بن دبي
14-12-02 ||, 11:05 AM
<font color='#000000'><CENTER>إن كانت عجائب الدنيا سبعةً.. فالثامن حتماً هو .. وإن كانت المستحيلات ثلاثةً.. فالرابع حتماً هو .. وإن كانت سينفونيات بيتهوفن تسعةً .. فالعاشر حتماً هو ..
هو فاكهة الإمارات الصفراء .. وطفلها المدلل .. آســـر القلوب والألباب .. محبوب الجماهير .. وساحرها الأول ... الفنان .. الحريف .. الزلزال .. الخطير .. الموهوب .. شبيه الريح .. المستر هاتريك .. باتريـــوت .. كاريكا الإمـــارات .. الولد الشقي .. الزهـــري ... سمّـــــه ما شئت .. فكل الأسماء تختاره .. وكل الألقاب تحبه .. وكل الحروف تهواه .. بل إن كل حرف ذهب لغيره .. لطالما تمنـّــى أن يكون ملتصقاً بـــه ..!
مَن منا لا يحبه ؟.. ومَن منا لم يجرفه عشقه ؟.. بل ومن منا لم يجرِ حب المستديرة في دمه عند أول نظرة وقعت من أعيننا على فنه ..؟!
نعم هذا هو الزهري .. جمع الداء والدواء في قدميه .. فأمرضنا وداوانا .. أحرقنا وأطفانا .. أضحكنا وأبكانا .. تذكرناه في ليلنا ونهارنا .. وسرنا وعلانيتنا .. في مشرقنا و مغربنا .. وفي حلنا وترحالنا .. أحببناه صغاراً وكباراً .. شيباً وشباناً .. رجالاً ونساءً .. هو الماضي والحاضر والمستقبل .. هو أول الحلم وآخره .. وأعذب الأماني وأقساها ..
جمع كل ضدٍ في صفحاته .. حيث الدمعة والبسمة .. والصرخة والكتمة .. والإنتصار والهزيمة .. واللذة والمرارة .. والشوكة والوردة .. عاشرنا معه كل ضدين .. إلا الحب والكراهية ..! فلم نسمع عن أذن كرهت أعذب الألحان .. أو عين كرهت أنقى الأصناف .. أو قلب كره أجمل الأوصاف .. فالقلب يعشق كل جميل .. ومن لايعشق ( زهـيـر ) .. فلا قلب له ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z1.jpg
لا زلت أذكر بداية حبي لزهيـــر .. حيث تلك الموقعة المشهودة .. في رياض الخير .. وسط ملعب الملك فهد الدولي .. في مارس من عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين للميلاد .. في دورة كأس الخليج التاسعة تحديداً .. وتحت أنظار ثمانين ألف متفرج على المدرجات .. وأضعافهم من خارج الاستاد .. يشاهدون ما يحدث أمامهم .. حيث صدّقت العيون .. وكذبت العقول ..! مَن هذا الصغير القصير .. النحيل المكير ..؟؟ كيف يجرؤ على إسكات هذا الجمع الغفير ..؟؟ بل من يملك الجرأة أصلاً على مجرد تحدي أبطال نصف الكرة الأرضية ..؟؟ نعــم .. هو وحده فقط ..! هو وحده من حوّل عملاق آسيا - الدعيع - لدمية مرتين .. هو وحده من جعل لسان الحال ينطق أثناء المباراة (( يا ساتر )) .. وبعد المباراة (( الزلزال )) !! هو وحده فقط ... زهـيــر !
ومنذ ذلك التاريخ الجميل .. وعلى امتداد ثلاثة عشر عاماً .. كان ( زهير بخيت ) بطلاً لأجمل فصول مسرحية الكرة الإماراتية .. كان قضية بحد ذاتها .. حاضراً كان أم غائباً .. بطلاً كان أم منهزماً ..! حيث في العالم التالي .. عام ألف وتسعمائة وتسع وثمانين .. أجمل أعوام الكرة الإماراتية على الإطلاق .. عام الصعود الجميل إلى مونديال إيطاليا .. حيث دفع زهير ورفاقه الغالي والنفيس .. وتوجوا مجهودهم الرائع بصعود ولا أروع .. ومشاركة ثمينة أمام أفضل ثلاث وعشرين فريقاً كروياً على وجه الأرض .. ومع انتهاء المونديال انتهى ذلك الحلم الجميل .. ويا ليته لم ينتهي ..!
