بن دبي
31-05-04 ||, 10:47 PM
<font color='#000000'><p align=center><font face=tahoma color=#800000><font face=tahoma,helvetica size=1><font size=2>التراث كواجب وطني</font></font><font size=2> </font></font></p>
<font face="arial, helvetica" size=3>
<div align=center><font color=darkblue>بسم الله الرحمن الرحيم</font>
<img alt="" src="http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue98/photos/23.gif" border=0>
<font color=crimson>حتى هذه اللحظة يظل تراث الامارات مادة محورية واساسية في الكثير من الفعاليات ولدى الكثير من الفعاليات ولعل هذا الاهتمام بالتراث نابع من التهديد الحقيقي الذي يتعرض له اضافة الى الحالة القاسية التي يتعرض لها من التغريب والاندثار امام جنون التغيير والتطور المتسارع على حساب اي شيء وبالشكل الذي لم تعد به خطوات الحفاظ عليه قادرة على القيام بدورها بالشكل الصحيح والمطلوب ومن هنا يمكننا القول ان الثمن الذي دفعته الخصوصية الاماراتية كان باهظا ولا يمكن تعويضه الا فيما نراه من حالات استذكارية تشبه كثيرا ذكر الميت الصالح وتعداد خصال المغفور له الحميدة.
ومن هنا كانت اللوحة التراثية مادة اجتمع على ضفافها غالبية الفنانين المحليين لكنهم سرعان ما هجروها مبتعدين نحو عوالمهم الخاصة ورؤاهم التي كونوها مع الزمن والتجربة ولا نبالغ بالقول ان التراث الاماراتي مع الحركة التشكيلية المحلية قد قطعا مشوارا طويلا بصورة مباشرة او غير مباشرة وعلى الرغم من ان العديد من الفنانين ابتعدوا كما اشرنا عن التراث الا انه ظل موجودا بصورة غير مباشرة فقلما نجد لوحة محلية بمنأى عن الرمز التراثي واحالاته العديدة.
ولعلنا حين نتحدث عن الفنان التشكيلي عبيد سرور فاننا نتحدث عن تجربة طويلة مع اللوحة التراثية تجربة عاش معها الفنان رحلة استحضارية واستنهاضية كمحاولة للوقوف في وجه كل هذه المتغيرات ومحاولة للدفاع عن الذاكرة المحلية والتي يمكن اعتبار عملية البحث عن مقوماتها واعادة طرحها واجباً وطنياً اذا مانظرنا الى الامر من زاوية الواقع الراهن للمعطى التراثي المحلي.
رسم عبيد سرور التراث ليس بوصفه مادة يمكن التعاطي معا كحالة تزينية بل كمادة تشبه في مقوماتها العمل التوثيقي والتسجيلي فأعماله نقلت الكثير من المفردات والملامح التراثية كالأعمال المهنية والالعاب الشعبية وعموم الطقوس والعادات الاجتماعية الخاصة والتي من نافل القول انها لاتزال قائمة.
اذا علاقة عبيد سرور مع التراث تجاوزت مفهوم الرسم كعملية فنية لتصل الى مايشبه تسجيل السيرة الذاتية كشاهد عانق وعايش وتلمس ألم الفقدان الذي يوصل المرء الى مايشبه الغربة و ولذلك كان الدفء قيمة اساسية في تفاصيل اعماله وكانت الحميمية اساسية في جميع استعاداته ولكن الم يقع سرور في المباشرة التي جعلت من اعماله عرضة للكثير من الانتقادات التي اعتبرته مكتفيا بدور الناقل غير المؤثر وان اعماله تفتقر لوجهة النظر والموقف مما يرسم ومما يحدث وخاصة انه وفي الكثير من اعماله نجد ذلك التركيز على الكتله على حساب محيطها والتركيز على مركزية الموضوع وتجاهل التفاصيل البنائية الاخرى.
وعلى الرغم من هذه الملاحظات التي طالت اعماله الا انه يبقى من اولئك الفنانين الذين لم يشاؤوا معالجة التغريب بالتغريب بل وجد ان القضية التي يعالجها تحتاج الى مثل هذه الالية في لعبة التعبير فتركيزه على الكتلة دون سواها كان عملية موفقة وخاصة من حيث الثقل الذي كان يعطيه لموضوعه الى جانب تركيزه على ايقاعيات بعينها تضاف اليها خطوطه وشفافيات تكويناته اللونية </font>
<img alt="" src="http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue98/photos/26.gif" border=0>
<font color=crimson>وبالتالي فهو يركز على منح موضوعه الحياة والحيوية فهو لايستحضر الماضي لمجرد استحضاره بل لمنحه دفعة قوية نحو الامام والمستقبل، وهذه الحيوية الايقاعية والتصويرية تتبدى في اللوحات التي جسد فيها الالعاب الشعبية وغيرها من المضامين التي تتطلب وجود حركة ما تبعد اللوحة عن الطابع التسجيلي المحض.
