/images2/nahel.jpg" width=80 align=left vspace=5 border=0>عذبة، دخلت قلبي فملكته، وتغلغلت في ثنايا دماغي،&nbsp; ففعلت به ما يفعل الخمر&nbsp; بعقل شاربه...ومرة اخرى وفي لمح البصر وقبل ان يرتد طرفي استدارت نحو <font color=#008000>النخلة</font> واختفت...</span></font>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>بقيت في مكاني انظر الى نفس المكان، متسمرا شارد الفكر ين</font></span><span lang=ar-sa><font size=5>تابني الذهول، وبقيت على حالي هذه&nbsp; حتى ارخى الليل سدوله وتعذرت الرؤيا وحجب الظلام <font color=#008000>النخلة</font>، ولم يعد في استطاعتي ان ارى شيئاً.</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>تحركت من مكاني، تحسست نفسي جيدا, فخلت انني انما كنت في حلم جميل .وحاولت ان اقنع&nbsp; نفسي ان ما حدث لا يتعدى الحلم والذي لم يعد له في حياتي وحتى في خيالي أي اثر او تأثير...الا انني احببت الجلوس بجانب النافذة، استمتع بالبحث عن<font color=#ff0000> فتاة&nbsp;</font> حلمي&nbsp; علها تظهر ثانية.وبين الحين والحين، كنت اسرق من الانتظار لحظات حنين للاهل والاصدقاء ...بقيت على حالي هذه ستة ايام، وفي اليوم السابع&nbsp; وعندما مالت الشمس نحو الغروب وفي نفس الموعد ون</font></span><span lang=ar-sa><font size=5>فس اللحظة ظهرت بجانب <font color=#008000>النخلة</font> ...نعم انها <font color=#ff0000>هي، ذات الرداء الاخضر</font>، ذاتها ، لكنها&nbsp; جلست هذه المرة&nbsp; في حضن الارض، بجانب <font color=#008000>النخلة</font>، وكانها زهرة الهية في معبد الجمال...تسارعت دقات قلبي. كنت لحظتها لا اسمع&nbsp;&nbsp; سوى صوت انفاسي المتعاقبة الساخنة، ضغطت باتجاه اسكات تلك الانفاس الحارقة، وما هي الا لحظة حتى<font color=#ff0000> رمقتني بنظرتها ال</font></font></span><font size=5><span lang=ar-sa><font color=#ff0000><img height=128 hspace=5 src="http://www.fosta.net/ghada/images2/ghadanahleh.jpg" width=90 align=left vspace=5 border=0></font></span></font><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ساحرة والابتسامة على شفتيها كانها انشودة عشق عذبة.</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>انتظرها القلب طويلا ليروي منها الظمأ، لتبعث فيه الحياة... ولكنها سرعان ما&nbsp; اختفت ثانية، وكانما كانت تخشى عتمة الليل ووحشة السجن وهول الزنازين...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>عدت الى واقعي: سجن وسجان،&nbsp; اخوة واصدقاء ورفاق خلف القضبان، كنت احاول ان ابعدها عن تفكيري، وان لا اجعلها تسيطر عليه، وتكرر انتظاري لها، ومشاهدتها كل يوم احد من&nbsp; ايام الاسبوع لعدة ثوان او لحظات، وفي كل مرة كنت اخلو فيها الى نفسي كنت أتساءل: هل جئت الى هذا المكان حتى اعشق حلماً او خيالاً ؟؟وهل سجنت لاعشق من خلف القضبان<font color=#ff0000> فتاة</font> تظهر وكأنها سراب؟استسلمت لأسس العلم وفلسفة العلماء، واقنعت نفسي ان ما راودني ان هو الا خيال، وما <font color=#ff3300>صاحبة الرداء الاخضر</font> هذه الا وهم بعيد المنال، غير خاضع&nbsp; حتى لمجرد التفكير فيه، و ان وجودها لا يخضع لاي احتمال، ومع هذا، وفي لحظات الجد كان&nbsp; فكري وخيالي يسرح فيما ارى.كنت لا اصحو على نفسي الا وانا اكتب اشعاراً لها، وارسم لعينيها ما رقّ من الكلام، حتى وجدت نفسي في نهاية المطاف انظم عواطفي في خيوط من نور جمالها الأخّاذ، واصبحت اسير محبة<font color=#ff3300> فتاة حلمي</font> ,فاحببتها حبا لا يعرفه الا من هزت جدران قلبه اشعة الحب وسحره الذي لاينضب...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>حاولت من جديد ان امنع نفسي&nbsp; من التفكير فيها فلم اجد الى ذلك سبيلاً .وكنت اساور نفسي واعيش معها لحظات في حلمي الجميل، اخشى ان يوقظني صوت بعوضة من بعوض حمّام السجن، ويقطع علي حبل الاحلام والاسترسال في تصور جمال عينيها وروعة ابتسامتها التي ارتسمت في مخيلتي، بل في عيوني.</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>توالت الايام، واصبح املي الوحيد في هذه الحياة أن تطل عليّ من عند <font color=#008000>النخلة.&nbsp;</font>&nbsp; انقضى نصف عام من عمر الزمن،&nbsp; وامضيت مدة حكمي في السجن، وجاء يوم الافراج، يوم الحرية الذي تتعطش له كل نفس اسيرة من وراء قضبان السجن ...اصبحت حرا، فما اجمل ان يكون الانسان حرا طليقاً كفراشة، يشاهد ما يشاء،يجالس الاهل والخلان بفرح يغمر القلوب، وحب الاهل الذي لاتعرفه الا طيور الحب، وروح كل اسير مازال يعاني من وطأة السجان...الحب هنا والوفاء في هذه الارض ينتثر مع الهواء، وكل واحد ياخذ منه ما استطاع، وفجاة عصف بقلبي هاجس سريع، وراودني شعور غريب، مليء بالأسى والمرارة.. شعرت وكأن اوراق الزهر في عز الربيع تساقطت ,انقبضت نفسي.. تذكرت <font color=#ff0000>الفتاة</font> <font color=#008000>والنخلة</font>، شعرت بألم ومرارة كمن فقد اعز شيء في حياته، بل اكثر من ذلك، كمن فقد حياته كلها. تذكرت حياتي داخل السجن حتى غرقت في بحر موجاته من الاسى والسعادة والعذاب والالم...تسمرت في مكاني، أرفض العودة للمنزل والاهل والاصدقاء...الجميع&nbsp; يحثني على الصعود إلى السيارة التي ستنطلق عائدة الى البلدة...ارتسمت على الوجوه علامات التعجب، وكأنما هم يتساءلون، فيما بينهم ما الذي حدث؟...وما بال الرجل؟ أهو في وضع غير طبيعي&#33;&#33;...بدأت اتمالك نفسي...احسست بشعورهم&nbsp; تجاهي ...صعدت الى السيارة جسداً&nbsp; بلا روح...وبينما كنا في طريق العودة ,كانت السيارة بعجلاتها تنهب الطريق وتلتهم المسافات امتاراً وراء امتار، امي تجلس إلى جانبي مرحة سعيدة، وشقيقتي غارقة&nbsp; في ضحكاتها...اما انا فكنت لا ادري اين انا...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>بدأت الملم افكاري واستجمع قواي، اكلم نفسي.. ان كفاني الى هذا الحد جنوناً، كفى احلاماً...كفى احلاماً .. تصارعت الافكار، بدأت اشتم واسب نفسي... و تولد لدي شعور اني اريد ان اصرخ، كفى احلاماً&nbsp; كفى احلام ...صراع بيني وبين نفسي،&nbsp; تعرق له جسدي،&nbsp; صراع دار في راسي، وكأن بي رغبة شديدة لتحطيم شيء، اي شيء، وفجأة؛ صحوت على صوت أمي الملائكي:</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;ـ مالك يا حسن ،ماذا جرى&nbsp; لك يا بني، هل انت مريض ؟&#33;ربما تغير عليك الجو ...لماذا انت حزين ومهموم هكذا يا حسن ؟...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>ابتسمت بمرارة ...انها امي الحنون، نهر العطاء وخيمة الحنان .. قلت لها :</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ انا لست مريضا يا امي، وكل ما في الامر اني تاثرت قليلاً لفراق اصدقاء السجن.</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;فامسكت بالحديث، وبدأت اتجاذب أطرافه مع أمي وشقيقتي، حتى وصلنا من ر حلة السفر الى بيت الطفولة ...وما ان دلفت عتبة البيت، حتى ازدحم المهنئون يعبرون عن فرحتهم وسعادتهم بعودتي&nbsp; سالما معافى، الامر الذي لم يدع لي مجالا لأن أسرح أو أفكر في شيء آخر...المهنئون يزدحمون في بيتنا على مدار اليوم والاسبوع والساعة، حتى مرت الايام دون ان اشعر بها، وبدأت اتغلب على مشاعري واسيطر مجدداً على نفسي، اقنعها ان الحلم لا بد ان ينتهي وأن ما عشته داخل السجن انما هو حلم يقظة، والعلم يؤكد: ان مرّ انسان بتجربة كتجربتي فانها تكون بداية مرض نفسي عنده، وعليه ان يخضع&nbsp; للعلاج، وخصوصاً اذا وصل به الامر&nbsp; درجة الافراط في التخيل والتصورات...ومن اسباب هذه الظاهرة المرضية احساس الشخص في المجتمعات التسلطية والسلطوية بالحرمان والانقياد والقهر والعجز...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>خلقت الحياة لتستمر لا لتتحنط أوتحفظ في ثلاجة الموتى، بهذا كنت اواسي نفسي، فاحاول اشغالها بكل شيء حتى لا اترك لنفسي مجالا او ثغرة يتسرب منها ذلك المرض اللعين اليها...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>مضى على خروجي من السجن حوالي عشرة ايام، استطعت خلالها التأقلم ضمن نمط حياة أقاربي واصدقائي والناس في بلدتي.</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ذات يوم وبينما كان جميع من في البيت مدعوين الى حفل زفاف،قررت أن لا اذهب إلى لحفل مع بقية اهلي بسبب خلاف قديم&nbsp; كان نشب بيني وبين قريبي صاحب الحفل ...فضّلت الانفراد بنفسي على الخروج بصحبة الاهل. حاولت قراءة بعض الكتب،&nbsp; لم اشعر بمرور الوقت الا عندما بدأت خيوط الشمس تتسلل من النافذة تاركة وراءها ظلا لطيفاً&nbsp; مشوبا ًببرودة ناعمة،&nbsp; نظرت من النافذة واذا بقرص الشمس يوشك ان يتوارى في الافق البعيد وراء الجبال (فساحت روحي في فضاء الحرية والانعتاق)واذا بي اسمع <font color=#ff0000>همسا ناعما هادئا</font>
لا اراديا،&nbsp;التفت بنظري نحو مصدره،&nbsp; اضطرب مني القلب وارتعش الجسد،&nbsp; طرحت الكتاب جانبا:&nbsp; يا الهي...<font color=#ff0000>هالة ضوئية نورها يشبهها تماما،&nbsp;</font> عيون سوداء واسعة والابتسامة العذبة الناعمة والشعر الاسود الطويل...انها<font color=#ff0000> صاحبة الرداء الاخضر</font>، تسمرت في مكاني، تسارعت انفاسي، وجاء وقع الكلمات ...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ كيف حالك يا حسن؟&nbsp; اعذرني لان ظروفي لم تسمح لي بالمجيء مبكرا لزيارتك لأهنئك ...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>نعم انها هي، ارتعدت كل خلية في جسدي، وكاني امام ثورة اعصار هائج، كلماتها كانت تخترق أذني، ابتسامتها الساحرة تخترق الصدر لتستقر في اعماق نفسي متفاعلة مع كل خلجة من خلجات قلبي... لا&nbsp; املك الا السكوت، تاركا عينّي تهيم في محاريب جمالها، كم هي جميلة&nbsp;&nbsp; يا الهي &#33;&#33;اكلم نفسي..<font color=#ff0000> من تكون</font> ؟ عشرات الاسئلة بل المئات ,لقد عدت الى نفس الدوامة، الى نفس الاحلام والخيالات، <font color=#ff0000>من هي ومن تكون&nbsp;</font> يا الهي ؟&#33;اهي انس ام <font color=#ff0000>جن</font> ...عيناي ما زالتا محدقتين بها، ما الذي جاء بها،&nbsp; لا اريد ان ترف رموشي امامها ,لا اريد ان يرتد الي طرف في حضرتها، ولا اريد ان افارقها ...هاجس اوعز الي بانها ستختفي وتتركني...ان فعلت ذلك، ماذا سيحل بي..وما هي الا لحظات حتى قالت اخر كلماتها بنغم انساب في اذني:</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ" الوقت تاخر وانا لازم اروح يا حسن". </font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>وقبل ان تصل اخر كلماتها وتر السمع في اذني، انشقت الارض وابتلعتها ولم يعد لها وجود ....لقد&nbsp; اختفت .واذ بباب البيت يفتح لتدخل منه والدتي وشقيقتي وهما تضحكان ، تكلمت مع ذاتي: اين اختفت، وكيف دخلت وكيف خرجت ؟هل اصبت بالجنون؟ام اني مريض بـ...؟قاطعتني امي:</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ&nbsp; ما بك يا حسن (ليش انت مشدوه)؟&#33;</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: left"><span lang=ar-sa><font color=#ff00ff size=3><a target=_blank href="http://www.fosta.net/ghada/pages/hal2.htm" target=_blank>تابع الحلقة الثانية </a></font></span><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=3>
</font></span></h6></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:18 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثانية
<hr>



</p></font></span>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; قفزت من مكاني،&nbsp; قبلت امي واحتضنتها، قلت لها:</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp; ـ&nbsp; انا سعيد سعيد ...</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp; ضحكت اختي مني:</font></span></h6>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp; ـ " شو مالك احنا تركناك بعقلك ..."</font></span></h6>
<dl>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>فجاة نظرت الى ساعة الحائط، الآن الساعة التاسعة والربع مساءً،&nbsp; وبحركة اخرى اثارت استغراب من حولي نظرت لساعتي التي على معصم يدي، وامسكت بيد شقيقتي لالقي نظرة على ساعة يدها..نعم كل الساعات تشير الى التاسعة والربع ليلا ...يا الهي كيف مر الوقت؟ اذكر ان الساعة كانت تقارب الخامسة بعد الظهر وكنت اتنتظر موعد الفلم العربي الذي اعتاد التلفزيون&nbsp; ان يبثه كل يوم جمعة ... ارخى الليل سدوله.&nbsp; بدأت اسير من غرفة الى غرفة،كنت ابحث <font color=#ff0000>عنها في كل مكان</font> ...خرجت من البيت،صعدت الى السطح وطفت حول البيت علّي اجد <font color=#ff0000>لها اثرا،</font> توهمت اني ساجدها مرة اخرى...احضرت لي امي طعام العشاء، جلست واصرت&nbsp; ان اجلس بجوارها، لقد كانت فرحة سعيدة، تنظر الي وتقول:</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ&nbsp; لم ارك سعيدا لهذه الدرجة من قبل يا حسن..</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;تمنيت ان ابوح لها..</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ انا سعيد يا امي لاني بجوارك، وسعيد بوجودك&nbsp; بجانبي...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>وبدأت تحدثني بأيجاز عن العرس والصبايا، وعن بنت فلان وفلان، والصبية فلانة. ابتسمت وتحدثت إليها وانا شارد الذهن، وانهيت حديثي وعدت <font color=#ff0000>لفتاة احلامي</font>...التي تحولت الى حقيقة...لست بمجنون أو مريض حتى لا استطيع التمييز بين الحلم والحقيقة ...كل الدلائل والمؤشرات براهين دامغة، ادلة واضحة، تثبت ان ما يحصل معي حقيقة وليس خيالاً ...اعدت التفكير مرة اخرى، استرجع بذاكرتي ما كنت اعمله قبل ان تظهر لي، لقد كنت اقرا في كتاب، ايعقل اني غفوت وحلمت بما رأيت ,مستحيل ان اكون قد غفوت، فالليل كان في بدايته، وكنت انتظر الفلم العربي، واذا كان هذا قد حدث،&nbsp; فما هو تفسير هذا يا حسن ؟وهل اصبحت تؤمن بالخرافات مثل "العجائز"؟ يا الهي ما اصعب ذلك&#33;&#33;&nbsp; اريد ان اصغي الى نداء العقل،&nbsp; و الى شروح العلم وفلسفة الخرافات والرؤى، ولا اريد ان اخضع للمنطق الذي سيحرمني من <font color=#ff0000>روحي وحياتي</font>،&nbsp; ومن اجمل لحظات العمر ,الحلم الجميل الذي اصبحت لا اريد تفسيراً&nbsp; له، وكل الذي اتمناه واريده هو <font color=#ff0000>حبيبتي</font>، تلك الافكار حولت نفسي لميدان عراك، اشتد فيه الصراع بين العقل والمنطق من جهة،&nbsp; وبين العاطفة والقلب من جهة اخرى.</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>حسن ،هل جننت ...؟وهل اصبحت تؤمن <font color=#ff0000>بالجن والعفاريت</font> والخرافات&nbsp; التي لاتنتهي في هذا المجتمع، كلمت نفسي حتى تملكني العناء ...تعبت حتى اخذ الارهاق لون الصفار على وجهي...حسن :انت متعلم ..انت مثقف ..ان ما حصل والذي تتعرض له انما هو نتيجة ظروف السجن والاعتقال ...لا تدع للاحلام والاوهام طريقا تدخل بها الى عقلك فتداهمه وترهقه بما ليس له اساس ولا صحة ..؟</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>خلصت الى تحذير نفسي ... حذار يا حسن ان يعرف أي مخلوق كان بقصتك هذه، والا ستتهم بالجنون، وستكون عرضة للسخرية، يهزأ منه&nbsp; الصغير قبل الكبير ...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>آه كم هي طويلة ساعات هذه الليلة ..صراع محتدم بين الفكر والعاطفة، بين العلم والخرافة، بين الثقافة والاحلام، وبين الحقيقة والخيال، بين الصح والخطأ، صراع انتهى بتوصلي الى هذه النتيجة..."ان انسى كل ما حدث".&nbsp; بعد ذلك غطّيت في سبات عميق حتى ساعات متاخرة من صباح يوم جديد .</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font size=5>على تلك الحادثة توالت الايام وتعاقبت الليالي، انقضى شهر باكمله، وفي ذات ليلة ، وبينما كنت جالسا في حديقة المنزل شارد الذهن أسرح بخيالي إلى بعيد،&nbsp; اعانق النجوم تارة واهيم في ملكوت الله تارة، متفكرا ،&nbsp; مقتنعا ان نفسي كما هو حال قلبي نمت في ثناياها وثنايا القلب أشواق الحب التي راحت تتزايد وتتسع بنهم شديد.</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; مساء الخير يا حسن ...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; مساء الخير يا حسن ...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>تقطعت اوصالي وانهدت جوانحي،&nbsp; ها أنا أعود&nbsp; الى تلك الحالة: لا حراك ولاكلام ...نظرت نحو مصدر الصوت، واذا بها هي <font color=#ff0000>نفسها شعر اسود وثوب اخضر بهيج وابتسامة عذبة لا تنتهي،</font> <font color=#ff0000>تسير قادمة صوبي بنفس الخطى والسحر والثقة</font>...اقتربت اكثر فاكثر، دنت حتى جلست بجانبي لم احرك ساكنا،&nbsp;&nbsp; لم اصدق ما اشاهد، راحت عيناي تتفحصها، وتتأمل سحرها الاخاذ الذي لا يوصف، حاولت النطق فلم استطع، وكأن لساني شل واصابه البكم، عجزت عن الكلام وعجز اللسان عن الوصف،&nbsp; نظرت ا ليّ&nbsp; وكانها تود ان تعيد الى نفسي وقلبي الطمانينة والراحة والسكون، فلم اكن خائفا ولم اكن فزعا، بل مرتبكاً من&nbsp; السعادة والشعور الكبير بالفرح&nbsp; والنشوة...تحرك لساني بعد شلل، <font color=#ff0000>فسألتها</font> :</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ&nbsp; قولي لي..</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;<font color=#ff0000>فأجابت</font> بهمس الكلام، وبصوت عذب هادىء، كدفق الالحان والانغام:</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ انا غادة يا حسن، انا الان بجانبك وجئت لزيارتك، ولا وقت لدي للاجابة على كل أسئلتك... لكني&nbsp; سأعود قريباً واجيبك على كل&nbsp; أسئلتك ...والآن انتهى وقتي&nbsp; ويجب أن أعود.</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>اختفت <font color=#ff0000>غادة</font> من جديد بعد أن تركتني في حيرة من امرها وقدرتها الخارقة على قراءة افكاري، واجابتها على اسئلتي قبل ان انطق بها... غادرتني هذه المرة والسعادة ترتسم على وجهي وقد عرفت لها اسما اناديها به.&nbsp; قطعت الشك باليقين بان ما يحدث حقيقة...ازداد قلبي تعلقا بها وازدادت روحي هياما بجمالها،&nbsp; ونفسي ابت ان&nbsp; تسكنها روح سواها .</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;بدأت&nbsp; انظر الى الغد المشرق الذي يبشر بالسعادة والهناء، إلى الغد الذي سأرى فيه وجه <font color=#ff0000>غادة</font> ، سحابة لابد من مرورها ، انها سحابة تضارب الافكار المحملة بالوساوس، التضارب الذي يعكر صفو المساء وسعادة الروح انه السؤال؟&nbsp; </font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>فهل يعقل انني احببتها كل هذا الحب وانا لم اشاهدها الا عدة مرات؟ ايعقل ان تكون مرآة الحب عمياء الى هذه الدرجة ؟..&nbsp; انها لم تكلمني ولم اكلمها الا عدة كلمات لعدة لحظات ...كيف يحدث ذلك؟ وانا لا اعرف عنها شيئاً ...ثم أُطمئنُ نفسي قائلا:"الايام قادمة وعندما <font color=#ff0000>ألتقيها</font> في المرة القادمة سأعرف عنها كل شيء". </font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;انقضت الليلة وتبعتها الايام، وانا امضي معظم ساعات المساء من كل ليلة&nbsp; في حديقة المنزل وانا انتظر <font color=#ff0000>مجيئها</font> ...وبينما كنت قلقا ذات مساء في ليلة قمراء، باغتني صوت امي الحبيبة:</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ&nbsp; " قلي مين هي سعيدة الحظ اللي شاغلة بالك يا حسن؟&nbsp; قلُّي وانا بروح اخطبها الك، وخلينا نفرح فيك يا حسن، مش هي ام الشعر الاشقر...والله يا عم انها حلوة وبتستاهل، ولوَنو امها مش ولا بد، وبتفكر حالها في اميركا ...طيب انا رايحة انام، واول على آخر راح اعرف...بدك مني إشيء قبل ما اروح؟"</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>قلت وأنا أبتسم:</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>ـ&nbsp; شكرا يا امي، تصبحين على خير ...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>استدارت امي عائدة الى البيت، وتوارت عن ناظري.. هبت نسمة صيفية ناعمة خفيفة تحمل معها صوتاً ملائكياً عذباً. حتى أنه لو اشتد هبوب النسمة شيئا قليلا لما كنت سمعته ...</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ سارح في مين يا حسن؟&nbsp; في سوزي ولا في امها ...؟</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>وما ان التفتُّ الى مصدر الصوت حتى كاد قلبي يقفز من موضعه، انها <font color=#ff0000>غادة</font> ذات الجمال&nbsp; الذي يعجز عنه الوصف، تجلس على حافة سور الحديقة تحت ضوء القمر الذي زاد جمالها ابهة، وزاد حسنها دلالا...خمّرت روحي واسرت قلبي وعواطفي، وراح العقل يحلل كلامها أيصدق أم يكذب، ايعقل انها سمعت ما دار من حديث بيني وبين امي ...لا ، كيف ذلك ؟ انه امر عجيب،كيف عرفت <font color=#ff0000>غادة</font> ان التي كانت تقصدها امي هي سوزي ؟ اقتربت بخفة&nbsp; ريشة ناعمة على نسمة الصيف الدافئة حتى دنت مني وجلست على كرسي القش القديم...اخذ النسيم يداعب شعرها الناعم وهي تقول :</font></span></h6>
<dd>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>ـ "</font><font size=5>حسن</font><font color=#ff0000 size=5>: ما بك لماذا انت مذهول ...هل هذه اول مرة تراني فيها ؟ ام ان معرفتي لاسم سوزي جعلك غير قادر على التركيز، فهذه بسيطة كل ما في الامر اني سمعت حديثك مع امك...ومن خلال قدرتي على الاتصال بأفكارك عرفت اسم سوزي ...</font><font size=5>حسن</font><font color=#ff0000 size=5> لماذا لا تتكلم.صحيح اني استطيع قراءة ما يجول في خلدك، ولدي القدرة على معرفة كل ما تفكر به الان، إلا أنني يا </font><font size=5>حسن</font><font color=#ff0000 size=5> في شوق لسماع صوتك ...</font><font size=5>حسن</font><font color=#ff0000 size=5>، لا داعي للحيرة، تكلم اعلم انك تريد مساءلتي ...طيب يا </font><font size=5>حسن</font><font color=#ff0000 size=5> سأساعدك، انت تريد ان تسالني من انا، هيا اسأل ..."

&nbsp; <a target=_blank href="http://www.fosta.net/ghada/pages/hal3.htm" target=_blank><font color=#ff00ff>تابع الحلقة الثالثة</font></a></font></span></h6></dd></dl></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:20 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثالثة
<hr>
</font></span></p><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>عجيب امر <font color=#ff0000>غادة،</font> فعلا هذا ما كان يراودني وكل ما كنت افكر فيه كانت تقوله ...واخيرا نطقت:..</font></span>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; نعم من انت ؟..</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وقبل ان اكمل جملتي، جلجلت&nbsp; في اذني ضحكة ساحرة . كانت تضحك حتى اعتقدت انني قلت نكتة، بدأت اشاركها الضحك، ولما تلاشت امواج الضحك ...قالت:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp;&nbsp; "اترى، ان الامر بسيط، من انا ...ها انت تتحدث جيدا، انا يا حسن من عالم غير عالمكم .."</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; أهذا يعني انك من الجن ...؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ضحكت ضحكة شقّت امواج الاثير لتستقر في نفسي،&nbsp; انتشت روحي لعذوبتها&nbsp; وقالت:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ " انا لست من عالمكم، فلا&nbsp; ابي&nbsp; ولا&nbsp; امي من البشر، ولاني ابنتهم هذا يعني اني كذلك لست من البشر..."</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>حرت في امرها ومن تهربها من الاجابة على السؤال، ثم سالتها وكان في سؤالي شيء من الاصرار..</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; اجيبي فقط هل انت جنية ؟وكيف تستطيعين قراءة افكاري ؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اجابت باختصار وبنبرة ساخرة:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "انا لست انسية يا حسن ".</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>احترت بجوابها اكثر ، وغصت في بحر مليء بالحيرة&nbsp; والاسئلة...صمتت، وكان في صمتها شيء مريب. وعادت لتقول:</span></font></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><img height=84 src="http://www.fosta.net/ghada/images2/ghadashiar.jpg" width=65 border=0>ـ " بكل سهولة يا </font><font face="arabic transparent" size=5>حسن</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>، استطيع معرفة كل ما يجول في خاطرك دون جهد او عناء،&nbsp; استطيع ذلك ما دمت تفكر في، وبما انني جزء من افكارك، فهذا&nbsp; ليس بالامر الصعب علي ...حتى انت يمكنك ان تقرا افكار غيرك ما دام </font><font face="arabic transparent" size=5>الشخص الاخر</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> يفكر فيك.وهذه هي عملية الاتصال بين الافكار، نحن نختلف </font><font face="arabic transparent" size=5>عنكم</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> باننا نثق بقدراتنا ونترجم الافكاربسرعة وسهولة، اما انتم، فالامر ليس بالسهل بل نادر جدا وبصعوبة بالغة يستطيع بعضكم ان يترجم ما تحسون به لانكم خطاؤون وتخشون الوقوع في الخطأ، الامر الذي يحد من قدرتكم على فهم كل شيء اما ما يميزكم عنا هو خوفكم المستمر من كل شيء، حتى من </font><font face="arabic transparent" size=5>انفسكم</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> ،واذا ما رغبت يا </font><font face="arabic transparent" size=5>حسن</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>، ساعلمك كيف يمكنك قراءة افكار غيرك ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>عدت لنفس السؤال لا شعوريا :</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ من انت ؟ومن اين اتيت ؟ومن تكونين ؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ردت وكانت كلماتها ممزوجة بنغمة فيها شيء من السخرية حاولت ان تخفيها بشيء من المزاح في كلامها لتجيب :</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمي غادة،&nbsp; ولست من الانس وانا من عالم آخر غير عالمكم .</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ اذن انت من الجن ...&#33;&#33;</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "لست من الانس واطلق على انتمائي ما شئت من المسميات".</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;وابتسمت ابتسامة ساحرة اشعرتني وكانني طفل صغير يحتار في اختيار الاسئلة، ويشعر بالخجل حيال اسئلته التي يعتقد انها لا تخلو من الحماقة والسخف ...اذن هي جنية ولكن ما السبب الذي يكمن وراء عدم بوحها عن جنسها وعن العالم الذي هي منه..؟رتبت افكاري، استعدت ذاكرتي وغادة لا تزال تحملق بي...قلت في نفسي: هي الان تعرف الذي افكر فيه، يا الله كم ابدو سخيفاً وضعيفاً امامها ...قالت:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "انت لا تبدو سخيفاً يا حسن".</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ضحكت وقلت لها:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; ارجو ان تراعي الوضع الذي انا فيه الان.</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;وامتزج كلامي بشيء من الضحك، ولم استطع السيطرة على احساسي ..فضحكت وضحكت هي كذلك..</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمعيني، والله ما عدت افهم شيئا كلما جئت بسؤال يأتيني الجواب حاملا الي المزيد من الحيرة..حتى لا احتار وتحيريني معك ساعديني على فهم ماذا يحدث .</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ابتسمت وقالت:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; تفضل ماذا تريد ان تفهم ..؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ هل انا في حلم جميل ساصحو منه بعد أن تغادري ؟وهل انا في نوم عميق؟ ام تراني قد مسني الجنون ؟ هل انت<font color=#ff0000> جنية</font> ...؟وماذا كنت تفعلين في سجن عسقلان ..كيف يكون ذلك ...وكيف تظهرين فجأة وتختفين؟؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "اسمع يا حسن، اذا كنت تريد ان اجيبك، إبدأ بسؤال واحد، وبعد أن اجيبك إطرح السؤال الثاني".</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ اذا، دعينا نبدأ يا <font color=#ff0000>غادة</font> هكذا ...هل انا الان احلم ؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; " انك لا تحلم واذا اردت التاكد قم وقف على قدميك.."</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>امتثلت لاوامرها وانا اضحك من نفسي وقفت وقالت :</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "اجلس "..</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فجلست ..ثم وقفت وجلست، ولو ان احدا شاهدني وانا افعل ما افعل لظن اني اصبت بنوبة "هستيريا"..نعم.</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; غادة من انت؟ ومن اين ومتى جئت ...الخ .</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ضحكت من تصرفي&nbsp; وامتنعت عن الكلام. فضحكت لضحكتها..</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa><img height=78 src="http://www.fosta.net/ghada/images2/ghadashiar.jpg" width=60 border=0>ـ&nbsp; "يا حسن اتفقنا قبل قليل ان تسأل سؤالا واحداً، ً فماذا دهاك؟ هل تنسى بهذه السرعة؟ انت تريد معرفة كل شيء مرة واحدة، ماذا تريد ان تعرف؟ ..من انا وهل رأيتني ام لم ترني في السجن ام ماذا يا حسن..&#33;</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اسلوبها كان يضفي على اللقاء جمالا وسحرا ونورا على نور...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ طيب، رجعنا من حيث بدانا، حقك عليّ، هل رايتك في سجن عسقلان ؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><font color=#ff0000>ـ "نعم،&nbsp; لاني انا اردت ان تراني، ولي هناك قصة طويلة وحكاية غريبة عشتها منذ الطفولة، لا اريد ان اشرحها الان وساقصها عليك فيما بعد عندما يحين الوقت، وبالمختصر المفيد</font>، <font color=#008000>للنخلة</font> في نفسي معزة خاصة، لم تنقطع زيارتي لها منذ كنت طفلة، كنت آتيها بين الحين والآخر دون ان اعبر أي اهتمام بما يحيط بها حتى جاء ذلك اليوم&nbsp; الذي كنت اقوم فيه&nbsp; بزيارة <font color=#008000>للنخلة،</font> شعرت بشريك جديد يشاطرني بنظراته إلى <font color=#008000>النخلة</font> تعلقي بها. كانت نظراتك للنخلة متواصلة ثاقبة حتى اعتقدت انك تراني...وفي المرة الثانية عدت لاراك وكأنك ما زلت في مكانك، نفس الجلسة، ونفس النظرة الغريبة التي كانت الحافز الفضولي لمعرفة السر الكامن وراء تلك النظرات ..<font color=#ff0000>.قررت ان اقرأ افكارك...تكررت زيارتي، واستمرت جلستك، وتعددت المحاولات وحين نجحت في الاتصال بافكارك، علمت ان</font> <font color=#008000>للنخلة</font> مكانة خاصة في قلبك، وانك تحبها كثيرا، واغتبطت نفسي بالسعادة لان هناك من يشاطرني حب <font color=#008000>النخلة</font> التي اعتبرتها جزءا مني، وكلما كنت أزور النخلة كنت اراك ، فكرت فيك الى ان جاء ذلك اليوم الذي شاهدتني فيه، في تلك اللحظة نسيت نفسي وبقرار لا ارادي وسريع اتخذته، اتصلت بافكارك وكانت الفرصة مؤاتية فظهرت لك لتراني...وحاولت منع نفسي الظهور لك مرة اخرى ولكن...عندما يكون التصرف من منطقة اللاشعور، كنت اجد نفسي مجذوبة تجاهك، كنت اجيء واذهب مرات عديدة دون ان تراني، في كل مرة كنت اجيء فيها كانت نفسي تتوجع لشعور داخلي هو انني مجرد حلم في حياتك، لقد كنت عاجزة، القيود تكبلني فلم استطع عمل شيء، وبعد خروجك من السجن حالت المصاعب دون الوصول اليك، <font color=#ff0000>وفي اللحظة المناسبة استطعت الخروج، واقدمت على زيارتك في بيتك، كان ذلك في اول مرة ثم تلتها عدة زيارات كانت تتصف بطابعها السريع ووقتها القصير الذي حال دون اجابتي على كل ما تريد الاستفسار عنه".</font></span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;سكتت قليلا عن الكلام وابتسمت ابتسامة جميلة ضمتها روحي في احضانها ...وقالت:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "الآن اعتقد انك بدأت تستوعب الامور يا حسن ها انا عدت لأوفي بوعدي الذي وعدتك به في زيارتي الاخيرة، وامل ان استطيع اخراجك من سبات الحيرة الذي انت فيه ...هل فهمت الان يا حسن؟"</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;تنهدت منهية حديثها، بصراحة لم افهم منها شيئا، وبدلا من ادراك الامور&nbsp; اتسعت فجوة الحيرة التي ما زلت فيها، وازدادت الاسئلة</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; افهم من كلامك يا غادة ان حبي <font color=#008000>للنخلة</font> هو الحافز الذي دفعكِ للظهور امامي، وانك استطعت الاتصال بافكاري وهي تمتد الى النخلة وادعيت كذلك ان قصتك مع النخلة بدات منذ الطفولة..&#33;اليس غريباً&nbsp; يا غادة ان اكون انا الوحيد الذي لفت انتباهك من بين مئات السجناء&nbsp; الذين دخلوا وخرجوا من هذا السجن؟ لقد كانوا يطوفون حول النخلة كل&nbsp; يوم، لا بد ان هناك من احبها اكثر مني، وليس هذا فقط، بل الجميع احبوها ومن بينهم العشرات الذين يؤمنون بوجود "العفاريت" والخرافات التي قصصها لا تنتهي...لماذا لم تظهري لاي منهم واخترت الظهور لي وانا الذي لا يؤمن بالجن ولا حتى "بالعفاريت"؟ ...&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;

تابع</span></font></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:22 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الرابعة
<hr>
</font></span></p><font size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp; </span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><span lang=ar-sa>يبدو انني خربطت في الكلام، انعقد لساني لم انبس بحرف واحد، انقلب كيان <font color=#ff0000>غادة </font>وللمرة الاولى اراها والابتسامة تتلاشى عن ثغرها، تجهم وجهها، وبدت عليه علامات&nbsp; الحزن والالم، ترقرقت الدموع في مقلتيها وتيبست، حملقت في عينيها، واذا&nbsp; بالدموع تأبى الخروج من مقلتيها بعد ان تفجرت في داخلها كالبراكين ...شخصت عيناها وهي تنظر للا شيء&nbsp; وقالت&nbsp; والحزن يمزق جفنيها ويخترق شغاف قلبي:</span></font></span></font>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "ليس لاحد قدرة على رؤيتي الا اذا اردت انا ذلك "...ثم اشاحت بوجهها عني كي لا ارى الدموع في عينيها،&nbsp; واضاقت:..</span></font></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ " انا من يقرر متى يراني أي </font><font face="arabic transparent" size=5>انسان</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>، اياك ان تفكر ان ظهوري فيه متعة لي، او انه مجرد تسلية، لا، الامر اصعب من هذا بكثير لأن من يظهر منا لأي </font><font face="arabic transparent" size=5>انس،</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> يعرض نفسه لمخالفة عقائدية في عالمنا، مما يترتب عليها عقاب عسير لا يتصوره&nbsp; عقلك أو عقل احد من البشر، ان احدا منكم لا يتصور مدى هول ذلك العقاب وألمه".</font></span></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>سكتت عن الكلام وحركت رأسها للجهة المعاكسة لي بخفة وسرعة، تموج شعرها الناعم وطار فوق راسها، فماج بدلال وسرى سريان الموجة التي امتدت يدها اليه، رفعته عن وجهها لينسدل على ظهرها وكتفيها. بالفطرة ادركت انها قامت بهذه الحركة لتمسح دمعة من عينيها سقطت على خدها رغم ما اظهرته امامي من صبر وتجلد ..انتصبت وكانها تريد اخفاء ما بها من ضعف فقالت بنبرة كلها جديةكأنها تريد الثأر لكبريائها:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "لا تعتقد ان الاتصال مع الانس بالنسبة لنا أمر سهل، واعلم أنه من اصعب الامور وأعقدها، ويا ويل من يحاول ذلك منا، وأضف الى معلوماتك يا حسن&nbsp; ان من اسخف الامور عندنا هي الاتصال </font><font face="arabic transparent" size=5>بالانسان.</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>و تأكد يا حسن يا ابن المدارس، يا متعلم، يا فيلسوف زمانك ويا صاحب الخبرة في الحياة انك اكثر من غيرك ايماناً بوجود عالم آخر او ما تسميه بالخرافة، وتجهد فكرك في خلق المبررات والتفسيرات والتحليلات، التي تقنع نفسك بها ظنا منك انها استنتاجات فقط لارضاء غرورك الذي لا حد له ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اختلفت لهجتها وازدادت حدة لتقول:</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "كفاك غروراً&nbsp; ..ان هؤلاء الذين هم في نظرك اغبياء يؤمنون بالخرافات، فهم لا يجهدون انفسهم ولا يضيعون وقتهم وهم يتفننون في خلق المسميات والتفسيرات، فكفاك مكابرة، اما انا فلا انكر انني ارتكبت حماقة وسخافة سادفع ثمنها غاليا، وقد بدات من الان ادفع ذلك الثمن لاني اتصلت مع انسي، نعم، لقد اتصلت بك يا حسن.</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;على كل حال انتهى وقتي ويجب على المغادرة .</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; غادة انا اسف، لم اقصد الاساءة لك او ان اجرحك بحرف مما قلت ...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ترقرق الدمع في مقلتيها مرة اخرى وقالت بصوت متهدج :</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "انا التي يجب ان تتاسف يا حسن "...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>حاولت ان امد يدي تجاهها، لكن شيئاً ما فيه قوة خفية منعني ان افعل ذلك ...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ غادة ارجوك ان تسامحيني، لا ادري ماذا جرى لي، لم اقصد...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>حملقت عيناها في عيني واذا بدمعة وكانها لؤلؤة ثمينة تلقفها صحن خدها فاستقرت عليه. واختفت...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ غادة ... غادة ...غادة...</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ناديت كمن يستحضر الاموات من القبور وليس من مستجيب...اختفت <font color=#ff0000>غادة</font> واختفى معها ضوء القمر، وقلبي يتفطر اسى وحزناً على&nbsp; فراقها، لقد كانت دمعتها الاخيرة اشبه بخنجر استل وأغمد في أحشائي، ذهبت وتركت لي عذاب الضمير يجثم على أنفاسي، يا الله ما اسخفني، وما أحمقني، كنت جلفا معها الى ابعد حدود القسوة، ايعقل ان يكون لي قلب ومشاعر واحاسيس ...كيف طاوعني قلبي وكيف سمحت لنفسي ان اسيء لها وان اجرح شعورها المرهف .</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>انا لا استحق منها نظرة واحدة ولا استحق من عينيها الجميلتين دمعة واحدة ...اعترف انني بكيت وكانت هذه المرة الاولى التي ابكي بها في حياتي بكاءً&nbsp; صادقا. ذرفت دموعاً من اعماق القلب. دموع حرارتها من نار عذاب الضمير ...ابكي هذه المرة بصدق اناشد بصدق ...اتوسل بصدق، واطلب المغفرة بصدق..اعترف الان ان قوتي انهارت وفلسفتي الغيت وتحطم عنادي وانا ساجد في محراب جمالها.</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;فتحت عيوني بتثاقل فلم ار شيئا، اغمضتها وفتحتها مرة اخرى وكانت الغشاوة من امامي قد انقشعت لاجد نفسي في احدى الغرف كل ما فيها من اثاث ابيض، ومجموعة من الاشباح تحيط بي وهي ترتدي الملابس البيضاء، وكل واحد من الاشباح يتمتم مع الاخر، خبأت عيوني... اغمضتها ...اية كوابيس واية احلام هذه ...استسلمت لهواجسي حتى كاد راسي ينفجر...هل انا في الفضاء؟ لا، ربما في عالم الجن ...؟هل هؤلاء الذي يحيطون بي هم شرموخ، ونجوف، زليخة،&nbsp; وشعشوع؟؟ بماذا يتمتمون؟ هل يقولون لبعضهم البعض هذا ابن ادم الذي جرح كبرياء إبنتنا ...حسناً، ماذا سيفعلون بي ؟هل سيعلقونني من شعري في الفضاء؟ لا،لا، ربما سيضعونني في طنجرة كبيرة..او يحدث معي مثل ما يحدث في حكايات الف ليلة وليلة وسيسحروني على هيئة قرد&nbsp; <font color=#000088>او يمسخونني على هيئة كلب او حمار وربما على شكل دجاجة...&#33;</font></span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اغمض عيني.. انام ثم استيقظ.. ثم انام ثم استيقظ والاحلام ما تزال تراودني، والكوابيس تلاحقني ثم انام واستيقظ ولا اقوى على الحراك. افتح عيوني اتفحص الغرفة، اجد امي جالسة امامي، انها نائمة على الكرسي بجانبي، يعاودني السؤال: اين انا ؟..ماذا يحدث؟ اتذكر الحديقة.. غادة ..دموع ...نعم اذكر، لقد كنت في الحديقة وكانت معي غادة ،حدثتها وحدثتني، اغضبتها حزنت لذهابها ..نعم لقد تركتني ولكن اين انا...؟</span></font></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>زاحمت الافكار في مخيلتي، ومن وسط زحام الافكار، ظهر وجه<font color=#ff0000> غادة</font> الجميل ...انها غادة كما عهدتها، بنظراتها وابتساماتها الساحرة، اقتربت مني تسير بدلال وانفة، ونظرات عينيها لا تخلو من بريق الحزن والشفقة، دنت وجلست على حافة السرير بجانبي حاولت النهوض ..لم استطع الحراك ولم اقو على الكلام ..كل شيء شل في جسدي ما عدا التفكير والنظر ..انظر اليها ..ترفع يديها تمتد نحوي تميل بجسدها المتناسق وصدرها المكتنز باتجاهي، ينسدل شعرها الاسود كالشلال&nbsp; يتدلى على صدرها ليلامس صدري ليفصل بيننا تبعده بيدها برقة ودلال تزداد زاوية ميلها وكان بها شوق ولهفة لاحتضاني تسارعت دقات قلبي...حاولت تحريك يدي ولم افلح...يختلجني شوق دفين اتمنى ان اضمها بعنف الى صدري ولكنني لا استطيع، لا اقوى على فعل ذلك ..&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تابع</span></font></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:23 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الخامسة
<hr>
</font></span></p>
<p dir=rtl><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اما هي فتمتد ... </span></font><span lang=ar-sa>&nbsp;<font face="arabic transparent" size=5>يداها لتلامس براحتيها الناعمتين جبيني وراسي، ارتعش جسدي وسرت في عروقي رعشة يلاحقها تيار احساس غريب جميل، تمنيت ان يدوم طوال العمر، دنت بشفتيها واقتربت كانما تريد تقبيلي، جهدت في محاولات عديدة ان ارفع راسي عن الوسادة لتلثم شفتاي شفتيها الورديتين، وفرغ صبري من الانتظارلأقبلها قبل ان تقبلني لكنها لم تفعل ...داعبت اناملها شعري، ومسحت براحتها حبات عرق تصببت من جبيني ونظرت في عيوني حتى فقدت قدرتي على التركيز وقالت:..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن، قل غادة "..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>عجزت عن الكلام ..الحّت على واصرّت ..حاولت ثم حاولت حتى نجحت وقلت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; <font color=#ff0000>غادة ..</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>رددت اسمها عدة مرات...شعور بالنشاط والحيوية يحثني على النهوض وشعور بالراحة والطمانينة عمل على تهدئة اعصابي..وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; "حسن، الان ستنهض لتتمشى في الغرفة عدة مرات وستذهب الى المغسلة لتغسل وجهك، وستقوم باستبدال ملابسك".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;كانت ترشدني وتدلني على مكان كل شيء، طلبت مني اشياء كثيرة، حتى انتصبت&nbsp; على قدميها واقفة وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; "والان يا حسن انا مضطرة للذهاب، ولكنني ساعود باسرع وقت ممكن ..حسن، بعد قليل من الوقت ستسمع وسترى امور واشياء غريبة&nbsp; حدثت فلا تتفاجأ، واريد منك ان لا تفكر بها كثيرا&nbsp; فكر فقط بانك في صحة جيدة وانك معافى تماما ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اختفت <font color=#ff0000>غادة</font> بهدوء، بدأت انفذ كل ما طلبته مني، وتحول الهدوء الى نشاط وحيوية ...تاكدت انني في غرفة احد المستشفيات، ولكن ما سبب وجودي فيه، نظرت الى امي فهي لا تزال تغط في نوم عميق، ربت على كتفها ...ايقظتها من نومها...فتحت عينيها، ذهلت وقفت على قدميها...خرجت مسرعة لتعود بعد ثوان بصحبة احدى الممرضات ...وما ان وقعت نظرات الممرضة علي حتى استدارت وعادت مسرعة من حيث اتت لتعود بصحبة طبيب، امتلأت الغرفة بالاطباء والممرضين، وكل ما فعلته أني جلست اراقب بهدوء كل ما يجري من حولي من امور لم افهمها .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>عملت على ان لا اجهد نفسي وفكري في تحليل وتفسير كل ما يجري، وها انا انتظر لأعرف. تقدم احد الاطباء وكلمني باللغة العبرية واخذ اخر يترجم لي باللغة العربية، ولم يكن هناك داع للترجمة لاني اعرف العبرية جيدا، اسئلة كثيرة وجهها إليّ الطبيب، ولكن الذي طير صوابي وافقدني هدوئي&nbsp; بحيث لم استطع ان اتمالك نفسي من الانفعال، اني علمت من حديث الطبيب، انه مضى على مكوثي في المستشفى <font color=#ff0000>سبعون يوما</font> كنت فيها في غيبوبة تامة .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>صدمة قوية ..لم استطع مواجهة نفسي من هولها، وضعتني امام مخاوف الحياة، ايعقل ان اكون قد مكثت في المستشفى سبعين يوما؟ كيف هذا دون أن&nbsp; احس او اشعر بشيء، وكأنني مكثت يوما او بعض يوم ...شعور عميق يلفه الصمت. عاصفة من الحيرة أخذت تعصف بنفسي ...تذكرت غادة وتحذيراتها عندما قالت :ستسمع وسترى يا حسن اموراً غريبة...نعم اليس الذي انا فيه من اغرب الامور ...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>جلس الي الطبيب شارحا ما حدث، وقال يخاطبني :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ انك يا حسن سليم معافى ...وجسمك خال من أي مرض عضوي ...هذا ما اثبتته الاشعة والفحوصات الطبية والمخبرية غير ان ما تعرضت اليه من غيبوبة يبدو انه ناتج عن عامل نفسي...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>من حديثه يظهر وكأنه لا يملك أية توضيحات علمية لعلتي...ولم يسمح لي بمغادرة المستشفى الا بعد حضور الطبيب الحيفاوي الذي اشرف على علاجي طيلة ايام غيبوبتي، وما هو الا يوم واحد حتى حضر الطبيب، وكان جل تركيزه واهتمامه ينصب حول قدرتي على التحرك والكلام...وقال لي بصراحة:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ ان الاسباب التي ادت الى غيبوبتك غريبة بعض الشيء، ولكن الاغرب منها يا حسن قدرتك على الحركة والكلام بشكل طبيعي وكانه لم يحصل لك شيء .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>عدت الى البيت ...وبقيت اياما يحيطني بها الاقارب والاصدقاء والاهل، وعشرات الاسئلة الفضولية تنهال علي ..كيف يا حسن؟ وشو صار يا حسن؟ وانت ماشعرت يا حسن؟ الخ...&nbsp; وبالطبع أنا لا املك الاجابة على أي سؤال ...وكل الذي فهمته ان امي وجدتني ملقى في الحديقة، فحاولت ايقاظي، وبعدها ايقظت نصف البلدة على صراخها وتم نقلي الى مستشفى عربي، وبعدها قام اهلي بتحويلي على حسابهم الى مستشفى اسرائيلي، حيث عجز الاطباء عن تشخيص حالتي وتم وضعي تحت اشراف طبي مكثف ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>امي المسكينة لم يعجبها ما قاله الاطباء عن حالتي، فقررت ان تتصرف هي بطريقتها الخاصة .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>توجهت الى الفتاحين والمشعوذين، واول "دجال" توجهت اليه دفعت له الف دينار ليعطيها النتيجة التالية (عمل سحر )لابنك، وتصادف في نفس الوقت بأن اصابته عين حسود&nbsp; (سحر+حسد=غيبوبة) وقام باعطائها حجاباً ضد الحسد، ولهذه النتيجة توجب على امي دفع مبلغ ألفي دينار اذا هي ارادت ان يستخرج لها&nbsp; (العمل -السحر ). ودفعت امي المسكينة المبلغ للدجال مقابل قيامه ببعض الحركات البهلوانية ...واخذت امي تتنقل من دجال الى اخر حتى صرفت كل ما تملكه وكل ما استطاعت ان تستدينه من الاقارب لتدفع به لهؤلاء الدجالين الكاذبين، وكلما يئست من واحد تجد من يدلها على اخر، وهي ترتحل من جنين الى نابلس ومن نابلس الى الخليل...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>والحمد لله، ان مجموع ما انفقته&nbsp; امي على<font color=#800000> الدجالين</font> مضافاً اليه الفاتورة التي يجب تسديدها للمستشفى، كان يتطلب منا العمل خمس سنوات حتى نقوم بتسديده. اكثر ما كان يؤلمني هو ما تسببته لأهلي من عذاب، شعرت بأني سبب شقاء هذه العائلة واني عبء عليهم،&nbsp; ليتني لم افق، وبقيت في غيبوبة الى الابد، او حتى مت. ماذا فعلت ليحدث لي كل هذا ؟اتذكر غادة ويعتريني شعور بالغضب عليها. فمنذ عرفتها والمصائب تحل بنا؛ واحدة&nbsp; تلي الاخرى، فهي سبب سهري وقلقي وعذابي، ولكني احبها، نعم ،اقدسها وبجنون، ولكن لماذا تركتني؟ لماذا تخلت عني وانا بأمس الحـاجة اليها لماذا لم تـات لتساعدني&nbsp; وهي&nbsp; تملك القــدرة&nbsp; على ذلك، لمـاذا <font color=#ff0000>يا غادة ...؟</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وفي وسط دوامة التفكير والهم والغم وانا جالس خلف المكتب في غرفتي، ظهرت <font color=#ff0000>غادة </font>وجلست امامي، وما ان رايتها حتى امتزجت&nbsp; مشاعر الفرح والسعادة عندي&nbsp; بمشاعر الغضب عليها لما حصل لي، قالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; "مابك يا حسن ؟لم اعتد رؤيتك هكذا.."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; لا شيء يا غادة ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ويبدو انها قرأت شيئا من افكاري، فتلاشت ابتسامتها ولم تتكلم، ومرت دقائق من الصمت ولم تتكلم، ولم اتمالك نفسي في التعبير عن غضبي، وقلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ لماذا فعلت بي كل هذا يا غادة ..؟لماذا لم تساعديني؟ لماذا تخليت عني وانا الذي احببتك، بل عبدتك ..لماذا انتظرت سبعين يوما حتى تذكرت ان تساعديني...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اخذت غادة تراقبني بهدوئها الواثق، بنظراتها العميقة، ولم تجب، وكان صمتها يستفزني اكثر واكثر فقلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; هل تشعرين بالسعادة الان ...هل نلتُ عقابي المناسب ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وخرجت غادة عن صمتها وقالت بنبرة غضب :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "اي احمق انت ...ما ذنبي بالذي حدث لك ...لماذا تصر على ايلامي دائما ؟حقاً انتم بنو البشر من اضعف المخلوقات، ولكم طريقتكم الغريبة في تفسير واستيعاب الامور، ويا لبراعتكم في القاء اللوم على الاخرين ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وبلغ غضب غادة ذروته حينما قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ يبدو لي انه&nbsp; حان الوقت لتواجه نفسك الضعيفة، هل تريد ان تعرف من الاحمق والضعيف الذي فعل بك هذا ؟ يجب ان تعرف ,انت تستحق ان تعرف الحقيقة التي لن تسرك. وبحركة سريعة ومفاجئة اقتربت مني ووضعت كلتا يديها على راسي وابهام يدها اليسرى وابهام يدها اليمنى ضغطت على جبهتي، وما ان ضغطت حتى شعرت بان حر الدنيا قد بدا يخرج من رأسي، وبصوت هادىء متقطع قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "انظر في عيوني.. انظر في عيوني"..&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nb
sp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تابع</font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:25 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السادسة
<hr>
</font></span>


</p><font size=5>&nbsp;&nbsp; <font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400">فقدت كل قدرة على التركيز لم اشعر براسي أوجسمي، لم اعد ارى شيئا أو اشعر بشيء. أسمع بضع كلمات شبيهة بالاحلام تقول لي :</span></font></font>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "انت الان تقترب من الحديقة ،انت الان بالحديقة "..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ارى حديقة منزلنا ..ارى شخصاً ملقىً على الارض ...انه انا ،نعم انا، ارى نفسي ..ارى امي تحضر الى الحديقة تقترب تحاول ايقاظي ..حسن ..حسن&nbsp; تصرخ،تحضر اختي..يحضر الجيران..يحملوني&#33;&#33;&#33;&nbsp; ينقلونني&nbsp; في سيارة...اصل المستشفى ..اطباء .. ممرضات..اجهزة..فحوصات ...ارى بوضوح كل شيء حدث معي،&nbsp; ابتداء من وجودي في الحديقة وحتى لحظة صحوتي من الغيبوبة في المستشفى، بسرعة هائلة تمر الاحداث امامي..كل صغيرة وكبيرة تمر بسرعة .الغريب في الامر اني كنت استطيع ان اصحو في أية لحظة اريد ذلك أن يحدث وانا في المستشفى، لا، لا اريد ذلك ,وبسرعة هائلة ، بدأت اعود الى حيث بدأت، واشعـر بثقل وتعب في كل انحاء جسدي، ترفع غادة يديها عن راسي لتقول لي :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "هل علمت الان ماذا حدث لك؟ ومن المسؤول عن ذلك ؟انا لم اتخل عنك بالرغم من سخافتك ولكني مهما بلغت من قوة لا استطيع ان اجعلك تفعل شيئا&nbsp; لا تريد انت ان تفعله.. انا آسفة...ولكن لا مفر، إذ كان لا بد من قيامك بهذه الرحلة لتعرف حقيقة نفسك".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وفجاة اختفت <font color=#ff0000>غادة</font> ...جسمي يرتعش ...شعور غريب...كيف استطاعت غادة ان تفعل هذا ؟ما هي القوة التي تملكها ، نعم لقد استطاعت ان تعيدني الى الماضي لكي اسمع وارى كل ما حدث معي ,فذاكرة الانسان تستطيع ان تعود به الى الماضي، ولكن ليس بهذا الوضوح وهذه الدقة، لقد سمعت كل كلمة قيلت،&nbsp; وكل من كان قريباً مني اتذكره ...حتى اصغر الاشياء التي لا تستطيع الذاكرة ان تسجلها ...رايتها بوضوح ...نظرت الى ساعتي وكانت تشير الى الثالثة صباحا ..كم استمرت هذه التجربة..ساعة..ساعتين ..ثلاث ساعات ..كيف حدث واستطعت ان اعيد تفاصيل احداث سبعين يوما. اكثر ما&nbsp; كان يخيفني مما حدث، هو انني كنت ارى نفسي على بعد امتار وكاني "اتفرج" على شخص اخر&#33; ...هل في داخل الانسان قوة تتحكم فيه ولا يستطيع هو فهمها؟...وذاكرة الانسان تدون فقط الاشياء التي يتذكرها ...ولكن هل بالفعل نحن لا نتحكم بتصرفاتنا ؟يا غادة كم انا ضعيف امامك ...كم مرة اخطأت بحقك وكم اسأت اليك...وكم كانت تصرفاتي&nbsp; سخيفة تجاهك يا <font color=#ff0000>غادة</font> ...&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" بعرف انك سخيف" </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة هل عدت ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "انا لم اذهب يا حسن حتى اعود ، بقيت معك بالغرفة، لم استطع ان اتركك حتى أطمئن على انك عدت الى وعيك الطبيعي... لأن من يعود منكم الى الماضي احيانا لا يستطيع العودة منه، وانما يعيش فيه وهذا ما تسمونه انتم </font><font face="arabic transparent" size=5>البشر</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> جنوناً.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp; ضحكت وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "وانت مجنون من دار اهلك ...ومش ناقصك اللي (يجننك)".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة قولي لي، كيف فعلت هذا؟ وكيف استطعت اعادتي الى الماضي؟ ولماذا لم اكن اتذكر كل هذه الاشياء وحدي؟...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ حسن لا داعي لارهاق تفكيرك، كفاك ما عرفت اليوم، ويجب ان اغادر ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة ارجوك فقط اجيبي على هذا السؤال .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة ...ارجوك .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن، كل انسان سليم العقل يستطيع العودة الى الماضي متى شاء، الماضي الذي كان موجوداً&nbsp; فيه فقط الماضي الذي كان يدركه ,فكل الاصوات التي سمعها والصور التي راها يستطيع العودة اليها ولكنكم حتى الان لم تستطيعوا اكتشاف الطريق الصحيح الى ذلك وربما يكون ذلك افضل لكم، فالمئات منكم استطاعوا العودة الى الماضي، وحين وصلوا الى موقف مميز توقفوا عنده لحاجتهم اليه".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; غادة ...اذا كانت لدى الانسان&nbsp; القدرة للعودة الى الماضي فهل لديه القدرة للذهاب الى المستقبل...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ووقفت غادة وهي تضحك وتشير بيدها نحوي :..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "روح يا حبيبي نام احسنلك وسنكمل حديثنا بالغد واختفت من جديد..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ومع اختفائها توشح الافق بخيوط الشفق الاحمر معلنا بزوغ الصباح .القيت بنفسي على الفراش لاغط في نوم عميق&nbsp; هادىء،&nbsp;&nbsp; لم اصح منه الا في ساعات الظهيرة، بعد الحاح واصرار من امي على ان استيقظ واستعيد نشاطي وحيويتي لاجلس مع قريباتها اللواتي قدمن لزيارتنا لتقديم التهاني بسلامتي وخروجي من المستشفى، غسلت وجهي واستبدلت ملابسي، وخرجت لاسلم على قريباتي جلست معهن ما يزيد عن ساعتين،&nbsp; بدأ الحديث بالسؤال عن صحتي، وانتهى بآخر اخبار فلانة وعلانة...وبصراحة أقول أن الذي جعلني اجلس معهن كل هذا الوقت الطويل الذي كان بامكاني اختصاره -هو ان خالة امي "ام محمد"، والتي لم ارها الا مرتين في حياتي، بدات تروي لنا بعض القصص عن "الجن "القصة تلو الاخرى ومع ان حديثها عن الجن لم يكن يخلو من السذاجة، الا ان حديثها كان شيقا، وكان ذلك الحديث هو الذي دفعني الى الخوض معها في نقاش كنت متاكدا من سخفه حول الجن وامور الجن وهل يتزوج الجن، وكيف يحب الجن،...؟ وجهت لها اسئلة عديدة اربكت من كان موجودا ، اصبحت الجلسة مملة.استأذنت وتوجهت الى المطبخ حيث كانت امي وقالت لي :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ "اتلاحظ يا حسن انك مهتم بامور الجن اكثر من اللازم...شو القصة ؟".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ كلا يا امي فقط اردت ان اجامل خالتك "ام محمد"وقصصها الغريبة ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>يبدو ان حاسة امي الغريزية جعلتها تشك في بعض تصرفاتي...وان شكت امي بشيء فانها لا تجعله يمر مرّ الكرام...انقضت الساعات ، الساعة بعد الساعة، تجاوز الوقت منتصف الليل وانا اسير من الغرفة الى الصالة ومن الصالة الى المطبخ ...وبعد ان نام كل من في البيت&nbsp; ,جلست قليلا في الصالة،&nbsp; احسست باحساس قوي جدا ان غادة الان قريبة مني وانها حتى داخل الغرفة...ركضت مسرعا باتجاه غرفتي وكأني اريد ان اختصر تلك المسافة القصيرة جدا ...وما ان وصلت الى غرفتي حتى وقفت بجانب الباب والسعادة تغمرني، وقلبي يكاد&nbsp; يقفز من مكانه من شدة الفرح، تقف <font color=#ff0000>غادة</font> متكأة على حافة النافذة المطلة على الشرق ...تنظر عبرها نحو الفضاء بطمأنينة وهدوء، وعلى ثوبها الابيض تناثر شعرها الاسود الطويل وكان نور القمر يتسلل عبر زجاج النافذة، مما جعلها تبدو وكانها لوحة&nbsp; غاية في الجمال، ثبتت على الحائط المظلم وسلط عليها ضوء كشاف مثبت في الفضاء...

تابع</font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:27 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السابعة
<hr>
</font></span>