عامان بعد ذلك .. حيث كأسي آسيا والخليج .. وخلالهما يعزف الزهري والبرنس ورفاقهما أعذب الألحان .. إلى أن أتت لحظة قاسية .. فيها ظلم زهيــر نفسه ومحبيه .. واتُخذ بحقه قراراً بالإيقاف سنتين .. فحرم منتخبه من جهوده .. وفشل الأبيض بتكرار انجازه العظيم .. انجاز التأهل لكأس العالم .. في مناسبة فقد فيها الأبيض هويته الهجومية ...! وفي مناسبة تناسى فيها الجمهور من كان حاضراً .. وتذكر من كان غائباً ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z2.jpg
وتأتي سنة أخرى .. حيث كأس الخليج في أبوظبي .. ونجمنا الكبير يدخل القائمة بدون سابق استئذان .. حيث لم يلعب في بطوله لكي يروه .. ولم يشارك في دوري لكي يشاهدوه .. ومع ذلك ليس من اللائق أن تكون هناك مناسبة يكون فيها زهير موجوداً خارج الملعب والكرة تبحث عن قدميه داخل الملعب ..! إذاً هو في اختبار صعب .. وأي اختبار أصعب من اختبار جمهور أحبــك ..؟! وتبدأ صافرة البداية .. ويا سبحان الله .. من أول كرة لامست قدماه .. إذ بالجماهير تغفر لنجمها الكبير كل زلاته .. ويقابل الموهوب هذا الصفح الكريم بكرم أجزل منه .. حيث أجمل عروض السيرك الكروية .. وأحلى التبلوهات الإماراتية .. ويأتي تصريح ميشيل بلاتيني كالصاعقة .. حين سئل عن نجم الدورة وقال : (( رقم 11 من الإمارات )) .. بدون أدنى اعتبار لأي نجم مشارك في الدورة ..! وتنتهي البطولة كالكابوس على الإماراتيين .. حين أجمع الخبراء على بياض البطولة .. والنقاد على بياض البطولة .. والنجوم على بياض البطولة .. والجماهير على بياض البطولة .. إلا ( الحــــظ ) ..! وإذا الحظ قال لا .. فقل على الدنيا السلام ..! ولعله من الغريب والطريف أن يكون من أبرز أسباب ( ابتعاد ) البطولة عن الأبيض هو ( ابتعاد ) زهير ...!!
وتمر الأيام .. وتستضيف دار زايد أهم البطولات .. وكعادة زهير ورفاقه .. الإبداع يتواصل .. والتضحيات تتواصل .. والمساندة الجماهيرية تتواصل .. ويشق الأبيض طريقه في البطولة الآسيوية ويمر من كل الألوان .. ليواجه ( خصمه الأوحد ) .. ألا وهو الحظ .. ونخسر البطولة بركلات الحظ الترجيحية ..!
ويبدأ بعدها حلم آخر بغية الوصول لمونديال القرن في فرنسا .. ويقود الزهري كتيبته للاقتراب من الحلم الجميل .. غير أن هذا الحلم تلاشى ... بعد أن اصطدم الأبيض بأعند خصمين .. الحظ أولاً .. و ( ابتعاد زهير ) ثانياً ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z3.jpg
ولم نكن ندري أنه بانتهاء هذا الحلم .. سينتهي معه كل شيء ..!! سينتهي الأبيض بصولاته وجولاته .. سينتهي الأداء الجميل والمتناغم .. ستنتهي سنين من أخصب سنين كرة القدم العربية والآسيوية .. وليتهم اكتفوا بهذا الحد .. بل تمـــــادوا إلى قتل الإبداع .. ونجحوا فيما خططوا له .. نعم أضاعـــوك .. وأي فتىً أضاعوا .. وأي نجم أضاعوا ..؟؟!!! .. قتلوك دون أدنى حساب ونظر لتاريخك المشرق الجميل .. تناسوا بأنك فعلت ( الصعب ) وتركتهم يغرقون في بحور السهل .. نعم .. من السهل والجميل فعلاً أن تبكي عند الخسارة .. ولكنك فعلت الأجمل والأصعب .. لقد بكيت عند (( الفوز )) .. فأي شعور هذا ؟!.. ويأتي بعد ذلك حثالة من البشر ليتهموك بعدم الوطنيـــة ..!!! مع كامل الإعتذار لكلمة ( حثـــــالة ) ..!