اعمال سرور هي لقطات حرفية ومتنوعة، اسكتشات لعوالم وجد فيها الفنان نفسه ولعل معرفتنا بأنه مصور فوتوغرافي متميز قدم عبر صوره الكثير من اللقطات الاستثنائية ، معرفة هذا الامر تساعدنا كثيرا في فهم الآلية التي يتعامل معها، فهو ينظر اليها من زاوية المصور الفوتوغرافي ويتعاطى معها برؤية الرسام، هذه الفوتوغرافية ربما اعطت لأعماله الكثير من الخصوصية من حيث زوايا التعاطي مع الموضوع، وابعاد الرؤية للشكل المتعامل معه في اللوحة.
اذا هي لقطات عديدة صور ملونة وبهية لأزمنة وعوالم مضت وهي تجربة لفنان اراد ان يسجل مايريد بمحبة لمايريد وكشاهد عيان معايش للمرحلتين «ماقبل ومابعد».
لكن سرور وفي أعمال لاحقة بدأ يميل الى مايمكن تسميته تجريد الشفافيات المباشرة التي عرفتها تجاربه، عبر تجميع العمل الفني بهيكلية قوية حيث مازج بين اللون والشمع ليعيد تشكيل الواقع من جديد.
برز هذا الشيء في الاعمال التي تعاطى فيها مع البحر كقيمة تراثية ايضا لكنه اعتمد على بنائيات جديدة تبحث وتجسد عناصر البحر من رمل وصدف وقواقع، هاجرا السطح الى العمق ليتأمل عبر العديد من المقاطع المرجانية والاعشاب البحرية ومايوجد تحت البحر من الداخل، عبر هذه المزاوجة بين السطح والعمق نسج سرور تجربة جديدة له لكنه حافظ على حالة شبه احادية بمعنى ان اللوحة لا يمكن قراءتها الا كما هي وخاصة في استخداماته للشمع والصمغ الى جانب تعاطيه مع اللون والشكل والضوء لتتبدى فتنته الحقيقية بالطبيعة والمستويات اللونية.
في هذه المرحلة قدم سرور وبوضوح وعبر سلسلة من الاعمال حالة امتدادية لمجموع تجاربه السابقة التي تؤكد انه لايزال يعيش في سياق التجريب والبحث والتجديد وهي ميزة اساسية لأي فنان جاد، والجدير بالذكر ان عبيد سرورمن مواليد 1955 تخرج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وله العديد من المعارض الجماعية والفردية التي تجاوزت 18 معرضا فرديا.
</font>منقووووووووووول
</div></font></font>
<font face="arial, helvetica" size=3>
<div align=center><font color=darkblue>بسم الله الرحمن الرحيم</font>
<img alt="" src="http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue98/photos/23.gif" border=0>
<font color=crimson>حتى هذه اللحظة يظل تراث الامارات مادة محورية واساسية في الكثير من الفعاليات ولدى الكثير من الفعاليات ولعل هذا الاهتمام بالتراث نابع من التهديد الحقيقي الذي يتعرض له اضافة الى الحالة القاسية التي يتعرض لها من التغريب والاندثار امام جنون التغيير والتطور المتسارع على حساب اي شيء وبالشكل الذي لم تعد به خطوات الحفاظ عليه قادرة على القيام بدورها بالشكل الصحيح والمطلوب ومن هنا يمكننا القول ان الثمن الذي دفعته الخصوصية الاماراتية كان باهظا ولا يمكن تعويضه الا فيما نراه من حالات استذكارية تشبه كثيرا ذكر الميت الصالح وتعداد خصال المغفور له الحميدة.
ومن هنا كانت اللوحة التراثية مادة اجتمع على ضفافها غالبية الفنانين المحليين لكنهم سرعان ما هجروها مبتعدين نحو عوالمهم الخاصة ورؤاهم التي كونوها مع الزمن والتجربة ولا نبالغ بالقول ان التراث الاماراتي مع الحركة التشكيلية المحلية قد قطعا مشوارا طويلا بصورة مباشرة او غير مباشرة وعلى الرغم من ان العديد من الفنانين ابتعدوا كما اشرنا عن التراث الا انه ظل موجودا بصورة غير مباشرة فقلما نجد لوحة محلية بمنأى عن الرمز التراثي واحالاته العديدة.
ولعلنا حين نتحدث عن الفنان التشكيلي عبيد سرور فاننا نتحدث عن تجربة طويلة مع اللوحة التراثية تجربة عاش معها الفنان رحلة استحضارية واستنهاضية كمحاولة للوقوف في وجه كل هذه المتغيرات ومحاولة للدفاع عن الذاكرة المحلية والتي يمكن اعتبار عملية البحث عن مقوماتها واعادة طرحها واجباً وطنياً اذا مانظرنا الى الامر من زاوية الواقع الراهن للمعطى التراثي المحلي.