</p><font size=5>&nbsp;<font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400">تسمرت في مكاني بضع دقائق وانا انظر اليها ولا ادري ان كانت تراني او شعرت</span> </font><span style="font-weight: 400">&nbsp;</span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent">بقدومي...شعورقوي&nbsp;&nbsp; في نفسي&nbsp; يدفعني نحوها بخطى متثاقلة...ازدادت لهفتي ...تمنيت لو ان باستطاعتي ضمها الى صدري وان اسمعها دقات قلبي...شيء قوي يمنعني ...هل هو عدم الجرأة ...أم ماذا لا ادري ...دون ان تلتفت الي قالت :</font></span></font>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "اغلق الباب وتعال الى جانبي يا حسن" </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اغلقت الباب وسرت نحوها .وقفت بجانبها ونظرت عبر الفضاء فلم تشدني النجوم ولا القمر - لتعود عيناي الى حيث استقرت روحي.وفي لحظة جد امتدت يدي محطمة قيد الصمت الذي كبلها تحت اسم -عدم الجرأة - وراحت تداعب خصلات شعرها الناعمة الملساء، وغادة لا تزال تنظر نحو الفضاء ...اما عواطفي ومشاعري فقد اثقلت باحساس جثم ليغلفها بلهفتي المتزايدة ان اضمها ولو للحظة واحدة... اتوق لثغر تبسم، "لخبط كياني"، وعقد لساني، وجعل دقات قلبي تسارع سرعة الصوت ...وقبل ان اتخذ القرار استدارت <font color=#ff0000>غادة </font>نحوي وكانها تحثني على ان افعل ذلك ...هممت وقفزقلبي من موضعه لولا انها سارت عدة خطوات وجلست على حافة المكتب. ثم قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "تبدو اليوم بحالة جيدة يا حسن "...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ما دمت اراك يا غادة&nbsp; اكون كذلك ...&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "ولكنك بالامس لم تكن كذلك ......"&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ دعينا من الامس ومن الماضي، وليكن تفكيرنا في الحاضر والمستقبل...&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن ...المستقبل سيصبح ماضٍ في يوم من الايام...ولا مستقبل دون ان يحدد الماضي معالمه... والهروب من الماضي هروب من المستقبل" .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة ...دعيني&nbsp; أمنح عقلي هذا اليوم اجازة لأستريح من عناء التفكير ...في هذه اللحظة لا اريد التفكير الا فيك يا غادة، وبوجودك جانبي </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ حسن ...ستفكر في غادة ولكن أهي غادة المستقبل ام غادة الماضي...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ انت بالنسبة لي مثلاً ٌ للحب، وقدوة من اجل البقاء، وانت النور والدلال، انت يا غادة كلمة لم يحويها المعجم ,انت المستقبل والحياة..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "لكن بعد مغادرتي يا حسن،ساصبح&nbsp; انا ايضا في ذاكرتك ماض،&nbsp; فهل ستبقى تفكر في الماضي...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ نعم، الماضي الذي نسجته أنت هو الذي سيمدني بالقوة والامل للقاء الغد المشرق بوجودك يا غادة ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "واذا لم اكن فيه يا حسن" ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة ارجوك دعينا من الافكار وهذا النقاش الذي "يغص" البال...&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "ارأيت يا حسن ,كيف تهرب من المستقبل،&nbsp; فاذا كنت تهرب من الماضي لانه ليس فيه كل ما تريد، وتهرب من المستقبل اذا لم يكن فيه ما تريد فالى متى ستظل تهرب يا حسن .."&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ ما هي السعادة يا غادة ؟انها لحظات نقتنصها من الحياة وتتلاشى هذه اللحظات بمجرد التفكير بانها سوف تنتهي ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن اني خائفة عليك من الغد ,فلا ادري&nbsp; ان كنت ساكون فيه ام لا؟ ولا اريد ان حدث شيء ما وانتهت علاقتنا ان تهرب من الواقع وتتعرض لما تعرضت&nbsp; له في السابق "...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غــــادة ، ماذا يجول في خــــاطرك ...ولأي شيء تمهـدين ...&#33;&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "انا يا حسن لا امهد لامر&nbsp; خاص ، ولكن حين افكر فيك اشعر ان من الافضل ان تنتهي علاقتنا عند هذا الحد ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ اني احبك،&nbsp; اعشقك ...ولا اريد الحياة بدونك </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "وانا ايضا احبك يا حسن ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ يا الله ما اجمل كلمة الحب تلك التي تنطقين بها يا غادة، اعيديها مرة اخرى ولتنتهي حياتي بعدها .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت غادة وضحكت ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "ولكني لا اريد ان تنتهي حياتك يا حسن".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ نعم انا احبك ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ ان هذا الحب جنون والاستمرار فيه جنون، ولن يجلب لنا سوى العذاب والالم ,فأنت من عالم، وانا من عالم&nbsp; اخر، ولن يستطيع هذا الحب ان يغير طبيعة الحياة ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>عبرت رأسي فكرة مجنونة لم استطع مسك اعصابي...صرخت كالتائه الذي وجد ضالته فاهتدى...كمن كان يبحث عن شيء فقده ووجده فجاة...وخيل الي ان كل من في البيت سمعني حينما قلت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "غادة ..حبيبتي لماذا لا نتزوج؟ "</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وما ان لفظت هذه الكلمة حتى بدات غادة تضحك وتضحك بجنون ...خشيت عليها ان تصاب بالاغماء من شدة الضحك، أما أنا فلم أكن أعرف ما الذي يضحكها،&nbsp; ولكن سبحان الله رب العباد خالق كل شيء...سبحان الذي خلقها ...ما اجمل ضحكتها ...سرحت في محراب جمالها ولم اصح الا حين قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ يا حسن هل تعي ما تقول ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ نعم لماذا لا نتزوج يا غادة ...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;صمتت واخذت ترمقني بنظرات لا تخلو من بعض السخرية، ورسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "حسن ..صحيح انك مجنون،&nbsp; انت لا تعرف عني شيئا ولا عن عالمي وتريد ان تتزوجني "</font>.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ غادة</font> انا لا اريد شيئا غير ان اتزوج منك فهل هذا بالمستحيل؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>لحظة صمت أحاطت بأفكار غادة، راحت افكارها تتسارع ...بدا ذلك واضحا على ملامحها حين اطلقت العنان لاناملها تداعب ثنايا وطيات ثوبها الحريري تارة، وتعبث ببعض خصلات شعرها المنثور على الثوب تارة اخرى . وبصوت هادىء كالذي خرج من نفق عميق ،وبشكل جدي رتيب خلى من أية سخرية او مزاح قالت </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "كلا يا حسن هذا ليس بمستحيل ...&#33;ولكنه جنون، بل عين الجنون "...&#33;&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ اهلا بالجنون ما دمت انت فيه يا غادة </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن اني اخشى عليك ،اخشى ان افقدك، او تفقد نفسك، فانت لا تدري هول المتاعب التي ستواجهها بسببي.." </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ انا على اتم الاستعداد لمواجهة الدنيا باسرها اذا كان الامر يعني الزواج منك يا غادة .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "طيب يا حسن كيف بدك تتزوجني" ؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ اتزوجك مثل كل الناس. </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" ولكني لست من الانس" &#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ اتزوجك على طريقة الجن. </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "ولكنك لست من عالمي" .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ لماذا تعقدين الامور يا غادة ؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن من الممكن استمرار علاقتنا بكافة اشكالها وبدون تعقيدات..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة ولكني اريدك ان تبقي معي دائما ,</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ أو تظن ان تزوجتني أني سابقى معك دائما ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ ولم&nbsp; لا يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن، انا لست انسية لتمتلكها" .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ انا احبك ، وزواجي منك لا يعني ان امتلكك ...&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "اذا ماذا يعني ذلك يا حسن ؟"</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ يعني اني احبك واريد ان تبقي معي، ويشعر كل منا اننا روح واحدة.وبصراحة يا حبيبتي اني,لا استطيع ان اعبر عن مشاعري </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ طيب وكيف الطريق الى ذلك ...؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ان اتزوجك </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ وكيف سيتم الزواج ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وهنا لم استطع الاجابة فانا اعرف ان الزواج عندنا نحن البشر عقد وشهود وحفل ...الخ , ومراسيم الزواج عند البشر لا تختلف&nbsp; كثيرا بين ديانة وديانة ,اما عند الجن فكيف لي ان اعرف؟&#33; .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ"لا اعرف يا غادة، فحين فكرت في الموضوع، فكرت فيه على طريقتنا نحن البشر ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>استغرقت غادة في التفكير&nbsp; قليلا وقالت والابتسامة تزين شفتيها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "اتعلم يا حسن ان افكارك المجنونة تشدني ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;فرحت بل طرت من الفرح للكلمات التي قالتها غادة&nbsp;&nbsp; واشعرتني بموافقتها&nbsp; المبدئية على موضوع الزواج .وقلت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; اذاً&nbsp; انت موافقة...؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ورمقتني غادة بنظرة حادة بطرفي عينيها الواسعتين السوداوين تزامنت&nbsp; مع&nbsp; ابتسامة ساحرة لا تخلو من بعض الخبث وبصوت رخيم ممزوج بالسعادة والتحدي قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" انا موافقة يا حسن..."&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&n
bsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&n
bsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&n
bsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تابع</font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:28 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثامنة
<hr>
</font></span></p>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; </font><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وما ان تفوهت بتلك الكلمات وارتد صداها في اذني حتى اقتربت منها وامسكت بيديها ,فتوسدت يداها الناعمتين راحتيّ&nbsp; يدي، وقلت&nbsp; لتوكيد ما&nbsp; قالت :</span></font></span></h6>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ حبيبتي غادة هل انت حقا موافقة ...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت بصوت مسموع ...فتراخت كفتاها&nbsp; في راحتي بشكل عفوي ,وعندها عرفت معنى السعادة الحقيقية اذا ملكها الانسان للحظة واحدة ـ غادة ...حياتي ...انت لا تمازحيني..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; كلا يا حسن، مثل هذه الامور لا تحتمل المزاح. والان ماذا سنفعل يا حسن ...؟".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>سكتت عن الكلام ..وراحت ترمقني بنظرات خبيثة والابتسامة لا تفارق شفتيها في انتظار ردي وهي تعلم تماما ما يجول في خاطري، وتعلم مدى حيرتي وعدم قدرتي على التركيز ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>صراع بيني وبين نفسي ...لقد وافقت غادة على الزواج، ماذا عساي ان&nbsp; افعل الان، كل ما يمكن القيام به لمثل هذه المناسبة: حفل الزواج ومراسيمه التقليدية: خطوبة،&nbsp; "دبل"خاتم الزواج حفل غناء ، اصدقاء...اهل ...لم اتمالك نفسي من الضحك حينما تخيلت اني واقف امام والدتي واطلب منها ان تذهب الى اهل غادة من الجن لتطلب يدها لي ...وتخيلت حماتي الجنية،ويا سلام حينما تغضب مني ماذا ستفعل، افكار مجنونة ومضحكة وجميعها مقرونة بما يحدث في عالم البشر..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>كانت غادة تنظر الي بدلال ، وعيونها لا تخلو من لفتات&nbsp; الاطفال البريئة الخبيثة معا، وبصوت ناعم ورقيق نادتني :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ اه يا حسن ..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وتكررت هذه العبارة بين الحين والاخر، وهي تضحك بسعادة مفرطة لا تخلو من السخرية متعمدة بذلك احراجي منتظرة استسلامي لاقول لها:&nbsp; لا اعرف وهنا اعلنت استسلامي، وقلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ اسمعي يا حبيبتي. انا لا اعرف شيئا ...ساعديني انت كيف سنتزوج..؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت وهي تضحك :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ بصراحة ، بصراحة ، يا حسن ان طريقة الزواج عندكم جميلة .وانا اريد ان يكون زواجي منك حسب طريقتكم" وما ان اتمت عبارتها هذه حتى خرجت من فمها ضحكة عالية ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; <font color=#ff0000>غادة </font>ارجوك بدون مزاح ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "طيب يا حسن لندع المزاح جانبا ...طبعا لا يمكن ان اتزوجك </font><font face="arabic transparent" size=5>على الطريقة المتبعة في عالمكم</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>..ولكننا سنتزوج على نفس طريقتنا&nbsp; ,باستثناء بعض الامور كأن لا&nbsp; يحضر هذا الزواج احد لا من عالمك ولامن عالمي .. لان احداً&nbsp; لا يستطيع&nbsp; الحضور ،و لن يقبل احدهم الحضور، </font><font face="arabic transparent" size=5>لان كل من يحضر سيعرض نفسه للعقوبة، فبحضوره يكون قد شجع على خرق قوانين عالمنا</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>...والمهم قبل ان يتم عهد الارتباط يجب ان تكون ادركت تمام الادراك الامر الذي انت مقدم&nbsp; عليه ...ففكرة الزواج التي براسك مقرونة بعالم الانس، لهذا تجد انك قادر على اتخاذ القرار بدقائق،&nbsp; وان وجدت انك قد اخطات او تسرعت في اتخاذ القرار بعد الزواج، فستجد الف طريقة للخلاص منه...اما في عالمنا فالامر مختلف كثيرا لأن الارتباط في عالمنا لا يمكن فكه بسهولة...وزواجنا نحن وخاصة و</font><font face="arabic transparent" size=5>انت من عالم وانا&nbsp; من&nbsp; آخر فأنه سيكون اكثر تعقيدا بكل تفاصيله...بل هو تحدٍٍٍِ&nbsp; كبير للنظام&nbsp; في عالمينا .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقلت لها وقد فاض صبري: </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ انا يا غادة ادرك كل شيء ،&nbsp; وعلى استعداد لكل شيء ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقالت بنبرة غاضبة قليلا :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ انك لا تدري يا </font><font face="arabic transparent" size=5>حسن</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> فلا تتسرع قبل ان تفهم ...حين تتزوج مني سترتبط&nbsp; بعالمي ولن تستطيع العيش فيه وستفقد الكثير من حريتك في عالمك،&nbsp;&nbsp; ولن يعود هناك شيء يخصك وحدك، فلا تفريق بين ما يعنيني ويعنيك. لن تستطيع الزواج او اقامة أية علاقة مع انسية، وان حدث ذلك سيكون اخلالاً&nbsp; بعهد الارتباط واجمالا الارتباط يشمل كل شيء ما عدا الامور التي لا نتحكم فيها وتفوق قدرتنا كانجاب الاطفال مثلا، وهذا لا يتم بسبب اختلاف عالمينا وتكويننا وتركيبتنا&nbsp; ولا تحكمه ارادتك او ارادتي ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>حسن قبل ان اغادر هناك شيء مهم يجب ان تدركه جيدا <font color=#ff0000>انك تستطيع الان وبسهولة&nbsp; ان تنهي هذه العلاقة التي تربطنا لتبقى ذكرى جميلة.</font> حسن ساتركك الآن تفكر بشيء من الهدوء فيما قلته لك. وعودتي&nbsp; او غيابي&nbsp; عائد لقرارك يا حسن ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>واختفت <font color=#ff0000>غادة</font> ، وتركتني في صراع، فهل يعقل اختيار الفراق... لا لن يحدث هذا، فغادة هي الروح وهي الحبيبة والامل ومن دونها لا استطيع&nbsp; الحياة ...وهُزم صوت العقل والمنطق في اعماقي وكانت خطوتي الاولى قراراً&nbsp; اتخذته بمحض ارادتي، دون ان يتمكن عقلي ان يعدل عاطفتي عنه ، بل زاد تصميمي عليه وتمسكي به اكثر فأكثر وبقيت اسيرالزمن،&nbsp; اعد الساعات في انتظار غادة كي ابلغها بما عقدت العزم عليه حيث لن يثنيني عن الزواج منها أي كائن.&nbsp; وحضرت غادة وما ان وقع بصري على وجهها الجميل حتى انطلقت من فمي الكلمات تسابق قوة البصر...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ <font color=#ff0000>غادة حبيبتي</font> ساتزوجك.ولن تستطيع أية قوة في العالم ان تحول بيني وبينك منذ هذه اللحظة..لن اسمح لاحد ان يفرق بيننا&nbsp; يا حبيبتي حتى ولو كان عمري هو الثمن ..فحياتي فداك يا روحي..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>واخذت غادة تتأملني ثم قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "كنت اعلم بان هذا سيكون قرارك وكل ما اتمناه ان لا ياتي اليوم الذي تندم فيه على هذا القرار يا حسن ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة يا احلى الاسماء، لن اتراجع، ولن يثنيني احد عن قراري حتى لو اظلمت الدنيا فأن ابتسامتك ستنير حياتي .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن انا ايضا احبك حبا جعلني اتمرد على كل شيء...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ حبيبتي،&nbsp; اذاً&nbsp; هلمي نتوج هذا الحب بزواج يجمعنا الى الابد.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وابتسمت وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "على طريقة عالمك ام عالمي ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ كما تشائين يا حياتي ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت لي :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" ليكن&nbsp; يا حسن ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>واقتربت مني بخطى واثقة وعيونها تسبقها الي، امتدت يدها اليسرى لتشابك&nbsp; يدي مثيلتهاو لتتشابك اصابعنا .وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "لنعلن معا عن رغبتنا بالارتباط الابدي على هذا النحو :اعلن عن رغبتي بالارتباط بحسن الذي اراه يقف امامي، واسمع صوته، وامسك بيده اليسرى، واحس بوجوده".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وبعد ان انهت ميثاقها، طلبت مني ان اعيده&nbsp; فقلت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ اعلن عن رغبتي بالارتباط بغادة التي اراها تقف امامي، واسمع صوتها ،وامسك بيدها اليسرى، واحس بوجودها.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وانهيت كلامي وهي تنظر الي وما زالت يدها بيدي، وخيم جو من الصمت علينا وانا اترقب&nbsp; الخطوة التالية والفضول يقتلني، ولحظات الصمت تحرقني وصبري بدأ&nbsp; ينفذ وانا انتظر، ولا افهم شيئا مما يحدث، وبرقة النسيم وخفة القطة المدللة،سحبت اصابعها من بين اصابعي، وبرشاقة ريم استدارت وسارت بخطى واثقة عدة خطوات، وما ان دنت من سريري حتى القت&nbsp; عليه جسدها المتدفق بالانوثة وكانها سمكة تغوص بمهارة فائقة&nbsp; في عمق البحر، استلقت على السرير.. </font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:29 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة التاسعة
<hr>
</font></span></p><font face="arabic transparent" size=5>ومالت بقدها الممشوق متكئة علىالوسادة ...وانزاح شعرها الاسود ليظهر ما اخفى من جسدها وثوبها الابيض المتموج فوق اردافها البيضاء، وعيوني عن بعد تكاد تاكل بشراهة ذلك الجسد الصارخ بالانوثة، الذي حرك بداخلي كل شهوات الدنيا، لتدفعني لاقترب منها واجلس بجانبها، واحيطها بذراعي، واغمروجهي بشعرها&nbsp; الذي حجب جزءاً&nbsp; من كتفها ووجهها واضم جسدها الي وبراكين الشوق تشتعل بداخلي لاقبل ذلك الثغر المعطر بانفاس الرحيق ...</font>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font size=5><font face="arabic transparent"><font color=#ff0000>وتنظر الي وعيونها مترددة، تحثني على الاقتراب والابتعاد، واقترب لاصل الى شفتيها</font> .ترفع يدها وتمر&nbsp; باصابعها الناعمة&nbsp; كالحرير على شفاهي ثم تعود&nbsp; بأناملها بخفة ودقة ملائكية لتطبع عليها قبلة ناعمة وخفيفة، ...وفهمت من الذي قامت به بانها تمنعني من الوصول وتبعدني بلباقة ملائكية...وتراجعت قليلا الى الوراء تاركا يدي تحيط بخصرها ، وقالت لي وكأنها تريد ان تسبقني حتى لا اسأل لماذا قامت بصدي عنها ...</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن حبيبي وانا ايضا في شوق اليك ، ولكن يجب ان يتم عهد الارتباط وسيتم ذلك بعدثلاثين&nbsp; يوما".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ولم هذا التاجيل يا غادة ...؟؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ هذا ليس تأجيلاً يا حسن ولكن هكذا تجري الامور بعالمنا...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ والذي قمنا به اليوم يا غادة ماذا تسمينه ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "لم نقم بشيء ملزم يا حسن ...ما فعلناه هو الاعلان عن توصلنا لقرار .هذه هي طريقة الزواج والارتباط المتبعة في عالمنا، وفترة الثلاثين يوما هذه ما هي الا فرصة اخيرة للطرفين من اجل اعادة التفكير مرة اخرى في قرار التوصل للارتباط&nbsp; قبل الوصول الى اعلان عهد الارتباط الابدي</font>، فاذا ما تراجع احد خلال هذه الفترة فلن يكون ملزما إتجاه الاخر، ويكون له الحق المطلق في حرية الاختيار، واذا ما استمر الطرفان في رغبتهما بالارتباط، يتم عهد الارتباط الابدي بعد الثلاثين يوما بوجود اطراف اخرى او بعدم وجود احد ايضا ...ولكن يحبذ وجود احد..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها وقد بدى علي السأم والضجر من الطريقة المعقدة:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ولم هذا التعقيد وهذه الشكليات السخيفة يا غادة وخاصة اننا اتخذنا القرار&nbsp; ولن نتراجع عنه ابدا، دعينا من هذه الشكليات هيا نتم زواجنا ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت غادة :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ لقد وافقت على ان ترتبط بي بالطريقة المتبعة عندنا، وهذه هي طريقتنا، وان كانت هذه مجرد شكليات سخيفة في نظرك، فهي مهمة جدا ومقدسة من وجهة نظري ...وارجوك ان تفهمني&nbsp; ، <font color=#ff0000>لقد خرقت القواعد من اجلك وتمردت على كل القوانين في عالمنا، وانا الآن غير نادمة...</font>ولكن عهد الارتباط بالنسبة لي يعني الكثير، ويجب ان احافظ عليه حتى لا اشعر باني مجرد طفلة صغيرة تبحث عن كل ما هو مثير وجديد، سواء اكان ذلك الشيء&nbsp; عندك او عند غيرك، ارجوك انا لست كذلك فلا تسبب لي هذا الشعور...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>بقيت احدق في عيون<font color=#ff0000> غادة</font>&nbsp; اصغي الى كلماتها وأنا يخالجني شعور بتانيب الضمير، لاني في لحظة اللقاء نسيت ان كلماتي مست مشاعرها، وانانيتي جعلتني لا افكر الا بما اريده&nbsp; ، كان يجب ان لا احكم على الامور بطريقتي الخاصة، فما اراه سخيفاً&nbsp; قد تراه هي مهماً، وهي التي حافظت دائما على مشاعري رغم تصرفاتي السخيفة، وعلى الفور اعتذرت لها وقلت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; غادة حبيبتي انا آسف.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;فردت عليّ كعادتها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "لا عليك يا حسن، فلننس الموضوع ولنفكر بغد خال من الهموم والاحزان ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>تسامرنا وضحكنا، وشعرنا&nbsp; بسعادة لا توصف حتى قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ يجب ان اغادر الآن، وسوف اعود اليك باقصى سرعة ممكنة.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;واختفت.وكالعادة لم اعرف السر الكامن وراء اختفائها بهذه السرعة التي تفوق لمح البصر ...وبدات اعد الايام في انتظار انتهاء&nbsp; الثلاثين يوما&nbsp; لاحقق حلمي في الزواج من غادة،بقيت تسعة وعشرون ، ثمانية وعشرون ، سبعة وعشرون ، ستة وعشرون يوماً ، وللحقيقة فأنه&nbsp; مع انتهاء اليوم الرابع على رحيلها عني ، اعتراني شعور غريب وقوي بان شيئاً&nbsp; يحدث من حولي، احساس بالخوف يلفني، اشعر بأن هناك من يراقبني، ولا ادري كيف خلدت الى النوم هربا من شيء لا ادري ما هو، ولا ادري كم نمت حتى شعرت ان احداً يضع يده على وجهي ورأسي المليء بالافكار، افقت مذعورا لاجد غادة تجلس بجانبي وتداعب شعري وتقول:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; "لا تخف يا حبيبي.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وبدأت تهدئ من روعي . امسكت يدها بقوة وكاني اريد ان اطرد خوفا من داخلي لا اعلم مصدره، شيئاً&nbsp; غريب اراه في عيون وعلى&nbsp; ملامح غادة، علامات حزن وقلق بدت واضحة على محياها .قالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" افق يا حسن، واجلس اريد ان اتحدث اليك قليلا ..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قمت من السرير وجلست بجانبها وهي ترمقني بنظرات حزينة ترافقها ابتسامة مصطنعة، حاولت ان تظهرها طبيعية لتزيل اثار القلق الذي خيم علينا وقالت بصوت هادىء:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ " حسن حبيبي لقد علم </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>الكاتو</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> .".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وقلت مستغربا :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ<font color=#0000ff> "الكاتو</font>... وما هو هذا&nbsp;<font color=#0000ff> الكاتو</font> ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "</font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>الكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> هم الذين يحكمون عالمنا يا حسن". </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة انا لا افهم، هل تقصدين ان <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> هم الجن ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "حسن، </font><font color=#0000ff>"الكاتو"</font><font color=#ff0000> هم السلطة الحاكمة في عالمنا وهي المسؤولة عنا يا حبيبي، لا اريد ان اخوض معك في نقاش حول المسميات، باختصار "الكاتو"&nbsp; اسم يطلق على السلطة في عالمنا وهم&nbsp; مجموعة افراد مثلنا، ولا يختلفون عنا في شيء."</font>.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وكيف علم <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بعلاقتنا، وكيف علمت انهم علموا يا غادة ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وتنهدت غادة:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; لقد قلت لك بانه عاجلا ام اجلا سيعرفون، ولا يمكن اخفاء شيء لفترة طويلة دون ان يكتشفه </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>"الكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>...فقبل ايام استدعوني ...ولم اتوقع بانهم عرفوا بهذه السرعة، وطلبوا مني ان اقطع علاقتي بك،الى ان يحين موعد محاكمتي، وقد وصلوا اليك وعلموا كل شيء عن علاقتنا منك انت يا حسن...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقلت متعجباً : </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ مني انا، وكيف؟ .وانا لم احدث احداً&nbsp; عن علاقتنا ...يا <font color=#ff0000>غادة </font>انا لم ارَِ&nbsp; ولم اجلس ولم اتحدث مع جن او <font color=#0000ff>"كاتو"</font>&nbsp; او غيرهم ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ "اسمع يا حسن الامر بسيط، ويكفي ان يجلس معك احد افراد "<font color=#0000ff>الكاتو"</font> دون ان تعرف، ويتحدث معك باي موضوع أياً كان فحواه، واثناء الحديث لا بد ان يمر بذهنك شيء يذكرك بعلاقتنا، وبما ان <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> يستطيعون&nbsp; قراءة افكارك فأن<font color=#ff0000> الذي يجلس معك منهم سيعرف بالذي تفكر به، وما سيعرفه سيساعد على ان يبني طريقة الحديث معك التي تجعلك تفكر بما يريد ان يعرفه وهكذا يستطيع معرفة كل شيء</font><font color=#0000ff> </font><font color=#ff0000>...".</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ ولكن يا <font color=#ff0000>غادة</font> انا فعلا لم اجلس ولم اتحدث مع جن او <font color=#0000ff>"كاتو" </font>...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "يا حسن وكيف تستطيع ان تميز ان كان الذي يجلس معك هو من الانس او من </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>"الكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>...انا آسفة يا حسن لم اتوقع ان يعرفوا بهذه السرعة وكان يجب ان اعلمك كيف تستطيع التمييز بين الانس&nbsp; </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>و"الكاتو"..</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ودار عقلي وطار&nbsp; وانا احاول ان اتذكر كل الذين جلست معهم دون ان ادري، ولكن دون جدوى،&nbsp; فقد جلست مع الكثيرين...وسالتها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ بأي شكل يظهر <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff>ـ "الكاتو"</font><font color=#ff0000> يظهر بشكله الطبيعي ان كان رجلاً&nbsp; ام امراة وبالصورة التي ترسمها له أنت بخيالك"</font>.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;واحاول ان اضبط اعصابي واطرد الخوف من داخلي...وسألتها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وماذا يستطيع <font color=#0000ff>الجن</font> ان يفعلوا لنا يا <font color=#ff0000>غادة</font> ...</font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:30 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة العاشرة
<hr>
</font></span></p>
<h6 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; </font><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">نظرت الي وفي نظراتها رأفة بحالي&nbsp; وقالت :</span></font></span></h6>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ كل شيء، كل ما يتصوره عقلك يستطيعون&nbsp; ان يفعلوه يا حسن ما دام الخوف بداخلك".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وبدأت اتخيل عشرات الاشياء التي من الممكن ان يفعلها <font color=#0000ff>الجن</font> بي، واجهد نفسي ان لا اظهر امامها باني خائف، مع ان الخوف قد اغرقني...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وابتسمت <font color=#0000ff>غادة</font> وقالت لتعيد لي الثقة بنفسي: </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "يا حسن، </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>"الكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> فعلا يستطيع ان يفعل بك أي شيء ما دمت ضعيفاً امامه، ولكنك تستطيع مواجهته وبمقدورك ان تكون اقوى منه اذا ملكت الارادة لذلك، فقوة "الكاتو" يستمدها من ضعف الاخرين ومن خوفهم".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وسألتها كالغريق الذي يبحث عن طريق للنجاة:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ وانت يا <font color=#ff0000>غادة&nbsp;</font> لابد&nbsp; وأن تكون&nbsp; لديك طريقة ما،&nbsp; وخاصة وانك منهم، ولديك نفس القوة الخارقة التي يملكونها، الا تستطيعين عمل شيء لنتخلص من هذه "الورطة"؟ ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ ليتني استطيع يا حسن، </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>"فالكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp; اقوى مني بكثير، وانا خاضعة لقوانينهم وكل شيء استطيع ان اعمله يعتمد عليك انت، لانك لا تخضع لقوانينهم،&nbsp; وانت بارشاد مني تستطيع ان تواجههم ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>إن ما&nbsp; قالته <font color=#ff0000>غادة</font> زادني خوفا على خوف، فان كانت غادة بقوتها الكبيرة تخشاهم وتخاف منهم، فكيف لا اخاف منهم وانا لا ادري من هم، ومتى سيظهرون، وفي أي وقت، ليلا&nbsp; ام نهارا...يا الهي اية "ورطة"وقعت&nbsp; فيها ...ورمقتني بنظرة غاضبة ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ حسن خوفك هذا سيقضي عليكّ،&nbsp; فأي جبان انت...الخوف شل عقلك..قبل ان يحدث شيء ،&nbsp; لم اتصور بأنك جبان الى هذه&nbsp; الدرجة فخوفك هذا سيعجّل في نهايتك ونهايتي ,حبيبي حسن ارجوك لا تضع الوقت وتعلّم&nbsp; كيف تواجههم ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ كيف يا <font color=#ff0000>غادة </font>؟كيف ؟؟&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>انتصارك على خوفك، قد يكون الخطوة الاولى نحو هزيمة <font color=#0000ff>"الكاتو".</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وبدأت اتمالك اعصابي واهدىء من روعي، وتذكرت ما قاله الشاعر&nbsp; :"واذا لم يكن من الموت بد،&nbsp; فمن العار ان تموت جبانا "،وسألت <font color=#ff0000>غادة:</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ماذا يجب ان افعل ,اعذريني، فانا فعلا لا ادري شيئا .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "طيب يا حسن .أوْلاً يجب ان تعلم بان الصورة التي رسمتها بخيالك انت وبنو البشر عن طبيعة وقوة العالم الاخر&nbsp; صورة خاطئة.</font> وحسب معلوماتي عن العالم الذي امامنا والذي يحكمه <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، فإن <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> لا يستطيع ان يوجه لك ضربة ولا يستطيع ان يسبب لك أي اذى ماديا ملموسا مهما كان نوعه،&nbsp; فهو لا يستطيع ان يعذبك او يقتلك او ينقلك من مكان الى مكان، ولكن اي انسي يستطيع ان يسبب لك اذى مباشراً&nbsp; وسريع و<font color=#0000ff>"الكاتو"</font>يعجز عن ذلك .وعليه فان الخوف من عالمنا ومن "الكاتو"مبني على الصورة الغبية المرسومة في خيالكم، والتي صورتموها على مر السنين عن قدرتنا, كأن نبني لكم القصور في دقائق، ونهدمها فوق رؤوسكم&nbsp; في دقائق.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>وبالطبع فأن هذه &nbsp;الافكار الغبية التي تحملونها في عقولكم عنا هي التي حولتكم في نظر العالم الاخر من اسخف المخلوقات واضعفهم ...افهمت الان يا حسن ما لم تستطيعوا ان تفهموه على مر السنين؟؟&#33;"</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وكم كنت سعيدا عندما سمعت هذه الكلمات ووجدت بان خوفي لا مبرر له .وعدوي الجن الذي ظننت ان له&nbsp;&nbsp; امكانيات هائلة، ما كانت الا وهم وخيال، رسمتها انا في خيالي،&nbsp; وبدات السعادة تغزوملامحي، وعادت&nbsp; الطمانينة والابتسامة الي ، لم يعد هناك ما يخيفني .وقالت<font color=#ff0000> غادة</font> بلهجة ساخرة...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ "جميل انك استعدت شجاعتك بعد ان شعرت بضعف خصمك، واتمنى ان تحافظ على هذه الشجاعة يا حسن، ارجو ان تفهم كلامي جيدا، فما قلته لك يعني بان <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> لا يعتمدون في حروبهم على المادة والامور الملموسة مثلكم بني البشر. انتم تقيسون قوتكم بقدر السلاح الذي تملكونه، ولا تخف يا حبيبي اذا قلت لك بان كل سلاح عالمكم من السكين وحتى الطائرة لا يستطيع حمايتك من<font color=#0000ff> "الكاتو"،"فالكاتو"</font> حينما يخوض حربا ضد انسان من البشر، يخوضها ضد هذا الدماغ الذي تحملونه، ولا تدرون حتى الان كيف تستخدمونه.صحيح ان <font color=#0000ff>"الكاتو</font>"لا يستطيع ان يقتلك، ولكنه <font color=#ff0000>يستطيع ان يجعلك تقتل نفسك بارادتك</font>.لا يستطيع ان يصيبك باذى مباشر ولكنه&nbsp; قادر على ان يجعلك تصيب نفسك بالأذى الذي يريده هو، و<font color=#0000ff>"الكاتو"</font> يفضل ان تصاب بالجنون وهو قادر على ذلك وهذا يكفيه ويسعده، خاصة وان هذا اسلوبه المفضل مع اعدائه من بني البشر، و<font color=#0000ff>"الكاتو</font>"يتفنن في اختيار الطريقة المناسبة لذلك، وانت يا حسن دورك الاتي.وسيسخر "الكاتو" كل امكانياته للسيطرة على دماغك حتى يستطيع القضاء عليك، والخوف هو من انجح الاساليب التي يستخدمها <font color=#0000ff>"الكاتو</font>"مع البشر، فهو يوهم خصمه ويدخل الخوف الى داخله، حتى يصبح خصمه غير قادر على التفكير.وحربك مع<font color=#0000ff> "الكاتو</font>"يا حسن هي من اعقد الحروب واخطرها، فان ضعفت ولو للحظة،ستكون نهايتك وبعدها ستكون نهايتي. افهمت يا حبيبي؟".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>لم افهم كل ما قالته لي<font color=#0000ff> غادة</font>&nbsp; وقتها، ولكني كونت فكرة لا باس بها عن اسلوب <font color=#0000ff>الجن</font> او <font color=#0000ff>"الكاتو</font>"للقضاء على البشر،فما دام الجن لا يستطيع فعلا كما كنت اتخيل ان يحرقني او يقتلني او حتى يعلقني من شعري فأنه لا&nbsp; يوجد شيء يستحق الخوف او التفكير،&nbsp; ويبدو لي انهم اضعف مما كنت اتصور وقلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp;&nbsp; وانت يا <font color=#ff0000>غادة</font> ماذا يستطيع ان يفعل لك وخاصة انك خرقت قوانينهم ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "الكثير الكثير يا حسن .لا ادري الآن ما هو&nbsp; العقاب الذي سيتم الحكم به علي،</font> ولكنه لن يكون عقابا بسيطا فالذي يقوم من عالمنا بالاتصال بالبشر، يكون اول عقاب له ان تصبح حريته مقيدة بكل شيء، فلا يملك اي شيء&nbsp; ولا يستطيع اختيار أي شيء ,ومن ثم تتم محاكمته ، <font color=#ff0000>ويكون الحكم بناء على حجم الامور التي ارتكبها، فالاتصال بأنسي عقابه يتحدد بناء على الاسباب التي دفعته للاتصال بالأنسي</font> ...ولكن ان يقوم احدنا ببناء علاقة والزواج بانسي فهذا عقابه كبير جدا ، والتحدث مع انسي عن عالمنا وخاصة عن الامور التي تعتبر اسراراً&nbsp; ، فعقابه ان يتمنى الذي يقوم بذلك الموت بسرعة لان الموت ارحم له بكثير ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وضحكت غادة ضحكة مجنونة مليئة بالتحدي والشجاعة وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "وانا يا حبيبي لم اترك شيئا لم افعله ..لقد اتصلت بك واحببتك وسأتزوجك ...وها نا افشي لك باسرار عن طبيعة عالمي...وليحدث ما يحدث فلن يهمني شيئا ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة حبيبتي ، حياتي، لماذا فعلت هذا ؟لماذا يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; "لأني&nbsp; احبك يا حسن، ولن استطيع ان اصدر الاوامر الى قلبي&nbsp; كي لا يحبك ...&nbsp; حسن...احبك فعلا ...احبك بجنون ولن يهمني ما سيحدث ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ غادة لماذا لم يعاقبوك حتى الان وخاصة وانهم يعرفون عنك كل شيء.؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ " لن تصدق".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وما هو الشيء الذي لن اصدقه يا غادة ...</font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:31 AM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الحادية عشر
<hr>
</font></span></p>
<p dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: simplified arabic; unicode-bidi: embed"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=5>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;<font face="arabic transparent">ـ انا يا حسن صغيرة، ولن يستطيعوا&nbsp; عقابي حتى ابلغ السن القانوني وعندها فقط&nbsp; يتم عقابي...".</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها مستغربا ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ انت صغيرة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "نعم انا صغيرة يا حسن".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وكم عمرك يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ مقارنة باعماركم انا ابلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; خمسة وعشرون عاماً وتقولين صغيرة &#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "اه، في عالمنا انا صغيرة ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ وكم يجب ان يكون عمرك حتى يستطيع الجن عقابك يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ انا&nbsp; ابلغ السن القانونية فور زواجي او حينما يصبح عمري ثلاثون عاما ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ هل افهم ان سلطة الجن ستنتظر خمس سنوات اذا لم تتزوجني حتى يستطيعون عقابك ...؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ كلا يا حسن، فهم لن ينتظروا&nbsp; خمس سنوات ولا حتى عاما واحدا ...وانا متاكدة من ذلك، فهم يخططون لزواجي من احد افراد "الكاتو"...وبعدها يستطيعون عقابي.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وهل يستطيعون&nbsp; ان يزوجوك رغما عنك ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ "طبعا لا يا حسن ,فيجب ان اوافق انا اولا</font>، ولكن <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>لديهم مائة طريقة للتحايل على قوانين عالمنا، وهم لن يعجزوا عن ايجاد طريقة لايقاعي بشراكهم، ومهما عرفت عن طرقهم واساليبهم فاني لا اعرف الا القليل ...". واردفت تقول : </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ " بالمقارنة مع مئات الحالات المشابهة التي حدثت في عالمنا ,لم يحدث وأن استطاع احد النجاة من قبضة<font color=#0000ff>"الكاتو"</font>,وبزواجي منك يا حسن اكون قد بلغت السن القانوني، ولكن الامور ستزداد تعقيدا بالنسبة <font color=#0000ff>"للكاتو"</font> فهم لن يستطيعوا عقابي الا بعد ان ينتهي هذا الزواج، لانك لست من <font color=#0000ff>"الكاتو"،</font> ولا سلطة لهم عليك ,ولكنهم سيعملون أي شيء لانهاء هذا الزواج اولاً، حتى يستطيعوا معاقبتي، وهنا كل شيء يعتمد عليك وعلى قدرتك الصمود امامهم، فان استطاع <font color=#0000ff>"الكاتو "</font> ان يفرق بيننا ,فهذا معناه نهايتي ونهايتك، ولن ييأس<font color=#0000ff> "الكاتو"</font> حتى ينجز هذا الهدف حتى لا نكون مثلا قد يقلده افراد اخرون من عالمنا ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ لا تخشي يا حبيبتي فلن يفرق بيننا احد، وثقي بانني قادر على صنع المثل الحقيقي لهزيمتهم، ولا داعي للخوف او التفكير بهم </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ حسن يا حبيبي ، فعلا سأكون سعيدة وانا اراك واثقا من نفسك الى هذه الدرجة ,ولكن يا حبيبي يجب ان لا تصل ثقتك الى حد الغرور ..نعم انا لا اريدك ان تخاف من </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>"الكاتو"</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ولكن ايضا لا اريدك ان تستهتر بقوتهم ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ غادة</font> يا حياتي، لقد علمت عن الجن ما يكفيني فأني&nbsp; استطيع ان اواجههم الآن، ولا اعتقد بانه من الممكن ان يخيفوني بعد اليوم ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>واخذت غادة ترمقني بنظرات اشعرتني بالغرور الذي تملكني ...وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" اتظن بانك علمت شيئا يذكر عن&nbsp; "الكاتو" وقوتهم ؟اوتظن فعلا انهم لن يخيفوك ؟..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; نعم..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#800000>&nbsp;وما ان خرجت الاحرف من بين شفتي، حتى اهتزت الارض من تحت اقدامي ..واذا بضوء لا ادري من اين مصدره يبهر بصري...وصوت عظيم ...الغرفة تتحرك، كل شيء يتارجح ويتساقط على الارض ويتحطم لم يبق شيء الا وسقط ...البيت بدا بالانهيار ، الارض تتحرك بقوة.. وأنا لا استطيع الحراك، لا ادري.. هل هو زلزال؟ او&nbsp; بركان ً&nbsp;</font> انفجر تحت بيتنا. ...احاول ان اخرج من باب الغرفة لانجو&nbsp; بنفسي، ولكني لا اجد باب الغرفة...الخوف شل حركتي وظننت بأني&nbsp; هالك لا محالة...كل الافكار التي لها علاقة بالموت تجمعت في رأسي...اهلي ماذا حدث لهم؟ هل قتلوا ، هل نجا احد منهم...شعرت بان هذه نهايتي...وما هي الا لحظات حتى توقف كل شيء ..توقفت الارض عن الحركة ، اختفت الاضواء وظهر باب الغرفة من جديد وبحركة لا ارادية سريعة، ولانجو بحياتي ...اذ لم يعد يهمني شيء غير ذلك ,ركضت نحو الباب محــــاولا فتحه...وعندهــا سمعت صوتا يناديني ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن عد ولا تخف، لم يحدث شيء.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;التفت الى مصدر الصوت لاجد غادة في مكانها وهي تنظر الي وتضحك ، وبنظرة سريعة تفقدت كل ارجاء الغرفة لا تفاجأ بان كل شيء في مكانه ولم يتغير&nbsp; أي شيء .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وقلت لغادة وهي تنظر الي وتواصل الضحك:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; ماذا حدث يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>واجابتني بسخرية .....</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "هل انت خائف يا حسن ؟".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>استفزتني اللهجة الساخرة التي حدثتني بها وقلت لها بغضب:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; وكيف لا اخاف وانا ارى البيت ينهدم فوق راسي وراس اهلي...هل تريدين ان ارقص من الفرح لذلك ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وبسخرية هادئة قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "ولم لا،&nbsp; دعني ارى ان كان رقصك جميل يا حسن ..."</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>يا الهي كم استفزتني كلمات غادة الساخرة .حاولت ان اضبط اعصابي وقلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ من فعل هذا يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وبلا مبالاه وكان شيئا لم يحدث .قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "انا فعلت هذا يا حبيبي ,ما حدث هو مجرد مزحة صغيرة امزحها معك.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ يا الهي ,اكاد&nbsp; انفجر، اذا كان هدم البيت فوق راسي مزحة فكيف يكون الجد اذا..&#33;&#33;</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; غادة الم تقولي لي بان الجن لا يستطيع ان يتسبب للانس باي اذى مادي مباشر وملموس ...الم تقولي&nbsp; ذلك يا غادة ؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ "يا حسن، الا تلاحظ انك تتصرف كالاطفال، انظر حولك، هل حدث شيء ملموس يستدعي منك هذا الغضب والخوف الكبير الذي تملكك وافقدك القدرة على التفكير بتعقل ، انظر حولك من جديد، هل تهدم البيت فعلا؟ هل حدث شيء...ليكن هذا درس صغير لك،&nbsp; ان استطعت ان تفهمه تكون قد علمت سرا اخر من اسرار قوة <font color=#0000ff>"الكاتو"،"فالكاتو"</font> يستطيع ان يجعلك تظن ان كل البلد ستنهار فوق راسك .....لهذا حذرتك بان معركتك مع <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> هي فعلا من اصعب المعارك...وما تعلمته حتى الان هو شيء لا يذكر...والان يا حسن وقبل ان اتركك واعود الى عالمي، هل فهمت ان ما حدث معك لم يكن الا وهم وخداع، فلو انك لم تتفاجأ وتخف عندما سمعت الصوت ورايت الضوء، لما كان لهذا أي تاثير عليك، ولو اعدت العملية لك الان مرة اخرى وانت مستعد، لضحكت من نفسك على خوفك الذي لم يكن هناك ما يبرره، <font color=#ff0000>والان يا حسن ساذهب واتركك وساعود اليك في الموعد المتفق عليه لنكمل مراسيم زواجنا... الى اللقاء يا حسن ...". تابع</font></font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:35 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثانية عشر
<hr>
</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اختفت <font color=#ff0000>غادة </font>لتعود من حيث اتت بعد ان لقنتني درسا لن انساه طوال عمري ، وما كان يدهشني فعلا هو قدرة الجن على فهم عقولنا نحن البشر بصورة&nbsp; اكثر منا ، وفعلا لو استطعنا ان نكتشف الطاقات الموجودة&nbsp; في ادمغتنا ربما لتغيرت&nbsp; امور كثيرة في عالمنا.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>كم انت عظيمة يا<font color=#ff0000> غادة</font> &#33;وكم احبك ، احب غضبك واعشق هدوءك وسخريتك ,كم انا سعيد يا حبيبتي..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>لا ادري باي كلمات اصف حبي واعجابي بهذه<font color=#ff0000> المخلوقة الرقيقة الذكية الصغيرة</font> في عالمها، الكبيرة في عالمي ...فارقتني منذ لحظات والشوق يشتعل في صدري&nbsp; وكاني لم ارها منذ&nbsp; سنوات ...اعد اللحظات ليحين موعد زواجي منها، كم ستكون الايام المتبقية لموعد زواجنا ثقيلة&nbsp; اني لا اعرف&nbsp; كيف ستمضي...وتمضي الايام بطيئة&nbsp; وثقيلة، اليوم تلو اليوم، ولا ابالغ ان قلت العام تلو العام...وتمضي الايام ولا يتبقى على يوم اللقاء الكبير سوى يوم واحد ...يوم احلم فيه في كل لحظة، يوم احيا من اجله...يوم غد ستصبح غادة زوجتي، يوم غد تكتمل الايام&nbsp; الثلاثون.&nbsp; ,وعندها استطيع ان اتزوج من هذه الجنية الصغيرة ... من <font color=#ff0000>غادتي</font> وحبي وروحي وحياتي...اي يوم سيكون هذا، وكيف اصف شعوري، فغدا يوم زفافي من حبيبتي <font color=#0000ff>الجنية....</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>يا لسعادتي وفرحتي وشوقي رغم قساوة الانتظار، فهل هناك اقسى واطول من ان تحصى لحظات انتظار الحبيب، وهل في الدنيا اجمل من لحظات تعلم انها ستمضي ليحين موعداللقاء&nbsp; ,وما اصعب وما اجمل عد الثواني والدقائق في انتظار عودة الروح ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وتقتحم افكاري&nbsp; طرقات خفيفة على باب غرفتي،&nbsp; التفت،لينشق الباب وتدخل&nbsp; امي، لتجلس بجانبي وتقول :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ "وبعدين معك يا حسن، الا تلاحظ&nbsp; انك زودتها شوي، ولا فكرك اني هبلة ومش فاهمة شو بصير؟&nbsp; انا امك يا حسن ,احك لي وانا بساعدك وصدقني اني عارفة كل شيء بصير معاك ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ابتسمت فقد كنت اعلم بان امي كانت دائما تتساءل ، تتخيل بأن هناك شيئاً ما , ترتاب من اي&nbsp; تصرف غريب لاي منا، حتى ولو لم يكن هناك شيء، فكيف حينما يكون هناك شيء؟&nbsp; حتى انني استغربت بانها في الاونة الاخيرة تتحاشى ان تسألني عن&nbsp; أي شيء او التدخل في شؤوني،&nbsp;&nbsp; مع ان تصرفاتي بالنسبة لها لا بد ان تكون شديدة الغرابة. اني على يقين باني لم استطع ان اخدعها حين اخبرتها&nbsp; بأن&nbsp; مكوثي في الغرفة لفترات طويلة جداً كان&nbsp; بسبب الدراسة ،وبالرغم من كل هذا قلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ ماذا تريدين ان احكي لك يا امي؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;فقالت لي ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ احكيلي كيف شكلها؟ حلوة كثير لدرجة انها ماخذة عقلك يا حسن؟".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فضحكت ،واخذت اتساءل بيني وبين نفسي ..من تلك التي تقصدها&nbsp; امي ,اهي الجارة ام ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فاخذت امازحها ,وقلت لها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; حلوة كثير كثير يا امي ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقالت لي :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ "اكيد انها حلوة وقوية كثير ، تلك التي لها القدرة بان تسيطر على عقلك وحياتك ، صف لي اياها يا حسن.".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>يبدو&nbsp; الآن&nbsp; أني قد "تورطت"&nbsp; مع امي، ولا اعتقد بانها ستتركني دون ان تعرف ابنة من هي، واين تسكن، ومن&nbsp; امها، ومن أي عائلة هي ، فامي لن تستسلم بسهولة...فقلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; انا بمزح معك يا امي ..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>رمقتني بنظرة جادة وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#e60073>ـ "حسن انت ما بتمزح ، وانا عارفة.. طيب ، انا رايحة اجيب لك كاسة عصير ولما ارجع راح تحكيلي كل شيء بالتفصيل ، اتفقنا يا حسن ؟...</font>.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وخرجت امي وانا افكر كيف ساخرج من هذه "الورطة " وما هي الا لحظات حتى عادت وبيدها كوب كبير من العصير لعلها كانت&nbsp; حضرته مسبقا استعداداً&nbsp; لهذا النقاش.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اعطتني العصير وقالت:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#e60073>ـ&nbsp; اشرب العصير واحكيلي</font> ، اخذت كوب العصير ووضعته امامي،&nbsp; وسالتها عن احد الاقارب ,ولكنها قاطعتني وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ لا تحاول تغيير الموضوع ,تفضل احكيلي ..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وضعت كوب العصير على الطاولة وقلت لها:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; لا مزاج لي لشرب العصير يا حبيبتي..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فقربت كاس العصير مني وقالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ مابدك تشرب من ايدي يا حسن ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>فابتسمت وقلت وانا اتناول الكأس من يدها :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ "من ايدك انا مستعد اشرب السم يا ست الحبايب "</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وما ان لفظت هذه الكلمة والتي لم اقصد بها الا المجاملة حتى فوجئت بيد امي تر تجف وتلقي بالكاس بعيدا ليتحطم على الارض واخذت تبكي..</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp;&nbsp; ماذا اصابك يا امي ,هل انت مريضة ؟؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;واخذت تقول :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ "مش عارفة يا حبيبي ..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>اخذت اهدؤها&nbsp; وانا لا ادري لماذا تصرفت هكذا ، اخذت تقول:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ&nbsp; انا خايفة عليك يا ابني ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ خائفة وممّ يا امي؟</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;واصابني الذهول حينما قالت :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5>ـ من</font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5> الجنية</font><font face="arabic transparent" color=#e60073 size=5> اللي (لابستك )وبتطلعلك كل يوم يا حسن ...".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ورغم المفاجأة مما قالته والدتي&nbsp; الا انني غمرني حب الاستطلاع&nbsp; ان اعرف كيف بنت امي استنتاجها، وبدات امي تروي لي قصة غريبة من نوعها . فمنذ فترة جاءتها امراة الى البيت لتبحث عن بيت لابنها،&nbsp; وصادف ان كان اسمه حسن ، وبعد ان جلست وتحدثت مع امي احبتها ونشات بينهما صداقة ,تكررت الزيارة وكثرت الاحاديث ,اخذت امي تحكي لها عن تصرفاتي الغريبة واخذت هي تنصح امي ماذا تفعل وتحلل لها تصرفاتي، وقد اقنعتها بان هناك <font color=#0000ff>جنية</font> ما "لبستني"، واقنعتها كذلك بانني سافقد عقلي قريبا، وان لديها طريقة لشفائي من سحر <font color=#0000ff>الجنية،</font> فاخذت تعد وصفة طبية من الاعشاب وتطلب من امي ان تحضرها، وطلبت ان تسقيني اياها مع عصير البرتقال دون علم مني، وحين جلبت امي كوب العصير&nbsp; وهممت بشربه القت امي بالكوب على الارض دون شــعور منها،&nbsp; انها حاسة الامــومة القوية تلك التي دفعتها بأن تفعل ذلك في&nbsp; اللحظة الاخيرة .</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>سألت امي عن الزيارات التي قامت بها تلك المراة وهل صادف وجود احد اخر معها؟ فاجابت امي ان زياراتها كانت كثيرة ولم يصادف وجود احد اثناء تلك الزيارات . من&nbsp; حديث&nbsp; امي عن تصرفات تلك المرأة، علمت انه لا بد وان تكون من <font color=#0000ff>الجن </font>وان الله "نجّاني" من كيدهم .اقتنعت امي بان هذا الموضوع سخيف وان هذه المراة لا تختلف عن بقية المشعوذات.&nbsp; وعدت بذاكرتها الى الوراء،&nbsp; حيث كانت تتعامل مع الفتاحين الذين ثبت دجلهم وكذبهم في جميع الامور التي ذهبت اليهم فيها...خرجت امي من عندي وكان يبدو انني قد نجحت في اعادة الطمانينة الى قلبها، فجلست وحدي افكر: ماذا كان سيحدث لي لو اني شربت العصير وكيف استطاع <font color=#0000ff>الجن</font> ان يسخر امي للقضاء علي. وهذا ما لم يكن يخطر لي على بال وتذكرت كلام <font color=#ff0000>غادة </font>عن اساليب الجن "الجهنمية ". كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة، ولم يبق على موعد لقاء روحي الا ساعات قليلة ، واذا&nbsp; بقمري يظهر قبل موعده، وما ان رايتها حتى زالت كل همومي ، فهل ارى هذا الملاك ويبقى لي شيء في الدنيا افكر فيه غيرها...قالت لي <font color=#ff0000>غادة:</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حسن يا حبيبي لقد علمت ما حدث فقد&nbsp; كنت موجودة اثناء حديث امك معك ...ولقد فوجئت&nbsp; انا ايضا ".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>سألتها : </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; قولي لي يا <font color=#ff0000>غادة</font> ماذا كان سيحدث لو شربت العصير الذي اشرفت على اعداده الجنية ...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>قالت <font color=#ff0000>غادة:</font></font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ&nbsp; "انا لا اعرف ما نوع الاعشاب التي استخدمتها&nbsp; وما هي التركيبة. فهناك مئات الطرق لاستخدام الاعشاب ومئات التركيبات للاعشاب، والتي تترك تاثيرها&nbsp; على الذي يتناولها</font> ، ولكنني ساعرف قريبا وساجد لك الطريقة التي تستطيع بها ان تكتشف أية خدعة من هذا النوع . اما ان يستخدم <font color=#0000ff>"الكاتو</font> "من حولك من البشر للنيل منك فهذه مسالة متوقعة، ولا اعلم انا كل الطرق التي يستخدمونها للسيطرة على البشر ,ووعلى ذلك فأنه يجب علينا ان نتوقع كل شيء في المستقبل </font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>...ولقد فاجأني&nbsp; طريقة الوصول لأمك واعدادها للقيام بهذه المهمة كما فوجئت انت ،&nbsp; وانا سعيدة بان ما حدث لم يترك عليك تاثيراً كبيراً&nbsp; كما كان يحدث في السابق، وهذا مؤشر على استيعابك الجيد لكل جديد قد يفاجئك به<font color=#0000ff> "الكاتو </font>"في المستقبل ,ونظرت الي ونظرت اليها، وفي نفس اللــحظة نطقنا معا بنفس الكـلمات:</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "لن نجعلهم يفسدوا علينا هذا اليوم..".</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;وضحكنا معا لهذا&nbsp; الاستقراء الواحد للأفكار...</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>وضحكنا لننسى كل الدنيا ...قالت غادة :</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ "حبيبي </font><font face="arabic transparent" size=5>حسن،</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp; بعد ساعات في نهاية اليوم وبداية الغد سنكون قد حققنا اجمل فكرة مجنونة&nbsp; في عالمنا ، لقد&nbsp; جئت مبكرة لاقول لك بان تهيء نفسك، لاني سانقلك معي لعدة ايام الى مكان لم تطأه قدم انسان من قبلك،&nbsp;المكان الذي لم اكن مع احد فيه سواك ,ولن اكون فيه الا معك فاستعد لذلك.</font></span></p>
<p dir=rtl><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>سيبدأ عهد الارتباط بيننا قبل نهاية اليوم، وليكتمل ذلك مع بداية الغد ... في لحظات التقاء اليوم بالغد وعناق الحاضر للماضي، لنبقى معا، لا فراق بيننا ما دام الحاضر يلتقي بالماضي.سيكون ذلك في حديقة منزلكم، فاستعد لذلك ولا تفكر الا في هذه المناسبة وفي هذه اللحظات، وارجوك ان لا تفكر بالوقت وتبدا تعد الدقائق.وارجو ايضا&nbsp; ان لا&nbsp; تهتم بالامور الاخرى والتي بدات التفكير فيها، <font color=#ff0000>فان تصادف وجود احد في الحديقة او مرور احد او اي امر طارىء فانا ساتولى امره بطريقتي .. وانت لا اريد منك الا ان تستعد&nbsp; ولا تفكر الا اننا معا ولا تفكر من فضلك يا حبيبي كيف واين ساخذك معي .. حسن ساذهب الان وسأعود قبل الموعد , لا تنسى ما قلته لك يا حسن ... " .</font></font></span></p></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:36 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثالثة عشر
<hr>
</font></span></p><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>واختفت غادة في سرعة البرق ، وبدأت انا بالبحث عن طريقة او سبب اقوله <font color=#ff0000>لابرر بها غيابي عن البيت لاهلي،</font> وحتى لا اثير حالة من القلق بسبب غيابي المفاجىء ...قلت لهم بان اصدقائي يقومون برحلة لعدة ايام وقد دعوني ان اذهب معهم قبل طلوع الفجر...وانهيت الحديث دون اسئلة ولم ادر ما اذا كان حديثي مقنعا ام لا. خرجت وجلست في الحديقة..يغمرني شعور رائع، شعور جميل لم اشعر به من قبل ...
وبعد فترة قصيرة حضرت امي اصبت بالارباك لوجودها معي ولكن ما ان جلست بجانبي وبدات بالحديث عن الرحلة حتى راحت تتثائب وقد اصابها النعاس، انهت الحديث وذهبت للنوم...
وما هي الا لحظات حتى جاءت اختي ايضا ورايت في عيونها كلاماً كثيراً...ولكن ما ان دخلت الحديقة حتى بدات هي الأخرى تتثاءب وعادت للبيت لتنام...حالة من السكون والهدوء في بيتنا، وحتى في البيوت المجاورة لم اعهدها من قبل في مثل هذه الساعة . حتى نباح الكلاب لا اسمعه...لم ادر بكل صدق ان كان هذا حدث بالصدفة، ام انه كان من تدبيرغادة...تركت لخيالي العنان، وبدأت روحي بالهيام حتى انني بدأت اشعر باقترابها، اغمضت عيوني، اكلمها في خيالي دون ان احرك شفاهي ...احبك يا غادة، اراها قادمة من بعيد في خيالي وعيوني ما زالت مغمضة، اراها بوضوح...بعيدة بعد الافق تتأرجح بالهواء وتطير كعصفورة ....
&nbsp;وكان شعرها الاسود الطويل يتطاير الى الخلف واليسار ليحفظ توازنها ...ترتدي ثوبا اراه ممزوجاً بالاحمر والزهري والاصفر والارجواني ,يتماوج في الهواء بلون لا مثيل له، اخاطبها بخيالي، وما زلت اراها بوضوح تسبح في الهواء ..تقترب وتهبط في الحديقة كطائر نزل من السماء ,افتح عيوني واراها امامي، وتنظر الي وهي منشغلة باعادة ترتيب وتنسيق شعرها ـ <font color=#ff0000>غادة يا عمري لقد رايتك وانت تحلقي في الفضاء قادمة نحوي من بعيد. </font>ـ اعلم ذلك يا نور حياتي، وانا سعيدة بأنك استطعت ان تراني، سعيدة بهذا الحب الكبير الذي لولاه لما استطعت ان تراني من هذه المسافة وتعلم بقدومي قبل ان اصل اليك .
اقتربت مني وامسكت بيدي واخذنا نسير في الحديقة وننتقل من <font color=#ff0000>شجرة الى شجرة ،</font> تارة نجلس وتارة نقف، احدثها عن حبي لها وتحدثني عن حبها لي ,ونظرت غادتي الى القمر واشارت بيدها نحوه وهي <font color=#0000ff>تقول : ـ "هل هناك في الوجود اجمل منه يا حسن"؟</font>
<font color=#ff0000>وقلت لها : ـ انت يا حياتي اجمل منه..</font>
ابتسمت غادة وقالت : ـ "<font color=#0000ff>هل هناك اجمل من القمر ليكون شاهدا على زواجنا</font> هذه الليلة يا حبيبي. انظر اليه وقل لي هل ترضى ان يكون شاهد زواجنا هذه الليلة "؟ نظرت الى القمر <font color=#ff0000>وقلت لها : ـ ما ترضي أنت به يا حياتي ارضاه ... </font>
قالت : ـ "انظر الى النجوم واختر من بينها نجمة". ـ وهل سنصعد اليها؟ ضحكت غادة وضربتني بكفها مداعبة وقالت : ـ "هذا مستحيل يا حبيبي ولكن اختيارك <font color=#0000ff>.النجمة.</font> كان حتى تكون دليلك الي، ورمز اتصالنا معا ,افهمت؟ هيا اختر واحدة منها وسمها باي اسم تريده انت ..." بحثت بين النجوم واخترت واحدة استطيع ان اميزها واشرت اليها وقلت: ـ سأسميها غادة.
<font color=#0000ff>فضحكت وقالت: ـ "شكرا يا حبيبي، ولكن هذا لا يجوز يجب ان تختار اسماً اخر غير اسمائنا..."</font>
قلت لها : ـ لنسمها <font color=#0000ff>مرح،</font> حتى تبقى حياتنا كلها سعادة ومرح . ـ "اتفقنا،و بعد زواجنا كلما اردت ان تتصل بي، انظر فقط الى .مرح .، ولا تفكر الا بي". قدمت لي "اسوارة" مصنوعة من القماش الاسود، وقد نقشت عليها كلمات بلغة لا اعرفها، وطلبت مني ان ارتديها على يدي اليسرى، وارتدت هي واحدة مشابهة على نفس اليد .اقتربت مني ووقفت امامي لا يفصل بيننا الا خطوة واحدة وابتسمت وقالت: ـ "والان يا حسن ...انظر في عيوني "... نظرت</font></span><font size=5><font face="arabic transparent"> <span style="font-weight: 400">في عينيها السوداوين اللتين لم ار اجمل منهما ولم ارهما بهذا الجمال من قبل، وبدأنا نتحدث بدون كلمات وبصمت حتى انني بدات اشعر بما تفكر...وبدأت افقد الشعور بأي شيء حولي، حتى جسدي. وخاطبتني بعيونها لتوصلني افكارها دون كلام .....</span></font></font></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:40 PM
<font color='#810541'><h1 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الرابعة عشر
<hr>
</font></span></h1><span style="font-weight: 700"><font size=5><font face="arabic transparent">حسن، لم يبق الان الا ان نتلو .<font color=#0000ff>عهد الارتباط </font>. لنصبح زوجين.وكلمات عهد الارتباط ليست مجرد كلمات عادية تلفظها لمجرد انه يجب ان تقولها، بل هي كلمات <font color=#0000ff>.عهد.</font> يجب ان تحس بها لتخرج من اعماقك ممزوجة بمشاعر الصدق والقناعة، والا اصبحت دون معنى، والان يا حسن، لقد اقتربنا من موعد وداع اليوم ...ولقاء الغد...وسأبدأ اليوم وتبدأ بالغد...<font color=#0000ff>فهيا نتلو عهد الارتباط لنوصل اليوم بالغد ونلتقي.




<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right" align=right><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=3>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=3></font></span>&nbsp;</h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=3>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=4>أنا غادة ابنة نازك، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=4>ابنة الجن&nbsp;&nbsp;&nbsp; ....</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بشهادة القمر احلق </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بروحي وخيالي وجسدي </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>مدركةً مُجلةً&nbsp; معاني </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>الارتباط، ا<font color=#0000ff>عاهد حسن </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4><font color=#0000ff>ابن صفية ابن الانس</font> </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>ان اخضع له مطيعة وفية، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>واكون له روح جسده </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>ولهيب ناره، والالف </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>والياء ،&nbsp; والبداية </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>والنهاية اضيء له الحياة </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اذا اقترب ليلها، واظلها </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اذا سطعت شمسها، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>واكون له الشاطىء اذا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>هاج البحر وماج.</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>&nbsp;ازيل الغم </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اجلب السرور واكون </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>له ثمر الروح، واحبه حبا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>لا يزول، حب الارض </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>للمطر، والعتمة للقمر، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>والنفس للذات، اهبه</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>جسدي وروحي متى شاء </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>كيف شاء الى ابد الابدين </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اضع يدي اليسرى </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بيدك اليسرى، وهذا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>عهدي لن انقضه، <font color=#0000ff>وانا </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=3><font size=4>زائلة والعهد باق</font>
--------------------

<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color=#ff0000 size=4><span lang=ar-sa>انا حسن ابن صفية </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=4>ابن الانس ...</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بشهادة القمر احلق </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بروحي وخيالي وجسدي، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>مدركاً مُجلاً&nbsp; معاني&nbsp; </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>الارتباط، <font color=#ff0000>اعاهد غادة </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4><font color=#ff0000>ابنة نازك ابنة الجن ان</font> </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اخضع لها مطيعا وفيا، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>واكون لها روح جسدها </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>ولهيب نارها، والالف </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>والياء، والبداية والنهاية </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اضيء لها الحياة اذا اقترب</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>ليلها، واظلها اذا سطعت </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>شمسها، واكون لها </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>الشاطىء اذا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>هاج البحر وماج </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>ازيل الغم، اجلب </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>السرور، واكون لها ثمر </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>الروح، واحبها حبا لا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>يزول، حب الارض </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>للمطر والعتمة للقمر، </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>والنفس للذات، واهبها </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>جسدي وروحي متى تشاء </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>وكيف تشاء، الى ابد الابدين </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>اضع يدي اليمنى </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>بيدك اليمنى، وهذا </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font size=4>عهدي لن انقضه <font color=#ff0000>وانا </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; line-height: 100%; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: right"><span lang=ar-sa><font color=#ff0000 size=4>زائل والعهد باق</font></span></h1></font></span></h1></font></span></font></span></h1></h1></font></font></font></span></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:42 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff><font size=6>ا</font><span lang=ar-sa><font size=6>لخامسة عشرة</font>
<hr>
</span></font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وبعيونها السوداوين الممتلئتين بالسعادة خاطبتني غادة : ـ <font color=#0000ff>انا لك مثلما انت لي فضمني اليك وقبلني ,انت زوجي لك ما تريد.</font> وضممتها الى صدري متلهفا وقبلتها لحظات ... شعرت باني ارتفع عن الارض، وأن الارض فقدت جاذبيتها، او أن روحي خرجت تحلق من جسدي، وبقيت غارقا في قبلة لا اريدها ان تنتهي، وما ان افقت من نشوة القبلة، حتى وجدت نفسي في مكان لم اسمع عنه ولم اشهد مثيلاً له حتى في الخيال.
<font color=#0000ff>&nbsp;وإبتسمت غادة وقالت : ـ نحن يا حبيبي في روضتنا الجميلة</font> . ـ سبحان الله ما اجمل هذا المكان.&#33;&#33; سبحان الله ...سبحان من خلقه وسواه...جميل في صنعه بديع في خلقه . اخذت اتفحص المكان الخلاب بعيني مدهوشا بحسنه، مفتونا بظلال اشجاره الوافرة الظلال والدائمة الخضرة، ذات العلو الباسق والجذوع الضخمة الكبيرة والعتيقة، انها تبدو للناظر موغلة في عمق الزمن، وانها هنا منذ الاف السنين. حقا هي</span> <span style="font-weight: 400">غوطة خضراء مظللة بالاغصان المتشابكة ,ولما نظرت نحو السماء ,رايت النجوم وكأنها "ثريات" من ذهب تدلت من اغصانها...<font color=#0000ff>امسكت غادة بيدي فصحوت على صوتها وهي تقول: ـ تعال يا حبيبي لأريك ما لم تره في حياتك كلها..</font>
&nbsp;سرنا نشابك ايدينا، وكنا كلما خطونا خطوة واحدة كنا نشاهد ما يذهل العقل ويجعله يسرح ويتفكر، فيقنت ساجدا لعظمة الخالق، وللسر الذي وهبه للورود وللازهار التي نمت وكان يداً خفية لها انامل مبدع قد خطتها برتابة مشكلا بها اشكالا هندسية عديدة لا يقوى على رسمها اعظم المهندسين .لم اكن اتخيل ان هناك شيء يمكن ان يشغلني عن التفكير في حبيبتي غادة، حتى فاجأني هذا المكان بروعته التي شغلتني تماما عن غادة. ما زلت غارقا في جمال هذه التحفة، ولم اصحو عليها الا عندما توقفت غادة وقالت : ـ <font color=#0000ff>"والان يا حسن ...اغمض عينيك وهيء نفسك للمفاجاة القادمة </font>...واستعد" اغمضت عيوني، واخذت بيدي وسارت بي مسافة لا اعي اتجاهها، وكلما كنا نسير مسافة قصيرة كنت أسألها : ـ الم نصل بعد ؟هل افتح عيني؟ ..<font color=#0000ff>فترد قائلة : ـ "اصبر قليلا"</font> وما هي الا لحظات حتى توقفت وامسكت بكتفي بدلال وقبلتني قبلة لحظة عاشقة، وقالت بعدها: ـ "الان يمكنك ان تفتح جفنيك .." يا الهي ماذا ارى ...&#33;&#33;ايعقل ان تكون هذه هي الجنة ..جنة عدن التي وعد الله الصالحين بها...؟
وما هذه البحيرة التي يتصاعد من منتصفها بين الفينة والاخرى بخار ينتشر وكانه سحب كثيفة تغطي السماء، وحول هذه البحيرة الصغيرة تفجرت من الارض سبعة ينابيع تصب فيها من كل الاتجاهات، وتشكل جميعها عند نقطة الملتقى، أي في منتصف البحيرة، نافورة ترتفع منها المياه إلى عدة امتار، وعند سقوطها تبدو وكانها مظلة مائية، ومن وسط المظلة يخرج بخار...قفزت الى عقلي فكرة...لماذا لا اقترب وانزع ملابسي واغوص في البحيرة فالمكان عبق والمنظر مغرٍ جميل وفتّان.. اقتربت فعلا ومددت يدي لتلامس الماء، وكدت المس الماء حتى شدتني غادة صائحة : ـ "احذر والا حرقت يدك.." <font color=#ff0000>اعدت يدي. وبعد فترة لم اصدق ما</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قالته غادة، وبحركة سريعة لا ارادية في نوع من التحدي مددت يدي الى مياه الينبوع، وما كدت الامسه، حتى سحبتها بسرعة فائقة، لقد كوى الماء الحار يدي</font> ...صرخت باعلى صوتي من شدة الالم : ـ يا الله اين وضعت يدي ؟&#33;&#33;هل وضعتها في نار جهنم...؟&#33; وبدأ البخار يتصاعد من جلد يدي من شدة الحرق ...؟&#33; نظرت الي غادة نظرة شماتة وقالت : ـ "تستاهل يا حبيبي، كان لازم تصدقني".. وسحبتني من يدي نحو ماء الينبوع في الاتجاه الاخر وقالت لي: ـ ضع يدك في الماء ولم اجرؤ ان اضع يدي في ماء الينبوع خشية ان يكون هو الاخر مثل ينبوع جهنم ذاك، نظرت الي غادة وانا كالطفل اتردد في وضع يدي لتلمس مياه الينبوع الاخر ...سخرت مني وضحكت وقالت: ـ "<font color=#0000ff>ضع يدك في الماء يا حبيبي "</font>... لم اكن ساعتها املك الشجاعة لاضع يدي في ماء الينبوع هذا من شدة الالم الذي اصاب يدي من ماء ذاك الطرف من الينبوع ، لم اجرؤ، فقد خشيت ان يكون كسابقه تتدفق منه مياه جهنم...
<font color=#0000ff>وصرخت غادة : ـ "ايها الانسان الغبي الشكاك في كل شيء، أين فضولك ؟ الا</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>تحب ان تجرب لتفحص صحة كلامي ...؟</font> انظر الى يدك وقرر بسرعة قبل ان يفوت الاوان على شفائها". ضرب العناد اطنابه في عقلي وبقيت مترددا خائفا لا اجرؤ على مد يدي نحو الماء ثانية حتى فاض صبر غادة، واذا بها تقفز باتجاهي وتضمني الى صدرها بكلتا يديها، التصقت بي تماما، واقتربت شفتيها من اذني وقالت: ـ "ايها الحبيب الشكاك</span> <span style="font-weight: 400">الجبان، الان سأرغمك على النزول في الماء". وبدفعة رشيقة خفيفة منها غصت تحت الماء، وغادة معي ما زالت تمسك بيدي ووضعتها في مياهه الباردة، شعرت ان الدم بدأ يتجمد في عروق يدي .. يا الله ما اشد برودة هذه المياه...&#33;&#33; ما هذه المتناقضات. بدات غادة تمسح بيدها على يدي، ومع لمستها شعرت بأن الآلام تنسل من جلدي كما تنسل الشعرة من عجينة غضة، فشفيت يدي ولم يعد هناك الم اشعر به ... <font color=#0000ff>قالت غادة : ـ "انظر يا حبيبي،تلك ثلاث ينابيع يتدفق منها ماء يغلي، وتلك الينابيع الاربع يتدفق منها ماء بارد. </font>
اغرب ما في امر الينابيع هذه انه حينما تلتقي سوية تندمج مياه الينابيع في البحيرة لتصبح مياه البحيرة دافئة وتتجمع تلك المياه في منتصف البحيرة لتخرج من فوهة في منتصفها لتصب في مركز الكرة الارضية ثم تتوزع الى اطرافها..." </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>سألت </span>باستغراب :وهل نحن الان يا غادة على الكرة الارضية ...؟ ـ "<font color=#0000ff>اين تظننا نكون ..&#33;&#33;نعم يا حبيبي نحن على الكرة الارضية.."</font> ـ لقد كان يخالجني شك باننا لسنا على الكرة الارضية، وكل ظني اننا في عالمك يا حبيبتي... ـ "ان ظنك في محله، نحن على جزء من عالمنا ..." ولكنك تقولين باننا على الكرة الارضية ... ـ "لا تدعني يا حسن اصفك بالغباء ..." وضحكت وقالت : ـ ان عالمي يا حبيبي على الارض، وليس على كوكب اخر ..<font color=#ff0000>.وكل ما هناك اننا في اماكن لم يصلها البشر، ماذا تظن الكرة الارضية؟</font> انها كبيرة جدا، وكل الذي عرفه الانسان عنها هو شيء بسيط وصغير جدا، ولو بحثتم قليلا لوجدتم واهتديتم للحياة الحقيقية ...اما بالنسبة للكواكب الاخرى فانا ايضا لا اعلم عنها شيئاً، غير اني اسمع من المطلعين العارفين من عالمي بأن هناك عوالم اخرى غير عالمي وعالمكم على تلك الكواكب .واعلم كذلك ان هناك اتصال بين تلك العوالم وعالمي، ولكنني لم ابلغ من العمر ما يكفيني لاتمكن من معرفة المزيد عن هذه العلاقة...يا حسن انا قنوعة، كفاني ما اعرفه عن عالم زوجي وحبيبي الانسان حسن، هذا العالم الصغير البدائي الذي لم يتطور الا نحو الاسوأ.." ثم ضحكت وقالت : ـ "رغم كل ما فيك من مساوئ فقد احببتك، واحببت عالمك، وتزوجت احد اغبيائه،اليس كذلك يا حسن...&#33;&#33;" ـ غادة كفاك اهانات ... ـ "كلا يا حبيبي انا لا اهينك انما هي الحقيقة ..." فما كان مني الا ان اخذت بكفي حفنة من الماء ورشقت بها غادة .. اسبلت غادة عينيها بدلال وقطرات الماء تزين وجهها، مدت يدها نحوي، دفعتني برفق، فقدت توازني وسقطت مرة اخرى في مياه البحيرة ,القت بنفسها في الماء معي...ثم سبحت مسرعة خارجة من البحيرة واستلقت على الاعشاب...ما اروع جسدها الممدد فوق بساط الاعشاب الخضراء وبين الازهار، وهي ترتدي فستانها الابيض المبتل الذي التصق بجسدها تماماً، بدت وكانها درة ..بل كقمر مكتمل في ليلة حالكة السواد. خرجت من الماء خلفها في صمت ,اقتربت منها واستلقيت بجانبها. اشارت بيدها نحو نخلة صغيرة مزروعة بين الاشجار العالية الباسقة. بدت كالطفلة المدللة في عائلة جميع افرادها بالغين، وقالت : ـ <font color=#0000ff>"هل ترى تلك النخلة يا حبيبي ,اتعلم من زرعها في هذا المكان؟&#33; انا زرعتها ,وكان ذلك قبل عشر سنوات..."</font>
<font color=#ff0000>ـ لماذا يا حبيبتي في هذا المكان ..؟&#33;&#33; </font>ـ ان لهذا المكان في حياتي قصة بدات عندما كنت في الثامنة من عمري. فاكتشفت هذا المكان عند اول مرة هربت فيها من البيت..كنت صغيرة جدا ...اخذت اتنقل من مكان لاخر، حتى وصلت الى هذا المكان، وكان ذلك بمحض الصدفة..مكثت هنا عدة ايام واتخذت بيني وبين نفسي قرارا بان تكون هذه الجنة لي وحدي، لا ابوح لاحد عن مكان وجودها..فاحتفظت بها وكانها سر دفين، لا اطلع عليه احد..ولما قررت مغادرة المكان عائدة الى اهلي ..ضللت الطريق فلم اعد اعرف في أي البلاد أنا ولا على أي ارض اسير، وفجاة وجدت نفسي في عالمكم، عالم البشر..فاخذت اتنقل من مكان الى مكان والرعب والخوف يملآن نفسي، وانا امشي حائرة لا اعلم من هم هؤلاء الذين يسيرون من حولي، غير آبهين بي ولا بوجودي، رغم انني كنت قريبة منهم، فلم استطع ان افهم لماذا لم يشاهدوني؟ وكانت دهشتي كبيرة عندما اطلعت على تصرفاتهم الغريبة، وشاهدت لباسهم الغريب العجيب..لقد كنت خائفة جدا ..حثثت نفسي على السير، فمشيت ومشيت...واذا بي اجد نفسي امام ما تسمونه بسجن عسقلان، رأيت النخلة جلست بجانبها عندما انهكني المسير، وبكيت من شدة الخوف، وخاصة عندما شاهدت من في داخل السجن، وشاهدت تصرفاتهم الغريبة التي لم افهم منها شيئاً، بسبب جهلي وعدم معرفتي بعالم البشر، وبقيت بجانب النخلة دون حراك، حتى اشرقت الشمس، صحوت لانني لا اعلم في أي الاتجاهات سوف اسير..طال بي المكوث لعدة ايام ,كنت اقضي اوقاتي تارة في اللعب وتارة اخرى في البكاء...وكثيرا ما كنت اضحك اذا شاهدت بعض تصرفات بنو البشر الغريبة...بقيت على هذا الحال، العب والهو بجانب النخلة حتى فاجأني احد الاشخاص، وكان قد اقترب مني قائلا :لا تخافي يا صغيرة...اهدئي يا بنيتي ...وراح يتحدث معي ويسالني عن اسمي...وعن سبب وجودي في هذه المنطقة...حكيت له قصتي كاملة من لحظة هروبي من البيت حتى لحظة جلوسه معي... سألته:اين انا ؟&#33; قال : <font color=#ff0000>"في عالم اخر هو عالم البشر ،</font> ولا يستطيع احد منهم رؤيتك، لانك من عالم اخر...وسوف تعرفين الكثير عن هذا العالم عندما تكبرين .اما الان فسوف تعودين الى موطنك والى اهلك. ..وبدون سابق انذار ,وقف على قدميه، واذا به يسير مع هؤلاء البشر غريبي الاطوار، وكنت واجمة،اراقبهم وانظر اليهم بتعب...<font color=#ff0000>وفجاة ودون شعور مني نظرت حولي واذا بي في داخل بيتنا وجميع افراد اسرتي</font></font><font color=#ff0000></font></span><font color=#ff0000> </font><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ينظرون الي بغضب.</font>..وما كان من ابي الا ان عاقبني على فعلتي تلك بعزلي ومنع الاطفال الذين هم من سني من الاختلاط او اللعب معي، ولما تكرر عزلي عن باقي الاطفال، كنت اهرب الى هذا المكان العب فيه وحيدة، واسبح في مياهه ,ثم اعود الى البيت وانا اعرف ما هو عقابي...دارت الايام ومرت السنون ...فكبرت وتعلمت واكتشفت اسرار الكون، وكل ما يدور من حولي ,وما علمته انه ممنوع على كل صغير من عالمنا لم يتجاوز سن العشرين ان يعلم بوجود عوالم اخرى ...في ذلك الوقت كنت قد بلغت سن الرابع عشرة، وعرفني الجميع بتمردي، ودفعني فضولي الزائد لازداد تمردا واتعلم خلال فترة وجيزة كيف اشق طريقي الى عالم البشر...ونجحت بذلك واكتشفت الطريق الى ذلك العالم، واخذت ازوره بين الحين والآخر، وزرت نخلة عسقلان .دفعني الفضول ان ابحث عن ذلك الشخص الذي جاءني عند النخلة في المرة الاولى، ولكنني لم افلح في العثور عليه، وكان كل ما فعلته انني استطعت ان انقل بعض بذور النخلة فزرعتها في جنتي..<font color=#ff0000>واستمرت زيارتي لنخلة عسقلان وفي كل مرة كنت ازورها، كنت اتعلم شيئا جديدا عن عالم البشر</font>، وبعد سنوات علمت بان ذلك الشخص الذي تحدث معي كان من عالمكم، وعلمت كذلك ان امثال هذا الشخص تقولون عنه "انه مجنون فاقد لعقله. ولكنني لم استطع حتى الان معرفة سر اختفائه، ولم استطع كشف السر الذي دفعه للحديث معي وبنفس لغتي... بقيت يا حبيبي على هذا الحال، اكرر زيارتي للنخلة حتى شاءت الاقدار والتقيت بك يا حسن، احببتك وتزوجتك متمردة متحدية كل قوانين عالمي... وها انا انتقل بك الى مخبئي الخاص الذي لا يعلم بوجوده أي مخلوق سواك...ها انا يا حبيبي قد حكيت لك كل ما وعدتك به سابقا، وعن سر علاقتي بالنخلة ...وماذا تريد بعد...؟&#33;&#33;". وانهت غادة حديثها وابتسمت وقالت : ـ "الست جائعاً يا حبيبي" ؟ ـ فعلا ...انا جائع جدا سرنا معا بجانب البركة، واخذت تقطف لي بيدها من ثمار الجنة وتقدمها لي، وتحثني على تناول ما لذ وطاب من الثمار. ما اسعد تلك اللحظات &#33;&#33;وما الذ هذه الثمار، وخصوصاً عندما كانت غادة تضع الثمرة في فمها وتقترب مني وتطعمني اياها من بين شفتيها، وكأننا طيور الحب ,لم احلم في حياتي ان اعيش اهنأ من هذه الحياه، ولا أن اتذوق اطيب من هذه الثمار&#33;&#33;؟ . مرت ساعات طويلة ونحن نضحك ونلعب وننتقل من شجرة الى شجرة، ومن ينبوع الى ينبوع، وشوقي لها يزداد... استلقيت بجانب البركة، واستلقت بجانبي، وبعيونها بريق وعلى شفتيها يرتسم الشوق، مالت الي بجسدها المكتنز، تاركة لنهديها الاستقرار على صدري، تقرب شفتيها من شفتي.. وقبل ان تلتقي الشفاه.. تعود بشفاها الى الخلف، تاركة شعرها الحريري يدغدغ وجهي.. بحركات مثيرة تقترب بشفتيها ثم تبعدهما.. تمسك بين اصابعها ثمرة توت حمراء كبيرة ناضجة،</span></font><span style="font-weight: 400"> </span><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">يسيل منها سائل كنبيذ احمر معتق، تقربها من شفتيها، تمتص منها النبيذ الاحمر بطريقة تفجر بداخلي العطش لشفتيها .. تقرب فمها الممتلئ بالنبيذ، تقبلني لأشرب من ذاك النبيذ النابع من شفتيها، تعيد الكرة مرة اخرى، نفذ صبري، ملت بها الى جانبي، واحاطتني بذراعيها واخذت اشرب النبيذ من فمها ولا ارتوي، وتسيل قطرات من النبيذ الاحمر من بين فمي وفمها، فالاحق بشفتاي القطرات السائلة من فمها على ذقنها، الى عنقها والمارة من بين النهدين لتستقر بمركز البطن الرخامي، حيث بها التقي لأرتشفها وابحث بكل ثنايا ذلك اللوح الرخامي عن اي قطرة عائداً من حيث مرت شفتاي متوقفا بين النهدين الثائرين المتحديين لشفاهي الملتهبة بنار الشوق ان ابقى.. وبقيت هناك ابحث عن سر الكون وجنون الطبيعة، ونادتني شفتاها بهمس الآهات، وصعدت واعداً بالعودة بعد لحظات، مررت بالعنق.. وعبر ذقنها.. لتلتقي شفتاي بشفتيها عائداً من حيث بدأت لأروي الظمأ الذي يستبد بي، وارتشف شهد الشهد ضاغطاً بجسدي عليها، تاركا ليداي العبث بذلك الجسد الذي يتلوى بين ذراعي كسمكة عائدة من البر الى الماء، تدفعني، وقبل السقوط تشدني وتميل علي.. وهمس آهاتها، وجسدها الذي لا يكف عن الحراك، متحدياً صمودي داعياً ان انهي المقدمات، ولكن شوقي الحبيس منذ سنوات دفعني لأطيل الضم والعناق، واوقع على عنقها وصدرها علامات الحب والاشتياق.. لتلتهب وتلهبني.. بضم وعناق على أنغام التنهد والآهات.. وبأظافرها وشفتيها خطت نهاية لحظات... وافيق على زقزقة العصافير المتمسكة بأغصان الاشجار حولي، وكأنها تعزف لحن الخلود، وامد يدي الى جانبي باحثاً عن زوجتي غادة، فلا اجدها، وانظر حولي فأراها تخرج من الماء كحورية بحر لا يغطي جسدها الابيض الا قطرات الماء العالق عليه، وشعرها الطويل الاسود المبتل بالماء يغطي مفاتن جسدها. تقترب مني ومازلت مستلقيا، وعيوني ترقبها، وتميل الي وتقبلني وتقول : ـ "هل افقت يا حبيبي؟ هذا يومك الاول في جنتنا. فهل انت سعيد؟" واضمها بذراعي الى صدري واقبلها، آه... كم انا سعيد بقربها، وتضع راسها على صدري وتمر لحظات صمت وتأمل، مع اصوات</span> <span style="font-weight: 400">العصافير وصوت ماء الينابيع التي اضفت على هذه اللحظات روعة على روعة .وتنظر الي غادة وتبتسم وتقول : ـ "هيا يا كسول كفاك نوماً.." فتقف وتشدني نحو البركة والمياه الدافئة، وتبدا بالتنقل من ينبوع الى اخر، بعيدا عن الينابيع الثلاث الحارة، تارة ترشقني بالماء، وتارة تدفعني لاغوص تحت الماء، وتهرب مني والاحقها حتى امسكها، والوقت يمضي. وخرجنا من البركة، وقطفنا واكلنا ما لذ وطاب من الثمار التي لم اعهدها من قبل على الارض، وخاصة بعض الثمار العجيبة ذات الاشكال العديدة، وحينما يتم فتحها يكون بداخلها ما هو اشهى من الشهد، ويختلف لونها من ثمرة الى اخرى، واخذت الايام تمر، اليوم بعد الاخر، تغمرنا السعادة في جنتنا، لا يكدر</span> <span style="font-weight: 400">صفونا احد، وكلما مر يوم اكتشف شيئا جديدا في هذا المكان . اشجار جديدة، طيور جديدة وحيوانات جديدة، منها ما اعرفه ومنها ما لم اره من قبل، واكثر ما كان يشدني رؤية الارانب البيضاء، واتخيل احدها مشويا على النار وانا التهمه، وخاصة انه مرت</span> <span style="font-weight: 400">عدة ايام لم اذق فيها طعم اللحم، وفكرت باعداد وليمة شهية من واحد من الارانب، وقررت ان اقوم بذلك، وفي هذه الاثناء كانت غادة تسبح وتلعب كعادتها قفي البركة وبين الينابيع. توجهت نحو الارانب ولم اجد صعوبة في امساك احدها لانها لم تهرب</span></font> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>مني كالارانب التي عهدتها، احضرت احد الارانب السمان وبدات افكر كيف سأشعل النار وكيف ساطهو. حملت الارنب ومشيت نحو غادة وانا حائر... وما ان راتني غادة حتى احمرت وجنتيها وبدا الشرر يتطاير من عينيها وانا لا ادري ما السبب.صرخت بي: ـ "ماذا تريد ان تفعل به ؟" ادركت بحاستي انني ارتكبت خطأً جسيما ...فقلت لها: ـ لا شيء، جئت لاريك اياه.. وسارت نحوي واخذت الارنب من يدي، وضمته الى صدرها بحنان، واخذت تداعبه، ونظرت الي وقالت بغضب:... ـ "انت متوحش وكذاب كبقية البشر، الم تكتف بكل الثمار الموجودة؟ الم تكتفي بهذا الطعام.لماذا تريد ان تقتله؟ وضعت الارنب على الارض ليذهب الى حال سبيله، وانا مشدوه لا أقوى على الكلام واشعر بالخجل.. واقتربت مني ووضعت راسها على صدري <font color=#0000ff>وقالت: ـ انت زوجي وحبيبي ..لماذا تفعل هذا ؟لماذا تريد ان تقتله.. واخذت تؤنبني .</font>..
<font color=#ff0000>واخذت اعتذر لها واقول : ـ ان هذا امر طبيعي لدينا، ولم اعلم بانه سيغضبك ... كان ما قلته قد زادها غضباً حتى خلت انها ستضربني.
</font><font color=#0000ff>وقالت: ـ "اتقتله وتقول هذا امر طبيعي، ماذا فعل لك ..."</font></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:43 PM
<font color='#810541'><h1 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السادسة عشر
<hr>
</font></span></h1><font face="arabic transparent" size=5>واخذت تنعت البشر بكافة الاوصاف،ولم تترك غادة وصفا الا ووصفت به البشر، واستفزتني بكلماتها وشتائمها التي تنم عن حجم الكره والحقد الذي تحمله بداخلها للبشر.
شعور سيء راودني تجاه هذه المخلوقة الصغيرة...لماذا تحمل في داخلها كل هذا الحقد لبني جنسي..؟ ولماذا احبتني.. وانا منهم؟؟ وحدقت غادة بي بعينيها والتقت عيوني بعيونها ,واشاحت عيونها عني ونظرت الى الارض بخجل وكأنها شعرت بحجم الاهانات التي الحقتها بي <font color=#0000ff>وقالت : ـ "حسن انا آسفة ...انا آسفة ...لم اكن اقصد الاساءة اليك.</font> وكان علي ان اقدر طبيعتك البشرية، نعم يا حسن، انا لا اتذكر اننا تطبعنا على كره البشر واحتقارهم، ولكن صدقا يا حسن، انا احبك اكثر من أي شيء في هذه الدنيا التي ادركها والتي لا ادركها ". وسألتها وانا احاول ان اتغلب على الجرح الذي تركته في نفسي، والحزن يعتصر قلبي... <font color=#ff0000>ـ لماذا يا غادة تكرهون البشر وتحتقرونهم لهذه الدرجة ...؟ </font>وحاولت غادة ان تتهرب من الاجابة على سؤالي، ولكن اصراري على السؤال جعلها تقول : ـ "اننا لا نكره البشر لاننا نريد ان نكرههم، ولا نكرههم لانهم بشر يختلفون عنا، اننا نكره طباعهم وعاداتهم واعمالهم السيئة لا تلمني على ذلك ارجوك ,ان ما نراه وما نعرفه من اعمال البشر يدفعنا رغما عنا الى كرههم ,<font color=#0000ff>فالبشر يقتلون الحياة، البشر يدمرون كل شيء، وسيدمرون عالمنا وعالمكم, وستتدمر الارض بكاملها بسببهم</font>...لماذا يفعلون هذا؟ لا لشيء...فقط لانهم يعشقون الدمار ".
<font color=#ff0000>وسالتها باستغراب : ـ وما دخل عالمك بما يفعله البشر ؟</font>
فأجابت باستياء ... ـ "عالمي على الارض يا حسن، وبقاء عالمي يعتمد على بقاء عالم البشر، واي دمار شامل للارض هو دمار لعالمي، ولا تستغرب ان قلت لك بان عالمي حريص على عالمكم اكثر من حرصكم انتم بني البشر عليه ...اسفة يا حبيبي فهناك امور كثيرة ما زلت لا تعرفها وهي التي تدفعني احيانا للغضب على البشر...اسفة يا حبيبي".. واقتربت مني وقبلتني، ورجتني ان اعتبر ما قالته وكانه لم يكن <font color=#0000ff>وقالت: ـ "حبيبي حسن .. يلا اضحك وتعملهاش قصة ..."</font> وهل لقلبي اسير حبها خيار الا ان يرضخ لهذا الملاك &#33; وامسكت بيدها واخذنا نتمشى بين الاشجار، احضنها واقبلها، واداعبها ,وتمازحني وتلقي علي الثمار وتهرب والاحقها وامسكها ونضحك ونلهو، والوقت يسير بسرعة, الساعة تصبح لحظة، واللحظة لا تحتسب ,ونسير والسعادة تغمرنا ...واثناء سيرنا بين الاشجار، لفت انتباهي قط اسود اللون يرمقني بنظرات اثارت فضولي، واضحكتني في نفس الوقت ,ولكزت غادة بطرف يدي وهي منشغلة بقطف ثمرة من احدى الاشجار
<font color=#ff0000>وقلت لها: ـ غادة.. انظري الى هذا </font><font color=#0000ff>القط</font><font color=#ff0000> ونظراته المضحكة. والتفتت غادة والابتسامة تعلو شفتيها ,وما ان رات الجنية غادة القط الاسود حتى انقلب حالها وكان كارثة سقطت على راسها، وارتعبت بطريقة غريبة وتسمرت مكانها من الخوف وامسكت بي بقوة وهي ترتجف وكانها تريد ان احميها</font>. لم ارها بهذا الضعف منذ عرفتها، وانا لا افهم لماذا كل هذا الخوف، امعقول ان مجرد <font color=#0000ff>قط اسود</font> يرعبها كل هذا الرعب ,ويقترب القط الاسود منا ببطء ولايبدو عليه ما يخيف، وغادة تلتصق بي اكثر واكثر، خائفة ترتجف كالطفلة الصغيرة التي شاهدت وحشا ضخما، تركض وتسحبني خلفها، وانا اجاريها واركض معها، تركض واركض، ومن التعب جلست على الارض، فسحبتني من جديد <font color=#0000ff>وهي تقول لي: ـ "اسرع ...ارجوك ..."</font> وكنت ارى الدموع في عيونها , نهضت راكضاً خلفها وهي ما زالت تمسك بيدي كطفل صغير تسحبه خلفها، ولكني لم احتمل الركض من غير سبب كالاحمق، وبغضب سحبت يدي من يدها وصرخت فيها: ـ كفى يا غادة ...كفى ...قولي لي ماذا جرى لك ؟.. واقتربت غادة وهي تبكي وامسكت بيدي وقالت : ـ <font color=#0000ff>"هيا اسرع ...اسرع يا حسن "</font>. ولكني رفضت ان اسير قبل ان افهم ...وغادة تبكي وتصر على ان اسرع، وبلفتة مني نحو الخلف رأيت ان القط ما زال يسير خلفنا. انظر حولي <font color=#ff0000>وارى قطاً اسود آخر، وقطاً آخر، وقطاً آخر</font> ...من اين جاءت هذه القطط؟ لا ادري، وكلها تنظر الي، هنا دب الرعب في قلبي انا ايضا، وانساني كل تعبي، واخذت اركض مع غادة وانا خائف و لا ادري لمَ انا خائف، مجرد شعور بان شيئاً غير طبيعي يجري حولي، وكلما قطعنا مسافة اخرى ازداد عدد القطط السوداء حولي، لأرى ما لا يصدقه العقل ..<font color=#ff0000>.الاف بل عشرات الالاف من القطط السوداء تحيط بنا من كل جانب ,كل شيء حولي لونه اسود</font>...الارض الاشجار، لأن القطط السوداء تغطي كل شيء من حولي، وهنا ادركت باني أتجه نحو هلاكي، وسحبتني غادة من يدي باتجاه الماء، ودفعتني تحت الماء بقوة وحثتني على الغوص وانا اكاد اختنق، وتقترب مني وتضع فمها على فمي وتمدني بالاكسجين، فاشعر بالراحة، اغوص معها وكلما غصنا تحت الماء اكثر، تتوقف وتقترب مني وتمدني من جديد بالاكسجين ...واخذت تسحبني، احيانا تهبط عدة امتار لنعبر من نفق ثم نسبح عدة امتاراً الى فوق عبر قناة يمينا وشمالا،ً وفي كل الاتجاهات ,وكانت غادة تعرف طريقها جيدا ،لا ادري كم من الوقت مر علينا ونحن نغوص تحت الماء او كم هي المسافة التي قطعناها، وغادة لم يكن يصعب عليها ان تزيل عني الارهاق وتمدني بالاكسجين تحت الماء. واستمرينا في السباحة حتى صعدنا عبر فجوة ضيقة الى كهف، وما ان صعدت من الماء حتى استلقيت على اليابسة لاستريح، واستلقت غادة بجانبي ووضعت راسها على صدري فاخذت اداعب شعرها بيدي واسألها: ـ غادة زوجتي الحبيبة، ماذا حدث ؟
<font color=#0000ff>وتتمتم غادة وبنبرة حزينة : ـ "انهم </font><font color=#ff0000>"الكاتو"</font><font color=#0000ff> يا حسن</font> ...لقد اكتشفوا مكاننا، وجاءوا للقبض علينا، والقطط السوداء التي رأيتها مسخرة لهم، وهي تساعدهم في كل شيء، واينما وجدت تدل على وجودهم، وانت تستطيع ان ترى القط الاسود ولكنك لا تستطيع ان ترى فرد <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> (الجن) الذي يصاحبه.ولكل فرد من افراد "الكاتو" "قط اسود" ،ونحن نسميها عيون "الكاتو"، ولو امعنت النظر في عيونها لاستطعت ان ترى صورة <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> الذي يصحبها، وايضا يوجد بعيون كل قط اسود قوة تعادل قوة فرد <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> الذي يرافقه ,ومن اخطر الامور النظر بعيون القط الاسود لفترة طويلة، وهذا ما لا يدركه بنو البشر، ويتواجدالقط الاسود في كل مكان في عالمك وعالمي، ولا يستطيع ان يكشف القط الاسود الا اشخاصاً معدودين من البشر، وهم اصحاب القوى الخارقة، وعلامة واحدة فقط هي التي تميزهم عن البشر، وهذه العلامة توجد عادة باحدى ايديهم، ولو دققت النظر بعيونهم لوجدت التشابه بين نظراتهم ونظرات القط الاسود، وهؤلاء فقط من بني البشر من يملكون القوى المباشرة لهزيمة الكاتو...ولكنهم ليسوا الا نوادر من بني البشر ... <font color=#ff0000>ـ اين نحن يا غادة ...؟ </font>ـ "نحن الان يا حسن تحت سطح الارض بالاف الامتار "... ـ وماذا سنفعل الان يا غادة ...؟ ـ "يجب ان نسير حتى نصل سطح الارض لاتمكن على السطح من اعادتك الى عالمك حيث يوجد البشر، فربما ستكون هناك في امان اكثر، ويكون اصعب على <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> النيل منك ,اما هنا في عالمي فيسهل السيطرة عليك وسجنك في عالمهم ليكون مصيرك مثل مصير الاف البشر الذين وصلوا الى عالمي...والمصير هو حفر القنوات والصخور الى ان تموت". ـ وانت يا غادة، وحينما اعود الى عالمي ماذا ستفعلين ...؟ ـ "انا يا حسن اخترت مصيري بنفسي، وسابقى هاربة منهم حتى يتم القبض علي ,وبعدها ساواجه مصيري، ولا ادري الى متى سأستطيع الهرب منهم يوم ..عام ..عشرة، ربما اكثر وربما أقل". ـ غادة حبيبتي ...لا تهمني الحياة كثيرا، اريد ان ابقى معك لنواجه مصيرنا معا، وليحدث لي ما سيحدث لك ... ـ كلا يا حسن ...هذا مستحيل، فلو بقيت معي فما هي الا ايام وسيتم القبض علينا معا، لأن تحركي معك صعب جدا، فانا استطيع ان انتقل من مكان الى اخر في لحظة واحدة. <font color=#0000ff>ولكن معك لا يمكنني ذلك، فلا تتسرع في مواجهة مصيرك</font>، فانت ايضا في عالمك لن تكون في امان ,وستبقى في خطر دائم الى ان ينال "الكاتو" منك، او ان تجد طريقة للخلاص، وانا ساحضر اليك دائما بعد ان تعود الى عالمك. وضحكت غادة ضحكة حزينة وقالت : ـ" انا لا اريد ان يعتقلوك هنا، لانه لو حدث فستقضي عمرك بحفر الصخور وشق القنوات في باطن الارض. يجب ان تتحرك بسرعة حتى نصل الى سطح الارض ,وامامنا مسافات طويلة لنصل. ومن هناك يا حسن سانقلك الى بيتك بنفس الطريقة التي احضرتك بها الى عالمي ,وليتني كنت استطيع ان انقلك من هنا لوفرت عليك كل هذا التعب ولا داعي لتضييع الوقت لان القطط السوداء ستعود لتجد اثرك ... واخذنا نسير في باطن الارض في كهوف معتمة وفي اماكن يصلها النور، واماكن نمت فيها الاشجار والورود، لا ابالغ اذا قلت بأني مررت في اماكن تتسع لبناء مدن، واماكن اخرى لا فرق بينها وبين سطح الارض، الا انها معتمة، حتى انني مررت بنهر وحوله غابات من الاشجار، وسرنا وسرنا ...وفي طريقنا بدأت اشعر بحرارة عالية جدا لم احتملها، ونظرت الي غادة والعرق يتصبب مني وقالت : ـ "هل تريد ان ترى "المدمر "وسبب كره وعداء عالمي للبشر..حاول ان تحتمل الحرارة وتعال لترى . واقتربنا ومن بعد مسافة تزيد عن ثلاثمائة متر، رأيت فعلا سحراً...رايت ما بهر بصري ...قناة ضخمة يجري فيها سائل اصفر لزج يجري ببطء وينبعث منه نور متوهج ينير ما حوله...وابتسمت غادة باستياء وقالت : ـ لن تحتمل الحرارة والا لكنا اقتربنا اكثر لترى عن قرب". واشارت بيدها نحو القناة وقالت : ـ "هذا هو "ساحر عقول البشر "..كما تسمونه "معدن الذهب <font color=#0000ff>"اما نحن فنسميه "المدمر "،فهذه القناة التي تراها ويجري بها سائل الذهب واحدة من عدة قنوات ضخمة لا نهاية لها ,وهي في حركة مستمرة دائما تشق طريقها في كل الاتجاهات في جوف الارض،</font> وكلما التقت قناة بأخرى تصطدم القناتان ببعضهما ليصبا في نفس المكان، وبسبب هذا التصادم يتكون تجمع ضخم من الذهب، ومن هذا التجمع تتفرع عدة قنوات اخرى، وتبدا بشق طريقها بكل الاتجاهات وتبدوهذه القنوات صغيرة ثم تكبر مع الوقت وتتكرر نفس العملية من جديد، تصادم ...تجمع ضخم...قنوات جديدة ...علماء عالمنا يقولون بانه مع الوقت ستكثر "التجمعات الذهبية "وانه اذا بلغ عددها الثلاثين تجمع فسيدمر كوكب الارض بالكامل، وان عدد التجمعات قد بلغ حتى يومنا هذا ثلاثاً وعشرين تجمعا ولم يبق الا سبع تجمعات حتى تفقد الارض توازنها، وتدمر من داخلها دماراً كاملاً .وان حدث هذا فسيدمر عالمنا وعالمكم ...ولكن الاغرب من هذا ان علماء عالمنا مع كل ما يملكونه من قدرة وقوة تفوق قوة البشر بمئات المرات يقرون بانه لا يستطيع منع هذه الكارثة الا البشر، لانهم الوحيدون الذين يستطيعون تغيير مجرى القنوات حتى لا تصطدم ببعضها، وهذا بحكم قدرتهم المادية المباشرة والتي لا يملكها غيرهم، والاغرب من هذا.. ان احد الاسباب الرئيسة التي تمنع الاتصال بالبشر ـ وكل من يتصل بهم يلاقي العقاب ـ هو وجود هذه القناة، خوفا من ان يساعد أي فرد من سكان عالمنا البشر بالوصول اليها او اكتشافها. علماء عالمنا حريصون كل الحرص منذ الاف السنين على ان لا يكتشف البشر هذه القنوات الذهبية، بالرغم من قناعتهم بان البشر يجب ان يعرفوا بها حتى يعملوا على تغيير مجراها لتفادي الكارثة التي ستقع وتدمر الارض، والسبب الذي يبرره علماؤنا انه لو اكتشف البشر هذه الكمية من الذهب فستكون السبب في دمار عالم البشر، لان الذهب يسحر البشر ولن يتصرفوا بالطريقة الصحيحة، بل ستشتعل الحروب ويحل الدمار بسبب طمع وجشع البشر، وعلماؤنا يعملون كل جهدهم للمحافظة على عالم البشر، بل ان السبب الحقيقي هو ان عالمنا مرتبط ببقاء عالم البشر وكلما تطور وتقدم البشر فهذا ربما ساعد بان ينقذوا الارض من الدمار .ولو لم يكن هذا الترابط والمصير الواحد موجودا لدمر "الكاتو" عالمكم منذ الاف السنين وبسهولة. وعلماء عالمنا يا حسن يعملون بكل جهد من اجل مساعدتكم على ايجاد مادة اثمن من الذهب، حتى يفقد الذهب قيمته، ويصبح مثله مثل بقية المعادن الاخرى، وعندها فقط تستطيعون الوصول للذهب، وفهم الخطورة التي يشكلها في باطن الارض، يدفعكم للعمل من اجل تغيير مجرى "القنوات "وانقاذ الارض من "ساحر عقول البشر" الذهب المدمر" . وانهت غادة حديثها عن "المدمر"، وحثتني على السير، وبصراحة؛ لا اخفي بان للذهب سحره الخاص؛ فانا رغم الظروف التي امر بها الا انني لم استطع ان امنع عقلي من التفكير ولو للحظة باني لو ملكت هذا الذهب لاصبحت اغنى رجل في العالم؛ بل ولملكت العالم .<font color=#ff0000>فعلا هذا هو جشع البشر. فعلا لو ان البشر اكتشفوا هذا الذهب لانقلب العالم راسا على عقب بسببه .</font> وطردت هذه الافكار من راسي وسرت مع غادة وكلما سرت ارى اشياء غريبة جدا ...</font></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:45 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السابعة عشر
<hr>
</font></span></font></span></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">غريبة جدا علي مألوفة لها، وسرنا، ولا ادري كم سرنا وكم من الوقت مضى علينا، ولم ادر او افهم أي شيء، فعقلي فقد القدرة على التصور والتعقل ,فانا اتنقل من شيء غريب الى شيء اغرب، حتى انني اصبحت على قناعة بانه ليس من الغريب حتى لو اني رايت حمارا او كلبا او أي حيوان اخر ينادي علي باسمي. <font color=#ff0000>بدات اتخيل بانه ربما بعد قليل سأرى خنزيرا او حمارا يقول لي كيف حالك يا حسن</font> ...واخذت من ثقل التفكير اتخيل اشياء سخيفة ,وغادة كعادتها لم تعجز عن قراءة افكاري، وابتسمت ابتسامة ناعمة لا تخلو من الاحزان على المصائب التي حلت بها بسببي <font color=#0000ff>وقالت: ـ "حبيبي ...الحيوانات لا تتكلم اطمئن فانت لن ترى هنا ايضا حمارا او خنزيرا يناديك باسمك</font> ,ويسالك عن حالك وعن صحتك ولكن قد ترى بعض الحيوانات التي لم ترها من قبل، والتي تعيش في باطن الارض وفي الكهوف وطبعا هي ايضا لن تسألك عن صحتك وانما ستقوم بافتراسك لترى ان كان طعم لحمك لذيذا ام لا، وانا متاكدة بانك ستكون الذ وليمة مرت عليها في باطن الارض". وضحكت غادة ،وابتسمت انا واخذت انظر حولي وانا افكر..فعلا هذا ما ينقصني ان اصبح وليمة لحيوانات لا اعرف شكلها.