رحـــل زهير .. وكان الأبيض من بعده ( لا شيء ) !.. حتى سمح لفرق بدون تاريخ أن تصنع لها تاريخاً مشرقاً على ظهر فارس أبيض جريح ... يتعاقب المدربون .. ويتعاقب الإداريون .. ويتعاقب اللاعبون .. والكل ينادي باسم ( زهير بخيت ) ..! ولكن لا حيـــاة لمن تنادي ..!! إلا أن جاء الفرج بيد إتحاد الكرة الجديد .. حيث أوصى رئيس الإتحاد - حفظه الله - برفع الإيقاف عن زهرة الإمارات الجميل .. وكأني بهذا القرار أتى كالماء البارد على الظمأ .. ففرحت الجماهير رقصاً .. وانتشت تغني طرباً .. وكأن الروووح قد عادت إلى الجســـد ..!! واستطاع هذا البطل في آخر فصول مسرحيته أن يقود منتخب الإمارات الذي كان قبل قدومه ( كالحمل الوديع ) .. إلى رابع أفضل منتخب في آسيا .. كإنجاز لم يكن لا على البال ولا على الخاطــر ...!
http://yellow2020.jeeran.com/z4.jpg
ومسرحية زهير مع الأصفر الجميل لا تختلف عن مسرحيته مع الأبيض العذب كثيراً .. حيث تلك الجملة الشهيرة انتقلت كما هي من الأبيض إلى الأصفر ... زهير موجود .. إذاً أداء راقي ونتائج وبطولات وكؤوس .. زهير موجود .. إذاً الأبيض موجود ، والأصفر موجود ... نعم هو من تغنت الجماهير الصفراء باسمه في كل مباراة .. حاضراً كان أم غائباً .. هو بنفسه من يعد سبباً رئيسياً من أسباب جماهيرية الوصل الجارفة على امتداد الإمارات العربية والخليج العربي والوطن العربي الكبير .. ياما أناسٍ عرفوا كرة القدم من خلال أقدام زهير .. ياما أناسٍ تولعوا في حب الوصل من جراء الأهداف وعروض الأوكروبات الزهيرية .. ياما مدرجات الوصل امتلأت من سكان جميع المناطق من أجل الإستمتاع بالفن الزهري الراقي ...
ولا ندري ما هو الرابط الوثيق الذي يربط بين ابتعاد النجم الكبير عن فريقه وبين الإنحدار الكبير في مستوى الفريق من بعده .. فها هو الأبيض قد شرب المر منذ أن ابتعد عنه زهير .. ولا زال طعم المرارة يسيطر على حلق الأبيض ومحبيه إلى يومنا هذا .. والآن مع الأصفر ..! حيث صار الأصفر من بعد موهبته الأولى إلى لون باهت لا يسر الناظرين .. وإلا لما رأينا ذلك العطش الجماهيري الرهيب من أبناء القلعة الصفراء على أيام جميلة .. سقاها الزهري بإبداعاته .. حتى باتت تلك الجماهير العريضة تطالب بنجمها المحبوب .. حتى وهو يستعد لمهرجان اعتزاله ...!!
