المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العيد



عاشقة الشمال
01-02-04 ||, 02:14 PM
<font color='#000000'><font face=tahoma>عيد

لأن اليوم، هو أوّل أيام العيد، ولأنني كئيب جداً وحزين، فإنني بصراحة، أريد أن أقطف لكِ باقة من الورود، من حديقة الجيران، ثم -وبكل تأكيد- سأذهب لرؤيتكِ.‏

وإذا لم أستطع أن أقطف باقة كاملة، فإنني سأكتفي بوردة واحدة، بعد أن أدخل الحديقة، وأطلب من صاحبها الجالس فوق الشرفة الصغيرة:‏

كل عيد وأنت بخير... سأقطف وردة حمراء، فقط، وردة واحدة.‏

وربما سيبتسم في وجهي الحزين، ويهز رأسه:‏

اقطف ولا يهمّك... على حسابك كل الورود.‏

سأذهب هذه الليلة لرؤيتك... لأنني بصراحة، اشتقتُ لعينيك كثيراً، إضافة إلى أنني وحيد وحزين، حزين أكثر مما يجب&#33;‏

وأعتقد أنني أعرف منزلك تماماً، وأعرف أيضاً أنه مكوّن من أربع غرف ومطبخ، وحمام خاص.‏

على فكرة:‏

نحن -أقصد المستأجرين- حمامنا مشترك ولا شك أن الحمام ضروري جداً لكل منزل... وربما يكون أهم شيء فيه، وأعتقد بأن لا فائدة أبداً من منازل وقصور جميلة إذا لم يكن بداخلها مراحيض مريحة، خاصة أو عامة، لا فرق، المهم أن تكون موجودة.‏

وأنتِ... لن تتوقّعي مجيئي في هذا اليوم بالذات، ربما نسيتني، أو قلت عني بأنني خائن، ولا أستحق حبّك الكبير، لأنني لم آتِ لرؤيتك في اليوم الثاني من معرفتنا.‏

معك حق، فقد مرّ على ذاك اللقاء حوالي سنة، كان ذلك في أول أيام العيد أيضاً، وكنت جميلة، أكثر من الجمال، وساحرة أكثر من السحر، وطيّبة أكثر من الطيبة.‏

بصراحة... كنت فتاة رائعة، وتستحقّين أن أحبّك كثيراً وكثيراً.. فوعدتك فعلاً بأن آتي لرؤيتك في اليوم الثاني.‏

فكّرت بكِ، وحلمتُ تلك الليلة بعينيك الفاتنتين.. وحين غفوت جئتني أيضاً في الحلم...‏

معك حق، كل الحق، في أن تعتبي علي جداً، لأنني لم أحضر في مساء اليوم الثاني، لأنني بصراحة...‏

آه... لن أقول السبب الآن... سأترك ذلك مفاجأة لبعض الوقت... لبعض الوقت فقط.‏

إنما أريد في هذه الليلة بالذات، أن أقطف وردة حمراء وأذهب لرؤيتك...‏

وإذا رأيت والدك مثلاً، أو أمكِ أو أحد إخوتكِ، فإنني لن أخفي أبداً سبب مجيئي:‏

"كل عيد وأنتم بخير... هذه الوردة الحمراء لابنتكم.."‏

وربما سترتسم على وجوهكم الحيرة والارتباك وسيحتّل وجهك الساحر خجلٌ واضح كبير.. ربما سترحبون بي... وهناك احتمال آخر أكثر توقّعاً. فربما مثلاً، سيتصل والدكِ بالشرطة.. أو أنه سيصفعني بقسوة ويطردني.‏

إنما... أتذكّر الآن تماماً، أنني لا أستطيع أن أقطف لك الورود... ولا حتى وردة حمراء واحدة، لأننا بصراحة، نحن الآن في فصل الخريف، وجيراننا لا يملكون أبداً حدائق خاصة، ولا عامة، لا يملكون ولا حتى باقة ورود فوق طاولاتهم أو على شرفات منازلهم... وأنا وحيد وحزين ولا أستطيع أيضاً أن أشتري لكِ الورود... لأن الورود غالية... خصوصاً إذا كانت حمراء، حمراء جداً&#33;&#33;‏ </font>

</font>