<font color=#0000ff>الا يكفي الجن الذي يطاردني والقط الاسود الذي يراقبني. اتلفت حولي بخوف وانا اتخيل في كل لحظة بانه سيقفز علي حيوان ويفترسني، نظرت الي غادة نظرة سريعة ثم قالت:</font>
<font color=#0000ff>&nbsp;"لاتخف فانا معك واستطيع ان احميك"</font>. واستمرينا بالسير لساعات طويلة، واثناء سيرنا توقفت غادة فجاة وابتسمت وقالت ساخرة : ـ <font color=#0000ff>"حسن ..اتحب ان ترى احد الحيوانات التي يسعدها ان تاكلك" </font>ـ ولم لا، فانا يسعدني ان اتشرف بمعرفتها . وضحكنا معا . وقالت : ـ" تعال ورائي".. واخذت طريقا جانبية وسرنا بها قليلا ثم وقفت ثانية وقالت : ـ " انظر الى اسفل" .. فنظرت ولكني لم استطع ان ارى شيئا، فقط سمعت اصواتاً رهيبة. دبت القشعريرة في بدني، وقلت لغادة: ـ انني لا ارى شيئا .. فامسكت غادة بيدي وسارت بحذر لأكثر من خمسين متراً، حينها بدأت أرى بوضوح اكثر، فنظرت حولي وكانني قد خرجت من كهف في راس جبل، ونظرت منه الى واد سحيق ,وكل هذا في باطن الارض، أرى حيوانا يشبه (الحرذون ) في شكله،اما الحجم فلا مجال للمقارنة ,فحجمه بلامبالغة يعادل حجم بناية مؤلفة من عشر طوابق ,وانا وعشرون مثلي ربما نكون له مجرد لقمة واحدة لا اكثر. قالت لي غادة بأنه من اضخم الحيوانات الموجودة في باطن الارض, وبانهم يطلقون عليه اسم<font color=#ff0000>(ربدا)</font> لانه من الغباء بحيث يلتهم ابناءه ظنا منه بانها حيوانات اخرى، واحيانا يطعم ابناءه لحيوانات أخرى ظناً منه بأن تلك الحيوانات هي أبناؤه. وهو ايضا من شدة غبائه حينما يتحرك ولضخامة جسمه يرى ذنبه يتحرك فينقض عليه ظاناً بانه حيوان اخر ,فيغرس اسنانه بذنبه وبعدها يبدا بالصراخ من شدة الالم ,وهذا هو (ربدا )الحيوان الاشد غباء في باطن الارض ,والذي يعيش منذ الاف السنين، ولم يتعلم حتى الان ان يعرف ذنبه ,او ان يميز بين ابنائه وبين الحيوانات الاخرى ,ويكبر ابناؤه ليكرروا نفس العملية ويبقى ربدا، وعندنا حينما يكرر احدنا الخطا نفسه للمرة الثانية يهزأ منه الاخرون ويطلقون عليه اسم (ربدا)حتى اصبح هذا الاسم من الامثال الشائعة في عالمنا مثل:"لما تفهم ربدا "،"وعد ربدا "الخ ... وايضا في عالمي فهو احد الاسماء التي تطلق على بني البشر،وانا متاكدة بانهم الان حينما يتحدثون مع بعضهم بموضوعي فهم يطلقون علي اسم (ربدا )... شدني حديث غادة عن (ربدا )وغبائه وعن حياته ,وكلما تذكرت مصائبي اتذكر (ربدا )واخذت اخاطب نفسي باسم (ربدا )واقول لنفسي : ـ ليش يا "ربدا" ما تعلمت من اولها ...؟؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وسرنا واخيرا بدأت اشعر بالنور حينما وصلنا الى نهاية الكهف،</font> وحينما وصلت الى بوابته رأيت السماء ورأيت الشمس وشعرت بالدفء الحقيقي ,وشعرت بالحنان والراحة ..انا الان على سطح الارض..ولكن اين ..؟وفي اية بقعة من الكرة الارضية؟ انا لا اعرف ..المهم انني في عالمي وعلى سطح الارض . وجلست غادة على الارض حزينة مهمومة كئيبة، واقتربت منها وضممتها الى صدري، ولا ادري هل أواسيها ام أواسي نفسي، فكلانا ينتظر المصير المجهول <font color=#ff0000>ولكن حبيبتي غادة</font> فقدت كل شيء، فقدت الاستقرار والامان وحكمت على نفسها بان تبقى مطاردة، تهرب من مكان الى اخر ,وحيدة، حزينة، واشد ما كان يؤلمني هو ضعفي وعدم قدرتي على مساعدتها، فأنا لا استطيع ان افعل لها شيئاً. وبكلمات هادئة وحزينة <font color=#0000ff>قالت لي : ـ "لا عليك يا حسن، فانا استطيع ان اتدبرامري</font>، واعتاد على هذه الظروف، ولكن ارجوك اهتم انت بنفسك جيدا. وبعد ساعات سينتصف الليل وسأعيدك الى بيتك". وبأجواء مشحونة بالحزن والالم والقلق مما يخبئه لنا القدر انتصف الليل. وقفت غادة وامسكت بيدي ونظرت بعيني، فبدأت افقد توازني وقدرتي على التركيز ,وشعرت باني اطير بدون جسد، وما ان بدات استعيد توازني حتى نظرت حولي لاجد انني بقرب البيت ولا ابعد عنه الا عدة امتار، وغادة ما زالت تشد يدي وكانها لا تريد ان تتركني ,وبقينا للحظات لا نتكلم، كنا ننظر الى بعضنا البعض وحسب... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%; text-align: center"><font face="arabic transparent" color=#008000 size=5>عودة حسن الى بيته</font> </h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff><span style="font-weight: 400">وقالت غادة بنبرة حزينة جدا : ـ يجب ان اتركك يا حسن لتعود الى اهلك ,وساعود</span> ا</font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ليك بعد ذلك</font> . وامسكت بيدها بقوة وانا لا ادري ماذا اقول لها ,وبدات تسحب يدها من يدي وهي تبكي ,لتحرقني بدموعها..فلم اتمالك نفسي وبدأت ايضا بالبكاء ,واختفت غادة وجلست ابكي وقلبي يتمزق من الحزن على هذه المخلوقة التي كتب عليها ان تبقى مطاردة ,اي مصير هذا ...ومشيت ووصلت الى البيت . فتحت اختي لي الباب وما ان راتني حتى تغير لونها وشحب وجهها ولم تتكلم كلمة واحدة ,جلست على الاريكة لارتاح قليلا فرحت أغط في نوم عميق . وحينما افقت جاءت الي اختي وقالت لي : ـ سأحضر لك الطعام، وقد أحضرت لك ملابسك لتستحم،فتوجهت الى الحمام وحينما نظرت الى المراة لم اعرف نفسي ,فهذا <font color=#ff0000>ليس شكل حسن ,ذقني طويلة ,وملامحي طرأ عليها تغير كبير وواضح</font>، والمفاجاة الحقيقية هي ان شعري الذي لم اعتد على ان يكون طويلا قد اصبح طويلا بشكل مميز ,وقد ارتديت ملابسي وبدات ابحث عن امي في انحاء البيت ,فلم اجدها. فسالت اختي عنها فقالت لي بانها قد خرجت وستعود بعد قليل. تناولت الطعام واختي ترمقني بنظرات غريبة ,وما ان انتهيت حتى سألتني بهدوء</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>-:</font></span><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"> ماذا حدث لك يا حسن ؟اين اختفيت كل هذه المدة ؟؟ فسالتها باستغراب : ـ لماذا ؟كم مضى على غيابي ؟؟ فقالت لي : ـ اكثر من اربعين يوما. صمت قليلا وبدات استعيد ما حدث معي منذ لحظة خروجي مع غادة، <font color=#ff0000>ومع هذا لم يكن مفاجئا لي ان اكون قد قضيت اربعين يوما</font> او حتى سنة، فهذا الامر اصبح عاديا لي بالنسبة لما رايت، فعادت وسالتني: ـ هل نظرت الى نفسك في المراة ,ماذا حدث لك وما كل هذا الشيب الذي في راسك ؟؟ ام انك ستقول لي بانك صبغت شعرك باللون الابيض يا حسن ,نظرت اليها واخذت اضحك واضحك...وهي تنظر الي باستغراب وقلت لها وانا اضحك كالمجنون واتذكر غادة ومصيرها المجهول وابكي واضحك : ـ هل انت مصرة على ان تعرفي اين كنت ؟ نظرت الي باستغراب وقالت : ـ نعم يا حسن ...فقلت لها وانا اضحك : ـ<font color=#ff0000> لقد</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>كنت في عالم الجن ...مع زوجتي الجنية غادة </font>,كنت هناك كل هذه المدة فهل عرفت الان اين كنت ام انك تظنين بانني اصبت بالجنون. ولا ادري لماذا قلت لها، ولكني بحاجة الى ان اتحدث مع انسان، بحاجة لان يعرف شخص بقصتي، ويكفيني الم وحزن ونظرات الريبة والاستغراب ممن حولي، يكفيني الجن ومطاردتهم لي ,فلست بحاجة لان اطارد ممن هم حولي بنظراتهم المريبة ...نعم كنت بحاجة لأن اتحدث ,اريد ان يسمعني أي شخص، لا استطيع الاحتمال فانا انسان ولا استطيع ان احتمل كل هذا ... نظرت الي اختي في هدوء وبدون انفعال، بل انه لم تبد عليها المفاجاة، ربما لانها تصدقني ,او لانها تتعامل معي وفقا للحالة المرضية وتطبق علي ما درسته في الجامعة. لا ادري ولكنها لم تبد أي انفعال لما قلت ,بل على العكس قالت لي بهدوء : ـ حدثني عن زوجتك الجنية يا حسن ... <font color=#ff0000>فقلت لها : ـ اتسخرين مني؟ هل تظنين باني مجنون وتريدين مجاراتي على جنوني.</font> ـ كلا يا حسن، انا اختك واقسم بحياة امي اني اصدقك واصدق كل كلمة قلتها ,اريد ان اسمع منك . ولم اشعر بنفسي الا وانا احدثها عن قصتي منذ البداية وحتى لحظة دخولي الى البيت ,حدثتها عن غادة وعما حدث ,وعما سيحدث لي ولها ,وعن المستقبل المجهول حتى لمست وشعرت بانها قد تاثرت ولم تستطع ان تمنع الدموع من السقوط من عيونها,واخذت تسالني عن "غادة " وانا احدثها بحرارة وتسالني عما سيحدث لها واجبتها. وحين سالتني اين هي الان يا حسن، اغلقت عيوني لأراها تجلس وحيدة حزينة مهمومة، ولم احتمل ما رايت واخذت ابكي، واخذت اختي تبكي معي، وهذه المرة لم اخجل من بكائي بل استمريت بالبكاء لحاجتي لان انفس عما في داخلي من هموم وحزن وضعف ,وفي تلك اللحظات شعرت بحنين إلى أمي ، اريد ان اضمها ..اريد ان تاخذني بحضنها ,اريد ان اشعر بالامان .فسالت اختي: ـ اين امي ولماذا تاخرت حتى هذا الوقت ؟؟ ونظرت الي اختي وقالت بنبرة حزينة والدموع تملا عيونها : ـ حسن.. امي متعبة قليلا، وهي الآن في</span> <span style="font-weight: 400">المستشفى . صرخت بها غاضبا: ـ لماذا لم تقولي لي هذا منذ البداية ؟ ما بها ماذا حدث لها ؟ ـ لا شيء يا حسن . وقفت وقلت: ـ سأذهب لاراها .. وقالت اختي: ـ ارجوك يا حسن اذهب واحلق ذقنك ,وانا سابدل ملابسي لاذهب معك. ,لم يكن لدي الصبرلاحلق ذقني فقط اريد ان ارى امي . وما هي الا دقائق حتى خرجنا من البيت مع احد الاقارب وتوجهنا الى مستشفى في القدس، وقريبي المحترم يمطرني بالاسئلة طوال الطريق ,ولم يكتف بهذا بل <font color=#ff0000>قال لي : ـ "الله يسامحك يا حسن هيك بتعمل بامك ,كل اللي صار لها بسببك يا حسن.."</font> وصلنا الى المستشفى وركضت باتجاه الغرفة التي ترقد فيها امي ,وجلست بجانبها واخذت اقبلها، واخذت تبعدني عنها ... ـ ابعد ...ابعد ...انت جني جني .. ـ امي ,ما بك يا امي فامسكت بي اختي وقالت لي : ـ لا تخف يا حسن فقط اصابتها بعض الهلوسة . وجاء الطبيب وسالناه عن حالتها فقال : ـ امك بخير وكل الفحوصات اثبتت انها سليمة وتستطيع الخروج من المستشفى اليوم . وعلمت من اختي بان امي قد اصيبت بشلل بيديها ورجليها منذ حوالي عشرة ايام، وهي تهذي طوال الوقت بان الجن اخذك، لقد اصيبت بالشلل حتى لا تستطيع احضارك من عندهم . والاطباء اكدوا بان الحالة التي تمر بها امي غير ناتجة عن علة جسدية . انهينا اجراءات المستشفى واحضرت سيارة واخذنا امي الى البيت وهي تهذي وتهلوس ,وتارة تقول لي: <font color=#ff0000>هل عدت يا حبيبي. وتارة اخرى تبدا بالصراخ علي وتقول انت جني ...انت جني </font>. جلسنا انا واختي نتناقش في حالتها، وهل فعل الجن بها هذا ام ماذا حصل ؟وقالت اختي : ـ كل ما يحدث يثبت بان ما حدث مع امنا هو من فعل الجن ,وهو امتداد لما يحدث معك ,ولا ندري ماذا سيحدث ايضا يا حسن ... نعم هذا بسببي انا ,الله يلعن الجن واليوم الذي عرفت فيه الجن ,امي المسكينة ما ذنبها ليفعلوا بها هذا ولم تقف الامور عند هذا الحد فقط بل لا ادري ان البلدة كلها بدات تتحدث عن بيتنا بانه بيت منحوس ,وان الجن يسكنه ,والكثيرون من اهل البلدة يتحاشون الاقتراب من بيتنا، والاشاعات تزداد ..فلان راى "عفاريت على سطح بيتنا","وفلان راى دجاجة سوداء تتكلم امام بيتنا ","والحجة فلانة رات حمارا ينبح","وحتى جارتنا العمياء قد رات عفاريت قرب منزلنا"،"وقريبتنا الطرشاء ايضا اخذت تروي بأنها سمعت اصوات جن". فاهل بلدتنا النشامى بعد ان ملوا الحديث عن بنت فلانة الحامل بشهرها السادس من فلان وطبعا بعد ان قام اخوتها النشامة بقتلها لغسل عارهم ,ولم يهمهم ان يمضوا بقية حياتهم بالسجن ,ولم يقتنعوا براي الطبيب الذي اثبت بانها ليست حاملا وانها عذراء ,وهل الطبيب يعرف اكثر من اهل البلدة؟ ...طبعا من غير الممكن ,لان اهل البلدة قالوا بانها حامل فهي حامل ,وبعد ان قتلها اخوتها الابطال في نظر اهل البلدة، تغير نوع الحديث .مسكينة .. المجرمون قتلوها ...ليش قتلوها وهي اشرف بنت في البلدة ..الله يرحمها والله كانت كافة خيرها وشرها ,والله كانت تخجل من خيالها . طبعا هذه القصة انتهت وجاءت مكانها قصة بيت الجن والعفاريت، واهل البلدة فعلا يستطيعون ان يروا الدجاجة تتكلم والحمار يغني، فليس من الغريب ان يرى اعمى عفاريت في بيت ابو حسن ,او ان يسمع اطرش اصوات الجن فكل شيء جائز في بلدتنا ,ولكن الغريب فعلا في كل هذا هو ما هي الاسباب التي دفعت اهل البلدة للحديث عن الجن وعن بيتنا ,وهل هي مجرد مصادفة ام ماذا ,قد اصدق انا بأن ما حدث لامي هو من تدبير الجن ,ولكن من المحال ان اصدق أي شيء يرويه اهل بلدتنا..وقصتي انا مع الجن لا يعلم بها احد من البشر سوى اختي، مصادفات غريبة وانا لا ادري ماذا افعل. لا اريد ان يصاب اهلي بسوء بسببي،</span> <span style="font-weight: 400">وامي المسكينة ما ذنبها هل انتحر حتى احافظ على اهلي ؟؟لا ادري ماذا افعل ...؟؟ واختي صامتة وحائرة بامري وبما يحدث لي .وقالت : ـ حسن الا تستطيع الجنية غادة ان تساعد امي ؟ فقلت لها : ـ مسكينةغادة، فمصيبتها اكبر من مصائبنا، وحينما اراها سـأسألها. وفي المساء خرجت للحديقة لعلي استطيع الاتصال مع غادة بالطريقة التي علمتني اياها ,وبعد عدة محاولات حضرت غادة واقتربت مني وقالت : ـ حسن ,انا اسفة لما حدث لامك ,تعال معي لارى ماذا يمكن ان افعل. ـ اختي تجلس معها . ـ "مش مهم، فهي لن تستطيع ان تراني ,وساجعلها تنام فورا". دخلنا غرفة امي وكانت اختي قد نامت، كانت امي هي ايضاً تنام، واقتربت غادة من امي , وقالت لي : ـ <font color=#ff0000>"ايقظها يا حسن وتحدث معها</font> ". فايقظت امي واخذت احدثها: ـ كيف انت يا امي ,ما هي اخبارك ... واثناء حديثي مع امي وضعت غادة يدها بلطف على جبين امي ولاادري ان كانت امي قد شعرت بها ام لا، قالت لي غادة : ـ يكفي يا حسن دعها تنام. ورفعت يدها عن جبين امي لتنام امي فورا وسألت غادة : ـ ماذا فعل الجن لامي يا غادة ؟ فقالت : ـ لم يفعل بها احد شيئاً ,وحتى انه لم يقترب منها احد من "الكاتو" او من البشر، وكل ما تقوله امك غير صحيح ,وما هو الا هذيان وهلوسة . فقلت لها : ـ <font color=#ff0000>ولكنها مشلولة يا غادة</font> . ـ حسن، قلت لك بان <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> او غيرهم لا دخل لهم بما حدث لامك . ـ هل تستطيعين مساعدتها يا غادة ؟ ـ "في هذه اللحظة لا استطيع يا حسن ,ومن اجل معالجتها يجب ان اعود الى عالمي لمعرفة بعض الامور التي ستساعدنا في علاج امك مما اصابها". ـ ولكن يا غادة اليس من المخاطرة العودة الى عالمك <font color=#0000ff>و"الكاتو"</font> يتربص بك في كل مكان ... ـ "نعم يا حسن هناك مخاطرة، في كل شيء توجد مخاطرة، لكني سأتدبر امري. لا تخف ساذهب واعود اليك بسرعة..." </span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:46 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثامنة عشر
<hr>
</font></span></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">وهمت غادة بالذهاب ولكني ناديت عليها : ـ غادة ... والتفت الي.. ـ "ما بك يا حسن، يجب ان اذهب الان ..."<font color=#ff0000> ـ غادة انا قلق عليك يا غادة </font>.. ـ لا تخف يا حسن وان اردت ان تطمئن علي وتراني فانا قد علمتك الطريقة.. اغمض عينيك، وركز تفكيرك بي وعندها تستطيع ان تراني مهما كنت بعيدة، ولكني احذرك يا حسن، اياك ان تفقد السيطرة وتنسى نفسك بالتركيز. <font color=#0000ff>والان يا حسن ساذهب.. واختفت غادة كلمح البصر سائرة نحو مصيرها المجهول،</font> وانا لا ادري هل ستعود ام لا تعود، وعدت انا الى غرفة امي وايقظت اختي من نومها وقلت لها لاطمئنها ... <font color=#ff0000>ـ غادة حضرت ورات امي وقالت لي بان ما حصل لها لم يكن بسبب الجن او غيرهم ،وان ايا من الجن لم يقترب منها</font> .. ونظرت الي اختي باستغراب، وقالت: ـ اذا لماذا لم تساعدها وتشفيها . فقلت لها : ـ انها لم تستطع، ومن اجلها ستعود الى عالم الجن لتعرف الطريقة التي تتم بها معالجة امي، وقد وعدتني بانها ستعود بسرعة... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ حسن ماذا تقول؟ كيف لم تستطع ,اليست جنية، وهي تستطيع ان تعمل كل شيء، اليس كذلك يا حسن . فضحكت ...<font color=#ff0000>وقلت لها: ـ انا ايضا في البداية كنت اظن مثلك بان الجن يستطيعون ان يفعلوا أي شيء، ولكن هذا غير صحيح ,فهم ايضا يختلفون من حيث المعرفة مثلنا نحن بني البشر</font>، فهناك من الجن من هو ملم بالطب، وهناك من هو ملم بامور اخرى. فان كانت غادة جنية، فهذا لا يعني بانها ملمة بالطب والعلاج كاطباء الجن او اطباء البشر، وايضا اريد ان اخبرك بان غادة صغيرة، وبالمقارنة بمعدل الاعمار التي يعمرها الجن فهي ما زالت طفلة. ونظرت الى اختي <font color=#ff0000>وقالت : ـ" والله ما انا فاهمة اشي من اللي انت بتقولوا ,المهم انها ترجع وتساعد امي وانا خليت الجن الك </font>وما بدي افكر فيهم مثلك ,لان عقلي مش مستوعب البشر تيستوعب الجن وبلاويهم.." وضحكت اختي وقالت : ـ "حسن شو رايك تسال مرتك الجنية "غادة" اذا الها اخو بلكي اتجوزتوا وصرنا عيله واحدة.." واخذت تضحك وانا اضحك معها وتوجهت الى غرفتي لانام قليلا. وفي اليوم التالي سارت الامور كالمعتاد ،واشتياقي لغادة قد زاد، فقررت ان اراها، وانا اعلم بان هذا ليس بالامر السهل، وانما احتاج الامر الى تصميم واراده وقوة تركيز سترهقني، ولكني صممت واغلقت باب غرفتي حتى لا يزعجني احد، وحتى اوفر الهدوء الذي سيساعدني في عملية التركيز لاستطيع ان اراها، وجلست على الارض، وبدات استرخي وأطرد كل الافكار الاخرى من رأسي ولا افكر الا في غادة، أغمضت عيوني وبدأت ابذل قصارى جهدي بالتفكير فيها، واحاول ان اتخيل اين هي ، أكثر من ساعة وانا احاول ان اكمل عملية الاتصال بها، <font color=#ff0000>وشعرت باني فقدت كل حواسي بما يجري حولي او باي شيء اخر،</font> وبدأت ارى غادة بوضوح، اراها تجلس في زاوية في مكان ما، وحولها كمية ضخمة من الاشكال التي تشبه شكل الكتب، ولكن دون صفحات، والتي يشع منها النور، تمسك بواحد وتمسح بيدها عليه ليشع منه نور، وتعيده وتمسك باخر، وتعيده بلمح البصر، اراها منشغلة، ولا اظن انها تراني مثلما اراها. انظر حولها وارى الالاف بل الملايين، لا ادري كم من الكتب او ما يشبه الكتب المرتبة، ولا ادري على ماذا ترتكز وكانها صفت فوق خيوط من نور،</span> <span style="font-weight: 400">وادركت بان غادة موجودة في مكتبه الجن، او ما يشابه هذا المصطلح، اعود باتجاه غادة واراها ما زالت منهمكة في عملها المكتبي كالمحرك السريع،ارى خيطاً من النور يتحرك بشكل دائري حول غادة، شعور غريب بالخوف ينتابني ولا ادري سببه. ولكن هذا الشعور يدفعني لاصرخ بجنون: غادة..غادة.. وبدأت أشعر باني اسقط من قمة جبل الى وادٍ فسيح، دون ان ادري ما حدث بعد ذلك ولكني افقت على غادة وهي تمسح بيدها على جبيني وانا ما ازال ارتعش واتصبب عرقا ولا استطيع الحراك. الا انه عندما مسحت غادة بيدها على جزء من جسمي، بدات استعيد قوتي ونشاطي من جديد. مالت غاده وقالت : ـ "يا مجنون، انت تظن انها دقائق، ولكنك تقوم بذلك منذ اكثر من عشر ساعات متواصلة .ولو لم تشعر بأنك يجب ان تصرخ فربما استمريت بذلك لايام او اكثر ". ـ غاده انا كنت اراك بوضوح، وكاني كنت معك ولكني اشعر بانك كنت لا ترينني ... ـ" هذا صحيح يا حسن ,انا لم اكن اراك لاني كنت منشغلة بالبحث عن الطريقة التي تتم بها معالجة امك. ولم اشعر بك الا بعد ان صرخت ولكن قل لي يا حسن :لماذا صرخت واخذت تنادي علي؟؟؟". ـ لا ادري يا غادة ولكني شعرت بان هناك خطرا يحيط بك بعد ان رايت شيئا كالشعاع يلتف حولك.. حضنتني غادة واخذت تقبلني بقوة. واخذت تبكي وتبكي.. ـ "حبيبي حسن ..شعورك هذا صحيح، وحاستك هي التي انقذتني، ولولا حاستك لوقعت في ايدي <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> ، ولو ان دائرة الشعاع التي كانت تلتف حولي اكتملت لما استطعت الخروج منها . وانا بالفعل مندهشة كيف استطعت ان ترى <font color=#ff0000>مصيدة الكاتو</font> التي نعجز نحن عن رؤيتها او الاحساس بها ,وهذا يعني بأنك وبحواسك يا حسن استطعت ان تحطم اسطورة مصيدة <font color=#ff0000>"الكاتو"</font>.. واخذت غادة تبتسم وملامح الفرح تبدو على وجهها .. ـ اتعلم يا حسن ماذا يعني هذا ,اتعلم ان هذا يعني بان حواس البشر اذا تم التحكم بها والسيطرة عليها، فأنها تفوق قوة "الكاتو" ,<font color=#0000ff>نعم يا حسن انت تستطيع هزيمة "الكاتو"</font> ..نعم يا حبيبي ما دمت استطعت ان تكتشف مصيدة الكاتو التي لم يستطع احد من عالمي ان يكتشفها، اتعلم ماذا يعني ذلك: اني استطيع ان اعود لمساعدتك لاكتشاف اسرار كثيرة دون ان يستطيعوا الامساك بي". واخذت تقبلني فرحة مسرورة ولم ارها هكذا ابدا،وحقا في ذلك الوقت لم افهم ماذا تقصد، او لمَ هذا الفرح ولكن المهم انها فرحة وسعيدة، فمنذ مدة لم ارها فرحة او تضحك من أعماق قلبها، فقلت لها: ـ يا غادة، انا بصراحة لم افهم ما الذي تقصدين قوله . ـ <font color=#0000ff>"حسن حبيبي، سأعلمك كل شيء فانا الان فقط اشعر بان الصمود بوجه "الكاتو" ليس مستحيلا. ولك ان تفخر بانك تمتلك قوة تفوق قوة "الكاتو" .نعم يا حسن سأعلمك كل شيء وسأساعدك لتفهم كل شيء اكثر </font>. ـ غادة حبيبتي المهم هل وجدت طريقة لمساعدة امي ؟؟؟ ـ "نعم يا حبيبي فقد بحثت في آلاف الالواح، حتى وجدت لوحاً كتب فيه عن مثل هذه الحالة، فما اصاب امك هو مرض لا دخل له بالجسد والمادة، اي ان علاجه لا يتم بالمواد أي الادوية، بمعنى اننا يجب ان نقوم بالاتصال "بدماغها "والسيطرة عليه حتى نستطيع ان نعيدها الى حالتها</span> <span style="font-weight: 400">الطبيعية ,وهذا يتم من خلال مسح مجموعة من الاحداث الموجودة في الذاكرة والتي تسببت بفقدان امك السيطرة على دماغها، والحل الثاني هو ان نتركها على حالها هذا حتى تستطيع العودة الى الواقع ولكن هذا قــد يستمر سنــوات اواشهر أو أيام ،فلا احـد يستطيع ان يحـكم ..". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ غادة ولكن كيف سنفعل هذا ؟؟ ـ" اسمع يا حسن ..هذا امر صعب ويحتاج منا مجهودا كبيرا لعدة أسباب .. <font color=#0000ff>أولاً: من المحال الاتصال بدماغ امك وهي في حالتها هذه، </font>ولكننا نستطيع ان ننتهز الفرصة حينما تعود امك الى طبيعتها ولو لدقيقة واحدة، وعندها اقوم انا بالاتصال بدماغها واعادتها الى الماضي حتى لحظة اصابتها بهذا المرض، وعندها امسح من ذاكرتها الفترة التي اصيبت فيها بهذا المرض، أي ان هذه المدة الزمنية لن تكون في حياتها لاني سألغيها عندها، ولن تستطيع ان تتذكرها، ولكن المشكلة التي ستواجهك انت، هي انه حينما ستفيق امك قد تتعرض لصدمة لانها لن تستطيع ان تفهم كيف مرت الايام بهذه السرعة، او حينما ستعلم بانها كانت مريضة كل هذه المدة فعقلها لن يستوعب ذلك، وهذا قد يؤدي بان تصاب بالجنون. <font color=#0000ff>وهنا ياتي دورك انت بان تحاول ان تجعلها تستوعب تدريجيا </font>بانها كانت في غيبوبة منذ مدة. واتفقنا انا وغادة ان نقوم بذلك على طريقتها، وذهبنا الى غرفة امي وطلبت من اختي ان لا تسمح لاحد بالدخول، وتفهمت اختي الموقف دون ان اشرح لها . وجلسنا بجانب امي ساعات طويلة حتى استيقظت امي وفتحت عينيها، فامسكت بيدها فورا وبدات اتحدث معها، ولكن لم انجح، فقد عادت واغلقتها ,وانتظرت عدة ساعات اخرى، فاستيقظت امي من جديد وفتحت عيونها، وامسكت بيدها واخذت اقول لها</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>: ـ " ام حسن اريد ان اعرفك بفتاه جميلة، حتى تذهبي لتخطبي لي اياها من اهلها.."</font> اخذت اصف لها غادة لاجعلها تفكر بها حتى تتمكن غادة من الاتصال بها، واشغل عقلها بالتفكير بغادة، ويبدو لي انني نجحت في ذلك، واقتربت غادة بلطف من امي وامسكت بيديها وبدات تتحدث معها بهدوء ونعومة، واستطاعت امي ان ترى غادة وبدا عليها انها بهرت بجمالها، واستمرت غادة بالحديث مع امي حتى كفت عن الكلام . وبقيت تمسك بيديها، وانا اترقب وانظر تارة الى غادة وتارة الى امي. ووضعت غادة يديها على جبين</span> <span style="font-weight: 400">امي ونظرت الي</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقالت : ـ "حينما تفيق امك ستعود لتراها كما كانت في اخر مرة رايتها قبل ان تذهب معي الى عالمي، فقد استطعت ان اعود بامك الى ذلك الوقت الذي نامت فيه، فهي الان استفاقت كالمعتاد دون ان تتذكر شيئاً، والاشهر التي مرت ستظن نفسها بانها كانت تحلم، وطبعا فهي لن تستطيع ان تتذكر شيئاً، <font color=#0000ff>وتذكر جيدا يا حسن بان امك حينما تفيق فهي لن تستوعب بسهولة أي تغيير حدث لانها نائمة منذ ساعات قليلة </font>وليس منذ اشهر، وحينما تفيق، ستستغرب وجودك لانك قلت لها بانك ذاهب في رحلة مع اصدقاء لك في ذلك اليوم الذي تزوجنا به ..الان يا حسن ساذهب ليكون لك الوقت لتستعد حينما تفيق امك، وسأعود بسرعة". واختفت غادة ... وذهبت لاختي وشرحت لها ما حدث واتفقنا على خطة لمواجهة الموقف وبدانا بترتيب البيت كما كان قبل شهر. وانتظرنا حتى استيقظت امي.وبالفعل،بمجرد أن رأتني قالت: ـ "شو .. ما رحت مع اصحابك على الرحلة يا حسن" ؟ قلت لها : ـ لقد غيرت رايي ولن اذهب. وتحايلنا عليها لنخرجها من البيت بسرعة ونبعدها عن أي ضيف محتمل، وحتى نستطيع ان نمهد الطريق اخذناها وذهبنا بها الى اريحا، وهناك جلسنا نضحك وهي تمطرنا بالاسئلة، ابتداء من الثلاجة والتي اختفت منها كمية من الدجاج واللحمة وهي حينما نامت تركتها مليئة ،<font color=#ff0000> والى اصغر التفاصيل التي تغيرت في البيت</font>، واخذت امهد لامي لاقول لها انها قد اصيبت بغيبوبة كالتي حدثت معي بالماضي، وانها نائمة منذ اشهر، ومهدنا لها بانها ستسمع قصصاً وحكايات من الجارات والاقارب، وبذلنا كل جهدنا لنجعل الامور عادية ونوفر على امي الصدمة ,سارت الامور بصعوبة شديدة، فامي لم تستوعب الامور بسهولة.. مدة طويلة ونحن نراقبها ونشغلها ونرافقها، حتى اننا كنا يجب ان نتحدث مع كل من ياتي الى بيتنا ونشرح له عن المسموح الحديث به امام امي وما هو الكلام الممنوع. المهم ان امي بخير ، ولم تتعرض لصدمة. وسارت الايام وغادة تزورني بالبيت لنقضي معا اجمل وامتع اللحظات وتدربني وتعلمني التركيز والسيطرة على الذات، وطرق الاتصال بها، واحيانا كانت تذهب الى عالم الجن بعد ان نتفق معا بان نقوم بالتركيز حتى تظل في مجال رؤيتي واحذرها من مصيدة الجن حتى لا تقع فيها، وكانت تذهب وتعود الي لتطلعني على دراسات اعدت عن البشر وتكوينهم، دراسات كلها تدل بان الجن يعرف عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا مئات المرات، واستمرت المفاجآت الاخرى... وشاءت الصدف ان اكون جالسا</span> <span style="font-weight: 400">بمفردي قرب البيت شارد الذهن ضائعا في غموض العالم واسراره التي ما زلنا نجهلها واثناء جلوسي مر بقربي عجوز يتجاوز السبعين من العمر بدت على ملامحه آثار البؤس والعياء وهو ايضا يبدو ضائعا وحزينا، اقترب مني وسالني عن اقرب طريق توصله الى احدى القرى المجاورة لنا، فأشرت اليه الى احدى الطرق المختصرة فشكرني وسار في طريقة. احزنني بؤس هذا العجوز فلحقت به وقلت له: ـ <font color=#ff0000>يا "حاج" تعال نطلع على الطريق الثاني وساوقف لك احدى السيارات لتنقلك الى غايتك فنظر الي وقال: ـ شكرا، فقدماي تستطيعان حملي وادار ظهره وهم بالسير</font>، </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقلت له: ـ يا والدي الطريق بعيدة عليك. والتفت الي والدموع تترقرق في عينيه والحزن يخيم عليه وقال بلهجة حزينة: ـ شكرا . وسار، ولحقت به والفضول يقتلني لاعرف سر هذا الحزن والدموع ومع الالحاح عليه جلس وقال لي</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ كم تظن انني ابلغ من العمر ؟؟؟ <font color=#ff0000>فقلت : ـ السبعين او اكثر...</font> ـ هل تصدقني لو قلت لك باني لم ابلغ الثلاثين من العمر . عرفني على اسمه فقال لي أنه عمر، وعرفته على اسمي، ولم يكن يبدو عليه بانه يكذب، مع انه من المستحيل ان يكون عمره اقل من السبعين، وهنا زاد فضولي لاعرف سر هذا الشاب العجوز. قال لي : ـ لو اني حكيت لك حكايتي فستظن اني مجنون او معتوه . فالححت عليه ان اسمع منه، </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وبدا يروي لي حكايته.. ـ منذ عدة سنوات ظهرت لي في المنام <font color=#ff0000>فتاة جمالها لا يفوقه جمال، شعرها اسود طويل وناعم كالحرير، عيناها سوداء وواسعة، جسدها عجزت عن وصفه الكلمات ولغات كل كتاب وشعراء العالم ، وافقت من منامي، ولو خيروني ان ادفع عمري واعود الى حلمي لما رفضت، واخذت تظهر في منامي</font> حتى كرهت ان افيق من منامي ولو للحظة . اخذت تحدثني واحدثها، وقالت لي ان اسمها غادة، وهي من عالم غير عالم البشر، واحبتني واحببتها بجنون ,وبدات تظهر بصحوتي وتناديني ..يا عمر ..عشقت اسمي لان حبيبتي "غادة" تلفظه من شفتيها. قبلتني وقبلتها لانسى بين احضانها عالم البشر، اشعلت بداخلي كل شهوات البشر، ولم تسمح لي بالاقتراب منها، لتبقي النار كالبركان مشتعلة بداخلي ,اخذت تاتي الي وتختفي، ولا تظهر</span> <span style="font-weight: 400">الا بعد ان تحرق دموع الاشتياق وجنتي ,تفننت في اغرائي واشعال نار شهوات الحب والاشتياق، وكانت خبيرة بعالم البشر ,فقلت لها: "فداك انت ابي وامي وعالمي وروحي يا اجمل حلم وحقيقة مرت علي"، وعلى البشر عرضت عليها الزواج.. وقالت: "انت مقدم على الجنون او الانتحار يا عمر، فاهلي وسلطة عالمي سيلحقون بي وبك الدمار "..علمتني من الحب والحكمة ما فاق تصور البشر "تزوجتها" كما ارادت ونقلتني الى عالمها لاراى الغرابة والعجب . وسارت الايام وفقدت كل من حولي بلمح البصر، فشاب شعري وهرمت، وشاءت الظروف <font color=#ff0000>ان اكتشف بعد فوات الاوان اني "ضحية" وقد وقعت في شرك من تبحث عن "الخلود" بدماغ البشر</font> ، فغادة التي كنت اظن انها تحبني ما كنت لها الا ضحية، انتقتها من بين الاف البشر تنتقل من شخص الى اخر، ولا تتركه، تسيطر على دماغه وتتغذى عليه، ليزيدها قوة بقوة، ولكن حظي التعيس جعلني اكتشف هذه الحقيقة بعد ان فقدت شبابي ،واحلى ايام عمري ,انقذت نفسي لاكتشف بانه لم يبق لي ما يستحق ان ابقى من اجله وها انا اسير من قرية الى اخرى ابحث عن مكان هادىء لم يزره احد من عالمي لاقضي فيه ما تبقى لي من ايام، وانسى همومي واحزاني..افهمت الان سبب احزاني وهمومي، ام انك ستظن بانني مجنون وعجوز خرفان ؟ لا باس ان ظننت هذا فلن الومك، فما انت الا من البشر ولن يقنعك الا المنطق والعلم، <font color=#ff0000>ولكن انت الذي صممت ان تعرف قصتي، فدعني اذهب بسلام.</font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:47 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة التاسعة عشر
<hr>
</font></span></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وبدأ العجوز الشاب يسير بخطى واهنة وقد اعياه التعب ... <font color=#ff0000>وتجمدت انا في مكاني ولم اتكلم من هول المفاجاة التي عصفت بي</font>، نعم لقد عصفت بي كما تعصف ريح الخريف بشجرة لوز هرمة.انه يتكلم عن غادة، انه يتكلم عن حبيبتي، انه يتكلم عن روحي وحياتي، اني اصدقه في كل كلمة. و كيف لا اصدقه، وهذا يحدث معي ...هل من الممكن ان تكون الجنية غادة...هكذا ؟؟هل من الممكن ان تكون قد خدعتني كل هذا الوقت...وهل سيحدث معي مثل ما حدث مع عمر ... بدأت استعيد ذكرياتي مع غادة لحظة بلحظة، من لحظة رؤيتي لها في السجن حتى اخر لحظة رايتها فيها...اتذكر واتذكر واتذكر ...لقد كانت حياتي تسير بشكل عادي مثلي مثل البشر...اريد ان اعيش ولي احلامي التي احيا من اجلها ..<font color=#ff0000>.ولكن ظهرت غادة، وقلبت حياتي راساً على عقب، فما عدت اميز الليل من النهار،</font> ولا السعادة من الحزن، ولا الحقيقة من الخيال.نسيت اهلي واصدقائي، وبقيت وحيداً. سجين لقياها، تتحكم بابتسامتي ودموعي، وتفعل بي ما تريد، حتى شعري الاسود قد ظهر الشيب فيه قبل الاوان...نعم لقد صدق عمر فيما قاله الجن لا يعرف الحب ...يالي من غبي تعس .الم تقل لي هي منذ البداية <font color=#ff0000>ان الجن يكرهون البشر؟</font> الم تظهر هي نفسها في لحظات غضبها كرهها واحتقارها للبشر...؟ واتذكر كل اللحظات التعيسة التي عشتها مع غادة ولكن ماذا تريد مني، الا يكفيها ما فعلت بي حتى الان ...؟واتذكر كلمات "عمر "عن انها تزداد قوة في السيطرة وإتلاف دماغ البشر. هذا صحيح فهي تتحكم بدماغي كيفما شاءت وكيفما ارادت...وبمقدار حبي الذي لا يفوقه حب لها ...اشعر بكراهية كبيرة تجاه تلك "السفاحة " التي تتسلى بعقول البشر وما زالت الافكار تراودني وانا اقف مكاني مشدوها لا اقوى على الحراك وقلبي وعقلي اضعف من أن يتحمل هذه الصدمة ,والتفت حولي واتذكر عمر، واسير خلف عمر واركض واركض لعلي استطيع اللحاق به .وارى عمر من بعيد يسير واهن الخطى وكانه يزحف زحفا...واصرخ عليه : ـ عمر ارجوك قف ارجوك ... ويلتفت الي لارى كل باس الدنيا وبأسي في عيونه الحزينة وبصوت حزين هامس يقول لي : ـ ماذا تريد مني؟ ـ ارجوك اريد ان احدثك . ويجلس عمر على الارض ويبدو ان قدميه لم تعودا تقويان على حمله، واجلس بجانبه واقول : ـ عمر ان ما حدث معك يحدث معي، فانا ايضا عرفت الجنية غادة . وما ان قلت هذه الكلمات حتى بدت الدموع في عينيه واشاح وجهه عني ووقف على قدميه واخذ يسير بعيدا عني ولحقت به</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقلت له : ـ ارجوك ساعدني.. ولكنه لم يهتم بكلامي وتوسلي وصرخت فيه: ـ ارجوك اسمعني.. والتفت الي والدموع بعينيه</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقال لي : ـ ارجوك ان لا تسخر</span> <span style="font-weight: 400">مني فيكفي ما اصابني وابحث عن غيري ان اردت ان تتسلى ... واخذت ابكي واقسم له انها الحقيقة: ـ ارجوك يا عمر اسمعني، انا لا استطيع ان اثبت لك هذا.. ويبدو ان كلماتي الاخيرة استطاعت ان تترك اثارا في نفس عمر فجلس يصغي الي، واخذت اروي حكايتي مع غادة ،ووصفتها له وقصصت عليه اشياء لم يروها هو لي، وبدت على ملامح عمر المفاجاة، وما ان انتهيت من حديثي حتى قال عمر واثار المفاجاة على وجهه الهرم : <font color=#ff0000>ـ ويلي عليك فانت ما زلت في بداية الطريق وما ستراه من غادة يفوق كل ما رايته حتى الان انت ضحية غادة الجديدة، لم اكن اعتقد بان غادة ستختار ضحيتها من هذه البلاد .</font> احرص على نفسك ولا تدعها تدمرك. ـ ولكن كيف، ارجوك ساعدني؟ وقال لي مشفقا على حالي : ـ ليتني استطيع، فغادة دمرت كل قدراتي، ولم تبق لي الا الذكريات. تركتني عاجزا حتى عن مساعدة نفسي، ياليتني استطيع ان افعل لك شيئا. ـ ولكنك ياعمر تقول لي باني ما زلت في اول الطريق .. قل.. ماذا استطيع ان افعل؟ كيف يجب ان اتصرف؟ قل لي شيئاً ارجوك. ونظر عمر مشفقا على حالي وكانه نسي همومه وغرق في همومي..</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقال : ـ في الحقيقة.. لا يوجد لدي ما اقوله لك فانا عاجز عن كل شيء ولو عرفت الطريق التي تمكنني من مساعدتك لساعدت نفسي اولا... وصمت قليلا ثم قال: ـ اسمع يا حسن ربما ان هناك طريقة قد تكون ناجحة ولكنها تعتمد عليك ...ان سيطرة غادة عليك هي بمقدار سيطرتها على دماغك وقدرتها في السيطرة عليه هي بمقدار قدرتها بالاتصال بك...فان استطعت ان لا تجعلها تتصل بك فهي لا تستطيع السيطرة عليك، فحاول أن تبذل كل جهودك في أن لا تجعلها تستطيع الاتصال بك، فان امتلكت الارادة نجحت وان لم تنجح...فما استطيع ان اقوله لك هو اني ساتواجد في ذلك الجبل</span> <span style="font-weight: 400">الذي تراه ...وسيحدث لك ما سيحدث معي وبعدها ستشعر بالحاجة الى الهدوء، <font color=#0000ff>فتعال عندي لاني انا وانت لن نجد من يصدق قصتنا وما حدث معنا .</font>..وسنقضي ما تبقى لنا من الايام في البكاء ما لم تجف الدموع وسنظل نعيش حسرة حظنا التعيس . ووقف عمر وسار واخذ يصعد الى الجبل، وادرت وجهي وعدت ادراجي الى البيت وانا مصمم ان لا يكون مصيري كمصير <font color=#ff0000>"عمر"</font>...وشعور بالقوة ينبع من حقدي على الجنية غادة التي تريد ان تدمرني يهاجمني ، فأقول لن اسمح بذلك، <font color=#ff0000>فلتذهب غادة وكل الجن الى الجحيم،</font> فلن اسمح لنفسي ان اكون دمية لغادة او لغيرها .....فانا على استعداد بان انهي حياتي ...وافسد على الجنية الحقيرة غادة متعتها في القضاء علي. انا الآن املك الحقد والتصميم والقوة على الانتصار... وصلت الى البيت وجلست ...وحضرت اختي الي وجلست بجانبي وهمست في اذني لكي لا تسمع امي ما تقول : ـ <font color=#ff0000>"حسن قوللي شو اخبار مرتك الجنية .؟..</font>". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقلت لها غاضبا : ـ لا اريد الحديث عنها ولتذهب الى الجحيم هي وكل الجن معها دعينا من هذه السيرة التي تشعرني بالاشمئزاز...وفوجئت اختي من كلامي وقالت: ـ حسن ماذا حدث لك؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;فقلت لها: ـ لا شيء يا اختي ولكني اشمئز من هذه السيرة، ولهذا لا اريد ان اتحدث عنها ولا اريد ان اتذكرها فكل شيء انتهى، وكل لحظة تمر هي ماضًًٍ، وانا لا اريد الا ان افكر بالغد، لا في الماضي ... ويبدو ان اختي فوجئت من كلامي ، او من طريقتي في الحديث معها عن الجنية <font color=#0000ff>غادة</font> ، التي كنت بالامس اعشقها واقدسها اكثر من روحي وحياتي... وتوجهت الى غرفتي ... ونمت وانا مصمم وبقوة ان لا افكر فيها حتى مجرد التفكير ...استيقظت في الصباح ...وصممت ان اذهب للبحث عن عمل...وخرجت من البيت وعدت في ساعات الظهيرة ، جلست في البيت وقبل الغروب بقليل جلست لوحدي ....وشرد ذهني قليلا نحو الايام التي مضت...وسمعت صوت غادة، ورايتها، يحن قلبي اليها رغم الحقد الكبير الذي احمله في داخلي...واخذت غادة تقترب مني <font color=#0000ff>وتقول لي: ـ " حسن ,حسن ...".</font> ولكني تذكرت نفسي بسرعة، نظرت اليها..وبدأت اشغل فكري باشياء كثيرة ولا استمع اليها...وتحاول الاقتراب اكثر..ولكن تصميما قويا، رغم الحنين الى ان احضنها، جعلني اقول لها: ـ ابتعدي عني ..ابتعدي عني. واشغل فكري باشياء كثيرة .وتلاشى صوتها وبدات تختفي تدريجيا ...وهذه المرة <font color=#ff0000>الاولى التي لم تختفي فيها كلمح البصر</font>...واشعر بحزن وحنين وضعف وقوة وحقد ...ولا ادري ما الذي اشعر به فقد امتزجت احاسيسي جميعها معا، ولا ادري ماذا يحدث، اشعر بحنين لها وبحزن لفراقها، اشعر بحقد عليها وبقوة بداخلي باني استطعت ان اطردها ....اتذكرها وهي تختفي من امامي تدريجيا واثار الحزن والالم بادية على وجهها فتكاد الدموع تسقط من عيوني ...اتذكر عمر. يتملكني شعور بالقوة . عمر ابحث عنه فلا اجده ابحث عنه في جنون او كشخص اصابه مس من</span> <span style="font-weight: 400">الجنون، اراه يجلس على صخرة كمن يترقب اجله اقترب منه بعزة وشموخ وقوة ...واقول له يا عمر <font color=#ff0000>لن تدمرني غادة كما فعلت بك</font> فانا استطعت اليوم ان اطردها واقول له وكاني اتحدى نفسي وضعفي وينظر الي ويسالني بضعف :كيف حدث هذا يا حسن كيف ؟فاروي له ...وازداد ثقة وقوة وانا ارى علامات الدهشةو والاعجاب بادية على ملامح وجهه ..<font color=#ff0000>ويقول لي : ـ ولكن يا حسن هل ستصمد وتنجح في مواجهتها</font> انا لا اظن ذلك فلست الا انسانا ضعيفا ,مصيرك مثل مصيري وتستفزني كلماته ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">واصرخ فيه: ـ انت ضعيف وهذا مصير الضعفاء، اما انا فلا ولن اكون لعبة لاي كان اتركه وكاني اشتاق الى ان اخوض حربا لاثبت لنفسي باني قوي ولست ضعيفا ...واعود الى البيت وشعور بالفخر والثقة يملا نفسي وانا اردد بيني وبين نفسي : ـ ليذهب الجن ولتذهب غادة الى الجحيم فانا لست دمية لاحد. اشغل نفسي باي شيء ، اقضي كل وقتي وحتى وانا نائم وكاني في حرب مع كل شيء ،مع الجن ومع البشر، مع نفسي ومع قلبي الجريح، مع كرامتي وكبريائي، ابكي وابكي ...على نفسي وعلى كل لحظة حب صادقة احببت فيها الجنية غادة، <font color=#ff0000>اتذكر زوجتي غادة،</font> اسخر من نفسي، كيف تكون زوجتي؟ احقد عليها، احقد على نفسي، احقد على الجن، احقد على البشر، فلا اريد شيئا من هذه الدنيا بعد ان فقدت احلامي، فكيف يحيا الانسان بدون احلام؟ كيف اريد ولا ادري ما اريد،اريد ان اضحك.. اريد ان ابكي، اريد ان اموت لانتهي وتنتهي متاعبي، اريد ان انسى كل شيء حتى نفسي، اريد ان اثار لكبريائي...لضعفي، احقد، اكره، ليتني استطيع ان ادمرها...كما ارادت ان تدمرني، الحقيقة انها دمرتني،فمجرد انها ليست في حياتي هو الدمار، فكيف يحيا الجسد بلا روح، وكيف تكون الدنيا بلا شمس او قمر ...؟اسمع صوت غادة ضعيفا، اشتاق اليها، اخاف، اريد ان اقفز لاحضنها</span>، <span style="font-weight: 400">لاقبلها.. حبيبتي غادة اين انت؟ اين انت، </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>وتظهر غادة حزينة وتقول لي.. ـ "حسن ما بك .."</font>. اتذكر عمر، اتذكر ضعفي .اصرخ بها اصرخ بنفسي.. ـ انا لست ضعيفا، انا لست دمية، اذهبي الى الجحيم ... وتتمتم غادة ولا اسمع صوتها ...وتتلاشى ببطء وهي تمد يدها نحوي، ولكن شيئاً كان يسحبها الى الخلف وتسقط الدموع من عينيها...وتختفي...واصرخ واشتمها واشتم نفسي، ولا ادري هل لانها ذهبت قبل ان اقبلها، ام لاني احقد عليها؟ لا ادري، ابكي ولا استطيع ان امنع نفسي من البكاء، اتذكر "عمر "واتذكر ضعفي ويطفو الحقد على الحب. واخاطب نفسي بصوت عال: انا لست دمية لاحد، انا لن اكون ضعيفا . وتستمر الايام وتمر الاشهر، وغادة تحضر، فما ان اراها حتى اطردها من قلبي وفكري وخيالي..واتذكر دموعها وتوسلاتها لي ان لا افعل بها هذا...فيهدني الحزن والاشتياق لها..واكره نفسي لما فعلت ...واعود واتذكر ضعفي واتذكر حبي لها وحقدي عليها، كرهت الدنيا وما فيها، حتى اهلي كرهتهم، فلم اكن اريد ان اكلم احدا ولا ان ارى احدا، حتى الطعام كرهته، حتى نفسي، اذهب لارى عمر فارى ضعفي واحقد على نفسي وعلى غادة وعلى البشر، اشتم واسخر ، واستمتع وانا اشتم ...واشعر بالراحة وكاني اشتم نفسي، وتختفي غادة ولا تظهر ويمر يوم واسبوع وشهر ولا اراها ...اجلس وانتظر ان تاتي لاطردها من جديد، ويبدو لي اني اصبت بالجنون ..<font color=#ff0000>.اريد ان اموت، اريد ان اموت ...تمر الايام وانا لا ارى غادة...واتوجه الى عمر .</font>..اتحدث معه، واشعر بضعفي وبعجزي وأخشى ان اصبح مثله ضعيفاً...واشعر بدافع قوي يدفعني ...لان انهي حياتي حتى ارتاح من هذه الدوامة، وكلما مر يوم اشعر بانني ضعيف وان الحياة يجب ان تنتهي، واستسلمت لآلامي وقد هدني التعب، واخذت اسهر الليل بين الاشجار بعيدا عن البشر ...وقد فقدت كل قواي ولم اعد اشعر بنفسي ولا بجسدي... ولا اتمنى الا ان ارى غادة للحظة واحدة، وبعدها لا يهمني ان احيا او اموت .ويبدو ان امنيتي قد تحققت وبدات ارى من بعيد ذلك الجسد المتناسق والشعر الاسود الطويل الذي يتطاير في كل الاتجاهات،<font color=#ff0000> وثوبها الخمري الذي يزيدها جمالاً على جمال...</font> وتقترب.. واشعر بان هناك شيئا غريبا، اظن نفسي احلم. اغلق عيوني وافتحها من جديد اراها تقترب مني، تتوقف بعيدة عني عدة خطوات، ولكن هناك شيء غريب ...اقول: ـ غادة هل عدتِ ...؟ انظر الى وجهها</span> <span style="font-weight: 400">وارى جمالاً لا يفوقه جمال، انظر اليها لكن هناك شيئاً غريباً لا استطيع ان اميزه، ولكني ارى ولا اشعر بان التي اراها هي غادة، وتقول لي: ـ "انا لست غادة يا حسن." واقف على قدمي ,واقترب منها ارى الحقد والكره في عينيها وتقول لي بغضب: ـ "لا تقترب مني ايها الحثالة &#33;" واسالها: ـ من انت بحق الله ؟ <font color=#0000ff>تقول باشمئزاز: ـ "انا من دمرت روحها وحياتها وحرمتها من اغلى ما لديها، انا التي ساريك نفسك على حقيقتها ,انا التي ساعذبك مثلما عذبتها ,انا التي ساجعلك تتمنى الموت في كل لحظة ..".</font> قلت لها متوسلا</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>: ـ ارجوك قولي لي من تكوني، هل انت جنية ...؟</font> ونظرت الي بحقد لا مثيل له ,وكاني قتلت احد افراد عائلتها.وتقول: ـ "انا من اكون &#33;انا التي ساعذبك في كل لحظة .انا التي ساجعلك ترى وتعيش العذاب الذي سببته لغادة ,انا التي ساجعلك عبرة لكل البشر ,وان استطعت ان تهرب من التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك ,فلن تستطيع ان تهرب مني ...<font color=#0000ff>انا التي كرهتك بمقدار حب غادة لك ,انا التي سخرت نفسي لاعذبك مثلما عذبتها، قسما بحياة اختي غادة اينما كنت لاجعلنك تتمنى الموت ولا تناله ."</font> واختفت في لمح البصر وتركتني في حيرتي ,ماذا يحدث ؟ربما اني جننت...وفي دوامة افكاري راودني شعور غريب لاذهب وارى عمر ,فربما اجد لديه تفسيرا لما يحدث ...توجهت الى عمر حيث تعودت ان القاه في الجبل ,وبحثت عنه واخذت انادي عليه : ـ عمر</span> <span style="font-weight: 400">...اين انت يا عمر ؟ وظهر عمر وقال لي : ـ انا هنا يا حسن . اقتربت منه وهو يبتسم ,وقبل ان ابدا حديثي معه بادرني هو</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#ff0000>وقال: ـ هل اشتقت الى زوجتك غادة يا حسن؟</font> وفاجأني كلامه الذي لم اتعود عليه بهذه اللهجة من قبل ,وصمت افكر فيما قال ...ولكنه استمر بحديثه وقد بدت في عيونه ملامح قوة ونصر ,تخيف من يراها .. ـ لن تستطيع ان ترى غادة يا حسن .شكرا على المساعدة التي قدمتها لنا ,اتمنى لك اتخاذ القرار المناسب لانهاء عذابك ,فربما الموت افضل لك يا حسن ...&#33; </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>صرخت في عمر: ـ من تكون ؟من تكون ...؟</font> ضحك عمر ضحكة مجنونة ,وخيل لي ان اهل الارض جميعا قد سمعوها ,وقال : ـ نحن من لم يصمد امامنا احد ,نحن <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> ...يا ابن البشر واختفى عمركلمح البصر وبدأت انا اضحك واضحك ...ولا ادري لماذا اضحك ...هل جننت حتى اضحك، ام ان شر البلية ما يضحك ,ولماذا لا اضحك و"عمر "من الجن وقد استطاع ان يتحكم بي كما يشاء كيف حدث ذلك انا لا ادري كيف لم استطع ان اكتشف بان هذا الشخص المسمى بعمر هو من الجن، لا ادري كيف خدعني، لا ادري فانا فعلا اما مجنون، او الاصح، انسان تافه ومن اليسير خداعه، اين غادة الان، لا ادري من تكون الجنية الاخرى؟ هل هي غادة ام اخت غادة كما قالت لي، لا ادري، وكم من الوقت مر علي وانا افكر في كل هذا لم استطع التحديد، لم استطع ان احدد ان كنت فعلا مجنونا ام عاقلا، اسال نفسي واجيب: انا عاقل ومدرك لكل ما يحدث حولي، وهذا دليل على اني لست مجنونا، واعود واقول لنفسي ولكن المجانين ايضا يظنون انفسهم عقلاء في داخلهم ولا يدركوا كونهم مجانين ...ومن هول الصدمة التي مرت علي وخاصة ان عمر هذا العجوز المسكين ...<font color=#ff0000>ما كان الا جنيا ٍ جاء</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ليخدعني ونجح في ذلك ولهول ما مر علي ...بقيت عدة اسابيع وانا عاجز عن فعل أي شيء، </font>عن التفكير، عن الطعام، عن الحديث، ولا اشعر بنفسي الا وانا اضحك دون سبب ...وتيقن اهلي باني فعلا قد "جننت "وبدأت امي بالتحرك باتجاه الفتاحين والمشعوذين لانقاذي من "السحر " ومن الجن لايمانها بانه لا يوجد طريقة اخرى لانقاذي مما انا فيه. وقامت اختي بعرضي على "طبيب نفسي" ليعالجني مما اصابني ليخرج الطبيب بقناعة بعد دراسة حالتي باني مصاب بانهيار عصبي حاد . بعد عدة جلسات علاجية رحت اتحسن شيئا فشيئا، وبدأت اعود لطبيعتي، وادرك ما يدور حولي وما حدث معي، واتذكر الجني المسمى "عمر "هذا المخادع الخبيث، وكيف استطاع خداعي، واعود لنفسي واقول لها : فعلا ما انا الا بشر وما انا الا انسان ضعيف، والحمد لله على كل حال ان انتهت الامور عند هذا الحد، ولكني اعود واتذكر غادة حبيبتي، هذه المخلوقة الرقيقة وما فعلت بها لاشعر بضيق مما فعلته ، ولا ادري ما هو مصيرها او اين هي، واحدث نفسي بعقلانية: ان ما حدث قد حدث ولا يمكن ان يعود الماضي والندم والبكاء لن يغير في الامر شيئا، وربما هذه مشيئة الله ارادها ان تنتهي على هذه الحال، ولا يسعني ان اعترض على شيء، فما حدث قد حدث. احاول ان انسى واتغلب على الامي وجراحي لاحيا الواقع الذي ابتعدت عنه كثيرا، وباراده وتصميم اشق خطواتي الاولى نحو مستقبل واقعي يخلو من الجن، تاركا الماضي خلفي...وعدت لاسرتي ولاصدقائي ولعملي ولحياتي مثلي مثل بقية البشر، وكلما كان ىسرح خيالي بذكريات الماضي مع غادة والجن وما حدث، الهيت نفسي باي شيء حتى لا اسمح</span> <span style="font-weight: 400">للذكريات بان تتسرب لنفسي من جديد، سارت حياتي طبيعية "عمل ...اصدقاء ...اسرة ..." وطبعا كان من المستحيل ان تخلو حياتي من جراح والام الماضي، ومرت عدة اشهر على ما حدث معي ...وامي الحبيبة التي عانت بسببي الكثير والتي استمرت بالالحاح علي بالزواج وكانت ترجوني احيانا بان اتزوج حتى ترى حفيدا قبل ان تموت استطاعت ان تؤثر علي لاوافق على فكرة الزواج، ولم اوافق على الزواج الا لارضاء امي وتحقيق حلمها .ولم يكن يهمني من هي التي ساتزوجها او من تكون، المهم ان اتزوج لانه لا مفر من الزواج عاجلا ام اجلا، وبدأت امي تعرض علي اسماء واوصاف فتيات البلدة وتمدح جمال احداهن وعقل الاخرى، واهل واقارب فتاة اخرى، لتسهل علي عملية الاختيار وعلى رأي امي فهي ديمقراطية ولا تريد التاثير علي .لان هذه حياتي الخاصة، وتريدني انا ان اختار زوجة المستقبل .ولكنها تعود وتعرض علي <font color=#ff0000>عشرات الفتيات المرشحات للزواج،</font> وتضع كل الاوصاف الرائعة في واحدة من قريباتها وفهمت من كلام امي غير المباشر بانها ستكون سعيدة جدا اذ ا اخترت قريبتها، وبصراحة لا فرق عندي بين قريبتها فلانه او أي فتاه اخرى ...ولكن ما دامت امي ستكون سعيدة بهذه الاختيار فقد وافقت على الزواج من قريبتها، وفرحت امي وبدات اتصالاتها السريعة مع ام العروس وخالة العروس .لحسم الموقف والبدء باتخاذ خطوات رسمية من <font color=#ff0000>"طلبة" وخطبة وزواج. وتم تحديد الموعد للذهاب الى بيت العروس لشرب القهوة وقراءة الفاتحة</font> . وفي مساء اليوم الذي يسبق يوم قراءة الفاتحة في بيت العروس بدات افكر بجدية اكثر واشع</span>ر <span style="font-weight: 400">بقلق من الغد، ربما لاني مقدم على شيء جديد وربما ان هذا امر طبيعي يحدث مع الجميع... ولكن فكرة الزواج اعادت لي ذكريات زواجي من <font color=#0000ff>الجنية غادة</font> واعادت الي كل الذكريات التي حاولت ان اطردها من راسي، ولكن عبثا، ذكرتني بغادة وطريقة زواجي منها، والهبت الذكريات في داخلي نار الاشتياق لزوجتي الجنية غادة، وعبثا احاول ان اطرد الماضي من دماغي، وجدت نفسي تواقة لبعض الذكريات مع التي كانت وما زالت اغلى من روحي وحياتي مع التي كانت كل شيء، ولا طعم لشيء دونها، مع<font color=#0000ff> زوجتي الجنية غادة</font> ...واسبح في بحر من الذكريات لارى امامي دخانا ابيض كثيفا لا ادري من اين مصدره ينقشع شيئا فشيئا لتظهر من وسطه ايه جمال بكل معانيها، فتاة ترتدي ثوبا خمريا وشعرها الاسود الطويل منسدل عليه، "غادة" بكل اوصافها الا بتلك النظرات الغريبة، فهي تشبه غادة...في كل شيء، ولكني موقن من انها ليست هي ,ان تلك النظرات التي رمقتني بها لا يمكن ان تكون نفس النظرات التي كانت لحبيبتي غادة... واقتربت الجميلة مني بخطى واثقة وقوية واقتربت منها، ولم يبق بيننا الا عدة اقدام وتوقفت، واخذت ترمقني بنظرات لا افهم ما وراءها ، وابتسمت وقالت لي: ـ انا جئت لاهنئك مسبقا على الزواج من قريبتك وطبعا هذا اقل واجب أستطيع القيام به، وشكرا لأنك سمحت لي بالظهور لاقدم لك تهانيّ الحارة، فلو انك لم تفكر بطرق الاتصال مع عالمي لما استطعت انا الظهور، وخاصة اني اترقب هذه الفرصة منذ فترة طويلة، وها قد تحققت لي بفضلك...". وقلت لها : ـ لكن من تكونين انت؟ ولما هذا الاهتمام بي؟ وهذا التشابه الكبير بينك وبين زوجتي الجنية غادة .هل هذا لان بنات الجن</span> <span style="font-weight: 400">كلهن يشبهن بعضهن بعضاً ؟ <font color=#0000ff>ـ" انا سعيدة بانك يا </font><font color=#ff0000>حسن</font><font color=#0000ff> ما زلت تتذكر ان غادة هي زوجتك، واما بنات عالمي فلكل واحدة منهن شكلها، ان كانت جميلة ام قبيحة، والتشابه الذي تراه بيني وبين زوجتك غادة ليس بالتشابه الكبير الذي تتصوره، فلو امعنت النظر قليلا لوجدت </font><font color=#ff0000>انني اجمل منها بكثي</font><font color=#0000ff>ر</font>، </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">الا تلاحظ هذا يا حسن ...". ـ من تكونين ؟وماذا تريدين مني ؟؟ ـ انا قدرك الذي لا مناص منه، انا التي سلبتها اغلى ما لديها، ا انا اخت زوجتك غادة التي بسببك انت يا حسن فقدت نفسها وفقدتها أنا ,انا <font color=#ff0000>مرح</font>، اتذكر هذا الاسم يا حسن؟ ام اذكرك به، هذا الاسم يا حسن هو الذي اخترته انت قبل زواجك من غادة، ليكون إسماً لاحدى النجمات التي تعطيك القدرة على الاتصال بغادة وتكون رمزا بينكما...وبما انك لم تعرف في ذلك الوقت لماذا يجب اختيار اسم أحدى النجمات فانا ساشرح لك هذا.. من المتعارف عليه في عالمنا انه قبل ان يتم </span><font color=#ff0000>"عهد الارتباط "</font><span style="font-weight: 400">،اي الزواج، فانه يجب على العروس ان تطلب من عريسها ان يختار نجمة من بين النجوم ويسميها باسم اغلى شيء تحبه العروس وان يقوم بالمحاولة سبع مرات في ان يعرف الاسم الغالي والذي تحبه العروس دون ان تخبره هي الاسم، وان فشل العريس باختيار الاسم بعد محاولات سبع فلا يتم الزواج، وان نجح يتم الزواج، اما ما هو سر هذا التقليد الذي تصر عليه العروس قبل زواجها، فمعناه ان العريس حينما يقوم باختيار نجمة من بين النجوم فهو يعلن انه لن يحب غيرها ولن يتزوج غيرها مهما حدث <font color=#ff0000>الا اذا استطاع ان يزيل النجمة من بين النجوم،</font> وطبعا هذا من المستحيل. اما لماذا يجب ان يطلق عليها اسم اغلى شيء لدى العروس دون ان تبلغه العروس بهذا الاسم؛ فمعناه الموافقة المطلقة على انه يكون صاحب الاسم وصيا بالمحافظة على "عهد الارتباط</span> <span style="font-weight: 400">والزواج "ما دام صاحب الاسم موجوداً أي انه لم يمت وانت يا حسن من حسن حظك انك اخترت الاسم الذي ارادته غادة من المحاولة الثانية، فقلت في المحاولة الاولى لنسمي النجمة "غادة "وبعدها "مرح "لتبقى حياتنا مرحا في مرح، <font color=#0000ff>وانا يا حسن اقسمت بحياة اغلى مالدي، اقسمت بحياة اختي غادة ان احافظ على هذا العهد ما دمت حية</font> واذا نظرت الى النجوم يا حسن فستجد النجمة التي اسميتها مرح ما زالت موجودة في مكانها، واذا نظرت الي سترى "مرح "ما زالت موجودة، وعلى فكرة، ساجعل حياتك مثلما قلت كلها "مرح في مرح في مرح يا حسن ". وانهت مرح كلامها بابتسامة وكلي شوق لسماع أي شيء عن زوجتي غادة وسالتها </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ ما هي اخبار غادة يا مرح؟ اين هي الان؟؟؟</font> وقالت لي بلهجة ساخرة : ـ "هي تحت امرك وبتستنى اشارة منك، تتيجي وتركع تحت رجليك ...؟" ـ ارجوك قولي لي ما هي اخبارها؟ اين هي ؟؟ ورمتني مرح بنظرة مليئة بالحقد والغضب وقالت لي </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ ماذا تريد منها ومن اخبارها ؟الا يكفيك ما فعلته لها ؟الا يكفيك انك دمرتها ؟هل نسيت انها ترجتك ان لا تدمرها بنفسك، الم ترجوك وانت بغرورك وغبائك تخليت عنها وتركتها وحيدة لتلاقي مصيرها الذي هي فيه الان ؟؟؟وتسالني عنها وعن اخبارها؟". وصرخت فيها.. ـ ارجوك كفى.. واشعر ان قلبي يتمزق وانا اتذكر دموع غادة وهي ترجوني ان لا اتركها وحيدة .وانا بغبائي وغروري وانانيتي وحبي لنفسي خضعت لرغبة هذا <font color=#0000ff>الجني الحقير "عمر "</font>ولبيت له كل ما طلب مني بعد ان طغى على تفكيري واستطاع ان يثير بداخلي الغرور والكبرياء والانانية والخوف، نعم كيف انسى او اسامح نفسي على ما قلت لها وتوسلت لمرح ان تخبرني عن مصير غادة واين هي الان </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت لي : ـ "ساخبرك يا حسن، ليس شفقة مني</span> <span style="font-weight: 400">على حالك ، لانك فعلا لا تستحق الشفقة، ولكن لغاية اخرى..غادة التي استطاعت ان تهرب من <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> كل الفترة التي مضت، كنت تستطيع ان تساعدها من خلال قدرتك على اكتشاف "مصيدة الكاتو "الاسطورية تفاجأت "غادة"بذلك اليوم المشؤوم انك تقوم بقطع الاتصال بها بشكل جنوني ...وبقيت غادة تحاول ان تعيد الاتصال معك وانت ترفض هذا باصرار كبير ،حتى وجدت غادة نفسها وحيدة يائسة بعد ان تخلى عنها الذي تخلت من اجله عن عالمها، وعن كل شيء لديها ، ولم تجد ان هناك شيئاً يستحق ان تستمر بالهرب واستسلمت لمصيرها الذي لا مفر منه. وقام <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بالقبض عليها وسجنها في <font color=#0000ff>"قبة النور "</font>لتبقى هناك الى ان تنتهي ولتكن عبرة لكل من يفكر ان يخطو خطاها من عالمي... وانت يا حسن لو ركزت قليلا فستستطيع رؤيتها ورؤية العذاب الذي هي فيه لتعلم حجم ما اقترفته بحق هذه المخلوقة التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك ...حاول يا حسن وحتما انت قادر على رؤيتها، ولكن هل ستكون قادرا على الاحساس بالعذاب الذي هي فيه ...هل تعلم ما هي <font color=#0000ff>"قبة النور</font> "،وهل لعقلك الصغير ان يكون قادرا على تصور العذاب الذي يلاقيه كل من حكم عليه ان يكون في داخلها...نعم لهو فخر لك ان تكون السبب في ادخالها "قبة النور ". وقاطعتها وقلت لها</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;: ـ ماذا استطيع ان اعمل من اجلها "يا مرح "، كيف لي ان اساعدها....</font> وضحكت مرح بطريقة حتى الجماد يستفز منها ...وقالت: ـ وهل امثالك يقدرون على عمل شيء سوى البكاء والهرب والخوف . ولكن لا باس ربما هناك طريقة واحدة قد استطيع انا ان</span> <span style="font-weight: 400">اساعدها بها باستخدام دماغك القذر ولا داعي ان اتعب نفسي باخبارك بالطريقة لانك لن تكون سوى اداه لاتساوى شيئاً، احركها كيفما اريد والى ان يحين ذلك الوقت فلا مانع لدي ان اتسلى بك قليلا، واعتقد باني ساجد بك مايسليني، وحاذر يا حسن ان املّ منك بسرعة، لاني ان مللت فساعود لافكر بعذاب اختي غادة داخل <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>، وبما انها اختي واغلى ما لدي ولا قيمة لشيء عندي بدونها، فساشعر بعذابها. وحينما أتذكر فسأجعل حياتك مرح في مرح في مرح هل فهمت يا ابن البشر ؟&#33;". واستفزني كلام هذه الجنية الحقودة المغرورة </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وقلت لها: ـ اسمعي يا مرح، لقد مللت حياتي ومللت كل شيء في هذا الوجود بعد ان فقدت "غادة"،</font> فصدقيني انه لم يعد هناك شيء يخيفني او يهمني، فان كانت غايتك مساعدة اختك غادة، فانا لن اتوانى حتى بالتضحية بكل شيء املكه من اجلها، وحياتي فداها، وسافعل أي شيء تطلبينه من اجلها ...وان كانت غايتك الانتقام والتسلية من دافع الحقد فصدقيني ان عذابي يفوق عذابك، ولن تجدي شيئا تفعلينه لي اكثر مما حدث، ومهما بلغت قوتك يا مرح، فلن "تستطيعي ان تقتلي ميتاً <font color=#0000ff>".. واشارت الجنية مرح باصبعها نحوي وقالت: ـ "انت اخر من يعرف التضحية، وانت اخر من يعرف العذاب</font>، ومن هذه</span> <span style="font-weight: 400">اللحظة انت اخر من يتكلم، فانت لن تكون لي سوى دمية، آمرك كيف اشاء، تتكلم حينما اريد انا لك ان تتكلم، وتنام اذا اردت لك النوم وتفيق اذا قررت ان تفيق، وتضحك اذا كان مزاجي يسمح لك بالضحك، وتبكي لان دموعك ستروي ظمأي، وحتى نوع العذاب فلا خيار لك فيه، ومن اجل كونك زوج اختي غادة فساترك لك الخيار بالتفكير بالطرق التي تسليني حتى لا املك بسرعة، وانا الآن بدأت اشعر بالملل.. فحاذر يا حسن .". فجّر كلام مرح بداخلي بركاناً من الغضب، صرخت فيها.. ـ من تظني نفسك؟ انت لست سوى جنية مغرورة، وانت لا تستحقين مني الا كلمة واحدة اقولها لك ..اذهبي الى الجحيم.. وادرت وجهي لأبتعد عنها، وبدات اطردها من تفكيري بعزم حتى انساها، ولا ادع لها مجالا لتؤثر علي. واحاول طردها وقطع الاتصال معها بعزم وبقوة، الا انها بدأت تضحك وتضحك وتضحك بطريقة هستيرية، وصدى ضحكاتها يمزقني، وعبثا احاول ان ابتعد عنها،</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;وتقول لي ساخرة: ـ الى اين تهرب هذه المرة لا اظن انك ستجد مكانا تهرب اليه، ولا تنسى، انا قدرك،</font><font color=#ff0000> وانتم لا تهربون من القدر، فلا مجال لك</font><font color=#0000ff> ان تهرب من "مرح"</font>،وان كنت استطعت ان تهرب من التي احبتك ..فالهروب من الحب سهل ولكنك لن تستطيع ان تهرب من التي كرهتك لان الهروب من الكراهية صعب يا ابن البشر. والى ان يحين الوقت</span> <span style="font-weight: 400">تذكر شيئا واحدا فقط، تذكر مرح..وتذكر <font color=#0000ff>ان مرح تمل بسرعة هل فهمت يا حسن.".</font> نظرت اليها نظرات متواصلة برغم استفزازها لي، الا ان الهدوء عاودني ، حتى نظراتي لها كانت هادئة مسالمة ,وتساءلت في سري ، كيف يمكن لهذا الجسد الجذاب صاحب القد المياس والوجه الملائكي والعيون الساحرة ,كيف يمكن لهذا الجمال الشفاف ان يحمل بداخله كل هذا الحقد ...انظر اليها تداعب شعرها ,وارى البراءة تشع من كل جزء في جسدها ,تلتفت الي وانا اتفحصها لتلتقي عيوني بعيونها لأرى بريقاً اخاذاً يحمل في اشعاعه حقد وكراهية وخبث ودهاء وقسوة شيطانية ,واسال نفسي من جديد كيف يلتقي النقيضان؟ عيون ملائكية يعجز عن وصفها اكبر الشعراء والفنانون يشع من وسطها بريق شيطان... &nbsp;</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:49 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة العشرون
<hr>
</font></span></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>&nbsp;</font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>اتساءل: ماذا استطيع ان افعل مع هذه الجنية التي تحمل بداخلها كل هذا الحقد،</font> وكيف الومها وانا السبب في ضياع <font color=#0000ff>غادة.</font>..ولكن هل تدري هي ان <font color=#0000ff>غادة</font> بمثابة الروح والجسد والحياة بالنسبة لي؟ لقد هربت من الحب..وها انا وسط جو من الكراهية، واشرت الى الجنية مرح بيدي وقلت لها </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ "مرح" افعلي ما شئت يا مرح ...اشتميني ,اكرهيني، العنيني، واقسم باني اقولها بصدق ، لا شيء يهمني ، حتى ولو قتلتني . ابتسمت مرح وقالت : ـ ا<font color=#0000ff>سمع يا حسن، الامر الاول الذي اصدره لك هو الغاء فكرة الزواج من راسك الى ان تموت او اموت انا</font> ...ولا تخالف اوامري، وان نسيت تذكر انني مرح ...انا ذاهبة الان يا حسن ولكني ساكون معك في كل لحظة وفي كل خطوة يا ابن البشر...". واختفت "الجنية مرح " كلمح البصر ...واخذت انا اضحك من هذه <font color=#0000ff>الجنية المغرورة</font> . في اليوم التالي ذكرتني امي بانه يجب علينا ان نذهب الى بيت العروسه لقراءة الفاتحة...وتذكرت تحذير الجنية مرح لي من الزواج وضحكت...قررت باصرار وبسعادة داخلية ان اتحدى هذه الجنية المغرورة ...وللحقيقة فأني قبل تحذيرها، لم اكن متحمسا للزواج ... وتوجهنا انا وامي واختي في المساء الى بيت العروس. فاستقبلنا ابوها وامها وشقيقها وعمها وخالها.. <font color=#ff0000>اكثر من ثلاثين شخصا اصطفوا لإستقبالنا ، </font>مع ان الموضوع لا يتعدى قراءة الفاتحة، ولا يحتاج الى هذا الحشد من اهل العروس، ولكن هذا ليس مهما، او ربما يكون نوعا من انواع الاستعراض من اهل العروس...دخلنا البيت وجلسنا وكانت امي على حد قولها <font color=#ff0000>"طابخة الطبخة ومجهزتها ". </font>بدأنا نتحدث في امور سخيفة وغير مهمة "اي كلام "المهم حكي والسلام ...حتى تلك اللحظة انا لم ار العروس ، ولم اعرف كيف تبدو الا من خلال الوصف الذي وصفته لي امي واختي، ولكن قالت لي امي بانها اجمل الفتيات في المنطقة،حتى أنها أجمل من <font color=#ff0000>"صبحة" </font>، وبالمناسبة لم اكن اعرف من تكون "صبحة" حتى اقارن جمال "امينة" عروس المستقبل "بصبحة" ملكة جمال المنطقة على حد قول امي ...المهم انني</span> <span style="font-weight: 400">اجلس وانتظر بشوق حتى تشرف "عروس المستقبل " وهي تحمل "صينية " القهوة ,ولكنها لم تحضر، همست باذن امي</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;وقلت لها: ـ يمكن العروس من الفرحة ماتت .</font> "لكزتني" امي بيدها </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وقالت بصوت منخفض جدا: ـ قاعدة بتتزوق ,هلا بتيجي</font> . وما هي الا لحظات حتى ظهرت من بين الجمع الذين يحيطون بي من كل الجوانب ,شقت طريقها من بينهم برشاقة وخفة وكانها تسير خطوات بناء على ايقاع موسيقي ,ترتدي ثوبا فلاحيا اسوداً عريضاً خفيفاً وناعماً مطرزاً بلون الفضة والذهب، وكأن مصممي الازياء في العالم كله قد اجتمعوا ليصمموه، وقد ربطت على وسطها حزاماً عريضاً ذي لون أصفر، ليظهر وهو مشدود من فوق الثوب مفاتن جسدها وتناسقه، وشعرها الاسود كسواد الليل، من طوله تعدى حزامها، وكان قريبا من الركبة، اقتربت مني والخجل يبدو على وجهها وعيونها مغمضة، لدرجة ان الجميع كانوا ينظرون اليها باستغراب، وقفت واقتربت قليلا منها بحجة اني اريد ان اخذ "صينية" القهوة من بين يديها ,مددت يدي ولم استطع ان امنع اطراف اصابعي من ملامسة يدها <font color=#ff0000>وانا امسك "بصينية" القهوة</font> ,فتحت عيونها السوداء الواسعة ليظهر من خلالها بريق اخاذ وابتسمت ابتسامة ساحرة اقسمت في تلك اللحظة بانها لو لم تكن من البشر لقلت انها <font color=#0000ff>الجنية مرح</font> ...ادارت وجهها وعادت ادراجها بعد ان ابتسمت وغمرتني بطرفي عينيها .وضعت "صينية" القهوة على الطاولة التي امامي، ونظرت حولي لارى ان الجميع ينظرون الي باستغراب وبعضهم لم يستطع اخفاء ابتسامة ظاهرة على شفتيه ...جلست "ولكزتني" امي بطرف يديها وهمست بصوت غاضب: ـ "شو يا حسن اللي بتسوي فيه , فضحتنا يا حسن " واخذت امي تتكلم وكانها تريد ان تزيل الارباك الذي حدث...همست في اذن امي وقلت لها: ـ جميلة جدا يا امي . نظرت الي امي وقالت باستغراب: ـ من هي ؟ نظرت امامي على الطاولة ولم اجد "صينية" القهوة ,وسالت باستغراب وبدون تفكير .<font color=#ff0000> ـ من اخذ صينية القهوة ؟ والجميع ينظرون الي باستغراب ,وكأن بي شيئاً غريباً، </font>ومن وسط النظرات ظهرت الحسناء الفاتنة واقتربت مني لتشدني اليها من جديد.ولكنها فاجاتني واربكتني بان جلست على ركبتي واخذت تداعب خصلات شعري وتقبلني</span> <span style="font-weight: 400">بخفة <font color=#ff0000>ولا تابه بنظرات الجميع.اخذت احاول ان ابعدها برقة لاتخلص من ذلك الارباك الذي سببته لي،</font> ولكنها طوقت عنقي بذراعها وتمسكت بي بقوة واخذت تضحك وتضحك , ولامست بشفاهها اذني وهمست: ـ <font color=#0000ff>هل تشتهيني مثلما اشتهيك يا حسن ؟</font> واخذت تداعبني بطرق شدتني رغم الارباك ونظرات الجميع.عبثا حاولت ان ابعدها عني ,حتى وقفت هي وقالت : ـ "يكفيك هذا يا مجنون &#33;". واستدارت وذهبت والجميع ما زالوا يرمقونني ,اما انا فاخذت ابتسم مرتبكا واقول معللا تصرفات ابنتهم بانها عادية .. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ جميل ان يتصرف الانسان على طبيعته .. والجميع ما زالوا ينظرون الي باستغراب وسالني اكثر من واحد مرة واحدة : ـ <font color=#ff0000>"مالك يا حسن ؟شو مالك ؟".</font> وامي تلكزني ووجهها احمر .واختي اخذت تقول: ـ حسن يمزح دائما ،ووين ما بروح بحب يمزح ويفاجىء الجميع بتغيير الجو وتلطيفه.. ونجحت اختي بتلطيف الاجواء، واخذ الجميع يضحكون وانا اضحك معهم، وانا لا أفهم لماذا أضحك. ولماذا هم يضحكون&#33;. اقتربت مني اختي <font color=#ff0000>وقالت : ـ شو انت انجنيت يا حسن ,شو هالفضايح اللي عملتها </font>؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ ما ذنبي انا هي التي جاءت وجلست في حضني ؟ نظرت الي اختي بغضب وقالت : ـ "مين هي يا حسن ؟". وهنا اصابني مس من الجنون، وادركت ما حدث <font color=#ff0000>وايقنت ان التي حضرت هي الجنية "مرح" ولم يرها احد غيري, وكل من راني ظن انني مجنون ،لانه رآني لوحدي اقوم بحركات "مجانين"</font> .في تلك اللحظة تمنيت لو ان الارض انشقت وابتلعتني . من الخجل اصبح لون وجهي احمر ...وفي داخلي اشتم والعن <font color=#0000ff>"مرح"</font> التي جعلت مني اضحوكة امام الجميع. وعاد الجو في بيت العروس الى طبيعته .وطلبت امي من ام العروس ان تستعجلها تحت حجة انها تشعر بوعكة صحية ,ولكن يبدو لي ان السبب الحقيقي هو خوف امي من تصرفاتي واعتقادها انني جننت، فربما خطر ببالها انني ساقوم بالرقص او النباح ,او اضرب او اعض احد الموجودين ,وهي لا تنقصها الفضائح . وما هي الا لحظات حتى دخلت ام العروس بصحبة العروس ,لتسلم علينا انا وامي</span> <span style="font-weight: 400">واختي، وجلست بجانب امها بخجل، وحينما رايتها تسمرت في مكاني من الخوف ,ولكني تمالكت اعصابي ,ونظرت حولي لاتاكد بان كل شيء على ما يرام ,وان ما اراه يرونه هم ايضا، وان العروس التي امامي هي من البشر ولا دخل للجنية مرح بما ارى، همست باذن اختي لاتاكد وقلت لها : ـ هل هذه هي العروس التي سلمت علينا ,والان هي تجلس بجانب امها؟ ابتسمت اختي وقالت : ـ نعم وما ان قالت نعم ـ اذ كنت انتظر ان تقول لاـ حتى كاد يغمى علي من هول الصدمة . يا الهي ,ماذا يحدث ؟كيف استطيع ان اتزوجها ,كيف اصفها<font color=#0000ff>.."دراكولا"؟</font> ولكن<font color=#0000ff> "دراكولا"</font> جميل بالمقارنة بها، اقسم انه لا يوجد فرق بينها وبين القردة، الا انها ترتدي فستانا . يا لي من غبي ,كان يجب ان افهم هذا من رؤيتي لأمها التي تشبه سيارة "الفولزفا?ن "بعد حادث تصادم مع شاحنة، وابوها الذي يشبه <font color=#ff0000>برميل الزفتة "المطربق "</font> على بعضه البعض . اذا من الطبيعي ان تكون ابنتهم كالغوريلا ,اختلست نظرة خاطفة نحو العروس وامها وهن يتهامسن معا, وسبحان الله، عندما ارى العروس بجانب امها تكتمل الصورة ,ولو ان "داروين "شاهدهن معا لاستطاع ان يؤكد نظريته ان اصل الانسان قرد ,ويبدو لي انه يجب ان اكون "طرزان". اضحك على مصيبتي ولكني بصراحة كنت سعيدا جدا ,سعيد لان امي لم تزوجني "صبحة "وعلى راي امي: هذه احلى من صبحة بكثير ,فإذا كانت هذه من فصيلة القردة ؟فمن أي فصيلة ستكون "صبحة"؟ انا اعتقد انها ستكون سلحفاة ترتدي بنطلون جينز . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وهنا صمت وبدأت افكر بهذه المشكلة بجدية، لقد جئنا لقراءة الفاتحة اذ لا مجال امامي للتراجع، تقاليد منطقتنا تحتم علي ان اتزوجها حتى ولو كانت "شمبانزي "..انظر ناحية امي وهي مشغولة بتوزيع نظراتها بيني وبين العروسة (الشمبانزي )بسعادة غامرة وكان علي ان اقرر بشكل سريع . خطر ببالي فكرة مجنونة نوعا ما وهي ان اجعل اهل العروسة هم الذين يرفضون. وهكذا اتخلص</span> <span style="font-weight: 400">من الاحراج وفورا بدأت ارقص واصفق. وكان امامي ابريق ماء، فحملته <font color=#ff0000>وسكبته على راس العروسة وبدأت اضحك واضحك وفعلا كنت اضحك من كل قلبي وهي تصرخ: ـ امسكوه.. هذا مجنون . </font>وذهب اهل العروسة وامسكوا بي ,وكان معظمهم يضحك، حتى اختي لم تتمالك نفسها واخذت تضحك . ارسلوني الى البيت داعين الله ان يشفيني من مرض الجنون الذي اصابني، ورفضت امي ان تكلمني ,ودخلت البيت تبكي على حظها. اختي جلست بجانبي وقالت لي وهي تضحك : ـ <font color=#ff0000>"شو اللي اعملتوا عند الجماعة ؟"</font> فقلت لها : ـ وانا اضحك يقولوا عني مجنون وانا عاقل احسن من ان اتزوج الشامبنزي "ابنتهم "واصاب بجنون حقيقي . ابتسمت اختي بهدوء وذهبت الى المطبخ وعادت بفنجان قهوة وسالتني عن اوصاف العروسة وما حدث معي؟ في المرة الاولى حكيت لاختي القصة ,ذهبت اختي الى غرفتها وعادت وفي يدها صورة وقالت لي: ـ انظر الى هذه الصورة &#33;اليست جميلة؟ القيت نظرة خاطفة على الصورة وقلت لها :<font color=#ff0000> ـ فعلا انها جميلة</font> . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت لي : ـ <font color=#ff0000>انها من تصفها بالشامبنزي</font> . ذهلت قليلا ,وتركتني اختي وذهبت الى امي لتواسيها ,وسمعت ضحكة تأتي من خلفي، ونظرت نحو مصدر الصوت فرايت الجنية مرح وهي سعيدة، واشارت بيدها نحوي </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>وقالت : ـ" اضحك يا مجنون ,لقد وعدتك ان اجعل حياتك مرح في مرح في مرح،</font> وهذا الدرس الاول لك ,وما عرفته عن قدرتنا السابقة هو لاشيء يذكر ؟ هذه المرة جاءت الامور بسيطة ومجرد نوبة من الجنون، ولكن يا حسن في المرة القادمة ان خالفت اوامري ، سيكون الثمن غاليا وكما وعدتك، سأجعلك تتمنى الموت ولن تناله خليك شاطر يا حسن واسمع كلام "مرح" .". قبل ان اذهب اذكرك باني ساكون معك في كل خطوة حتى في احلامك ...الى اللقاء يا مجنون.. تجمد عقلي عن التفكير ,انا لا اريد ان افكر في شيء ...لا اريد&#33;&#33; كيف استطاعت ان تتحكم في الاشكال التي اراها .لا اريد ان اكابر وان استهين بقوتها فهي "جنية "تملك من القوة مالا يملكه البشر . توجهت الى غرفتي للنوم لانسى ما حدث ,استلقيت على الفراش وبدأت اغط في نوم عميق ,واذا بي اشعر بانامل تداعب شعري</span> <span style="font-weight: 400">بخفة ورقة، واستفقت من نومي لارى الجنية مرح تجلس بجانبي وتداعب شعري بيديها بحنان ورقة وخفة ,</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت لي : ـ كيف انت يا حسن ؟ هل انت غاضب مما حدث بالامس ؟انا اسفة، انت الذي اجبرتني على التصرف معك هكذا ...هيا يا حسن، حان الوقت لاقول لك الخطوة الاولى ان اردت انت ان تنقذ زوجتك وحبيبتك اختي <font color=#0000ff>غادة</font> &#33;الا تريد ان تحررها من اسرها لتعود وتحيا معك الى الابد .هيا يا حسن .. يجب عليك ان تبدا بالبحث عن شخص ليس من البشر ولكنه يعيش بينهم، ترونه وتكلمونه ولا تميزونه عن البشر، هو فقط الوحيد الذي يستطيع انقاذ زوجتك "غادة "من الاسر لدى <font color=#0000ff>"الكاتو".</font> هذا ما قالته لي الجنية مرح، فنظرت اليها مستغربا وقلت : ـ المخلوق الوحيد الذي يستطيع انقاذ <font color=#0000ff>"غادة"</font> ليس من البشر ويعيش بين البشر ؟ فاسترسلت قائلة : ـ "نعم هو الوحيد الذي يستطيع انقاذ "غادة" وانت الانسان الوحيد الذي يجب ان تجده .". زاد استغرابي من هذا الحديث فتابعته قائلة : ـ "انا سأساعدك على ايجاده يا حسن ,هيا استعد لنبدأ البحث عنه .". لم يرق لي حديثها، نعم فهذه <font color=#0000ff>مرح </font>الحقودة الشريرة التي لا تعرف معنى الحب، والتي كانت تهددني منذ ساعات قليلة، ها هي تمارس الاعيبها علي باسلوب رقيق حنون واملس كافعى، حتى ذاك البريق الشيطاني الذي يميز عيونها اختفى وحل مكانه بريق ملائكي خلاب وساحر .يا للعجب كيف تستطيع هذه الجنية ان تحول مشاعر الكره في داخلها الى مشاعر الحب والحنان بلحظات قليلة ,هل المطلوب مني ان اصدق مشاعرها؟ ثم من هو ذلك المخلوق العجيب ....؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقبل ان يكتمل السؤال في مخيلتي راتني اسالها بأستهجان استنكاري: ـ <font color=#ff0000>كيف يكون يا مرح بشرا وجنيا في نفس الوقت ؟</font>من هو وكيف يستطيع ان ينقذ زوجتي وحبيبتي "غادة"؟ فقاطعتني بلهجة جافة وقالت : ـ "يا حسن ,لا داعي لكل هذه الاسئلة ,المهم ان تجده وبسرعة حتى ينقذ <font color=#0000ff>"غادة"</font> فقد حان الوقت، ولا داعي لإضاعة الوقت على الاسئلة واجاباتها التي لا تفيد بشيء ,هيا يا حسن لا تتباطأ ." نثرت يدها -التي لا زالت تداعب</span> <span style="font-weight: 400">شعري برقة وحنان -وابعدتها عني ورمقتها بعيون جارحة، قلت بنبرة جافة وشديدة : ـ <font color=#ff0000>اسمعي يا مرح ,صحيح انني على استعداد للتضحية باغلى ما املك من اجل "غادة" ولكني لن اتحرك من مكاني قبل ان اعرف وافهم الموضوع واستوعب تفاصيله</font> ,ولا يهمني ما ستفعلين ,فافعلي ما شئت، اسحريني، سيطري على عقلي، ولكن ما دمت في وعيي فلن اطيعك في شيء لا افهم تفاصيله . لم يعجبها حديثي ,ولكنها نظرت الي وهزت برأسها وقالت : ـ لك ما شئت ,ساشرح لك ماتريد فهمه واتمنى ان يستوعب عقلك الصغير ما ساقول". واستطردت </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قائلة : ـ <font color=#0000ff>يحاول علماء عالمنا منذ الاف السنين</font> امتلاك القوة المادية التي يمتلكها البشر ,وضمن اطار تلك المحاولات ارسل هؤلاء العلماء العديد من افراد عالمنا للاتصال مع افراد من البشر بهدف السيطرة على ادمغتهم، ومن ثم الاندماج الكامل بهم بشخصية واحدة في جسد واحد ,ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الكبير في معظمها، واما الحالات القليلة جدا التي نجحت نوعا ما، تمرد الذين نفذوها من عالمنا على <font color=#0000ff>سلطة"الكاتو "،</font> ورفضوا الانصياع لاوامرهم بعد ان شعروا بانهم امتلكوا قوة مميزة وخارقة نتيجة اندماجهم مع مخلوقات بشرية. هذا التمرد اضطر سلطة عالمنا <font color=#0000ff>"الكاتو "</font>الى القضاء عليهم تماما، وحرّم بعدها الاتصال مع البشر في اية حالة كانت، وتحت أية ظروف، وهددوا بعقوبات شديدة تصل حد الدمار للذين يقومون بمثل تلك المحاولات مع البشر، واقتصر اجراء هذه التجارب على نخبة من العلماء تحت اشراف <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> مباشرة، وممن وصفوا بالولاء التام والانتماء القوي المتين" للكاتو"، وجرت هذه التجارب تحت غطاء من السرية التامة والمطلقة، وبعد مئات من التجارب الفاشلة في هذا المجال والتي ذهب ضحيتها المئات من علماء عالمنا الذين استطاعوا الاندماج التام مع مخلوقات بشرية ورهنوا مصيرهم بمصيرهم كشرط للاندماج التام، الذي يمنح القوة الخارقة، سرعان ما ماتوا بعد اندماجهم التام، وذلك لأن المخلوقات البشرية تصاب بالامراض، وعمر البشر قصير جدا نسبة الى مخلوقات عالمنا ,فما يكاد ابناء عالمنا يندمجون خلال فترة الاندماج التي</span> <span style="font-weight: 400">تاخذ عشرات السنين، حتى يكون المخلوق البشري قد اقتربت حياته من النهاية، او يصاب بداء يفقده القوة المطلوبة . وعندما ادرك <font color=#0000ff>"الكاتو</font> "حجم الخسائر العظيمة التي قدمها بعض علماء عالمنا على هذه التجارب قرر "الكاتو" ايقاف التجارب نهائيا، ولم يعد يسمح بها عمليا تحت أي ظرف، فعكف العلماء على البحث عن طرق اخرى بديلة بدون خسائر او مخاطر، وبداوا بمراقبة سلالات من البشر لفترات طويلة تزيد عن الف عام، حتى اكتشفوا ان هناك بعض السلالات البشرية التي يمكن الاندماج معها بناء على حسابات زمنية دقيقة تتعلق بالعمر ومتوسطه، وتتعلق بالعناصر <font color=#ff0000>الوراثية المختصة بتوارث الامراض الخطيرة،</font> وتتعلق ايضا بمستوى الذكاء والقدرة الذهنية والقدرات الكامنة والمخزونة، وهذا كله يتم بعد مراقبة السلالة مراقبة دقيقة وشاملة لجميع الجوانب سالفة الذكر، ويتم الاندماج مع افراد هذه السلالات منذ اللحظة الاولى للولادة، ولا تكتمل عملية الاندماج التام الا <font color=#ff0000>ببلوغ المخلوق البشري سن الثلاثين،</font> وهو السن الذي يكتمل فيه دماغ البشر، حينها تكون عملية الاندماج تامة وشاملة. ولكن هذا الاكتشاف لم يحظ بموافقة "الكاتو " لسبب وجيه وهو ان الذي سيقوم بعملية الاندماج مع المخلوق البشري سيكون مقيدا واسيرا في جسد ذلك المخلوق البشري خلال الاعوام الثلاثين اللازمة لبلوغ عملية الاندماج التام والشامل، ومع ذلك لا توجد ضمانات لدى العلماء بان ابن عالمنا المنفذ لعملية الاندماج لن يفقد انتماءه لعالمنا، وخاصة انه سجين الحياة البشرية منذ الولادة وحتى بلوغ سن الثلاثين وما يتخللها، وبناء عليه اصدرت سلطة عالمنا <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> قرارا يمنع بموجبه اجراء الاختيار او تطبيقه على أية حالة ولا باي شكل، ووضعت هذه السلطة رقابة شديدة للغاية على العلماء الذي قاموا بهذه الدراسة، ولكن رغم هذه الرقابة الشديدة، استطاع احد الذين تمردوا من العلماء الذين اجروا الدراسة الهرب من رقابة سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بهذا الخصوص...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">هل فهمت الان يا حسن ؟". قالتها بابتسامة ماكرة ...فابتسمت مستغربا مما قالته ,ولكن في وسط هذه الغرابة اصبح كل شيء ممكننا </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقلت : ـ اذا كان كل ما قلته يا مرح - ويكتنفه الغموض الشديد - سريا للغاية، ويعتبر ضمن المعلومات السرية الخاصة بعلماء عالم الجن وسلطتهم فكيف استطعت انت يا مرح الوصول</span> ا<span style="font-weight: 400">لى هذه المعلومات؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ضحكت مرح وقهقهت بصوت عال <font color=#0000ff>وقالت : ـ انا مرح يا حسن لا تخفى عليّ خافية ولا يغيب عني شيئ</font>ا، واذا ارادت مرح ان تعرف شيئا فلن يصعب عليها. وهنا تنفست الصعداء، وقلت لها وصلنا يا مرح، ,اذن ما عليك الا ان تعرفي مكان الشخص المطلوب وينتهي الموضوع فانت مرح التي تصنع المستحيل فادركت انني استهزئ بقدرتها ورمقتني بنظرة خبيثة </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت : ـ هذا ما سافعله من خلالك، رضيت ام ابيت يا حسن .". ـ كلا يا مرح ,من قال لك انني ابيت ,بل رضيت كل الرضى ,اين مكان هذا المخلوق ؟ ـ حسب المعلومات المتوفرة لدي فانه موجود في هذا المثلث من العالم. فدخلت في غرابة جديدة، وقبل ان انطق استطردت قائلة : ـ <font color=#0000ff>" هذا العالم يا حسن مقسّم الى ثلاثة عشر مثلثاً حسب خرائط عالمنا ,من حسن حظك يا حسن ان المخلوق الذي نبحث عنه موجود في هذا المثلث الذي تحيا انت فيه </font>,وهذا سهل علينا البحث. هذا المخلوق كان قد اتحد مع جسد بشري "عربي" ويبلغ عمره الان خمسة وثلاثين عاما وفي هذا العمر تبدا قوته بالزيادة يوميا .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;قاطعتها قائلاً : ـ وكيف يستطيع هذا البشري -الجني ان ينقذ غادة من سجن </font><font color=#0000ff>"قبة</font><font color=#ff0000> </font><font color=#0000ff>النور"؟</font> ـ يا حسن ، انت كثير الاسئلة ,قليل الفعل، ان هذا المخلوق يجمع قوة عالمنا وعالمكم معا، ويستطيع بذلك ان يخترق كل الحواجز ويؤثر على كل المخلوقات من العالمين، وفور وصولنا اليه تاكد تماما ان زوجتك <font color=#0000ff>غادة</font> ستكون حرة من الاسر . وقع حديث مرح هذا في قلبي موقع الماء على النار ,يا الهي انا سارى "غادة" حرة، اراها من جديد ,ياه لو يتحقق هذا الحلم ويصبح حقيقة، ولكن كيف اثق بكلام الجنية مرح التي وعدتني وهددتني بالعذاب الشديد، وهنا قاطعتني <font color=#0000ff>قائلة : ـ لا خيار لك يا حسن الا ان تثق بي لانقاذ زوجتك وحبيبتك "غادة".</font> كانت تقول هذه الكلمات بنبرة فيها التهكم والخبث</span> <span style="font-weight: 400">والاستخفاف والطيبة معا . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">سالتها: ـ لماذا اخترتني انا لهذه المهمة ؟ اجابتني مستهزئة.. ـ "لحظك السيء .". ـ مرح ,اعلمي انني لا اثق بك قيد انملة، ولا اصدق كلامك، ولا ادري الى اي مصيبة انا ذاهب معك، ولكني سأسير معك الى جهنم من اجل انقاذ <font color=#0000ff>"غادة".</font> ضحكت مرح ضحكة مدوية وقالت: ـ " لنبدا الدرس الان .." واخذت تعلمني كيف يمكن لي ان اتعرف على هذا المخلوق بالاعتماد على قوى الاحساس التي املكها كوني مخلوقا بشريا، وتدلني على ان الوصول اليه لا يحتاج الى وصف الشكل وانما سيكون الاحساس بالداخل بجوهر هذا المخلوق ، وبعد دروس طويلة جدا في هذا المجال بدات رحلة البحث الطويلة من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية، وكانت مرح تختفي لفترات وتعود لتصدر اوامرها باتجاهات البحث والسير .وكان علي ان ابدا البحث منذ شروق الشمس حتى لحظة الغروب، حيث أُمنع وقتها من البحث ,وكانت تعود تعلمني حتى منتصف الليل ثم افيق عند طلوع الشمس لابدا الرحلة من جديد حتى تعبت ومللت البحث عن شيء لا اعرف شكله، كل ما علي هو ان اسير بين الناس احدق في عيونهم حتى احس بان احدهم يجذبني اليه ولن يحصل ذلك الا اذا كنت مركزا في عيونهم تماما ولا افكر في شيء اخر، كم هو مرهق وقاتل هذا العمل، من الصباح وحتى المساء.وعدت ذات يوم منهكا لا اقوى على الوقوف، وقد قررت الامتناع عن مواصلة هذا البحث المجنون، وقبل ان افاتح مرح في ذلك <font color=#0000ff>قالت: ـ اعرف انك تعبت ويئست، ولكن قريبا ستكون هناك معلومات دقيقة وجديدة ,لا تياس يا حسن .</font> وخرجت مبكرا منذ طلوع الشمس، وبدأت يوماً كأنه الدهر كله، وبعد ان تراكم علي تعب شهور ثلاثة لم اعرف فيها طعم النوم ولا طعم الراحة، وبعد ان يئست وخارت قواي، دخلت مطعما لاتناول فيه وجبة خفيفة تساعدني على جمع قواي وترد روحي، تناولت كاس ماء وشربته، ولم اكد اتمه بعد حتى وقعت عيناي على شخص يشرب القهوة امامي تماما ,فوقع الكاس من يدي، احسست بجاذبية كبيرة تجاه هذا الشخص الذي لم يحرك ساكنا ,ويجلس في هدوء استفزازي جدا ,احسست كأني اعرفه تماما، او هو يعرفني تماما ,بدات اتساءل: هل هو هذا الشخص المقصود الذي تبحث عنه الجنية "مرح"؟ ولكنه انسان عادي تماما ,بدات اتفحصه جيدا واركز محدقا في عيونه واتابع كل حركة</span> <span style="font-weight: 400">يقوم بها حتى لاحظ ذلك، فركز هو الاخر في عيوني، <font color=#ff0000>فاحسست برعشة كالكهرباء تهز بدني كله، ورايت سؤالاً في عيونه لم تفصح عنه شفتاه (هل تريد شيئا )،وهنا ادرت عنه عيني وقلت في نفسي انني وقعت تحت تاثير نفسي من حديث مرح،</font> وأصبح يتهيأ لي كل شيء في أي شيء، لا ادري ماذا افعل ,هل اساله ؟ولكنني تراجعت ,ما هذا الجنون هل من المنطق ان اسال شخصا ما اذا كان جنيا بشريا في نفس الوقت؟ فهذا مدعاة للضحك والاستهزاء ,ولملمت نفسي وهممت بالرحيل حتى فاجأني بسؤاله عن عنوان يريد معرفته، احسست منه انه سالني عن العنوان فقط بحجة فتح حديث معي، وكان سؤاله فرصة للتعرف عليه اكثر وبدات هنا احاصره باسئلة كثيرة ودقيقة وكان يجيبني ببرودة شديدة دون أي تحفظ حتى احسست بانه ليس الا انسانا عاديا لا علاقة له بما يدور بمخيلتي ,ودعته وعدت ادراجي الى المنزل حيث كانت <font color=#0000ff>"مرح"</font> تنتظرني على احر من الجمر جلست أمامي تماما، وضعت كفيها على وجهي وركزت عيونها بعيوني تماما وانهالت علي بوابل من الاسئلة وانا اجيب، حتى فرغت من حديثي فصرخت بلهجة المنتصر</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ وجدته يا حسن ,لقد وجدت ذلك المتمرد</font> الذي ظن اننا لن نجده .. فوجئت من حديثها وقلت: ـ اذا لم اعرفه ,فكيف تعرفت عليه انت ؟ وقالت مرح بسخرية : ـ انت لست الا بشر غبي ولا تستطيع التمييز بين ما تراه ان كان حقيقة ام خيالا برغم ان دماغك قادر على تسجيل كل ما تشاهده ,وانا استطيع ان اقرأ ما في عيونك واحلل كل الصور والاحداث التي رايتها وسجلها دماغك، وعليه فقط ظهرت صورته في عيونك وما سجله دماغك يثبت ان هذا هو المخلوق المطلوب الذي نبحث عنه .". ـ اي شخص تقصدين ؟ ـ<font color=#0000ff> "الرجل الذي تحدثت معه في المطعم".</font> ـ اذا ما هي الخطوات التالية حتى ننقذ غادة يا مرح ؟ ـ "يجب ان تساعدني حتى اعيده الى عالمنا يا حسن، وهذا سيكون بان تحضره الى مكان احدده لك، وفي وقت احدده لك ايضا لتستطيع اعادته الى عالمنا ..". ـ لا افهم عليك يا مرح ,ماذا تقصدين ؟ قالت ساخرة : ـ "ليس من الضروري ان تفهم يا</span> <span style="font-weight: 400">حسن المهم ان تنفذ <font color=#ff0000>.". واذا لم نستطع ان نعيده الى عالم الجن فماذا سنفعل ؟</font> قالت والشرر يقدح من عيونها : </span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:50 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>21
<hr>
</font></p><font size=5><font face="arabic transparent"><font color=#0000ff> "انت ستفعل .".
</font>&nbsp;ماذا سافعل يا مرح ؟
<font color=#0000ff>- "ستقتله يا حسن &#33;&#33;&#33;".</font>
&nbsp;ـ ماذا ؟&#33;&#33;ساقتله &#33;&#33;ساقتله &#33;&#33; كلماتها هزتني من الاعماق، وهل قتل الروح بهذه البرودة؟&#33;&#33; وبكل هذه البساطة ؟صرخت باعلى صوتي : ـ <font color=#ff0000>هل القتل لعبة او تسلية او تقليم اظافر ؟؟</font> ورمقتها بنظرة عبّرت عما يدور بداخلي من مشاعر الاشمئزاز والخوف، <font color=#ff0000>وقلت لها ساخرا : ـ اتريدين يا مرح ان اقتله؟</font> باي حق اقتله؟ باي قانون اقتله ؟آه.. ليس عندكم قوانين على ما يبدو ؟ لأي ذنب اقترفه اقتله&#33; اجيبيني يا مرح &#33; باي طريقة اقتله ؟ قلتها مستهزئا استهزاء واضحا وجريئا، وتابعت حديثي :
&nbsp;ـ هل اقوم بقطع راسه بسكين ؟ام تحبين ان اخنقه خنقا ؟او اهشم راسه بحجر ؟ وبقيت ترمقني بخبث حاد وعصبية زائدة، ولكن مفاجاتي من قرار القتل كسر حاجز الخوف، ولم يترك في داخلي مجالا للتردد،
<font color=#ff0000>فاكملت استخفافي بها قائلا : ـ آه ..من الممكن ان يكون هناك طريقة جديدة للقتل من طرق الجان لا اعرفها وترضي بها غرورك يا جنية الرحمة، فهات ما بجعبتك</font> . هنا اخذت الجنية مرح تداعب شعرها باناملها، فيسيل كماء النبع من القمة على كتفيها، وترمقني بنظرات خاطفة وهي منشغلة بشعرها، وكانها تصففه وتهدهده وتناغيه ,وتترك شفتاها ابتسامة صفراء بين الفينة والاخرى، ولا تبالي بما اقول وكأن لا وجود لي، ولا اهتمام بي حتى استشطت غضبا من تجاهلها، فاخذت اصرخ :
&nbsp;ـ اجيبيني ولا تكوني مستهترة وغير مبالية بي لانك ستندمين.. ولم تكترث لا لصراخي ولا لعصبيتي مما زاد من نقمتي وحقدي عليها وعلى استخفافها بي. بقيت لا تبالي واستدارت نحوي وقالت بهدوء وثقة عالية :
<font color=#0000ff>&nbsp;ـ " ستقتله يا حسن ".</font>
هزتني ثقتها من الداخل، حتى احسست نفسي ضعيفا امامها وامام قدرتها، ولكن حاولت ان اتظاهر بالهدوء والقوة ايضا، <font color=#ff0000>وقلت لها: ـ واذا لم اقتله ؟</font>
<font color=#0000ff>ـ "ممتاز ,ستكون اذا قد نجحت في اعادته الى عالمنا مرة اخرى".</font>
&nbsp;ـ كيف اكون قد نجحت بذلك ؟ اقتربت مني واخذت تداعب شعري وتقول بهدوء : ـ "اما ان تحضره انت او تقتله، ولا يوجد في قاموسي كلمة <font color=#0000ff>"لا استطيع"</font>، لم اتعلمها بعد يا حبيبي، ولا يوجد لها وجود عندي .. وتابعت :
&nbsp;ـ "اسمع الكلام وخليني اظل احبك يا "حسون"". ضحكت ضحكة اكثر اصفرارا من ورق الخريف ,اصبحت "حسون " يا عالم، واتجهت بوجهي اليها وقلت: </font></font>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ وهل لمثلك ان يعرف معنى الحب ؟ فاجابتني بجدية عالية : ـ <font color=#0000ff>"نعم وانا لهذا احبك ..". </font>ـ واذا كنت تعرفين الحب فكيف تخططين لقتل انسان بريء ؟ومع هذا، اين يكمن الحب فيك، في القلب ام في خبث الضمير ؟؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ حسن ,من قال لك اني ساقتل احدا ؟ قالتها باستغراب وتابعت: ـ "<font color=#0000ff>انت الذي ستقتله يا حسن ؟"</font> ـ آه.. وهكذا لا يكون لك يد في القتل، ولكنك السبب في القتل، لأنك انت التي تطلبين ذلك. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ " انا لم اطلب منك قتله ,بل طلبت منك احضاره الى مكان محدد حتى نستطيع نقله الى عالمنا، وانت قلت انك لا تستطيع ذلك، وطلبت ان اعطيك الخيار الثاني، فقلت لك ان الخيار الثاني هو القتل ,وهكذا انا اريد ان احضره، وانت تريد ان تقتله يا حسن، <font color=#0000ff>إذاً فأنت السبب في القتل ولست انا</font>، ولا تجادل مرح يا حسن لان ما تقوله مرح هو الصحيح دائما. فهمت يا حسن؟ ام اعيد الشرح من جديد؟&#33;". وهنا عدت الى عصبيتي واستشطت غضباً وصرخت فيها قائلا : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ اذن.. اقتليه انت ,انا لن اقتله</font> . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>اجابت : ـ انا يا حسن ؟...لا استطيع انهاء حياة احد، لاني لا املك القوة المادية لذلك ,وانت يا حسن تملك تلك القوة، فانت الذي ستنفذ ". صرخت باعلى صوتي كالمجنون الذي جاءته نوبة جنونه <font color=#ff0000>: ـ انا لا اريد ان احضره </font>...لا اريد ان اقتله ...لا اريد ان اساعدكم في شيء ,اذهبي الى الجحيم انت والجان و"الكاتو" والبشر كلكم، اذهبوا الى الجحيم... ضحكت وقالت : <font color=#0000ff>ـ" طيب.. سنذهب الى الجحيم وانت عليك ان تذهب الان الى مكان الشخص المقصود .."</font>. واعطتني عنوانا للمكان الذي سأجده به، وامرتني بان ابدا الاتصال معه لاحضاره الى المكان المتفق عليه وتابعت بلهجة فيها بعض الحنان والثقة : ـ لا تضيع الوقت بكلام تافه. . ومع اني اعدت عليها رفضي باصرار شديد، إلا انها قالت: ـ "الى اللقاء يا حسن، وانا واثقة باني سأسمع منك اخبارا جديدة قريبا جدا..". واختفت ...نعم اختفت مرح كلمح البصر، وتركتني اكظم غيظي وانفث انفاسي المتهدجة ,قتلتني بثقتها التي لا حدود لها والتي جعلتني ابدو امامها كطفل يبحث عن صدر امه ليبكي عليه من شدة الحيرة. ولم اتردد في الذهاب الى حضن امي حتى غفوت على صدرها وهي لا تعرف ماذا يدور بداخلي، ولم تتكلم من شدة الاستغراب ,غفوت ونمت نوما عميقا وطويلا وصحوت منه على فكرة جاءت لي بالمنام، ولم احدث نفسي بها بل تحركت فورا بعد ان ارتديت ملابسي .وما هي الا ساعات ثلاث حتى وصلت الى العنوان المطلوب.. <font color=#ff0000>طرقت الباب ففتحته لي طفلة صغيرة وجميلة مثل البدر، فسالتها عن الشخص المطلوب فنادته ـ" بابا... في واحد بده اياك .".</font> جاء الرجل، فطلبت منه ان نجلس على انفراد، فرحب بي ودخلت بالموضوع فورا : ـ طبعا انت لا تعرفني، ولكن الامر الذي جئتك من اجله لا يستدعي التاخير.. وبدأت احدثه عن الجنية مرح وعن الجن وعن "الكاتو" وما حدث لي معهم، وبدأت احذره من انهم اكتشفوا امره ويعرفون مكانه، <font color=#ff0000>وطلبوا مني ان اقتله .... </font></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:50 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>22