http://yellow2020.jeeran.com/z5.jpg
ست بطولات رسمية مع لقبين كهداف للدوري ولقب كهداف للعرب ولقب كهداف للخليج وأكثر من مائة هدف .. في أقل من خمسة عشر عاماً فقط .. دليل قاطع على أنك أمام لاعب خرافي .. ونادر الوجود .. ويكاد يكون هو اللاعب الوحيد الذي تطالب به جماهيره بالمشاركة مع فريقه حتى بعد أن أعلن اعتزاله ..!! وليس أدل على ذلك أكثر من تلك الشهادات على نجوميته من نجوم وأساطير الملاعب العربية والعالمية .. فأن تكون نجماً مفضلاً لدى ماجد عبدالله وصالح النعيمة وجاسم يعقوب وميمي الشربيني وعبدالمجيد الشتالي ومدني رحيمي وميشيل بلاتيني وهيديتوشي ناكاتا .. فأنت بالفعـــل .. خرافة ..!!
زهيـــر .. لقد صرحت في نهاية مشوارك بأنك أنجزت في الملاعب الشيء الذي يجعلك أن تنظر خلفك وترسم على وجهك ابتسامة .. نعم من حقك أن تبتسم .. كيف لا وقد قدمت ما قدمت .. وصنعت ما صنعت ..! ولكن ما الذي تتوقعه أن يفعله جمهورك وهو ينظر خلفك .. إلى انجازاتك ..؟ ( سنبكـــــي ) !!.. نعم سنبكي .. سنبكي على زمنك وزمن رفاقك الذين رووا الملاعب بعرقهم ووضعوا بذرة الإنجازات الإماراتية الكروية .. ولكنها للأسف ذهبت لمن لا يقدرها ..! سنبكـــي حرقةً إلى أن تنجب حواء الكرة الإمارتية من له جزء من إخلاصك ووفائك ومهاراتك وإبداعك ... وأنـّـــــــى لهـــــــا ذلك ...!!
http://yellow2020.jeeran.com/z6.jpg
... زهير بخيـــــت .. هي كلمة وسنقولها .. بكل مرارة .. (( وداااعـــــــاً )) ... ولكم نتمنى بأن نستبدلها بــ ... إلى مزيد من الإبداع والتألق ...
.. لون الذهب ..</CENTER></font>
هو فاكهة الإمارات الصفراء .. وطفلها المدلل .. آســـر القلوب والألباب .. محبوب الجماهير .. وساحرها الأول ... الفنان .. الحريف .. الزلزال .. الخطير .. الموهوب .. شبيه الريح .. المستر هاتريك .. باتريـــوت .. كاريكا الإمـــارات .. الولد الشقي .. الزهـــري ... سمّـــــه ما شئت .. فكل الأسماء تختاره .. وكل الألقاب تحبه .. وكل الحروف تهواه .. بل إن كل حرف ذهب لغيره .. لطالما تمنـّــى أن يكون ملتصقاً بـــه ..!
مَن منا لا يحبه ؟.. ومَن منا لم يجرفه عشقه ؟.. بل ومن منا لم يجرِ حب المستديرة في دمه عند أول نظرة وقعت من أعيننا على فنه ..؟!
نعم هذا هو الزهري .. جمع الداء والدواء في قدميه .. فأمرضنا وداوانا .. أحرقنا وأطفانا .. أضحكنا وأبكانا .. تذكرناه في ليلنا ونهارنا .. وسرنا وعلانيتنا .. في مشرقنا و مغربنا .. وفي حلنا وترحالنا .. أحببناه صغاراً وكباراً .. شيباً وشباناً .. رجالاً ونساءً .. هو الماضي والحاضر والمستقبل .. هو أول الحلم وآخره .. وأعذب الأماني وأقساها ..