رسم عبيد سرور التراث ليس بوصفه مادة يمكن التعاطي معا كحالة تزينية بل كمادة تشبه في مقوماتها العمل التوثيقي والتسجيلي فأعماله نقلت الكثير من المفردات والملامح التراثية كالأعمال المهنية والالعاب الشعبية وعموم الطقوس والعادات الاجتماعية الخاصة والتي من نافل القول انها لاتزال قائمة.
اذا علاقة عبيد سرور مع التراث تجاوزت مفهوم الرسم كعملية فنية لتصل الى مايشبه تسجيل السيرة الذاتية كشاهد عانق وعايش وتلمس ألم الفقدان الذي يوصل المرء الى مايشبه الغربة و ولذلك كان الدفء قيمة اساسية في تفاصيل اعماله وكانت الحميمية اساسية في جميع استعاداته ولكن الم يقع سرور في المباشرة التي جعلت من اعماله عرضة للكثير من الانتقادات التي اعتبرته مكتفيا بدور الناقل غير المؤثر وان اعماله تفتقر لوجهة النظر والموقف مما يرسم ومما يحدث وخاصة انه وفي الكثير من اعماله نجد ذلك التركيز على الكتله على حساب محيطها والتركيز على مركزية الموضوع وتجاهل التفاصيل البنائية الاخرى.
وعلى الرغم من هذه الملاحظات التي طالت اعماله الا انه يبقى من اولئك الفنانين الذين لم يشاؤوا معالجة التغريب بالتغريب بل وجد ان القضية التي يعالجها تحتاج الى مثل هذه الالية في لعبة التعبير فتركيزه على الكتلة دون سواها كان عملية موفقة وخاصة من حيث الثقل الذي كان يعطيه لموضوعه الى جانب تركيزه على ايقاعيات بعينها تضاف اليها خطوطه وشفافيات تكويناته اللونية </font>
<img alt="" src="http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue98/photos/26.gif" border=0>
<font color=crimson>وبالتالي فهو يركز على منح موضوعه الحياة والحيوية فهو لايستحضر الماضي لمجرد استحضاره بل لمنحه دفعة قوية نحو الامام والمستقبل، وهذه الحيوية الايقاعية والتصويرية تتبدى في اللوحات التي جسد فيها الالعاب الشعبية وغيرها من المضامين التي تتطلب وجود حركة ما تبعد اللوحة عن الطابع التسجيلي المحض.
اعمال سرور هي لقطات حرفية ومتنوعة، اسكتشات لعوالم وجد فيها الفنان نفسه ولعل معرفتنا بأنه مصور فوتوغرافي متميز قدم عبر صوره الكثير من اللقطات الاستثنائية ، معرفة هذا الامر تساعدنا كثيرا في فهم الآلية التي يتعامل معها، فهو ينظر اليها من زاوية المصور الفوتوغرافي ويتعاطى معها برؤية الرسام، هذه الفوتوغرافية ربما اعطت لأعماله الكثير من الخصوصية من حيث زوايا التعاطي مع الموضوع، وابعاد الرؤية للشكل المتعامل معه في اللوحة.
اذا هي لقطات عديدة صور ملونة وبهية لأزمنة وعوالم مضت وهي تجربة لفنان اراد ان يسجل مايريد بمحبة لمايريد وكشاهد عيان معايش للمرحلتين «ماقبل ومابعد».
لكن سرور وفي أعمال لاحقة بدأ يميل الى مايمكن تسميته تجريد الشفافيات المباشرة التي عرفتها تجاربه، عبر تجميع العمل الفني بهيكلية قوية حيث مازج بين اللون والشمع ليعيد تشكيل الواقع من جديد.
برز هذا الشيء في الاعمال التي تعاطى فيها مع البحر كقيمة تراثية ايضا لكنه اعتمد على بنائيات جديدة تبحث وتجسد عناصر البحر من رمل وصدف وقواقع، هاجرا السطح الى العمق ليتأمل عبر العديد من المقاطع المرجانية والاعشاب البحرية ومايوجد تحت البحر من الداخل، عبر هذه المزاوجة بين السطح والعمق نسج سرور تجربة جديدة له لكنه حافظ على حالة شبه احادية بمعنى ان اللوحة لا يمكن قراءتها الا كما هي وخاصة في استخداماته للشمع والصمغ الى جانب تعاطيه مع اللون والشكل والضوء لتتبدى فتنته الحقيقية بالطبيعة والمستويات اللونية.
في هذه المرحلة قدم سرور وبوضوح وعبر سلسلة من الاعمال حالة امتدادية لمجموع تجاربه السابقة التي تؤكد انه لايزال يعيش في سياق التجريب والبحث والتجديد وهي ميزة اساسية لأي فنان جاد، والجدير بالذكر ان عبيد سرورمن مواليد 1955 تخرج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وله العديد من المعارض الجماعية والفردية التي تجاوزت 18 معرضا فرديا.
</font>منقووووووووووول
</div></font></font>