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font color=#ff0000>&nbsp;.</font><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>استرسلت في حديثي في حين كان هو يرمقني بنظرات تخلو من الاحترام</font>، ولكنه كان هادئا جداً ولا يبالي بحديثي، وبعدما انهيت حديثي معه طلبت منه ان يساعدني لانقاذ غادة من الاسر، <font color=#ff0000>وهنا نطق قائلا : ـ "خلصت حكيك .".
</font>ـ نعم
<font color=#ff0000>ـ "شو بدك مني بالضبط" </font>.
ـ جيت احذرك واطلب منك المساعدة .
<font color=#ff0000>&nbsp;ـ "تحذرني من ايش يا اخي ".
</font>&nbsp;ـ من الجن و"الكاتو"
<font color=#ff0000>ـ "انت بتمزح ولا شو القصة ". </font>
ـ لو بمزح.. كيف عرفت انك الجني البشري .
<font color=#ff0000>ـ "جن يجننك ,انت مجنون ولا مجنون ,شو شايفني بطير في الهوا". </font>
ـ "انا جيت احذرك وما رضيت اقتلك، ليش بتعاملني هيك".
<font color=#ff0000>&nbsp;ـ "اسمع الله يخليك روح انت وغادة ومرح والكاتو والهبل بتاعك على واحد ناقص مجانين..".</font>
واخذ يضحك باستغراب . فتح باب المنزل وطلب مني ان اخرج بغضب شديد، وعاد يضحك من جديد ..عدت الى البيت حانقاً شديد الحيرة من عدم ثقة هذا الرجل بي، ومن طريقة ضحكه الغريبة . <font color=#ff0000>وغصت في حيرة من امري، ندمت خلالها لاني لم اسمع كلام الجنية مرح واساعدها في قتله بدلا من انقاذه</font> .
وفجاة ظهرت سحابة من الدخان، ما لبثت ان تلاشت واطلت منها مرح برداء سماوي اللون.. اقتربت مني، شممت رائحة زكية بعثت في نفسي الراحة ,اقتربت اكثر حتى طوقت عنقي بكلتا يديها ووضعت فمها عند اذني وهمست :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ "الحياة تسير وتسير ولن يستطيع احد ايقافها، وما نغضب عليه اليوم يصبح في الغد ماض، والماضي ينير المستقبل ,وما دامت صفحات الماضي خالية من الالم ,فمن حقنا ان نفكر بصناعة المستقبل.. انس يا حسن، لا شيء يستحق". وبدأت مرح بمداعبتي بوضع اناملها في شعري ومسح جبيني براحتي يديها، ودفعت بجسدها ليلامس جسدي لتثير بداخلي الشهوة لجسدها الفاتن .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ولكن سرعان ما كبحت جماحها بعد ان بدا لي طيف حبيبتي غادة، معبودتي حتى الثمالة ، كيف اخونها حتى بافكاري؟ تراجعت الى الوراء عدة خطوات، وجلست بعيدا لا أتصور إلا حبيبتي غادة، وطيفها يلاحقني، وقاطعتني مرح قائلة :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ ما بك يا حسن ؟لماذا ابتعدت ؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ لا شيء يا مرح </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "حسن الا تشتهيني ؟". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ مرح لم انس ولن انسى حبيبتي غادة، ولا تنسي انك اختها يا مرح . رمقتني بنظرة مليئة بالخبث والجنس وقالت : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ هل اختي غادة اجمل مني يا حسن ؟,انت لا تستطيع ان تنكر انني اجمل منها بكثير، وانا اعلم جيدا انك تشتهيني، وانا اشتهيك يا حسن، وكوني اختها فلا مشكلة في ذلك اذا اردنا نحن ... </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ مرح.. انا احب غادة وسابقى احبها ,ولن احب غيرها ولو كنت مرح او اجمل جميلات عالمكم. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ حسن انا لم اطلب منك ان تحبني ـ وماذا تريدين اذن ؟</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ انا اريدك يا حسن ,انت شيء جديد لي ,لم اعرفه من قبل ,لهذا اريدك .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ انا لا اريدك يا مرح . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ بل انت تريدني ,هذا ما اراه في عيونك فلا تكابر ,الا اذا كانت ذكريات غادة تثيرك اكثر من وجودي ,مع انني لم اكن ادرك ان اختي غادة من الممكن ان تثير احدا اكثر مني . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ مرح ,كيف تقبلين على نفسك ان تكوني مع زوج اختك وحبيبها؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ اسمع يا حسن ,انا لم انزعك من احضانها لأمتلكك بدلا منها، ولم افضل نفسي يوما على اختي غادة، كل ما هنالك ، انني اردت ان اعبث معك قليلا، وحينما تريد مرح شيئا تحصل عليه فورا ,ولكن قل لي بصراحة يا حسن ماذا تجد بغادة شيئا يثيرك اكثر مني ؟؟؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت من كل قلبي</font></span> <font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقلت : ـ اسمعي يا مرح، ربما تكونين اجمل منها جسدا ،ولا انكر انك استطعت تحريك كل شهوات البشر بداخلي، ولكن الفرق بينك وبين غادة كبير، <font color=#ff0000>فغادة هي الحب ,غادة هي العطاء ,غادة هي التي علمتني كيف يسمو المخلوق على نفسه، وبرقتها وحنانها وحبها وعطائها تفوق كل جمال الكون بشرا وجاناً </font>. فلتعلمي يا مرح انه لو اجتمع جمال الانس والجان معا، فلن يساوي جمال غادة بداخلي، ولن يحب قلبي غيرها، ولن ينبض الا لاسمها وذكراها، فسحقا لكل البشر والجان من اجل ابتسامة من ثغر غادة ..غادتي. هنا صمتت مرح، نزلت من عينها دمعة صادقة مسحتها بكفها، نظرت الي وقالت : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ حسن اتحب غادة كل هذا الحب وتضحي بنفسك وبكل البشر من اجل ابتسامة واحدة منها، وانت الذي يرفض ان يضحي بشخص واحد من اجل ان ينقذها من عذابها والامها ...من دموعها وقهرها ,فكيف اصدقك؟ وانت بيدك انقاذها ولا تقدم عليه، مع ان الشخص المطلوب لا يمت لك بصلة ؟
ان كنت تحبها فتمنى لها ان تموت وتنتهي حتى لا تظل في العذاب والالم، فربما اصدق كلامك حينئذ عن حبها لم تستطع دموعي الانحسار في عيني لمّا رايت دموع مرح تذرف كالسيل وصرخت: ـ فداك انا وكل البشر يا غادتي ,صدقت يا مرح فلا احد يستحق دمعة واحدة من عين غادة، اقتربت مني مرح وامسكت بيدي وقالت: ـ هيا يا حسن علينا ان ننقذ غادة سريعا، سنحضر ذلك الشخص فورا. قلت لها : ـ الان المهمة اصبحت صعبة يا مرح، لانني تسرعت وذهبت اليه واخبرته بكل القصة وهو الان حذر وسيصبح من الصعب علينا ان نحضره . نظرت مرح الي وقالت : ـ "عدني يا حسن ان لا يتكرر هذا الخطأ ,اقسم لي بحياة غادة" وهنا اقسمت لها بحياة غادة ان لا اجعل احداً اهم منها . ـ "انا الان على ثقة فيك يا حسن، وعلى ثقة باننا سننجح وسننقذ غادة، والصفقة التي عقدتها مع "الكاتو" تنص بأن يطلق سراح غادة فورا بمجرد القاء القبض على الشخص من قبل الكاتو، وان فشلنا فلا انا ولا انت ولا غادة سيكون لنا وجود ...هذه فرصتك وفرصتنا يا حسن ,ومن اجل هذا لم يقم الكاتو بايذائك حتى الان، وانت جزء من الصفقة التي لا خيار لنا غيرها .". وتابعت قائلة : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font color=#0000ff><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ سنذهب الان الى الشخص، وسأرسم لك كيف تعود وتتعرف</span></font> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>عليه دون أي يشك بشيء ". </font></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ ولكنه عرفني وعرف كل شيء . ضحكت مرح وضحكت معها وقالت : ـ "انا اعلم انك غبي، لهذا لم اثق بك في البداية، وهل تظنني مجنونة مثلك حتى ابعثك للشخص الحقيقي في البداية؟
فلو حدث لكنت الان في خبر كان .". ـ ماذا تقولين يا مرح ؟ ـ "نعم، ضحكت عليك واوهمتك بان الشخص الذي قابلته في المطعم هو المقصود، وكل ما عملته بعدها من غباء كان سيورطنا لو كان فعلا هو الشخص المقصود، وما ذلك الشخص الا بشر عادي، لذلك عاملك عندما ذهبت اليه على انك مجنون ومهووس <font color=#0000ff>.انا كنت موجودة هناك عند لقائكما حتى زوجته سمعت الحديث وحدث خلاف بينها وبينه لانها ظنته من عالم اخر .". </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت على المقلب واخذت تحذرني مجددا من الشخص المقصود الذي كنت قابلته فعلا للحظات قراتها من شريط عيوني .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ هذا الشخص خطير يا حسن، ولن يتوانى عن قتلك ان شعر انك تشكل خطرا عليه، وهو قادر على قراءة افكارك بسهولة، وبالنسبة له ما انت الا مخلوق بشري فقط .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ اذن يا مرح سيكتشفني فورا . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "هذا صحيح يا حسن ولكني سأعلمك كيف تخدعه .". </font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:54 PM
<font color='#810541'><h1 dir=rtl style="line-height: 150%" align=center><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff><strong><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>23
<hr>
</font></strong></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وضحكت انا والجنية مرح على المقلب الذي فعلته بي... ووعدتها ان نبذل معا كل جهد من اجل احضار ذلك الشخص الجني البشري الى المكان الذي تريده ليتسنى لها السيطرة عليه ؛</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">وطلبت من مرح ان تحدثني من جديد عن ذلك الشخص بدون خداع ؛</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت مرح : ـ لم اكذب عليك في شيء بخصوص هذا الشخص، انه فعلا من علمائنا ، <font color=#0000ff>تمرد على سلطة "الكاتو"منذ اربعين عاما وفق سنينكم</font> ، وهرب ليندمج مع البشر ،وقد نجح فعلا في هذه التجربة بعد ان اجتاز كل مراحل الخطورة، خاصة وان الجسد البشري سار بنمو طبيعي دون اية مشاكل،وهذا ما ثبت للمطلعين في عالمنا من خلال متابعتهم لهذه القضية بطرقهم الخاصة..وطوال السنوات الماضية كانوا على علم بكل شيء، ولكنهم كانوا يجهلون الجسد الذي اندمج معه، حتى جاءت بالصدفة قصتك <font color=#0000ff>مع اختي غادة</font> ، وزواجك منها وما حدث بينكما من تحد لقوانين الحياة ولقوانين عالمين مختلفين ،هذه الصدفة وما حدث لاختي غادة من القبض عليها وسجنها في سجن <font color=#0000ff>"قبة النور "</font> لتقضي فيه بقية حياتها.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;وفي كل التطورات السريعة التي حدثت اجد نفسي انا مرح قد فقدت اغلى ما لدي وهي اختي غادة ،<font color=#0000ff>وعليه عقدت صفقة مع "الكاتو " سلطة عالمي على ان اقوم باحضار "المتمرد" والقبض عليه، مقابل الحرية الكاملة لاختي غادة</font>،وقد غامرت بهذا بمكانتي التي بنيتها منذ سنين طويلة، وفي حالة فشلي في ذلك خلال المدة الزمنية المحددة ، فأنك لا تستطيع ان تتصور ماذا يمكن ان يحدث لك ولاختي غادة...والفشل في عالمي لا وجود له ...". </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لمرح : ـ لن نفشل وسنحضره مهما كان الثمن ،ولكن ماذا يتوجب علي ان افعل الان ؟ </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ اولا يجب ان نتعرف على الشخص بشكل عادي، وبعدها نبدأ في بناء علاقة معه بشكل حذر، ثم نتحرك خطوة خطوة بناء على تقييمنا للوضع، خاصة واننا نتعامل مع شخص فريد من نوعه، قدراته تفوق قدرتنا، اضف الى ذلك الخطورة التي يستطيع ان يلحقها بنا ان اكتشف ما نخطط له ، فدعنا اولا نقوم <font color=#0000ff>بالخطوة الاولى وبعدها استطيع ان اعرف مدى القوة التي وصل اليها،</font> وبناء عليه سنخطط معا كيف نستطيع ايصاله الى "راس المثلث". </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت باستغراب: ـ <font color=#ff0000>وأين يقع رأس المثلث هذا ؟</font></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ انه يا حسن في قمة احد الجبال الموجودة في هذه الرقعة من بلادك، وهو احد المواقع الثلاثة عشر الموجودة في العالم، وقلت لك سابقا ان العالم ينقسم الى ثلاثة عشر مثلثا ، وحيث يكون راس المثلث - في البحر اوالبر- تكون هناك خاصية للموقع، وفي بلادك يقع <font color=#0000ff>راس احد المثلثات</font> في قمة احد الجبال، الذي لا يبعد عنك الا عشرات الكيلو مترات .".</span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ ما هي خاصية ذاك الجبل الذي تتحدثين عنه ؟.</span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;شرحت لي مرح مطولا عن عجائب هذا الجبل . لكني لم استوعب كل ماقالته مرح عن ذلك الجبل الموجود في فلسطين ، شككت بأن مرح تكذب دائماً في كل شيء، ولا يمكن ان تكون صادقة ...فلو قالت لي ان هذا الجبل موجود في عالمنا لكنت اقول صادقة ، ولكن هنا وفي هذه الرقعة الصغيرة من هذا العالم الكبير ؟&#33;&#33;...كيف؟؟. "لكزتني" مرح بيدها وقالت لي وهي تبتسم : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "مش مصدق يا حسن ؟".</font> </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لها وانا اضحك : ـ بصراحة "مش داخل مخي".. في مكان مثل هذا في هذه البلاد؟ ولو كان موجوداً لسجلناه في عجائب الدنيا ... </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قالت : ـ" اسمع يا حسن، احنا اتفقنا على هدف واحد، وما بدي تشك في كل كلمة بحكيها إلك،وبعدين انت بالذات مش لازم تشك في هيك كلام، لانك شفت اشياء اعجب من هذا، ولاّ نسيت رحلتك مع غادة والبلاوي اللي انت شفتها ...". كان كلام مرح مقنعا فعلا ، فقد رأيت بأم عيني اشياء تفوق الخيال والتصور في عالم الجن ، فلماذا لا استطيع ان اقتنع بوجود مثل هذا المكان . نظرت الي مرح وابتسمت</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">ابتسامة ماكرة وناعمة وقالت : <font color=#0000ff>ـ "طيب يا حسن ، بتحب تروح على الجبل اللي بحكيلك عنه...</font>" </span></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">قلت بفرح وبفضول كبير : ـ نعم خذيني الى هناك الان ... ضحكت الجنية مرح وقالت : ـ <font color=#0000ff>"برضو مش مصدقني ،حاضر رح اخذك الى هناك ..."</font>. واخذت تضحك وكأني قلت على مسامعها نكتة، واقتربت مني وطوقت بذراعيها عنقي، ووضعت جبينها على جبيني واخذت تضحك بصوت عال فأعلى فأعلى ،وقالت : ـ هل انت مستعد ..؟". </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لها : ـ نعم انا مستعد. هيا انقليني الى هناك . ـ " طيب يا حسن، راح احكي لك وين العنوان..و قبل منتصف الليل ..." </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">..قاطعتها : ـ ولكن لماذا لا نذهب الان ...؟ ـ صعب الوقت متأخر ،وحتى نصل الى هناك تكون الشمس قد اشرقت .". <font color=#ff0000>ـ ولكن لماذا لا تنقليني انت الى هناك ؟ ـ</font> كيف بدك انقلك &#33; احملك واطير فيك لهناك ؟...انت مجنون ولا بتحلم؟". فاستغربت وقلت لها : ـ ولكن الجنية غادة حينما تزوجتني ، نقلتني الى عالمها خلال دقائق، ولم يكن في هذا أية مشقة عليها ... فنظرت الجنية اليّ وملامح الغضب قد بدت على وجهها ،وقالت : ـ <font color=#0000ff>"اسمع يا حسن انا لست غادة ...انا مرح ،فان كانت غادة قد نقلتك معها، فمرح لا تفعل هذا من اجل ارضاء غرورك </font>،وان كان الفضول يشدك لمشاهدة ذلك المكان فهذه مشكلتك انت وليست مشكلتي، واضف الى معلوماتك، ان غادة حينما نقلتك الى عالمنا لم يكن ذلك بسهولة كما تظن،بل ان غادة تكبدت مشقة كبيرة لتقوم بهذا ...مشقة يصعب عليّ وصفها او شرحها ،ولكنها لم تشعرك بهذا حتى لا تجعلك تنزعج فيما لو عرفت حجم المشقة والتعب والثمن من جراء نقلك. كما ان نقل البشر الى عالمنا لا يتم في أي وقت او في أية لحظة، وانما يجب الاستعداد له مسبقا،كل هذا في حالة ان يتم نقل شخص من عالمك الى عالمي، ولكن ولمعلوماتك ... ". قطعت مرح حديثها واخذت تضحك وتضحك بصوت عال واضافت : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ" لا يمكن يا حسن ان اقوم بنقلك الى ذلك المكان لان هذا مستحيل، وهذا شيء مختلف عن نقلك الى عالمي، لانك الان موجود في عالمك، والمكان الذي يجب ان نذهب اليه موجود في عالمك ايضاً ،اذن لا يستطيع احد ان ينقل جسدا ماديا من عالم مادي الى عالم مادي بالطريقة المضحكة التي تفكر بها، صحيح اني استطيع ان انقلك الى هناك لتشاهد كل شيء، ولكني لا استطيع ان انقل جسدك المادي،وانا اريد جسدك ايضا ان يكون هناك مرة اخرى، حتى تستطيع ان تذهب إلى هناك بمفردك افهمت ...". </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ طيب يا مرح لقد فهمت ان هناك فرقا بين ان تقومي بنقلي الى عالمك، وبين ان تقومي بنقلي من عالمي الى أي جزء من عالمي، ولكني لم افهم السبب، وبصراحة اكثر لا اريد ان افهم السبب ,اعطني العنوان وسالقاك غدا هناك. وقامت الجنية مرح بوصف المكان وكيفية الوصول اليه بدقة، وابتسمت وقالت : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "الى اللقاء يا حسن..".</font> </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">واختفت كالطيف ,رحلت الجنية مرح وتركتني غارقا في التفكير بها اكثر من ذلك المكان الذي ستأخذني اليه في الغد ,فرغم جمال الجنية مرح الباهر <font color=#ff0000>الا انها تتميز باسلوب جذاب في الابتسامة، في الغضب،</font> في الهدوء، في الثورة، وحتى في ظهورها واختفائها فإنها تترك انطباعا غريباً، القوة، الجمال، كل شيء في هذه المخلوقة غريب غريب ... انتظرت حتى صباح الغد، وكلي شوق بانقضاء هذا اليوم للذهاب الى ذلك المكان الغريب، تحركت من البيت في ساعات الظهر بعد ان اخذت قسطا من النوم، وتوجهت الى ذلك المكان الذي وصفته لي والذي يبعد من حيث كنت اسكن مدة ساعتين على الاكثر ، ولم يكن الجبل يبعد عن الشارع العام كثيراً، لذا لم يتطلب مني الا ان اسير على الاقدام مسافة عشر دقائق او ربع ساعة، انتظرتها حيث طلبت مني ان انتظر. كان الجو شديد البرودة عاصفا بالغبار ,والجبال التي تحيط به كانت قاحلة من أي شيء، <font color=#ff0000>او ربما هذا ما كنت اراه في الظلام ...&nbsp;</font></span></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:55 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>24
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">وما هي الا دقائق، حتى ظهر على الجبل المقابل حيث كنت اقف، <font color=#ff0000>شبح ابيض يشير الي بيده </font>,لم اخف منه بل سرت نحوه لعلمي المسبق بانه لن يتواجد في ذلك المكان الا <font color=#0000ff>الجنية مرح</font>، وحينما وصلت الى قمة ذلك المرتفع وجدتها في انتظاري..تدير ظهرها وتنظر الى الاتجاه الاخر. اقتربت منها وقلت: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ مرح.. لم تجبني ,اقتربت اكثر فاكثر، ولم تجبني ،مددت يدي وامسكت بكتفها وسألتها :</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ الى ماذا تنظرين يا مرح ؟ قالت : ـ" آه ..يا حسن ,ها انت الان في المكان الذي طال شوقك لرؤيته."</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">نظرت حولي، فلم اجد شيئا غريبا او عجيبا ليجعل هذا المكان مميزاً. فقالت لي : <font color=#0000ff>ـ "شو يا حسن مش عاجبك المكان ؟"</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اني لا ارى فيه شيئا غريبا او عجيبا، فهو مكان مثله مثل بقية الجبال التي تحيط به . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ما هو العجيب في نظرك؟ ـ طيب احكي مع هذا الحجر وسيرد عليك.". ـ اكلم الحجر... هل تعتقدين بأني مجنون ؟ ـ "لا امزح ...جرب .". نظرت الى الحجر وقلت له : ـ مرحبا يا حجر &#33; فاخذت مرح تضحك وتقول: ـ " لا اظنك مجنونا&#33;&#33;.. <font color=#0000ff>بل انت مجنون حقا ,في حد بحكي مع حجر؟</font>" قلت : ـ مرح الا تكفين عن المزاح ؟ ـ" <font color=#0000ff>اسمع يا حسن هذا المكان هو احد اطراف المثلثات الثلاث عشرة في العالم </font>، وفي هذا المكان الذي هو واحد من ثلاثة عشر يمكن لاي كان من عالمنا ان يلتقي مع أي كائن من بني البشر، ولهذا المكان ميزات كثيرة جدا، لن يكون هناك متسع من الوقت لذكرها ,<font color=#0000ff>وما نستطيع ان تلمسه الان هو انك لو نظرت الى القمر لرأيته بوضوح تام ولرأيته انه يتغير في كل لحظة</font> ,المناخ الخاص بهذه الرقعة ,انعدام ثقل الجسد وعدم شعورك بالاعباء الجسدية والفكرية و...". بدأت اتفحص المكان. ورحت اشعر بكل ما قالته ,فانا لا اشعر بأني متعب او اني بحاجة لان اتحرك ,حتى تفكيري كله يتركز في هذا المكان. لا يوجد لي شعور بالحاجة الى أي شيء ,لا ادري كيف يتم وصف مثل هذا الشعور ,ولما نظرت الى القمر رايته قريباً ورايته بوضوح تام وكان في تغير مستمر . "لكزتني" مرح بيدها وقالت :لا تمعن النظر كثيرا في القمر من هذا المكان حتى تستطيع العودة الى بيتك ، والا فلربما لن تستطيع ذلك، اسمع يا حسن سر بهذا الاتجاه عدة خطوات . <font color=#ff0000>فسرت حيث اشارت وما هي الا خطوات حتى شعرت بالبرد وبجو يختلف فأحسست كما لو انني انتقلت من عالم الى اخر،</font> ونظرت الى اعلى بفضول فرأيت وكأن القمر ابتعد الاف الكيلو مترات ,اعدت النظر حيث تقف مرح وهي تبتسم فرأيت هالة من نور تحيط بالمكان مع ان المكان الذي وقفت فيه كان يلفه الظلام ,سرت نحوها عدة خطوات فقط وشعرت وكاني تركت جسدي خارجا. يا الله كم هو عجيب هذا المكان . نظرت اليّ الجنية مرح وابتسمت فقلت لها : <font color=#ff0000>ـ مرح اليست هذه خدعة اخرى من خدعك الكثيرة؟ </font>ضحكت مرح وقالت : ـ "كلا يا حسن انت تستطيع ان تميز فانت بكامل وعيك، واذا لم يشعر الانسان بوجود هذا المكان في صحوته ، فإنه سيجده مثل بقية الاماكن ". ثم اردفت : ـ في هذا المكان تستطيع ان تفكر في أي شيء وان تحصل على أي شيء، وان تصل الى أي شيء، وان ترى أي شيء ,هذا المكان يخلو من المستحيل .". فقلت : ـ اذا انا فكرت في الحصول على شيء ما، هل احصل عليه فعلا؟ ضحكت وقالت</span> <span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ "انتم البشر غريبو الاطوار، تريدون كل شيء بلا مقابل ,نعم يا حسن انت تستطيع في هذا المكان ان تفكر بالحصول على أي شيء وستجد الطريق الى ذلك الشيء بسهولة مهما كان</font> ,ولكن يبقى عليك فور خروجك من هنا ان تقوم بالخطوات للوصول الى الشيء الذي اردته ". قلت : ـ اذن انا لا احصل على أي شيء في هذا المكان سوى الاحلام، وان اردت سأجدها خارج هذا المكان.. قالت مرح : ـ <font color=#0000ff>اسمع يا حسن من اجل الوصول الى أي شيء، تحتاج الطريق للوصول اليه ,وفي حال عرفت الطريق الى الشيءالذي تريده، فأن تحقيقه يصبح سهلا، وهنا نجد الطريق الى أي شيء وفي الخارج نقوم بتحقيقه.."</font>. اثناء حديث مرح، بدأت بالفعل افكر في شيء واحد، اني حقاً قد وجدت الطريقة الى تحقيقه ,ولم احدث الجنية مرح كما فكرت فيه، ولم ادعها تقرا او تشعر باني افكر بشيء . قلت للجنية مرح : ـ هل استطيع العودة الى هنا في أي وقت اريده؟ ـ نعم تستطيع، ولكني لا انصحك بان تفعل ذلك لعدة اسباب لا استطيع ان اشرحها لك ...دعنا من كل هذا وتعال الى الواقع". وخرجنا من ذلك المكان واخذنا نسير معا لأن الجو قد اصبح اكثر دفئا، والقمر قد اطل ومرح تحدثني عن الحياة ,وشعرها الطويل بين الحين والاخر يلامس وجهي، وسرنا حتى توقفت في مكان مقفرٍ فيه بقية من اشجار واعشاب صفراء كانها ماتت منذ سنين ,اضفت على المكان جوا من الوحشة تفوح منه رائحة الموت والخوف من المجهول ,حتى نور القمر الذي اضاء المكان كان يضفي عليه وحشة مجهولة ، وبين حين واخر كانت نسمات الهواء تحرك اوراق الشجر اليابسة محدثة خرخشة وكانها انفاس وحش كاسر . كل ذلك يطغى على المكان، فيقشعر بدن الجالس فيه وكان امامه "اوركسترا " تعزف لحنا جنائزيا تخر امامه اشجع النفوس ,اما الاحجار المبعثرة هنا وهناك، فكانت تبدو بظلالها وكانها قبور اصطفت لتثير القشعريرة في جسدي . جلست مرح بثوبها الابيض الشفاف الناعم الذي بالكاد يخفي مفاتن جسدها، وحينما انسدل شعرها الاسود الطويل امتزج لونه باشعة القمر ولون الحجر الرمادي الذي تجلس عليه وكأنه مصطبة قبر بدون شاهد ,مزيج من الالوان تداخلت لارى الثوب الابيض قد تحول الى اللون الزهري، <font color=#ff0000>فزاد ذلك الجسد انوثة واثارة ,وتحت ضوء القمر، تنحني مرح بخفة وتمد يدها نحو الارض لتلتقط حفنة من الاوراق اليابسة الرمادية الصفراء</font> ,واثناء وعودتها لوضعها الطبيعي وقبل ان تعتدل بجلستها، كان شعرها الاسود يلامس الارض، وحدة البصر كانت تقع مني على صدرها الذي تنبعث منه <font color=#ff0000>رائحة شهوانية شرهة،</font> كانت تصطدم برغباتي البشرية، وسط روائح الموت الذي يفوح من كل جزء في هذا المكان. تفرك الجنية مرح بكفيها الاوراق، وتلقيها على</span> <span style="font-weight: 400">شعرها وجسدها ووجهها وصدرها، حتى الاوراق الجافة الميتة، تلتصق بها وكأنها تشتهيها ,وهاهي مرح تداعب شعرها وطيات ثوبها، ومع كل حركة تقوم بها كانت تفجر في داخلي رغبة شهوانية اعنف من الاخرى، وبحركة خفيفة رشيقة تستلقي على مصطبة القبر الرمادي، واضعة احدى يديها تحت راسها،واليد الاخرى تسير بها على جسدها، ابتداء من العنق وانتهاء باخمص القدم في حركات شهوانية <font color=#ff0000>وكأنها تضاجع اشعة القمر</font> ,تتقلب بجسدها على مصطبة القبر ومع كل حركة تقوم بها يتطاير شعرها، ليظهر <font color=#ff0000>ويكشف جسدها الشيطاني الساحر،</font> رمقتني بنظرة ناعمة تتقد شبقا وشهوة، ونادتني حيث اقتربت منها بخطوات مثقلة . مدت يدها وجذبتني بقوة لاسقط بجانب ذلك الجسد الساحر الفاتن، واخذت تداعب باناملها شعري ووجهي وشفتاي، وتحيط بذراعيها عنقي، وتهمس بصوت ناعم هادىء عبارات تنسل مثل الموسيقى ,لا افهم ولا اعي لها معنىً، واخذت يداي وشفاهي تعبث بجسدها بجنون لتسقط عن مصطبة القبر الرمادي الى الارض ,وعندها امتزج جسدها بالاوراق اليابسة التي كانت تغطي المكان، وجنون الامتزاج يخيم على الموقف . حبات تراب علقت ببعض قطرات العرق التي تصببت من لقاء الاجساد ، <font color=#ff0000>ومن إستعار التقاء الشفاه بالشفاه، قبلات طغت حرارتها على رطوبة الارض ورائحة الموت وجنون الشهوات، تحت اشعة القمر الناعمة،</font> ساعات شهوانية حيوانية شيطانية، دون سيطرة او ادراك او ارادة . ومرح تارة تكون ناعمة هادئة، وتارة اخرى تكون متوحشة مفترسة، تغرس اظافرها في جسدي، وتشعر بالنشوه لايلامي .مرت ساعات كنت ادري خلالها..او لعلني لم اكن ادري...لكني ادري انها استطاعت ان تفجر بداخلي الشهوات الحيوانية المكبوتة . لم افق الا على رائحة الموت المنبعثة في هذا المكان من كل شيء، وكأني في معبد الشيطان , وصحوت على صوت ضحكات مرح الجنونية تملا المكان، تضحك بجنون، وانا منهك القوى، ليعود الي رشدي على صوت مرح <font color=#0000ff>: ـ حسن والان قل لي ، اكنت تريدني ام تريد غادة ....".</font> جعلتني كلمات الجنية مرح اشعر كم يكون الانسان تافها وضعيفا امام لحظة شهوة ...لقد جعلتني كلماتها اعود الى نفسي بعد الساعات الشهوانية الحيوانية التي قضيتها معها، والتي استطاعت خلالها ان تنسيني كل شيء تماماً ,وتسيطر على كل جزء في جسدي وعقلي . فقد جئت الى هذا المكان مع اخت غادة من اجل غادة نفسها، <font color=#ff0000>وفي أحضان الاخت نسيت غادة &#33;&#33;&#33;</font></span> <span style="font-weight: 400">نعم انا خجل من نفسي على ما حدث، واشعر بندم كبير . اذ كيف يختفي ويذوب الحب الكبير الذي احمله بقلبي للجنية غادة، يذوب في لحظات شهوانية في احضان اختها ؟ <font color=#ff0000>ما زال سؤال الجنية مرح " حسن </font><font color=#0000ff>"اتريدني ام تريد غادة ؟</font>" يدور في راسي... ما الذي تقصده ؟؟ وما الذي تسعى للوصول اليه هذه الجنية الملعونة ؟ولماذا ارادت ان اخون اختها غادة...لماذا ؟كيف تقول بانها تحب اختها وان اختها كل شيء في حياتها وتجعلني في نفس الوقت اخونها ؟انها فعلا شيطانه حقيرة جداً ...لا يهمها الا المتعة ,ولا يهمها الا ان تتسلى بأي شيء وبكل شيء... لقد جعلتني اخون حبيبتي، واخون نفسي، واخون كل شيء امام لحظات الشهوة والمتعة ...خلال صمتي وتفكيري بهذه التساؤلات، كانت الجنية مرح تقف تنظر الي بهدوء، تبتسم وكأنها تقرا افكاري.. نظرت اليها وقلت : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ لماذا يا مرح ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لماذا ماذا يا حسن ؟" </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ لماذا جعلتني اخون غادة ؟ ـ "وما دخلي انا بما فعلت انت ؟" ـ انت اردت ان يحدث هذا يا مرح &#33; ـ " هذا صحيح انا اردت وعندما تريد مرح شيئا فانها تحصل عليه، ولكن ما دخلي انا فيما اردته انت وفكرت فيه انت وفعلته انت "؟؟ ـ ولكنك سيطرت علي وعلى افكاري &#33; ـ "كلا يا حسن انا لم اسيطر عليك، ولم اكن بحاجة لان اسيطر عليك، مادمت انت لا تستطيع ان تسيطر على نفسك ". ـ الا تشعرين بانك قد خنت اختك غادة بما قمت به مع زوجها؟ ضحكت مرح وقالت بتعجب : ـ وما دخلي انا فيما حدث ,ولماذا يجب ان اشعر باني قد خنت اختي ؟ان ما حدث بالنسبة لي امر عادي جدا، فإن اردت شيئا احصل عليه، وبدلا من ان تسألني، اسأل نفسك ايها العاشق.. يا زوج اختي العزيز: ما شعورك وماذا تريد ؟". اشحت بعيوني عنها وانا اشعر بالخجل والندم على ما حصل ، <font color=#ff0000>وقلت لها : ـ صحيح انك مخلوقة غريبة الاطوار يا مرح</font> ,فكل شيء له عندك تفسير، حتى الخيانة عندك لها تفسير &#33; </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت : ـ حسن ,انا لا اجد لهذا الحديث اية قيمة او معنى، لقد حدث ما حدث وانتهى، فاذا اردت انت ان تعطي للذي حدث قيمة اكبر مما يستحق ، فلا داعي لان تلقي باللوم على غيرك، انتم البشر غريبو الاطوار فعلا ,ولسنا نحن الغرباء ، انتم جبناء حتى بتفكيركم ,ونحن ان فعلنا شيئا، أي شيء، فلا نهرب مما نفعل ولا نخاف منه ,اما انتم بنو البشر، <font color=#0000ff>فان فعل احد منكم شيئا وكان جيدا، تسابقتم جميعا ليدعي كل منكم انه هو الذي قام به</font> ,وان حدث شيء وشعرتم بانه خطأ، بدأتم جميعا بالتنصل من المسؤولية عنه ورحتم</span> <span style="font-weight: 400">تلقون اللوم على الاخرين، او على الظروف وكأنه لا دخل لاحد منكم بما حدث...تتحدث عن الخيانة والخيانة هي من طبع البشر منذ وجدوا، الخيانة فيكم منذ الازل، تنمو وتكبر معكم كل يوم ,ففي احلامكم خيانة، وفي افكاركم ويقظتكم وحبكم وكرهكم خيانة... مُثُلكم خيانة ,انتم هكذا، وستبقون كذلك، <font color=#0000ff>وان لم تجدوا شيئا تخونوه فستخونوا انفسكم</font> ,فلا تنس ايها العاشق الولهان الذي تحيا على ذكرى غادة، ولا شيء لديك له قيمة بدون غادة، بانك في احضان واحدة اخرى، نسيتها ، او تناسيتها &#33;&#33;&#33;. واضافت قائلة : ـ تعال يا حسن لنتذكر غادة بدلا من اضاعة الوقت في كلام لا يجدي نفعا. تعال نبدأ بالعمل من اجلها لانقاذها من الاسر ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ صحيح اني لن استطيع ان اهزمك حتى بكلامي يا مرح ، فأخبريني ما الذي عليّ فعله الآن ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ الان يا حسن، ساعطيك عنوان ذلك الشخص، وكل المعلومات التي تحتاجها عنه لتبدأ غداً الاتصال به، حتى نستطيع احضاره الى المكان الذي نريد، ويتم القبض عليه، وتحصل غادة على حريتها، وسأشرح لك كيف يجب ان تتصرف مع هذا الشخص .". وتابعت : "اولا :لا تنظر في عيون هذا الشخص كثيرا، ولا تفكر بأي موضوع اخر خارج الموضوع الذي يدور فيه الحديث ، وحذار ان يتشتت ذهنك اثناء الحديث معه، كما اطلب اليك ان لا تبالغ بالتركيز فيما يقول، فالانسان العادي لا بد له ان يشرد بذهنه ولو قليلا، فاعمل على ان تشغل ذهنك بأمور وصور عادية، مثل الاهل والاقارب والبيت ...الخ &#33;اما ان حصل وتحدث معك حول موضوع يثير انتباهك ويشدك فأبدا فورا بالتفكير بموضوع عادي ...واحذر يا حسن &#33; فهو يستطيع ان يقرا الافكار التي تدور في مخيلتك ... حتى الصور التي تراها، يستطيع هو ان يراها بدقة ,واعلم جيدا بأن <font color=#0000ff>الخطوة الاولى</font> التي سيقوم بها هي الاطلاع على الذاكرة الخاصة بك وما تحويه ، ويقوم بذلك من خلال جعلك تفكر بالماضي بطريقة غير مباشرة، فاحرص على ان لا تفكر الا بالامور العادية فقط لا اكثر ". واستمرت الجنية مرح في حديثها وهي تعلمني كيف يمكن للانسان ان يتحكم بالافكار وردات الفعل الطبيعية ,وحتى بالاحاسيس والعواطف، لأقتنع انه لو نفذ الانسان ما تقوله هذه المجنونة، لتحول الى جهاز &gt;يحب "ان صدرت له الاوامر، و&gt;يكره " ان صدرت له الاوامر. وانهت مرح حديثها قائلة : ـ" والان</span> <span style="font-weight: 400">يا حسن، اثق بأنك ستنجح في الوصول الى هذا الشخص، وكل ما يتوجب عليك فعله، هو تكثيف علاقتك معه قدر المستطاع، وبعدها سنقرر ما الذي سنفعله ...والآن يا حسن سأغادر من هنا، وكلي ثقة بأنك ستنجح ,ولا تنس ان نجاحك يساوي حرية غادة، ولقاءك بها تذكر ذلك جيدا يا حسن.. واختفت مرح بسرعة تفوق سرعة الضوء من امامي ...تركتني وحدي مع طيف غادة وذكراها ,وكأنها تعمدت ذلك لتزرع في داخلي التصميم على النجاح في هذه المهمة".. قمت بزيارة ذلك الشخص عدة مرات، حتى اعتاد علي، وتوطدت علاقتي به طيلة عشرة ايام، وانا اقوم بزيارته اتحدث معه، واتناول الغداء <font color=#ff0000>"والعشاء احيانا "</font>معه ...واعود الى البيت لانتظر الجنية مرح، ولكنها لم تظهر حتى شعرت انها اختفت الى الابد من حياتي ,لماذا لم تظهر خلال هذه الفترة ؟وما هو السبب، لا ادري &#33;&#33;لكن الجنية التي ما تكاد تختفي حتى تظهر من جديد، والتي اشعرتني بانه لا شغل لها الا انا، لم تكتف بالظهور في يقظتي، بل غزت حتى احلامي ونومي ...". تواصلت علاقتي بهذا الشخص <font color=#0000ff>"الجني البشري"</font> كما وصفته الجنية مرح، حيث لم اجد فيه خلال هذه المدة شيئا مميزا عن البشر،فهو انسان عادي جدا بشكله وشخصيته، ولا يوجد في تصرفاته أي شيء يميزه عن البشر، وعلى عكس ما قالت الجنية مرح بشان خطورته ..وجدته طيب القلب، حتى احببته من كل قلبي، واعتدت على رؤيته والتحدث اليه . استمرت علاقتي بهذا الانسان، او ما تسميه الجنية مرح <font color=#0000ff>"الجني البشري "</font>، عدة اسابيع، ولم تظهر خلالها مرح ولو للحظة ,مع اني كنت انتظرها كل يوم دون جدوى ,فأين اختفت ولماذا؟وهل ستعود، او ربما انها لن تعود ؟ اسئلة كثيرة كهذه تزاحمت في رأسي. لم اعد افكر في شيء الا ان اراها، فكلما سمعت صوتها او رأيت ضوءاً فقفزت من مكاني ظنا مني بأنها هي، ولكن عبثا، فهي لم تظهر، وبعد ثلاثة اشهر من الانتظار، تيقنت انها لن تعود، او</span> <span style="font-weight: 400">انها اصبحت <font color=#ff0000>جزءا من الماضي، </font>وتحولت علاقتي بذلك الشخص العادي جدا الى علاقة بين صديقين، حتى اني نسيت فعلا ما زرعته الجنية مرح براسي حول كونه "جنياً بشرياً ". وفي احد الايام دعوته الى بيتي لتناول طعام الغداء مع اسرتي ,فحضر وتناولنا طعام الغداء معا،شربنا القهوة وتحدثنا في مواضيع كثيرة استطيع القول بأنها مصيرية منها انه تآمر مع والدتي على ان يزوجاني، واثناء خروجه من البيت توقف قليلا امام مجموعة من التحف البسيطة كانت موضوعة على "فترينة" الصالون قرب باب الخروج، وكان بين هذه المجموعة عدة حجارة عادية امسك باحدها وسالني :من اين جلبت هذه الحجارة؟". فقلت له :لا اعرف وسألت والدتي عنها ,<font color=#ff0000>فقالت :"احضرتها اختك على ما اظن" </font>, سألت اختي وقالت انها احضرتها معها اثناء قيامها بنزهة قبل عام او اكثر .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال : ـ فعلا انها حجارة جميلة ومميزة&#33;&#33; وطلب ان يحتفظ بواحد منها فلم نمانع ,فهي مجرد حجارة، وودعته حيث ركب سيارته وعاد ادراجه . وفي اليوم التالي حضر الينا وشرب القهوة <font color=#0000ff>وقال : ـ "لقد جئت لأسال اختك عن مكان هذه الحجارة ، لأني وجدت انها تصلح لعمل تحف تذكارية...".</font> وجاءت اختي وجلست معنا وحكت له بانها لا تتذكر بالضبط من اين احضرتها . قال لها وهو يضحك : ـ" مش مهم..". ثم فتح كفه ونظر اليها وقال : ـ انظري الى الحجر، اليس جميلا ؟ وما ان نظرت اختي الى الحجر حتى قالت : ـ نعم تذكرت . <font color=#ff0000>وبدات تحكي له بدقة متناهية عن كل ما حدث معها &nbsp;</font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:56 PM
<font color='#810541'><h1 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>25
<hr>
</font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">في ذلك اليوم ولكنها لم تستطع ان تتذكر من اين احضرت الحجارة ,حتى ان الدقة التي بدأت تصف فيها&nbsp; ذلك اليوم أثارت ارتيابي بأن وصفها المفاجىء&nbsp; بعد النسيان لم يكن مجرد&nbsp; صدفة وأن هذا&nbsp; الشخص قد فعل شيئا حتى <font color=#ff0000>اعاد الى اختي الذاكرة بهذه السرعة .</font>
</span></font></span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وهنا انتابني احساس بان ما قالته مرح عن هذا الشخص ،&nbsp; انه <font color=#0000ff>"جني بشري "&nbsp;</font> صحيح ,وعلى الفور&nbsp; تصرفت بشكل عادي وطلبت من اختي ان تحضر لي كأس ماء حتى اصرفها من امامه خوفا من ان يبدا بقراءة افكارها ، <font color=#0000ff>خاصة وانها تعرف عن علاقتي بالجنية غادة .</font>..واخذنا نتحدث معا لعدة دقائق،&nbsp; ثم غادر البيت بعد ان ودعته وانا اتساءل عن سر اهتمامه بهذه الحجارة ،&nbsp; اذ لا بد ان في الامر سرا معينا ,وذهبت الى اختي وسالتها عن الحجارة،&nbsp;&nbsp; واخذت تضحك وتقول :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ شو حكايتك انت وصاحبك ؟شو عمركم ما شفتم حجار؟&nbsp; شو القصة ؟شوية حجار اعجبني منظرها واحضرتها معاي...".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فضحكت انا ايضا وقلت يبدو لي اني بالغت في ظنوني فلا شيء يستحق الاهتمام.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ثم خلدت الى النوم قرابة منتصف الليل حتى افقت بعد ساعة او ساعتين من نومي بشكل طبيعي جدا، ففتحت عيوني لارى الجنيةمرح تجلس على الكرسي الموجود في اخر الغرفة، مرتدية ثوبا ابيض ملائكيا واضعة ساقها اليسرى على اليمنى، ومتكئة بخدها على يدها تنظر الي بهدوء&nbsp; وهي شاردة الذهن تتأمل؟؟؟فركت عيني لأتاكد ان كنت احلم ام انا في يقظة،&nbsp; قفز قلبي من الفرح لرؤيتها ,فقمت من فوري وجلست انظر اليها...خاطبتني بصوت هادىء وملائكي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" صحت النومة يا حسن &#33;"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ مرح.. اين انت يا مرح ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اجابت مبتسمة :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" انا هنا يا حسن، كنت انتظرك حتى تفيق &#33;"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ـ لماذا اختفيت وتركتني ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فابتسمت بخبث وسالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اشتقت لي يا حسن ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فارتبكت ولم ادر ما اقول &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فابتسمت واعادت السؤال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "بتحبني يا حسن ؟"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولاادري لماذا اصابني الارتباك ولم استطع الاجابة .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اضافت بخبث :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "انا اعلم انك تحبني، وانا أيضاً بدأت احبك يا حسن ..."</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>حاولت ان اغير الموضوع وكأني اهرب من شيء لا اعرفه، وبدات احكي لها عن علاقتي مع ذلك الشخص...وسألتها :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ اما حان الوقت لنوصله الى ذلك المكان؟ وما هي الطريقة لذلك...؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ابتسمت وقالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "نعم حان الوقت، لهذا حضرت ,غدا ستقوم بذلك ..."</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; كيف ساقنعه وماذا ساقول له ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ضحكت مرح وقالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "هو الذي يجب ان يقنعك، سيحضر غدا وسيبذل كل جهده في خلق قصة لاقناعك ان تذهب معه انت واختك لترشداه الى المكان الذي احضرت منه اختك الحجارة .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت لها&nbsp; وانا مندهش:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; لا افهم ماذا تقصدين ما هو دخل اختي في هذا الموضوع وما حكاية الحجارة؟؟؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" لاتسال اسئلة&nbsp; كثيرة&nbsp; فهذا شيء لن تفهمه .المهم ان الامور سارت على ما يرام، وسينتهي كل شيء غدا او بعد غد .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>غضب كبير انتابني وحيرة اكبر ساورتني&nbsp; مما قالته لي ,وما دخل اختي؟ وما هي حكاية هذه الحجارة التي احضرتها اختي قبل عام، أي قبل ان&nbsp; اعرف ما الذي تريده مرح ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت ولم اتمالك الاستفزازات والغضب الذي اصابني :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمعي ِ يا مرح، لقد اتفقنا على&nbsp; ان افهم&nbsp; قبل ان اقوم باي شيء...انا لن افعل أي شيء ولن اتحرك خطوة واحدة قبل ان افهم ماذا يحدث ...&nbsp;&nbsp; لقد&nbsp; تركت لك المجال ان تلعبي بحياتي كما تشائين اما&nbsp;&nbsp; أختي و عائلتي واهلي، فلن اسمح لك تحت بأي ثمن ان تعبثي معهم ...لا انت ولا كل الجن الذي معك .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>هزت مرح راسها بهدوء وقالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "طيب، لما اطلب منك تسمحلي&nbsp; تسمحليش، ولما انا اسألك&nbsp; شو لازم اعمل، تقوليش ,واذا بطلع في أيدك اشي تعملو علشان تمنعني سويه، ما تخاف ,ومدام لهلأ ما بطلع في يدك إشيء وما بتقدر تعمل إشي&nbsp; <font color=#0000ff>خليك ساكت واسمع الكلام علشان انا اظل احبك</font> ,وكلامك الفاضي بزعلني شوي، وانت بتعرف أنو مرح مش مليح&nbsp;&nbsp;<font color=#0000ff> تزعل، فخليني مبسوطة&nbsp; علشان اظل احبك واحب اهلك معك , فهمت يا حسونة؟".</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فعلا لقد استطاعت مرح بهدوئها واسلوبها الساخر ان تهزني من الاعماق ,وما اصعب ان يشعر الانسان انه ضعيف&nbsp; لا يستطيع عمل شيء سوى الكلام والصراخ والبكاء التي هي اسلحة الضعفاء،&nbsp; لكن ماذا عساني&nbsp; استطيع ان افعل مع هذه الجنية الخبيثة سوى ان اكظم غيظي وانتظر ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قطعت الجنية مرح صمتي وتفكيري قائلة :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>ـ "العواطف شيء جميل يا حسن، ولكن فيما نحن فيه لا قيمة لها،&nbsp; انا لا اقصد بكلامي الاساءة اليك، ولكني اريدك فعلا ان تفكر بدماغك، وان تتصرف بناء على الواقع الذي انت فيه</font> .فلا الغضب ولا الحب ولا الكره سيفيدنا بشيء ,وما دمنا لا نستطيع تغيير الواقع، فلنتصرف بناء على ما يمليه علينا الواقع&nbsp; ,وانا لم افكر حتى هذه اللحظة بالمس باهلك باي سوء، ولن افعل، ولا تنسى أن هدفنا واحد يا حسن وهو انقاذ غادة، ولكن الفرق بيني وبينك هو ان عواطفك تتغلب على عقلك، ونحن يا حسن لا نفكر اليوم بما سيحدث اليوم، وانما نقوم بحسابات دقيقة لما سيحدث بعد عدة سنوات.".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واضافت بحزم :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انا&nbsp; خططت منذ مدة طويلة لهذه الفرصة لحظة بلحظة؛ ان يدخل هذا الشخص الى بيتكم؛ ويرى الحجارة بالصدفة، ويبدا بالبحث عن مصدرها ومن احضرها... ليجد&nbsp; ان الحجارة موجودة منذ مدة في بيتكم، وان من احضر الحجارة قد احضرها بالصدفة، وان كل شيء طبيعي وبمحض الصدفة. وذلك لأن هذا الشخص من النظرة الاولى الى الحجارة يستطيع معرفة متى احضرت الى بيتكم بدقة،&nbsp; ومن حديثه معكم ,يستطيع ان يعرف ان كانت الحجارة موجودة في بيتكم بالصدفة، أم ان هناك سراً ما وراء وجودها، ولو أن الحجارة كانت موجودة في بيتكم منذ شهر أو&nbsp; اثنين ،سيشك في الموضوع . وكل ما قمت به انا هو ترتيب الظروف وتهيئتها <font color=#0000ff>لان تقوم اختك برحلة مع صديقتها، وتجد الحجارة بالصدفة وتقوم بنقلها الى بيتكم دون ان تشعر بأي شيء غير طبيعي</font>، وان تسير الامور وكأنها صدفة في صدفة. وانت يا حسن تتعرف على ذلك الشخص وتقوم ببناء علاقة وطيدة&nbsp; معه وحتما كان سيحضر الى بيتكم في يوم ما بالصدفة ودون ترتيب، ويرى الحجارة بالصدفة، ولم يكن معروفا متى سيحضر وكنا على استعداد ان ننتظرهذه اللحظة حتى ولو بعد سنوات على شرط ان تكون بدون ترتيب،&nbsp; ولو&nbsp; انك عرفت&nbsp; الخطة او عرفت&nbsp; بأمر هذه الحجارة لاستطاع هو ان يعرف الحقيقة خلال اقل من لحظة ,وقد سارت الامور على ما يرام وكما خططت لها من قبل، حتى قبل لقائي بك يا حسن&#33; ومتأكدة انك&nbsp; تريد ان تعرف سر هذه الحجارة ...<font color=#0000ff>هذه الحجارة يا حسن ماخوذة من ذلك المكان الذي قمت انت بزيارته</font>، وهو المدخل الى عالمنا، ونقطة الالتقاء بين عالمنا وعالمكم،&nbsp; وهذه الحجارة عادية جدا ولا يميزها أي شيء، الا ان الشخص الخبير في شؤون عالمنا يستطيع ان يعرف ان هذه الحجارة&nbsp; تكون موجودة فقط في ذلك المكان،&nbsp; وصديقك الشخص المقصود&nbsp; عرف ذلك بنظرة واحدة ، وبما انه يبحث عن ذلك المكان ليعيد اليه ذاكرته كاملة، ويعطيه القوة المميزة، فمعرفة مكان هذه الحجارة هو معرفة اين يقع ذلك الموقع ,فإن الحجارة كانت الطعم الذي سيدفعه للتوجه الى الموقع الذي اعددناه للقبض عليه&nbsp; ولن يستطيع الوصول للموقع الا بمساعدة اختك، وخاصة انه&nbsp; عرف من خلال اطلاعه على ذاكرة اختك انها لا يمكن ان تتذكر الموقع بدقة الا اذا كانت هي موجودة بالقرب منه،&nbsp;&nbsp;<font color=#0000ff> وهكذا وبما انه يعرف انه لا يستطيع ان يطلب من اختك ان تذهب معه، فسيطلب منك انت ان تحضرها وتذهب معه الى ذلك المكان طبعا سيخلق لك اسبابا مقنعة لذلك،&nbsp; </font><font color=#ff0000>افهمت يا حسن ؟".</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فضحكت ولم استطع اخفاء اعجابي من ذكاء مرح الخارق، وقلت لها: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ فعلا الان تاكدت باني لم اكن الا" طرطور" لك ولمخططاتك يا مرح .....</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:56 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>26
<hr>
</font></p>
<p class=msoplaintext dir=rtl><span lang=ar-sa>&nbsp;</span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قالت مرح :</span>&nbsp; </font></span></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "حسن ,فور القبض على هذا الشخص سوف تستعيد غادة حريتها وتستطيع ان تلقاها ,ام انك لا تريد ذلك؟؟؟".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واختفت الجنية مرح كعادتها بعد ان شرحت لي خطتها الجهنمية في استدراج الجني البشري الى ذلك الجبل الذي تم ترتيب الكمين فيه ليتم القبض عليه هناك .وقد دهشت لذكاء مرح، وتعجبت كيف استطاعت&nbsp;&nbsp; ترتيب الامور بهذه الطريقة&#33;&#33;.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولكن، هل ستسير الخطة كما خططت لها ؟وهل سيحضر ذلك الشخص الى بيتنا ليحاول اقناعي بأن نذهب انا واختي معه ليعرف مكان "الحجارة"&nbsp; ومن أي جبل اخذت ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;وبعد مرور يوم واحد، حضر "صديقي <font color=#0000ff>"( الجني البشري)</font>&nbsp; الى بيتنا ,وما ان تناول&nbsp; القهوة، حتى بدأ يختلق القصص لأقناعي بالذهاب معه انا واختي الى المكان الذي احضرت منه الحجارة وقدم لي اسبابا مقنعة&nbsp; ,لم ارفضها بل على العكس، وافقت عليها، وفورا وتوجهت معه انا واختي حتى وصلنا الى ذلك المكان الذي كانت فيه وصديقتها اثناء رحلة قامتا بها مؤخرا .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اخذت اختي تنظر حولها كي تتذكر من اين احضرت الحجارة، وكان الشخص ينظر اليها، وكانت الفرحة والسعادة تقفز من عيونه او انه مقبل على لقاء عشيقته او حبيبته التي طال فراقها، ويسأل اختي حاثا&nbsp; اياها على التذكر :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "من اين احضرتِها ...من اين احضرتِها "؟؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>بينما كانت اختي تنظر حولها وفي عيونها استغراب مما يحدث ,فتصرفات "صديقي" اللاشعورية كانت تدل على ان قدومنا الى هذا المكان، ليس لمجرد معرفة مكان الحجارة او من اجل جمع بعض الحجارة...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp; وقفت اختي محتارة وقالت :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" انا لا اذكر شيئا ...انا لا اذكر شيئا &#33;"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واقترب الصديق من اختي واخذ يحثها على ان تحاول التذكر دون جدوى، ويبدو انه عجز عن معرفة المكان، كما يئس من المحاولة، حيث بدأنا طريق العودة&nbsp;&nbsp; الى البيت، والحزن يخيم على "صديقي"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وفجاة ودون سابق انذار، توقفت اختي واستدارت الى الخلف واشارت باصبعها نحو احد الجبال القريبة وقالت:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "نعم ,هناك وجدت الحجارة ...من هناك جلبتها &#33;"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وقفز صديقي من الفرح، واخذ يسير باتجاه ذلك الجبل مسرعا، وكأن الجبل سيهرب اذا لم يصله،&nbsp; كنت انظر اليه ومشاعر الاسى تنتابني وانا اراه يسير باتجاه ذلك الجبل الملعون وما ينتظره فيه،&nbsp; اغمضت عيوني حتى لا اراه يصل الى ذلك المكان وقلبي يتمزق حزنا عليه وضميري يؤنبني بانني السبب لما سيحدث له .فانا الذي استدرجته الى هذا المكان، <font color=#ff0000>وانا هو&nbsp; الذي خدعه &#33;ما ذنبه هو؟ وماذا فعل بي لافعل به هذا؟</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>لماذا ساعدت الجنية مرح في استدراجه ؟شعور بالاسى والحزن وتأنيب الضمير يكبر في داخلي كلما سار خطوة اخرى نحو ذلك الجبل،&nbsp; وبدون أي شعور صرخت باعلى صوتي عليه <font color=#ff0000>"ارجوك لا تقترب من ذلك الجبل "حتى شعرت ان الوادي كله قد اهتز من صرختي .</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>توقف في مكانه والتفت الي واخذ يسير نحوي ثم اقترب مني والشرر يتطاير من عينيه وملامح الغضب بادية على وجهه . <font color=#ff0000>ادركت بأني بتحذيره قد ارتكبت خطا، وتذكرت كلام مرح عنه وعن خطورته .</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>لم ادر كيف اتصرف ...لقد دب الرعب في قلبي وايقنت بانه سيقتلني اذا عرف انني غررت به وجررته الى كمين ,فاستجمعت قواي وحاولت السيطرة على نفسي حتى لا يقرا افكاري ويعرف ما دبرت له.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اقترب مني اكثر فاكثر ونظر الي وهمس قائلا :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ دعنا نرجع الى البيت .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وطوال الطريق لم يتفوه بكلمة واحدة، ولم يهمس بحرف واحد، بل بقي شارد الذهن ,وكان بين الفينة والاخرى يرمقني بنظرة&nbsp; تدب الرعب في قلبي وانا اتساءل بيني وبين نفسي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ هل عرف ؟؟هل استطاع ان يقرا افكاري ,لا بد انه عرف والا لم هذا الغضب ؟ولماذا لا يتكلم او حتى يبتسم ؟لا بد انه سيفعل بي شيئا...ربما سيقتلي &#33;&#33;اذا لماذا لم يقتلني فورا ؟ماذا حدث ,لا ادري هل عرف الحقيقة ام لم يعرف ؟لا ادري ..اني لا ادري.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وصلنا الى البيت وهو مازال صامتا ,حيث نزلت اختي من السيارة ونزلت انا ودعوته ليتناول معنا فنجانا من القهوة ,فرمقني بنظرة خبيثة، ونزل من السيارة ودخل معي البيت دون ان يتفوه&nbsp; بكلمة .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;طلبت من اختي ان تعمل ابريقا من القهوة ,وطلب مني هو ان نصعد ونجلس فوق السطح .لم امانع ابدا ...صعدنا وجلسنا وهناك قال لي :تفضل يا حسن احكي &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ شو احكي ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال غاضبا :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ احكي القصة من اولها الى اخرها &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ لا افهم عمّ&nbsp; تتحدث &#33;وما هي القصة التي تريد ان تسمعها مني؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ابتسم وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمع يا حسن ...لم اكلمك طيلة الطريق الى هنا واردت ان تكون في بيتك حتى يطمئن قلبك.والان اتمنى ان تكون صادقا معي &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له متلعثماً : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انا لا افهم ماذا تقصد ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;رمقني بنظرة حادة وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمع يا حسن، لقد استطعت خداعي منذ البداية، وقد وفقت بذلك حتى اللحظة الاخيرة، وصدقني انا لم اكتشف خداعك لي طيلة هذه الفترة، </font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>وبما انك لم تستطع الاستمرار في خداعك&nbsp; حتى اللحظة الاخيرة، فلا داعي&nbsp; لان تستمر في ذلك</font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp; الآن. احكي لي ما هي حكايتك ؟وماذا تعرف عني ؟لماذا اردت ان تستدرجني الى ذلك المكان ؟".</font></span></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فقلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ وان عرفت الحقيقة ماذا ستفعل بي ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ضحك وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ لقد عرفت الحقيقة منذ اللحظة التي طلبت مني ان ابتعد عن ذلك الجبل، ولم افعل لك شيئا حتى الان.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ ما دمت قد عرفت ,فلماذا تسألني&nbsp; اذن ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ ما استطعت معرفته هو ما يخصك انت ,وما استطعت ان اقرأ&nbsp; افكارك الا&nbsp;&nbsp; في تلك اللحظة التي لم تتمالك نفسك فيها، وطلبت مني العودة.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولا انكر بأنك قد اكتسبت خبرة جيدة في اخفاء الجزء الاكبر من الافكار حتى لا يستطيع احد ان يقرأها.والان اريد ان اسمع منك بصوتك وبلغتك القصة لا من خلال قراءتي لافكارك .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ انا على استعداد ان احكي لك كل ما تريد ان تعرفه .ولكن قل لي انت من تكون ؟هل انت فعلا "جني بشري"، وانك تمردت على" سلطة الجن" وهربت منهم واندمجت مع احد البشر ؟؟؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "اسمع يا بني ...انت تتحدث كالاطفال الصغار، واخجل من نفسي كيف تمكن غبي مثلك ان يخدعني كل هذا الوقت &#33;&#33;انظر الي ايها الغبي ...الا تراني بشرا مثلك ؟كل تلك الفترة الماضية التي كنت فيها معي،&nbsp; هل لمست عكس ذلك ؟".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ اذن ...لماذا توجهت الى ذلك الجبل؟ وكيف استطعت ان تقرا افكاري في اقل من لحظة واحدة؟ وماذا يريد الجن منك ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فقال لي بلهجة المشفق على حالي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فكرت فيما قاله هذا الشخص وسالت نفسي :"هل احكي له ام لا؟ ولكن ماذا ساخسر ان حكيت له؟ لا اعتقد بان هناك شيئا ساخسره،&nbsp;<font color=#ff0000> فالجن لن يرحموني ان حكيت او لا،&nbsp; فقد افشلت خطتهم بالقبض عليه " </font>.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>بدأت اروي له حكايتي منذ معرفتي بغادة وزواجي منها والقبض عليها وظهور اختها مرح وما فعلته معي، وكيف خططت للقبض عليه.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>رويت له القصة من البداية حتى اللحظة الاخيرة وهو يصغي الي ولا يقاطعني،&nbsp; ويبدي&nbsp; اهتماما كبيرا بما اقول،&nbsp;&nbsp; لكن اكثر ما شده هو حديثي عن مرح واخذ يسألني ,فطلب مني ان أحاول أن استرجع صورتها في مخيلتي،&nbsp; ولكن الغريب في الامر اني اشعر بها، ولكني لا استطيع استرجاع صورتها&nbsp; من مخيلتي وكانها مجرد سراب ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اشعر بجمالها وبكلامها اشعر بها وكاني اراها، ولكني لا استطيع ان ارسم لها صورة في مخيلتي حتى ولو للحظة واحدة &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>صمت قليلا واستغرق يفكر، فقاطعته وسالته :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ هل تعرف الجنية مرح ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ابتسم وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ومن لا يعرفها يا حسن ؟انها اشهر من ان تعرف بغض النظر عن الاسم الذي تحمله .ففي كل يوم لها اسم جديد وقصة جديدة &#33;<font color=#0000ff>فعلا انت مسكين يا حسن،&nbsp; كان يجب ان أعرف منذ البداية ان هذا التخطيط الدقيق لا يمكن ان يقف خلفه الا تلك الداهية الكبيرة".</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>سالته بشغف :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ وهل تعرف اختها غادة ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال لي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ بصراحة انا لا اعرف من تكون هذه فربما كانت من الجيل الجديد،&nbsp; واشك ان تكون لتلك الداهية المسماه <font color=#0000ff>"مرح "</font>اخت بهذه المواصفات.ولكن ربما يكون لها اخت صغيرة لم يسبق لي ان عرفتها ,والشيء الذي اشك فيه هو ان غادة هذه لو كانت فعلا هي اخت <font color=#0000ff>"مرح"</font> لما تجرأ&nbsp; احد على ان يضعها في السجن <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>بالذات.صحيح ما قالته عن قوانين عالمها وعن عقاب من يتصل بالبشر هو السجن ولكن لو كانت اخت مرح قد ارتكبت هذه المخالفة، لما استطاع احد ان يعاقبها لانها اخت "مرح "ولا اذكر ان في عالم مرح من تجرأ&nbsp; على مواجهة "مرح "ولكن ربما هي ارادت لها ان تسجن&#33;&#33; وان كانت غادة مسجونة في "قبة النور" فانا استطيع التاكد من ذلك بطريقتي ."</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; ارى انك جيد الالمام بعالم الجن ,فهلا ساعدتني على انقاذ غادة والخلاص من الجنية مرح ومن مصائبها ؟؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال لي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ساكون صريحا معك يا حسن، ولا اريد ان اكذب عليك، فان كانت غادة فعلا موجودة في سجن "قبة النور" فلا امل لها بالخروج من هناك لانه لم يسبق لاحد ان دخل سجن <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>وخرج منه&nbsp; منذ تم بناؤه وحتى هذه اللحظة .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اما الخلاص من"مرح "فهي مشكلة حقيقية وكبيرة، وانت بالذات يا حسن، لا تعي حجم الورطة التي انت فيها، فحظك التعس لم يعرفك بمرح فقط ,بل ان مرح سمحت لك بالعبث معها ,ومن تختاره تلك الداهية ليعبث معها لا ينجو من شباكها بسهولة .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انت تتحدث معي عن مرح وكانك تتحدث عن معجزة&nbsp; تستحيل هزيمتها، او الخلاص منها ,او مواجهتها اعتقد بانك بالغت في ذلك،&nbsp; وما لا افهمه: حينما كانت مرح تحدثني عنك كانت تصورك لي على انك شخص خارق،&nbsp; يمتلك قوة تفوق قوة الانس والجن، وان سلطة الجن <font color=#0000ff>"الكاتو "</font>تخشاك، ولهذا يريدون السيطرة عليك باي ثمن .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>انا لا افهم من منكم الصادق :انت ام هي ؟ولماذا يخشى احدكما الاخر لهذه الدرجة ؟ام انكما تعملان معا وتوهماني بعكس ذلك من اجل ان تصلا الى هدف معين ؟؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;نظر الي مبتسما وربت بيده على كتفي وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ" يا حسن، انت فعلا مسكين، ولن تفهم ما يحدث بسهولة .<font color=#0000ff>فمرح شيء</font> وانا شيء اخر ...ولا يمكن لاي ظروف ان تجمعنا معا، وحديثك حول امكانية ان نكون نعمل معا لخداعك أمر غير وارد،&nbsp;&nbsp; فأنا اسف لان اقول لك انك "لا شيء ". فلو اردت ان اسيطر عليك من اجل هدف ما، لما وجدت صعوبة في ذلك، اما مرح فقد فعلت ذلك وسيطرت عليك وجعلتك تقوم بكل ما تريده هي، واكثر من ذلك ايضا ... جعلتك دمية تحركها كيفما&nbsp; تشاء ...هذه هي الحقيقة يا حسن، وانا الم اقل لك&nbsp; ان مرح معجزة او انها شيء محال هزيمته، بل انت الذي تظن ذلك .قلت لك ان الخلاص من مرح مشكلة كبيرة، وليس من السهولة ان تخرج من شباك مرح، ولو انك تريد ذلك فربما ساعدتك على الخروج من شباكها" &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له مستغربا :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "كيف تسألني ان كنت تريد الخلاص منها وانقاذ غادة... فعلا ؟انا اريد ذلك" &#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;نظر الي وضحك وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "لا اعتقد انك تريد ذلك يا حسن ...لا اعتقد، وهذه هي المشكلة الكبرى ".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ولماذا تظن اني لا اريد" ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "لانك وقعت في حب مرح يا حسن ...انت تحبها يا حسن وتحاول ان تقنع نفسك بعكس ذلك...لقد عشقت واحببت مرح ".&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ" يا حسن ...يا حسن ...هذه امور لن تفهمها ولا داعي لان تفهمها،&nbsp; فيكفيك ما انت فيه،&nbsp; وما ورطت نفسك فيه&nbsp; من متاعب .ربما ان بعض ما قلته لي صحيح ,ولكن ليس بالطريقة التي وصفتها، <font color=#0000ff>انا لا اختلف عنك جسديا يا حسن، وهنا ك امور ان سنحت الفرصة فربما ستفهمها،&nbsp; والان احكي لي قصتك بالتفصيل،&nbsp; فهذا افضل لك "&#33;&#33;</font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:58 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>27
<hr>
</font></font></span></p><span style="font-weight: 400"><font size=5><font face="arabic transparent">ضحكت بصوت عال وقلت : ـ<font color=#ff0000> "ما هذا الهراء ،انا احب الجنية مرح وهل في قلبي متسع لغير غادة؟</font></font></font></span>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">...انا احب المغرورة مرح؟&#33;&#33;"... سألت نفسي: لماذا يظن اني احب الجنية مرح؟&#33; ولكني احب واعشق غادة حتى الثمالة، مرح شيء اخر، انا لا احبها، انا احب غادة، فما مرح الا الوسيلة الوحيدة التي كانت امامي للوصول الى الجنية غادة وانقاذها. صحيح ربما أكون قد تعودت على رؤية مرح واشتاق احيانا لرؤيتها،لانها تذكرني بغادة، نعم غادة حبيبتي، إلا أنه لا يمكن ان اكون قد احببتها <font color=#ff0000>...أأحب هذه الجنية الشريرة مرح... مستحيل"&#33;&#33;.</font> وبعد دوامة التفكير، نظرت الى ذلك الشخص البشري ام الجني.الله اعلم ما يكون، وقلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ" انت مخطىء، انا لا احب مرح، ولا يمكن ان احبها. صحيح اني عبثت معها، ولا انكر انها استطاعت اغرائي بجسدها الفاتن، ولكن هذا لا يعني اني احببتها. فانا من البشر والبشر خطاؤون".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "انا ايضا من البشر، واقول لك يا ابن البشر انك قد وقعت في حبها، فلا تكابر" .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا اعتقد انك من البشر، انت من الجن، واحساسي يقول لي انك لست من البشر ولو كنت من البشر لفهمت اني لا يمكن ان اكون قد احببت الجنية مرح اخت غادة ,انت لا تعرف كم احب غادة، فكيف احب اختها مرح؟ ولو كنت تعرف ما هو الحب لما قلت ما قلت" . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ورمقني بنظرة وقد احمرت وجنتاه من الغضب وخيل لي انه سيصفعني على وجهي وقال : ـ يا حسن يا حبيب قلبي يا "حمار"، انا شفت بحياتي حمير كثير، بس هذه اول مرة بشوف حمار مكابر مثلك ,انا قلت لك انت بتحب مرح وبتعشق مرح، انت مش مصدق عمرك لا تصدق، وانا شو مغلبني في هيك كلام فاضي، تحب مرح ولا تحب غادة ولا تحب القرد حتى، كل اللي بدي اقولك اياه قبل ما اروح:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>إني فعلا يا حسن بشفق على حالك، فانت بمشكلة كبيرة، فقد تورطت مع مرح، ومرح لا ترحم احداً،</font> ولن تتركك بحالك بسهولة، لا اقول ما اقول كي اخيفك، ولكن ولأسفي هذه هي الحقيقة ,<font color=#0000ff>مرح حارسة ابواب الشر</font>، وحظك التعيس قد عرفك بها ,كل ما استطيع ان اقدمه لك هو ان أعرفك وأعلمك كيف تستطيع ان تنجو من مرح ,ان كنت تريد ذلك ولا اعدك بان ذلك سيكون سهلا. قلت له : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لماذا تصور لي الجنية مرح على انها شيء مخيف، ولماذا تخاف منها انت "؟ قال باستهزاء : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "انا لا اخاف من مرح ولا اخاف من غيرها، وانا على استعداد للقائها ان وافقت هي على ذلك، ولا اظنها ستوافق على ذلك"</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ انت تريد ان تعلمني، وانا مثل "الطرطور" بينك وبينها، ولا ادري ماذا يريد احدكما من الاخر، تحدثني الجنية مرح عنك وكانك وحش كاسر، وانت تحدثني عنها وكانها اسطورة، وانا لا ادري من اصدق: انت ام هي، قل لي ارجوك: <font color=#ff0000>هل انت من الجن ام من البشر" ؟</font> نظر الي وقال: ـ "اسمع يا حسن انا من البشر، وسأعلمك شيئا لا اعرف ان كنت تعلمه من قبل... "اشخاص العالم الاخر"لا يستطيعون الظهور في كل مكان وكل زمان، ولا يستطيعون الظهور امام اكثر من شخص من البشر، وان حدث هذا فلا يكون لاكثرمن دقيقة، وانت كما تراني اجلس في بيتكم وبين اهلك، لهذا فأني من البشر فلا تكن سخيفاً. واردت ان اساله سؤالاً اخر، ولكنه اصر على الذهاب بعد ان قال</span> <span style="font-weight: 400">لي: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ " ان اردتني ستعرف اين تجدني ". </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اقتنعت وصدقت ما قاله، فعلا هو من البشر، وتصرفاته لا تشبه تصرفات الجن، رغم احساسي بانه غريب جدا في امور كثيرة تثير الرعب في داخلي . مرت ساعات وانا افكر بشخصه واحلل كل ما قاله، وما لم افطن اليه من كلامه، وابحث عن طرف خيط يقودني لحل هذا اللغز العجيب، من هو؟ بشر ,جن ,عفريت ,ماهي حكايته؟ بشر، هو نعم بشر، ياكل ويشرب، ويقود سيارة، له عنوان من السهل الوصول اليه ولكنه يتحدث عن عالم الجن بثقة ومعرفة بالخفايا وكانه احدهم. اتذكر حينما سألته عن الجنية غادة كيف اجاب: "انه لا يعرفها وربما تكون من الجيل الجديد"...يتحدث وكانه منهم بنفس اسلوبهم في الحديث، اعود واسال نفسي ما حكايته مع الجنية الثانية والتي وصفها بالداهية؟ وماذا كان يقصد بان مرح حارسة ابواب الشر، يا الله نسيت ان اساله ماذا يقصد بهذا ...اتذكر مرح واضحك وشر البلية ما يضحك، ماذا ستفعل بي بعد ان افشلت مخططها في القبض على هذا الانسان الغريب، لا بد انها ستنتقم مني شر انتقام. ولكن ما هي الطريقة التي ستنتقم مني بها؟ الله اعلم، والاعمار بيد الله، والانسان يموت مرة واحدة، الا الجبان، فأنه يموت الف مرة في اليوم. وأنا لست جباناً، ها انا انتظر، ومرت الساعات وانا انتظر الجنية مرح، ومرت ايام وانا انتظرها في كل لحظة، في نومي ويقظتي، حتى ان حياتي كلها توقفت على انتظار ، وما اصعب الانتظار&#33;&#33;، واصعب انتظار هو انتظار عقاب من المجهول، ومرت ثلاثة اسابيع وانا انتظر حتى نفذ صبري، وقررت ان اذهب الى ذلك الانسان الغريب لاساله عن اختفاء الجنية مرح,ذهبت الى حيث يتواجد ولم اجده، سالت عنه ولم اجد احدا يعرف اين هو، أومتى يذهب أومتى يعود، وانهم نادرا ما يرونه. قررت ان لا اتحرك من مكاني حتى يعود، والله اعلم ان كان هو الاخر يعود اولن يعود. انتصف الليل وانا في انتظار عودته، حتى لمحته ياتي من بعيد، وحينما اقترب رحب بي، وسالني عما اريد، فقلت له : ـ "ان الجنية مرح ومنذ لقائي الاخير بك لم</span> <span style="font-weight: 400">تظهر وانا لم اعد احتمل الترقب والانتظار . ضحك <font color=#0000ff>وقال لي : ـ "مستعجل على قدرك ولا مش قادر على فراقها" </font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ "لا هذا ولا ذاك، ولكني أريد أن أعرف ماذا سيحدث في الغد، هل ستعود مرح ام انها لن تعود؟ هل ستقلب حياتي ام انها ستتركني وحالي؟ فكل شيء في حياتي اصبح يتوقف على ماذا ستفعل بي"... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال لي : ـ "افهم شعورك جيدا، فما اصعب ان يعشق الانسان شيئاً من المجهول، او ينتظره او يكرهه او يخشاه، وانت يا حسن اقتحمت عالماً لا بداية له ولا نهاية، عالم يشبه عالمك في كل شيء ولا يشبه عالمك بشيء لقد اقتحمت عالماً لن تجد طريق الدخول اليه بسهولة، ولن تجد طريق الخروج منه بسهولة، وستبقى تحيا بين عالمين، جسدك في عالم وعقلك في عالم اخر ,فإن استطعت العودة الى عالمك، ستبدأ من جديد بالبحث عن العالم الاخر، وان وصلت العالم الاخر، ستفكر في كل لحظة انه سيختفي، وان اختفى ستعود للبحث من جديد، وهكذا ستسير الايام وتنتهي لتجد انك لم تحصل على شيء، لا في عالمك ولا في العالم اخر، فأنت ابن البشر، وحياتك بين البشر، فلا تنتظر شيئاً من المجهول، عد الى حياتك، الى واقعك، وانس كل شيء يربطك بالعالم الاخر، فان استطعت فقد نجوت". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قلت له : ـ "لا اعتقد... لااعتقد اني بعد كل هذا العذاب الذي ذقته أستطيع ان انسى، وحتى لو استطعت، فانا لا اريد ذلك،</font> فلا قيمة لحياتي بدونها، فانا اعشقها واحبها اكثر من روحي، فهي روحي وان لم تعد لي فلا حياة لي بدونها،أفهل يحيا جسد بلا روح "؟ صرخ بي وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "حسن، عمن تتكلم عن مرح ام عن غادة؟</font> لا اريد منك جواباً.. فقط اجب نفسك بصدق يا حسن، وواجه الحقيقة ". وقع كلامه علي كالصاعقة، ولم استطع الاجابة، لم استطع ان احدد، لم استطع ان اقرر، لم افهم ما الذي يجري؟ <font color=#ff0000>فانااحب غادة حباً لا يوصف، وأحب في مرح اشياء كثيرة، </font>ولكني لا ادري، ولا استطيع التركيز في شيء، يا الله ما هو الحب ...لم اجد اجابة واضحة، ولكني اجبته: ـ " انا احب غادة، ولا انكر اني اميل الى مرح قليلا، ولكن ربما كان ذلك بسبب انها تشبه غادة "... ابتسم باستهزاء وقال: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لقد اخترت طريقك يا حسن، طريق اللا نهاية، ولن استطيع اقناعك بالعدول عن هذا القرار، ولكني لو كنت مكانك لاخترت الابتعاد نهائيا والعودة لحياتي الطبيعية ...لا مانع لدي ان اساعدك قدر المستطاع ان كنت تريد انت ان تساعد نفسك، وان تقرر ما تريد، اما ان اردت ان تبحث عن الحب والغرام، فلا وقت لدي لاساعدك، فهذه سخافات، وستجد هذه الامور بين البشر اكثر مما ستجدها في هذا العالم .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp;قلت له مستغربا : ـ "ما الذي يمكن ان ابحث عنه في عالم الجن؟ كل ما اريده هو استعادة </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>الجنية غادة،</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> التي تزوجتها واصبحت زوجتي، لاعيش معها، لا اريد اكثر من هذا، لااريد ذهبا ولاكنوزا، </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>اريد فقط حبيبتي غادة "</font></span><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>.</font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 06:59 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>28
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#0000ff>قال : ـ "يا بني، حديثي لا يدور عن ذهب ولا كنوز، فالذهب والكنوز صنعها البشر،</font> وعبدها البشر، فلا قيمة لها الا في عالم البشر، اما غادة هذه التي تتحدث عنها، فانسها واطوها في دفتر النسيان واعتبرها حلماً جميلاً مر في حياتك، وابحث بين البشر عن غادة بنت البشر، وحتما ستجد الف غادة".. ثم اخذ يضحك ويقول:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ولكن يا حسن انت تريد ايضا مرح، وانا وانت نعرف ذلك جيدا، ومن المستحيل ان تحصل عليها، وان اردت ان تبحث عنها بين البشر، فستجد ايضا الف الف شبيهة بمرح ولكن لن تحصل على واحدة، لان مرح تاخذ ولا تعطي، حتى وان اردتها فأنك لن تحصل عليها، اما ان هي ارادتك فسوف تحصل عليك بسهولة، لتكون دمية لها، ومرح <font color=#0000ff>لا تكتفي بدمية واحدة، </font>ولا اظن انك يا حسن تريد ان تصبح دمية لمرح، ولا لمن يشبهها من البشر" . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">حيرني كلام هذا الشخص وقلت له : ـ <font color=#ff0000>"هل كل الجنيات مثل الجنية مرح "؟ ـ</font> "لماذا؟ تريد واحدة اخرى غير غادة ومرح" ؟ ـ" لا، لم اقصد ذلك، ولكنه مجرد سؤال ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كلا يا حسن في العالم الآخر قليلات هن اللواتي من امثال مرح، ولا اعتقد ان مرح تريد ان تكون كذلك. ولكن الظروف هي التي صنعت مرح لتختر طريقها، وتصبح حارسة ابواب الشر".. وهنا تذكرت ان اسأله: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "صحيح... ماذا تقصد بحارسة ابواب الشر"؟؟ اخذ يضحك وهو يقول : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " انا إن اخبرتك عن ابواب الشر،فمعنى هذا انه يجب ان اقتلك في يوم ما، لاني ان لم اقتلك فسوف تقتلني انت، وعندها ستصبح مشكلتك اثنتان، واحدة مع مرح <font color=#0000ff>وسلطة "الكاتو "</font>واخرى معي. الفرق بيننا ان <font color=#0000ff>مرح</font> لا تستطيع ان تستخدم المادة ،ولا تستطيع ان تقتلك مباشرة، اما انا فاستطيع ان افعل هذا متى شئت وبسهولة، <font color=#0000ff>فهل تريد ان تعرف عن ابواب الشر"</font> . قلت مستغربا : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هل بعد ان تحكي لي عنها ستقتلني "؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ طبعا لا، ولكن فور وصولك الى احد هذه الابواب ساكون مضطرا لان اقتلك، حتى لا تملكه، ولكن قبل ذلك ساساعدك للوصول الى احد هذه الابواب لان من صالحي ان تصل اليها، هل بعد ان عرفت تريد ان احكي لك عنها "؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "احك لي عنها، وانا لا اريد الوصول اليها، فقط اريد ان اعرف من باب الفضول" .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ساحكي لك القليل، وان اردت ان اكمل حديثي، تكون قد قررت الذهاب اليها ...يا حسن. وتنهد وقال: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " ابواب الشر هي ابواب اللانهاية، من خلالها تستطيع الحصول على أي شيء وكل شيء، لا يستطيع أحد الوصول اليها الا باذن البشر ،يحرسها افراد من ابناء العالم الاخر، لمنع وصول البشر اليها، لانه ان وصلها احد من البشر، تمكن البشر من السيطرة على جزء من قوة العالم الاخر". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "وان وصلتها هل استطيع ان اسيطر على الجن واعيد غادة"؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "تستطيع ان تفعل أي شيء، فهل تريد يا حسن الذهاب اليها معي"؟ قلت له دون تردد :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ أنا موافق ،وحتى لو كانت نهايتي، ولكن قبل ذلك، اليس لي الحق بان اعرف من تكون، وما هو اسمك، <font color=#ff0000>وهل انت من البشر ام من الجن؟ </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "من اكون. لقد قلت لك في السابق اني من البشر، وقد اثبت لك ذلك، ولا داعي للعودة لاسئلتك السخيفة، وان كانت هناك امور اخرى ساخبرك بها لاحقا، اما ما هو اسمي، فالاسماء لا قيمة لها يستطيع الانسان استبدالها متى شاء، فلا فرق ان كان اسمي فلان ام علان، ولكنك تستطيع ان تسميني <font color=#0000ff>"نور"</font> يا حسن". قلت لنور،او الذي سمى نفسه <font color=#0000ff>"نور"</font> :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا مانع لدي ان اترك كل شيء حتى يحين وقته، وساكون شاكرا ان شرحت لي عن <font color=#0000ff>"ابواب الشر"</font>، ولماذا سميت بهذا</span> <span style="font-weight: 400">الاسم ؟وما هي حكايتها بالكامل ؟وما هو دخل الجنية مرح بهذه الابواب "؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ "ابواب الشر عدة ابواب منتشرة في انحاء الارض، من يابسة وبحار، وهي المدخل لمكان في اعماق الارض اسمه في العالم الاخر <font color=#0000ff>"مركز الشر"،</font> وهذا المكان هو جزء من الكرة الارضية، ولكنه يظهر ككوكب صغير مستقل في كل شيء، بانهاره وبحاره وسهوله وجباله، والكائنات الحية التي عليه، إنه يشبه الارض من حيث الامور الطبيعية، ولكن لا مجال للمقارنة بين الحياة عليه وبين الحياة على الارض،فهناك كل شيء يبهر البصر وياخذ العقول، فيه يتوفر كل شيء واي شيء قد يخطر على بال البشر، او هم يحتاجونه، ففي هذا المكان لا توجد اية امراض، ومع هذا تجد فيه علاجاً لكل الامراض التي عرفها البشر، ومهما حكيت لك عنه فمن المحال ان أعدد صفات ذلك المكان او ما يتوفر فيه. ولكن فيه كل ما قد يخطر على بال أي انسان، المهم سمي <font color=#0000ff>بمركز الشر، لانه توجد فيه كل الفنون وعلوم السحر والشر</font>، ومن حصل عليها استطاع ان يسيطر على اشياء كثيرة في عالم البشر وغير البشر، وحتى لا يصل احد من البشر الى هذا المكان <font color=#0000ff>"مركز الشر "</font>قامت سلطة العالم الاخر <font color=#0000ff>"الجن "</font>بوضع حراسة دائمة عليه، واختارت لهذه المهمة مجموعة من الافراد الذين تم انتقاءهم من بين الملايين من افراد العالم الاخر <font color=#0000ff>"الجن "</font>،وعلى كل بوابة تم وضع واحدة ممن وصلن الى مكانه مرموقة في سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> "الجن"،واطلق عليها اسم حارسة ابواب الشر، واعطيت كافة الصلاحيات لتفعل ما تريد الا شيئاً واحدا فقط، حيث تمنع من الزواج، وعمل حارسة ابواب الشر ليس بالعمل السهل او البسيط، لانه بمجرد ان يتم اختيارها لهذا العمل، عليها ان تتخلى عن جزء كبير من حياتها العادية، ولهذا نادرا مايتم ايجاد واحدة للعمل في <font color=#0000ff>"حراسة ابواب الشر "</font> ،وحين تصل الى هذا المكان تصبح الواحدة منهن ذات نفوذ وقوة، حتى انها تصبح فوق القانون، الكل يخشاها ويخاف منها، والويل لمن يتورط معها.خاصة وان كان من عالم غير عالمها، <font color=#0000ff>مثلك انت طبعا يا حسن" &#33;</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;سالت نور الغريب : ـ "لماذا يخشى الجن ان يصل البشرالى ذلك المكان" ؟ ـ "لقد</span> <span style="font-weight: 400">قلت لك، لأن من يصل الى هناك ويحصل على القوة من ذلك المكان، يستطيع <font color=#0000ff>ان يسيطر على اشياء كثيرة"</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "اذا، لو اني وصلت الى هناك وحصلت على "قوة الشر "الموجودة هناك، أكنت أستطيع ان اسيطر على كل الجن والبشر" ؟ ضحك وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ ليس بهذه الدرجة المبالغ فيها، ولكنك تستطيع ان تفعل اشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن اهمها انك تستطيع ان تسيطر وتملك واحدة من <font color=#0000ff>حارسات ابواب الشر.</font> ضحكت من اعماق قلبي وقلت له: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كل هذه المغامرة والمخاطرة والجهد الذي يجب ان ابذله، والله اعلم اين يمكن ان تكون النهاية؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وايضا تقول ان وصل احدنا، شعر بانه يجب ان يقتل الاخر من اجل ماذا ؟من اجل ان يملك واحدة من حارسات ابواب الشر؟&#33;&#33; <font color=#ff0000>يا اخي خذها انت و"خليني" مرتاح من كل وجع هالراس "</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "اسمع يا حسن، من ملك واحدة من حارسات ابواب الشر، ملك قوتها ونفوذها وعلمها، وكل من يقوم على خدمتها ,فماذا تريد ان تمتلك اكثر من ذلك؟وانت تكون قد ملكت واحدة من مراكز القوة التي لا يزيد عددها عن العشرين في العالم الاخر "الجن "". ـ طيب وعلى ماذا استطيع ان اسيطر ؟ <font color=#ff0000>هل اسيطر على "اميركا" ؟</font> نظر الي نور بغضب وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كفاك مزاحا" فاقسمت له اني لا امزح وانما اتحدث بجدية . ضحك وقال: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "بمفهومك الطفولي هذا مستحيل، فصحيح انك تستطيع ان تفعل الكثير ولكن ولكن ليس الى هذه الدرجة الخيالية، فلا تستطيع ان تسيطر <font color=#0000ff>لا على "أميركا" ولا على "السودان"،</font> ولكن تستطيع ان تفعل مالا يستطيع ان يفعله انسان" . ـ قل لي على سبيل المثال، ماذا استطيع ان افعل بعالم البشر ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ساعطيك واحدة من مئات الامثلة،.. بمساعدة حارسة ابواب الشر، تستطيع ان تحضر علاج لكل الامراض الموجودة في عالم البشر، وتستطيع وتستطيع ..."</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">ـ لقد فهمت .. وبقصد المزاح قلت له : <font color=#ff0000>ـ هل نستطيع ان نحضر مثلا اثنين او ثلاثة من حارسات ابواب الشر بدلا من واحدة؟</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ضحك وقال لي : ـ "تتحدث يا حسن وكانك ذاهب لاحضار "كيلو بندورة او بطاطا"، ام انك تظن انهن في انتظارك ليقلن لك: نرجوك يا حسن تعال تملكنا، على كل حال، لا يمكن ان تجتمع حارستين لابواب الشر في مكان واحد، ولكل واحدة المكان المخصص لها، والموجود فيه باب الشر الذي تحرسه، ولا تجرؤ ان تتخطى حدود واحدة اخرى من حارسات ابواب الشر وان حدث، تكون نهايتها". قلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#ff0000>ـ هل فعلا استطاع بشرالوصول الى ذلك المكان، حيث القوة والسحر والجمال .</font> ـ "نعم، عبر الاف السنوات التي مرت، استطاع عدة اشخاص من البشر الدخول عبر "ابواب الشر "الى ذلك المكان، ولكن معظمهم بقي في ذلك المكان ليحيا فيه، ورفضوا الخروج منه مقابل أي شيء <font color=#0000ff>حتى مقابل القوة والسحر، وفضلوا ان يحيوا حياة عادية في اجمل مكان في الدنيا، </font>وفضلوا عدم الخروج منها ولو نصبوا ملوكا على العالم ...إن هؤلاء الاشخاص الذين فضلوا البقاء هم العقلاء...وعدة اشخاص فقط ممن وصلوا الى ذلك المكان، لم يسحرهم او يؤثر عليهم جمال ذلك المكان وفضلوا الخروج بعد ان حصلوا على علوم وفنون السحر وقوة الشر،واستطاعوا ان يملكوا واحدة من حارسات ابواب الشر ".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;سألته: ـ ولكن اين هم الان ؟</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اجابني : ـ "احدثك عن شيء حدث عبر الاف السنين فهؤلاء الاشخاص ماتوا منذ مدة طويلة يا حسن". وسألته باستغراب : ـ رغم كل القوة التي حصلوا عليها فقد ماتوا، وماذا حدث بعد موتهم للقوة التي ملكوها؟ هل ماتت هي الاخرى، ام انها تنتهي مع موت كل واحد منهم؟. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "الشخص مات لان لكل شيء نهاية، اما القوة فهي لا تنتهي، فهي تبقى ما دام "نسله "لم ينته، وتنتقل هذه القوة لابنائه واحفاده ابناء ابنائه ... الى ان تصل إلى زمننا هذا ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذا لا بد انه يوجد في وقتنا هذا اشخاص قد ورثوا هذه "القوة"، ولكننا لم نسمع باي منهم، ولو كان</span> <span style="font-weight: 400">هذا صحيحاً لسمعنا عنهم .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا اعتقد انك ستسمع عنهم، ولماذا تسمع عنهم وكيف ؟هل تريد ان نسمع عنهم في نشرات الاخبار، عبر التلفزيون والراديو ليقولوا لك نحن هنا يا حسن، هذا طبعا لن يحدث، وربما حتى هؤلاء الاشخاص الذين هم امتداد لنسل من دخل "بوابات الشر "عبر العالم، لا يعرفون بالقوة التي ورثوها عن اجدادهم، فتبقى القوة كما هي ,وربما حتى الاف السنين، حتى يكتشفها احد ابنائهم، او لا يكتشفها الى الابد "&#33;</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;سالته: ـ انت تحدثني عن اشياء حدثت منذ الاف السنين، ولكن هل يوجد في عصرنا هذا اشخاص استطاعوا الوصول الى ذلك المكان حيث توجد قوة الشر؟</font> . ـ "نعم، حتى في عصرنا هذا، فقد نجح اشخاص بالدخول الى ذلك المكان، فما دامت بوابات الشر موجودة، فلا بد ان يحاول من عرف عنها من البشر الدخول ولا بد ان ينجح بعضهم ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذن لا يعد الدخول الى هناك مستحيلاً ؟ ـ "انا قلت ان الدخول عبر <font color=#0000ff>"بوابات الشر" صعب وليس مستحيلاً يا حسن"</font>. ـ ولكنك في البداية قلت ان احدنا سيقتل الاخر ان وصلنا الى هناك، فهل كل من وصل الى هناك قتل من كان معه، ولماذا يفعل ذلك ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ما قلته لك صحيح يا حسن ولم اكذب عليك، وهذا حدث فعلا، وقد يحدث معي ومعك ايضا لانه لو دخل اكثر من شخص عبر "بوابة واحدة "في فترة زمنية واحدة، فسيجدون انفسهم امام خيار واحد اما ان يحيوا في ذلك المكان الى الابد، وهذا الذي يختاره الجميع، واما ان يخرج احدهم وهو يملك القوة ومعها حارسة ابواب الشر، ويبقى الاخر او الاخرون هناك ليحيوا في ذلك المكان الى الابد وهنا تكون المشكلة <font color=#0000ff>من الذي سيملك "حارسة ابواب الشر "وخاصة انه لا يستطيع ان يملكها اكثر من شخص واحد، فكيف سيتم الاتفاق؟</font> وكيف سيثق الواحد بالاخر والهدف هو الحصول على "قوة الشر "،اذن سيفكر كل واحد بالقضاء على الشك الذي سيدور بداخله تجاه الاخر، وخاصة انه يجب ان يبقى الواحد قبل الخروج من ذلك المكان مدة عام كامل حتى يستطيع الحصول على <font color=#0000ff>"قوة الشر "</font>،وخلال هذه المدة كيف سيصدق الواحد الاخر؟ فلنفترض مثلا: انني انا وانت</span> <span style="font-weight: 400">استطعنا الدخول معا الى هناك، ولنفترض ان ذاك المكان قد سحرك جماله الذي لا يوجد اجمل منه في العالم، وقررت فعلا البقاء هناك، كيف سأصدق انك لا تقوم بهذا لتخدعني وتتخلص مني <font color=#0000ff>؟وكيف ستقتنع اني اصدق انك ستبقى واني لا اريد الخلاص منك ؟</font>اذن لا يكون هناك مجال للقضاء على الشك الا بنهاية واحد منا فلو قررنا الاثنان البقاء لما صدق احدنا الاخر، ولو قرر احدنا البقاء لما صدق ان الاخر يصدقه، ولما صدق الاخر انه صادق، فبرغم كل القرارات: البقاء او الخروج، سيبقى الشك موجوداً وسيفكر كل منا بالخلاص من هذا الشك بالخلاص من الاخر، وهكذا تتحول الجنة الى جحيم لمدة عام كامل، حتى يستطيع احدنا القضاء على الشك ومن اجل الحصول على "قوة الشر"،لا توجد قواعد ولا قوانين ولا ثقة ولا صدق ولا امانة، لذا سمي ذلك المكان "مركز الشر "، وسميت المداخل التي توصل اليه ببوابات الشر". <font color=#ff0000>انهى هذا الشخص الغريب المسمى "نور" كلامه وقد ادخلني في حيرة كبيرة. فهو لا يبدو لي حتى الان انه يكذب،</font> لأنه يقول بصراحة أنه سيقتلني، ولو كان كاذبا لما صارحني بهذا، ولكن ما الهدف من انه يسعى بان يدفعني الى الذهاب الى ذلك المكان وهو يعرف ان احدنا سيقتل الاخر؟ ولو كنت مكانه لفضلت ان اذهب وحدي، ولوفرت على نفسي الشك والخوف، ولكن لماذا ؟ سالته :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ قل لي يا نور بصدق، لماذا تخبرني عن ذلك المكان وتسعى جاهدا</span> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>لكي اذهب معك اليه، وانت تعرف النتيجة؟</font> ولماذا لا تذهب لوحدك الى هناك ؟وتفوز بالقوة والسحر ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "الحقيقة يا حسن انه ربما انا وانت استطعنا الوصول الى هناك بسهولة، فيما لو كنت انا وحدي، او انت وحدك ،وذهابنا معا يعني ان احدنا سينجح في الدخول عبر "بوابة الشر "التي تحرسها مرح، بالتأكيد سيدخل احدنا او كلانا معا، وهذا هو السبب الذي جعلني اخبرك عنه" . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذن تريد ان تستخدمني جسرا للدخول الى هناك، ثم تتخلص مني؟؟ قال بوقاحة غريبة : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" فعلا هذا ما اريد ان افعله، ولكن لديك الفرصة لتفعل نفس الشيء، وبعد ان فهمت انت يا حسن الحقيقة، تعال لنخطو الخطوة الاولى معا، وساحكي لك اين تقع بوابة الشر التي تحرسها مرح، والتي ستدخلنا الى ذلك المكان ".. ضحكت لوقاحة هذا الرجل وصراحته وقلت : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000><span style="font-weight: 400">ـ اسمع انت يا "نور"، انا لم ار اوقح منك في حياتي الا الجنية مرح، وسبحان الله كلاكما اوقح من الاخر، ولكن الا ترى ان كلامك هذا يدخل الشك الى نفسي،</span> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ويجعلني اخاف دخول هذه المغامرة اللعينة،</font> او لم يكن من الافضل لك ان تطمأنني بدلا من ان تقول لي انك تريد ان تستغلني لدخول "بوابة الشر"، وبعد ذلك ستقوم بالتخلص مني. فعلا ان طريقتك في الحديث تثير القلق في نفسي، وتجعلني افكر بالتراجع عن هذا الطريق المجنون. ابتسم نور وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" ربما تسمي طريقتي في الحديث وقاحة، ولكنها في الحقيقة صراحة، لانني لا ارى أي سبب يجعلني اكذب عليك، فانا لا احبك ولا يمكن لي ان احبك، وهدفي واضح من البداية: ان نتعاون لدخول <font color=#0000ff>"بوابة الشر"</font>، وبعد ذلك اتخلص منك، وقوانين هذه اللعبة واضحة: لا يفوز بها الا واحد، اما انت او انا يا حسن، وأنت بحاجة لي لدخول ذلك المكان، فاعمل على ان تفوز انت بهذه اللعبة ان استطعت، مع ان فرصتك بالفوز امامي ضئيلة جدا، ولكن هناك امل لفوزك ، فتعال نتفق حتى ندخل بوابة الشر معا، فلا داعي لان تخاف مني او تخشى غدري، لاني لن افعل ذلك ما دمنا خارج بوابة الشر" . كلام "نور" يضحكني فعلا، ويشدني الى التحدي القاتل، ويذكرني غروره</span> <span style="font-weight: 400">بالجنية مرح، فلماذا لا اجرب؟ فهذه اللعبة فعلا مضحكة ومسلية في نفس الوقت. قلت لنور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هيا يا نور نلعب هذه اللعبة السخيفة. اخبرني الان، اين تقع بوابة الشر التي تحرسها الجنية مرح؟ قال لي نور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هي قريبة من هنا.." ـ ولكن اين بالضبط ؟ ـ "ستعرف قريبا .." قلت له: ـ اشرح لي عن طريقة الدخول عبرها، وما هي الصعاب التي ستواجهنا عند دخولها؟ قال نور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "حتى وصولنا الى موقع بوابة الشر ، لن تواجهنا صعاب كثيرة . فكل الصعاب التي ستواجهنا يمكن التغلب عليها، الا مشكلة واحدة، ربما تكون صعبة، وهي الشك والخوف من بعضنا البعض، فهذه المشكلة ستواجهك انت بالذات، ولكني آمل بان ارادتك ستكون اقوى من هذه المشكلة، اما الصعاب الحقيقية التي ستواجهنا فهي تبدا مع الخطوة الاولى عبر الممر المسمى <font color=#0000ff>"بوابة الشر"،</font> وتستمر حتى الخطوة الاخيرة في اجتيازها، ومعظم هذه الصعاب لدي الخبرة والقدرة على تخطيها،واستطيع ذلك بسهولة، الا مشكلة واحدة تستطيع انت حلها ومواجهتها، ولا استطيع انا ذلك".. استغربت وقلت لنور: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ ما هي المشكلة التي استطيع انا حلها، ولا تستطيع انت ان تواجهها بالرغم من كل قوتك الهائلة التي تتمتع بها؟</font> . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور: ـ "عبر النفق الطويل المسمى ببوابة الشر، والذي يجب تجاوزه، هناك صعاب لوحدثتك عنها لدب الذعر في قلبك، ولو مررت بها وحدك لمت من الخوف، ولكن تجاوزها بالنسبة لي سهل، يوجد عبر النفق هناك مجموعة من</span> <span style="font-weight: 400">الحراس، وهم عبارة عن قطط لونها اسود، وهي قادرة على تقطيعك الى إرب صغيرة، إلا انه توجد طريقة تستطيع ان تقوم بها انت لتجعل هذه القطط تفر من امامك ولاتقترب منك ولا مني، وساعلمك هذه الطريقة في الوقت المناسب ". سالته : ـ ولماذا لا تستطيع ان تفعل انت ما تريدني ان افعله . قال نور :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;ـ "بصراحة انا لا استطيع ان اواجه القطط السوداء ولا بأية طريقة". ثار الفضول بداخلي لكلام نور، فهو يقول انه يستطيع ان يواجه كل الصعاب التي ستمر علينا، والتي تدب الرعب في القلوب، ولكنه لا يستطيع ان يواجه مجموعة من القطط السوداء</font> ,وهنا تذكرت رحلتي مع زوجتي الجنية غادة في عالم الجن، وكيف دب الرعب في قلبها حينما رات القطط السوداء، وكيف هربت كالمجنونة خوفا منها ,واذكر انها قالت لي عنها انها عيون <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> على الارض . واتساءل والذكريات في خيالي، لماذا لا اشعر انا بالخوف من القطط السوداء؟ فهي مجرد قطط عادية مثل كل القطط، ولماذا يخاف الجن من القطط، ولماذا يخاف نور من القطط السوداء، ان هذا السؤال اعادني في الحقيقة الى التفكير في شخص هذا الانسان وفي تصرفاته، ويدور في ذهني من جديد انه لا بد ان يكون من الجن، ولكن بجسد بشر، ورمقني نور بنظرة من عيونه وكأنه قرأ ما دار في راسي ..قال لي: ـ "حسن، هدفنا واحد، ويجب ان نصل الى الهدف انت وانا، معا نستطيع الوصول، فلا داعي للتفكير في امور ثانوية لاقيمة لها، اذهب الان يا حسن، ولنلتق بعد عدة ايام لنعد العدة الى الطريق نحو القوة، التي سيحصل عليها احدنا".. وانتهى اللقاء، وعدت الى البيت ومرت الساعات،رتيبة رتيبة، واشرقت الشمس، ثم مرت ساعات ذلك النهار، وغابت الشمس وانتصف الليل، وعصفت بي ذكريات الماضي، وخاصة <font color=#ff0000>ما مر علي مع زوجتي الجنية غادة.. </font>تلك المخلوقة الرقيقة.. المتدفقة بالحب والحنان.. ما هو مصيرها الان؟ في مخيلتي ترتسم صورة اختها الجنية مرح وتصرفاتها الغريبة، لأبتسم وانا لا اخفي شوقي للقائها، ترتسم صورتها في مخيلتي ثانية، واتمنى ظهورها امامي ولو للحظة واحدة. فجأة بدأ</span> <span style="font-weight: 400">دخان كثيف يتصاعد من كل ارجاء الغرفة ليحجب عني الرؤية، وبدأ قلبي يدق بقوة وانا ابحث وسط الدخان عنها وما هي الا لحظات حتى اختفى الدخان وتلاشى دون ان تظهر، الا ان احساسي يؤكد انها قريبة مني، مرت دقائق وانا انتظر ظهورها امامي لكن ذلك لم يحدث، واخذت اتحدث بصوت عال واناديها... ارجوك ان تظهري ... ارجوك اظهري ولكن لا حياة لمن تنادي، فالجنية مرح غريبة في كل شيء، وهي تحب ان تفعل عكس كل شيء فقدت الامل في ظهورها حتى فاجأتني بضحكتها المجنونة التي اشتقت اليها منذ مدة طويلة ولم اخف فرحتي بسماع صوتها". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قالت لي : ـ " اتريد ان اظهر يا حسن وان تراني" ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ نعم اريد بالتاكيد ...&#33; لان اشتياقي بلغ اشده ... ـ "لم اشتياقك "؟ ـ لابتسامتك الساحرة ..&#33; ـ "وماذا ايضا" &#33;؟ ـ لثغرك الندي وعيونك التي تشع دفئا وحبا . ـ "فقط ..."&#33;&#33;؟ ـ لكل شيء فيك من شعرك حتى اخمص قدميك . ـ "تكلم ... لدي الوقت الكافي لاسمعك" ـ "لن تكفي الكلمات لاصف حجم اشتياقي لك "... ـ هل تريدني ان اظهر فعلا ..&#33; ـ " نعم اريد" ... ـ وهل تحبني فعلا ؟ ـ "حبا لا يوصف" ضحكت بصوت عال وبطريقة استفزت حتى الجدران وقالت: ـ "وهل انت ايها العاشق تدرك ما تقول ... ان كنت تدرك فاسأل نفسك مع من تتكلم الان وصوت من الذي تسمعه .<font color=#0000ff>.صوت مرح..ام صوت غادة</font> .. ومرح اخت غادة .. وغادة اخت مرح، وانت زوج غادة، ومرح اخت زوجتك، وانت تحب مرح، ومرح تحب غادة، وانت تحب غادة وغادة تحب مرح، والان يا حسن من اثنتينا تريد ان تظهر امامك مرح ام غادة؟ فان ظهرت مرح لا تظهر غادة ،وان ظهرت غادة لا تظهر مرح، ومرح لا تحب من يحب اختها، وغادة لا تحب من يحب اختها ..فقرر الان يا حسن من</span> <span style="font-weight: 400">منا التي تريدها ان تظهر، وصوت من الذي تسمعه أصوت غادة ام صوت اختها مرح..." ضحكت بصوت عال تسخر مني وانا يعتريني الصمت في حيرة من امري ، صوت من الذي اسمعه يا رب ..<font color=#ff0000>&#33; الجنية مرح ام الجنية غادة</font> ...من التي احب؟؟ أي مأزق انا فيه &#33;&#33; ومن التي تحدثني مرح ام غادة ؟ ان كانت غادة فكيف سأجرؤ على النظر في عيونها بعد ان كنت السبب في كل ما حدث لها وبعد كل ما فعلت من اجلي وانا اجازيها بان انساها واخونها واركض لاهثا كحيوان كاسر خلف من ؟&#33;&#33; خلف اختها... كيف ستنظر هي لي ؟؟بدون شك ستكون نظرات الكره والاحتقار، ولكني فعلا احبها ... فعلا اعشقها وفي نفس الوقت احب مرح اختها .. كيف ذلك اني لا ادري، فهل من المعقول هذا الذي يجري؟&#33; وهل فعلا احب الجنية غادة واحب الجنية مرح في نفس الوقت؟؟&#33;&#33; ومرت لحظات كأنها الدهر بطوله، وبينما كنت في دوامة التفكير تمنيت ان تنشق الارض وتبتلعني لاخرج من هذا الموقف الذي لا احسد عليه .. الصوت يتردد في مسمعي، لقد فقدت القدرة على التمييز ان كان صوت مرح ام صوت غادة، الصوت يقول لي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "آه يا حسن الم تقرر بعد ام انك غير قادر على اتخاذ القرار ام تريد مني ان اساعدك لاجتياز هذا الامتحان الصعب .. هيا يا حسن قرر من التي ستختار غادة ام مرح ... صوت من الذي تسمعه"... فقلت دون تفكير وبسرعة : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ صوتك الذي اسمعه يا مرح <font color=#0000ff>&#33;&#33; فظهرت امامي في ومضة برق ، تصفق بيديها وتضحك ساخرة وتقول:</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ"شاطر .. شاطر .. يا حسن اخبرني كيف استطعت ان تميز بين صوتينا، مع انه لا فرق بينهما"</font>. فقلت لها : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هذا صحيح يا مرح ، ولكن لو كانت التي تحدثني غادة لما كانت تتحدث بهذه الطريقة ولا بهذا الغرور وما كانت لتقول ما قلته أنتِ... فغادة ملاك الحب والرقة والحنان وواحدة كغادة لا يمكنها ان تفعل ما تفعلين . فضحكت مرح ساخرة تحاول ان تخفي غضبها مما قلت : ـ"صدقت يا حسن فأختي غادة ضعيفة وغبية مثلكم انتم بنو البشر ولو لم تكن كذلك لما كان مصيرها السجن في <font color=#0000ff>"قبة النور "</font>ولما احبت البشر وخاصة انت يا حسن .. فعلا انه لشيء مضحك كيف يمكن لها او لغيرها من عالمي ان تحب واحدا مثلك ؟&#33; واي شخص انت ؟ إنك على استعداد ان تركع وتذرف الدموع وتتوسل لتراني او تلمس يدي او تقبلني ... وانا اخت ذلك الملاك الرقيق الحنون المحب الذي تتحدث عنه .. ام نسيت يا حسن، آه لو عرفت اختي غادة ما فعلت وما تفعل معي فانها كانت و بلا شك ستحتقر نفسها لانها احبت البشر وخاصة أمثالك يا حسن..هل تريد ان تواجه الحقيقة ؟ ..ان تواجه نفسك &#33;&#33;&#33; ان تكف عن الكذب والمكابرة ... ساساعدك.. الحقيقة يا حسن انك تحب نفسك ، تحب حسن. هكذا انتم يا بنو البشر وخاصة انت يا حسن، احببت غادة. اية غادة؟ ..<font color=#0000ff> غادة الجسد الممشوق ، غادة الشعر الطويل</font> ، غادة العيون الواسعة ، غادة الجميلة ، غادة التي تظهر وتختفي ،</span> <span style="font-weight: 400">غادة التي تمتلك القوة لتمنحها لك وتشعر بالتميز عن بقية البشر وترضي غرورك البشري بهذا التميز .. وان واجهت نفسك بصدق فانك ستجد انك قد تخليت عن غادة التي احبتك، والتي ضحت بنفسها من اجلك، وارتضت لنفسها ان تنزل لمستوى البشر لتتزوج احدهم وهو انت، وحكمت على نفسها بأقسى انواع العقاب ولم تهتم الا بك انت.. انت كل شيء لها انت العالم .. انت الحياة.. انت الحب هكذا كانت هي تظن، وانت يا حسن تخليت عنها ... لماذا"؟ "لانك شعرت بانه قد يلحق بك الاذى من وراء غادة، وعندها قررت ان تذهب غادة للجحيم، وتنجو انت بجلدك لانك من بني البشر ولانك تحب نفسك اكثر من أي شيء اخر .. <font color=#0000ff>نعم يا حسن الحب الحقيقي عندكم انتم بني البشر هو حبكم لانفسكم اولا وثانيا وثالثا </font>... هل نسيت يا حسن ام انك تناسيت ... هل نسيت حينما بدأت تفكر بالخطر الذي سيلحق بك من جراء زواجك من غادة، والخوف الشديد الذي لحق بك عندما عرفت ان <font color=#0000ff>سلطة "الكاتو"</font> بدأت في مطاردتك حينها خشيت على حسن ... وحسن هو الشيء المهم في حياتك، وفي اول فرصة سنحت لك لتختار بين حبك لغادة ، وما سيجلب لك من المتاعب، او تختار حياة عادية.. فانك اخترت حسن، وضحيت بغادة، وبعدها بدأت تهرب من الحقيقة وتخشى التفكير فيها، حتى انك تخشى ان تواجهها، وبدأت تقنع نفسك ان ما حدث هو مجرد سوء فهم، والحقيقة انك</span> <span style="font-weight: 400">فعلت هذا متعمدا لكي تنجو بنفسك، وحينما بدأت بالتفكير شعرت بأن هناك شيئا يخصك، شيء يجعلك مميز عن بقية البشر .. شيء يمنحك القوة، فبدون غادة تصبح كالبقية من بني جلدتك، وبدأت البحث عن غادة ... بدأت البحث عن الشيء الذي يميز حسن عن البشر، فحسن لا يرضى لنفسه ان يكون مثل بقية البشر، وبدأت تكذب الاكاذيب على نفسك لتصدقها فيما بعد، وبدأت تستمتع بالعذاب والألم والخطر، <font color=#0000ff>فاللعب مع "الكاتو"</font> وغيرهم شيء فيه تسلية لك، وطبعا يميزك ايضا عن بقية البشر، وهذا هو الاهم لك وظهرت الجميلة مرح، وظهر الشعر الطويل، والعيون الواسعة والجسد الممشوق ، نعم ظهرت مرح اخت غادة، التي تشبه غادة تماما ، كيف لا وهي اختها ، حتى ان مرح اجمل من غادة فهي قوية واثقة من نفسها تحصل على أي شيء تريده، وقد عاملتك بالطريقة التي تستحقها حين قالت لك من تكون هي بالرغم من انها شتمتك يا حسن، واحتقرتك، واهانتك وجعلت منك دمية تحركها متى شاءت وفي أية لحظة تريد الا انك وقعت في حبها ونسيت غادة، نعم لقد عشقت مرح لانها القوة لانها ينبوع من "الجنس المثير" الذي تريده، الجنس المميز الذي تصبو اليه مرح القادرة على ان تشعل براكين الشهوة الحيوانية في داخلك بنظرة واحدة من عيونها، ومن اجلها انت على استعداد ان تتخلى عن كل شيء عن غادة وعن غيرها ... وما حاجتك لغادة او لغيرها ما دامت مرح موجودة لهذا فأنت تحب غادة وتحب مرح، ولو وجدت واحدة اخرى مثل غادة ومرح لاحببتها ايضا، لانك تحب نفسك وتحب ان تملك كل شيء يجعلك مميزا عن غيرك، واخيرا بدأت تبحث عن "بوابة الشر" وتقنع نفسك انك تريد ان تحصل على قوة الشر من اجل انقاذ غادة من الاسر، والغريب في هذا انك انسان غريب حقاً،</span> <span style="font-weight: 400">فأنك تخترع الفكرة وتقنع نفسك بها من اجل غادة .. ستذهب الى "بوابة الشر" والحقيقة التي تعرفها انت انك تريد قوة الشر لتشعرك بالتميز عن الاخرين ... كيف لا وحصولك على قوة الشر تجعلك تملك القوة والسيطرة على حارسة ابواب الشر ايضا ومن تكون حارسة "ابواب الشر" انها مرح. هكذا تحقق كل الاهداف: غادة .. مرح.. القوة .. التميز .. لهذا بدأت بالتعاون مع المسمى "نور" للوصول الى هذه القوة كيف لا وقد اتخذت هذا القرار منذ مدة طويلة وكنت على استعداد للتعاون مع الشيطان من اجل الحصول على قوة الشر لماذا...لانك تريد هذه القوة نعم فأنت ونور تسعيان للحصول على قوة الشر وسيقتل احدكما الاخر من اجل هذه القوة التي ان حصل عليها المسمى" بنور" سيلحق الضرر بالكثيرين وان حصلت عليها انت فستلحق الضرر بمن تريد وكيف تريد فباب الشر مغلق وانتما تسعيان لفتحه فأن قتلك وهذا ما سيحدث فهو امر ليس بغريب عليه لانه اعتاد القتل، اما انت فاذا قتلته فقد تتعود على القتل ما حييت، لكنك ستكف عنه مع ان هذا لن يحدث لان المسمى "نور" يستطيع قتلك بسهولة ودون أي عناء بواسطة القوة التي يمتلكها وانت لن تكون الا جسرا يسير عليه للوصول الى الشر، وانت ايها الغبي لم تسأل نفسك كيف ستواجه هذا المخلوق المزدوج والقوة التي يملكها، فهو يستطيع تجاوز كل الحواجز للوصول الى "قوة الشر " الا حاجزا واحدا هو الذي ستفتحه انت له ... اما انت فلا تستطيع تجاوز أي حاجز لانك لا تملك اية قوة، ولهذا سيجعلك تتجاوز جميع الحواجز لانه يحتاج اليك وبعدها ستصبح شيئا من الماضي بعد</span> <span style="font-weight: 400">ان تتسبب بالعذاب والالم للاخرين بسبب غبائك .. ان بوابة الشر يجب ان تبقى مغلقة الى ما لا نهاية يا حسن لأن هذا في مصلحة الجميع ، هل تعلم كيف ستساعده، وماذا سيطلب منك ان تفعل انا ساخبرك سيطلب منك ان تجمع عددا من القطط السوداء بمواصفات معينة وبعد ذلك سيطلب منك ان تذبحها على بوابة الشر ليسيل دمها ويسير فوقها ليتوفر له الامان وبدون ذلك لا يستطيع ان يمر ، هل تعلم ماذا تعني القطط السوداء التي ستذبحها من اجل ان يسير هو فوق دمائها .. ان كل قط ستذبحه ، يموت مقابله احد ابناء عالمنا ولا تستطيع ان تعلم من هو الذي ستتسبب في مقتله ولكن اريد ان اقول لك بأن كل فرد من ابناء عالمنا، وطئت اقدامه عالم البشر ارتبط بقاسم مشترك مع احد القطط، ليكون له دليلا وذبح القط بطريقة معينة يعني ذبح الاثنين معا، واقصد بكلامي هذا يا حسن تذكيرك حتى لا تنسى ان غادة قد وطئت قدماها عالم البشر فمن الجائز ان يكون احد القطط اذا ما وافقت على ذبحه قرين "غادة" . وصمتت الجنية مرح بعد القاء هذه المحاضرة الطويلة، التي لا اريد ان انكر انها اصابت بها كبد الحقيقة في كل ما قالته ... وجعلتني ولو للحظات اعيد التفكير وتقييم نفسي مما حدث فعلا .. ولكن حجم الاهانات الكبيرة التي الحقتها بي اكثر من قدرتي على الاحتمال ومواجهة الحقيقة وكان لازما علّي ان اثأر لكرامتي فقلت لها : ايتها الجنية التي نصبت نفسها الهاً واحتقرت من حولها .. ان كنت انا فعلا بهذا السوء الذي تصفينه .. حقير .. ضعيف ..غبي جشع لا اساوي شيئا فلماذا تهتمين بأمري ..فانا لا شيء</span> <span style="font-weight: 400">ولا استطيع ان افعل شيئا وانتم يا معشر الجن كل شيء .. انتم الهه ونحن حثالة ... فماذا تريدون منا وما الذي يدفعك لتتوسلي الي وترجوني ان لا اساعد في فتح "بوابة الشر ".. ولماذا تحطي من مستواك الرفيع وتضيعين وقتك الثمين للحديث معي . وقالت الجنية مرح بغضب : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "افضل الانتهاء "الموت" قبل ان افكر مجرد تفكير، في ان اتوسل لاي كان من البشر، واتمنى ان يكون ذلك الان في هذه اللحظة، ان كان ذلك سيحدث في يوم من الايام". واشاحت بوجهها عني، فقلت لهذه الجنية المغرورة: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ "اتعلمين يا مرح ان كل المساويء التي وصفتني بها جعلتني اصمم بأن لا اتراجع عن قراري ولو للحظة واحدة، فلتعلمي بأنني ساذهب الى "بوابة الشر" وسأدخل "بوابة الشر" ولتذهبي انت وكل الجن معك الى الجحيم،</font> فأن استطعتم ان تفعلوا شيئا فافعلوه فأنتم اضعف مما كنا نتصوركم ... انكم مجرد مخلوقات لا نفع ولا ضرر منها ". ورمقتني الجنية مرح بنظرة غريبة تحمل كل المعاني: من القوة والضعف والكره والحب وقالت: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ " أتصّر على رأيك يا حسن ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ نعم أصر عليه. ـ "حتى لو عرفت ان التي تتحدث معك هي..." </font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:00 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>29
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">قلت لها -مقاطعا قبل ان تنتهي من كلامها -: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ كوني من تكوني فهذا لا يهمني . إختفت من امامي كالوميض، واخذت اصرخ عليها: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اين ذهبت ؟.. عودي يا ابنة الـ.. بدات اسيطر على غضبي قليلا، وافكر فيما قالته، واحدث نفسي: ماذا تقصد يا الهي ,هل من الممكن ان تكون هذه غادة وليست مرح؟ كلا هذا مستحيل، فغادة مسجونة في <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>، وانا استطيع ان اميز بينهما بسهولة، لو كانت غادة لعرفتها،الا انها تلفظت ببعض الكلمات التي كانت الجنية غادة تستخدمها...كلا..كلا ..انها مرح اخت غادة، وهذا هو اسلوبها هي تسعى لان تجعلني اشك بنفسي. يكاد راسي ينفجر وانا افكر بهذا الجنون، ومن شدة الالم اخذت ادور بأرجاء البيت وانا اتحدث مع نفسي بصوت عال مسموع: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ يجب ان انهي هذا الكابوس، يجب ان انهي هذا الجنون...كفى.. كفى ..يجب ان افيق.. وتوجهت الى المطبخ لاغسل وجهي بماء بارد جدا، توجهت الى الثلاجة، اخرجت ثلاث زجاجات من الماء، واخذت اصبها على راسي الواحدة تلو الاخرى كمجنون، بل كعاقل يريد ان يفيق من جنونه الذي استمر طويلا، واخذت احدث نفسي: الان يا حسن يجب ان تفيق، كفاك جنونا، توجهت و"غليت" "طنجرة " من القهوة، ولو رأتني امي لقلت لها قبل ان تتكلم: <font color=#ff0000>فعلا انا مجنون فلا تستغربي ما ترين، ولكن لحسن حظي لم يرني احد.</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اخذت "طنجرة" القهوة وجلست اشربها بشراهة وانا احدث نفسي: لقد حان الاوان يا حسن ان تنسى هذا الجنون، انا من البشر، امي من البشر ,ابي من البشر، اختي من البشر ,اذن انا من البشر، اذن يجب ان احيا كبقية البشر، لا اريد ان احكم العالم، ولا اريد اية قوة خارقة، لا اريد الا ان اعود حسن الطموح، وصاحب الاحلام الواقعية، والان حان الاوان لأن اعود إلى نفسي، واقرر ما هو الحلم، وما هو الذي يجب ان يكون، واقع علاقتي بالجن مجرد حلم ...زواجي من الجنية غادة ...حبي وكرهي لاختها مرح...حارسه "ابواب الشر"...الجني البشري نور...الجن...الخ .&#33;&#33;يا الهي يجب ان اتخلص من كل هذا، اريد ان ا رتاح، لا اريد شيئاً، فقط اريد ان ارتاح وانسى كل شيء، ولكن كيف؟ حتى لو نسيت فانا اعرف بانهم لن يتركوني بحالي، فقد قالوا لي منذ البداية: كل من عرف عن اسرار الجن حكم على نفسه اما بالجنون او الموت ...وانا الان فعلا في طريقي الى الجنون، وما ادراني ,ربما انا الان مجنون، <font color=#ff0000>فالمجنون لا يعرف انه مجنون...</font>ووسط دوامة الافكار التي كادت تفجر راسي...بدات اشم رائحة لا ادري اين مصدرها، ولكن هذه الرائحة فورا ذكرتني بالجنية غادة، فكلما كانت في الماضي تحضر كانت تسبقها هذه الرائحة التي تدخل الطمانينة والسعادة الى القلب ... والتي لم اشمها منذ</span> <span style="font-weight: 400">زمن طويل، وبدأ يعتريني شعور بالقوة والثقة لم اعهدها في نفسي من قبل ,شعرت برغبة قوية للنوم...ويبدو انني قد غرقت في نوم طويل، وحينما صحوت، وجدت ان فكرة واحدة هي التي بقيت في رأسي...يجب ان احصل على القوة...يجب ان انتصر وان انقذ غادة مهما كلفني من ثمن...لن يخيفني الجن ولا غيرهم، ولو كانوا يستطيعون فعل أي شيء بي لفعلوه منذ زمن...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ساذهب الى المدعو "نور"،وساثبت للجميع اني اقوى منهم، توجهت اليه، وبحثت عنه حتى وجدته، وحينما رآني بادرني بالحديث قائلا :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ارى ان شيئاً ما قد تغير فيك يا حسن" ... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ اشياء كثيرة، وليس شيئاً واحدا يا نور. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ" اذن انت مستعد يا حسن للذهاب معي الى بوابة الشر" </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ ساذهب معك الى الجحيم ما دمت استطيع ان ادخلك فيه يا نور ... قال نور وهو يضحك: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " احلم ان تفعل ذلك "... ـ لن احلم، بل سافعل ذلك . قال محاولا ان يستفزني : ـ "ما هذه الثقة؟ هل هذا حسن الذي يقف امامي ام شخص اخر ؟&#33;"... ضحكت ...حاولت ان اجعل هذه الضحكة تخرج من قلبي وان لا تكون مجرد ضحكة مصطنعة...واخذت بالضحك اكثر واكثر، وبصوت عال.. حتى شعرت بذلك الشعور الذي بحثت عنه طويلا ليزيدني ثقة، فقد استطعت بهذه الطريقة ان استفزه بشكل واضح ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ لا يهمني رايك كثيرا يا نور، ان كنت حسن او شخصاً غيره ،فهذا يعنيني انا، اما اذا لم تستطع انت بقدراتك الخارقة ان تعرف من انا، فلا مانع لدي ان اساعدك يا سوبر نور ... حرك نور راسه ساخرا :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ " لا باس فانت قد قدمت كثيرا، وها انت تقلد طريقة مرح "بالضحك" بشكل جيد، وامل ان لا تقلدها باشياء اخرى"..</font> واخذ يضحك بصوت عال، وكاد ان يستفزني لولا اني تمالكت نفسي وقلت له بهدوء: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ ولم لا؟ فانا على استعداد ان اقلد الجنية مرح ...اقلدك انت يا نور ان شئت ذلك ... ضحك نور وقال: ـ "ولكن لمرح نزوات اشك انك تستطيع تقليدها".. ففهمت الى ماذا يرمز</span> <span style="font-weight: 400">..وضحكت وقلت له :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;ـ هل استطعت انت ان تقلد هذه النزوات؟</font> لعلك استطعت، فانت انسان خارق ولا تعجز عن شيء... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "شاطر يا حسن ...شاطر. ودعنا الان من هذه السخافات، فقد حان الاوان لنذهب الى بوابة الشر "</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ انا لست في عجلة من امري يا نور، وقد حان الاوان بان تتوقف عن اصدار الاوامر &#33;&#33;انت تستطيع ان تطلب، واستطيع ان اوافق واستطيع ان لا اوافق وارفض، هذا شاني، وقبل كل شيء، هناك عدة اسئلة احتاج لاجابة عليها ؟<font color=#ff0000>.اولا من تكون انت يا نور؟ من الجن ام من الانس ام من العفاريت ؟</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "دعك من هذه الاسئلة الفارغة التي لا تجدي نفعا ...من اكون، هذا لن يغير في الوضع شيئا ".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ اسمع يا نور، انت بحاجة إلي وانا بحاجة إليك، وعلى هذا الاساس سنتعامل، فلا تصدر لي الاوامر ولا تحاول ان تقرر عني... </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هناك يا حسن امور كثيرة يعجز العقل البشري عن استيعابها، والنقاش فيها مضيعة للوقت، ولا نهاية لها، كل جواب يحتاج الى الف سؤال وجواب حتى يفسره ..." قلت له وباصرار:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ من تكون يا نور؟ وهل انت فعلا من الجن ؟</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:01 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>30
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">... نظر الي نظرة طويلة صامتة، واخيرا رضخ لاصراري وقال : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "انا يا حسن من <font color=#0000ff>علماء العالم الاخر فعلا</font> ...وقد قضيت عمري في الدراسة والبحث عن عالمكم، وعن القوة المادية. فقد قمنا باجراء مئات التجارب حول كيفية امتلاك جسد بشري، وكانت هذه الفكرة ضرباً من الجنون، حتى تمكنا من النجاح في <font color=#0000ff>فهم الدماغ البشري بشكل متكامل تقريبا</font>، وكانت المفاجأة الكبرى التي قلبت مفاهيمنا عن البشر راسا على عقب، لتثبت ان ما عرفناه طيلة الاف السنين التي انقضت<font color=#0000ff> يختلف عن الحقيقة</font>...وهنا دق ناقوس الخطرفي عالمنا، وعلى اثر هذه الدراسات اكتشفنا بانه لو استطاع البشر استخدام الدماغ البشري بشكل كامل اوشبه كامل، فسيؤثر ذلك علينا، وسنفقد الكثير من التفوق الذي نمتاز به عن البشر ...والذي طيلة الاف السنين عرقل التداخل بين عالمينا ... ونحن كعلماء، عرفنا انه لا بد وان ياتي اليوم الذي سيصل فيه البشر إلى هذا المستوى، وان كان هذا اليوم بعد عام او بعد الف عام ... لذا اصبح البشر يشكلون خطرا مرتقبا في الغد على عالمنا .ومن هنا كان لا بد من استباق الزمن، واتخاذ الاجراءات الوقائية والاستعداد لهذا الخطر المرتقب، وكانت الخطة الاولى التي اعددتها انا ومجموعة من العلماء في عالمي <font color=#0000ff>هي ان نسيطر ونسيّر نحن الدماغ البشري</font>، ان نسيّر الامور ونخضعها لارادتنا بعيدا عن ارادة البشر ...وبعد سلسلة تجارب طويلة، اكتشفنا بانه لاتوجد الا طريقة واحدة لذلك، <font color=#0000ff>وهي الاندماج</font> ...او الجمع مع الدماغ البشري، ولنجاح هذه العملية فلا بد من ان تتم منذ اللحظة الاولى لولادة الانسان، والذي يبدأ بعملية الاندماج منا يصبح اسير هذا الاندماج لمدة ثلاثين عاما على الاقل، حتى يكتمل البناء الكامل للدماغ البشري، وان تعرض الجسد البشري لاي خطر، تكون نهاية المندمج معه، وان وصل الى الاكتمال يكون قد استطاع امتلاك قوى في عالمنا وعالمكم...بدأنا باجراء التجارب ...وكانت معظمها تجارب فاشلة، وكانت الخسائر كبيرة جدا، <font color=#0000ff>بحيث استدعي حكماء عالمنا للحد من هذه التجارب</font>، وما كانوا سينجحون بذلك لولا انهم استطاعوا ان يثبتوا بان كل من سيقوم بهذا الدور سيتاثر بطريقة التفكير البشري، وسيفقد انتماءه للعالم الاخر، وسيصعب السيطرة عليه، وسيصبح هو العدو الاخطر على العالم الاخر...فنحن مجموعة العلماء الذين وضعنا الخطة لم نستطع اقناعهم بضرورة استكمال التجارب بغض النظر عن احتمالات السلبية التي اكدتها دراستهم من الاندماج مع البشر...ولم يتوقف حكماء عالمنا عند هذا الحد، بل طالبوا بانهاء كل حالات الاندماج التي تمت بكل الطرق الممكنة، <font color=#ff0000>وبناء على رايهم اصدرت سلطة عالمنا "الكاتو "</font> الاوامر لنا بصفتنا المشرفين على هذه الحالات باعادة كل الذين قاموا بعمليات الاندماج الى عالمنا باي طريقة كانت، ولكننا رفضنا وبشدة الانصياع لهذه الاوامر لخطورة الموقف، فذلك سيتسبب بموت المئات</span> <span style="font-weight: 400">من زملائنا الذين ضحوا بانفسهم ليقوموا بعملية الاندماج في عالم البشر، وقد تم اعتبار رفضنا تمردا،ً وتم وضعنا تحت المراقبة المشددة، واعتقل العشرات منا...وقامت سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو" </font>باصدار الاوامر الى <font color=#ff0000>حارسات ابواب الشر</font> بمتابعة كل حالات الاندماج التي تمت في عالم البشر، والقضاء عليها بكل الطرق...ومرت سنوات حتى استطعت انا الهرب والقيام بعملية الاندماج بنفسي، وها انا امامك الان يا حسن ... قلت له : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ اذا افهم من كلامك بانك جني بجسد بشر، او صاحب شخصيتين: واحدة بشرية والاخرى جنية؟</font> </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "تقريبا ان ما تقوله صحيح "... <font color=#ff0000>ـ افهم من كلامك انه يوجد العشرات من الجن أحياء باجساد بشرية ويعيشون بيننا ؟ </font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "ليس العشرات بل قل الالاف ممن قاموا بعملية الاندماج "... قلت مندهشا :&nbsp; <font color=#ff0000>ـ" اتعني انه يوجد مثلك على الارض الالاف" ؟&nbsp; </font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ" نعم، يوجد الالاف بحالات مختلفة، وباعمار مختلفة، وربعهم تقريبا من العلماء بغض النظر عن درجاتهم العلمية، ولا ادر انا بالضبط كم بقي منهم حتى الان على قيد الحياة، وان كان ذلك بسبب الظروف الطبيعية التي يمر بها جسد الانسان، او بسبب ملاحقة سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> لهم... </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ كيف يمكن ذلك؟ الالوف منكم بيننا ونحن لا نعلم ؟ ان هذا الامر لا يصدق ، أهذا العدد الكبير قد اندمج مع البشر؟&#33;&#33;</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "اسمع، الرقم صغير جدا جدا، ولا يذكر مقارنة حتى بعدد البشر وعدد السكان، فربما لو قدرناه لكان صغيرا جدا " ... </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ وهل عليهم ان يبحثوا مثلك عن بوابة الشر ليملكوا القوة ؟&nbsp; </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ "كلا يا حسن ،عدد قليل فقط منهم سيبحث عن "بوابة الشر"، والان دعنا من الاسئلة" ... </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ سؤال واحد فقط وسأتوقف عن طرح الاسئلة بالرغم من حاجتي اليها ...ما هي حكايتك مع الجنية مرح؟ ولماذا تكرهك الى هذا الحد، ولماذا تكرهها يا نور ؟</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "هذا ليس سؤال واحد هذا اكثر من الف سؤال ...وحكاية مرح وحدها تحتاج الى اسابيع لارويها لك، وقد قلت لك سابقا بان مرح لم تكن هكذا ابدا، ولكن الظروف جعلتها، وربما كنت انا احد الاسباب، وهذا ما يفسر كرهها لي، اما انا فعلا فلا اكرهها، وايضا لا الومها ان كانت تكرهني، وقد ياتي يوم تتغير به الظروف. والان حان الوقت يا حسن لتقوم بالدور الذي عليك ان تقوم به، حتى</span> <span style="font-weight: 400">لا يضيع الوقت، وخاصة انه لم يبق امامنا سوى ايام قليلة، وان انقضت ستضطر الى الانتظار شهرا اخر "... </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ وماذا يجب علي ان افعل؟ </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "الموضوع سهل فكل ما عليك عمله الان هو جمع واحضار سبع قطط سوداء كسواد الليل الحالك، تجمعها من مناطق مختلفة وتضع كل قط على حدة، بحيث لا يرى القطط الاخرى...ثم عليك جمع القطط فقط أثناء غياب الشمس أي بعد الغروب وقبل الفجر ولتتاكد بان القط الذي احضرته هو المطلوب يجب عليك ان تسلط ضوءً خفيفا على عيونه، فان تغير لون عينيه فهو مجرد قط عادي، لانفع منه ولاحاجة لنا به، واحذر من ان تنظر في عيون اكثر من قط في نفس الوقت، خشية من ان تفقد صوابك، لان هذا يحدث كثيرا ...اما كيف تجد القطط، فهذا ليس صعبا، فستجد منها اعداداً كبيرة في كل منطقة، وخاصة القطط التي نحتاجها نحن..." تذكرت كلام الجنية مرح عن القطط وانه ينوي ذبحها ليسير على دمائها ليستطيع بذلك الدخول الى <font color=#0000ff>"بوابة الشر". </font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">لم اصدق كلام الجنية مرح في ذلك الوقت، قلت لنور: ـ " اذا ما قالته الجنية مرح صحيحا، وانت تنوي ان تذبح القطط التي ساحضرها.." ـ" كلا هذا ليس صحيحاً فانا لن اذبح أي قط لاني لا استطيع ذلك، ولن استطيع وخاصة القطط السوداء المتصورة، ولهذا احتاجك انت يا حسن لتفعل ذلك، لانك تستطيع وبسهولة". فقلت له مشمئزا من كلامه:</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ للقطط ارواح مثلنا فكيف تريد مني ان افعل ذلك . </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "حسن لكل شيء ثمن وانت اردت دخول بوابة الشر بأي ثمن، حتى لو كلفك ذلك حياتك، فلا تابه بحياة عدة قطط ". </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ ولكن يا نور ... قاطعني وقال: </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "لاتقل ولكن.. والا بقيت طوال عمرك تردد هذه الكلمة، احضر القطط ولا تابه لشيء". قلت له : قاطعني مجددا، ولكني اصررت على ان اكمل كلامي حتى النهاية وقلت: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "المشكلة انها ليست قطط عادية، والجنية مرح قالت لي ان هذا النوع من القطط هو قرائن للجن، وكل قط يقتل، يقتل مقابله احد افراد الجن أي قرينه من الجن "... نظر الي نور بحزم وقال: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "نعم هذا صحيح، وقلت لك: إن لكل شيء ثمنه".. </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ ولكن ما ادراني فعلا ان القط الذي ساذبحه لن يكون قرين زوجتي الجنية غادة <font color=#0000ff>. ـ" لم تظن ان من بين ملايين القطط ستختار (قرين غادة )"؟ </font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ وافرض ان ذلك حدث، والقطط التي تقع تحت يدي كان احدها فعلا قرين زوجتي الجنية غادة... </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "لا اتصور ان تحدث هذه الصدفة ولكن يا حسن ان حدثت فيجب ان لاتهتم ولكل شيء ثمنه". قلت غاضبا : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ انت تريد ان اذبح حبيبتي بيدي؟ فانا ما وافقت على الذهاب معك الى "بوابة الشر" الا من اجلها هي، من اجل ان احررها من اسرها واعيدها الي، وان كنت</span> <span style="font-weight: 400">ساذبحها فما حاجتي للمخاطرة بدخول مثل هذه الابواب؟&#33;&#33; ضحك نور وقال : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ <font color=#0000ff>"لا احد يا حسن يفكر بدخول "بوابة الشر" من اجل احد، فلا تضيع الوقت بالكذب على نفسك وعلي، وانت تعلم انك تخاطر بحياتك للوصول الى "بوابة الشر"، فلا تكترث لحياة الاخرين ".</font> </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ سأفعل يا نور وليحدث ما يحدث. تركت نور وذهبت الى البيت، وانطلقت بعد غروب الشمس ابحث عن القطط السوداء لاجمع منها سبع قطط. كنت اظن بان جمعها سهل جدا، ولن يستغرق مني سوى ساعات قليلة لا اكثر , خاصة وانها موجودة في كل مكان ...حتى اني جهزت نفسي لاجمع عشرين قطا لتوفير الوقت، ومن ثم بعدها اقوم باختيار القطط السبع المناسبة من بينها . مرت ساعات طويلة وانا ابحث هنا وهناك، بدءا من بيتنا حتى بيوت الجيران، ثم الى الاراضي المجاورة .....</span></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:02 PM
<font color='#810541'><p align=center><font color=#0000ff><span lang=ar-sa>الحلقة </span>31
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>لكني لم اجد حتى ربع قط..حتى القط الاسود الاعور،&nbsp; المقطوع الذيل والذي لم يكن يتحرك من جانب البيت،&nbsp; وكان يثير بداخلنا الاشمئزاز فانه اختفى ايضا .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اخيرا ادركت ان مهمة جمع القطط ليست بالمهمة السهلة كما تصورتها منذ البداية ،وكما رسمتها&nbsp; في خيالي، وزاد الامر تعقيدا باني يجب ان اجمعها ليلا، فكيف سارى القطط السوداء في مثل هذه الليلة الحالكة السواد؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>مرت الليلة ، واقتربت خيوط الفجر من البزوغ، ودب اليأس في نفسي، واقتنعت بان حظي التعس سيمنعني من الحصول حتى ولو على قط واحد ... اشرقت الشمس وتوجهت الى البيت لانام،&nbsp; اعدت البحث بعد غروب شمس اليوم الثاني ... لكن لسوء حظي لم ار سوى قطنا الاعور الذي لا يصلح لشيء، حتى انه عاجز عن المواء كبقية القطط.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;في اليوم الثالث خطرت لي فكرة جهنمية،&nbsp; قلت لنفسي: لماذا اتعب نفسي بالبحث عن القطط؟لماذا لا اجعل الاخرين يقومون بذلك عني؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قمت فورا بجمع اولاد الحارة المشاغبين، واقنعتهم باني اعمل في حديقة الحيوانات، واقوم بجمع القطط السوداء ..وان كل من يحضر لي منهم قطا اسود، سيحصل على مبلغ من المال .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>تحرك الاولاد بحماس للبحث عن القطط السوداء ليبيعوني اياها،لاقوم انا بعرضها في حديقة الحيوانات حسب ما قلت لهم وما فهموه مني ..</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>جلست في البيت سعيدا وفخورا بنفسي لهذه الفكرة الجهنمية التي لاتخطر على بال الجن ولا العفاريت، وما ان مرت ساعة واحدة فقط حتى انتشر الخبر في كل الحارة، ولن ابالغ في الحديث اذا قلت في البلدة كلها ...وبدأ&nbsp; الاولاد يتوافدون على البيت افرادا وجماعات،&nbsp; منهم من يحمل قطا ومنهم من يحمل اثنين، ومنهم من اتى الي متشاجرا مع صديقه مدعيا <font color=#ff0000>انه هو الذي امسك القط،</font> وهو احق بثمنه،&nbsp; ومنهم من جاء يسأل: هل تريد القط ذكرا ام انثى؟&nbsp; المهم في الامر باني وجدت نفسي في مازق كبير، فقد احضر لي الاولاد خلال ساعة اكثر من عشر قطط وقد تجمع في ساحة منزلنا اكثر من اربعين ولدا... والمازق الاكبر من هذا هو ان القطط&nbsp; تم جمعها في النهار وقبل غروب الشمس وهذا يعني انها ليست القطط المطلوبة، وحتى لو كانت فهي لا تصلح للغرض الذي اريده.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اصبحت مضطرا ان ادفع للاولاد ثمن جميع القطط التي احضروها تجنبا للاحراج والفضيحة، وحتى لا اظهر امامهم كاذبا...ولكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد وانما استمر بتوافد الاولاد مع قطط جديدة لم افهم كيف احضروها بهذه السرعة، حتى ان احدهم جاء ليبيعني قطنا الاعور، والمفاجاة الكبرى بان رجالاً&nbsp; ونساء كبار في العمر بداوا يتوافدون على بيتنا لبيعي<font color=#ff0000> قططا سوداء</font>&nbsp; ويبدو ان اهل الحارة وجدوا في ذلك تجارة مربحة، وما ان غربت الشمس واستطعت التهرب من هذا الموقف حتى علمت بان اهل الحارة اصبحوا يطلقون علي اسم <font color=#ff0000>"حسن ابو البساس(القطط)"</font> وكل هذا لم يكن يقلقني بقدر خوفي من امي وظنونها، وقد حدث ما توقعت</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp; حضرت امي، واول كلمة قالتها لي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "اسمع "يا ابو البساس "، أنت كل يوم بتطلعنا بنهفة ...بدكش تبطل هبل ,فضحتنا وعللت علينا الجيران ...انت بتفكر الناس هبايل ومصدقين ان جنينة الحيوانات بتشتري بساس,الناس بتحكي عنك انك بتبيع البساس للكفار الاجانب اللي بوكلوا لحمهن ...<font color=#ff0000>حرام عليك البساس الهن سبع رواح وخطيتهن كبيرة "..</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وقفت مشدوها على هذه الكلمات التي قالتها امي، ولكني لم اكن اتوقع ان اهل الحارة سيفكرون بهذه الطريقة ..كان يجب ان اعرف منذ البداية انه لا يمكن ان يمر بهذه البلد شيء مرور الكرام، والله يستر اية قصص سأسمع في الغد.&nbsp; المهم اني استطعت اقناع امي بان هذا الكلام لا اساس له من الصحة،&nbsp; وبصراحة وجدت الفرصة لاتخلص من القطط التي لن تفيدني شيئاً،&nbsp; وقمت على الفور وامام ناظري امي باطلاق سراحهن جميعا من القفص الذي اعددته لهن، وبالرغم من ذلك كله لم انج من لسان امي حول تلك النقود التي بذرتها لشراء القطط .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>غربت الشمس،&nbsp; وابتدأت خيوط الليل تنسدل وانا انتظر لعل احد الاولاد يحضر لي قطا، وخاصة ان هذا الوقت هو الوقت المناسب الذي اريد فيه ان اجمع القطط السبع ...يجب ان اجمعهن بعد غروب الشمس وليس قبله،&nbsp; ولكن دائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>لم يحضر احد، ولا ادري هل لم يبق في البلد قطط او انهم يحتفظون بها لعل سعرها&nbsp; يرتفع ، او انه على الاغلب ان القطط علمت بان هناك مجنونا يشتريها <font color=#ff0000>فهجرت البلد بعيدا عن اهلها المجانين.</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>استمريت لوحدي في البحث عن القطط السوداء المطلوبة لعدة ايام،&nbsp; ولكني لم استطع القبض الا على قط واحد فقط خلال هذه الايام ...حتى يئست من امكانية جمع ست قطط اخرى.&nbsp; فكرت انه يجب ان اتوقف عن البحث ... ذهبت الى ذلك المسمى <font color=#0000ff>"نور"</font>، هذا العفريت او "المتعفرت" ,الذي يعيش كابناء البشر،&nbsp; لم اجد صعوبة في العثور عليه،&nbsp; ولما راني اخذ يضحك ويقول لي :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "كيف حالك يا ابو البساس" .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ ارى انك تتابع اخباري .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "كيف لا فاخبارك تهمني يا حسن ولا صعوبة في معرفتها، فالكل يعرفها ..."</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واخذ يضحك وقال:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "يكفيبني ان اسال أي شخص عن حسن "ابو البساس" حتى يخبرني انه قريبا سيبدأ بالمواء ,لا تغضب يا حسن فانا امزح معك "..</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; ولكن ما العمل الان فانا لم استطع ان اجمع سوى قط واحد،&nbsp; وبصراحة لا استطيع الاستمرار في هذا الجنون.&nbsp; فاما ان تجد لي طريقة،&nbsp; واما ان انسى الموضوع نهائيا واتخلص من كابوس اسمه القطط .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "بسيطة انه موضوع في غاية السهولة،&nbsp; فهناك عدة طرق لذلك،&nbsp; ولا تحتاج لكل هذا العناء والمجهود الذي بذلته".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ وبما انك تعرف ان هذا الموضوع بسيط، فلماذا لم ترشدني منذ البداية ؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ لانك يا حسن لم تسألني،&nbsp; ولو انك سالت لحصلت على الاجابة..&nbsp; المهم،&nbsp; الامر بغاية البساطة،&nbsp; فقطط <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> الجن ان تم القبض على واحد منها تسارع بقية القطط لانقاذه، وما عليك الا ان تعد المصيدة بعيدا عن الاضواء ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وشرح لي الطريقة بالتفصيل وقال :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "لكني احذرك من النظر في عيونها،&nbsp; وخاصة&nbsp;&nbsp; وهي مجتمعه والا فعليك السلام ".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ذهبت في المساء،&nbsp; واعددت المصيدة وجهزتها بالطريقة التي افهمني اياها&nbsp; نور،&nbsp; ونجحت الخطة كما رسمها لي نور،&nbsp; وحصلت على ما اردت واكثر،&nbsp; ولاتاكد اكثر من ان القطط التي جمعتها المصيدة هي من الجن او قرائن الجن على الارض فصلتها كل على حده وسلطت ضوءا اخضر على عيونها بعد ان اخذت احتياطي خوفا من سيطرتها علي،&nbsp; وكلما سلطت الضوء على عيون احداها تبدا عيونه تتقلب الى اكثر من لون وبسرعة تعكس اشكالا غريبة لم اعهدها في القطط العادية،&nbsp; وهكذا جمعتها في قفص مقسم الى سبعة اقسام بحيث لا يرى القط منها&nbsp; القط الاخر.&nbsp; وقمت بوضع القفص في المخزن الموجود بجانب المنزل،&nbsp; <font color=#ff0000>وتسللت الى غرفتي بحذر وهدوء حتى لا اوقظ احدا.</font>..وما ان اغلقت الباب وادرت وجهي لاتناول بيجامتي المعلقة في الخزانة، حتى بدات الغرفة تمتليء بالدخان الابيض الكثيف الذي لم اعهده من قبل، حين كانت تظهر الجنية غادة او اختها ,لم اشعر باي نوع من الخوف او المفاجاة،&nbsp;<font color=#ff0000> فقد كنت متيقنا من ظهور الجنية مرح وخاصة بعد ان اتم اجمع القطط.</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واستمر الدخان بالتزايد دون ان استطيع ان احدد مصدره، واخذت انتظر تلاشي الدخان كالعادة، ولكن هذه المرة لم تكن كالمعتاد، فقد طال انتظاري ونفذ صبري والدخان لم يتلاشى بعد ...تمالكت اعصابي، وادركت ان الجنية مرح تخطط لشيء ما، ربما هذا اسلوب جديد من اساليبها، فهي تحب ان تظهر في كل مرة بطريقة غير متوقعة...وما هي الا لحظات حتى بدا&nbsp; الدخان يتلاشى، وكأنه لم يكن موجودا اصلا، ولكن هذه المرة لم يظهر من وسط الدخان شيء...فقلت: ربما غيّرت رأيها. ولا اخفي ان املي قد خاب، فانا فعلا مشتاق لرؤيتها، وحاولت ان اتظاهر باني لا اهتم بأمرها ان هي&nbsp; ظهرت او لم تظهر ...</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>توجهت الى السرير بعد ان ارتديت البيجاما لانام، مع علمي باني لن استطيع النوم قبل ان اراها، ومرت ساعة حسبما اعلم كانها عشر ساعات، حتى بدات اسمع موسيقى هادئة جدا، لم اسمع مثلها من قبل، وبدات تظهر بالغرفة اضواء خافتة تصاحب الموسيقى، ليدق قلبي معها، واشتاق لظهورها، واخذت الافكار تتسابق في راسي حول طريقة ظهورها، الا ان ظهورها كان اسرع من الافكار، ظهرت تسير بخطى واثقة خطوة وراء خطوة ، كملكة تحكم الدنيا&nbsp; لا تابه بمن حولها، <font color=#ff0000>كان شعرها الاسود الطويل الناعم المجنون&nbsp; يتطاير مع نسمات الهواء المنبعث من النافذة،</font> وكان نسمات الهواء ما هبت الا من اجل ان تطير شعرها، ليخفي ويظهر كتفها الايسر الذي لا يحجبه الا خط رفيع، مال الكتف بلا مبالاة معلق به ثوبها <font color=#ff0000>الاسود القصير المشدود حول جسدها</font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:02 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>32
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>، والذي تظهر من خلاله مفاتن جسدها الممشوق، ليتناسب مع لون الشعر ولون العينين الشهوانيتين، وشفاهها المتحدية لكل قوانين الكون، ونظراتها التي اخترقت جدار قلبي وانستني حقدي وغضبي الدائم عليها، وكانها تعلم بانني لا استطيع الصمود امامها للحظات ...لم اتمالك نفسي وقررت ان اقفز من مكاني واعانقها، ولكن يبدو انها قرات افكاري، وكانت اسرع مني وقالت بكلمات هادئة:</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ&nbsp; "لا تفعل ..."</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>وبخفة جلست على المكتب، ووضعت اقدامها على الكرسي، ورفعت ساقا فوق الاخرى، لا ادري هل لتخفي مفاتن ساقيها ام لتزيدهما اغراء، قالت الجنية مرح :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ" لم آت الى هنا يا حسن كي اعانقك"..</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp; كانت كلماتها وطريقتها في الحديث كصفعة وجهتها لي، لاستيقظ من حلمي الجميل...واعادت الي غضبي مجددا وكرهي لغرورها وعجرفتها .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>قالت :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "لا يهمني ان كنت تحبني او تكرهني، فانا لا اسعى لان تحبني او لأن تكرهني" .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قلت&nbsp; وانا مستفز بما تقوله: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ لم اكن لارغبك لو لم تسعى انت لذلك بنظراتك وحركاتك واسلوبك، وحتى ثوبك ما كنت ترتديه بهذه الطريقة الا لاغرائي، ولعلمك: انك انت التي تسعين الى ذلك، وما انا الا بشر ولن انكر انني انجررت قليلا خلف عواطفي، ولو كانت واحدة غيرك وتصرفت بطريقتك لحدث نفس الشيء، فلا تظنين انك شيء مهم او مميز .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قالت&nbsp; ساخرة :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ" طيب يا روحي لا تنجر وراء عواطفك كثيرا، وبلاش عصبية، وان كنت مهمة او غير مهمة، فانا اعلم قيمة نفسي، ولا يهمني رايك او راي احد ...وان كان ثوبي وحركاتي تغريك، فهذا لا يعنيني كثيرا، وقد صدقت بقولك انك لست الا بشر، فلا تنسى انني مرح، وانت يا حسن مجرد بشر ،وحينما اقرر ان اعبث واتسلى قليلا، فانا مرح، ومرح هي التي تقرر، <font color=#0000ff>واما الان فانا لم احضر لاتحدث معك بهذه السخافات البشرية، بل هناك موضوع اهم بكثير ".</font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قلت لها ولم استطع تحمل استفزازاتها واهاناتها المتلاحقة :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; اسمعي ايتها الجنية.. عفوا اسمعي يا حضرة الجنية مرح، لا يهمني ان اسمع مواضيعك المهمة، ولا يوجد ما يستحق ان اضيع وقتي في سماعه، ومنك انت بالذات، فعلي ان انام الان، فالى اللقاء </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>يا حضرة الجنية مرح ..</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت مرح بطريقة واثقة، وكانها بضحكاتها تقول لي:" لم تنجح باستفزازي" وقالت لي :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ" دع عواطفك جانبا وفكر قليلا بعقلك، واسمعني جيدا، وقرر بعدها، لقد اجتزت الخط الاحمر يا حسن بالقائك القبض على القطط، <font color=#0000ff>وغدا ستذهب الى حتفك بقدميك ان رافقت "نور" الى "بوابة الشر"، لانك لن تذهب الى هناك حيا "...</font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>قلت لها&nbsp; وانا اقاطع حديثها :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ&nbsp; بلى، سأدخلها، وساحصل على القوة، وستصبحي انت يا مرح مجرد خادمة عندي .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت مجددا&nbsp; بصوت عال&nbsp; خيل الي انه ايقظ اهل البلد جميعا وقالت :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "هل انت غبي لهذه الدرجة، لتظن ان نور ،هذا الحقير، سيدعك تدخل، او انك تستطيع التفوق والتغلب عليه ؟ انه قادر على قتلك في اية لحظة يريدها، وانت لا تستطيع ذلك، اتعلم لماذا ايها الاحمق؟ لانه من المستحيل قتله، افهمت ايها الغبي؟&nbsp;&nbsp; نور ليس مثلك، ولا يمكن لبشري ان يقتله، لانه ليس من البشر، وان كنت تظن بانه لو امكنك القضاء على جسده فستكون نهايته، فانت مخطيء، وهذا غير صحيح، وحتى لو اعتقدت انك ستقتله، فأن هذا سيكون وكأنك&nbsp; لم تفعل شيئا، فنور لا يقضي عليه الا من ابناء عالمه، هكذا هي الطبيعة"... </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>نظرت اليها وضحكت وقلت لها :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ اعلم جيدا ما الذي تقولينه، ولدي طريقة خاصة لن يعرفها احد، حتى انت ...</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>وبسرعة بدات افكر باشياء عادية حتى لا تستطيع مرح قراءة&nbsp; افكاري ومعرفة خطتي .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>رمقتني مرح بنظرة حادة&nbsp; وخيل الي بأنها ستصفعني بكفها على وجهي..</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ&nbsp; "فعلا،&nbsp; انت احمق،&nbsp; ولن تفهم، صحيح ان لديك الخطة؟ هل تود ان اقول لك ما هي خطتك السرية الذكية العبقرية؟&nbsp; تعتقد انت يا حسن بأنك إن قمت بقتل ستة قطط بدل سبعة، وتركت القط السابع حياً&nbsp; ليهاجم نور لتستغل أنت الوقت لتمر عبر "بوابة الشر" فانك غبي احمق ".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قلت لها مذهولاً: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ ولكن كيف عرفت يا مرح بان هذه خطتي بالرغم اني كنت حريصا اشد الحرص على ان لا اجعلها تمر في مجال قراءة الافكار، مع علمي انكم تقرأون الافكار بسهوله .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "لانك لم تحسن اخفاء افكارك بطريقة صحيحة،&nbsp; ولا تنسى ان الطريقة التي تعلمتها لاخفاء افكارك طريقة قديمة، استطيع ان اتجاوزها بسهولة، ولكن ليست المشكلة بمعرفتي انا عن خطتك، ولكن المشكلة نور، لا بد انه استطاع ان يعرف هذه الخطة، وقد استعد لها".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp; قلت للجنية مرح :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ لا اعتقد ان نور قد علم بها، فلم يظهر ذلك.</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font size=5>&nbsp;</font><span lang=ar-sa><font size=5>ضحكت وقالت :</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "وكيف تستطيع ايها البشري ان تحدد ان كان نور عرف خطتك ام لا، وان كان قد عرف، فهل سيظهرلك انه عرف،&nbsp; ام انه سيقول لك <font color=#0000ff>"عيب يا حسن تضحك علي "</font>؟ كلا يا حسن، لن تستطيع ابدا ان تعرف كيف يفكر، وكيف يخطط هذا المخلوق، فهو متفوق عليك في كل المجالات ولا امل&nbsp; لك بالانتصار عليه، ولكني سامنحك فرصة واحدة وحيدة، لم امنحها من قبل لبشري، ان قبلتها، فقد نجوت، وان لم تقبلها فقد هلكت" .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ وما هي هذه الفرصة يا مرح .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "ستتصرف انت يا حسن كما اقول لك، وسنتولى نحن مشكلة نور، وسنسمح لك بالعودة الى حياتك الطبيعية، وسننسى كل ما حدث في الماضي، ولن نتعرض لك وسنسهل لك شؤون حياتك ما حييت" .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ وكيف اصدقك واصدق وعودكم انتم معشر الجن، وما الضمان لذلك .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ" لم نعد احدا من قبل وخنا هذا الوعد، ولم نعاهد احداً ونكثنا بعهودنا، هكذا نحن وسنبقى".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ وزوجتي الجنية غادة ماذا سيحصل معها؟ هل ساراها مرة اخرى ؟.</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>رمقتني الجنية مرح بنظرة صارمة وقالت بحزم :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "حسن لقد قلت سننسى الماضي بكل ما فيه، فهل فهمت" ؟</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ عرضك جميل ومغر ولكني لست اوافق عليه يا مرح، وانا شخصيا اؤمن بان الاعمار بيد الله وحده، وان كان الله قد كتب علي ان اموت اليوم او غدا ،فهذا قدري،ولذا&nbsp; فإن عرضك مرفوض يا مرح .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "وهل رفضك هذا من اجل عيون غادة؟ ام من اجل القوة التي تحلم ان تحصل عليها بعد دخولك بوابة الشر يا حسن؟" .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ من اجل غادة فقط ، ولا شيء غير غادة،&nbsp; فان كنت ساستعيد غادة فسافعل كل شيء واي شيء.</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>قالت مرح&nbsp; وهي تضحك :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "ومن اجلي انا،&nbsp; الن تفعل شيئاً"؟ .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ كلا يا مرح فما انت الا جسد واغراء،&nbsp; ولا انكر انك استطعت السيطرة علي عدة مرات،&nbsp; ولكن غادة شيء اخر،&nbsp; لا مجال لنزعه من قلبي،&nbsp; وان استطعت ان تنزعي قلبي من مكانه فستبقى غادة&nbsp; فيه.</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت مرح وقالت :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ انا مرح يا حسن،&nbsp; وفي عالمي يقولون ان مرح مجنونة،&nbsp; وهي على استعداد لعمل أي شيء لارضاء غرورها،&nbsp; وفعلا فقد صدقوا فيما قالوا.&nbsp; فانا مجنونة،&nbsp; وساقدم لك هذا العرض،&nbsp; ليس من اجلك بل من اجل ارضاء غروري كما يقولون ...وهذا هو عرضي يا حسن: ساسمح لك بالتفكير فيه للحظة واحدة فقط،&nbsp; لا اكثر وهذا عهد مني...ان ما ستختاره سيتحقق،&nbsp; فهل انت على استعداد لسماع عرضي".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ نعم يا مرح اني مستعد .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ"اسمع يا حسن ,غادة حبيبتك وحياتك وزوجتك،&nbsp; وكل شيء لك في هذه الدنيا،&nbsp; ومن اجلها تقول انك ستضحي بكل شيء،&nbsp; ودخول "بوابة الشر" قد يجعلك تحصل على قوة الشر الهائلة والتي لا حدود لها،&nbsp;&nbsp; وبصفتي وباسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب صلاحيتي،&nbsp; اعاهدك انني ساحقق لك احدى هذين الطلبين فماذا تختار الان وبسرعة يا حسن" .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ لقد اخترت دخول "بوابة الشر" يا مرح فأوف بوعدك .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت مرح وقالت:</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ&nbsp; "لك ذلك يا ابن البشر،&nbsp; واختيارك كان اختيار بشر،&nbsp; فالحب والتضحية ليست من صفاتكم انتم بني البشر".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp; وسقطت دمعتين من عينيها.. وقالت:</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ&nbsp; "لك ذلك يا حسن،&nbsp; وبالغد ستحقق ما اردت " .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>رفعت راحة يدها اليسرى ومسحت الدمعة التي سقطت من عينها،&nbsp; والتي ما زالت اثارها باقية على وجنتها بكبرياء لم اعهده من قبل،&nbsp; وعيونها ما زالت مفتوحة متسعة الحدقتين وكانها تقصد&nbsp; ان تقول لي&nbsp; في صمت الكلام&nbsp; "الدموع ليست ضعف "، ولم اكن&nbsp; استطيع ان اخفي عليها ولا على نفسي بان تلك الدمعتين اللتين سقطتا من عيونها قد استطعن ان يهززن قلبي حزنا عليها،&nbsp; وكاني فعلا لا استطيع ان ارى هذه المخلوقة ضعيفة وقد اعتدت على رؤية القوة فيها .</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>شعور بالحزن وخجل من نفسي على ما قررت. هل انا فعلا حقير الى هذه الدرجة لاتخلى عن حبي وحياتي غادة في لحظة واحدة من اجل قوة لا ادري ما الذي ستحمله لي معها ,لا ادري كيف استطيع ان اكذب الجنية مرح بالاوصاف التي استمرت&nbsp; بوصفي بها طوال الوقت فما حدث يثبت اني اناني لدرجة لا يتصورها عقل، فانا احب غادة ،اعشق غادة، كل شيء في حياتي غادة، ومن اجلها افعل كل شيء فكيف بلحظة واحدة لا يهمني امرها وما سيحدث لها واختار نفسي، واعشق ذاتي،&nbsp;&nbsp; ومن اجل نفسي لا يهمني احد، ليس غريبا ان تكرهني هذه الجنية، فلا تفسير لما افعل أو فعلت، <font color=#ff0000>الا اني ارخص من دمعة واحدة سقطت من عيني الجنية مرح،</font> هذه الجنية المغرورة المتعجرفة القوية الشريرة، الا انها تاثرت من موقفي الرخيص&nbsp; تجاه اختها غادة، وبحثت لنفسي عن مبررات لما فعلت لارضي نفسي، ولاطفىء النار المشتعلة بداخلي والتي اشعلتها اثار دمعة بقيت على وجنة مرح، ولكن هل هناك مجال للتراجع؟ وان كان هناك فهل سأتراجع؟ اسال نفسي واجيب نفسي، ولا مجال للسيطرة على الجزء السيء بداخلي والذي يسيرني، <font color=#ff0000>"لقد وصلت فلا تتراجع مهما كان السبب".</font> ولما كنت اسرح في الخيالات واحاور ذاتي، عادت عيوني التي هربت من مواجهة عيون مرح لتلاقيها من جديد، وتجدها ممتلئة بنظرات الاحتقار....</font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:03 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>33
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;والشفقة ، وكأنما كانت بداخلي، واستمعت لحواري مع ذاتي، وابتسمت مرح ابتسامة صفراء مستهزأة مستحقرة، وقالت وهي تحرك يدها وتبعد خصلة شعر غطت وجهها : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff>ـ" حسن يا ابن البشر، لا داعي لان ترهق نفسك بعتاب ذاتك، فما تفعله سيكون </font>عبثا، فانت بشر، صحيح اني تاثرت للحظة من قرارك برغم من معرفتي المسبقة به، فانا ايضا لدي مشاعري واحاسيسي، حقيقة اني لم اتاثر كثيرا بالعذاب الذي لاقته اختي الصغيرة غادة من اجلك، ولا حتى بمصيرها المشؤوم بوجودها بسجن <font color=#0000ff>"قبة النور"</font> ايضا بسببك، فهي قد ضحت لانها ارادت وتحملت عواقب ما فعلت من اجلك، ولاقت العذاب بسعادة، ربما ارادت لحظات حب حقيقية وغريبة، فلن الومها الا على شيء واحد فقط، كل ما فعلته من اجل من؟ ولمن؟ من اجل بشر. واي نوع من البشر هذا الذي يستحق كل هذه التضحية؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>مسكينة غادة اتمنى من كل قلبي ان تموت قبل ان تعرف ماذا فعل <font color=#0000ff>حبيبها من اجلها، مسكينة يا غادة... مسكينة يا غادة..." </font>وبحركة سريعة خفضت مرح راسها الى الامام ليسقط شعرها الطويل على وجهها ويخفيه، ورفعت يدها وابعدته عن وجهها ببطء، ولم يخف علي بانها قامت بتلك الحركة لتخفي وتمسح دموعا حبيسة في عيونها حتى لا اراها، على الرغم من ان نبرتها الحزينة كانت تحمل مع كل كلمة او حرف دمعه او اكثر تتسابق لتسقط من عيونها. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>وبقوة غريبة كانت تحبسها، وكانت كل كلمة تقولها واسمعها كخنجر مسموم يغرز في جسدي، واتمنى لو ان الحياة تتوقف او ان الارض تنشق وتبلعني من خجلي من نفسي... ورمقتني مرح بنظرة وقالت بصوت هادىء: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "حسن، انا فعلا اسفة، فليس من حقي ان اغضب عليك او ان الومك, فهذه طبيعة البشر، والوقت قد فات وحدث ما حدث وما هي الا ساعات وستحقق ما اردت, ستدخل "بوابة الشر"، فحسب ما اعرف وبناء على حسابات زمنية تجهلها <font color=#0000ff>انت ،فـ "بوابات الشر" جميعها ستبدأ بالظهور مع اشراقة الشمس القادمة، وستفتح مع غروب الشمس, وستبقى مفتوحة الى شروق الشمس</font> وهذا هو الوقت المناسب الذي ينتظره نور وهو مستعد لذلك, وكما وعدتك سنقبض نحن على نور، وساسمح لك بدخول بوابة الشر" . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ ولكن كيف ستفعلين ذلك؟ </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "هذا هو عملي انا، وانت ما عليك الا ان تسمح لنا بالتحكم بدماغك وبجسدك لساعات قادمة". ضحكت وقلت لمرح: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ افهم كلامك انك تريدين ان تدخلي بجسدي (جني ) او كما اسمع بدك تلبسيني جني .. فابتسمت مرح باستهزاء وقالت: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "انتم بنو البشر تقولون وتفكرون باشياء غريبة وغير معقولة، ولكنك انت يا حسن تعلم بان هذا لا يحدث ولا يمكن ان يحدث الا في خيالكم وافكاركم الغبية , أما أنا لا يهمني بما ذا تفكرون وماذا تعتقدون او تصدقون، فهذا شانكم انتم، ما سنفعله نحن هو اتصال كامل مع دماغك، يسمح لنا بالتحكم فيه، ومن ثم بجسدك دون اية معارضة من طرفك، وبارادتك الكاملة لمدة زمنية قصيرة". قلت لها وقد انتابني الذعر والخوف من هذه الفكرة المجنونة ومن مخاطرها وما قد يحدث لي بسببها :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp;ـ هل تستطيعين يا مرح ان تفعلي هذا دون موافقتي ورغم ارادتي. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "نعم يا حسن لو اردت انا ذلك، ولكنك تستطيع ان تقاوم، واي شخص اخر على اطلاع ولو بسيط سيعلم بان دماغك تحت السيطرة، ولهذا ان تم بموافقتك فلن تقاوم انت،</font></span> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ولا يستطيع احد ان يكتشف ذلك، ولا ننسى اننا نتحدث عن نور، وهو ليس مجرد احد، هو يعلم بهذه الامور اكثر من أي شخص اخر". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ تظنين انني مجنون إلى هذا الحد لاسمح لكم انتم الجن بالسيطرة علي وتسييري كما تشاؤون، وخاصة انت يا مرح، ونار الانتقام مشتعلة بداخلك، وتبحثين عن أية فرصة للانتقام مني؟ فعلا انت مجنونة ان كنت تظنين اني ساوافق على هذا الجنون واذهب الى حتفي بارادتي... اعطيك الفرصة لتقتليني بسهولة ايتها الجنية المغرورة. واخذت مرح تحرك وتداعب شعرها وتنظر في كل الاتجاهات، وكان من الواضح انها تخفي الاضطراب والغضب الذي اعتراها، ونظرت الي بفي هدوء مشحون بالغضب ... </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "اسمع يا حسن لقد عاهدتك بصفتي واسمي "...</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قلت لها غاضبا وساخرا: ـ انا اسف، انسيت انك عاهدتني بصفتك واسمك، وهذا يكفي ان تكوني صادقة؟ <font color=#ff0000>(شو انت بتفكريني اهبل)</font>ساقول لك اذهبي انت وصفتك واسمك ومن منحك هذه الصفة والاسم ومعك كل الجن والعفاريت والقرود ايضا الى الجحيم . ولم اكمل نطق كلمة الجحيم، حتى بدأ الشرر يتطاير من عيني الجنية مرح وتتحول من لون الى اخر بشكل مرعب، وترفع يديها الى فوق لتهب في الغرفة رياح لن ابالغ ان قلت انها اعاصير، طرحتني على الارض, وحركت كل شيء بداخل الغرفة من مكانه،<font color=#ff0000> واخذ زجاج النوافذ يتحطم امامي وكل شيء في الغرفة يتطاير ويتحطم ,حتى الكراسي بدات ترتفع وتضرب بالحائط وتتكسر الى اجزاء, والخزانة والمكتب والسرير كل شيء في غرفتي المنكوبة نال نصيبه من هذا الاعصار</font> الآتي من المجهول, وانا احاول ان احمي وجهي وجسدي من القطع المتطايرة والتي تصيبني تارة وتضرب بجسدي تارة، حتى ان احد الكراسي قد تحطم على جسدي, وانا في رعب شديد وقد الصقت جسدي بالحائط حتى لا تحملني الرياح، وعيوني التي امتلأت بالرعب تراقب الجنية مرح وهي ما زالت واقفة في وسط الغرفة، ترفع يداها الى فوق وشعرها الطويل يتطاير في كل الاتجاهات، وقد شكل مع ثوبها مظلة غريبة زادت على هذا الجو الغريب مزيجا من الرعب والخوف مما سيحدث بعد ذلك، وبقيت مرح واقفة وكانها تسمرت بالارض... لا شيء يحركها وكل شيء يتطاير من حولها ولا يصيبها، في هذه اللحظات الطويلة كساعات او ايام شعرت بان الدنيا قد قلبت راسا على عقب، وادركت اني ميت لا محالة، واخذت ادعو الله ان ينقذني من هذا الهلاك , وتذكرت ان مثل</font></span> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>هذا حدث لي في السابق ولم يكن الا وهم وخيال وخدعه يستخدمها الجان لاخافة البشر. وبدأت استعيد شجاعتي ، هذا ان بقي منها شيء، بعد ان اقنعت نفسي بان ما يحدث ما هو الا خدعة، فانا اعلم بان الجن لا يملكون قوة المادة ولا يستطيعون تحريك شيء، فهم الذين قالوا لي ذلك ,نعم اكيد انها خدعة ولكني اشعر بالام في جسدي من جراء ارتطام القطع المتناثرة التي ارتطمت واصابت جسدي ...كيف يحدث ذلك ان كانت خدعة ,ربما هو مجرد شعور واهم سيزول وسيعود كل شيء كما كان وكأن شيئاً لم يحدث وبدأت احاول استعادة قواي وشجاعتي لاواجه هذه الخدعة. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>احاول ان اقف الا ان الرياح القوية تحملني وتلقي بي في طرف الغرفة الاخر لارتطم بالجدار واصرخ من الالم ,ولم اجرؤ ان اكرر المحاولة من جديد، فما يحدث في هذه اللحظات غريب، <font color=#ff0000>لم اكن اعتقد بامكانية حدوثه في السابق وما عاد بامكاني ان افعل شيئاً، الا الانتظار لما سيحدث بعد ذلك</font>، ولأعرف ان كانت هذه خدعة ام حقيقة، ولا ادري كم انتظرت حتى بدأت الرياح تهدأ تدريجيا ثم توقفت....</font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:04 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>34
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>... ونظرت الى مرح وقد سقط شعرها عشوائيا على وجهها وجسدها وتوقف كل شيء، واخذت اتحرك <font color=#ff0000>وانتظر ان يعود كل شيء في الغرفة كما كان وتحركت مرح من مكانها واخذت ترتب شعرها وتسير في انحاء الغرفة،او الذي كان في السابق غرفة</font> والتي اصبحت الان حطام، وتوجهت مرح باتجاه النافذة واتكات على طرفها ,ولم استطع ان اقف وفضلت الجلوس على الارض بعد ان لم يبق شيء اجلس عليه. وقالت مرح بهدوء وبكلمات واثقة : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff>ـ"لقد تجاوزت حدودك يا حسن وتجرأت على التطاول على عهودنا ورموزنا،</font> ولو كان الامر بيدي لجعلت منك مثلا لكل البشر.فعهودنا ورموزنا اسمى من ان يتطاول عليها بشر ويبدو ان تهاوننا معك جعلك تظن من نفسك شيئاً، انت لا شيء يا حسن، ولن تكون الا <font color=#0000ff>مجرد جرذ استلقى على الارض</font> مرعوبا في لحظات شعر فيها بالخطر، واعلم يا حسن انك مهما علمت عن عالمنا فانت لا تعلم شيئاً، ولو اردنا قتلك لكان هذا بسهولة، وباي وقت، ولكن ما حماك ويحميك طول هذه المدة هي عهودنا وقوانيننا التي نحترمها ولا نتجاوزها، فنحن لا نتدخل في شؤون البشر الا بقدر تدخلهم في شؤوننا ,وفي المرة القادمة التي سيجرؤ لسانك على لفظ ما تلفظت به سيكون هذا اخر ما تنطقه، وهذا درس صغير مما نستطيع ان نفعله نحن ان اردنا ذلك, وساتركك الان وسالاقيك بعد قليل، حيث وضعت <font color=#0000ff>القطط". </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>واختفت مرح في رمشة عين وكانها حلم وتلاشى. تركتني مشدوها لا افهم شيئاً فالنوافذ محطمة وكل ما في الغرفة محطم بطريقة غريبة جدا ولو اردت انا ان افعل هذا بالغرفة لاحتجت ربما لاكثر من شهر . كيف حدث هذا في لحظات؟ لا ادري ..ولكن ما حدث يعني انهم يستطيعون التحكم بالمادة لو ارادوا ذلك، وهذا فعلا معناه انهم قادرون على قتلي... ووسط هذه الدوامة، بين ما اعلمه عن قدرة الجن في السابق، وما حدث امامي اختلاف كبير وتناقض لا يستوعبه عقلي. <font color=#ff0000>ولكن لماذا لم يقتلوني في السابق، وهم حسب ما رايت يمتلكون قوة مباشرة لذلك, هل فعلا قوانينهم تحرم ذلك؟</font> وهل احترامهم لقوانينهم كبير الى هذا الحد؟ وماذا افعل الان ولم يعد لي خيار الا بالثقة بهم وبعهودهم الغريبة . تركت الغرفة كما هي محطمة او مدمرة، بالرغم من علمي انها ستثير في الصباح الاف التساؤلات عند الاهل حينما يرونها لانه من المستحيل اخفاء آثار ما حدث، وتوجهت الى حيث القطط (الجن )حبيسه في المخزن المجاور للبيت، وفتحت الباب، وخطوت الخطوة الاولى وقد خيم على المكان صمت رهيب ممزوج بحزن، لم يكن هناك داع لان اشعل أي ضوء، فبرغم الظلام الدامس الا اني كنت ارى كل شيء, وكأن نوراً خافتاً ينبعث من مكان مجهول، وكانت الجنية مرح تحدق بي من حيث وقفت صامتة وتجول بعيونها في ارجاء المخزن، وخاصة على القفص المغطى، والذي بداخله القطط ,نادتني وطلبت ان اخرج القطط من القفص، ولكني تجمدت في مكاني من الخوف، ولم استطع الاقتراب من القفص، وابتسمت مرح وقالت: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "لا تخف يا حسن فهي لن تؤذيك، افعل ما اقوله لك..". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>اقتربت من القفص وفتحت ابوابه الواحد تلو الاخر، واخذت القطط تخرج منه بهدوء وتجلس مصطفة تحت اقدام الجنية مرح، ولاتأبه بوجودي او انها امرت ان لا تنظر الي لسبب ما، وجثت الجنية مرح على ركبتيها برقة وحنان تنظر الى القطط بمحبة كبيرة لا وصف لها كانها تنظر الى اطفالها الصغار بعد فراق طويل، واخذت تداعب القطط بنعومة ورقة الواحد تلو الاخر وابتسامة عريضة ساحرة على شفتيها، في هذه اللحظات من المحبة والحنان والرقة ,لا ارى في الجنية مرح الا ملاكاً ,حتى القطط كانت تشعرني بحركاتها بالمحبة والاحترام الذي تكنه لهذه المخلوقة الغريبة ,اكثر من ساعة وانا اراقب هذا المنظر الساحر الغريب... <font color=#ff0000>الجنية مرح والقطط من حولها في جو من المحبة، وفي لوحة يعجز فنان عن رسمها,</font> ويبدو ان مرح قد ادركت ان الشمس اقتربت من الشروق، وقفت مرح على اقدامها واخذت القطط تعود الى القفص لوحدها الواحد تلو الاخر بنظام وبخطى واثقة، الا قط واحد بقي بجانب اقدام مرح، وجلس مستعدا وكانه يهم للانقضاض علي، وعيونه مسلطة علي بشكل غريب، واقتربت مني مرح، وامسكت بيدي وطلبت مني ان اجلس على الارض مقابل القط وقالت : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff>ـ "انظر في عيونه يا حسن ولا تخف.".</font> وفعلت، وبدات ارى عيونه تتحول من لون الى آخر، ومرح ما زالت تتكلم معي: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ حسن ...ستتم عملية الاتصال معك الان ,ان كنت لا تريد فلا تفعل شيئاً رغما عنك، وكل ما عليك فعله هو ان تغمض عينيك ..وان اردت، استمر بالنظر في عيون القطط..". وبدون خوف، <font color=#ff0000>واصلت التحديق في عيون القط الماثل امامي، وبدأت ارى اشياء كثيرة داخل عيونه,</font> واشعر اني في عالم اخر او اني تحت تأثير مغناطيسي. وللحظات لم اعد ارى القط، ولا ارى الا عيونه، وما هي الا لحظات حتى ادركت اني انظر في عيون شخص اخر، وليس قطا. والغريب في الامر، والذي لم استوعبه، بأني اشعر بأني انظر في مرآه لا ارى فيها الا عيوني انا، فانا انظرفي عيوني انا . شعور <font color=#ff0000>غريب ينتابني، اختفى كل شيء من امامي، اذكر انه كان هناك قط يحدق بي ولكنه اختفى</font>...انظر الى الخلف وارى مرح تقف حيث وقفت في بداية نظراتي الى القط ...قالت لي مرح: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ لقد تمت عملية الاتصال يا حسن, الا تشعر بأفضل من السابق؟".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ رغم اني لا افهم شيئا مما حدث الا اني واثق بك يا مرح .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ" ثق بنفسك اولا يا حسن، والان ساذهب واذهب انت للراحة ولا تخف فهناك من سيرشدك بما تقوم به حتى تنتهي المهمة .".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ " أمرك يا مرح، سافعل، ولكن في القفص ست قطط فقط، والمطلوب سبع قطط .". ضحكت مرح <font color=#0000ff>وقالت: ـ اعلم ذلك جيدا، اذهب انت، وساطلب انا ان يحضر قط ليحل مكان الذي لم يعد الى القفص.."</font>. </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>واخذت مرح تضحك وخرجت انا ,وكان هناك من يامرني بالخروج ،ولا ادري ان نمت او لم انم، ولكن الساعات مرت بسرعة من شروق الشمس الى وقت ما قبل</font></span> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>الغروب، وانا انتظر نور، حتى حضر وقال لي: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ حسن، اليوم سنتوجه الى "بوابة الشر"، فهل انت جاهز؟". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>قلت له: ـ " نعم، انا جاهز..". طلب مني ان احضر القطط، وان اضعها في صندوق السيارة الخلفي , ولفت انتباهي ان نور قد احضر سيارة غريبة نوعا ما, فقد جهز صندوقها الخلفي باشياء غريبة لا يمكن ان تكون بالصدفة ، وركبت بجانب نور، وسار نور يقود السيارة وهو يبتسم، ويحدثني بامور كثيرة، وبعد ساعة او ساعة ونصف، وصلنا بالقرب من جبال تقع في احد الاماكن من البلاد، <font color=#ff0000>وطلب مني نور ان اسير على قدمي ياتجاه مكان بين الجبال، اشار اليه بيده وان لا انظر الى الخلف مهما كان السبب,</font> واخذت اسير حتى وصلت الى المكان، ونظرت حولي وكانت المفاجاة التي لم اتوقعها ... اين اختفى ولماذا اختفى, واذا بصوت يناديني وكانه ات من مكان بعيد، ايقنت انه صوت <font color=#0000ff>(نور)،</font>ولكن من اين مصدره؟ لم اعلم، ولكني سمعت الصوت بوضوح يقول لي:</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ" سر الى الامام عدة خطوات وقف ...". جاءني الصوت من جديد وقال :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ "اتعلم اين تقف الان يا حسن&#33;&#33;&#33; ".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;قلت : ـ "نعم اعرف ...انا اقف امام بوابة الشر ، رغم عدم رؤيتي لشيء...". قال صوت (نور): </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "هل انت مستعد للبدء يا حسن ؟". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "نعم انا مستعد .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "هل ترى القمر يا حسن ؟...انظر اليه وانظر الى ظلك على الارض ." فعلت ذلك ونظرت الى الارض لارى ظلي، ولكن ما اثار دهشتي اني وجدت (ظلين )لخيالي، فقلت له: </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ" الى أي ظل يجب ان انظر ؟". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "لا يهم</font></span> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>الى أي ظل تنظر &#33;&#33;الان عليك بالسير بين الظلين عدة خطوات الى ان ترى خمس ظلال بدلاً اثنين .". سرت عدة خطوات حتى رايت لي على الارض خمس ظلال. قال صوت نور دون ان اراه : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "رائع يا حسن رائع، والان اخبرني كم خطوة سرت .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ لا ادري ولم اعدها فقال : ـ "انا ساخبرك لقد سرت ثلاث عشرة خطوة، وهذا ما كان مطلوباً ان تفعله .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "اذا جيد". ـ "نعم هذا جيد من ناحية، ومن ناحية اخرى فهو سيء .". ـ "وما هو السيء في الموضوع ." قال وهو يضحك : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ السيء هو اني طلبت منك ان تسير عدة خطوات ولم احدد لك كم خطوة يجب ان تسير...انت يا حسن قد سرت ثلاث عشرة خطوة وهذا فعلا ما كنت ساطلبه منك لو لم تفعل ذلك ...فكيف ستفسر لي ذلك يا حسن الذكي ؟". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "انها صدفة ، مجرد صدفة .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ" نعم انها مجرد صدفة .....هيا استعد بعد قليل ستفتح بوابة الشر وسندخلها معا <font color=#0000ff>انا وانت فقط يا حسن .". </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "ماذا تقصد وهل هناك شخص اخر معنا .". </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ لا تهتم بالذي اقوله لك يا حسن، المطلوب منك فقط ان تنظر امامك ولا تتحرك من مكانك حتى لا تهتز الظلال، وستظهر امامك "بوابة الشر" لعدة دقائق قبل ان تختفي،<font color=#0000ff> ومنها سنمر يا حسن انا وانت فقط" . </font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "ولكن اين انت يا نور؟ اني لا اراك ، اين انت ؟" ضحك نور وقال :</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ "انا قريب منك يا حسن، وساظهر في الوقت المناسب". وما ان اكمل نور كلامه حتى بدأت أعمدة من الدخان تصعد من الارض بكثافة كبيرة، وبعدة الوان بل بمئات الالوان الممزوجة معا وراحت تزداد كثافة اكثر فاكثر لترسم قوسا كبيرا يصل الى السماء، واستمر الدخان بالتصاعد لترسم عدة اقواس اخرى, الواحد خلف الاخر، لتشكل <font color=#ff0000>رسما يبهر الابصار، وتوقف الدخان واختفى، لارى امامي اقواساً من عدة الوان، الواحد خلف الاخر، عليها الاف الرسوم المنقوشة بدقة</font> وحرفية متناهية وكان الوفا من الفنانين قد عملوا على صنعها عبر الاف السنوات ...كانت الاقواس تحيط بي من كل جانب، واصبحت انا وسطها . وعبر الالوان التي تحيط بي سمعت صوت نور</font></span> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>يضحك ويقول : </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ آلان يا حسن، انت في وسط اقواس، وكل ظل من ظلالك الخمسة يشير الى قوس، وكل قوس خلفه عدة اقواس، في نهاية القوس الاخير توجد بوابة ...وكل بوابة تدخلك الى مكان، وبوابة واحدة فقط تدخلنا المكان الذي نريد، وعليك ان تقرر أي الظلال ستتبع.".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>&nbsp;ـ "ولكن كيف ساعرف أي الظلال يجب ان اتبع ؟".</font> </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>قال نور : ـ" ببساطة انظر الى الظلال بسرعة، والظل الثابت غير المتحرك، هو الذي ستتبعه .".</font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp;ـ "لماذا انت بعيد ولا اراك؟ لماذا لا تدخل معي ؟". .....</font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:05 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>35
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">قال نور : ـ "لا استطيع الا بعد ان تقرر، لان هذه البوابات لا تفتح الا للبشر والان قرر بسرعة قبل ان تختفي الاقواس ويذهب تعبنا هباء .</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">" نظرت الى الارض وقررت فورا، واشرت الى القوس الذي سادخله ,وما ان اشرت بيدي نحوه حتى بدات الاقواس تتحرك من جديد، وتتحول الى دخان يختفي في باطن الارض ...الا قوسا واحدا فقط بقي امامي، وهو القوس الذي اشرت اليه، وحتى الظلال الخمسة التي رسمت على الارض بفعل انعكاس ضوء القمر اختفت هي الاخرى، ولم يبق الا ظل واحد وهو المتجه باتجاه القوس الباقي. سمعت صوت نور يقول : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ" عظيم يا حسن لقد نجحت، </font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>والان انت امام "بوابة الشر"،</font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5> وعدة خطوات فقط وتصبح في عالم الشر، وان لم نتعاون معا فلن نستطيع ان نجتازها، وسنضيع بداخلها مئات السنوات هذا ان لم نهلك". قلت له : </font></span></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هيا اذن اظهر، لماذا تختفي؟ ودعنا نمر منها بسرعة .". قال نور دون ان اراه <font color=#0000ff>: ـ "ساظهر يا حسن ولكن لدي مفاجاة صغيرة لك قبل ان تدخل.". قلت له :</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "وهل هناك مفاجآت اخرى .". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ نعم سانقل لك هذه الرسالة فاصغي اليّ جيدا ...&#33;&#33;". <font color=#ff0000>وبدات اسمع صوتا لا ادري مصدره .</font>.. يا الهي انه صوت امي تبكي وتقول:<font color=#ff0000>" سيقتلني يا حسن ..."</font>. لم احتمل سماع بكائها فصرخت بنور: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ "ايها الحقير وهل هكذا كان الاتفاق ."</font>. قال نور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كلا لم يكن هذا الاتفاق وحتى هذه اللحظة لم افعل بها شيئا، ولكني ساقتلها في اية لحظة اريد...وانت يا حسن من اخل بالاتفاق ولست انا، ام تظنني اؤمن بالصدفة؟ فان اردت ان تعيش امك فقرر الان ..اولا عليك بان توقف الاتصال مع مرح، وفورا اطردها من خيالك، فكر بامك فقط ...فكر بامك فقط...واخذت اسمع صوت امي تبكي.. ارجوك يا حسن افعل ، ارجوك يا حسن افعل ,وانتفض جسمي وشعرت بدوار رهيب وبدا العرق يتصبب من كل انحاء جسمي وشعرت بألم فظيع في راسي. اغمضت عيوني وبدا الالم يزول تدريجيا حتى زال كليا، وفتحت عيوني ورايت <font color=#0000ff>"نور الجني "</font> يقف امامي وهو يبتسم ابتسامة المنتصر وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" لقد نجحت يا حسن والان فكر بدماغ حسن وليس بدماغ المغرورة مرح, والان قبل ان ندخل القوس الاول اود ان ترى هذه الصورة حتى تستطيع التفكير جيدا. رفع نور كف يده ووضعها امام عيوني، ارى صورا غير واضحة، ومن ثم اصبحت واضحة وكاني انظر الى شاشة تلفزيون ,ارى امي في غرفتها ويحيط بها ثلاثة اشخاص غرباء، لم ارهم من قبل، وارى في عيونهم حقدا و غضبا، وفهمت <font color=#ff0000>ان نورا يحاول ان يفهمني ان حياة امي بيده ويستطيع ان يفعل بها ما يشاء، ولكن احساسي قال ان في الامر خدعة ما</font> . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ "ما اقصده يا حسن بما رايت ان مرح لم تقل لك واخفت عليك ان (نوراً )ليس لوحده، وان لم تفعل ما اقول فسيكون مصير امك معروفا لديك...الان يا حسن سر الى الامام لندخل القوس، وساكون انا خلفك ولا داعي لتنظر الى الخلف .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;سرت عدة خطوات حتى اصبحت داخل القوس وانا اشعر بان نور يسير خلفي، وما ان دخلت</span> <span style="font-weight: 400">القوس حتى اختفى ولم اعد اراه ,نظرت حولي ولم ار الا الفضاء، وكاني بهذه الخطوات قد وصلت احد الكواكب في السماء، فامامي فضاء ومن حولي فضاء لا يتناهى، لا ادري ان كان حقيقة ام خيالا, توقفت ولم اكن اعلم، ماذا يجب ان افعل حتى قال لي نور: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "سر خمس خطوات الى الامام، وخمسة الى اليمين، وخمسة الى الخلف، وتوقف."</font>. ففعلت، وظهر امامي قوس اخر اصغر حجما من سابقه، فقال لي نور: ـ ادخله.. فدخلته ووجدت نفسي في نفس المكان الذي دخلت منه في المرة الاولى، تحيط بي نفس الجبال، وكاني لم ادخل القوس ابدا، الا ان المنظر يدل على اني موجود في نفس المكان، <font color=#ff0000>ولكن قبل سنوات طويلة وكان ذلك واضحا باختفاء الكثير من الاشياء التي كنت اراها على مدى نظري والتي وجدت حديثا واذ بصوت الجني نور يحثني على السير ويقول</font> : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ سر خمس خطوات يسارا وخمس خطوات الى الامام.. ففعلت، وظهر امامي قوس اخر بشكل مختلف ,وطلب مني ان ادخله ,ففعلت، ووجدت نفسي قد دخلت في عالم اخر، او مكان اخر لم اشهد مثله من قبل، وفي هذا المكان لم اكن اشعر بجسدي ولا بالصندوق الذي احمله، والذي حبست بداخله القطط. عاد نور وطلب مني ان اسير ثلاث عشرة خطوة الى الامام واتوقف, ففعلت، وظهر امامي قوس اخر بشكل مختلف، فدخلته ووجدت نفسي في ساحة عريضة جدا تحيط بها عشرات الاعمدة، ومن بعيد تظهر امامي بوابة ضخمة جدا، وقبل البوابة خمسة اقواس الى جانب بعضها البعض،استطعت ان ارى البوابة من خلال الاقواس الخمسة ,اما الساحة، فهي مرصوفة بحجر لونه اسود، والاعمدة التي تقدر بالمئات، لها عشرات الالوان المختلفة . ضحك نور بصوت عال وكانه قد جن وقال:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#0000ff>ـ "ها قد وصلنا يا حسن فما علينا الا اجتياز احد هذه الاقواس وبعدها سنصل الى البوابة</font> وبعد قليل سنعرف أي قوس ستدخل ،لان احد الاقواس فقط هو الذي يوصلك الى البوابة، اما بقية الاقواس فستدخلنا الى طريق لا عودة منها الى الابد ...والان يا حسن جاء دورك، فانا قد ادخلتك كل الاقواس وما كان بامكانك دخولها بدوني، اما القوس الاخير فانت الذي ستدخلني فيه، لان هذا البلاط مخصص للبشر، ولا استطيع السير عليه بدون مساعدتك.". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ضحكت وقلت لنور : <font color=#ff0000>ـ "ولماذا اساعدك سادخله لوحدي ."</font> ضحك نور وقال : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ لن تعرف أي قوس ستدخل ،وان عرفت فلن تستطيع فتح البوابة بدون مساعدتي، وقد قلت لك انا وانت مرتبطان معا حتى ندخل البوابة، وبعدها افعل ما شئت <font color=#0000ff>ولكن ايضا لا تنس امك المسكينة.".</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;قلت لنور: ـ" وماذا افعل الان ؟".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "اخرج قطا من الصندوق واذبحه ودع دماءه تسيل باتجاه القوس وبعدها اخرج</span> <span style="font-weight: 400">قطا اخر واذبحه، وكرر العملية سبع مرات على عدد القطط التي معك حتى تصل القوس، فانا استطيع فقط ان اسير فوق دماء القطط دون ان يعترضني أي خطر .". نظرت الى الصندوق، حيث حبست القطط، واخذت يداي ترتجفان، كيف ساقوى على ذبحها وباي منها سأبدأ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><span lang=ar-sa>...ربما هذا، واي قط منهن يا الهي سيكون <font color=#ff0000>قرين (غادة)؟</font>..هذا مستحيل، فقبل الوصول الى هذه النقطة كنت اعتقد اني استطيع، ولكن على ارض الواقع هذا مستحيل ...يا الهي انقذني، لا اريد قوة الشر، ولا اريد شيئا ...اخرجني يا الهي من هنا ,<font color=#ff0000>اللعنة عليك يا مرح الغبية،</font> لقد وثقت بك وبذكائك، وها انا في<font color=#ff0000>" ورطة"</font> لا مثيل لها</span>......</span></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:05 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>36
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">. اخذ نور ينادي علي: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "هيا حسن، لا مجال للتفكير</font> ,لا مجال للتراجع، ان لم تفعل ستكون نهايتنا ,هيا يا حسن لا تابه لحياة القطط، اما ان نموت او تقتلها ,هيا يا حسن، اما دخول البوابة او انك ستبقى في هذا المكان حبيسا للابد، هيا يا حسن لا تدع مجالا للخوف، اسرع يا حسن، ان لم تفعل سنموت، لا خيار امامنا، اما حياتك او حياة القطط هيا يا حسن ...". <font color=#ff0000>لم اشعر بنفسي الا ويدي تمتد بسرعة الى الصندوق، وتخرج احد القطط، وبسكين حاد اقوم بذبحه لتسيل دماؤه بكل الاتجاهات بغزارة كبيرة لتمتلأ يداي وثيابي والارض بلون احمر</font>...واخذت اصرخ وابكي واضحك بجنون واسير واخرج قطا اخر واذبحه بجنون واصرخ بصوت عال، وتسيل دماؤه واسير خلفها وخلفي نور، وتمتد يدي واخرج قطا اخر من الصندوق ولكني اسمعه يقول:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "حبيبي حسن ".. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وترتجف يداي ويسقط القط من يدي، ويظهر دخان كثيف وتظهر من وسطه مرح، وتخرج بقية القطط وتحيط بنور، ونور قد تسمر مكانه مرعوبا، وانا لا ادري ما حصل، <font color=#ff0000>ومرح تنظر الى نور والحقد والكره في عيونها، وتنظر الي باشمئزاز كبير، ودماء القطط التي ذبحتها قد غطاني من راسي الى اخمص قدمي</font>، لم اتمالك نفسي وبدات اتقيا ولم استطع ان اقف على قدمي وسقطت على الارض اسبح بدماء القطط، وما زال نور متسمرا وعلامات الذهول على وجهه، والقطط المتبقية تحيط به من كل الاتجاهات...ومرت لحظات رعب وخوف رهيب وكأن الدنيا قد توقفت, فلا احد يتحرك من مكانه، حتى زال الصمت بضحكه هستيرية اطلقها الجني نور، واخذ يصرخ: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "ايتها المجنونة، لقد هزمتني بجنونك ...".</font> ويضحك بطريقة هستيرية ويردد نفس الجملة، ومرح تقف تنظر اليه بشموخ وكبرياء وقوة وغرور، لم تستطع ان تخفي فرحتها ولا ابتسامة النصر التي ارتسمت على شفاهها ...ونور ما زال يضحك، وانا غارق في دماء القطط، لا افهم ما يحدث حولي ولا اقوى على الحراك، وعيوني تتجول ما بين الجني نور والجنية مرح والقطط . وتوقف نور عن الضحك، واخذ يخاطب الجنية مرح قائلا:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ "كونته" حبيبتي المجنونة، لم اكن اتصور انك بهذا الجنون ."</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قالت له مرح : ـ "اسمي مرح يا ... قال لها نور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "انت "كونته" وستبقين في نظري "كونته"، حتى لو استبدلت اسمك الف مرة، ولكني لم اتصور انك بهذا</span> <span style="font-weight: 400">الذكاء والجنون . قالت مرح لنور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "وانا ايضا لم اتصور انك بهذا الغباء ...</font> قال لها نور : ـ "نعم انا غبي لانه كان يجب ان لا انسى ان جنونك لا حدود له، وها هو جنونك قد انتصر علي، ولكني لا افهم كيف نجحت .". قالت مرح وهي تضحك : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "انت لم تعد تملك شيئا ...، لقد خسرت كل شيء، ولكني سأمنحك عدة دقائق لارضي بها غروري، واشرح لك كيف استطعت ان اجعل نهايتك على يدي وكم انت كنت غبيا (يا استاذي)." اتذكر حين علمتني وانا صغيرة بان لاشيء يكون دون ثمن، واننا يجب ان نتوقع غير المتوقع دائما، <font color=#0000ff>ام نسيت انك كنت استاذي قبل ان تصبح متمردا ."</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور لمرح : <font color=#0000ff>ـ "لم انس اني كنت حبيبك، وانه كان يجب ان تكوني زوجتي، لم ولن انس اجمل الاوقات التي قضيناها معا."</font> صرخت مرح بانفعال كبير وقالت لنور : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ انت حقير اناني لقد تخليت عني وتركتني وحيدة ...حكمت علي ان انزع قلبي من بين ضلوعي ,حكمت علي بسنوات من العذاب والالم، لقد رجوتك ان لا تذهب ...ولكنك ذهبت...بكيت من اجل ان تبقى معي، وانت لم ترحمني ولم تشفق علي ...تخليت عن كل شيء من اجل ان تحصل على القوة ...وانا خسرت حياتي كلها من اجل ان ابحث عنك من اجل الانتقام منك، وها قد حققت ما اريد...انت لا شيء...ولم تحصل على شيء ومصيرك فقط سيكون العذاب والى الابد .". قال نور <font color=#0000ff>: ـ "ما زلت تحبينني يا مرح وانا اعلم ذلك .".</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ضحكت مرح وقالت لنور : ـ احبك؟ وانت من داس على قلبي .وانت من دمر حياتي؟ نعم، كنت احبك ,كنت اعشقك</span> <span style="font-weight: 400">,كنت كل شيء في حياتي، كنت استاذي فعلمتني كيف اضحك وكيف ابكي ,علمتني كيف احب .ولكن الست انت من علمني كيف نخلص لعالمنا وقواعده ونحترم قوانينه وان لا نتجاوزها <font color=#0000ff>...وانت يا استاذي اول من تجاوزها وتمرد عليها من اجل القوة . </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ "كونته حبيبتي" انا لم اتخل عنك ابدا، لقد قلت لك سأعود من اجلك، ورجوتك ان تنتظري حتى اعود ,نعم، انا تجاوزت القوانين، نعم انا تمردت ولكن من اجل من ؟؟؟ <font color=#0000ff>اليس من اجلك يا (كونته)؟ لماذا نبقى مكتوفي الايدي حتى يدمر (البشر )عالمنا،</font> حتى يتحكموا بمصيرنا بغبائهم ,لماذا لا نحكمهم نحن ,فنحن افضل منهم واقوى منهم ،وهم مجرد مخلوقات تافهة، انا لم افعل شيئاً من اجل نفسي، بل من اجلكم جميعا ...كونته حبيبتي: انت صغيرة ولا تدركي حقيقة الخطر الذي سيواجهنا من البشر". قالت مرح : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ انا اسمي مرح... مرح... وليس (كونته)الصغيرة التي عرفتها ولا تنسى اني اليوم <font color=#0000ff>(حارسة ابواب الشر )</font> التي اوقعت بك ,ايها الاستاذ، عفوا ..العالم كبير ,وفي الحقيقة انت لست اكثر من (متمرد )مطلوب القبض عليه .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;قال نور : ـ "كونته"يا صغيرتي ,يا حبيبتي، اعلم في أي المراكز انت، واعلم القوة والنفوذ التي تملكينها، ولا يدهشني كيف وصلت بهذه السرعة لتصبحي <font color=#0000ff>(حارسة ابواب الشر )</font>,ولكن بغرورك وكبريائك وجنونك هل سترضين ان تصبحي <font color=#0000ff>(خادمة للبشر )</font>. صرخت مرح ، انا لست "خادمة للبشر"، انا لست خادمة لاحد ولن اكون. قال نور وهو</span> <span style="font-weight: 400">يبتسم :</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ لا تكذبي يا (كونته),انت تعرفين الحقيقة، فهذه البوابة سيدخلها احد البشر، وان لم يكن اليوم فربما غدا، او بعد عام، او بعد الف عام، وانت تعرفين ذلك جيدا .حينها ستكوني خادمة، مجرد خادمة تلبي رغباته وطلباته ،ولماذا نذهب بعيدا ..<font color=#0000ff>.انظري الى حسن الذي قتل اثنين من ابناء عالمك،</font> وانظري الى هذا الغبي الملطخ بالدماء ,فان دخل هذه البوابة فستصبحين انت مجرد خادمة له ,ليامرك بان تذهبي او ان تحضري. <font color=#0000ff>انظري يا (كونته)، انظري يا مرح المجنونة انظري اليه ,انظري الى الدماء ,فلو لم يسعفك الحظ لكانت هذه الدماء دماؤك.".</span>.......<span lang=ar-sa> </span></font></span></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:06 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>37