جمع كل ضدٍ في صفحاته .. حيث الدمعة والبسمة .. والصرخة والكتمة .. والإنتصار والهزيمة .. واللذة والمرارة .. والشوكة والوردة .. عاشرنا معه كل ضدين .. إلا الحب والكراهية ..! فلم نسمع عن أذن كرهت أعذب الألحان .. أو عين كرهت أنقى الأصناف .. أو قلب كره أجمل الأوصاف .. فالقلب يعشق كل جميل .. ومن لايعشق ( زهـيـر ) .. فلا قلب له ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z1.jpg
لا زلت أذكر بداية حبي لزهيـــر .. حيث تلك الموقعة المشهودة .. في رياض الخير .. وسط ملعب الملك فهد الدولي .. في مارس من عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين للميلاد .. في دورة كأس الخليج التاسعة تحديداً .. وتحت أنظار ثمانين ألف متفرج على المدرجات .. وأضعافهم من خارج الاستاد .. يشاهدون ما يحدث أمامهم .. حيث صدّقت العيون .. وكذبت العقول ..! مَن هذا الصغير القصير .. النحيل المكير ..؟؟ كيف يجرؤ على إسكات هذا الجمع الغفير ..؟؟ بل من يملك الجرأة أصلاً على مجرد تحدي أبطال نصف الكرة الأرضية ..؟؟ نعــم .. هو وحده فقط ..! هو وحده من حوّل عملاق آسيا - الدعيع - لدمية مرتين .. هو وحده من جعل لسان الحال ينطق أثناء المباراة (( يا ساتر )) .. وبعد المباراة (( الزلزال )) !! هو وحده فقط ... زهـيــر !
ومنذ ذلك التاريخ الجميل .. وعلى امتداد ثلاثة عشر عاماً .. كان ( زهير بخيت ) بطلاً لأجمل فصول مسرحية الكرة الإماراتية .. كان قضية بحد ذاتها .. حاضراً كان أم غائباً .. بطلاً كان أم منهزماً ..! حيث في العالم التالي .. عام ألف وتسعمائة وتسع وثمانين .. أجمل أعوام الكرة الإماراتية على الإطلاق .. عام الصعود الجميل إلى مونديال إيطاليا .. حيث دفع زهير ورفاقه الغالي والنفيس .. وتوجوا مجهودهم الرائع بصعود ولا أروع .. ومشاركة ثمينة أمام أفضل ثلاث وعشرين فريقاً كروياً على وجه الأرض .. ومع انتهاء المونديال انتهى ذلك الحلم الجميل .. ويا ليته لم ينتهي ..!
عامان بعد ذلك .. حيث كأسي آسيا والخليج .. وخلالهما يعزف الزهري والبرنس ورفاقهما أعذب الألحان .. إلى أن أتت لحظة قاسية .. فيها ظلم زهيــر نفسه ومحبيه .. واتُخذ بحقه قراراً بالإيقاف سنتين .. فحرم منتخبه من جهوده .. وفشل الأبيض بتكرار انجازه العظيم .. انجاز التأهل لكأس العالم .. في مناسبة فقد فيها الأبيض هويته الهجومية ...! وفي مناسبة تناسى فيها الجمهور من كان حاضراً .. وتذكر من كان غائباً ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z2.jpg
وتأتي سنة أخرى .. حيث كأس الخليج في أبوظبي .. ونجمنا الكبير يدخل القائمة بدون سابق استئذان .. حيث لم يلعب في بطوله لكي يروه .. ولم يشارك في دوري لكي يشاهدوه .. ومع ذلك ليس من اللائق أن تكون هناك مناسبة يكون فيها زهير موجوداً خارج الملعب والكرة تبحث عن قدميه داخل الملعب ..! إذاً هو في اختبار صعب .. وأي اختبار أصعب من اختبار جمهور أحبــك ..؟! وتبدأ صافرة البداية .. ويا سبحان الله .. من أول كرة لامست قدماه .. إذ بالجماهير تغفر لنجمها الكبير كل زلاته .. ويقابل الموهوب هذا الصفح الكريم بكرم أجزل منه .. حيث أجمل عروض السيرك الكروية .. وأحلى التبلوهات الإماراتية .. ويأتي تصريح ميشيل بلاتيني كالصاعقة .. حين سئل عن نجم الدورة وقال : (( رقم 11 من الإمارات )) .. بدون أدنى اعتبار لأي نجم مشارك في الدورة ..! وتنتهي البطولة كالكابوس على الإماراتيين .. حين أجمع الخبراء على بياض البطولة .. والنقاد على بياض البطولة .. والنجوم على بياض البطولة .. والجماهير على بياض البطولة .. إلا ( الحــــظ ) ..! وإذا الحظ قال لا .. فقل على الدنيا السلام ..! ولعله من الغريب والطريف أن يكون من أبرز أسباب ( ابتعاد ) البطولة عن الأبيض هو ( ابتعاد ) زهير ...!!