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;<span style="font-weight: 400">نظرت مرح باتجاه حسن نظرات مليئة بالتقزز والقرف .. واكمل نور حديثه:</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ " كونته"، حبيبتي.. القرار الان بيدك ... قرري يا "كونته"، النظام الذي يحكم عالمنا مليء بالثغرات التي ستحولنا لعبيد للبشر، فهل نطيع هذا النظام ام نسعى لتغييره مهما كان الثمن؟ </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><span lang=ar-sa>انا يا <font color=#0000ff>"كونته"</font> لم اتركك، لم اتخلى عنك حتى ولو للحظة ,لقد كنت املي، كنت كل شيء لي. اتذكري يا كونته اليوم الاول للقائنا، و الدرس الاول الذي علمتك اياه عن النظام وتقديسه، لأن النظام هو اساس عالمنا، وبدونه ينهار، اتذكري حينما سألتك لماذا قررت الانضمام الى صفوف </span><font color=#0000ff>"<span lang=ar-sa> الكاتو </span>"</font><span lang=ar-sa> ولم تدري ماذا تجيبين وقتها لانك كنت صغيرة، وحينما اعدت السؤال عليك، اجبت: "لان سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> هي التي تحافظ على عالمنا"، وحينما سألتك:" <font color=#ff0000>هل ستحافظين عليه انت" ,اجبت :</font><font color=#0000ff>"دوما".</font> وما دمت لم امت، اعيد عليك السؤال الان يا "كونته"، بعد مرور هذه السنين الطويلة، وبعد ان اصبحت في مجلس <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، ومئات التلاميذ الذين درسوا معك في ذلك الوقت لم ينجح احد منهم ليصل الى رتبة مراقب خارجي وأنت وصلتها: هل بهذه الطريقة تحافظين على عالمك؟ هل بأمكاننا أن نحافظ على عالمنا يا كونته بإعطاء الفرصة لان يحكمنا يوما احد البشر؟؟&#33;...انا لم اتمرد يا "كونته "ولم اخاطر بنفسي من اجلي , انت تعلمين انني كنت من كبار العلماء، وكنت استطيع ان احيا كيفما اشاء وبراحة وهناء، دون الاهتمام بما سيحدث في المستقبل..."كونته"، <font color=#ff0000>لقد علمتك اكثر من عشر سنوات عن الحياة، وعن عالمنا وعن عالم البشر</font> ,عشر سنوات كاملة وانا اعلمك، حتى استطعت اعدادك لتكون صالحه للانتقال الى صفوف <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">انا الذي قررت انك تصلحين ,ولو لم اقرر لما استطعت ان تبدأي معهم، لقد احببتك بجنون, وقد طلبت منك وقتها ان نتزوج وتبتعدي عن حياة الكاتو، وتنضمي الى سلك اخر من خلاله تستطيعين ان تخدمي عالمك، ولكنك لم توافقي وقتها، ولم تفكري الا في نفسك، اتذكرين يا "كونته"؟ اتذكرين؟&#33;...".</span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;اجابته مرح : ـ لم انس ...، لم انس شيئا، ولكنك حينما طلبت مني ان تتزوجني لم اعارض ولم امانع، بل كنت سعيدة، كنت اسعد من في الوجود، ولاني وقتها لم اكن شيئا امامك، كنت مجرد تلميذة صغيرة انهت مرحلة الاعداد لتبدأ خطواتها الاولى كعاملة تحت التجربة في <font color=#0000ff>"الكاتو",</font> وانت</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">كنت العالم الكبير الذي خرج ويخرج مئات التلاميذ، كنت ذو شأن ومكانة .طلبت منك ان تعطييني فرصة صغيرة لاثبت وجودي وبعدها سأتخلى عن كل شيء من اجلك ،اما انت فكنت تصر ، وانت تعلم ان الزواج ممنوع للمنتسبين <font color=#0000ff>"للكاتو"</font> الا بعد التخرج، وبعدها وافقت ان تؤجل الزواج الى ما بعد ان اتخرج واحصل على تثبيت في صفوف <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، لقد كنت انت لي القوة والامل والثقة التي جعلتني اصمد واتحمل كل الصعاب من اجل النجاح والتخرج، لتفتخر بي وتعلم اني استحقك، <font color=#ff0000>ولكنك تخليت عني وعن كل شيء جميل، واختفيت دون وداع،</font> لقد تركتني وانا في امس الحاجة اليك، سنوات طويلة مرت وانا ابكي وانتظر عودتك، ولا اعلم الى اين ذهبت، ولم يكن احد ليجيبني على سؤالي، ولكنني كنت متأكدة انك ستعود الي وتحتضنني وتمسح دموعي . مرت السنوات ونجحت وتخرجت، وبدأت رحلتي في صفوف <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، حتى استطعت الوصول الى رتبة مراقب خارجي في </span></span></span><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>"<span lang=ar-sa>الكاتو</span>"</font><span lang=ar-sa>، وقتها تمنيت ان تكون موجوداً لتفرح معي، وتفخر بي، ولكن المفاجأة الكبرى والصدمة التي لم افق منها بسهولة، كانت حينما بدأنا نتعلم حكاية المتمردين وكيف نواجههم ، وحينها <font color=#0000ff>اطلعت على اسماء المتمردين وعلمت انك احدهم,</font> بل انك اخطر المتمردين، وحينها فقط علمت حكايتك، وكم شعرت باني ساذجة حينما كنت اظن انك اختفيت في مهمة سرية من اجل مصلحة عالمنا ,لأعلم بأنك تمردت على كل شيء من اجل نفسك، وانك على استعداد لتدمير عالمنا من اجل بقائك، وقتها فقط مات قلبي، ولم يعد يهمني الا ان اقضي على كل المتمردين واولهم انت ...،</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;حبي لك جعلني اكون شيئا لتفخر به، وكرهي لك جعلني اريد ان اكون كل شيء لاقضي عليك، <font color=#0000ff>حقدي عليك اعطاني القوة والنجاح ،لأقبض على عشرات المتمردين،</font> وارتفع من مكانه الى مكانه اعلى، وضحيت بكل شيء في حياتي، ووصلت الى حلمي الكبير، واصبحت عضوا في مجلس <font color=#0000ff>"الكاتو"</font>، هذه المكانه التي لم تحلم بها ولم تنجح بالوصول اليها ,ومنها قررت ان اصبح <font color=#0000ff>"حارسة ابواب الشر"</font> لاحصل من خلال مكانتي هذه على المزيد من القوة والنفوذ والحرية في اتخاذ القرار, ولا اخفي</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">ان الهدف وراء سعيي لاكون حارسه <font color=#0000ff>"ابواب الشر"</font>، هو علمي الاكيد من خلال دراسه نفسيتك وطرق تفكيرك التي تبدو واضحة في كتبك ودراستك، انك ستسعى لاقتحام احدى هذه البوابات،وعلى الرغم انه مستحيل علينا المرور منها لطبيعة <font color=#0000ff>تكوينتنا</font>، وان البشر هم الوحيدون الذين يستطيعون المرور منها، الا اني آمنت بأنك ستجد الطريقة لتعبر هذه البوابة، <font color=#ff0000>لتحطم المستحيل،</font> وتكون اول الكونيين في عالمنا الذي استطاع تجاوزها, لقد امضيت سنوات من عمري وانا ادرس كل شيء يخصك، لأعلم ما هي الطريقة التي ستفكر بها، لقد ظن مجلس <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بكامل اعضائه ان القبض عليك هو ضرب من المستحيل، واعدوا خططهم فقط لافشال اية خطة ستقوم بها، لقد امنو بأنهم بحاجة لمعجزة للقبض عليك، ولكني انا تلميذتك الصغيرة لم افقد الامل ولو للحظة واحدة باني قادرة على القبض عليك، <font color=#ff0000>وكنت على استعداد لأن اقامر بحياتي مقابل هذا ,وفعلت،</font> ولأنك لم تؤمن بأن هناك من هو اذكى منك, فقد هزمت، لقد سيرت الامور انت كما ترغب، ولكنك لم تكن تعلم بأني انا الذي كنت اسعى لاجعلك تصل الى هذه المرحلة، لقد ظننت اني أقامر بانك لن تكتشف ان حسن مسير، واننا سندخل من خلاله معك البداية، لم تكن تظن ولو للحظة واحدة اني ساقامر بحياتي وارهن نهايتها بحركة <font color=#ff0000>واحدة من يد هذا المجنون البشري،</font> لقد اعددت هذه الخطة وانا اعلم، <font color=#ff0000>وحتى القطط التي قتلت تعلم بأن املها في الحياة ضئيل جدا </font>ويتوقف على مزاج حسن وباي القطط سيبدا, <font color=#0000ff>فلو اسعفك الحظ لكان اختار القط الذي يمثلني</font> وهكذا كنت انا خسرت كل شيء وانتهيت وانت انتصرت ولكن حظك التعس جعلني اخرج واسيطر على الامور واحقق النصر الذي لم يستطع ان يحققه احد بعالم الكونين ويا استاذ المثل والقيم ايها المتمرد لقد سعيت لتدمير عالمنا، ومن اجل ذاتك وحب العظمه في داخلك، وها انت تسقط امام النظام والقانون الذي يحمي عالمنا .والان اقولها</span> <span style="font-weight: 400">بكل فخر واعتزاز باسمي انا مرح حارسه ابواب الشر ممثله سلطة "الكاتو" اعيدك الى...". قاطعها نور وقال: </span></span></span></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ " مهلا يا "كونته"..."</font>. ردت مرح : </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "خاطبني بلقبي واسمي&#33;&#33;&#33;" قال نور: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "كونته حبيبتي، اسمعيني للحظة..." صرخت مرح : "خاطبني بأسمي ولقبي". وبلهجة الهزيمة قال نور: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ" سيدتي الحارسه مرح، امنحيني لحظات اتكلم بها قبل ان تصدري امرك بأعتقالي واعادتي.". ضحكت مرح ساخرة من نور وقالت: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ ومن قال لك انني ساعتقلك واعيدك، واتظن ان عالمنا بنقصه ان يعود اليه خائن متمرد، ليضيع الوقت في محاكمتك؟ انا سأنهيك.. سأقتلك.". قال نور: </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ " ولكن القوانين لا تسمح لك بذلك، ومن حقي ان احاكم، ولا يوجد قانون يسمح بأصدار حكم الانتهاء "الموت"." قالت : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ "انا التي اقرر، ولدي الصلاحيات التي تعطيني الحرية بأتخاذ القرار الذي اراه مناسبا، ولهذا سأقتلك.". قال:</span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ " ولكن هذا مخالف لكل القوانين التي تمثلينها." قالت :</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ القوانين التي تتحدث عنها انت ولم تحترمها وتمردت عليها، انا احترمها جيدا، ولكنك نسيت ان هذه البقعة التي تقع عليها <font color=#0000ff>"بوابة الشر"</font> ،لا تخضع لسيطرة سلطتنا، ان القوانين ليست نافذة فيها. وهذا ليس السبب الوحيد، فالقانون قد اجاز لنا بعد ان تم تعديله بأمر من <font color=#0000ff>"المسؤول الاول"</font> بالقضاء على أي متمرد اندمج وسيطر على جسد بشري...". ابتسم نور وقال :</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ " انا على استعداد للموت، وخاصة إن كنت انت قاتلتي, فيكفيني ان تلميذتي هي التي ستقتلني ,من</span> <span style="font-weight: 400">اجلك غامرت بحياتي وتمردت، ومن اجل ان لا يكون ابناءنا عبيداً للبشر، يأمرونهم كيف يشاؤون، افضل ان اموت الان وبأمر منك، على ان اعيش اليوم الذي ارى فيه ابناء عالمي خدام للبشر, وسيأتي يوم وتعلمين ويعلم الجميع بأني قد ضحيت من اجلكم". قاطعته مرح قائلة: </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ " كفاك مكابرة ،اتظن ان كلامك هذا يؤثر بي؟ كفاك كذبا، فانا اعلم كل شيء, واعرف ان حجة الاندماج <font color=#ff0000>مع البشر من اجل السيطرة عليهم هي حجة فارغة</font>، لقد اطلعت على هذه الدراسات التي تذرعتم بها لتخفوا المطامع الذاتية في داخلكم, وانا اؤيد القرار الذي اتخذه حكماء عالمنا بمنع الاندماج مع البشر،<font color=#ff0000> وانت؛ الم تفكر ولو للحظة بحجم الخطورة التي ستلحق بنا لو حصل هذا الغبي الذي اصطحبته معك على قوة الشر، وخاصة انه الشخص الغير مناسب لذلك."</font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;قال نور : ـ البشر جميعهم واحد ولا فرق بينهم ,فما الفرق بين حسن وغيره من البشر ؟؟ ألن ياتي يوم ويدخل هذا المكان احد البشر ويمتلك القوة، لتكوني انت اول خادمة له ولنزواته البشرية، تظنين ان هناك فرقا بين البشر؟ جميعهم في النهاية يلتقون بحب ذاتهم وتعظيمها مهما اختلفت الوسائل والاساليب, <font color=#ff0000>فالطيب لا يختلف عن الشرير</font> ,والمفكر لا يختلف عن الجاهل ، نزواتهم واحدة ، والقوة والعظمة هي الالهة الوحيدة التي يعبدونها بوعيهم وبغير وعيهم .". قالت مرح : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ " صحيح انه سيأتي يوم ويدخل احد بني البشر هذه البوابة ..</span> <span style="font-weight: 400">ولكن هذا البشري ان دخلها، فأنه يستحق ان يدخلها لانه استطاع الوصول للتميز ,وهذا الشخص لن يشكل خطورة، لا على عالمنا ولا على عالمه ,بل هو الذي سيسير بنا نحو مستقبل افضل، ولا وجود للمقارنة بين البشري "حسن" والشخص الذي سيستطيع المرور من هذه البوابة يوما ما. ". قال نور : ـ رائع يا "كونته" .. رائع يا صغيرتي &#33;&#33; صرخت مرح :</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ للمرة الاخيرة احذرك، ان اردت ان تخاطبني فخاطبني بأسمي ولقبي، فأما الصغير فهو انت، فلا تنسى في اللحظات الاخيرة المتبقية لك من اكون انا ومن تكون انت؟؟ ". قال </font>: </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ" لم انس، ولا زلت اذكر انك " الحارسه "، ولكن يذهلني تحولك السريع من كره البشر واحتقارهم الى حبهم وتمجيدهم، ام انك من اليوم تمهدين للمستقبل الذي ستصبحين فيه خادمة <font color=#0000ff>"للسيد الجديد"</font> الذي سيحكم عالمنا ويتحكم في مصيرنا؟ ". ردت مرح :</span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "انتهى وقتك ، وقد تحدثت بما فيه الكفاية، وقبل ان اصدر امري بإبادتك، اود ان اقول لك باني لم احب البشر يوما، ولن احبهم، وان كان هناك من هو افضل منا فسنعرف ذلك، وانا لم اكن ولن اكون خادمة لأي أحد كان، من البشر أوغير البشر .. وخسارة لو انك لم تتمرد ضد العالم الذي تنتمي اليه لكنت اليوم تشغل منصبا في مجلس " الحكماء " ... والان وداعا ايها الخاسر ... يا...". قاطعها نور وقال : </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ</span> <span style="font-weight: 400">اسمعي يا مرح : قاطعته مرح وقالت : ـ " لقد قلت لك انتهى وقتك ، ولا اريد سماع أي شيء ..." بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر ..وبموجب الصلاحيات الموكلة الي.<font color=#0000ff>.آمر بحضور </font><font color=#ff0000>"العقرب "</font><font color=#0000ff> الى هذا المكان</font> .". مرت دقائق من الصمت الرهيب خيمت على المكان بعد صدور امر مرح، .. ونور تسمر في مكانه من الخوف، لا ينطق بكلمة واحدة، والقطط تحيط به وتحدق به وكأنها تشله عن الحركة، وانا اجلس واستمع للحديث الذي يدور بين الجني نور والجنية مرح، وفي لحظات وبعد ما يقارب الخمس دقائق من اصدار امر مرح، ظهرت عشر اعمدة من الدخان الابيض، وكأنها خرجت من الارض واصطفت امام مرح. ضمت مرح يدها اليمنى واصابع كفها الا الابهام واشارت باتجاه اعمدة الدخان المصطفة وقالت: ـ <font color=#0000ff>" بأسمي انا مرح</font></span></span><font color=#0000ff><span style="font-weight: 400"> .....</span></font></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:07 PM
<font color='#810541'><p align=center><font color=#0000ff><span lang=ar-sa>الحلقة </span>38
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر، وبموجب الصلاحيات الموكلة الي، ولانه لا توجد اية طريقة للقبض على هذا المتمرد واعادته الى عالمنا ليخضع للمحاكمة، آمر العقرب بأبادته، وابادة الجسد البشري الذي يسكنه، لصعوبة فصله عنه .. الامر نفذ... نفذ... <font color=#0000ff>ابيدوه ، ابيدوه </font>.". وباقل من لمح البصر دبت الحياة بالاصنام "السبعة الصفر " الساكنة، واحاطوا بنور من كل الجوانب ونور يصرخ: ـ<font color=#0000ff>" ايتها الساقطة، ايتها الحقيرة، لقد خدعتني ،لماذا يا كونته ،لماذا يا ملعونة، ان أنا انتهيت فسيولد الف الف نور وسننتصر ...". </font>اخذ صوت نور يتلاشى وما زال <font color=#800080>"السبعة الصفر"</font> يدورون حوله، ومن سرعة دورانهم حوله لم استطع ان ارى ماذا يفعلون ولكن صراخه يدل على الم فظيع لا مثيل له، حتى القطط اقشعر بدنها لما رأت، ودب الخوف في قلبي، وعلمت بأن الدور علّي بعد نور، ومرح ما زالت ترفع يدها وهي تبتسم بخبث وكبرياء، حتى توقفت الدوامة التي احدثها "السبعة الصفر<font color=#ff0000>" ليختفي نور من الوجود.</font> لا ادري كيف واين اختفى، وما هي الطريقة التي قتلوه بها، انزلت مرح يدها من جديد، وعادت الاصنام " السبعة الصفر" لتصطف من جديد في مكانها دون حراك. اقتربت مرح من القطط وجلست على الارض، والتفت القطط حولها واخذت تداعبهم وتتحدث معهم بحنان الامومة، وتقول: ـ " شكرا لكم لقد نجحنا، وهذا بفضل موافقتكم على التضحية من اجل عالمنا، انا اسفة على ما حدث لـ<font color=#0000ff>"روتو" و"بوتو"،</font> اللذين قتلهم هذا اللعين ـ واشارت بيدها نحوي ـ لن ننساهم الى الابد، من اجل عالمنا يجب ان نفعل كل شيء، والان انتهت مهمتكم، وتستطيعون العودة الى <font color=#ff0000>الحياة الطبيعية.</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;واخذت تقبل القطط، والقطط فرحة من حولها ،وتتسابق مع بعضها من الذي سيجلس في حضنها وسيقترب منها اكثر، وهي تضحك بسعادة لا مثيل لها، <font color=#0000ff>وتقول : ـ " والان بعد انتهاء مهمتنا بنجاح سننصرف الى احتفال النصر والنجاح معا .".</font> وقفت مرح على اقدامها وسارت عدة خطوات، ورفعت يدها اليسرى مرة اخرى وقالت</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;: ـ بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب الصلاحيات الموكلة الي ولانه لـم تكن هناك اية طريقة للقبض على " المراقبين " "القطط" بعد ان تمردوا لاعادتهم الى عالمنا ومحاكمتهم <font color=#ff0000>امر العقرب بابادتهم فورا</font> الامر نفذ .. الامر نفذ... ابيدوهم...أبيدوهم .". وما هي الا لحظات حتى دبت الحياة فيهم من جديد، وتحركت الاصنام "السبعة الصفر" نحو القطط، والتفت حولها كعاصفة، <font color=#0000ff>ولحظات من الصراخ انتهت معها حياة هذه القطط، </font>وانا لا افهم ما هو السبب لابادتهم، ولكني تأكدت ان دوري هو الاتي ان كانت القطط قد ابيدت، ولم اشعر بالراحة الا بعد ان رفعت مرح يدها وامرت "السبعة الصفر" بالانصراف، لتظهر فورا ثلاثة اعمدة من الدخان تدور حول الاشخاص <font color=#800080>"السبعة الصفر"</font> ليتحولوا الى دخان ثم يختفوا ,وساد الصمت والهدوء في المكان الذي لم يبق فيه الا انا والجنية مرح، وما زلت صامتا مذهولا مما رايت وسمعت, انظر تارة الى مرح التي تقف بزهو وكبرياء، وتارة الى الساحة والاعمدة والاقواس</span> <span style="font-weight: 400">العجيبة، افكر بما حدث، ولماذا حدث؟ وبماذا تفكر هذه المخلوقة التي في كل تصرف لها تحدث مفاجأة، فهي تبكي متى تريد وتبتسم متى تريد، اية مخلوقة هذه؟ اقتربت مني مرح ،ومع اقترابها لمحت في راسي فكرة سريعة اكدت لي ان مرح لا تنوي قتلي، ولو كانت تنوي لفعلت، ولا بد انها بحاجة الي في شيء ما، وكل ما حدث امامي افقدني الشعور بالخوف وزاد من شجاعتي، وقررت انه ان كان لا بد من الموت فليكن، ولكني ساموت بقوة وكبرياء.. ثورة وبركان تفجر في داخلي افقدني الشعور بقيمةاي شيء، حتى نفسي والحياة والاحلام والطموح، اصبحت اشعر بلا مبالاة تجاه كل شيء، حتى الجنية مرح وجبروتها وقوتها امام الشعور باللامبالاة الذي اصابني لم تعد شيئاً، لا ادري في تلك اللحظات هل مشاعري واحاسيسي ماتت؟ ام انا ميت واعيش بحياة اخرى؟ ام ان هذا المكان العجيب والمسمى ببوابة الشر افقدني خواصي الانسانية ,ام اني تعرضت لصدمة مما رأيت ونسيت الجزء الذي يتحكم بالاحساس من دماغي، لا ادري ما سبب التغيير المفاجيء الذي حدث لي، وكل ما اعرفه اني <font color=#ff0000>" حسن ابن البشر"</font>، لقد فقدت احساسي بكل شيء. اقتربت مني مرح، ووقفت انا على اقدامي امامها بلا مبالاة او احساس اوشعور لوجودها، قالت وابتسامة النصر على شفاهها: ـ لو اردت ان اقتلك يا حسن لفعلت ذلك بسهولة، ولكنك تعاونت معي، وانا عاهدتك ان لا اؤذيك، وها انا اصون عهدي. حسن انت حر فيما تفعل، اللعبة انتهت، وصديقك المسمى "نور" انتهى من الوجود، واصبح جزءاً من الماضي، ماتت معه مئات الاسرار التي يعرفها عن عالمنا والتي كانت تشكل خطورة، نور انتهى وانهى معه الخوف، ولا انكر انك ساعدت يا حسن في انجاح ذلك، وانا عاهدتك وانا عند عهدي..". ضحكت <font color=#ff0000>وقلت لها: "عن أي عهد تتحدثين انت؟ لقد كذبت وخدعت وخنت يا مرح. قتلت نور وكذبت وتدعين بانه لا توجد طريقة لاعادته الى عالمك,</font> وحتى ابناء عالمك قمت بقتلهم دون سبب ...انا لا افهم ما السبب الذي دفعك لقتلهم، وكيف تمردوا لتقتلينهم، الم تكوني منذ لحظات تداعبينهم وتقبيلنهم ؟". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ضحكت وقالت: ـ الامر طبيعي، هناك نهاية لكل شيء، ان لم تكن اليوم فستكون يوما ما، ونور كان يجب ان يباد، فلماذا التعب واعادته ومحاكمته،</span> <span style="font-weight: 400">فانا افترضت اني لم استطع القبض عليه، ولم تكن هناك طريقة اخرى، عندها كانت لدي الصلاحيات لابادته، وبصراحة لو اعدته الى عالمي وحاكموه وبقي في السجن، فأنه كان سيبقى بالنسبة لي ذكرى وساذكره دائما،وقد اشتاق لرؤيته، ولهذا قررت ان يموت، انا ضحيت بحياتي لاقبض عليه، ولهذا اشعر أني صاحبة الحق الوحيدة في اخذ حياته، وهو يستحق ذلك، ولا وقت لدي لاعادته، فهناك اشياء اهم وبما اني املك صلاحية الابادة، فأني احب ان استخدمها بطريقتي انا..اما القطط، فقلت لك ان لكل شيء نهاية، فما الفرق ان ماتوا الان أوبعد الف عام، فهم في النهاية سيموتون، ولنفترض انك قتلتهم كما قتلت القطين اللذين سبقاهما ، او ان مكان أي منهم كان هو مكان القطين اللذين ماتا، الم يكونوا قد ماتوا؟ ولنفترض انهم تمردوا، ففي هذه الحالة انا املك صلاحية ابادتهم، وبصراحة اكثر، هذا اليوم وما حدث اليوم لا يعرفه احد الا انا وانت، فهو اصبح جزء من الماضي وانتهى، ولا اريد ان اذكره او يذكره احد...". <font color=#ff0000>قلت لها : ـ " والاشخاص "السبعة الصفر" الن يذكروه؟".</font> ضحكت مرح وقالت: ـ "انهم مجرد قوة ابادة لا دخل لهم في أي شيء مهما كان الا ان يتلقوا الاوامر، ويبيدوا من يُأمروا بابادته، فهم صمموا ودربوا على الابادة ولا شيء غير ذلك، اصنام متحركة تبيد بلا رحمة وبلا تفكير الا بتحقيق الهدف، وانا اخذت صلاحية باستخدامهم متى اريد، ولا احد غيري يستطيع التحكم بهم، فانا</span> <span style="font-weight: 400">مرح التي يثق بها وبقدراتها الجميع، وانا مرح التي لم افشل في شيء حتى الان، ولهذا منحوني هذه القوة، التي بها سأحكم يوما<font color=#0000ff> مجلس "الكاتو" بكامله،</font> ولسخرية الايام، فان هذا السلاح الفتاك قد شارك نور بنفسه منذ سنوات طويلة في تطويره، وها هو احد الذين اسُتخدم ضدهم هذا السلاح الفتاك، <font color=#0000ff>لم يكن مسموح باستخدامه بأمر من مجلس الحكماء </font>ولم يسمح حتى للمجلس بكامله بأن يستخدمه، بل صدرت الاوامر للعلماء بالبحث عن اية طريقة لابادته والتخلص منه سريعا، ولكن بما ان القانون لا يسمح بالقتل، وخاصة انهم بالاصل من ابناء عالمنا وليس لهم ذنب انهم صمموا بهذه الطريقة، فقد تم حجزهم، وجمدوا كاصنام حتى يجد العلماء الطريقة المناسبة لانهاء هذه المشكلة .. وانا مرح بذلت الجهد لسنوات طويلة ليسمح بأستخدامهم لمواجهة مشكلة المتمردين بأجساد بشرية، وان الخطر الذي سيجلبه المتمردون يفوق خطر هذه الفرقة، واستخدم هذا السلاح للمرة الاولى بسيطرة واوامر مشتركة من مجلس الحكماء ومجلس "الكاتو" معا، وهكذا تبين ان له دور كبير جدا وفعال، واستطاع <font color=#0000ff>مجلس "الكاتو" </font>ان يأخذ صلاحيته لوحده، على شرط ان لا يستخدم الا بأمر من جميع اعضاء المجلس، ومرت سنوات اخرى حتى استطعت ان اقنعهم بانه سيكون فعالاً اكثر لو اننا استطعنا ان نصدر له اوامر سريعة ومباشرة، بدلاً من الاوامر الجماعية، وهكذا ومع الوقت استطعت ان استحوذ عليه، واملك الصلاحية بأستخدامه. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ "مرح انت وقحة لدرجة كبيرة ". <font color=#0000ff>قالت : ـ "وانت لا شيء ويكفيك شرفا اني اتحدث اليك "</font> ـ " ويل لعالم انت منه يا مرح ". ـ "ويل لك انت يا حسن ان انا غضبت " ضحكت وقلت : ـ "وماذا بوسعك ان تفعلي؟ ستقتلينني؟ لن تستطيعي يا مرح، انا وانت نعرف ذلك جيدا". " ولم تظن ذلك؟ فلو اردت قتلك لفعلت ذلك في لحظات، ولكني اصون عهدي ". ـ "لو كانت المسألة متعلقة بالعهود لكنت ميتا منذ زمن، ولكن الموضوع يتعلق بشيء ما تفكرين فيه وتسعين اليه، وانت بحاجة الي حتى تحقيقه، وبعد تحقيقه سيكون دوري قد انتهى، اليس كذلك يا مرح؟ <font color=#ff0000>". ـ "شاطر يا حسن، هذا صحيح، وانا فعلا بحاجة اليك، والشيء المضحك فعلا انني انا مرح بحاجة الى "واحد مثلك"، وهذا هو السبب الحقيقي وراء صبري عليك كل هذه المدة الطويلة يا حسن.".</font> ـ "وما هي حاجتك الي ؟" </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">تنهدت وقالت : ـ <font color=#0000ff>"حلم نور منذ سنوات طويلة، هو ما اريده &#33;"</font> ـ "ايتها الداهية اللعينة، والله لقد شعرت بذلك منذ البداية، لقد علمت انك تخططين لشيء كبير.. ما اغباني وما اغبى المسكين نور ، مرح، صدقيني انت داهية .".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;قالت ساخرة :</font><font color=#0000ff> ـ "انتم اغبياء لا شك في ذلك، ولهذا استطعت ان اسخركم للوصول للهدف.". &nbsp;</font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:09 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>39
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قلت لها : ـ "كيف تفكرين ؟..</font> لا ادري أي عقل شيطاني تمتلكين ، والله ان قوة الشر التي تتحدثين عن وجودها وراء هذه الاقواس لا شيء امام هذا الدماغ الذي تحملينه .. وان كان هناك قوة شر حقيقية فهي في دماغك انت يا مرح .اتعلمين يا مرح؟ <font color=#ff0000>ينتابني شك ولو حتى كان بسيطا بانك ستقتلينني حتما</font> .. يجوز اليوم او غدا، وهذا ما اقرأه في عيونك منذ البداية ، ورغم كل هذا، الا انني على استعداد ان اساعدك باي شيء استطيعه للوصول الى النهاية التي تسعين انت اليها فقط، لا لشيء وانما لاعرف ما هي النهاية، وكيف ستكون ، لا تتفاجئي يا مرح مما اقول، فانا ابن بشر، وانت تعرفين كل شيء عنا، ولكن هناك جوانب مخفية لم تستطيعوا بعد الوصول اليها، الان لم يعد يهمني شيء، لا القوة ولا الحب ولا حتى السعادة، ولا أي شيء اخر سوى شيء واحد يشدني فقط، معرفة النهاية , يجوز ان يكون حب الفضول هو الذي يتملكني ، نعم انه حب الفضول القاتل، ولكن لا يهم، لا اريد شيئاً سوى ان افهم.". ابتسمت مرح وقالت </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ اسمع، لا يمكن لشيء ان يستمر كما هو، فكل شيء يتغير وفق الظروف والاحداث التي تحيط بنا</font> ، كما انه يوجد قواسم مشتركة كثيرة بيننا وبين البشر، الا وهي الحلم بالمستقبل ، والاحلام يا حسن تتغير يوميا، فاليوم نحلم بشيء ما للغد، وعندما يأتي الغد نحلم بشيء آخر لليوم الذي يليه.. حسن، ان القاسم المشترك الاقوى هو الفضول ، الفضول لمعرفة المجهول...فقوة الشر المخفية خلف هذا الباب، والتي لا يعرف حقيقتها احد، او ما هي او كيف شكلها او ما هي طبيعتها، اثارت الفضول والخوف معا .. الفضول من هذه القوة، والخوف الممزوج بالفضول. من الذي سيمتلكها ويستطيع بها ان يدمر ان اساء استخدامها العالم او يجعله افضل ان اجاد استخدامها ...<font color=#0000ff>هذه القوة يا حسن بقيت اسطورة مستحيلة،</font> لا يمكن الوصول اليها، ولكن علمنا بأن احد من البشر سيصل الى هذه القوة، وكان من المعروف ان أي من ابناء عالمنا لا يمكن ان يحصل عليها لان هذا مستحيل، وهذا بسبب خواصنا، لهذا لم يكن احدنا يفكر او يحلم بالوصول اليها، وكل ما كان يشغلنا هو المحافظة على عالمنا وعلى عالم البشر لارتباطه بعالمنا، وبعد ان تمرد نور وهو من كبار العلماء والاساتذة المتخصصين في عالم البشر، وعاش بين البشر واستطاع ان يجمع المتمردين من حوله ليشكل بهم قوة يستطيع بها السيطرة في المستقبل، والحرب المستمرة بين سلطة عالمنا والمتمردين، والتي دارت معظمها على الارض، واخطر هذه الحروب كانت مع المتمردين الذين استطاعوا استغلال اجساد بشرية ليملكوا الخواص البشرية وخواص ابناء عالمنا معا، والنصر كان دائما لسلطة "الكاتو"، <font color=#ff0000>ولهذا بقي المتمردون في حالة من التشرد الكامل، </font>وهذه القصة طويلة وجذورها منذ الاف السنين تتجدد دائما مع تمرد احد جديد من الجيل الجديد، وهذا ليس موضوعنا، لم اكن انا احلم بالشيء الكبير في حياتي، فقط اردت ان اكون واحدة لها شأن بسيط، او استطاعت ان تحقق شخصها.. <font color=#0000ff>ولكن حبي الكبير</font><font color=#ff0000> لنور،</font><font color=#0000ff> استاذي، في سنوات تمهيدي للبداية، وبعد ان اختفى ،جعلني اهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصه، </font>وحينما سنحت الظروف وكشفت الامور امامي، وعلمت انه تمرد، بدأت ابحث عن كل الاسباب التي تدفع عالما كبيرا ذو شأن مثل</span> <span style="font-weight: 400">نور ـ والذي كان بأمكانه الوصول الى اعلى مراكز السلطة في عالمنا وهي مجلس الحكماء ـ الى التخلي عن كل شيء والمخاطرة والتمرد، والاندماج مع جسد بشري، واحتمال العذاب الذي سيعانيه بسبب هذا الاندماج. لقد كان المفهوم الشائع ان هؤلاء العلماء حينما تمردوا فعلوا ذلك حبا باظهار صدق نظريتهم ,بأن السيطرة على البشر من خلال قانون الاندماج هي التي ستمنع حدوث كوارث، واعُتبروا بانه اصابهم جنون العلم والمعرفة، وانا شخصيا اقتنعت بهذه النظرية وبهذا السبب للتمرد من قبل اشخاص ذو شأن ومكانه، ولكني لم اقتنع بأن نور بالذات يسعى لتحقيق نظرية علمية من خلال الاندماج، وحبي وتعلقي بنور اثار بداخلي الفضول الذي جعلني ابحث عن كل شيء يخص نور لادرسه، لعلي اجد اجابة لما فعل .. <font color=#ff0000>امضيت سنوات وانا اقرأ واحلل الدراسات التي اعدها نور</font>، وكم كان هذا صعباً لان هذا ليس مجالي، وانه مجرد كلام علماء لا يفهمه الا العلماء، ولكني بذلت المستحيل حتى بدأت المس ان نوراً يسعى لشيء مستحيل، الا وهو دخول بوابة الشر والحصول على القوة، ليكون اول ابناء عالمنا الذين استطاعوا دخول هذه البوابة التي توصل الى القوة ومن هنا بدأ اهتمامي "بقوة الشر" وبدأت بالبحث لافهم ما هي، وعلمت بانها المستحيل، ولكن ثقتي بعقل نور الكبير الذي لا يمكن ان يحلم بشيء الا اذا كان عنده امل ولو واحد بالمليون من قدرته على تحقيقه، اصابني مرض "حلم نور"، وبدأت افكر وخططت حلمي مستندا الى هذا الحلم، حلم الجنون، وامضيت سنوات طويلة من العمل الشاق، والذي ضحيت من اجله بكل شيء، لاستطيع الوصول الى مكانة " حارسة ابواب الشر" بجدارة، وساعدني الحظ بان الحارسة القديمة قد انهت مدتها في حراسة احدى البوابات، وكانت فرصتي ونجحت ووصلت الى هذه البوابة، وشاءت الصدفة السيئة والسعيدة، ان تأتي انت بطريقي واختي الوحيدة، والتي هي اغلى ما عندي والتي اهملتها لسنوات طويلة، تتزوجك وتصبح من المطلوبين للقانون، وهكذا وجدت من هذه الصدفة السيئة، فرصة سعيدة لاستغلالك لتحقيق هدفي بالوصول الى نور، وساعدت بكل الطرق وبمنتهى الحذر نوراً دون ان يدري لجره للوصول الى هذه البوابة، وكم كان هذا شاقا ومتعبا، وكان حلم نور الجنوني في دخول بوابة الشر، والذي وجد الطريقة من خلال استغلالك، واستطاع ان يفك رموز الابواب، وجعلني استغل عقله ومعرفته في ان ادخل انا من خلاله البوابة، ولم يكن يتوقع هو ذلك، وبصراحة، بدونه لم اكن استطيع دخول هذه البوابة رغم اني حارستها، وهكذا دخلت عبر حلم نور وانتهى نور وبقيت انا". انهت مرح</span> <span style="font-weight: 400">كلامها، ولا اخفي انني كنت مبهورا من ذكائها وقدراتها العجيبة، وقلت لها: ـ ولكن كيف سندخل البوابة الاخيرة ونور الوحيد الذي يستطيع فك رموزها ". قالت : ـ "سنسير عبر الساحة انا وانت معا، حتى نصل الاقواس الخمسة الصغيرة التي تسبق البوابة الرئيسة، وعندما نصل ساشرح لك ". قلت لها : ـ " هيا بنا نسير بدلاً من اضاعة الوقت." واردت ان ابدأ بالسير باتجاه الاقواس الخمسة، ولكنها امسكت بيدي وقالت : ـ "انت مجنون اتظن الامر بهذه البساطة ؟". ـ "ولم لا، عدة خطوات ونصل الاقواس .". ضحكت مرح وقالت : ـ "فعلا انك ساذج، اتظن ان المسافة بينك وبين الاقواس عدة خطوات، وان الامر بهذه البساطة، خطوة واحدة نخطوها بالاتجاه الخطأ ستكلفنا عشرات السنوات حتى نصل الاقواس... سأشرح لك كيف ستمر ، انظر الى الساحة جيدا، انها مرصوفة بالاحجار السوداء، ولا فرق بين حجر واخر، والاعمدة تحيط بالساحة من كل الجوانب، وللاعمدة ظلال انعكست على الحجارة لا تراها بسهولة ... يجب التركيز حتى تراها، وان اخطأت ودست على احد هذه الظلال، فستختفي الساحة، وتسقط في فضاء لا نهاية له، لهذا يجب ان تحذر، واثناء سيرنا على الحجارة المرصوفة، ستظهر بجانب الاعمدة وحوش وحيوانات مفترسة، ان اخطأت ودست بقدميك اكثر من حجر، فستهجم علينا، وستكون نهايتنا، ولهذا قبل ان تضع قدمك على حجر اخر، يجب ان ترفعها عن الحجر السابق، وايضا كلما تقدمت باتجاه الاقواس، ستتعرض لهجوم من وحوش او من اشكال مختلفة، لا تخف، بل لا تأبه لوجودها، وكلما تقدمت اكثر،و لامست</span> ق<span style="font-weight: 400">دمك حجراً، سيسقط من مكانه، اياك ان تفقد توازنك، وضع قدمك في الفراغ مكان الحجر، ولا تخف، فالحجر لم يختف في الحقيقة، وكلما تقدمت، ستجد ان على الحجر الذي يجب ان تدوس عليه شيء يمنعك من ان تدوسه، فلا تتردد ودس عليه مهما كان، وايضا ستشتعل نار لم تر لها مثيلاً في حياتك، ستشعر بحرارتها فلا تتراجع بل اقتحمها ، <font color=#ff0000>وفي المرحلة قبل الاخيرة، ستتحرك الاعمدة وتهتز، لتلامس ظلالها في كل لحظة اكثر من حجر</font>، وهنا انت بحاجة الى كامل تركيزك ولدقة كبيرة جدا، اما المرحلة الاخيرة قبل الوصول الى الاقواس، فهي المرحلة الصعبة جدا، والتي تحتاج الى ارادة قوية جدا، وعندما نصل الى تلك المرحلة بسلام سأقوم بشرحها لك .. اجلس الان واسترح وخذ الوقت الذي تحتاجه وعندما تشعر انك على استعداد، سنمضي في رحلتنا .". اطرقت قليلا افكر بهذه الاهوال والمصاعب التي يجب ان امر بها، ولكني لم استطع ان اتخيل حدوث كل ما ذكرته في هذه المسافة القصيرة، فالمسافة حيث اقف وحيث سأبدأ وبين الاقواس التي اراها امامي لا تتجاوز عشرة امتار، أي انه يمكن قطعها بدقائق او باقل . اخذت ما احتاج من الراحة وقررت البدء بثقة عالية بالنفس، ورغم صعوبة الامور، الا اني تصورتها سهلة... وقفت على قدماي، <font color=#ff0000>وقلت لمرح: ـ "اني مستعد للبدء ."</font> قالت لي: ـ انا واثقة من قدرتك يا حسن على اجتياز هذا الامتحان الصعب، سأكون معك خطوة بخطوة، ولكن لن تراني، ولا تحاول البحث عني ولا تحاول ان تتحدث بصوت عال، ان اردت ان تحدثني فأفعل ذلك بدماغك، دون أي استخدام للصوت او الهمس، <font color=#0000ff>سأرشدك خطوة بخطوة وساكون معك،</font> لن تسمع صوتي ولا تحت أي ظرف، ولكن ان حصل وسمعت صوتي، فلا تصغي اليه، قد تحدث مفاجآت لم احك لك عنها، <font color=#0000ff>فكل ما هو مطلوب منك ان تسيطر على نفسك وان تتعامل كأن لا وجود لها </font>." قلت لها : &nbsp;</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:10 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>40
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" اني على استعداد وانا جاهز." اقتربت مني، ووضعت كفيها على خدي، واخذت تنظر في عيوني <font color=#0000ff>وتقول: ـ "حسن ثق بانك قادر .. ثق بانك قادر."</font>. واعادت علّي كل ما قالته ،تشرح الخطوات التي يجب ان اتبعها، وما زلت اصغي واحدق في عيونها حتى وجدت نفسي احدق في فراغ، اسمع صوتها دون ان اراها، لا اسمع صوتها من خلال اذناي، بل من خلال دماغي، وكأنها اصبحت فيه او اني احدث نفسي .. ـ "حسن هل انت مستعد؟" اجبتها: ـ "نعم انا مستعد ...<font color=#ff0000>". ـ "اذن هيا سر يا حسن، ضع قدمك اليمنى ثم اليسرى بجانبها على الحجر الاسود،</font> ولا تتحرك، جيد يا حسن، ساعيد تحذيرك: اياك ان تسرع، هيا.. هل ترى الظل المنعكس؟ انه واضح الان، اقفز عنه بقدمك اليمنى على الحجر الذي يليه، جيد يا حسن...". وهكذا كررت المحاولة مئة مرة، ولم يكن من الصعوبة رؤية الظلال، ولكن الغريب ان الاقواس ما زالت بعيدة، او ان المسافة التي قطعتها لم تقربني من الاقواس، استعددت للخطوة التي تليها، وصوت مرح يرشدني بهدوء وثقة عالية، ولكن الظلال لم تعد ترى بسهولة، ولهذا كنت اقف دقائق لاتأكد من رؤيتها، وبعد ان تبينت الظل قررت القفز، <font color=#ff0000>لا تفاجأ بمئات الحيوانات التي تحيط بي من كل جانب، وكأني دخلت عالما اخر، انظر الى الخلف وكل شيء قد اختفى، فضاء واسع شاسع لا نهاية له خلفي، خطوة واحدة فقط الى الخلف وتكون نهايتي</font>، ولا ادري ان كان هذا وهم او حقيقة، ولكني اشعر بأنه حقيقة. أنظر حولي لارى حيوانات لا تبعد عني الا امتاراً قليلة، حيوانات منها ما اعرفه وعهدته مثل النمور والقطط، ومنها ما لم اره في حياتي، ولم اسمع عنه، كقرود لها مخالب وانياب وراس كبير، وحيوانات بثلاثة ارجل وباربعة وخمسة وعشر ارجل، واشكال تشبه الانسان الا ان الراس يشبه رأس الضبع، لها قدمان واربعة ايدي، حيوانات ومخلوقات غريبة كثيرة، اشتركت جميعها بالتأهب والاستعداد للهجوم، ومرح تحدثني: ـ "لا تخف.. لا تخف يا حسن.. لن تهجم عليك حتى لو اقتربت منها، والان حاذر ولا تجعلها تشتت ذهنك، ان دست على اكثر من حجر ففي هذه الحالة فقط ستهجم، حاول ان لا تنظر باتجاهها .. ركز مع الظلال فقط، وركز في ان ترفع قدمك قبل ان تضع قدمك الاخرى على حجر، هيا يا حسن..". ورايت ظلين متتاليين ، فقالت: ـ "اقفز عنهما الاثنان الى الحجر الثالث، ستنجح.." وفعلت، وكررت العملية اكثر من خمسين مرة، والحيوانات ما زالت تحيط بي، الا انها بدأت تصدر اصواتا مختلفة وغريبة، كادت تفجر رأسي، ووددت لو اني استطيع ان اضع اصابعي في اذني حتى لا اسمع صوتها .. خطوات اخرى ،واختفت جميع الحيوانات من حولي، وتنفست الصعداء وسرت خطوة تلو الخطوة بهدوء، وفجأة ودون سابق انذار، هجمت علي مجموعة من القرود، خلفها نمور وقطط وضباع ووحوش كثيرة ومتنوعة، للحظة اردت الهرب، الا ان صوت مرح صرخ بي وقال: ـ " اياك ان تلتفت الى الخلف ..</span> <span style="font-weight: 400">اياك.. قف مكانك ولا تتحرك .. انظر اليها ولا تغمض عينيك، لا تخف يا حسن، واياك ان تفقد توازنك ...اياك .". بدأت اسمع اصواتا مخيفة آتية من خلفي، وحيوانات مفترسة، ما هي الا خطوات وتفترسني، وصوت مرح يحذرني ... بدأت الحيوانات تقفز علي الواحد تلو الاخر، ومع كل قفزة اشعر بأن هذه نهايتي ، خوف يتملكني وجسدي تتساقط منه حبات من عرق ... حيوانات تقفز باتجاهي، وعندما يصلني يختفي كأنه لم يكن ، ورغم قناعتي بأن ما اراه ما هو الا وهم وخيال، الا ان الطريقة التي تهاجمني بها هذه الحيوانات تجعلني اشعر بحقيقتها، واشعر بأن الاول ان لم يؤذني فإن الثاني سيفعل، ولا ادري كم مر من الوقت وانا اتعرض لهذا الهجوم الوهمي الحقيقي، هل هي ساعة ام يوم ام عام ؟. انتهى الهجوم، وطلبت مني مرح ان التقط انفاسي وارتاح قليلا وأقف، وبعد ان كررت العملية وسرت عدة خطوات، رفعت قدمي، <font color=#ff0000>وقبل ان ادوس بها على البلاطة، اختفت البلاطة من تحت قدمي ،وشعرت بأني ساسقط في هاوية </font>، ولكن الحظ اسعفني في اقل من رمشة عين، ولم انقل قدمي، لتستقر مكان الحجر حيث كنت ارى الفراغ، ولكن تحت قدمي شيء صلب.. ومرح تشجعني، ليزداد الشعور بداخلي بأن الحجارة التي تختفي قبل ان ادوسها موجودة. سرت بسهولة وثقة أكبر، حتى وجدت امامي ناراً كأنها الجحيم، لم ار في حياتي نارا اعظم منها، لم اشعر بالخوف من النار التي امامي رغم ترددي من طلب مرح ان اقتحمها ولا اخاف، فهي لن تحرقني، ولكن كلما اقتربت اخذت اشعر بحرارتها اكثر ،وبدأت</span> <span style="font-weight: 400">اتأكد بانها حقيقية اكثر من كونها وهمية، ولكني كنت استجمع شجاعتي واسير، ومرح تشجعني ... اقتربت من النار واذ بصوت مرح يصرخ بي بصوت عال: <font color=#ff0000>ـ "عد الى الخلف بسرعة يا حسن .. </font>عد واستدر الى الخلف يا حسن... لا تتقدم .. لا تتقدم &#33;&#33;" </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وفي محاولتي للتراجع اتاني صوت مرح من جديد، تنبهني، وصرخت بي قائلة : ـ "لا تصغ للصوت الذي سمعته يا حسن، اكمل طريقك..اكمله يا حسن .". وقعت في حيرة من امري بين صوت مرح الذي يدعوني للعودة الى الخلف، وبين صوتها الذي يحذرني من الاصغاء للصوت، لياتيني صوتها يؤكد لي بانها من دعتني للمضي قدما حيث قالت لي <font color=#0000ff>: ـ " يا حسن لقد حذرتك من كل صوت تسمعه حتى لو كان صوتي، فهذه خدعة البوابات يا حسن..." </font>شجعني صوتها واقتحمت النار بثقة، وحاولت ان اسرع لاتفادى حرّها ، نجحت في عبورها وتوقفت بعدها لالتقط انفاسي ونظرت الى الاقواس لاشعر انها قريبة .. قريبة جدا .. جدا. وبدأت استعد للمضي قدما، فالتفت حولي <font color=#ff0000>لاتبين محيطي، فصعقت حينما رايت عشرات الظلال تتحرك الواحد تلو الاخر ، نظرت الى الاعمدة ورايتها تهتز بقوة، وحينما نظرت الى الظلال مرة اخرى علمت في قرارة نفسي باني هالك ولا ريب</font> . اخذت احدث مرح قائلا لها : ـ" ان من المحال ان استطيع تجاوزها &#33;" لكن مرح تقول لي : ـ "بل تستطيع يا حسن، ركز قليلا فقط... ركز يا حسن &#33;&#33;" عدت انظر الى الظلال مرة اخرى فوجدت انها تتحرك الواحد تلو الاخر بسرعة كبيرة، الواحد تلو الاخر وبأقل من رمشة عين، لم اكن استطيع ان ارى الحجر الا والظلال تمر عليه، وهي تغطي اكثر من عشرين حجراً او اكثر، وكأنها مروحة كهربائية، دب اليأس في قلبي على الرغم من تشجيع مرح المستمر لي، حتى صرخت بها: ـ "كيف...</span> <span style="font-weight: 400">كيف يمكن هذا... مستحيل... مستحيل ان امر دون ان المس الظلال..". فقالت مرح: ـ لا تخف، ان ركزت بصرك جيدا وقفزت قفزات سريعة جدا ستتجاوزها، لم اقتنع بما قالت، وكلما حاولت ان اقنع نفسي بكلامها، وجدت انه من المستحيل، مرت اكثر من ثلاث ساعات ولم تنجح مرح بأقناعي، حتى انها هي قد يئست من تلك المحاولة ، مما زادني يأسا واحباطا لشعوري بأن مرح لا تجد الوسيلة لاخراجنا من هذا المأزق، مرت ساعات اخرى، والارهاق والتعب قد استوليا علّي، حتى قالت مرح : ـ "حسن لا توجد الا فرصة واحدة فقط، وهي ان اسير انا في جسدك". ـ "كيف ؟" ـ "ملكني دماغك بأرادتك لا تحكم فيه حتى استطيع ان اسير جسدك.". خفت من كلام مرح وطلبها خوفا اشد من خوفي في الساعات الاخيرة، ولكنها قالت : ـ "لا داعي للخوف، لا يوجد شيء يستحق الخوف، فلو اردت شيئا بك لفعلت ، ولكن لا توجد غير هذه الطريقة .. هيا يا حسن، دعني اتحكم بدماغك بالكامل، لا يوجد لدينا وقت حتى اطرد التعب من جسدك واستطيع ان اسير من خلال استخدام الطاقة الكاملة للدماغ.". استسلمت لها ونفذت ما طلبت وفقدت الاحساس بوجودي .. ووجدت نفسي خارج الظلال. لم اشعر بشيء ولم اع ما حدث الا عندما ما خاطبتني قائلة <font color=#ff0000>: ـ " لقد نجحنا يا حسن، عد لطبيعتك الان .".</font> شعرت وكأنها خرجت من رأسي، حاولت تذكر ما حصل، ورايت كيف قمت بقطع الظلال بسرعة غريبة دون الشعور بوجودي ، لم افهم كيف فعلت هذا ولكني سألتها: ـ</span> <span style="font-weight: 400">"كيف حدث ذلك يا مرح ؟". ـ "ان قوة دماغك البشرية قادرة على صنع المعجزات، فبتحكمي به استطعت ان الائم وزن جسدك بالجاذبية الموجودة في المنطقة، واستطعت ان ابرمج بصرك وخطواتك بما يتلاءم مع سرعة دوران الظلال، واستخدمت الحواس الاخرى والطاقة الكامنة التي لا تستطيع استخدامها لاعطائك القوة والسرعة... "وهكذا نجحت في ذلك، والان انت امام الاقواس، وبقيت مرحلةواحدة وينتهي التعب والارهاق". ـ ما هي ؟ ـ انها المرحلة الصعبة التي ستسير بها حتى تصل الاقواس، صحيح انك ترى ان المسافة عدة خطوات، ولكن المسافة في الحقيقة اكثر من ذلك بكثير ، ان نجاحك بهذه المرحلة سيعتمد على قوة ارادتك &#33; يجب ان تسير بلا توقف مهما كان السبب حتى تصل، وان توقفت للحظة واحدة ولاي سبب كان فستكون نهايتنا معا، مهما رايت ومهما سمعت، اياك ان تتوقف .". ـ وهل هناك ظلال او امور اخرى . ـ "لا، لا توجد ظلال ولا أي شيء اخر ولكن الخطر الحقيقي هو ان تتوقف ... فقط سر ولا تهتم". ـ " انا على استعداد .". ابتسمت وقالت :<font color=#0000ff> ـ "كلا خذ قليلا من الراحة الان، وان اردت ان تنام قليلا فلك ذلك، وبعد ان تتاكد من انك جاهز سنسير.".</font> ارتحت عدة ساعات وبدأت اسير بأتجاه الاقواس التي اراها بالعين لا تبعد عني خمسة او عشرة امتار فقط. بدأت اسير واسير واسرع وابطىء حتى بدأ العرق يتصبب من كل جسدي، والتعب والارهاق يصيبني دون ان اصل. مرت ساعة وساعات وفي كل لحظة اظن اني وصلت، لكني لم اصل، انظر حولي، واجد بأن المسافة تزداد ولا تنقص .. مرت عشر ساعات ولم يعد</span> <span style="font-weight: 400">جسدي يقوى على حملي ، وعدة ساعات اخرى مرت وبدأت اجر قدماي جرا وانا عطش وجائع ، ساعة تلو الساعة ومرح تقول لي اصبر .. اصبر، ولكن العطش استولى علّي ولم تعد قدماي قادرة على حملي ، انظر الى يميني فارى واحات ماء، لم اشعر بنفسي الا وانا اسير بأتجاهها .. ومرح تحذرني وتصرخ بي : ـ " اياك والاقتراب". اصبحت امر من واحة الى اخرى، وارى انواع الطعام بما لذ وطاب ومرح لا تزال تحذرني وتشجعني.. ولا تزال الصور الغريبة تدور من حولي ، صور غريبة لفتيات وينابيع ماء وحدائق ازهار لا ادري ان كنت اهذي ام ان الذي اراه حقيقة . لم اشعر بنفسي الا وانااستلقي على الارض بجانب الاقواس ... ومرح تجلس بجانبي، فتحت عيني، وعلمت منها انني قد نجحت بالوصول ،وانني قطعت مسافة استغرق قطعها من الوقت سبع وعشرون ساعة ، واني نمت بعد ذلك الجهد اكثر من عشر ساعات. كانت مرح فرحة مسرورة ، فشردت بذهني بعيدا عن انتصار مرح، وجلت ببصري انظر الاقواس الضخمة التي ابهرتني رؤيتها، وسرح خيالي بمقارنة نفسي معها لاشعر بنفسي نملة تقف بجانب احد الاهرامات .. وقفت على قدميّ، نسيت كل التعب والجوع والعطش وكانه كان وهما ليس اكثر، تأملت مليا تلك الاقواس الخمسة العملاقة والبوابة التي خلفها وكانها تكاد تلامس الغيوم بارتفاعها، فقلت والفرح يعتريني: ـ "وصلنا يا مرح وصلنا ..&#33;&#33;". ردت علّي : ـ " اقتربنا .. اقتربنا من الاقواس اكثر ...". واخذت انظر الى البوابة التي خلفنا ، تلك البوابة الضخمة الجميلة الملونة بالاف الالوان الممزوجة معا بتناسق فني جميل جدا ، او ربما هي الوان جديدة لم ارها من قبل ..صور ورسومات منقوشة بحرفية على البوابة لا تعد ولا تحصى ، عشرات</span> ا<span style="font-weight: 400">لالاف من الصور التي تمثل بحارا واشجارا ، حيوانات ونجوما واقمارا وبشرا ونباتات واسماكاً وغيرها مما لا يوجد له في قاموسي تسميات، فكل واحدة تجذبني للتأمل فيها وفي ابداع نقشها، واذ انتقلت الى الاخرى اجد مزيجا مميزا من الابداع واذا عدت الى الاولى اجدها اختفت او اني اتوه بين الاف الصور والرسومات فلا اجدها ، تملكني شوق عظيم للاقتراب من هذه البوابة، شيء ما يشدني بجنون للاقتراب منها، لا اعلم هل هو جمال رسوماتها ام ماذا ؟ التفت صوب الجنية مرح، واخذت احثها على الاسراع : ـ <font color=#ff0000>"هيا يا مرح هيا ..". </font>ـ الى اين ياحسن ؟ اتريد الدخول الى البوابة &#33; لا تستعجل يا حسن، فأولا يجب ان تعرف أي الاقواس يجب ان تدخل حتى تصل الى البوابة .". اخذت مرح تنظر الى الاقواس وتسير بالقرب منها وهي تفكر .. للمرة الاولى ارى على وجهها علامات الحيرة والقلق، اردت ان اسالها: "ما الصعب بدخول الاقواس وكل الاقواس تؤدي الى البوابة؟ وهذا ما هو واضح للعين، ولكني فضلت الصمت، اذ اني شعرت بسذاجة سؤالي، وتذكرت انها قالت ما قاله نور منذ البداية: بأن قوسا واحداً هو الذي يوصل الى البوابة، اما بقية الاقواس فهي تدخل الى اللا نهاية ... وبلمحة عين نظرت الى مرح، ورايت الحيرة التي تتملكها، <font color=#ff0000>فشعرت ان مرح لا تعرف أي قوس من الاقواس يجب ان ندخل، او ان هناك</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>مشكلة كبيرة، انتظرت قليلا حتى اقتربت مني مرح وابتسمت بخبث: ـ واضح .. </font>&nbsp;</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:11 PM
<font color='#810541'><p align=center><font color=#0000ff><span lang=ar-sa>الحلقة </span>41
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">واشارت بيدها نحو الاقواس <font color=#0000ff>وقالت : ـ " ان دخلنا هذه الاقواس والبوابة فستسقط نظرية المستحيل.</font>". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>فقلت : ماذا تقصدين بـ"إن دخلنا" فهل من الممكن ان لا ندخل؟</font> . ضحكت وقالت : ـ وماذا ستخسر انت؟ يكفيك انك وصلت ورايت ما لم يره انسان قبلك .. اما انا فأن لم ادخل فقد خسرت كل شيء .". فبرقت عيناها واخذت تضحك وتقول : ـ اتعلم يا حسن ان فشلنا فانت الذي ستربح، لاننا سنتساوى معا في النهاية ، فسنذهب انا وانت الى نفس المصير الملعون في النهاية .". ـ <font color=#ff0000>" وماذا سنفعل يا مرح .".</font> ضحكت وقالت : ـ لا ادري ماذا سنفعل ، ولا توجد اية طريقة لمعرفة القوس الذي يجب ان ندخله، حتى نور المجنون لا يعرف كيف ، امامنا احتمال من خمسة، اما ان ننجح او نهلك.".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ولكن نور قال انه يعرف كيف يدخل البوابة .". ضحكت وكان باديا انها تضحك من القهر: ـ ربما نور يعرف كيف يدخل البوابة، ولكن <font color=#ff0000>الاقواس هي المشكلة". </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ <font color=#ff0000>"نور كان واثقا من قدرته على دخولها.".</font> ـ لا ادري، ربما .. لا ادري، ما عرفته في السابق ان هذه الاقواس يجب ان تكون تحت حراسة من نوع معين ، ولكن المفاجيء لي ان الاقواس بدون حراسة، وهذا ما يحيرني .. لماذا لا توجد حراسة على الاقواس ؟ لماذا؟ لو كانت توجد حراسة فانا واثقة من قدرتي على تجاوزها، ولكن ان تترك الاقواس بلا حراسة، فهذا الذي يقلقني .". ـ "ما ادراك انها بلا حراسة ؟&#33; ربما هناك حراسة ولكنها لا تظهر او لا نراها .". ـ وهذا ما يقلقني اكثر، فلو اسعفنا الحظ ودخلنا القوس المقصود الموصول بالبوابة، فكيف سنتجاوز الحراسة وانا لا استطيع ان احدد ما هي نوعيتها، واي خواص لها وما هو العقل الذي يديرها .. كنت اعلم ان الحراسة موجودة على هذه الاقواس، وقد وُجدت منذ عشرات الالاف من السنين وقبل اجيال عدة ،لقد راهنت انها حراسة قديمة لم تتطور، ولهذا يمكن تجاوزها رغم انه يقال عنها انها حراسة لا يوجد ولم يوجد اقوى منها في عالمنا، ولا يمكن هزيمتها، وكل هذا لم يقلقني، فانا مرح واثق بقدراتي، ولكن اين هي ..". واستمرت مرح في الكلام مرة وبالضحك مرة وبالصراخ مرة اخرى.. مرة تسير باتجاه الاقواس وتعود الّي وتحدثني وتجلس بجانبي، ومرة تعود وتقف وتسير، حتى انها اخذت تكلم نفسها، <font color=#ff0000>وانا صامت لا ادري هل اضحك ام ابكي ، </font>استلقيت على الارض بالقرب من الاقواس وغفوت لاستيقظ لأرى مرح كما تركتها قبل نومي، تسير وتمشي،تقف وتجلس، تضحك وتصرخ ، لم ارها منذ ان عرفتها تتصرف بهذه الغرابة وبهذه الطريقة.. انقضى اليوم الاول ونصف اليوم الثاني ونحن على</span> <span style="font-weight: 400">حالنا، والغريب اني لم اكن اشعر بحاجة الى الطعام او الشراب، ولكن النعاس هو الذي كان يسيطر علّي، فما ان اصحو قليلا حتى اشعر بحاجتي للعودة للنوم، ربما كان هذا بسبب القلق واليأس الذي اصابني من هذه النهاية، او ربما السبب شعوري الغريب باللامبالاة او بأني لن اخسر شيئا </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">.. ثلاثة ايام مرت علمت بمرورها من رؤيتي للقمر، ولم يتغير شيء، والوضع كما هو في اليوم الاول .. لا ادري ما خطر ببالي، فصرخت على مرح وقلت لها: ـ " نور كان يعلم الطريقة التي يستطيع بها دخول الاقواس، انا متأكد يا مرح بان نور يعلم .". ـ ان كان نور وجد الطريقة فانا ساجدها. وعادت الى حالتها الاولى وعدت انا للنوم ولم اصحُ الا ومرح توقظني بعنف وتقول لي : ـ سأعرف الان ان كان نور قد علم بالطريقة ...هيا يا حسن ركز معي، اترك لي دماغك لاعود به الى الماضي لعلي استطيع ان اجد شيئا . وافقتها ولم ابد أية معارضة ، جلست امامي ووضعت يديها على رأسي برقة ولطف، وطلبت مني ان انظر في عيونها، واخذت تذكرني باليوم الاول للقائي بنور. بدأت اشعر باني اثنان ولست واحداً.. جسد يجلس امامهافي الحاضر، وانا نفسي مع نور في الماضي لحظة بلحظة كلمة بكلمة من لحظة معرفتي به الى نهايتها المؤلمة الى لحظة قتله على يد مرح. رفعت مرح يديها عن راسي وبدأ النشاط يعود الى جسمي .. اطرقت مرح بالتفكير قليلا وقالت: ـ " لقد وجدتها ، نور كان بحاجة اليك ،ولم يكن يفكر بقتلك قبل دخول البوابة .. لو لم يكن بحاجة اليك لقتلك &#33;&#33;&#33; فوجودك هنا لم يكن فقط من اجل قتل القطط ليسير على دمائها ويتجاوز بها الممر ، بل لانه بعد تجاوز الممر كان بحاجتك لتوصله الى الاقواس ... وكما كان هو بحاجة الى دماء القطط، كان بحاجة الى دمك انت ليعبر عليها الى الاقواس والبوابة ، <font color=#ff0000>فخواص دمك هي التي يحتاجها لانه دم بشري،</font> وهذه البوابة خصصت للبشر فقط .". ـ شيء رائع وبشرى سارة اتودين انت الان ذبحي لتحصلي على دمي .". ـ انا لا استطيع قتلك، ولكني استطيع الحصول على دمك، ولا اعتقد ان نور كان يفكر بهذا، والا</span> <span style="font-weight: 400">لما فكر بادخالك البوابة بعد الاقواس .. ولكن اخرج القليل من دمك يا حسن لنجرب هيا.. هيا يا حسن". ضحكت وقلت لها : ـ "كيف ساخرج لك دمي يا مرح ؟". ـ "اجرح يدك .. اجرح قدمك، لا يهمني كيف، المهم عندي الدم.." ففعلت وجرحت اصبعي ومزقت قطعة من القميص الذي ارتديه ومسحت القطعة بالدم وقلت لها : " خذي ..&#33;&#33;&#33;" نظرت الي بأشمئزاز وقالت: ـ " ابعد هذا القرف عني، هيا اذهب واجعله يلمس احد الاقواس .." ففعلت ولكن لم يحدث شيء، وعدت اليها اضحك ولا اخفي اني اضحك من قهري . <font color=#ff0000>ـ "جرب إلقاءه داخل احد الاقواس </font>" ـ "أي قوس تريدين .". ـ "لا ادري، القه داخل أي قوس تريد .." اقتربت من احد الاقواس والقيته، وما كدت القيه حتى اختفى من امام عيني وكاني القيه في عالم اخر، ابتسمت وعدت اليها، وما هي الا خطوات حتى اهتزت الارض، وبدأ دخان كثيف ذو لون اخضر بالخروج من الاقواس الخمسة بكثافة كبيرة، عدت ووقفت بجانب مرح اترقب ماذا سيحدث بعد الدخان، وحينما</span> <span style="font-weight: 400">امعنت النظر وجدت ان من كل قوس يخرج دخان كثيف بلون مختلف عن الاخر، استمر تصاعد الدخان لعدة دقائق وبدأ يتلاشى ليظهر على مدخل كل قوس شخص يرتدي عباءة بيضاء وذو شعر ولحية غلب عليها اللون الابيض، وكان واضحا عليهم كبر السن، تميزوا بمهابة ووقار كبير، حتى اني شعرت ان النور يشع من وجوههم، متشابهين الى حد كبير ولكن ليس بالشبه الكامل، طلتهم تبعث الراحة والطمأنينة في النفس الى ابعد الحدود، ترى في ملامحهم الخير والمحبة، حتى اني اردت ان اقبل اياديهم ابداء للاحترام الشديد والكبير الذي اشعر به تجاههم، هيبتهم ووقارهم كان باديا انه اثر على مرح ايضا، فهي لم تكن تنظر اليهم بكبريائها المعهود، بل كان يتضح الاحترام بعيونها. لم يتحرك الاشخاص الخمسة من اماكنهم ولم يلتفتوا الينا وكأنهم لا يرونا او انهم يتجاهلون رؤيتهم لنا، او انهم ينتظرون شيئا". التفت الى مرح <font color=#ff0000>وقلت لها: ـ "هل هؤلاء هم حراس الاقواس؟</font> وهل هؤلاء هم الحراس المرعبون الذين تحدثت عنهم .". قالت : ـ نعم يا حسن.. نعم ،لا ادري ماذا افعل، لا ادري اية مصيبة هذه جلست على الارض ووضعت رأسها بين كفيها واطرقت بالتفكير، وبدا عليها الحزن الشديد وكأن مصيبة كبرى قد حلت بها... جلست بجانبها وفوجئت بانها تبكي، حزنت عليها ووضعت كفي على شعرها، وسالتها: ـ "ما بك يا مرح؟" الا انها استمرت بالبكاء دون ان ترفع راسها، هذه الجبارة لا يمكن ان يكون بكاؤها هذه المرة مصطنعا، الحيت عليها بالسؤال</span> <span style="font-weight: 400">.. فأجابت: ـ "مصيبة يا حسن.". واستمرت بالبكاء، ودفعت براسها الى صدري، واخذت اداعب شعرها وهي تبكي، وبين الدموع تتفوه بكلمات متقطعة تزيد من حيرتي...<font color=#ff0000> ـ "ليتني لم افعل .. ليتني بقيت كما انا. الى اين أوصلت نفسي؟</font> ماذا سافعل؟ ليتني بقيت "كونته " الصغيرة، كلا لن افعل، ساعدني يا حسن، لا اريد شيئاً، اريد ان اعود كما كنت.". صمتت وشعرت انها غفت على صدري، بذلت جهدي ان لا اتحرك حتى لا اوقظها، حتى استيقظت لوحدها، ونظرت الي وكأن عيونها تسال عن الذي حدث. وعادت ووقفت على قدميها، واخذت تتمشى وهي شاردة الذهن، وانا اترقب ماذا سيحدث وقالت لي بنبرة حزينة: ـ "اما ان ندخل البوابة، او نبقى هنا حتى نصاب بالجنون ونموت، فلا مجال للعودة الى الخلف.". ـ "اذا لندخل .. فانالا</span> <span style="font-weight: 400">افهم ماذا يحدث ولماذا تبكين، الا تمتلكين طريقة ؟". ـ كلا، لدي الطريقة، ويا ليتها لم تكن لدي. وانتهت قبل ان افهم هذا الموقف ...استغربت من كلامها اكثر، ولكني شعرت بان اللعبة ليست لعبتي، ولم اكن اريد ان استبق الاحداث، طلبت مني ان استعد لدخول القوس، وابتعدت عني عدة خطوات، ورفعت يدها بالطريقة التي سبقت مقتل نور، وفورا علمت انها تفكر باستدعاء قوة الابادة " الاصنام السبعة " لتقتل حراس الاقواس فصرخت بها .. ـ لا تفعلي يا مرح ، انزلت يدها وكانها استجابت لصراخي وطلبي، واخذت تبكي ..ولكنها صرخت بي قائلة : ـ اخرس ولا تتدخل فلا يوجد ما تخسره ، ورفعت يدها من جديد وهي تبكي والدموع تتساقط من عينيها . وقالت : ـ بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب الصلاحيات الموكلة الّي وبما اني انا الحاكمة الواحدة الوحيدة للعقرب آمره بالحضور الى هذا المكان وفورا ..". سادت دقائق من الصمت اجواء المكان ليتكرر المشهد القديم من جديد امامي، وصعدت اعمدة الدخان العشرة، وظهر من بينها الاشخاص "السبعة الصفر" .. <font color=#0000ff>وقفوا كالاصنام، واختفت الاعمدة الثلاثة الاخرى،</font> ولم اشعر بنفسي ، رغم شعور اللامبالاة الذي اصابني وانا ارقب ما يحدث، الا ودموعي تسقط حزنا على مصير هؤلاء الخمسة، وماذا سيحدث لهم، ولكن الاغرب من ذلك ان مرح تبكي وهي حزينة اكثر مني عليهم، ورفعت مرح يدها من جديد وقالت: ـ</span> <span style="font-weight: 400">"بأسمي انا مرح ..." قاطعها صوت آت من بعيد مخاطبا اياها: ـ "ماذا تفعلين يا مرح ..." بدا الخوف على وجه مرح ولم تستطع ان تنطق بكلمة ... ـ "ماذا تفعلين يا مرح ؟" تبين لنا مصدر الصوت ...انه صادر عن شخص قادم نحونا من الخلف، في ملامحه الوقار وكبر السن، ولكنه كان اصغر سنا من هؤلاء الذين يقفون على الاقواس، وكان يرتدي عباءة مقصبة بلون قريب الى الذهب، ذو شعر طويل، ولحية غزاها الشيب، يسير بخطى واثقة وبكبرياء يفوق كبرياء مرح بمرات... اقترب منا وما زالت مرح رافعة يدها مستعدة لاصدار اوامرها للعقرب بالهجوم ...وقال : ـ "ماذا تفعلين يا مرح ؟" "نكّست مرح رأسها الى الارض، وخفضت يدها وقالت بصوت هادئ يدل على الاحترام والخوف معا:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ الحكيم " دابارا "، كيف وصلت الى هنا؟</font> .. وكيف استطعت الدخول؟...". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">رد الحكيم : ـ على اثرك فقط استطعت الدخول، هل جننت يا مرح ؟ لماذا يا مرح ؟ لماذا فعلت كل هذا ؟ من اجل ماذا ولم تخونين الامانة والثقة .؟". قالت : ـ انا لم اخن، لقد فعلت كل شيء من اجل عالمنا، لقد قدمت الكثير وضحيت من اجلكم بالكثير &#33;&#33; و... و ... &#33;&#33;&#33;". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قاطعها الحكيم وقال : ـ "امن اجل دخول هذه البوابة قتلت ابناء عالمك الذين احبوك&#33;&#33;.".</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>قالت مرتبكة: ـ "انا لم اقتل احداً، ( قومارن ) متمرد ومن واجبي ان ابيده لأنه يشكل خطراً .". </font></span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:11 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>42
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp; <span style="font-weight: 400">قال : ـ "كان يجب ان لا تقتليه يا مرح .. <font color=#ff0000>والمراقبون</font> يا مرح، لماذا قتلتِهم ؟ هل يشكلون خطرا يا مرح؟ الم يخلصوا لك ويطيعوا <font color=#0000ff>اوامرك حتى المجنونة منها .؟&#33;&#33;"</font> بدا الخجل على وجه مرح، واستمر في كلامه: ـ "لقد علمت منذ البداية ان جنون العظمة الذي يسيطر عليك لا بد ان يقودك الى الانتحار من اللحظة الاولى التي حصل فيها مجلس<font color=#0000ff>"الكاتو"</font> على صلاحيات استخدام العقرب .. علمت انك ستسعين الى اقناعهم للحصول على صلاحيات العقرب لوحدك، لقد اخطأوا ، ولم نكن نستطيع ان نمنعهم، ولكننا تتبعناك يا مرح ولم اشك للحظة بان جنون العظمة الذي اصابك منذ كنت بدرجة مراقبة الا وسيقودك الى الهاوية، لقد كنت متفوقة وناجحة، وكنا نتمنى في مجلس الحكماء ان نكون مخطئين، وان تكون تصرفاتك <font color=#ff0000>مجرد نزوات ... </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">سنين طويلة ونحن نتبعك يا مرح، ولم نستطع ان نثبت أي شيء يدينك، ولم يكن بالامكان ان نمنعك دون دليل واحد حينما توجهت لتصبحي حارسة لابواب الشر، علمنا ان طموحك الكبير لا يمكن ان يتوقف عند هذا الحد، وان هدفا ما برأسك تسعين اليه .. والان يا مرح ماذا تريدين ان تفعلي اكثر؟</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;لقد وصلت الى الاقواس، وعلمت من هم المسؤولين عنها، وايضا لم تتراجعي، بل دفعك جنونك للتطاول اكثر؟". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قالت مرح بعد ان اجهشت بالبكاء: ـ <font color=#0000ff>لم استطع ان اتوقف، لا خيار امامي اما ان ادخل او ان انتهي ..</font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;قال: ـ " يا مرح، يا ابنتي، لقد دخلت خلفك الى هذا المكان لاعيدك الى عالمك، هيا يا مرح تعالي معي وانا ساخرجك من هذا المكان..كفاك يا مرح .". صرخت مرح وقالت: ـ <font color=#0000ff>"كلا لن اعود، لن اسجن، ولن امضي بقية حياتي "بقبة النور" ،</font> كلا لن اعود ." قال لها : ـ " السجن خير لك وافضل مما تنوين فعله، عودي معي يا ابنتي فهذا افضل لك .". <font color=#0000ff>صرخت: ـ " لا اريد .. لا اريد، انا مرح .. لا اريد ان اسجن، </font>لا يهمني ما سيحدث، ومرح تفضل الموت على ان يكون مصيرها "قبة النور". قال لها : ـ " استحلفك بمكانتي ان كنت ما زلت تحترمينها، واستحلفك بصلة القرابة التي تربطني بك ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">قالت : ـ "كلا يا جدي لن اعود معك ..". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال لها : ـ "وماذا ستفعلين ان لم تعودي ؟ استأمرين العقرب بأن يقتل هؤلاء وانت تعلمين من هم، أوتظنين ان العقرب قادر على الاقتراب منهم، ربما لو امرته فهو قادر على ان يقتلني انا في لحظات، ولكن هم، فبأشارة واحدة من احدهم سيعود العقرب ويبيدك، افهمت يا مرح، لا تكوني مجنونة، انت تعلمين من هم .".
<font color=#0000ff>قالت : ـ "كلا، العقرب ملكي انا لوحدي، ولا احد</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>يامره الا انا .".</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ضحك الحكيم وقال : ـ " يا ابنتي لم يصمم العقرب ليتطاول عليهم، وانت تعلمين من يكونون"</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قالت والشرر يتطاير من عيونها وكأنه اصابها مس من جنون: ـ " ابتعد ايها الحكيم، ابتعد يا جدي قبل ان ابيدك انت ايضا، وابيد كل من يقف في طريقي أياً كان.". قال الحكيم : ـ "افعلي ما شئت يا ابنتي..". والتفت الّي وقال: "وانت يا ابن البشر ما الذي تسعى اليه .؟"</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><span lang=ar-sa>&nbsp;<font color=#ff0000>قلت له : ـ انا لا اسعى للحصول على شيء، ولا اعرف ماذا اريد، انا مجرد</font> </span><font color=#ff0000>"<span lang=ar-sa>طرطور</span>"</font><span lang=ar-sa> بوسط الى هذه اللعبة الغريبة &#33;. </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قال : <font color=#0000ff>ـ "اسمع يا ابن البشر، هل تريد ان اخرجك من هنا ؟". </font></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت له : ـ نعم ولكن قل لي قبل ذلك، من يكون هؤلاء الذين تتحدثون عنهم؟</span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;قال الحكيم : ـ " يكفيك انك رأيتهم ولا داعي للمعرفة اكثر، هيا لأخرجك معي .". صرخت مرح وقالت : ـ لا تذهب معه يا حسن، لن يتركوك بحالك، ولا تنس انك قتلت اثنين من عالمنا .. لا تذهب ياحسن". نظرت الى الحكيم </span><font color=#0000ff><span style="font-weight: 400">"</span><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">دابارا</span><span style="font-weight: 400">"</span></font><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"> </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">وقلت له : ـ اصحيح ما تقوله مرح .. ساذهب معك ولكن عاهدني اولا واقسم لي بانكم لن تتعقبونني وستتركوني بحالي؟&#33;&#33; قال الحكيم : ـ "لا اعاهدك بشيء، ان اردت الخروج معي فهيا، وان اردت البقاء فأبق .. ماذا قررت يا <font color=#ff0000>ابن البشر</font>، هل تريد ان اساعدك للخروج من هنا ؟" </span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت : ـ ان بقيت مع مرح ساموت، وان خرجت معك ساموت، فهل تخيرني أي موت اختار ؟&#33;&#33; <font color=#0000ff>قال : ـ "نحن لا نقتل احداً ...</font>" قلت : ـ " اذا عاهدتني ايها الحكيم ان تتركوني بحالي ساخرج معك ." قال : ـ " لن اعاهدك بشيء، ونحن لا نتدخل في حياة احد، لقد قتلت اثنين من ابناء عالمنا وهذا لن يمر بسهولة، ولكني ساساعدك قدر استطاعتي .." فكرت قليلا وتذكرت القطط التي قتلتها باوامر من الجني نور، وما مر علّي من مصاعب وقلت له: ـ "ايها الحكيم المحترم انا لم اخطط ولم اتآمر ولم اقتل ابناء عالمك، هم الذين فعلوا ذلك</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">ودفعوني لذلك، انا لم اتدخل في حياتكم، انتم الذين فعلتم وقلبتم حياتي الى جحيم، وصدقني على الرغم من ان اللعبة ليست لعبتي واني مجرد اداة لا اكثر ولا اقل، الا انني اشعر بمتعه غريبة في ان اعرف اكثر، ولا مانع في ان اقامر بحياتي من اجل خطوة واحدة خلف هذه البوابة العظيمة، لهذا سابقى مع مرح حتى النهاية، وشكرا لك ايها الحكيم على عرضك بمساعدتي.<font color=#ff0000>". هز الحكيم "دابارا" راسه وقال: ـ " يابني هذه البوابة ليست لك وليست لي ولا لها، لهذه البوابة صاحبها الذي سيدخل منها يوما ما، فابتعد يابني."</font>. </span></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">والتفت باتجاه مرح وقال ـ يا ابنتي تراجعي فانت تسعين خلف سراب . هزت مرح راسها وقالت: ـ " لا خيار لي... لا خيار ". قال : ـ "يا ابن البشر، ويا حارسة ابواب الشر ،خيرتكم فاخترتم ولكم ما اخترتم .". واستدار وسار بخطى واثقة وعاد من حيث اتى، ونحن نتبعه بعيوننا حتى اختفى عن الانظار، ولفت انتباهي ان الحكيم <font color=#0000ff>"دابارا "</font> اشاح بنظره كل الوقت الذي حدثنا فيه ، ولم ينظر الى الاقواس او البوابة حتى ولو نظرة خاطفة. سألت مرح عن سر هؤلاء الذين ظهروا على الاقواس الخمسة، وما سر بكائها حينما راتهم، والندم الذي اصابها، وعن كلام الحكيم دابارا عنهم ؟ وقلت لها : ـ " ان الاقواس تحرسها قوة حراسة لا تهزم</span>، <span style="font-weight: 400">وانا ارى ان على الاقواس اشخاصاً لا يبعثون على الخوف، بل على العكس، يبعثون على الطمأنينة والسلام .."... من هم يا مرح ولماذا تخشينهم؟ قالت بلهجة حزينة: ـ " لا تسالني عنهم يا حسن، لا تسألني، كفاني الماً، ودعني اقتل ما تبقى بداخلي من مشاعر او اقتل نفسي وارتاح من هذا الموقف الذي انا فيه .". لاحظت في هذه الاثناء ان مرح تتحاشى النظر ايضا باتجاه الاقواس، وحينما تخطف نظرة سريعة تنكس راسها الى الارض خجلاً واحتراماً ، ولم يبد عليها الخوف منهم، ولكن شيئا اكبر من ذلك، فمرح لم تخش الوحوش، ولا تلك الامور التي تخيف، ولم ارها ترتعش او تهتز امام أي موقف ... وما يحدث يثير فضولي اكثر بسر هوية هؤلاء الاشخاص ؟ تململت مرح وسارت عدة خطوات وخاطبتني قائلة بعد ان مدت يدها اليسرى: ـ " انظر يا حسن الى هذه اليد التي بها سافعل ما لم يفعله احد من قبل، وستصبح يدي هذه مثلا عبر الاجيال، وربما يقولون " اقذر من يد مرح، او اقوى من يد مرح"، فليقولوا ما يقولونه وليحدث ما يحدث، فاسمي لن يزول الى الابد.". رفعت يدها اليسرى وضمت اصابعها الا السبابة والابهام، والاشخاص "السبع الصفر" يقفون امامها كالاصنام. قالت بلهجة عنيفة: ـ " بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر، وبموجب صلاحياتي وبما انني الحاكمة الوحيدة والمخولة بتحريك واصدار الاوامر للعقرب بما اقرره واراه مناسبا، آمركم بأبادة هؤلاء الاشخاص الخمسة ابادة كاملة . الامر نفذ .. الامر نفذ . . ابيدوهم ... &#33;&#33;&#33;" اخذت تصرخ بجنون وبصوت عال: ـ ابيدوهم ..أ بيدوهم .. ابيدوهم .. تحرك العقرب باتجاه الاقواس</span> <span style="font-weight: 400">الخمسة بسرعة، وللحظة اردت ان اغمض عينيّ حتى لا ارى المجزرة الرهيبة التي ستقع لهؤلاء، ولكن الفضول، او ربما لانني اعتدت رؤية القتل بهذه الطريقة الغريبة ، بدأت اجد متعة في ذلك ، أخذت انظر واترقب، كان الاشخاص "الصفر السبع" يسيرون بسرعة لا مثيل لها باتجاه الاقواس الخمسة لابادة من عليها .. لحظات هي او ثوان، ومئات الصور تمر بمخيلتي لما سيحدث، والاشخاص الصفر يسيرون باتجاه الهدف، والاشخاص الخمسة اصحاب</span> <span style="font-weight: 400">الهيبة والوقار لم يبد عليهم أي جزع او خوف، وهم يرون العقرب متجهاً اليهم، وبخفة وهدوء، وبطء وثقة، حرك الشخص الاول من الاقواس الخمسة يده حركة صغيرة بالكاد ارتفعت، او ان اصابعه هي التي تحركت، لتعود الاصنام السبعة بسرعة فاقت سرعة ذهابهم، ليحيطوا بنا من كل الجوانب، ومرح مذهولة مما ترى، وكأنها لا تصدق عيونها ، يلتفون حولنا على شكل دائرة، يسيرون بخطوات متسارعة لتضيق الدائرة علينا اكثر واكثر، حتى ان الدائرة بالكاد تتسعنا انا ومرح بعد ان جرى تضييق الدائرة ، واقتربنا من بعضنا البعض، كل هذا حدث في لحظات او ثوان.. الرعب والخوف الذي برق في عيون مرح وبدا على وجهها ، <font color=#ff0000>زاد يقيني باننا هالكون، والافكار التي تدور براسي بسرعة تفوق سرعة الضوء، كلها تركزت حول الطريقة التي سيبيدوننا بها </font>.. اغمضت عيني وبدأت ادعو الله ان يغفر لي، ولم يخطر ببالي او لم يكن عندي امل بان ادعو لنفسي بالنجاة من الموت، بقيت على حالي هذا لدقائق ، ثم تجرأت وفتحي عيوني لارى وجه مرح المرعوب، <font color=#ff0000>و"السبع الصفر" </font>يحيطون بنا، ولكنهم تحولوا لاصنام جامدة، لا يبدون أي حركة ولا يتركون لنا مخرجا نخرج منه، مضى وقت طويل</span> <span style="font-weight: 400">وانا ارقب ولا أتكلم حتى فتحت فمي وقلت لمرح : ـ لقد صدق الحكيم دابارا واخطأت انت .. </span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ "لم اخطيء انا .." </span></font></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:12 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>43
<hr>
</font></p><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ او ما زلت تكابرين .. </font>
ـ "كلا، الم اقل لك ان نهايتنا ستكون واحدة.".
&nbsp;ضحكت مرح وضحكت معها، وما اجمل الضحك في وجه الموت اللعين، اخذت اضحك وتضحك مرح معي، وكم كانت مشاعري متناقضة وغريبة، فانا انظر لمرح خائفاً عليها من ناحية، <font color=#ff0000>ولكني مسرور لأحساسي بأن مرح مثلي وليست افضل مني ، وستلاقي معي نفس المصير.".</font> وتعالى صوت ضحكاتنا وكأن جنوناً قد اصابنا. ولم يعد هناك ما نفعله بدل الترقب الا السخرية والضحك على مصيرنا المشؤوم .. <font color=#ff0000>ـ مرح ، ليش جماعتك " لهلأ ما فغصونا" ؟. </font>
ـ "مش عارفه، كان لازم يعملوا هيك .".
<font color=#0000ff>ـ وهو انت لسة عارفة اشي ؟. ـ "آه، في اشي انا بعدي عارفتوا ..". سالتها : ـ شو هو ها الاشي الي انت عارفتيه يا عرافة زمانك ؟ </font>
ـ" انو اكيد لازم "يفغصونا"..". ضحكت بصوت عال وضحكت معها .و قلت لها : ـ طيب شو رايك ترفعي ايدك وتعملي شويةحركات ، زي اللي كنت تعمليها بلكي عفّوا عنا...
ـ "فات الاوان مش راح ينفع ..." ـ أي بس جربي .. وقولي انا مرح الحارسة.. والكلام اللي انت حافظتيه ، مش راح تخسري اشي، بلكي ردوا عليك .
ـ "مش راح ينفع يا حبيبي، مش راح ينفع .."
<font color=#ff0000>. قلت ساخرا : ـ أي يالله يا مرح دبري حالك، ولا نسيتي انك مرح ، ومرح لما بدها إشيء... بتعملوا .. </font>
ـ "كان زمان هلأ انا مرح الى "حتنفغص" معك "
ـ مش لو انك شاطرة رديتي على الحكيم <font color=#0000ff>"دابارا "</font> ورحتي معاه وانا روحت على داري مش كنا ارتحنا؟
ردت ايضا بسخرية : ـ "شو يا حسن انت بدك انسجن طول عمري؟ شو انا مجنونة." ـ " ابدا معاذ الله تنسجني، شو هم مش عارفين انك مرح .". ـ "شو يا <font color=#0000ff>حسن انت زعلان يا حبيبي على شأن رح نتفغص سوا .</font>
" ـ " ابدا ، معقول انا اكون زعلان بالعكس الفرحة مش سايعتني .". ـ " شفت، انا حققتلك اللي عمر حد ما حلم فيه .
&nbsp;ـ&nbsp; بصراحة مزبوط، طيب قولي لي ليش انت ما تختفي زي كل مرة ولاّ تتحولي لدخان، ما انت دايما بتعملي هيك .".
ـ "يا روحي، مع الصفر اللي حولينا ما في شيء بينفع الا انك تسكت، حتموت يعني ح تموت .".
&nbsp;وتلاشى الضحك والمزاح وعدنا للحقيقة المرة التي تنتظرنا.. الموت المحتم على ايدي هؤلاء الاصنام الصفر، التي لا ندري متى وكيف سيبيدوننا. واخذت اشتمها:" لعنة الله عليك وعلي يا مرح لماذا لا يسرعوا ويقتلوننا حتى</span> <span style="font-weight: 400">ارتاح.. واخذت اصرخ في وجوههم: ـ " لماذا تقفون كالاصنام؟.. هيا اقتلونا ... اقتلونا.". واصبت بنونة من الغضب، واخذت اصرخ والعن واشتم، وانا مستفز من الصمت الذي يقتلني في كل لحظة الف مرة، وانا انتظر ان تتحرك هذه الاصنام لتبيدنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، وامسكت مرح يدي لتهديء من روعي
وتقول: ـ <font color=#0000ff>" كفى يا حسن ..ارجوك لن ينفعك الصراخ، يبدو ان الاوامر لم تصدر لهم لابادتنا، والا لحدث ذلك منذ وقت ."</font>. ـ ومن يصدر الاوامر الان ؟ اشارت بيدها باتجاه الاقواس وقالت : ـ "هم من يملكون القرار ومصيرنا بيدهم ولا ادري ماذا ينتظرون.". ـ وانت.. الست خائفة ؟ قالت بصراحة : ـ "كنت في البداية خائفة، اما الان فأنا لا اشعر باي نوع من الخوف، لا يوجد شيء لاخسره، وقد فعلت ما اريد انا ولم انجح، وكنت اعرف ان نهايتي ستكون سيئة ان لم انجح، فلماذا اخاف .. ان كان يجب ان اموت ساموت بشجاعة .. لم اعرف الهزيمة يوما، ولن اعرفها حتى في موتي ونهايتي، لقد فشلت في وصولي لهدفي، ولكني لم اشعر بالهزيمة لأن الذي هزمني يستحق ذلك .".
<font color=#ff0000>ـ "والان يا مرح ماذا سيحدث؟ هل سننجو ام سنموت...</font> ومتى... ولماذا الانتظار ...". ـ "لكل شخص نهاية، هي اتية لا محالة، فلا تهرب من نفسك وواجهها، واستقبل النهاية بقوة وشجاعة، ولا تدعها تهزمك .". ـ" افهم من كلامك ان لا امل ؟". ـ نعم يا حسن لا يوجد امل، "فالسبع الصفر" لا يتحركون الا للابادة والقتل، وقوانين عالمنا تسمح لهم بابادتنا، وهؤلاء بالذات بعد القانون وقبله، وانا وانت قمنا بالقتل، كل على طريقته، وتجاوزنا الممنوع، ودخولنا الى هذه المنطقة بالذات، <font color=#ff0000>"بوابة الشر"</font> ، يسمح بابادتنا تلقائيا وبغض النظر عن كل</span> <span style="font-weight: 400">ما ذكرت، فنحن قد علقنا هنا، ولا طريق للعودة، ولا طريق للتقدم، وايضا بهذه الطريقة قد انتهينا". ـ "انت قتلت، هذا صحيح، ولكني انا لم افعل هذا بمحض ارادتي،أنتم سيطرتم علّي ودفعتموني لذلك، فما ذنبي انا ؟". ـ "لا تكن كالاطفال، لقد قتلت بمحض ارادتك ولم يجبرك احد على ذلك، ولا حتى نور،صحيح ان هناك تأثير، ولكن حتى هذا بمحض ارادتك وانتهى، انت تعلم ذلك جيدا ". قلت لها ولم يتبق من الكلام ما يقال الا أي كلام والسلام، لاهدار الوقت حتى يحين موعد الاعدام: ـ اصدقيني يا مرح، هل كنت فعلا ستقتلينني لو نجحنا ودخلنا بوابة الشر. ـ <font color=#ff0000>" كنت سافعل ذلك، لا لاي سبب، ولكن لانك كنت الشاهد الوحيد على قتل نور والقطط، ولو وقعت في ايديهم فسيعرفون كل ما حدث من خلال دماغك، ولكن بعد حضور الحكيم </font><font color=#0000ff>"دابارا"</font><font color=#ff0000> الامر لم يعد سرا،</font> ومجلس الحكماء علم بالامر ، فلم تعد هذه الفكرة قائمة، ولم يعد لدي سبب لقتلك، لانك لا شيء، ولا تشكل اية خطورة من أي نوع.".
سألتها: ـ "لماذا لم تقتلي الحكيم "دابارا " وكان بامكانك ذلك وخاصة انه قد عرف، لماذا تركتيه يذهب؟".
&nbsp;ـ" لم اكن لافعل ذلك ابدا، فهو ليس مجرد حكيم، انه جدي والد والدتي، ولنقل لو اردت ان اقتله فماذا كنت ساستفيد، ان علم الحكيم فهذا يعني ان مجلس الحكماء بأسره قد علم، وماذا تظنني؟ انا لا اقتل يا حسن لمجرد القتل، ان لم يكن السبب يستحق ذلك ما كنت افعل."
ـ ماذا يوجد خلف هذه البوابة بالضبط ؟
أجابت : ـ "انا لا اعلم، كل ما اعلمه انه هناك توجد قوة الشر، وكل من ملكها يستطيع السيطرة على عالمنا، فهذه القوة</span> <span style="font-weight: 400">تمتاز بخواص عالمنا وعالمكم، وهي سر دفين منذ الاف السنين .".
ـ "ومن هؤلاء الذين ترددت كثيرا لتقومي بقتلهم .". ـ " انهم " السر الاكبر " المختفي منذ ازمان، ولا اريد الحديث عنهم، ولا تسالني .". ـ "اصدقيني يا مرح، هل كذبت علي بأي شيء يخص غادة .؟".
ـ "كلا يا حسن، لم اكذب عليك بخصوصها، فغادة احبتك فعلا وضحت من اجلك وسجنت، وهي الان موجودة في السجن الذي لا يخرج منه احد، ولم يكن بمقدوري مساعدتها برغم مكانتي العالية في عالمي، وغادة اختي فعلا، وكانت بالنسبة لي اهم شيء في حياتي رغم اني كنت استسخفها دوما، واعتبرها ضعيفة، لقد كانت رمزا للحب والعطاء مثلما كنت انا رمزا للقوة والشر، ولا اخفي اني كنت احيانا اقلدها، ولكنها كانت تكره سلطة "الكاتو"، وكانت تكره النظام، لقد كانت تشعر دائما بان عملي في سلطة "الكاتو" قد اخذني منها وابعدني، ولو كنت بجانبها واعطيتها الوقت لما تورطت معك، وكان هذا مصيرها، ويا للسخرية: رمز الحب انتهى في سجن، ورمز الشر كان سينتهي في نفس المكان ولكنه سينتهي الى الابد، وانت يا حسن محظوظ، فبسببك انتهت غادة الحب، وامامك ستنتهي مرح". سألتها: ـ " لو سألك هؤلاء الاشخاص قبل ان يقتلوك: ماذا تتمنين، فماذا ستطلبين ؟". ـ "ان لا يعرف احد قصتي وما فعلت.. وانت يا حسن ماذا كنت ستتمنى ؟" ـ "ان يتركوا غادة وبصدق لا اريد شيئا اخر .". ـ "لو</span> <span style="font-weight: 400">حصلت على قوة الشر لكنت استطعت ان اخرجها من محنتها..". <font color=#ff0000>فأطرقت بالتفكير وانا اتأمل هذه المخلوقة، واتساءل في نفسي عن حقيقة مشاعري تجاهها، هل انا اكرهها ام احبها ، اشعر انها سبب دماري ونهايتي، اتأملها وهي تقف امامي،"</font> والسبع الصفر" حولنا،واننا في أي لحظة سنصبح جزءاً من الماضي، واقفة تنظر الى السماء شاردة الذهن، انا اعلم بل على يقين، بانها حزينة وخائفة ومهمومة ومرعوبة اكثر مني بكثير، ولكنها حتى اللحظة الاخيرة تحاول ان لا تظهر امامي ضعفها وهزيمتها، حتى وهي تنتظر الموت تتصنع الانتصار، وكانها تقول: لن تهزموني حتى في موتي، لن تروا الهزيمة، انا اعلم ان الحقيقة غير ذلك، وارى انها تود ان تبكي وتبكي على النهاية التي وصلت اليها، لا افهم لماذا اشفق عليها اكثر من اشفاقي على نفسي، وانا اواجه نفس المصير، هل لاني ابن بشر ومشاعرنا نحن البشر متناقضة تتأثر بالموقف والحدث الذي نحياه، وتتغير مشاعرنا في كل لحظة وحسب الظرف، او ان اشفاقي سببه انها كانت مثالا للقوة التي لا تهزم واصبحت في لحظات لا شيء؟.. اتأملها من جديد، من اخمص قدميها حتى راسها في جو من الصمت الرهيب في انتظار الموت.. فجأة.. دبت الحياة في <font color=#ff0000>"السبع الصفر"</font> ،وتحركوا ودب الذعر والخوف في قلبي لدرجة ان ساقاي لم تعد قادرة على حملي، وسقطت على الارض، وقلبي يخفق ويدق بقوة، ومرح رفعت راسها الى فوق واغمضت عيونها ووقفت بشموخ وكبرياء.. تحرك <font color=#ff0000>"السبع الصفر"</font> مزق الصمت، ومزق معه قلبي، في لحظات، او اقل من لحظات، وددت ان اصرخ فلم استطع، لان صوتي لم يتحرك من حنجرتي، تخيلت كيف سيقتلونني ، تحرك الرجل الاصفر وابتعد عنا ما يقارب المائة خطوة ووقف، لحقت به المرأة الصفراء، ولحق به الرجل الاصفر الثاني، ولحقته المرأة الصفراء الثانية، ثم الرجل الاصفر الثالث، وهكذا دواليك، حتى وقفوا جميعا بجانب بعضهم البعض، وقاموا بالاصطفاف على شكل رقم ثمانية بالعربية، ومرح ما زالت ترفع راسها وتغلق عيونها .. امسكت بساق مرح وهززتها، لم تتحرك، امسكت بها بكلتا يدي لالفت انتباهها لما يجري،</span> <span style="font-weight: 400">ولكنها وقفت ساكنة، صرخت بها قائلا : ـ "انظري يا مرح ..". فتحت عيونها ونظرت الّي، لم تر <font color=#ff0000>"السبع الصفر".</font>. ذهلت والتفت الى حيث ركزت عيوني واخذت تترقب معي، وانا لا افهم ما يحدث، هل ابتعدوا حتى يهجموا علينا ويبيدوننا، تخيلتهم كالثور في حلبة المصارعة كيف يبتعد ويستعد للهجوم ... ثم يهجم . انهم الان يصطفون استعداداً للهجوم، تخيلت انهم وقفوا على شكل رقم ثمانية ليشكلوا مقصا ليقصوننا، او انهم يتشاورون عن كيفية الطريقة التي سيبيدوننا بها، لحظات حتى بدأوا يغوصون في بطن الارض رويدا رويدا، الاقدام ثم السيقان، لم يعد يظهر منهم سوى الرؤوس، وهم على نفس الطريقة التي اصطفوا بها، ثم اخذ ما ظهر منهم بالغوص في عمق الارض، حتى اختفوا تماما، وبعد ذلك ظهر دخان عبق المكان الذي اختفوا فيه، واخذ الدخان يدخل خلفهم في جوف الارض ايضا، حتى اختفى . اخذت اسأل مرح كالاطفال الصغار <font color=#ff0000>: ـ "وين راحوا .. وين راحوا ؟"</font>. ومرح لا تجيب، اخذت انظر حولي لأتأكد إن كنت احلم، واحث مرح ان تكلمني، ولكن مرح جلست على الارض واجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة، وبصوت عال، بعد ان اخفت وجهها بكفيها، واخذت تبكي بحرقة وبطريقة هستيرية، تهز راسها وتضرب بيدها على فخذيها وتعيد كفيها على وجهها، وتبكي ودموعها تسقط بغزارة ، لم ار في حياتي مثل</span> <span style="font-weight: 400">هذا البكاء وهذا الحزن، الا مرة واحدة قبل سنين طويلة، حينما بكت خالتي ونحن ندفن ابنها الذي مات في حادث سير، ومرح ما زالت تبكي، حتى ان ما اراه امامي من تصرفات مرح قد انساني كل لحظات الخوف والموت التي مرت قبل دقائق، واخذت اصرخ فيها: ـ " ارجوك ..كفى.. كفى.. ماذا حصل؟ ..ماذا حصل ؟..". قالت وهي تبكي: ـ لن يقتلونا.. لن يقتلونا تفاجأت من كلامها <font color=#ff0000>وقلت: ـ " ولماذا تبكين؟". فنظرت الّي ورمقتني بنظرة فيها كل حزن الدنيا ودموعها وضعفها ويأسها وقالت</font> :&nbsp;&nbsp;</span></font></span></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:13 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>44
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff>&nbsp;</font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ " لقد قتلوني بهذه الطريقة اكثر من قتلهم لي لو فعلوا ."</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ذهلت اكثر ،ولم استطع ان افهم هذه الجنية ولا تصرفاتها الغريبة، وقفت تتحدى الموت بكبرياء وشموخ، ولم تسقط لها دمعة واحدة، واصابها الحزن والضعف حينما علمت انهم لا ينوون قتلها، انا لم اعد افهمها. مضى وقت حتى عادت مرح الى حالتها الطبيعية، الحزن ما زال يخيم على الاجواء، ويظهر بوضوح على ملامح مرح وفي عيونها. بدأت اسالها لعلي افهم ما يحدث، ولا يوجد احد يفسر لي هذه التصرفات الغريبة غيرها ... <font color=#ff0000>قلت : ـ "مرح ماذا حدث .. وماذا يحدث وماذا سيحدث ؟".
</font>ـ ان ما رايت وحدث "للسبع الصفر" هو انه اعيد تجميدهم من جديد، واعادتهم الى مكانهم الاول الذي كانوا فيه، وانهاء دورهم وسحب القوة منهم ليتم ابادتهم، وهذه هي الطريقة المتبعة في انهاء الشيء او قبرة، وايضا لقد قرروا ان لا يقتلونا، وهذا واضح من خلال ما حدث، "فالسبع الصفر" لا يحضرون ويظهروا ويتحركوا الا للابادة، وهذه هي المرة الاولى التي يتحرك بها " الصفر" ولا يبيدون، لقد قرروا ان لا يقتلونا يا حسن.." قلت مستغربا والفضول يشدني لمعرفة حقيقة هؤلاء <font color=#ff0000>: ـ "من هم يا مرح؟ ".</font>
&nbsp;ـ "هم يا حسن السر الاكبر المختفي منذ ازمان، ولو بقيت تسألني طول عمري لن اجيبك ..&#33;".
<font color=#ff0000>ـ ولماذا ؟ </font>
<font color=#0000ff>ـ "لا تسألني ارجوك ؟&#33;&#33;".</font>
حيرتني اكثر واكثر بالغموض الذي يحيط بهؤلاء وبحقيقتهم وبوصفهم بالسر الذي اختفى منذ ازمان، ويئست من ان احصل منها على اجابة تروي ظمأ فضولي فسالتها : ـ "والان ماذا نفعل ؟". <font color=#0000ff>ردت قائلة : ـ " انا حائرة يا حسن، انا حائرة لا ادري ماذا نفعل، اشعر بضياع لم اعهده من قبل، قل لي انت ماذا نفعل؟ قل لي..".</font>
ابتسمت وضحكت: ـ "انا اكبر "طرطور" في الوجود اقول لها ماذا تفعل يا لسخرية الاقدار مرح تسألني انا ماذا نفعل..". وسألت نفسي فعلا ماذا يمكن ان نفعل؟ التفت بأتجاه الاقواس من حيث تقف، وكان الاشخاص ذو الهيبة والوقار قد اختفوا، فقلت لها: ـ " انظري يا مرح جماعتك اختفوا، ولمعت برأسي فكرة خاطفة، فقلت لها: انهم لا ينوون قتلنا فلم نخاف.".
ـ " نعم لا ينوون قتلنا، ولكن لن يمنعونا ان نقتل</span> <span style="font-weight: 400">انفسنا، فان كانت هناك منطقة ممنوعة ومن يدخلها يموت فسنموت .".
&nbsp;ـ " كلا يا مرح ان احساسي يقول لي ان هناك شيء اكبر من ذلك بكثير، ويبدو لي ان كل ما علمتيه في السابق لا يتعدى امورا بسيطة في عالم كبير. تعالي فلا يوجد شيء نخسره ...".
&nbsp;<font color=#0000ff>ابتسمت مرح وقالت: ـ "ودار الزمن يا حسن لتسير مرح خلفك، هيا لنرى اين سيقودنا احساسك .."</font>. سرنا باتجاه الاقواس الفارغة، وسالتها: ـ <font color=#ff0000>"أي قوس يؤدي الى بوابة الشر؟"</font>
ـ" لا اعلم، ماذا يقول لك احساسك ؟".
ـ "هيا خلفي..". واردت ان ادخل القوس الثالث، فامسكت بكتفي وقالت: ـ يا مجنون الى اين ؟ اتريد ان تدخل البوابة برغم ما حدث . ـ "نعم وهل هناك بديل اخر، ان ارادوا ان يمنعونا سيفعلوا، فلم لا نجرب .". ـ "ولكن ان دخلنا القوس الخطأ، فسنتوه طوال العمر، وسنموت ونحن نبحث عن مخرج ولن نجده.". قلت لها : ـ "سيري خلف احساسي وسنعرف النتائج بعد ذلك.". هزت راسها وابتسمت <font color=#0000ff>وقالت: ـ "هيا نرى احساسك الى اين سيقودنا.."</font>.
خطوت لادخل القوس الثالث فظهر امامي شاب وسيم بهي الطلعة يرتدي زياً كزي اهل الباكستان، لونه ابيض موشح بثلاثة خطوط ذهبية، وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة وقال : ـ " اذهب وادخل من الباب الثاني." وقفت امامه مبهوتا وهو يبتسم ساخرا، شدتني مرح من قميصي الى الخلف
وقالت: ـ "هيا ندخل من القوس الثاني" ، فنظرت اليها وقلت: ـ "لا تكوني غبية، احساسي يقول انه القوس الثالث، وبما انه ارشدنا الى القوس الثاني فمعنى هذا انه لا يريدنا ان ندخل من عنده لانه القوس الصحيح..". ارادت مرح ان تتكلم ولكني قاطعتها وقلت : ـ "تعالي لاريك صدق كلامي، <font color=#ff0000>سنجرب ان ندخل من القوس</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>الرابع او الخامس او الاول لأثبت لك انهم لن يمنعونا من دخولها لانها الاقواس الخطأ،</font> وهذا ما يريده.". اندفعت باتجاه الباب الرابع ولم اكن انوي دخوله، وما ان وقفت امامه حتى ظهرت امامي فتاة ترتدي فستاناً موشحا باربعة خيوط ذهبية..يا الله ما اجملها، بهرني جمالها، وتصنمت انظر لذلك الابداع والجمال الخلاب الذي يأخذ العقل، جسمها متناسق ووجها كاستدارة القمر او ابهى، ابتسمت ساخرة وقالت: ـ " لقد قال لكم ان تدخلوا من القوس الثاني فادخلوه." فشدتني مرح بقوة، وامسكت يدي وقالت: ـ هيا الى القوس الثاني. سحبت يدي من يدها بقوة، واتجهت الى القوس الخامس، ولحقت بي، وظهر امامي شاب بهي الطلعة، جميل، يرتدي نفس الزي، موشح بخمسة خطوط، ضحك وقال لنا : لقد قالوا لكم : اذهبوا من القوس الثاني، فافعلوا. وركضت مسرعا باتجاه القوس الاول ومرح تصرخ علّي: ـ كفاك عنادا لا تكن احمقا.. ووصلت القوس الاول وظهر لي شاب يشبه زميله بعض الشيء، بنفس الزي، الا ان ثوبه موشح بخيط واحد بدل خمسة وكان يضحك ساخرا منا بشكل مميز، <font color=#ff0000>وقال وهو يضحك: ـ "لقد قالوا لكم ادخلوا من القوس الثاني فلماذا لا تفعلوا؟"</font>. يئست ووقفت حائرا، وشدتني مرح غاضبة وقالت : ـ هيا، كفاك غباء،ماذا تريد ان تثبت ، هل تريد ان تثبت ان احساسك صادق بالقوة؟ هيا الى القوس الثاني. وطلبت منها ان تتمهل، وقلت لها : ـ ان في الامر خدعة ما واحساسي يقول... قاطعتني وقالت: ـ اسمع يا حسن انت حمار وغبي، لا تعمل حالك شاطر اكثر من اللازم ،هيا لندخل القوس الذي اشاروا اليه، لو ارادوا ان لا ندخل لمنعونا، وهم ليسوا بحاجة لخداعنا، من تظن نفسك ليضيعوا الوقت بخداعك، انتم البشر غريبي الاطوار .". قلت لها : ـ هيا سادخل معك وسنرى من فينا الصادق .. وصلنا الى القوس الثاني وظهرت بمدخله فتاة رائعة حسناء جميلة..اشارت بيدها وقالت بهدوء ورقة ونعومة: ـ تفضلوا، اهلا وسهلا بكم ... وقفت كالصنم امامها مبهورا بجمالها...كررت كلامها، ويبدوا اني قد نسيت نفسي، ولم اشعر الا بمرح "تلكزني" بكوعها وتقول لي: ـ " تحرك لا تقف كالصنم .". تحركت وانا التفت الى الخلف تجاه الفتاة، وكأن عيوني لا تريد ان تفارقها, وما هي الا لحظات حتى وجدنا انفسنا امام تلك البوابة العملاقة العظيمة .. يا الله... كم هي عجيبة، فعلا انها من عجائب الزمان، فلا بد ان الالاف قاموا ببنائها عبر الاف السنين، فكل لون ونقش عليها يأخذ العقل الى عالم الابداع والفن والجمال اللامحدود. لمست بيدي النقوش التي نقشت بدقة وحرفية لم ار مثلها، وحتى الجنية مرح التي رأت كل العجائب وقفت صامتة مبهورة امام هذه اللوحة الفنية العظيمة . ـ اعتقد اني بحاجة الى سنوات لارى كل الرسومات المنقوشة.. التفت الى مرح وقلت لها : ـ "هيا بنا نفتح البوابة وندخل &#33;" ضحكت وقالت: ـ ان فتح مثل هذه البوابة بحاجة الى الف رجل فكيف سنفتحها؟ ولا اعتقد يا حسن اننا في موقف يسمح لنا بأن نفتح البوابة او نقرر أي شيء، يجب ان ننتظر، ولا شيء نملكه سوى الانتظار.".
وما ان اكملت كلامها حتى ظهر من اسفل يسار الباب، ومن اسفل يمينه، بابان صغيران بالمقارنة مع حجم الباب الاصلي، وكانهما ثقب في اضخم باب عند البشر ,وخرجت من البابين الصغيرين فتاتان جميلتان، وكأنهما توأم في كل شيء, اشارت الاولى الى مرح <font color=#ff0000>وقالت لها : ـ "تفضلي اهلا وسهلا .."</font> واشارت الثانية الي وقالت: ـ " تفضل اهلا وسهلاً..." نظرت انا ومرح الى بعضنا البعض، وخاصة ان كل واحد منا سيدخل بوابة صغيرة من اتجاه مختلف. ترددت قليلا، وغمزتني مرح بطرف عينها تحثني على الذهاب مع الفتاة... فعلت، وكذلك هي، وما هي الا لحظات حتى اصبحنا خلف البوابة من الداخل والتقينا، وبقيت الحسناوتين برفقتنا، وكانت خلف البوابة ساحة مزينة باعمدة تشبه الساحة الاولى التي دخلناها في المرة الاولى الى حد كبير. طلبت منا الحسناوات ان نسير.. سرنا، وبعد عدة خطوات نظرت الى الارض، وكان على البلاط انعكاس ظل احد الاعمدة، فقفزت عنه بحركة لا شعورية، فنظرت الفتاتين الواحدة الى الاخرة بابتسامة "ولكزتني" مرح وقالت: ـ بس هبل.. وبعد دقائق، طلبت الفتاتان منا بعد ان وصلنا الى نهاية الساحة ان ننتظر قليلا، وعادتا من حيث اتين، واثناء انتظارنا سألت مرح:</span> <span style="font-weight: 400">ـ<font color=#ff0000>" لماذا لم يفتحوا لنا الباب وادخلونا من ابواب صغيرة من اسفله؟ </font>ولماذا ادخلونا كل من باب مختلف؟؟؟"
<font color=#0000ff>قالت مرح: ـ اعتقد ولا اجزم بان السبب وراء دخولنا من ابواب مختلفة بسبب الاختلاف بين عالمينا, فانت من عالم وانا من اخر.." </font>
وابتسمت وقالت ساخرة: ـ اما لماذا لم يفتحوا لك الباب الرئيس فيبدو انهم لم يعرفوا من تكون، وما هي مكانتك، اخطأوا سامحهم ..</span><font color=#ff0000>" ما عرفوا انك حسن ". </font></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:14 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>45
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">فهمت من سخريتها ان الباب لا يفتح الا لذي شأن كبير، ومن بعيد لمحنا فتاة وشاب اقتربا منا، واشارا لنا ان نذهب معهم . سارا امامنا ونحن خلفهما في طريق في وسط حديقة كبيرة ، وكانا يتحدثان ويتمازحان ويتضاحكا بلغة لم اسمعها من قبل، ولم افهمها<font color=#ff0000> فسألت مرح: ـ ماذا يقولون؟؟ </font>

قالت لي: ـ "وماذا يعنيك ذلك, انت فضولي اكثر من اللازم، انهما يتحدثان بامور غير هامة ,ماذا تريد، ان اترجم لك؟ حاضر يا حسن : هي تقول له انها ستذهب مع صديقتها غدا ,وهو يقول لها : لا تنسي ان تخبريها بما اتفقنا عليه .وهي تقول:كلا لن اقول لها. وهو يرد عليها: لن تفعلي هذا بي وهي تقول حتى ترى، وهو يهمس بأذنها وانا لم اسمع ما همس به ، ولا استطيع ان اترجم، وهي ترد طيب&nbsp; حتشوف، وهو بيضحك <font color=#ff0000>والضحكة ليست بحاجة الى ترجمة،</font> وكذلك هي تضحك، هل تريد ان اكمل لك ترجمة ما يقولانه؟ هل الامر مهم؟"

&nbsp;قلت لها: ـ لا شكرا، لقد فهمت بما فيه الكفاية . بعد عشرة دقائق من تحركنا، وصلنا الى بيت كبير وكـأنه القصر، ولكن ما لفت الانتباه ان هذا البيت مصنوع من الزجاج بكامله، الابواب الجدران الشبابيك السقف، وكذلك الارض مرصوفة بزجاج...فتح لنا الشاب البوابة ,وقال: ـ تفضلوا ... دخلنا البيت، وعاد الشاب والفتاة من حيث اتيا، يتمازحان ويضحكان ويتحدثان بلغتهما الغريبة , اخذت اتأمل البيت، وكأنه اية في الجمال والذوق الرفيع، جلسنا على المقاعد لعدة دقائق، حتى اقبل شاب يرتدي الاسود بالاسود، اقترب منا ودون ان يتكلم, <font color=#ff0000>وبأشارة من يده فهمنا انه يطلب ان نرافقه.</font> سرنا خلفه عبر ممر واسع الى ممر ضيق، ودخلنا صالة ضخمة مليئة بمئات المقاعد ونوافير الماء ,قاعة من الكبر بحيث تتسع لألف شخص مجتمعين معا ,والغريب ان البيت حجمه من الخارج، لا بدل على انه يتسع لمثل هذه القاعة. اشار الشاب الاسود لنا باشارة فهمنا منها انه يطلب منا الانتظار, انتظرنا خمس ساعات ، وبعد ذلك حضرت الينا فتاة وطلبت منا ان نرافقها, سرنا معا ما يقارب النصف ساعة بين ممرات وصالات ضخمة تبهر الابصار بجمالها، وكأن هذا المكان يسكنه الملوك . وصلنا الى حديقة ضخمة لم ار في حياتي ولا في احلامي اجمل منها، باشجارها وبأزهارها وبتناسقها، والعجيب ان هذه الحديقة لم تكن خارج البيت بل داخله, وهناك طلبت منا الفتاة ان ننتظر ,وعادت من حيث اتت، وما كادت تغيب عن ابصارنا حتى حضر شخصان يبدو عليهما انهما قد بلغا السبعين من العمر. تحدث احدهم وطلب ان نرافقه, سرنا لاكثر من ساعة بين اشجار طويلة وعملاقة، لم استطع ان اميز اين يصل ارتفاعها، لا ادري هل هذا بسبب الظلام، ام انها نمت داخل هذا البيت العجيب؟ بطريقنا نور يضيء المكان بلون اخضر لا ادرك مصدره، ربما كان انعكاس الشمس على لون الاشجار الخضراء لينعكس هذا النور ..دون سابق انذار او رؤية مسبقة وجدنا انفسنا امام سورحجري لا اول له ولا آخر، ولا تصل رؤية العين الى اين ينتهي</span> <span style="font-weight: 400">طوله او ارتفاعه،<font color=#ff0000> طلب منا احد الرجلين ان ننتظره، وعادا من حيث اتيا.</font>.. السور مبني من حجارة عملاقة، وباشكال هندسية جميلة ذات الوان داكنة، فن معماري دمج فيه الماضي بالحاضر، احجار برزت، واحجار مالت من جانب متقاربة ومن جانب متباعدة، وانا أتأملها، فجأة، تحركت سبع حجارة من الصف السفلي للسور، محدثة صوت صرير قوي، وفتحت من خلفها سبع بوابات، وكان هاتفا نادانا ان ندخل، او قوى خفية دفعتنا للدخول خلف النور المنبعث من داخل الابواب، دخلت من بوابة دون قرار مني، وكذلك فعلت مرح، ودخلت من بوابة اخرى غير التي دخلت منها، ووجدنا انفسنا خلف السور، ولم يكن من الممكن ان نرى شيئا بسبب الضباب الكثيف الذي ملأ الجو. لم اكن ارى مرح، واظن انها ايضا لا تراني .. <font color=#ff0000>بدأ الضباب يتلاشى، و الشمس تظهرمن وسط السماء لتملأ المكان نورا، لم تحتمل عيوني نور الشمس الساطعة,</font> فوضعت كفاي على عيوني لاحميهما من اشعة الشمس، خاصة واني لم ارها منذ وقت ليس بقصير، حرارة الشمس اقوى من التي اعتادها جسمي، وكان المكان اقرب الى الشمس من أي مكان اخر على الارض. ظهر هذا على الارض المحروقة الخالية من أي نوع من انواع الحياة، والممتدة على طول البصر، لم يكن هناك ظل نستظل به، حتى السور لاظل له، وظله بالاتجاه الاخر للسور . الابواب التي دخلنا منها اغلقت من خلفنا، ولم نعد نستدل مكانها. نظرت الى مرح ونظرت الي، ونفس السؤال عندي وعندها، هل هذه هي النهاية؟ لم تتأثر مرح من حرارة الشمس، انما نور الشمس الساطعة لم تعد تحتمله اكثر، فهي تهرب بعيونها وتخفيها، وتبذل كل الجهد لتحمي عيونها، وكان عيونها لم تعتد مثل هذا النور، فقلت لها: ـ هل خدعونا ليوصلونا الى هذا المكان؟ وهل هذه ارض جهنم التي سمعنا عنها؟ ـ <font color=#0000ff>"لا اعتقد ذلك، لو ارادوا ايصالنا الى هذا المكان لفعلوا هذا منذ البداية بلحظات دون عناء، اصبر لنرى ماذا سيحدث".</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ لا اعتقد اني سأحتمل اشعة الشمس لساعة واحدة.</span> <span style="font-weight: 400">ـ "لا خيار امامنا الا الانتظار والصبر، فلا مكان نذهب اليه وانا اعاني ما تعانيه وربما اكثر منك، فانا لم اعرف الشمس طوال حياتي ،ولا استطيع ان احبها الا في الظل، فان كانت قدرة احتمالك للشمس ساعة فقدره احتمالي لها اقل من ذلك بكثير". <font color=#ff0000>ـ يبدو انهم عمدوا الى ذلك حتى نذوق نفس العذاب"</font>. فردت: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " لا اعتقد انهم يسعون الى ذلك". لم اعد احتمل، وكذلك <font color=#0000ff>مرح،</font> اردت الجلوس على الارض ولم احتمل حرارتها، وفضلت الوقوف، نظرت من حولي ووجدت ان الارض قد تغيرت، ملامحها سوداء جرداء محروقة، حتى الصخر والحجر لم يخف ما حل عليه من فعل الشمس، انها لا بد ان تكون ارض جهنم الجرداء الحارة اللا متناهية. <font color=#ff0000>قلت لمرح: ـ لما لا تخلعي ثوبك لنرفعه بايدينا ونستظل به من الشمس وتحمي عيونك، فحرارة الشمس لا تؤثر بجسدك مثلي انا.</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فابتسمت وهي تظلل عيونها بيديها وقالت: ـ" ا ن طلبك مهين" .
<font color=#ff0000>ـ وما الاهانة في طلبي، اتخجلين؟&#33;&#33; </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " لو اني لا اعرف مدى سذاجتك لرددت عليك الرد المناسب". فوجدت في هذا الحديث متعة قد تستطيع ان تلهيني عن العذاب الذي انا فيه، واردت ان اكمل حديثي الا ان انفتاح باب بالسور لفت انتباهنا وقطع حديثنا، انفتح باب من السور وخرج منه رجل طويل القامة، في ملامحه القوة والشدة والحزم، وكأنه قائد جيوش العالم، سار باتجاهنا وطلب منا بلهجة الامر ان نتبعه. كان يسير وكأن الارض ترتعد من تحت اقدامه... تبعناه</span> <span style="font-weight: 400">المسافة تزيد عن المئة متر، فوجدنا انفسنا تحت ظل يحجب الشمس، وكان هذا الظل مظلة خفية لم نكن لنرها، وتحت هذا الظل طاولة شبه مستديرة، ومجموعة من الكراسي يزيد عددها عن عددنا، مصنوعة من الحجر الاحمر من الرخام، طلب منا ان نجلس، او بالاحرى، امرنا بحزم ودونما مجاملة ان نجلس ، جلسنا وكان الجو رطبا، فاردت ان اساله، ولكن قبل ان انطق الكلمة الثانية بعد الاولى قال لي بطريقة تحقيرية<font color=#0000ff>: ـ " اصمت ولا تتكلم"..</font> تغيرت ملامح مرح وبدا عليها الامتعاض للطريقة التي عاملني بها، وظهر الكبرياء المعتاد في عيونها، ربما كان هذا لانها شعرت بانه سيعاملها بالمثل لو انها تكلمت ، نظر الينا هذا الشخص وقال: </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "انا "برصاد" الحارس الاول لهذا السور، والمساحة التي يمتد اليها ظله، وانتم الان تجلسون في منطقة مسؤوليتي، ولم يحدث منذ ان استلمت قيادة السور ان استطاع احد ان يخطو خطوة واحدة خلفه، او حتى يلمسه من الخلف أيا كان ومن أي عالم كان، وكان يكفي التفكير في ان يجتازه احد لتكون نهايته، <font color=#0000ff>ولكن لقد صدرت لي الاوامر ان اسمح لكم بدخوله،</font> وبرغم ان هذا يؤلمني الا اني نفذت الاوامر، وكنت اتمنى لو انكم وصلتم الى هنا ولم تكن هناك اوامر تقيدني، لكنت جعلت منكم شيئا من لا شيء، <font color=#0000ff>و"صراره"(بحصة)</font> صغيرة في</span> <span style="font-weight: 400">احدى حجارة هذا السور، واتمنى ان تسنح لي الفرصة يوما لالقاكم من جديد، وتكون لي الحرية لافعل بكم ما اشاء، والان اطلبوا ما شئتم مما استطيع ان انفذه وارحلوا من هذا المكان، واني احذركم، بانه لو غربت الشمس واشرقت ،وانتم لم تتجاوزوا حدود ظل السور فساعيدكم الّي لتعرفوا من هو <font color=#0000ff>"برصاد"،</font> سأعيد عليكم كلامي حتى يكون واضحا، وان لم تفهموا شيئا فأسالوا حتى تفهموا، غدا حينما تشرق الشمس سيكون للسور ظل، ولو كانت قدم احدكم ما زالت على الظل فان لي الحرية لاعيدكم وافعل بكم ما اشاء، هكذا هي الاوامر، وانا اتمنى ان لا تنجحوا وتتخطوا ظل هذا السور، حتى استطيع ان استضيفكم في جهنم "برصاد"، <font color=#0000ff>افهمت يا حسن يا ابن صفية،</font> ويا <font color=#0000ff>"كونته" ابنة نازك"؟</font> فهزت مرح راسها باستخفاف وكانه لم يعجبها ان يخاطبها باسمها الحقيقي. فرد اليها هو ايضا النظرة بنظرة اشمئزاز وقال: ـ "الان ساحضر لكما</span> <span style="font-weight: 400">الطعام والشراب ،لان جسدكم سيحتاجه في هذه البقعة".. وبعد لحظات حضر عدة اشخاص يحملون في ايديهم اطباقا مختلفة فيها من جميع اصناف الطعام الذي اعرفه، وفي اطباق اخرى طعام لم اعهد مثله من قبل، وضعوا الاطباق على الطاولة وانصرفوا دون كلام، وكنت فعلا قد شعرت بالجوع والعطش منذ لحظة خروجي من السور، وكأني عدت الى وضعي الطبيعي، الاطباق والشراب التي امامي كانت تختلف عن تلك التي وضعت امام مرح، بدأت اكل بشراهة واشرب ولا ابالي بوجود احد، وبعد ان اخذت حاجتي من الطعام والشراب لفت انتباهي ان مرح لم تمد يدها الى شيء، بل التفتت الى الاتجاه الاخر شاغلة نفسها بالعبث بشعرها، وكانه لا يهمها احد او شيء، فالتفت اليها برصاد <font color=#0000ff>وقال : ـ "كلي يا "كونته"</font> هذا الطعام الذي اعتدت عليه بعالمك، انا اعلم انك بحاجة اليه". رفعت مرح حواجبها وزمت شفتيها وحركت عيونها باستخفاف كبير "ببرصاد" ، تنهد برصاد وقال: <font color=#0000ff>لست الا حشرة مغرورة</font> ... ووجه حديثه لنا الاثنين : ـ "هل تريدان شيئا قبل ان اذهب "؟ قلت له : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اريد ان اعرف الى اين تصل حدود ظل السور ؟
قال لي : ـ " اعرف بنفسك "&#33;&#33;
قلت : ـ نريد سيارة نقطع بها المسافة. ضحكت مرح من كلامي بطريقة استفزت برصاد، وعلمت فورا ان طلبي سخيف، فنظر الي<font color=#0000ff> وقال: ـ " لا</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>توجد سيارات ".</font> قلت : ـ اذا مظلات وماءاً وطعاماً وملابس تلائم المكان .. والتفتت الي مرح لفتة سريعة فهمت منها انها تريد ان اطلب لها شيئا حتى لا تطلبه هي منه . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قلت : ـ وشيء يقي عيون مرح من الشمس .</font>
ابتسم برصاد وقال: ـ "ساحضر ما طلبته ولكن لن تحتاجونه". قلت : ـ بأي اتجاه يجب ان نسير ؟ قال: ـ "بأي اتجاه معاكس للسور سيروا". قلت : ـ هل مسموح ان نطلب جمالا نركبها؟ ضحكت مرح مرة اخرى من طلبي ...وقال برصاد: ـ "هل هناك شيء اخر "..؟
&nbsp;فكرت قليلا وقلت له: ـ "لا تنسى ان تحضر علبة سجائر وولاعة". ضحكت مرح بصوت عال، استفزت برصاد، فقال كاتما غيظه: ـ<font color=#0000ff> "ساحضرها لك"</font>. قلت له لا شعوريا : ـ " مارلبورو " اذا سمحت. ولكن كلمتي التي لم اقصد بها شيئا جعلت مرح لا تتمالك نفسها من الضحك، حتى كادت تسقط من على الكرسي ، ووقف "برصاد" على قدميه .. وقد خيل لي انه سيمسك مرح من شعرها ويرفعها عن الارض، ثم</span> <span style="font-weight: 400">يلقيها ثم يدوس عليها بقدميه، لكنه تمالك اعصابه وغضبه، وتعمدت مرح ان تستمر بالضحك اكثر واكثر. قال "برصاد": ـ "الان ساذهب، واتمنى ان القاكم مرة اخرى "... سار <font color=#0000ff>"برصاد" </font>باتجاه السور ومرح لا تزال تضحك وترفع صوتها. وما ان اقترب من السور حتى نادت مرح عليه وقالت : ـ لا تنسى " المالبورو" ... ـ مصاحبة الكلمة بضحكة متواصلة ـ والتفت "برصاد" الى مرح والشرر يقدح في عينيه، ودخل البوابة التي ظهرت من السور، وبعد دقائق خرج من السور عدة اشخاص، واحضروا ما طلبناه، وعادوا دون كلام، الا ان مرح قالت لهم وهي تضحك : </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "سلموا لي على "برصاد"". والتفتت الي مرح وقالت: &nbsp;</span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:15 PM
<font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>46
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ "انت اشفيت غليلي منه، لأول مرة من معرفتي بك </font><font color=#ff0000>بدأت احب هبلك</font><font color=#0000ff> واسلوبك في الكلام "..</font>.</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ ليش ما انا كنت احكي عادي، وهو الي حكى: اطلبوا أيش بدكم. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " وبتروح تطلب سيارة... انت بتفكر حالك وين".. واخذت تضحك . ـ ولكن الم تخافي من غضبه وانت تقومين باستفزازه . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "اردت ان ارد اليه الاهانة، ولم تكن لدي طريقة اخرى، ولو كان مسموحا له ان يؤذينا لفعل ذلك دون الحاجة لاستفزازه ". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هيا اذا، لنسرع ونخرج من هنا، قبل ان ينتهي الوقت ونعطي الفرصة الى "برصاد" ليفعل بنا ما يشاء. ـ "لا تستعجل فلن تستطيع التحرك قبل ان تبدأ الشمس بالغروب، والا فقدنا قوتنا، وهو قد لمح الى ذلك حينما طلبت الاغراض وقال انكم لن تحتاجوها، فلن نحتاج الى المظلات بعد غروب الشمس. وبدأت مرح تاكل وتشرب من الطعام الذي رفضت ان تمد يدها اليه امام <font color=#0000ff>"برصاد"،</font> وكأن كبرياءها منعتها من ذلك. استبدلت ملابسي وحذائي بالملابس التي احضروها، وكانها فصلت لتلائمني، وخلعت مرح ملابسها واستبدلتها امام عيوني التي ترقب <font color=#ff0000>جسدها الفاتن،</font> الذي كاد ان ينسيني ما كنت فيه وما انا مقدم عليه، فقلت لها مازحا: ـ "ها انت قد خلعت ثوبك ولم تجدي بذلك مشكلة ولا اهانة، فلم يا مرح رفضت ان تفعلي ذلك حينما طلبت منك ان نستظل بثوبك من الشمس، ام انك خفت على جسدك ان يسمر من اشعة الشمس". فابتسمت وقالت:</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ " لو شرحت لساذج مثلك فلن يفهم، وجسدي لا اكشفه الا اذا اردت انا ذلك ".</font> رددت مازحا : ـ لو رددت علّي، لكان "برصاد" قد رآك ونسي السور ونسي نفسه . ـ "ليذهب الى جحيمكم قبل ان يرى "برصاد" وامثاله جسدي".. بدأت الشمس تميل الى الغروب، ووقفت مرح <font color=#0000ff>وقالت: ـ "هيا يا حسن لنسرع ونستغل الوقت، الجو الان ملائم للسير"</font>.. واردت ان احمل معي بعض الماء والطعام، لكنها طلبت ان لا افعل حتى لا تثقل حركتنا، واننا لن نكون بحاجة اليها، ويجب ان نحتمل، وسرنا على اقدامنا مسرعين</span> <span style="font-weight: 400">،وحل الظلام ونحن نخطوا مبتعدين عن السور، وكانت مرح تحثني على ان اسرع اكثر، حتى تعبت، وطلبت منها ان استريح، وقلت لها: ـ الا تتعبين ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لا وقت لدينا يا حسن، لو كانت المشكلة مشكلتي لقطعت هذه المسافة في لحظات، ولكن مصيري مرتبط بمصيرك، ويجب ان تحتمل، <font color=#0000ff>ارجوك اسرع" ..</font> اسرعت في مشيتي اكثر من السابق، وكانت مرح في كل حين تنظر الى السماء وتطلب مني ان اسرع، <font color=#ff0000>فقلت لها: ـ اعتقد اننا ابتعدنا بما فيه الكفاية، وان ظل السور لا يمكن ان يصل الى هنا ..</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قالت : ـ " لا يا حسن ربما لم نقطع نصف المسافة، فارتفاع السور كبير وظله سيكون عشرات الاضعاف". وقفت مرح وطلبت مني ان اجلس واستريح، ففعلت ذلك، وجلست واستراحت هي كذلك، </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت: ـ <font color=#0000ff>" الان يا حسن يجب ان نركض بكل قوانا، وان لا نتوقف حتى تنشر الشمس اشعتها"</font> .. ففعلت ما امرتني به، وركضت وركضت بسرعة جنونية، حتى بدأ النور يظهر وتتلاشى معه ظلمة الليل، ووقفنا، وظهر ظل السور منبسطا على الارض ونحن نبعد عنه مئات الامتار، فجلسنا والفرحة تملأ صدورنا. علمنا اننا الآن نجونا من قبضة وبطش <font color=#0000ff>"برصاد"،</font> وارتحنا قليلا، وسرنا لنصعد هضبة لنرى انتصارنا على ارض الجحيم وتلك البقعة الجرداء، وان كل ما نراه امامنا الان هو الخضرة والاشجار والازهار.. سمعنا صوت هدير بين الاشجار، بدا صوته كشلال كبير، فسرنا نحوه، ودخلنا غابة كثيفة من الاشجار، وصدق ظننا، لقد وجدنا انفسنا امام نهر تحيط به الاشجار من كل جانب، وتحوم فوقه الطيور والعصافير،وهدير الشلال الذي ينساب من اعلى النهر يصدر اصواتا تطرب لها الاذان، وتفرح لها القلوب، وصفاء ماء النهر وانعكاس زرقة السماء فيه تبعث على الراحة والطمأنينة، وتشد ناظره لان يسبح فيه، جلسنا بجانبه ومرح تتامل النهر وما حوله، والقلق باد في عيونها.. خلعت ثيابي ونظرتني مرح</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقالت: ـ "ماذا ستفعل"؟ قلت لها : ـ اود ان اسبح قليلا. ـ " ان صفاء النهر وجماله</span> <span style="font-weight: 400">يبعث على القلق فلا تقترب منه حتى نتبين حقيقته، <font color=#0000ff>وان صدق ظني فان هذا هو </font><font color=#ff0000>النهر الملعون</font><font color=#0000ff> الذي كنت اسمع عنه الحكايات في عالمي ".</font> ـ وكيف تعرفين، ولماذا تظنين ؟ ـ "انظر الى الطيور التي تحوم فوقه.. لا يعكس النهر صورتها، وكذلك الاشجار، فما سمعته ان النهر الملعون لا يعكس صورة شيء حي ". ـ وكيف تتأكدين من ذلك ؟ ـ "سنقترب منه، وان لم يعكس صورتنا فهذا إذن هو النهر الملعون".. واقتربنا من النهر ببطء، وما ان وقفنا بجانبه حتى عكس النهر صورتنا مثله كباقي الانهار . </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ خاب ظنك يا مرح، فالحكايات تبقى حكايات. واقتربت انا اكثر لاسبح قليلا دون أية معارضة من مرح، ولكن صوتا هتف من الخلف وقال: ـ " لا تفعل ذلك". التفت باتجاه الصوت، ورأيت <font color=#ff0000>فتاتين توأمين</font>، وكأن صورة احداهما وحركاتها انعكست بمرآة، لتبدو اثنتان من حوريات الاساطير ، اقتربن منا وقالت الاولى: ـ <font color=#ff0000>"انه النهر الملعون فعلا.."</font> وقالت الثانية: ـ <font color=#ff0000>"صدقت يا "كونته"".</font> واكملت الاولى: ـ" ولكن ما تعرفينه عن هذا النهر شيء بسيط، فلهذا النهر اسرار لا يعرفها احد". واكملت الثانية: ـ " وما لم تعرفيه ان هذا النهر يعكس الصورة التي يريدها". وتكلمت الاولى وقالت: ـ <font color=#ff0000>"انا فاده"..</font> وقالت الثانية: ـ <font color=#ff0000>" انا ناده "</font>.. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قالت فاده: ـ " نحن حارستا هذا النهر، ومنذ عهدنا بمسؤولية حراسته لم يطفو عليه أي كان، ومن أي عالم كان". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">واكملت ناده : ـ "ومجرد التفكير بالاقتراب منه كان كاف لتكون نهاية من فكرفي ذلك، وسنسمح لكما بالمرور منه، ليس لاننا نريد ذلك، ولكن لان الاوامر صدرت بأن نسمح لكما بالعبور، ولكننا نحذركما بانه ان غربت الشمس وكانت اذناكما تسمعان صوت هذا الشلال، فان لنا الحرية ان نفعل بكما ما نشاء".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقالت <font color=#ff0000>فاده: </font>ـ " ونتمنى ان لا نلتقي بكما حتى لا تعرفا ماذا يمكن ان نفعل بكما" قالت <font color=#ff0000>ناده: </font>ـ "ومن كل قلبنا نتمنى لكما النجاح وان لا نلتقي ثانية" قلت وما زلت مبهورا بجمالهما: ـ والى أي مدى يصل</span> <span style="font-weight: 400">صوت الشلال فقالت فاده : ـ" اعرفوا بأنفسكم" ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">سألت : ـ والى اي اتجاه يجب ان نذهب ؟ اجابت ناده: ـ "إلى أي اتجاه تريدان من خلف النهر وعكسه اذهبوا" </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت فاده: ـ "والان، انت مر من هنا على هذا الجسر، وانت من على هذا الجسر، وستلتقيان معا في النهاية ". لم اكن ار أي جسر فسالت: ـ اني لا ارى أي جسر.. ولم اكمل كلامي حتى كنت ارى الجسرين حيث اشارت بيدها، ولم اكن ارهما في السابق . <font color=#ff0000>قالت ناده: ـ " هيا اذهبوا ".</font>. لكزتني مرح بيدها كي نتحرك، ولم تكن مرح تتفوه بكلمة واحدة.. ولكني توقفت ووددت لو اني اقضي بعض الوقت في الحديث مع هاتين الحوريتين، وقلت موجها كلامي لهما: ـ والله اني اتمنى ان لا انجح حتى القاكما ثانية.. <font color=#ff0000>فأجابت فاده: ـ "لا تتمنى ذلك"..</font> وكانت مرح تحثني وتشدني على ان أمضي بسرعة وفي عيونها قلق، ولكني اكملت حديثي وقلت لهن: ـ هل يمكن ان نتصافح؟ وكم كنت اود في قرارة نفسي بان المس يد احداهن . <font color=#ff0000>قالت ناده: ـ " لا اظن انك تود ذلك".</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">وقرصتني مرح قرصة اوجعتني وقالت بهمس: </span></font></span></h1></font>