وتمر الأيام .. وتستضيف دار زايد أهم البطولات .. وكعادة زهير ورفاقه .. الإبداع يتواصل .. والتضحيات تتواصل .. والمساندة الجماهيرية تتواصل .. ويشق الأبيض طريقه في البطولة الآسيوية ويمر من كل الألوان .. ليواجه ( خصمه الأوحد ) .. ألا وهو الحظ .. ونخسر البطولة بركلات الحظ الترجيحية ..!
ويبدأ بعدها حلم آخر بغية الوصول لمونديال القرن في فرنسا .. ويقود الزهري كتيبته للاقتراب من الحلم الجميل .. غير أن هذا الحلم تلاشى ... بعد أن اصطدم الأبيض بأعند خصمين .. الحظ أولاً .. و ( ابتعاد زهير ) ثانياً ..!
http://yellow2020.jeeran.com/z3.jpg
ولم نكن ندري أنه بانتهاء هذا الحلم .. سينتهي معه كل شيء ..!! سينتهي الأبيض بصولاته وجولاته .. سينتهي الأداء الجميل والمتناغم .. ستنتهي سنين من أخصب سنين كرة القدم العربية والآسيوية .. وليتهم اكتفوا بهذا الحد .. بل تمـــــادوا إلى قتل الإبداع .. ونجحوا فيما خططوا له .. نعم أضاعـــوك .. وأي فتىً أضاعوا .. وأي نجم أضاعوا ..؟؟!!! .. قتلوك دون أدنى حساب ونظر لتاريخك المشرق الجميل .. تناسوا بأنك فعلت ( الصعب ) وتركتهم يغرقون في بحور السهل .. نعم .. من السهل والجميل فعلاً أن تبكي عند الخسارة .. ولكنك فعلت الأجمل والأصعب .. لقد بكيت عند (( الفوز )) .. فأي شعور هذا ؟!.. ويأتي بعد ذلك حثالة من البشر ليتهموك بعدم الوطنيـــة ..!!! مع كامل الإعتذار لكلمة ( حثـــــالة ) ..!
رحـــل زهير .. وكان الأبيض من بعده ( لا شيء ) !.. حتى سمح لفرق بدون تاريخ أن تصنع لها تاريخاً مشرقاً على ظهر فارس أبيض جريح ... يتعاقب المدربون .. ويتعاقب الإداريون .. ويتعاقب اللاعبون .. والكل ينادي باسم ( زهير بخيت ) ..! ولكن لا حيـــاة لمن تنادي ..!! إلا أن جاء الفرج بيد إتحاد الكرة الجديد .. حيث أوصى رئيس الإتحاد - حفظه الله - برفع الإيقاف عن زهرة الإمارات الجميل .. وكأني بهذا القرار أتى كالماء البارد على الظمأ .. ففرحت الجماهير رقصاً .. وانتشت تغني طرباً .. وكأن الروووح قد عادت إلى الجســـد ..!! واستطاع هذا البطل في آخر فصول مسرحيته أن يقود منتخب الإمارات الذي كان قبل قدومه ( كالحمل الوديع ) .. إلى رابع أفضل منتخب في آسيا .. كإنجاز لم يكن لا على البال ولا على الخاطــر ...!
http://yellow2020.jeeran.com/z4.jpg
ومسرحية زهير مع الأصفر الجميل لا تختلف عن مسرحيته مع الأبيض العذب كثيراً .. حيث تلك الجملة الشهيرة انتقلت كما هي من الأبيض إلى الأصفر ... زهير موجود .. إذاً أداء راقي ونتائج وبطولات وكؤوس .. زهير موجود .. إذاً الأبيض موجود ، والأصفر موجود ... نعم هو من تغنت الجماهير الصفراء باسمه في كل مباراة .. حاضراً كان أم غائباً .. هو بنفسه من يعد سبباً رئيسياً من أسباب جماهيرية الوصل الجارفة على امتداد الإمارات العربية والخليج العربي والوطن العربي الكبير .. ياما أناسٍ عرفوا كرة القدم من خلال أقدام زهير .. ياما أناسٍ تولعوا في حب الوصل من جراء الأهداف وعروض الأوكروبات الزهيرية .. ياما مدرجات الوصل امتلأت من سكان جميع المناطق من أجل الإستمتاع بالفن الزهري الراقي ...
ولا ندري ما هو الرابط الوثيق الذي يربط بين ابتعاد النجم الكبير عن فريقه وبين الإنحدار الكبير في مستوى الفريق من بعده .. فها هو الأبيض قد شرب المر منذ أن ابتعد عنه زهير .. ولا زال طعم المرارة يسيطر على حلق الأبيض ومحبيه إلى يومنا هذا .. والآن مع الأصفر ..! حيث صار الأصفر من بعد موهبته الأولى إلى لون باهت لا يسر الناظرين .. وإلا لما رأينا ذلك العطش الجماهيري الرهيب من أبناء القلعة الصفراء على أيام جميلة .. سقاها الزهري بإبداعاته .. حتى باتت تلك الجماهير العريضة تطالب بنجمها المحبوب .. حتى وهو يستعد لمهرجان اعتزاله ...!!
http://yellow2020.jeeran.com/z5.jpg
ست بطولات رسمية مع لقبين كهداف للدوري ولقب كهداف للعرب ولقب كهداف للخليج وأكثر من مائة هدف .. في أقل من خمسة عشر عاماً فقط .. دليل قاطع على أنك أمام لاعب خرافي .. ونادر الوجود .. ويكاد يكون هو اللاعب الوحيد الذي تطالب به جماهيره بالمشاركة مع فريقه حتى بعد أن أعلن اعتزاله ..!! وليس أدل على ذلك أكثر من تلك الشهادات على نجوميته من نجوم وأساطير الملاعب العربية والعالمية .. فأن تكون نجماً مفضلاً لدى ماجد عبدالله وصالح النعيمة وجاسم يعقوب وميمي الشربيني وعبدالمجيد الشتالي ومدني رحيمي وميشيل بلاتيني وهيديتوشي ناكاتا .. فأنت بالفعـــل .. خرافة ..!!
زهيـــر .. لقد صرحت في نهاية مشوارك بأنك أنجزت في الملاعب الشيء الذي يجعلك أن تنظر خلفك وترسم على وجهك ابتسامة .. نعم من حقك أن تبتسم .. كيف لا وقد قدمت ما قدمت .. وصنعت ما صنعت ..! ولكن ما الذي تتوقعه أن يفعله جمهورك وهو ينظر خلفك .. إلى انجازاتك ..؟ ( سنبكـــــي ) !!.. نعم سنبكي .. سنبكي على زمنك وزمن رفاقك الذين رووا الملاعب بعرقهم ووضعوا بذرة الإنجازات الإماراتية الكروية .. ولكنها للأسف ذهبت لمن لا يقدرها ..! سنبكـــي حرقةً إلى أن تنجب حواء الكرة الإمارتية من له جزء من إخلاصك ووفائك ومهاراتك وإبداعك ... وأنـّـــــــى لهـــــــا ذلك ...!!
http://yellow2020.jeeran.com/z6.jpg
... زهير بخيـــــت .. هي كلمة وسنقولها .. بكل مرارة .. (( وداااعـــــــاً )) ... ولكم نتمنى بأن نستبدلها بــ ... إلى مزيد من الإبداع والتألق ...
.. لون الذهب ..</CENTER></font>