السنافي
12-09-04 ||, 07:16 PM
<font color='#810541'>انشاله بكملها عقب ..



اخوكم السنافي</font>

سيدة الحب
16-09-04 ||, 12:28 PM
<font color='#736AFF'><em><font face="arial, helvetica, sans-serif" color=#0066ff>السلام عليكم والرحمة

مشكور اخوية على المجهود المهول لكتابة القصة

عجيبة و وايد اتشد الاعصاب والله وايد عيبتني

اتريا التكملة بسرعة plz اسبوع و اسافر و ما بقدر اقراها

يالله نتريا الباقي<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/laugh.gif" border=0></font></em></font>

السنافي
16-09-04 ||, 09:23 PM
<font color='#810541'>انشاله من عيوني حبوبه ..

بكمله .... في اقرب وقت ..

ومشكوره اختي <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa41.gif" border=0>سيدة الحب<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa41.gif" border=0>

على المروور .. والحمدله ان القصه عيبج ..

اخوج السنافي</font>

سيدة الحب
27-09-04 ||, 02:42 AM
<font color='#736AFF'>

<font color=#0066ff size=4><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/down.gif" border=0>السلام عليكم والرحمة

شحالك اخوية انا زعلانة منك وين التكملة<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/sad.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':('>

ما تم شي 4 ايام و اسافر


plz اترياك</font></p></font>

السنافي
01-10-04 ||, 05:16 AM
<font color='#810541'><p align=center><font size=4><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>47
<hr>
</font></font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#0000ff>ـ "هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر".</font>
&nbsp;قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر . </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#0000ff><span lang=ar-sa>قالت </span><span lang=ar-eg>ف</span></font><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>اده : ـ "ماذا تريد" ؟</font> قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .&#33;&#33; <font color=#0000ff>قالت ناده : ـ "اتريد ذلك فعلا" ؟</font> قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ "أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده"؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ "لك ذلك.. إقترب وأفعل". وما ان اقتربت خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: <font color=#0000ff>"مع السلامة".</font> لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر </span></font></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent"><font size=4><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">وقالت مرح: ـ "بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد "<font color=#ff0000>حمار</font>" مثلك ما بسمع النصيحة" . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من "برصاد" بهذا القدر. <font color=#ff0000>قالت: ـ "لقد عرفت من اللحظة الاولى،</font> ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة". واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف <font color=#ff0000>قال:" لا تفعلوا ذلك..".</font> التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. <font color=#ff0000>قال العجوز: ـ انا اسمي "نيركا.".</font> واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي <font color=#ff0000>"نار"</font>، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">شم رائحة ورود هذه الارض، فاعلموا ان <font color=#0000ff>"نار"</font> سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.". واشار بيده الى شجرة <font color=#ff0000>وقال: ـ" ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.".</font> ووضع العجوز يده على راس النمر، وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، <font color=#ff0000>وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة </font>، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ " يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي <font color=#ff0000>الام "نرامارا"</font>، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من <font color=#ff0000>الحمام،</font> فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:</span></span></span></font></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent"><font size=4><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد.</font></span></span><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000><span lang=ar-eg>"</span></font></span></font></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent"><font size=4><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .". انهت الام "نرامارا" حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام <font color=#ff0000>"نرامارا " &nbsp;</font></span><font color=#ff0000><span lang=ar-eg style="font-weight: 400">....</span></font></font></font></h1></font>

السنافي
01-10-04 ||, 05:17 AM
<font color='#810541'><p align=center><font size=4><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>48
<hr>
</font></font></p><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=4>واستطعنا ان نصل، <font color=#ff0000>وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل</font> ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة <font color=#ff0000>سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر،</font> وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، <font color=#ff0000>وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة،</font> يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . <font color=#ff0000>قلت لمرح : ـ "اين نحن ؟"</font>
</font><font face="arabic transparent"><font size=4><font color=#0000ff>&nbsp;ـ "علمي علمك، لا اعرف .
</font>&nbsp;وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا ."</font></font></span>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.". ـ <font color=#0000ff>"ولم لا نسالهم ؟"</font>.
<font color=#ff0000>&nbsp;ـ" وعن ماذا سنسألهم ؟"</font>. ـ "عن الطريق للخروج من هنا ..". ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ "اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟" فرد <font color=#ff0000>: ـ "انت هنا، في المدينة ."</font>. </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">قلت : ـ "ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟". قال : ـ "من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.". احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي... لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، .<font color=#ff0000> قالت مرح: ـ " اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟"</font> سألته,فأجاب: ـ "اذهب الى بيته فتلقاه&#33;&#33; .".<font color=#0000ff> سالته : ـ" واين يقع بيته ؟"</font>. رد : ـ" بيته في المدينة هنا &#33;&#33;.". قلت لمرح : ـ "هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..". تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ "هل بيته بعيد من هنا ؟؟". اجاب : <font color=#0000ff>ـ" لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد ...". </font>قالت : ـ "وهل هو قريب</span> <span style="font-weight: 400">منك؟ وهل تراه في عيونك ؟". قال : ـ "نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة&#33;&#33; وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك ؟؟". <font color=#ff0000>فردت المراة : ـ" لو اردت ان يكون على يساري لكان &#33;&#33;&#33;".</font></span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#0000ff>&nbsp;سالتها مرح : ـ "وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة ."</font>. </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ" هيا يا حسن لقد عرفته ..". وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
<font color=#0000ff>قال لنا : ـ انا اسمي </font><font color=#ff0000>"جيجار"</font> ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة <font color=#ff0000>عشرات الابواب</font> .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم وخروجكم من نفس الباب...الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه...والان ان كانت</span> <span style="font-weight: 400">لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.". سألت : ـ "ما اسم هذه المدينة ؟". اجاب : ـ "انها <font color=#ff0000>(درب الحكمة )،</font> ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان ...". وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، <font color=#ff0000>وقال: ـ "لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال </font>ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.". سألته قبل ان نذهب : ـ<font color=#0000ff> "واين تقع حديقة المدينة؟"</font>. فابتسم وقال: ـ" انها تقع في المدينة..." خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة ...</span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">قالت مرح: ـ " لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .". وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ " في أي اتجاه يجب ان نسير لنصل الى حديقة المدينة &#33;&#33;&#33;" قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : "والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟". قال : ـ" ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.". وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم "جيجار"..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ " يا اهبل، لقد قصد</span> <span style="font-weight: 400">الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه...". وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم <font color=#0000ff>وسالته: ـ "حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟".</font> اجاب: ـ "الى الخلف والى الامام..". واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، <font color=#ff0000>وانتم احدكم يقف امام الاخر</font>، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة ...". وسارت مرح حتى وقفت على احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ <font color=#0000ff>" من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت ."</font>. فرد : ـ "للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه .." ضحكت وسخرت من مرح .<font color=#ff0000>وقلت: ـ " لقد سخر منك ولم تنجحي بالحصول على جواب ."</font> قالت لي : ـ" الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.". وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .</span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4><span style="font-weight: 400">فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟. &nbsp;</span></font></span></h1></font>

السنافي
01-10-04 ||, 05:18 AM
<font color='#810541'><p align=center><font size=4><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>49
<hr>
</font></font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">رد علينا الرجل ,<font color=#ff0000>وقال : ـ" نعم يوجد ولا يوجد.."</font>. واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ "ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .". قلت لها : ـ "تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .". قالت : <font color=#ff0000>ـ عظيم وكيف سنعرف الباب المقصود؟</font> وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .". اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ "هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟".
<font color=#0000ff>قالت المراة:</font><font color=#ff0000> ـ " الثالث والاخير دونه الاول ."</font>
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ" الباب التاسع هو المقصود." وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ <font color=#0000ff>"امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟"</font>. فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
&nbsp;قالت : ـ "اندخل اذاً ؟؟؟". فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته ...وقال لنا : ـ ان اردتم ان تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك...تستطيعون التوجه إلى <font color=#0000ff>ينبوع الماء</font> وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.". واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء ، واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه <font color=#0000ff>قال لنا : ـ "لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع."</font>. واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن <font color=#ff0000>المكتبة الى البرج </font>,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا المجلس، وكان قد انقضى يوم</span> <span style="font-weight: 400">ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة، استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,</span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة </font>.لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.". قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ "اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.". قال اخر من الجالسين : ـ "الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة "درب الحكمة"، شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء البشر، ومن <font color=#ff0000>الكونيين</font> "الجن" ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات</span> <span style="font-weight: 400">والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.". </span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قاطعته مرح وقالت : ـ" عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا ."</font>. ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا "كونته"، وليست عالما اخر، قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .". قالت مرح : ـ " ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .". فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً، وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة "الكاتو" فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا "كونته" ؟ فردت مرح، او كونته كما يقولون : ـ <font color=#ff0000>"تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر</font>، و ليس لكونه عائداً الينا .". رد عليها : ـ يا "كونته" كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب، وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ</span> <span style="font-weight: 400">البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا "كونته" . <font color=#ff0000>فقاطعته كونته : ـ "هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟".</font> رد عليها احدهم وقال: ـ "اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.". واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا "كونته"، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا &#33;&#33;&#33; وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة، والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟ وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه التضحية والعناء ؟؟؟". صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب.. </span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=4><span style="font-weight: 400">ولكنه قال : ـ" اجيبوا اذا امكن عم تبحثون، والى ماذا تسعون، اجب انت يا ابن البشر ,اجب يا حسن؟؟؟". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">قلت : ـ" ساقول لكم باختصار وبكلمة واحدة، انا ابحث عن الحب &#33;&#33;&#33;". ابتسموا لأجابتي وقال احدهم موجها كلامه لمرح : ـ<font color=#0000ff> " "الحب "؟&#33;&#33;</font> وانت يا مرح عم تبحثين ؟" هزت مرح راسها واعتدلت في جلستها وقالت : ـ انتم سالتم وانا ساجيبكم، واجيب نفسي معكم بكلمة واحدة، وبالف كلمة، انا ابحث عن اجابة، نعم انا ابحث عن جواب، انا مثلكم ومثل هذا ، (مشيرة بيدها نحوي ) الذي لم يستطع ان يعبر عما يدور بداخله. ما الفرق بيننا جميعا؟ انتم فلاسفة وحكماء تحللون كل شيء وتبحثون</span> <span style="font-weight: 400">عن اجابات لاسئلة كثيرة، في الماضي والحاضر، وحتى في المستقبل، ان لم تكن هناك اسئلة اخترعتم اسئلة وبحثتم لها عن اجوبة، واختلفتم فيما بينكم حول صحة الاجوبة، مع احترامي لكم، فنحن لانختلف عن بعضنا بشيء، كلنا نبحث عن اجوبة ,مادامت هناك اسئلة فسيكون دائما هناك من يبحث عن اجوبتها، ما دامت هناك <font color=#0000ff>"اسرار"</font> فجميعنا سنبحث عنها، كل بطريقته واستعداداته، اليست هذه طبيعتنا جميعا؟ اسالوا انفسكم وبصدق، لا تجيبوني لانكم ستكابرون ولن تقولوا الحقيقة .الم يفكر كل واحد منكم، لو كان بمقدوره الحصول على "قوة الشر "وان يصبح هو الوحيد القادر على التحكم في الامور، لو كنتم خارج بوابة الشر الن تفكروا بدخولها ومعرفة ماذا تخفي؟ انا لم اصنع بوابة الشر، انا سمعت عنها مثلي مثل غيري، منذ صغري وانا اسمع ان هناك أبواباً تسمى بابواب الشر، وخلفها قوة لا يستهان بها، ومن يدخل هذه البوابات يملك هذه القوة التي تميزه عن الاخرين، دون استثناء كنت مثل غيري، اود ان اكون الافضل، واسعى ان اكون الافضل، فان كان دخول البوابة سيجعل مني الافضل فانا على استعداد للسعي خلف الافضل، اذا "فقوة الشر "هي ما كانت ستميزني لو اني حصلت عليها ،كذلك انتم لو كان بمقدوركم ذلك، وجوابي لكم باختصار . ابحث عن "جواب ". ضحك احدهم وقال : ـ كان الاجدر بك ان تسعي لتكوني حكيمة يا "كونته"، انت بارعة في الحديث، ولو لم نكن نعرفك جيدا لاقنعتنا وجعلتنا نبحث معك يا "كونته"، انك عجيبة فعلا، الا تغيرك الظروف؟ الا تتراجعين ابدا؟ .لم تصدقي معنا فيما قلت، انت قادره على صنع الكلمات، ولديك الكثير، ولكن لم أفهم ما قاله ابن البشر بانه يبحث عن "<font color=#ff0000>حب</font> "، هذا غير صحيح ولكنه كان</span> <span style="font-weight: 400">صادقاً في اجابته, فقد اراد ان يجيب بصدق واول ما فكر فيه قاله لانه اعتقد ان هذا ما يريده وما يبحث عنه وايضا لو قال شيئاً اخر لكان صادق لانه لا يدري فعلا ما الذي يريده ، <font color=#0000ff>اما انت فتبحثين دوما عن الجواب المقنع</font> لمن يسمعك ولا يهمك ان كان هذا ما تريدي ام لا المهم ان يكون جوابك مقنعا ,ولكننا سنكون صادقين معك ولن نكابر.. ما قلته من حيث المنطق والعقل صحيح.فكل منا قد فكر ولو للحظة بانه لو ملك قوة يحكم فيها الدنيا باسرها ماذا كان سيفعل وربما شرد يخياله لاكثر من ذلك بكثير وفي النهاية عاد الى ارض الواقع ... وانتهى الحلم ولا احد يمنع الاحلام او يحرمها ولكن هم قلائل الذين كانوا على استعداد ان يفعلوا ما فعلت يا كونته , وحول اشارتك باننا لو كنا خارج بوابة الشر لفكرنا بدخولها...نحن لسنا بالداخل حتى تقولي لو كنا بالخارج وحتى ما هي قوة الشر؟ لا نعرفها، ربما لدينا تخمينات متوارثة حولها ولكننا لا نعرف ما هي ,ولا نسعى ولا نفكر بالحصول عليها، ربما الاكبر منا والاقدم لديهم المعلومات حولها ولكن ما هي؟ لا نعرف، ومروركم من مدينتنا لا يعني اننا عقبة او حاجز بالطريق الى قوة الشر ولكن هكذا سارت الامور ولو انتم سعيتم للوصول الى مدينتنا لاستطعتم الدخول بسهولة، وببساطة دون الحاجة الى كل هذا العناء والمخاطرة فابواب مدينتنا كثيرة، وبامكان أي كان دخولها والخروج منها وهذا ليس بمحرم، ولكن انتم دخلتم البوابة التي لا يدخلها احد لهذا اصبح الخروج من هنا صعبا، واي كان من عالمك او من عالم البشر يستطيع الدخول الى مدينتنا بسهولة ودون الحاجة الى اذن، ما دام يسعى من اجل شيء ما يوجد بالمدينة، وليس من اجل شيء اخر او من اجل المرور من هنا الى مكان اخر...وانتهى من حديثه ليتحدث اخر موجها كلامه الي ؟؟؟ ـ" وانت يا حسن أي حب هذا الذي يجعلك تخوض كل هذه المخاطر؟؟". قلت : ـ "حبي لزوجتي "غادة "وفي سبيل اعادتها الي لأنها كل شيء في حياتي.." فرد علي : ـ " حبك لغادة عن أي حب تتحدث وما</span> <span style="font-weight: 400">هو مفهومك للحب؟ ولماذا غادة؟ وما نعرفه نحن انك تخليت عنها من اجل امل بسيط في الحصول على قوة الشر اليس كذلك يا حسن &#33;&#33;&#33; فقلت :"ربما ان ما تقوله صحيح من وجهة نظركم ولكن هل هذا صحيح من وجهة نظري انا..فانا كنت اعلم بان الامل في حصولي على قوة الشر سيمنحني القوة لمساعدتها، اليس هذا سبب كاف للسعي خلفها .وأنا ما قلت اني تخليت عنها، اليس من الممكن ان يكون تعلقي بأمل ضئيل خير من ان افقد كل الامل؟ فما الخيار الاخر الذي كان امامي؟ وماذا كان من الممكن ان افعل ,وانا في وسط حروب ومؤامرات لانهاية لها، يقودها اثنان من دهاة عالمكم.". قال اخر من الجالسين حول الطاولة : ـ "ولكن انت كان بامكانك الانسحاب لو اردت ذلك، ولو انك لم تجد المتعة والمغامرة بما يرضي غرورك لفعلت ذلك، اليس كذلك؟". اجبته بالنفي مبررا ما حدث، وسالني اخر، واجبت، ومضت عدة ساعات وانا ومرح نجيب على اسئلتهم والتي كانت في اغلبها استفزازية وصريحة للغاية، واستمر هذا النقاش حتى اشار احدهم واختتم الحديث قائلا <font color=#ff0000>: ـ باسمي واسم زملائي اشكركم على اعطائنا الفرصة للحديث معكم، واتمنى ان تتفهموا اننا لم نكن نسعى لاستفزازكم، وانما اردنا ان نفهم ونحلل بعض الامور التي كان من الصعب ان نفهمها الا بالحديث معكم</font>، ونقول لكم مرة اخرى اننا لا نتدخل بالسياسة التي تم رسمها لهذا العالم، ولا نحاول ان نثنيكم عن هدفكم او نشجعكم عليه ، فنحن على قناعة باننا لا نستطيع ان نعرف بالكامل ماذا سيحدث في المستقبل، او ما هي النهاية التي ستصلون اليها انتم او غيركم ...ولكن من خلال دراستنا قد نستطيع في المستقبل ان نقضي على الاسباب التي ستدفع باخرين للقيام بمثل هذه الخطوة التي هي في الواقع تضر بمصلحة عالمينا، وربما كان هذا السبب الذي جعل المسؤولين يسمحون لكم بالاستمرار في هذه الطريق، والان سنرافقكم الى الطريق التي تخرجكم من مدينتنا وبصدق ودون اية اسباب شخصية لنا متعلقة بشخوصكم..نقول لكم وداعا ..ولا نتمني لقاءكم من جديد تحت كل الظروف، وانهى المتحدث كلامة ووقف الجميع ووقفنا نحن ايضا ...وابتعد جميع من كان يجلس على الطاولة عنها عدة امتار ،وكذلك طلب مني ومن مرح ان تفعل <font color=#ff0000>وما هي الا دقائق حتى بدأت الطاولة تتحرك بصورة عجيبة وغريبة تثير الدهشة،</font> وكأن قوة خفية تحركها وتحرك المقاعد معها بنظام وهدوء ...وظهر حيث كانت الطاولة سرداب ضخم لم ار منه الا بوابة ...واشار الينا احد الواقفين بيده وقال : &nbsp;</span></font></font></span></h1></font>

السنافي
01-10-04 ||, 05:19 AM
<font color='#810541'><p align=center><font size=4><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>50
<hr>
</font></font></p><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font size=4><font color=#ff0000>ـ "هذه هي البوابة اخرجوا منها ولا تعودوا .ولا تسألونا الى اين تؤدي لاننا نحن ايضا لا نعرف، ولا نريد ان نعرف ..ووداعا ...".</font> </font></font></span>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">سرنا باتجاه بوابة السرداب ,وحينما اقتربنا رأينا الادراج، وبدأنا ننزل الادراج ,وما أن كدنا نمر عن عدة درجات حتى اغلقت بوابة السرداب بطريقة سريعة وظهر امامنا ضوء <font color=#008000>بلون اخضر خافت</font>...بدأنا نسير في السرداب ، وكنا نسير من نفق الى اخر، وكل نفق مرتبط مع الذي قبله، وكنا نميز انتهاء النفق وبدء النفق الذي يليه من خلال تغير لون الحجارة والاضاءة وطريقة التصميم واختفاء النفق الذي مررنا فيه حينما كنا نلتفت الى الخلف ...وقطعنا اكثر من خمسين نفقا الواحد يختلف عن الاخر اختلافا كليا من جميع النواحي وحتى الطول. فواحد لا يتجاوز <font color=#ff0000>العشرة امتار واخر</font> الاف الامتار . ومن بعيد بدأ يظهر لنا نور في نهاية النفق ، وما ان وصلنا حتى تبين انه نور الشمس مع ان تقديرنا للوقت منذ ان انطلقنا وحتى وصلنا الى نور الشمس ,<font color=#ff0000>لا يدل على ان هذا موعد شروق الشمس .</font> </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">خرجنا من النفق وكانت نهايته تؤدي الى كهف في وسط جبل..كهف عادي وطبيعي كالكهوف التي عرفناها في عالم البشر، وحينما تبينا مكاننا حيث نقف اذهلنا ما راينا ,فالكهف الذي ادى اليه النفق في قمة جبل يبلغ ارتفاعه الاف الامتار عن مستوى الارض، والشمس كانت في وسط السماء مما يدل على ان الوقت ما بعد الظهر، وليس الفجر، والغريب الذي لم اجد له تفسيرا اننا كنا نسير في انفاق مستوية ومستقيمة، فكيف وصلنا الى هذا الارتفاع ولم يكن في طريقنا أي انحدار او صعود . لم يكن يبدو على الجنية مرح اي استغراب او دهشة</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;وسالتها: ـ كيف حدث ذلك ؟؟؟</font>
قالت : ـ "لا تتعجب هذا امر طبيعي جدا ولكني انا ايضا لا ادري كيف يحدث او كيف اشرحه ,فشرح هذا الموضوع يحتاج الى اشخاص تخصصوا في دراسة <font color=#0000ff>(الازمان ).</font>". <font color=#ff0000>قلت لها : ـ "انا لا افهم واجابتك تحتاج الى اجابة ."</font>. ابتسمت وقالت : ـ مثلا لو ان احدهم سالك هل يمكن للبشر ان يصعدوا الى القمر، فستجيب انه امر طبيعي ...ولكنك لن تستطيع ان تشرح كيف يتم ذلك لانه ليس من اختصاصك .<font color=#0000ff>وما استطيع ان اشرحه او ما اعرفه بصورة عامة بانه هناك مساحات على الارض متصلة مع مساحات زمنية</font> ,اي مساحات من عالمنا ومساحات من عالمكم..ويبدو ان الممرات التي عبرناها كان جزءاً منها من عالم البشر والاخر مساحات زمنية، وكلها متصلة مع بعضها، ولهذا لا يمكن ان نميز الانحدار من الصعود او الوقت الا اذا عرفت طول المسافة <font color=#0000ff>(الزمنية) </font>لتقدر طولها مقارنة بالمساحة الارضية .ولو اني قلت لك الان بانه ربما، ولست متاكدة</span> <span style="font-weight: 400">مما اقول ولكن اعتبره مجرد كلام.ان المساحة التي قطعناها وشعرنا انها اخذت منا من الوقت عدة ساعات لا اكثر ,قد تكون اخذت منا من الوقت ايام او اشهر كايام واشهر البشر . <font color=#0000ff>قلت لها : ـ "لم افهم أي شيء، اشرحي لي (شوي شوي حتى يدخل هالكلام مخي).".</font> </span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">قالت : ـ "انا نفسي لا افهم بعلم الازمان ولكنه بالنسبة لنا امر طبيعي. وحتى أستطيع ان اشرحه لك يجب ان أكون على اطلاع واسع في هذا الموضوع وكذلك انا <font color=#0000ff>(فالازمان موجوده)</font>ولكني لست على اطلاع بعلومها ." </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ "لقد فهمت اني لن افهم ، (انسي الموضوع )،والاهم من هذا اين نحن الان والى اين سنتجه...".</span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">&nbsp;قالت : ـ اولا يجب ان ننزل من الجبل ومن ثم نسير طريقنا الى الامام وان كانت خطتهم تقضي بان نستمر في طريقنا فلا بد انهم اعدوا لنا من يرشدنا , او ان لم يكن فقد وصلنا نهايتنا، <font color=#0000ff>وفي كلتا الحالتين سنعرف بعد ان ننزل الجبل</font> ماذا سيحدث .ولمعلوماتك، البيئة التي نحن فيها هي بيئة طبيعية لك كبيئة عالمك وعليه فسيحتاج جسدك الى طعام وشراب فلا ترهق نفسك كثيرا. ونزلنا من الجبل وما ان وصلنا حتى اصابني الارهاق والتعب والجوع والعطش، ومر على غروب الشمس عدة ساعات، سرنا طريقنا تاركين الجبل خلفنا، وبدأنا نمر من بين اشجار طبيعية كتلك الموجودة في عالمنا، وبعد وقت وصلنا الى ينبوع ماء سال من بين الصخور، اغتسلت وشربت واكلت من بعض ثمار الاشجار المحيطة بنا . <font color=#0000ff>قالت مرح : ـ "انه من الافضل لنا ان ننام ونمضي ليلتنا هنا، حتى شروق شمس الغد، ومن ثم نكمل طريقنا باتجاه</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>المجهول الذي لا ادري اين سيوصلنا ."</font>. </span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">نمت والتعب والارهاق انساني على ماذا نمت او كيف نمت ... ولم أستيقظ من شدة التعب إلا على أشعة الشمس وهي تسقط على وجهي ,فركت عيوني، وكانت مرح جالسة بجانب الينبوع تلعب كالطفلة بالماء، ربما استيقظت قبلي او انها لم "تنم من اصله &#33;&#33;&#33;". <font color=#0000ff>وسرنا بين الجبال والسهول والوديان والاشجار وينابيع الماء التي لا تعد،</font> وقد حولت الارض الى مروج خضراء ,تشرق الشمس وتغرب علينا، ويطل القمر ...ولم يمر علينا شيء يلفت الانظار، كل شيء عادي وكاني اسير في براري بلادي .مرت اربعة ايام ولم يتغير شيء، اصابني الملل وكذلك مرح التي حاولت ان تخفيه، فنحن بانتظار شيء جديد، رؤية شخص يرشدنا ويدلنا على الطريق، ولكن هذا لم يحصل .". </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=4><span style="font-weight: 400">سالت مرح : ـ" الى اين نحن ذاهبون والى متى سنبقى على هذا الحال؟ ولماذا لا نرى احدا ولا يظهر لنا احد؟ هل اللعبة انتهت؟ واين نحن ؟ </span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#ff0000>هل في عالم الجن ام في عالم الانس ". </font>
قالت : ـ انا مثلك استغرب هذا الهدوء، وقد مللت الانتظار ،كان لا بد وان يظهر احد، ولا اعتقد ان اللعبة انتهت.اما اين نحن في عالمك ام عالمي ,ارى ان هذه البقعة هي جزء من عالم البشر في كل شيء، بطبيعتها ومياهها ومناخها، والغريب ان هذه البقعة قديمة، اي انها ان كانت جزءاً من عالم البشر فهي لا تعود لهذا الزمن، يجب ان ننتظر فهل هناك خيار اخر لدينا.". <font color=#ff0000>قلت لها : ـ لكن انت لديك الخيار ولديك المقدرة على التنقل السريع </font><font color=#0000ff>وقطع المسافات الطويلة</font><font color=#ff0000> دون جهد او عناء، فافعلي ذلك واكتشفي ماذا يوجد، والى اين سنصل، الست جنية</font> وكنت تفعلين ذلك في السابق. </font></span></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><font size=4><span style="font-weight: 400">قالت : ـ نعم انا استطيع ان اقطع المسافات في وقت قصير ودون عناء، ولا حاجة لي لمجاراتك والسير معك بهذا البطء ,<font color=#0000ff>ولكن لقد ارتبطنا معا ومصيرنا واحد، واخشى ان فعلت ذلك لتوفير بعض الوقت ان افقد اثرك ولا استطيع ان اجدك ، لانه لا خبرة لي في هذه الاماكن،</font> وما يحدث بها .وخوفي الاكبر ان فعلت ذلك ان امر باحدى الممرات الزمنية التي لا عودة منها الى نفس المكان، وعندها سافقدك، ولنفترض اني لا استطيع العودة من نفس الممر، فالوقت بالنسبة لي</span> <span style="font-weight: 400">سيكون دقائق او لحظات، ولك سيكون اشهرا وسنوات، لذلك دع الامورتسير كما هي دون ان نتعجلها ولا تنسى اننا لا نتحكم بما يحدث . <font color=#0000ff>مرت ثلاثة ايام اخرى، حتى لمحنا من بعيد باننا نقترب من شواطئ بحر</font>... مياهه اختلطت بزرقة السماء، لا نهاية ولا حدود لها، اقتربنا من الشاطئ وجلسنا ننظر الى البحر اللامتناهي، ومياهه الصافية التي لا يعكرها أي موج . </span></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#ff0000>قلت لها : ـ </font><font color=#0000ff>"مرح</font></font></span></span><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff size=4>"</font><span lang=ar-sa><font size=4><font color=#ff0000> اعتقد انها النهاية الا اذا احببت ان تقطعي هذا البحر ان لم يكن محيطاٍ سباحة او نقوم بجمع الاخشاب وصناعة سفينة وبما انك تقولين باننا في جزء هو اقرب الى عالم البشر فربما اكتشفنا قارة جديدة واطلقنا عليها اسمينا &#33;&#33;&#33;".</font> ضحكت مرح وقالت : ـ يجب ان نجلس الان وننتظر (اذا مش عاجبك، اشرب مية البحر ).
سالتها : ـ "هل يوجد في عالم الجن بحار مثلما يوجد عندنا .". ـ اكيد يوجد في عالمنا بحار . ـ <font color=#ff0000>"اذا لماذا لا نكون الان في عالم الجن .".</font> ـ" من الممكن ان يكون ذلك، ولكني لست متاكدة وهذه الاجواء اقرب الى عالمكم .". وقلت: ـ اذا كان ذلك ... "وقبل ان اكمل وفي اقل من رمشة عين، ظهرت على الشاطئ امامنا مباشرة لا تبعد عنا الا امتار <font color=#ff0000>سفينة زجاجية مثلثة الشكل</font> ..وكانها موجة امتزج لونها بلون البحر .هل ظهرت من اعماق البحر، وهل كانت موجودة في الاساس ولم نرها لكونها زجاجية، ولونها لا يميز عن لون البحر ,ام انها ظهرت بفعل قوة سحرية، لا ادري كيف ولكني اراها تطفو فوق الماء رغم تناقض ذلك مع قوى الطبيعة، الا اذا كان ذلك النوع من الزجاج او ما اراه يشبه الزجاج مصنوع من مكونات الاخشاب .". السفينة صغيرة وهي اقرب الى قارب صغير لا يتسع الا لشخص او اثنين . قلت لمرح التي ما زالت تراقب تلك السفينة العجيبة ...وربما كانت تسال نفسها مثلي نفس الاسئلة او اسئلة مختلفة .<font color=#ff0000> ـ" الا ترين ان ظهور هذه السفينة معناه انه يجب ان نركبها لتنقلنا الى مكان ما؟فوجودها لم يكن بمحض الصدفة</font> .هيا يا مرح لنركبها وسنرى اين ستقودنا .". قالت مرح : ـ "انها ليست سفينة يا حسن، واعتقد انها نهايتنا واللعبة قد انتهت ولا احد يركبها بمحض ارادته؟؟؟". قلت وقد اذهلني كلامها : ـ "ماذا تقصدين ؟". <font color=#0000ff>فقالت : ـ انها وسيلة نقل ضوئية والسفن على هذا الشكل مخصصة لنقل</font></font></span></span><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=4> </font><font size=4><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>المحكوم عليهم الى سجن </font><font color=#ff0000>"قبة النور"</font> ، فالحكم قد صدر ضدي، واعتقد ان رحلتي قد انتهت ؟؟".
&nbsp;قلت : ـ <font color=#ff0000>"وهل انا سأسجن ايضا في سجنكم هذا ؟"</font>
قالت : ـ كلا فسجن "قبة النور" ليس للبشر، ولكن قد يكون مصيرك من مصيري ".</span> <span style="font-weight: 400">ضحكت مرح ضحكة غيظ وقهر وقالت : ـ" لقد كان بامكانهم ان يبيدوني ، ولكنت انتهيت وتنتهي المشكلة معي...ولكنهم ارادوا لي ان ابقى في عذاب دائم واكون مثلا للجميع.انا مرح ساصبح سجينة في <font color=#ff0000>"قبة النور"</font>، انهم جبناء لقد خافوا حتى من موتي لقد خافوا ان اموت حتى لا اصبح لغزا او قصة،، تتكرر من جديد، فلو (مت)لاصبحت جزءا غامضا من هذه البوابة اللعينة ولكنهم يريدون ان يحولوني الى مجرد سجينة، انهم جبناء لقد خافوا حتى من اللعبة التي يريدونها، لقد خافوا ان يفقدوا السيطرة على اللعبة، وان املك قراري من جديد.". "واخذت تصرخ باعلى صوتها ,وبكاؤها يحرك موج البحر، أو قسماً من القضاء ...". <font color=#0000ff>ـ" ايها الجبناء انا مرح، و الذي صنعته مرح لم تصنعوه انتم،</font> وحتى <font color=#ff0000>"قبة النور"</font> ساحولها الى قبة مرح، لن اهزم لن اهزم حتى في هزيمتي ساصنع النصر ايها الجبناء، لماذا لم تفعلوا هذا منذ البداية ...لماذا انتظرتم حتى الآن....". اخذت مرح تبكي والدموع تنهمر من عينيها، وما هي الا لحظات واخذ المثلث الزجاجي او السفينة الزجاجية او ما تسميها مرح النقالة الضوئية بالارتفاع عن سطح الماء، وانبعثت هالة ضوئية ضخمة من داخلها غطتنا وغطت جزءا كبيرا من المكان الذي نقف فيه ... وكيف حدث هذا او باي طريقة حدث لا ادري، الا اننا اصبحنا داخل تلك السفينة الغريبة، ويحيط بنا دخان كثيف، لا نستطيع او لا استطيع انا ان ارى من خلاله أي شيء ...مضى وقت قصير لا يزيد على دقائق معدودات، حتى وجدت اننا خارج تلك السفينة العجيبة، وجدت نفسي في صحراء</span> <span style="font-weight: 400">قاحلة لا حدود لها والسفينة تقف خلفنا . قلت لمرح <font color=#ff0000>: ـ" هل هذه الصحراء هي "سجن قبة النور "</font>، وقبل ان تجيب مرح خرج من السفينة العجيبة رجل واقترب منا واخذ يتكلم، علمت انه ذو شأن كبير، حيث ان مرح احنت راسها امامه تلقائيا ,اشارة للاحترام . قال موجها كلامة لنا الاثنين: ـ <font color=#0000ff>"هيا يا "كونته" يا ابنة "الكونتيين"، ويا حسن يا ابن البشر انتم الان في المحطة الاخيرة التي توصلكم الى </font><font color=#ff0000>"بوابة الشر"</font>فلا يوجد بعدها مكان اخر تصلون اليه .هيا تفضلوا ابحثوا عن <font color=#ff0000>"القوة"</font> التي قتلتم من اجلها، فقد حصلتم على الفرصة التي لم يحصل عليها احد ووفرنا عليكم الوقت، وقصرنا المسافات، فمئات السنين جعلناها لكم ساعات .ابحثوا عن حلمكم وحققوه ان كنتم فعلا تعرفون عما تبحثون، فمن يدري فربما لم يجد التاريخ اتفه منكم لتغيروه . فانتما معا تشكلان نموذجا متكاملا من عالمين، <font color=#ff0000>لاسوأ مستقبل للاجيال القادمة</font> فكل منكما يكمل ما ينقص الاخر من ميزات سوء...دعونا نرى ان كان ما تبحثان عنه يستحق كل هذا، وقبل ان اترككم في محطتكما الاخيرة، اود ان الفت انتباهكما بانه لا يوجد ما نساعدكم به كما حدث في السابق، فانتما لوحدكما ، وما نستطيع ان نفعله لكم هو ان نمنحكم بعض الوقت لتجدا ما تسمياه<font color=#ff0000> "بقوة</font></span><font color=#ff0000> </font><span lang=ar-sa><font color=#ff0000>الشر ".</font> وبعد ان ينتهي الوقت الممنوح لكم .انت يا "كونته" خاصة. ستجدين "الناقلة "<font color=#0000ff>في انتظارك لتقلك الى مصيرك،</font> فقد صدر ضدك حكمان ,احدهما تعرفينه مسبقا، والاخر سنبقيه مفاجاة لك، وانت يا حسن كذلك فإن لك من المفاجات الكثير هيا اذهبا فلا يفصلكما عن مدينة الجحيم سوى خطوات ودارت آله الضوء واختفت كما ظهرت تاركة ايانا في صحراء لا نهاية لها... سالت مرح : ـ من يكون هذا ؟ فتاففت مرح من سؤالي وقالت: ـ "هو من</span></font></span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa><font size=4> <span style="font-weight: 400">الاشخاص اصحاب النفوذ في عالمنا ." قلت لها: ـ هو من <font color=#0000ff>" الكاتو" </font>ام من الحكماء ؟" قالت : ـ انه من المستشارين ,وهم اعلى مرتبة ونفوذا من <font color=#0000ff>"الكاتو</font>"، والحكماء...ودعنا من هذا الحديث الذي لن يفيدك في شيء . قلت لها : ـ الا تجدين ان هذه اللعبة سخيفة نوعا ما، فنحن نبحث عن <font color=#ff0000>"قوة الشر"</font>ونبذل جهودنا بالرغم من علمنا اننا مسيرين لا مخيرين، فلا خيار لنا فكل طريق نسيرفيها قد رسموها لنا وساعدونا على الوصول اليها، اعلمي اني اشعر باننا لسنا الا فئران تجارب لهم، اطلقوها واخذوا يراقبون تصرفاتها، الا تشعري بذلك.وبالرغم من كل هذا فنحن نبحث عن شيء هم يجب ان يمنعونا من الوصول اليه، ولكن ما يحدث هو العكس، أخبريني، ماذا يعني هذا ...هل يوجد لهذا تفسير ، نحن لهم تجربة حيه والذي نبحث عنه ان كان له وجود اصلاً ، فلا يمكن ان نحصل عليه، فلما نستمر بهذه اللعبة الغبية. </span></font></span></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent"><span style="font-weight: 400"><font size=4><font color=#0000ff>قالت: ـ "كل ما تقوله صحيح .ولكن هل هناك خيار اخر امامنا سوى ان نمضي الى الامام</font> .اعلم ومتاكدة مثلك باننا ومنذ اللحظة الاولى التي الغي قرار إبادتنا ..وسهلوا لنا الطريق وتركوا لنا الجزء الذي كانوا متاكدين من مقدرتنا على <font color=#0000ff>تجاوزه والجزء الصعب ازيل من امامنا من تلك اللحظة </font>تحولنا لتجربه ما يتحكموا هم بها.هناك هدف ما يسعون اليه، انهم لا يضيعون وقتهم من اجل التسلية فعلينا ان نستمر حتى ولو كنا كما توصف فئران تجارب، فحتى <font color=#ff0000>فئران التجارب</font> لديها فرصة للنجاه، فلنسعى خلفها حتى لو كانت ضئيلة .". فقلت لها : </font></span></font></span></h1></font>

السنافي
01-10-04 ||, 05:20 AM
<font color='#810541'><p align=center>
<font size=4><font color=#0000ff><span lang=ar-sa>الحلقة </span>51</font>
<hr>
</font></p>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font size=4>ـ" ولكن الان أي نمضي ومن اجل ماذا .واين هي <font color=#ff0000>قوة الشر</font> التي تحدثت عنها ,انا لا اريدها ولا اريد أي شيء آخر ولا يهمني ان انجو، او اموت فقط اريد ان اعرف النهاية وما هي قوة الشر المزعومة وانا على يقين بانك ايضا لا تعرفين شيئا وإلا لما تورطت بهذه <font color=#ff0000>الورطة.</font></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font size=4>لقد اردت انت ونور ان تتجاوزا المستحيل بدخول <font color=#ff0000>بوابة الشر</font> وحتى حجم المستحيل الذي تصورتيه كان نقطة في بحر مما راينا وعرفنا، فأي امل هذا الذي تتحدثين عنه؟ اهناك امل واحد على مليار ان نصل الى قوة الشر". قالت بغرورها المعتاد : ـ "ولم لا ". اثار غرورها اللا متناهي غضبي واستفزني: ـ " مرح، كفاك غروراً ايه انسانة انت .". قاطعتني<font color=#0000ff> وقالت : ـ "هل نسيت بأني لست إنسية؟".</font></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=4>&nbsp;قلت : ـ كلا لم انس بأنك جنية، ولم انس انك قبل اقل من ساعة، كنت تبكين، حينما رأيت <font color=#0000ff>(نقالة الضوء)</font>،وظننت انهم سيأخذونك الى <font color=#ff0000>"قبة النور"</font>. قاطعتني مرة اخرى وقالت : ـ "ماذا افعل؟ قل لي انت ماذا افعل؟ كيف تفكر انت، ولماذا لا تفهم ولا تميز بين الغرور وغيره .<font color=#0000ff>هل أنا مغرورة؟؟</font> لماذا تظن ذلك ,اعترف اني خسرت ,اعترف اني فشلت، اعترف انهم هزموني واعترف اني لا شيء يذكر امامهم. في أقل من لحظة يستطيعون الغاء وجودي، كما اعترف باني ارتكبت عشرات الاخطاء، وان تقديراتي حول بوابة الشر كانت خاطئة، وان الذي قمت به انتحار؟؟ ماذا افعل ؟ مصيري واضح ومعروف، ولا يمكنني ان اغيره مهما حاولت، هكذا هي القوانين. اعرف كل هذا منذ اللحظة الاولى التي فقدت فيها السيطرة على الوضع، كما وعلمت دون ان تدلني انت او تخبرني ان المعلومات التي اعرفها شيء لا يذكر امام الحقيقة،وان كل منا مهما علم فهو لا يعرف الا القليل . ماذا افعل؟ خسرت كل شيء، ولا يوجد ما اخسره ان حافظت على كبريائي، لقد فعلت شيئا اردت ان افعله وخسرت، انا الملامة ولست غاضبة على احد، استحق العقاب واستحق الموت، ولكن كل القوى الموجودة في هذه الدنيا مجتمعة لن تستطيع ان تحطم هذا الكبرياء، وسأبقى فخورة حتى اللحظة الاخيرة بأني مرح، وسأبقى مرح .في بدايتي ونهايتي، في ربحي وخسارتي، فلا خيار امامي الا المضي قدما، واللعبة مكشوفة، ولم يعد هناك شيء أخفيه انا او هم ,نحن نعرف اننا مجرد تجربة، ويعرفون هم اننا نعرف ذلك، لقد قالها المستشار لنا بوضوح، ولم يخف شيئاً.نحن نموذج سيء، اجتمع من عالمين، انت من البشر وانا من الكونيين.فلو كنا صادقين وبحثنا في اعماق انفسنا، لوجدنا ان ما قاله صحيح...انت من البشر، وقد دست على كل شيء: الحب ,المشاعر ,العائلة ,الماضي، وحتى الحاضر ,من اجل ذاتك فقط. وكل ما حدث، يثبت انك على استعداد لأن تضحي بكل شيء مهما كان من اجل نفسك، على الرغم من انك تقنع نفسك بعكس ذلك، فالحقيقة هي في اعماقك، لا ما تظهره وتصدقه احيانا ...اذن انت النموذج السيء للبشر، فالجاهزية التي لديك ستعطيك <font color=#008080>الضوء الاخضر</font> لعمل كل شيء ,فما لم تفعله من سوء لو سنحت لك الفرصة لفعلته.". تفاجأت من كلامها الصريح.وأخذت أصرخ وأقول: ـ كذبت يا مرح، هذا ليس صحيحا، ولم يحدث أبداَ . قالت مرح بكلمات واثقة هزتني من اعماقي <font color=#0000ff>: ـ "لا تكابر يا حسن، فانا لست افضل منك، وانا النموذج السيء الاخر "للكونيين"،</font> نعم نحن نموذج سيء من عالمين مختلفين، وكما قالها <font color=#0000ff>"المستشار "</font> بوضوح: كل منا يكمل الاخر.ولم يعد هناك مجال للتراجع خطوة واحدة الى الخلف، نحن بالنسبة لهم تجربة فريدة يسعون من ورائها لمعرفة شيء ما، او التأكد من شيء ما.ومن اجل ان ينجحوا في تجربتهم، منحونا الحرية للتصرف والتفكير على طبيعتنا .اذا لا بد من اننا سنجد ثغرة نفلت من خلالها من سيطرتهم، ولم لا ، فقد تنقلب الموازين لصالحنا. أضافت قائلة: ـ <font color=#0000ff>" حسن انا اوسع منك تجربة، واسرع منك تفكيرا ..فثق بي ونفذ ما اطلبه منك دون خوف، وثق بأني خيارك الوحيد، ونحن في وضع لا يسمح لنا بان نكون خصوما،</font> ولا تسال كثيرا فلن تفيدك اسئلتك كما لن تفيدك إجاباتي &#33;&#33; </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font size=4><font color=#ff0000><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent">قلت لها : ـ وكيف افهم دون ان اسأل، والسؤال هو ما بقي لي،</font></span> </font><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font color=#ff0000>اذهبي الى الجحيم، وانا سأسيرخلفك ولكن أن اصمت ولا اسأل فهذا مستح</font><font color=#0000ff>يل</font> .</font></span></font></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=4>&nbsp;قالت : ـ "اسأل ولكن ليس في كل شيء، فانا لم اعد احتمل اسئلتك عن كل صغيرة وكبيرة ". قلت لها : ـ سأسأل حول الشيء الذي لا افهمه . ضحكت وقالت : ـ " إذاً ستسأل عن كل شيء، فأنت لا تفهم شيئاً". قلت : ـ كلا لن اسأل الا في الاشياء المهمة فقط .ولكن لاتقولي لي اننا سنبحث في هذه الصحراء العظيمة عن <font color=#ff0000>"قوة الشر "،</font> او اننا سنبقى فيها اياما، فالموت ارحم . </font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font size=4>قالت : ـ "اولا ان هذه الصحراء العظيمة والتي تراها لا متناهية ,لا تزيد مساحتها عن مئات الامتار فقط، وما نراه من عظمتها ما هو الا تكرار وانعكاس لنفس الصورة بسبب وجود حواجز (زمنية )"حجب " تفصل بين مكان واخر .ولا يمكن رؤية <font color=#ff0000>"الحاجز"</font> بالعين، وما تستطيع العين ان تراه هو فراغ تنعكس من خلاله صورة المساحة التي تسبق الحاجز، وتتكرر على مداه، ولو كانت لك تجربة في هذه الامور لعرفت ما ترى ببساطة، المهم اننا امام "حاجز" طبيعي يفصل بين خواص مختلفة ولا توجد صعوبة في دخوله لاي كان، ولكن امسك بيدي بقوة حتى ندخل معا ولا يترك احد الاخر، وتعال لنرى ماذا يوجد خلفه"؟؟؟ امسكت بيدها وسرنا على رمال الصحراء عشرات الامتار نخطو خطوة خطوة بتقارب شديد، حتى يبقى جسدي ملاصقا لجسدها، وخطواتي متوازيةمع خطواتها، بحيث لا يسبق احدنا الاخر<font color=#ff0000>.وسالت مرح: ـ اين الحاجز؟ الم نصله بعد؟. </font></font></font></span></h1>
<h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font size=4><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent">قالت: ـ <font color=#0000ff>" انه لا يرى بالعين ولكن قد ندخله في أية لحظة.."</font>. ولم تكمل كلامها حتى كانت الخطوة التي خطوناها ما بين سؤالي وجوابها كافية لنقلنا من صحراء قاحلة الى حضارة زاهرة ..عالم ..وهم .. سراب..خيال..جنون..كل شيء جائز في تلك اللحظة، فبسرعة</font></span> <span style="font-weight: 400">انتقال النائم من حلم الى حلم وبمسافة خطوة لا اكثر انتقلت من دنيا الى دنيا. كل اللغات..والكلمات..وسعة الخيال، في عجز كامل عن وصف ما نرى امامنا ، وعلى ماذا نطل، هل وصلنا الى بلاد العجائب ، وقفت مشدوها مبهورا ؟كيف لا وعيوني ترى الماضي والحاضر مجتمعين معاً في تناسق ونظام؟؟ حدثت نفسي وكأن ريحا قد اصاب دماغي بمس ما، وجعله يرسم امامي اسطورة وابداعا لا يفوقه ابداع، كل ما مر علي من عجائب وغرائب وجنون وعقل، كل تلك الخوارق التي مررت بها في عالم الجن، لا شيء امام ما ارى، فبوابة الشر بعظمتها والنهر الساكن الغامض ومهارب وممرات الزمن وباطن الارض واسرار الذهب واختفاء الجن وظهورهم.والجميلة التي تتحول في لحظات الى افعى، واعمدة الدخان والعقرب والوحوش والظلال.عجائب العجائب مرت علي منذ لحظة التقائي بغادة وزواجي منها ، كل هذا شيء لا يذكر امام ما ارى، فاللحظات والايام والاشهر والسنوات التي مرت واحداثها التي لا يصدقها عقل، كلها ضاعت وتبخرت في اقل من لحظة ومع خطوة واحدة فقط وانقلب كياني. و سخرت من الذين يلحدون واستغربت ممن قالوا ان الصدفة صنعت القمر والنجوم وان الانسان قرد تطور, وان وجود خالق للكون فكرة صنعها عقل مجنون، وان الانسان بعد الموت لن يكون، وان الانسان هو المعجزة والاسطورة بغزوه الكواكب والقمر ووصل الانسان بالانسان من اول الدنيا الى اخرها بلحظات ازال الجبال وحول الانهار وانار الدنيا ليل نهار وشرّح الجسد واستبدل القلب والرئة وقال ان الشجرة وجدت صدفة ونمت الثمرة صدفة والجبل والنهر والبحر صدفة والشمس والقمر صدفة وعقل الانسان صدفة سبحانك ربي سبحانك فوالله لم نعلم الا القليل وكابرنا والحدنا واعمينا بصائرنا عن رؤية ملايين الايات لخالق عظيم، فكيف وجدت هذه العقول الجبارة التي صنعت ما ارى ان لم يكن لها خالق اعظم واقوى ,عيوني لا تدري الى أي جهة تنظر ,نظرات خاطفة هنا وهناك، الاف الصور اراها ومع كل صورة يدور الف سؤال وسؤال اين انا؟ في أي عالم انا؟ في أي</span> <span style="font-weight: 400">دنيا انا؟ هل انا في الماضي ام الحاضر؟ هل انا على كوكب الارض ام على كوكب اخر؟ لا شك اني لست في الماضي فعالم الحاضر هنا ممزوج بعالم الماضي بتناسق. حضارة تاريخ ماضي وحاضر نظام دنيا جديدة . سألت الجنية مرح: ـ اين نحن؟ في أي عالم؟ أنحن في الماضي ام في الحاضر... في عالم الجن ام في عالم البشر .اين نحن يا مرح ان لم اكن احلم . مرح مذهولة مثلي، شاردة الذهن، لم تصغ. اعدت السؤال فالتفتت الي واجابت بكلمة واحدة: ـ "لا ادري ". قلت ـ نحن لسنا في عالم البشر . قالت ـ "ولا في (عالم الكونيين )". قلت ـ ولكن كل ما اراه يخص البشر. قالت ـ " وكذلك الكونيين ". قلت لها : ـ اني في حيرة من امري مما ارى . قالت : ـ"وكذلك انا ". لم يكن لمرح ما يمكنها ان تجيب به او عليه، ولم يعد لسؤالي الموجه اليها جدوى، واخذت اتامل ما ارى من حيث اقف: طرق عريضة، مرصوفة، مبلطة بقطع صغيرة من الفسيفساء الملونة "مبلطة" باشكال هندسية عجيبة، تشكل معا رسومات وكتابات ابداعية يحتاج الشخص الواحد الى الف الف عام ليمر عنها ويراها ، وعلى جوانب الطرق اعمدة مضاءة، مزخرفة يصعب وصف جمالها وتنسيقها، وبين كل عمودين مجموعة من الاشجار، وقبلها مئات الزهور المصفوفة بعناية وبنظام غريب، وفي وسطها نافورة ماء، يصعد الماء منها وينزل بطريقة عجيبة ،وبجانب كل نافورة لوحة حجرية من الرخام، خطت عليها رسومات وكتابات لم اكن اتبينها الا حين تجرأنا واخذنا نتجول بينها، الاشجار من بين الاعمدة تتشابك فروعها مع فروع الاشجار بالاتجاه المعاكس، لتشكل مظلة متناسقة تستطيع معها ان تحجب الشمس ولاتحجبها في نفس الوقت. مقاعد حجرية ايضا بين الاعمدة تشدك بل تناديك للجلوس عليها، <font color=#ff0000>ومصابيح حجرية فوق كل عامود ينبعث منها</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent"><font color=#ff0000>نور خافت بالوان عديدة لا تكاد ترى، ربما لأن نور الشمس يطغى اكثر على جوانب الطرق </font><font color=#0000ff>وعلى طولها متكررا الى الاف الاعمدة</font><font color=#ff0000> والاف نوافير الماء والاف اللوحات المنقوشة بكل اللغات .عرفت منها العربية والفرنسية والعبرية والانجليزية واليابانية</font> ومئات اللغات الاخرى التي لم اعهدها، هذا ما كنا نراه عن قرب ويبدو انها كانت عبارة عن طرق خارجية تحيط بالمدينة التي تبعد عن هذه الطرقات، وبالرغم من المسافة <font color=#ff0000>الا اننا نرى بوضوح الاف البيوت،</font> التي بنيت بطريقة هندسية في غاية الروعة، منها القديم ومنها الحديث وقد اصطفت في انتظام عجيب وعلى سطوحها حدائق مليئة بالازهار والنباتات، التي عهدتها والتي لم اعهدها، تأسر العيون بجمالها . كل هذا لا يذكر <font color=#ff0000>امام البرج الدائري العملاق</font> والذي اختفت قمته بين السحب حتى يحال ان أرى الى اين ينتهي. شلالات الماء تنساب من كافة جوانبه من القمة الى الاسفل، لأرى قوس قزح يخرج او ينبعث من وسطه، كل هذا استطيع ان اراه رغم المسافة البعيدة الكائنة بيني وبينه واعتقد اني بحاجة الى ساعات للوصول اليه، ولكنه لضخامته يرى بوضوح...اما الذي حيرني وابهرني منذ اللحظة الاولى، <font color=#0000ff>فهو وجود الاهرام او نسخة طبق الاصل عن الاهرام المصرية</font> بجانب البرج، وكذلك عشرات الآثار المشهورة في عالم البشر.. سرنا قليلاً.. رويداً رويداً في تلك الطرقات المدهشة العجيبة، وبعدها....

يتبع<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa46.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa46.gif" border=0></font></span></font></h1></font>

سيدة الحب
27-10-04 ||, 03:01 PM
<font color='#736AFF'>السلام عليك و الرحمه
مشكور والله لكل شي و اتريا التكمله قريب</font>

البنوته
10-12-04 ||, 09:30 AM
<font color='#E77471'><P align=center>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


((((((((&nbsp; السنافي ))))))))))))



الصراحه قصه مشوقه . لكن متى بتكملها ... انا صارلي كم اسبوع فيها وابا اكملها .....
ياليت ما تنسانا


ونتريا


والسموحه


إختك

البــــــنــــــــــــــو تــــــــــــــــــــــــ ــــه <IMG src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/smile.gif" border=0></P></font>

الشحية
07-06-05 ||, 03:09 AM
:| :| :|

السنافي
13-07-05 ||, 01:03 AM
انشالله بكمله .. لاكن ضاعت ماعرف امسحت :( والله حرام..

سامحوني والله .. اذا قدرتو كملوها .. والنهايه على ايدكم

اخوكم السنافي